Connect with us

على مسؤوليتي

هل تخلى الغرب عن دعم إفريقيا في مواجهة خطر الإرهاب؟

نشرت

في

* سعيد الكحل
تجمع التقارير الدولية، سواء الصادرة عن الأمم المتحدة أو عن معاهد مختصة مثل «معهد الاقتصاد والسلام» و”مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية” وغيرهما، على تحذيرها من التهديد الخطير الذي بات يشكله الإرهاب على العالم عموما (ارتفع عدد الدول التي شهدت هجمات إرهابية سنة 2024 من 58 إلى 66 دولة ــ شهدت 6 دول هي السويد وأستراليا وفنلندا وهولندا والدنمارك وسويسرا، هجمات إرهابية خلال 2024 رغم أنها لم تسجل أي هجمات خلال السنوات الخمس السابقة ــ بحيث ارتفع معدل الهجمات الإرهابية في الغرب لأول مرة منذ عام 2017؛ إذ تم تسجيل 52 هجومًا في عام 2024، مقابل 32 هجومًا خلال عام 2023، نفذته التنظيمات الإرهابية الأربع الأكثر فتكًا : داعش، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حركة طالبان الباكستانية وحركة الشباب الصومالية).

أما على الصعيد الإفريقي، فقد سجل آخر تقرير صدر عن «مؤشر الإرهاب العالمي» أن إجمالي ضحايا الإرهاب في العالم عام 2024 وصل إلى 7555 قتيلاً، وأن منطقة الساحل وحدها سقط فيها 3885 قتيلاً، أي بنسبة 51 في المائة (ارتفعت الوفيات بنحو عشرة أضعاف منذ عام 2019). الأمر الذي جعل التقرير يصف منطقة الساحل بأنها «بؤرة الإرهاب العالمي» للعام الثاني على التوالي.

وأظهرت إحصائيات نشرها “مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية” – مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأميركية – سقوط قرابة 4 آلاف شخص في أفريقيا خلال 2023 بسبب الهجمات الإرهابية؛ بزيادة بلغت نحو 19 في المائة مقارنة بالعام 2022؛ وأظهر تقرير “معهد الاقتصاد والسلام” عام 2025، أن عدد الوفيات الناجمة عن الصراعات في منطقة الساحل وصل إلى أعلى مستوى له منذ إنشاء مبادرة مكافحة الإرهاب، متجاوزًا 25 ألف حالة وفاة لأول مرة في عام 2024، منها 4794 حالة وفاة مرتبطة بالإرهاب.

وبذلك وصف الوضع في مالي والنيجر وبوركينا فاسو بأنه «عالي الخطورة»، وأن هذه الدول الثلاث «هي الأكبر تضرراً» من تصاعد خطر الإرهاب. وبإقرار من الأمم المتحدة، فإن نحو نصف بوركينا فاسو أصبح الآن خارج سيطرة الحكومة. وشهد الصومال بدوره، وفقًا للمركز “زيادة بنسبة 22% في الوفيات في عام 2023 – ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 7643 حالة وفاة”. وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت، بداية عام 2024، أن قارة أفريقيا تمثل أكبر بؤرة للإرهاب على مستوى العالم، وأن نسبة 77 في المئة من الأعمال الإرهابية المقترفة في العالم خلال عام 2023 مسجلة فيها.

جهود دولية دون إستراتيجية محددة.
تتوالى الأصوات المنذرة والمحذرة من تفاقم مخاطر الإرهاب في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل، بينما يقابلها تجاهل شبه تام من طرف التحالف الدولي ضد الإرهاب، خصوصا بعد سحب فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية قواتهما العسكرية من دول الساحل. وضع تستغله التنظيمات الإرهابية في استقطاب المقاتلين من مختلف جهات العالم وفي تمددها المتواصل أمام هشاشة الدول وضعفها العسكري واحترابها الداخلي. في هذا الإطار قالت المستشارة السياسية لغرب أفريقيا بمؤسسة “كونراد أديناور” لمشروع مكافحة التطرف “آنا واسرفال” إن “جماعة ’نصرة الإسلام والمسلمين‘ و’ولاية غرب أفريقيا‘ وتنظيم ’الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى‘ تعمل على زيادة نفوذها بصورة مطردة، وأصبحت القارة الأفريقية ذات أهمية متزايدة بالنسبة إليها، وأصبحت منطقة الساحل في غرب أفريقيا مركز الإرهاب العالمي منذ عام 2022”.

وتقدر لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، تراقب أنشطة المنظمتين، أن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الفصيل المتحالف مع “القاعدة” الأكثر نشاطاً في منطقة الساحل، لديها نحو 6 آلاف مقاتل، نحو 3 آلاف منهم مرتبطين بتنظيم “داعش”.

عشرات المؤتمرات والقمم التي انعقدت في إفريقيا وخارجها حول سبل محاربة الإرهاب ودعم الدول الإفريقية في حربها ضد الإرهاب دون جدوى. إذ يظل الإرهاب يتمدد رغم الوعود و”الجهود” الغربية والأممية في مواجهة الإرهاب، ومنها:
1 ـ إنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد (مينوسما) انتهت مهمتها نهاية 2023.
2 ـ عملية برخان لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الأفريقي في 2014، في 2022.
3 ـ G5 شكلتها خمس دول في الساحل الأفريقي، سنة 2017، برعاية فرنسية. انتهت مع الانقلابات العسكرية.
4 ـ القيادة العسكرية “أفريكوم” AFRICOM بفروعها الثلاثة:
القيادة المركزية للولايات المتحدة (سنتكوم) وتشمل مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وكنيا وسيشل.
القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي الهندي (باكوم) ويقع ضمن اختصاصاتها مدغشقر والمحيط الهندي.
القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا (إيوكوم) وهي مسؤولة عن باقي الدول الأفريقية وعددها 41 دولة.
5 ـ “مبادرة عموم الساحل” الأمريكية التي تم إنشاؤها في نوفمبر 2002.
6 ــ “مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء” التي حلت محل “مبادرة عموم الساحل” في 2005.
7 ــ برنامج شراكة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء لفائدة مالي، موريتانيا، تشاد والنيجر.
8 ـ مشروع I-EAC بدأ في دجنبر 2019 واستمر حتى نهاية شتنبر 2023.

كل هذه “الجهود” لم تقض على الإرهاب الذي شهد ارتفاعا كبيرا في معدلات عملياته الإجرامية وأعداد ضحاياه. وقد فسر هذا التناقض بين الجهود وبين النتائج، المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى منطقة الساحل، جيه بيتر فام، بقوله: “لقد قمنا بالكثير من الأشياء بشكل جيد على المستوى التكتيكي، بما في ذلك تدريب القوات الخاصة، لكنها لم تكن مرتبطة باستراتيجية أكبر، خاصة أن غرب أفريقيا هي منطقة شاسعة وشبه قاحلة تقع جنوب الصحراء الكبرى حيث تركزت جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب”.

أمام تجدر التنظيمات الإرهابية وتمددها في إفريقيا، من جهة، وعدم جدوى الجهود الدولية، من جهة أخرى، اضطرت بعض دول الساحل إلى إنشاء تكتلات عسكرية لمواجهة خطر الإرهاب. ففي مارس 2024أعلن قادة جيوش النيجر ومالي وبوركينافاسو عن تشكيل “قوة مشتركة” لمحاربة التنظيمات الإرهابية. وفي أبريل 2024، انعقدت بالعاصمة النيجرية أبوجا، قمة أفريقية تحت عنوان «دعم التعاون بين الهيئات الإقليمية لمواجهة تهديدات الإرهاب لأفريقيا» خُصصت لوضع استراتيجية أكثر إحكاما لمواجهة تزايد وتجذر الإرهاب. وتقرر في القمة تأسيس مركز أفريقي لمحاربة الإرهاب مهمته جمع وتبادل المعلومات ودعم قدرات الدول في مواجهة ظاهرة العنف المسلح. إلا أن ضعف الإمكانيات العسكرية واللوجيستية لدول الساحل يحد من قدراتها في التصدي لخطر الإرهاب؛ الأمر الذي يستوجب دعما دوليا حقيقيا عبر تشكيل تحالف عسكري مهمته محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة على النحو الذي حارب به التحالف الدولي داعش في العراق وقضى على “خلافته” المزعومة.

مبادرات المغرب وجهوده.
ان وعي المغرب بمخاطر الإرهاب جعله ينخرط، مبكرا، في التحالف الدولي ضد الإرهاب. فالمغرب، مدرك، كما قال السيد بوريطة، عند افتتاح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالرباط، أن أفريقيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى عمل “فوري وحازم” لتحقيق الاستقرار في القارة وتعزيز أمنها وتمكينها من التركيز على التنمية المستدامة. فالمغرب مستهدف من طرف التنظيمات الإرهابية منذ 2002، وتعاظم هذا التهديد مع تجدر الإرهاب في منطقة الساحل وتورط الجزائر في دعم الإرهابيين وتمويلهم لمهاجمة المغرب (هجوم أطلس أسني، أسلحة خلية أمغالا، أسلحة خلية “أسود الخلافة” بنواحي الرشيدية) ودول الساحل، خاصة مالي التي أدانت، في أكثر من مناسبة، “قرب الجزائر وتواطؤها مع المجموعات الإرهابية التي تزعزع استقرار مالي” (نشر ناشطون ماليون يوم 17 مارس 2025 صورا لشاحنات جزائرية كانت تحمل أسلحة للإرهابيين تم استهدافها بطائرات مسيرة مالية).

لهذا، المغرب معني مباشرة بأمن واستقرار دول الساحل التي تشكل مجاله الأمني الحيوي الذي لا ينبغي أن يُترك لتعبث به التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها. لأجل ذلك لا يدخر المغرب جهدا في دعم الجهود الدولية والإفريقية لمحاربة الإرهاب وتشجيع المبادرات، وفي مقدمتها: المبادرات الإفريقية في مكافحة الإرهاب، من قبيل “منصة مراكش لرؤساء وكالات الأمن ومكافحة الإرهاب في إفريقيا”، التي تم تطويرها بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكذا “مسلسل أبوجا” و”مبادرة أكرا”؛ بالإضافة إلى التعاون العسكري والأمني بين المغرب ودول الساحل بهدف تأهيل وتدريب الأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة خطر الإرهاب.

وكان من ثمرات هذا التعاون انعقاد الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بباماكو بين المغرب ومالي في فبراير 2025. كما تم توقيع اتفاقية جديدة لتعزيز التعاون العسكري بين المغرب والكمرون، يوم 18 مارس 2025، تشمل مجالات التكوين والتدريبات العسكرية وتبادل الخبرات وتعزيز التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة. وقبلها، في يوليوز 2024، تم توقيع اتفاق للتعاون العسكري بين المغرب وبوركينا فاسو يشمل مجالات التكوين والتدريبات والتمارين والدعم التقني وتبادل الخبرات والصحة العسكرية. وفي أبريل 2024، استقبلت قيادات في القوات المسلحة الملكية وفدا عسكريا رفيع المستوى من دولة النيجر، حيث تم التشديد على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة في سبيل تعزيز القدرات العسكرية ومكافحة التهديدات الأمنية المشتركة. بالموازاة، عزز المغرب تعاونه العسكري مع موريتانيا من أجل ضمان أمن الحدود ومكافحة الهجرة غير النظامية والأنشطة غير المشروعة العابرة للحدود، وهو ما يساهم في تعزيز استقرار المنطقة، خصوصا بعد انضمام موريتانيا للمبادرة الملكية بمنح دول الساحل منفذا إلى المحيط الأطلسي.

دعم إيران للإرهابيين في إفريقيا.
استنادا إلى عدة تقارير صحفية ومعطيات ميدانية، فإن تحالفات برجماتية تمت بين جماعة الحوثي وبين التنظيمات الإرهابية، منها تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية. وبمقتضى هذا التحالف يتولى تنظيم القاعدة وحركة الشباب تهريب الأسلحة والمواد اللازمة لفائدة الحوثيين داخل اليمن مقابل حصولهما على طائرات مسيرة من صنع إيراني لتوسيع نفوذهما في القارة الإفريقية. وسبق للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة أن اتهمت إيران بتورطها في دعم جماعات مسلحة إرهابية في الصومال عبر الحوثيين في اليمن. فإيران تتبادل المنافع مع حركة الشباب بحيث تزودها بالدعم المادي واللوجستي مقابل حصولها على اليورانيوم من المناجم الخاضعة لسيطرتها لاستخدامه في برنامجها النووي.

خطورة الدعم الإيراني كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير يكشف عن تطور نوعي في تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، مما قد يجعلها أكثر سرية وقادرة على التحليق لمسافات أطول. ووفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث تسليح الصراعات (Conflict Armament Research)، وهي منظمة بريطانية متخصصة في تعقب الأسلحة المستخدمة في النزاعات حول العالم، فإن الحوثيين حصلوا على مكونات متطورة لخلايا وقود الهيدروجين يمكن استخدامها في تشغيل الطائرات المسيرة. وبحسب نفس التقرير فإن استخدام خلايا وقود الهيدروجين يجعل الطائرات المسيرة تطير لمسافات أكثر من 2000 ميل.

ولا شك أن إمكانية حصول التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل على هذا النوع من الطائرات وارد جدا بفعل التحالفات بينها وبين جماعة الحوثي. الأمر الذي سيسمح للإرهابيين بمهاجمة أهداف بعيدة المدى، وقد تكون من بينها أهداف مغربية بالأقاليم الصحراوية. وسبق لـ«معهد دراسات الحرب» الأميركي أن رجّح، في تقرير له، أنه رغم الصراع العنيف بين «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» و«داعش» على النفوذ في المنطقة، فإنهما «يتعاونان على الأرجح مع فاعلين محليين في منطقة الساحل والصحراء، من أجل توسيع عملياتهما في المنطقة، ودعم الهجمات الموجهة ضد الجيوش النظامية، خصوصاً في النيجر ومالي». ولعل إدراك المغرب لخطورة هذا التحالف على أمنه، هو الذي جعله يدرس، وفقا لتقرير صحيفة “لاراثون” الإسبانية بتاريخ 3 مارس 2025، إنشاء قاعدة عسكرية في أقصى جنوب الصحراء المغربية، بهدف تنفيذ ضربات جوية ضد الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا، وبالتعاون مع سلطات النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

نشرت

في

بواسطة

أصدر شيوخ تنظيمات جماعة الإخوان بالمغرب، يوم 12 أبريل 2025، ” بيان شرعي يحرم، ويدين رسوّ سفن أمريكية بميناء طنجة محمّلة بعتاد عسكري موجه للكيان الصــهيـوني”، تجاوزوا فيه حدود الشرع الذي يعلي من قيمة الوطن ويجعل التضحية من أجله استشهادا، بأن حرّموا رسو سفن دولة صديقة وداعمة للوحدة الترابية للمغرب؛ مما يعرض مصلحة الوطن للخطر.

وقد وضعهم بيانهم هذا خارج دائرة الوطن وأظهر عدم ولائهم له واستعدادهم للتضحية بمصالحه العليا. فلا حب لهم للوطن ولا استعداد للتضحية من أجله. علما أن النصوص الشرعية تحث وتحبب الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله (من قاتل دون أرضه فهو في سبيل الله).

بل إن القرآن الكريم، أعلى من قيمة حب الوطن وجعلها في مقام حب النفس كما في قوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾. وقد فسر الفخر الرازي الآية بأن الله جعل فراق الوطن معادلاً لقتل النفس. ولذلك قال العز بن عبد السلام: “اعتناء الشرع بالمصالح العامة، أوفر وأكثر من اعتنائه بالمصالح الخاصة”.

كما تجاوز أصحاب البيان، حدود الواقع بتنكّرهم لجسامة التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب المغربي من أجل الوحدة الترابية على مدى نصف قرن، وتجاهلهم لحجم المخاطر والمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن، وعلى رأسهم النظام الجزائري الذي يصرف ثروات الشعب في التسلح وتمويل الإرهاب بهدف تقسيم المغرب وتدمير كيانه.

إن الموقعين على البيان تطاولوا على وظيفة الإفتاء. فهم ليسوا أعضاء في مؤسسة دينية رسمية مختصة بالإفتاء، ولا يمثلون المجلس العلمي الأعلى الذي هو، بمقتضى الدستور “الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”. بل هم في غالبيتهم ينتمون لحركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان وبعض المتورطين في ملفات الإرهاب ومن عُرف عنهم “التْبَحْلِيس” للخوانجية، لا تهمهم “غزة ولا تازة”، وإنما مهمتهم تنفيذ الإستراتيجية التي رسمها المرشد العام للتنظيم الدولي للإخوان في مصر، مصطفى مشهور، والتي كشفت عنها رسالته إلى قياداتها سنة 1996. ومن أهدافها الأساسية نزع الشرعية الدينية والشعبية عن الملك. وقد اتخذوا لهم سبلا خبيثة منها:

1 ـ التشكيك في الأهلية الدينية لأمير المؤمنين: إذ سبق لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، أحمد الريسوني، أن قال، في حوار لصحيفة “Aujourd’hui le Maroc” ماي 2003، بأن جلالة الملك محمد السادس غير مؤهل ليتولى مسؤولية إمارة المؤمنين، وطالب أن تسند لغيره. والريسوني اليوم هو على رأس الموقعين على النداء خدمة/تنفيذا لنفس الأجندة التي انخرط فيها منذ اعتناقه لإيديولوجية الإسلام السياسي.

2 ـ تكفير الملك بفتاوى مرشد جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، ومنها:

أ ـ إن الملك يمثل المنكر والخروج على الدين (المنكر الأكبر هو حكم المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون )(ص 146 الإحسان2).

ب ـ إنه وثني وبالتالي كافر بسبب اتخاذه شعار: الله، الوطن، الملك، شعارا للمملكة. إذ سبق لياسين أن خاطب الملك الحسن الثاني رحمه الله، في رسالة “الإسلام أو الطوفان” بقوله (تب إلى الله من تألهك وشركك لأنك جعلت شعار جيش المسلمين ثالوثا تشرك نفسك فيه وتؤلهها، وإن تثليث النصارى حين ينادون الأب والابن والروح القدس لشرك أهون خطرا من شركك حين تفرض على المسلمين أن ينادوا الله والوطن والملك ومن الشعار تتولد طقوس الكفر التي تحشد لإقامتها كل قوتك فاتخذت لنفسك أعيادا لم يأمرنا بها الله).

وها هم أصحاب البيان يكرسون النهج التكفيري لياسين: “نعلن ما يلي:

1- يُحرَّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلسـطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ”.

مغالطة المصادرة على الإشاعة.

لدوافعهم الخبيثة، أسس أصحاب البيان فتواهم على “مغالطة المصادرة على الإشاعة” وكأنها حقيقة ثابتة مستغلين صمت الجهات المسؤولة على ميناء طنجة (الوزارة، إدارة الميناء، الحكومة) كالتالي: ” نُعلن رفضنا التام لما تردَّدَ من سماح السلطات المغربية برُسوّ سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، تحمل قِطَعَ غِيارٍ لطائرات حربية موجهة إلى الكيان الصهيوني المحتل، الذي يواصل عدوانه الغاشم على شعبنا في غـزة وسائر فلسـطين”. إذ لم يكلفوا أنفسهم مراسلة الوزارة أو طرح سؤال على الحكومة من طرف أحد برلمانيي حزب العدالة والتنمية لمعرفة الحقيقة. وكان أحرى بهم استحضار التنبيه الإلهي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾؛ لكن الخبث والتآمر على النظام أعميا بصيرتهم. فغايتهم ليس البحث عن الحقيقة بقدر ما هي إلصاق تُهم “الخيانة” “والمشاركة” و”التواطؤ” للنظام لضرب شرعيته الدينية والشعبية بشكل صارخ: “إن تسهيل مرور هذه القطع الحربية تواطؤٌ مادي ومعنوي مع آلة القتل الصـهيونية، ومشاركةٌ في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعَدّ خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطــبيع”.

لقد تنكّر أصحاب البيان لكل الجهود التي بذلها ملك المغرب ولا يزال يبذلها لصالح الفلسطينيين، سواء من خلال بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيين في مواجهة خطط التهويد (الوكالة أنجزت ما بين 2000 و2022، نحو 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة، استفادت منها فئات المجتمع المقدسي كافة. وبلغت كلفة هذه المشاريع ما مجموعه 64 مليون دولار، شملت مجالات الإعمار والصحة والتعليم، ومشاريع دعم الأيتام والأرامل والمسنين والأشخاص في وضعية الإعاقة). علما أن المساهمات المالية للدول في الوكالة توقفت منذ عام 2011؛ إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأي مساهمة من أي دولة باستثناء المملكة المغربية التي ظلت هي «الممول الوحيد لهذه المؤسسة بنسبة 100 في المائة في صنف تبرعات الدول»، ونحو 70 في المائة في صنف «تبرعات المؤسسات والأفراد» وفق ما أكده السيد محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، في فبراير 2023.

فضلا عن المبادرات الإنسانية للمغرب عبر بناء مؤسسات صحية (إعادة بناء وتجهيز مستشفى القدس التخصصي في غزة بعد تدميره بالكامل سنة 2008)، وجامعية (إعادة بناء كلية الزراعة والبيئة ومنشآتها المختلفة، بعد أن تم تدميرها بالكامل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة سنة 2009 بقيمة 4.5 مليون دولار من المال الخاص لجلالة الملك)، يضاف إليها بناء مستشفيات ميدانية في فترتي وباء كورونا والحرب على غزة، وإرسال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.

وتكفي هنا الإحالة على بيانات منظمة التحرير الفلسطينية وهي تعبر”عن تقديرها لثبات ووضوح مواقف القيادة المغربية بشأن القضية الفلسطينية وكذا الدعم والمساندة الذي تقدمه الرباط للمقدسيين وجهودها المتواصلة لصيانة مدينة القدس والحفاظ على معالمها الإسلامية”. وحظيت المبادرة الملكية للتخفيف من أزمة الفلسطينيين المالية، من خلال تدخل جلالته لدى حكومة إسرائيل للإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة، بتقدير عال من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي وجهت (فبراير 2025) عبر أمين سر لجنتها التنفيذية، حسين الشيخ، الشكر للعاهل المغربي، الملك محمد السادس والحكومة المغربية، مثمنة “هذا الجهد الاخوي المتواصل والمستمر في دعم صمود وثبات شعبنا على أرض وطنه”.

وكانت آخر مبادرة أطلقتها وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، يوم الاثنين 15 أبريل 2025، تهم التكفل ب 300 طفل مبتور الأطراف، و500 طفل يتيم ضمن مشروع كفالة اليتيم المقدسي الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس الشريف منذ سنة 2008. فليعلم موقعو البينا أنه لما اختار القادة العرب الحرب ضد إسرائيل كان المغرب أول المشاركين فيها، ولما انحازوا للسلم عبر مبادرة “الأرض مقابل السلام”، دعم المغرب ويدعم جهود السلام التي أثمرت اتفاق أوسلو الذي انقلب عليه تجار وسماسرة القضية الفلسطينية خدمة لمصالحهم المناقضة لمصلحة الفلسطينيين.

إن اللؤم والعقوق من أبرز سمات الموقعين على البيان والواقفين خلفه لدرجة أنهم تجاهلوا، كلية، تضحيات الجنود المغاربة بدمائهم الزكية، في حرب 73؛ وكذا الالتزامات المغربية الرسمية وتأكيدات العاهل المغربي، في كل المناسبات، على أن القضية الفلسطينية “تعد من أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة”

ضرب المصالح العليا للوطن.

لا تخفى على المواطن النبيه أن ارتفاع وتيرة المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية وتمددها هما ليس بغاية وقف الحرب في غزة، بل المستهدف منها هو النظام الملكي واستقرار الوطن. ذلك أن تنظيمات الإسلام السياسي متأكدة من قوة النظام وتجذر الملكية في وجدان الشعب المغربي، فضلا عن قوة الدولة المغربية بكل مؤسساتها، وخاصة الأمنية والعسكرية؛ الأمر الذي يجعل إمكانية الانقلاب على النظام أو السيطرة على الدولة، أو حتى إشعال ثورة، من سابع المستحيلات.

وقد حاولت ولا تزال، يائسة، جماعة العدل والإحسان تشكيل تحالف موسع مناهض للنظام. لهذا، وإدراكا منهم بأهمية التحالف الإستراتيجي الأمريكي ـ المغربي ـ الإسرائيلي في تزويد المغرب بأسباب القوة العسكرية لمواجهة المخاطر التي تتهدد أمنه واستقراره، خصوصا من طرف النظام الجزائري الذي ير ى فيه الإسلاميون عاملا حاسما في إنهاك النظام وإضعافه في حالة شن الحرب ضد المغرب؛ نجدهم يكثفون المظاهرات والمسيرات للضغط على النظام حتى يلغي اتفاقية أبراهام. فيكون لهذا الإلغاء تداعيات خطيرة على باقي الاتفاقيات العسكرية والدبلوماسية والأمنية مع أمريكا وإسرائيل، بحيث تتراجعان عن الاعتراف بمغربية الصحراء وتلغيان تزويدهما للمغرب بأحدث أنواع الأسلحة الرادعة للعدوان الخارجي؛ مما يجعل ظهر المغرب مكشوفا لأعدائه.

تلك أوهامهم وأوهام اليسار المفلس. فلا غرابة أن تتواطأ تنظيمات الإسلام السياسي مع أعداء الوحدة الترابية للمغرب لضرب أسس العلاقات القوية للمغرب مع حليفيه الأساسيين في حربه ضد أعدائه. ولعل إحاطة ‏مبعوث الأمين العام للصحراء المغربية، السيد ستافان دي ميستورا، في إطار مشاورات مجلس الأمن بنيويورك يوم 14 أبريل 2025، كافية لوصف خطورة الأوضاع على الحدود مع الجزائر، حيث جاء فيها “في الواقع، لم نشهد أي تحسن في العلاقات الجزائرية-المغربية، بل على العكس تماماً. إن تحسناً من هذا النوع يُعد شرطاً ضرورياً لتفادي خطر نشوب صراع إقليمي، بالنظر إلى التوترات المستمرة، وانعدام الاتصال الدبلوماسي، وإغلاق الحدود، والزيادة الكبيرة في مشتريات الأسلحة والنفقات المرتبطة بها”.

وقد زاد سعار هذه التنظيمات لما تيقنت من عزم الإدارة الأمريكية، في عهد الرئيس دونالد ترامب، على إنهاء ملف الصحراء المغربية؛ الأمر الذي سيعصف بكل أوهامهم ورهاناتهم الخاسرة. إن أمريكا، بحكم وزنها في مجلس الأمن، تملك مفاتيح الملف، وقوة داعمة عسكريا ودبلوماسيا للمغرب؛ وأي إفساد للعلاقات معها هو حرمان للمغرب من دعمها. وسبق للعاهل المغربي أن نوه بأهمية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في خطاب المسيرة 2021 ” وإننا نعتز بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه. وهو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية. فهذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية”.

ومن أجل حرمان المغرب من الدعم الأمريكي، لم يكتف الخوانجية بالمظاهرات والمسيرات من أجل إلغاء التطبيع، بل أرادوها مسيرات لمنع رسو السفن الأمريكية في الموانئ المغربية بذريعة نقلها الأسلحة لإسرائيل. وما يفضح مخططات لخوانجية، هو سكوتهم المطبق عن القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا وقطر التي تُشحن إليها الأسلحة الفتاكة ومنها إلى إسرائيل، وكذا ابتلاع ألسنتهم عن المناورات العسكرية المشتركة بين قطر وإسرائيل، ثم دعمهم لتركيا أردوغان رغم التبادل التجاري والتعاون العسكري بينها وبين إسرائيل والذي لم يتوقف طيلة الحرب على غزة. وقد تداولت مواقع الاجتماعي صورا لشظايا صواريخ تركية استعملتها إسرائيل لقتل أطفال غزة. فلسان حال لخوانجية يقول: التطبيع حلال على قطر وتركيا، حرام على المغرب.

الإخوان لا يؤمنون بالأوطان.

إن شيوخ الإخوان ومن وقّع معهم على البيان لا يؤمنون بالوطن ولا بالمواطنين. وكيف لهم أن يؤمنوا به وهم أسسوا تنظيماتهم وفق إستراتيجية مناهضة للأنظمة المدنية والديمقراطية. جميعهم يسعون إلى تطبيق الشريعة وإقامة نظام الخلافة على أنقاض الدولة المدنية. بل من الموقعين من كانوا قياديين في تنظيمات إرهابية وحوكموا في ملفات الإرهاب. ولولا العفو الملكي لظلوا في السجن سنين عددا. فهل لمثل هؤلاء يحق لهم الحديث عن الوطن أو الشعب وهم الذين خططوا لتفجير المنشآت الأمنية والاقتصادية والسياحية والأسواق العمومية؟.

إن التاريخ يُسجل أن تنظيمات الإسلام السياسي لم يصدر عنها موقف وطني واحد منذ اندلاع الصراع المفتعل من طرف النظام الجزائري ضد المغرب. ذلك أن هذه التنظيمات لم تشارك في المسيرة الخضراء، سواء كأفراد أو كتنظيمات كانت مشكَّلة ونشطة حينها. بل إنها لم تدعم الدولة في لحظات مفصلية في الصراع حول الصحراء، ومنها لحظة تحرير معبر الـﯕرﯕرات. فكل هدفهم التشويش على جهود الدولة والسعي إلى إفساد علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الداعمة لوحدتها الترابية، علما أن البيجيدي كان على رأس الحكومة التي وقعت على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وها هو اليوم، عبر شيوخه، يتهم ملك البلاد، بكل وقاحة وسفالة وانحطاط، بالخيانة والمشاركة في إبادة أهل غزة وأطفالها.

ويتأكد أن حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية “حركة التوحيد والإصلاح”، لم يستوعبا جيدا الدرس من التطاول على اختصاصات جلالة الملك رغم التنبيه والتوبيخ اللذين واجه بهما بلاغُ الديوان الملكي بيانَ الأمانة العامة للبيجيدي في موضوع الهجوم على السيد ناصر بوريطة. وقد شدد البلاغ على “إن السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص جلالة الملك، نصره الله، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”، وأن “العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة”. طبعا لا تهم البيجيدي ولا باقي تنظيمات الإسلام السياسي المصالح العليا للوطن ولا كيفية التصدي للمخاطر المحدقة بوحدته الترابية، بقدر ما يهمهم إضعاف الموقف الدولي للمغرب وحرمانه من الدعم الدبلوماسي المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي. إن هذه التنظيمات وشرذمة اليسار المتطرف يراهنون على فشل مخطط الحكم الذاتي ليتخذوه شرارة لإشعال الفتنة وتدمير الوطن. تلك أمانيهم وأوهامهم.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

في تدبير القضايا المصيرية تشاركيا مع إقتصاد الكلفة والتفاؤل

نشرت

في

سنعيش توترا معنويا مرهقا في الأشهر القليلة القادمة بسبب إشكالية “الحياد” في الوساطة الدولية ؛ فرغم ان الأدبيات الأممية تقتضي أن يكون الوسيط محايداً، لكن تصريحات دي ميستورا توحي بتأثره بالرواية الجزائرية / الجبهوية ، خاصة عند ربطه الحل بـ”مشاركة كل الأطراف” (أي جبهة البوليساريو)، رغم أن المغرب يعتبرها مدفوعة وغير شرعية . وبالتالي فإن هذا الانزياح عن الحياد يُضعف مصداقيته ويُعقّد المفاوضات، كما حدث سابقاً مع مبعوثين أمميين اتُهموا بالانحياز.

وإشارة الثلاثة أشهر القادمة كانت بارزة وقوية ، وتوحي بثلاثة سيناريوهات محتملة : فإما الاستقالة أو الإقالة أو ترك الأمر على حالته :
فإذا استمر دي ميستورا في نهجه الحالي، سيُجبر على الاستقالة تحت ضغط عدم تحقيق تقدم، خاصة مع تشبث المغرب بموقفه وعدم قبول الجزائر لأي حل خارج “تقرير المصير”.

وبذلك سيتم تعيين وسيط جديد ، و قد تختار الأمم المتحدة شخصية أقل انفعالاً وأكثر براغماتية، تُركّز على حلول وسطى (كالتوسيع النسبي للحكم الذاتي مع ضمان السيادة المغربية). والا يبقى الخيار الأخير وذلك بالتفكير في تجميد الملف ، ولذاك فإذا فشل دي ميستورا في تقديم اقتراحات عملية، قد يُدفع الملف نحو الجمود، مما يعزز خيار “الوضع القائم” الذي يخدم المغرب دولياً (خاصة مع اعترافات واشنطن وغيرها بمغربية الصحراء ضمن تداعيات الإتفاق الثلاثي ).

والموازاة سيظل البعد الجيوسياسي خفيا ، لأن الموقف الأمريكي والفرنسي (رغم التصريحات الدبلوماسية) يميل إلى دعم المغرب كحليف استراتيجي، بينما تستغل روسيا والصين الملف لخلق توازنات ضد الدول الغربية . وبذلك فانفعال دي ميستورا قد يكون انعكاساً لهذه التدخلات الخارجية، وليس مجرد تحيز شخصي .

وما يهمنا هو ضرورة الوعي بالثمن وعلاقته بإحتمالات الفشل ، فبغض النظر عن أزمة المصداقية في الوساطة الأممية، والتي تُهدّد بتفجير الملف من الداخل ؛ يظل الخيار الأرجح هو أن دي ميستورا سيواجه مصير سابقيه (مثل جيمس بيكر) إذا لم يعدل نهجه، بينما يُظهر المغرب مرونة تكتيكية (كالحكم الذاتي) مع تشبث استراتيجي بوحدته الترابية. وإلى ذلك الحين وجب تقوية الجبهة الداخلية وتصفية الأجواء السياسية والبيئة الحقوقية في أفق تخليد الذكرى الخمسينية على إعادة تسطير نقطة إستكمال مسلسل التحرر والديموقراطية في جدول أعمالنا الوطني .

* مصطفى المنوزي
رئيس المركز المغربي للديموقراطية والأمن

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)

نشرت

في

4 ـ تحويل القضية الفلسطينية إلى أصول تجارية مربحة.

لا يجادل أحد في عدالة القضية الفلسطينية وحق شعبها في وطن مستقل ودولة ذات سيادة. إلا أن الحسابات السياسية لأطراف عديدة، فلسطينية ودولية وإقليمية، لا تريد للقضية أن تنتهي لما تحققه المتاجرة بها من أرباح ومكاسب.

لهذا تصر الأطراف المتاجرة بالقضية على عرقلة كل الجهود الدولية لإيجاد حل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة (إفشال اتفاق أوسلو نموذجا). وأولى العراقيل تتمثل في تقسيم الفلسطينيين إلى تنظيمات وحركات ذات ولاءات لقوى إقليمية توظف القضية للعب دور الزعامة عربيا أو إسلاميا، ولاكتساب “الشرعية” الشعبية لأنظمتها الدكتاتورية، أو لابتزاز القوى العظمى من أجل امتلاك السلاح النووي.

إلى جانب هذه الدول الإقليمية المتاجرة بالقضية، تشكلت تنظيمات الإسلام السياسي التي ترفع كلها شعار تحرير القدس وفلسطين، سواء من داخل الشعب الفلسطيني أو في عموم الشعوب العربية والإسلامية. غايتها، من جهة، كسب تعاطف الشعوب وتحسين صورتها للوصول إلى السلطة والتحريض ضد الأنظمة الحاكمة بعد اتهامها بالتخاذل والتآمر، وذلك بهدف إسقاطها وإقامة أنظمة الاستبداد الديني؛ ومن جهة أخرى، جمع التبرعات ومراكمة الثروات باسم “دعم الشعب الفلسطيني”، بينما توجه الأموال إلى الحسابات البنكية الشخصية وإقامة المشاريع والاستثمارات المربحة.

وتكفي هنا شهادة محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للتنظيم الدولي للإخوان وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، التي كشف كيف كانت جماعة الإخوان تجمع الأموال تحت اسم دعم القضية الفلسطينية دون أن تسلمها للفلسطينيين، في كتابه “الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ” حيث يقول: “النقود التي كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها، لأنّ أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين.. كان جمعنا لهذه التبرعات أسلوبًا من أساليب التأثير في نفوس الناس بهذه القضية، وربطًا لقلوب الناس وعقولهم بها، واختبارًا لمدى تجاوبهم معها”.

أما داخل قطاع غزة فقد اتخذت حماس من ظروف الحصار مصادر لمراكمة الثروات لفائدة قيادييها على حساب قوت أهل غزة (أبو مرزوق مثلا، الذي أدانته إحدى المحاكم الفدرالية بولاية تكساس الأمريكية بتحويل الأموال بطرق غير شرعية أصبح صاحب أصول واستثمارات كبيرة تفوق ملياري دولار. وكذلك هو حال مشعل الذي بات يملك شركة خاصة بالعقارات مقرها الدوحة وأربعة أبراج سكنية ومتجر ضخم يشغل عشرين طابقا ومشاريع أخرى مسجل جميعها بأسماء أبناء عائلته. أما إسماعيل هنية فقد قدّرت صحيفة “ذي تايمز” ثروته بنحو أربع مليارات دولار). يضاف إلى مصادر التمويل الخارجي للحركة مصادر محلية، بحيث كانت وحدها تسيطر على عمليات تهريب السلع والبضائع عبر الأنفاق وفرض الضرائب الباهظة على المنتجات الغذائية ومواد البناء والمحروقات المهربة عبر الأنفاق؛ وهذه بعض النماذج: الضريبة المفروضة على السيارات المهربة 1000 دولار زائد 25% من قيمتها، علما بأن عدد السيارات المهربة يوميا كان يبلغ ما بين 100 و200 سيارة. وتبلغ ضريبة الإسمنت 20 دولار للطن (40 طن يوميا). أما ضريبة الأخشاب فتبلغ 32 دولار للطن (500 طن يوميا)؛ فيما تبلغ الضريبة على الغازوال المهرب من مصر نصف دولار للتر ( 6000 لتر يوميا )، و 20 سنتا عن لتر من الغاز (6000 لتر يوميا).

خطط إسرائيل ردا على الطوفان.

بعد كل هذه الخسائر التي تسبب فيها “طوفان الأقصى” وتعنت حماس وتشبثها بالسلطة وإقامة عرشها على جثث الضحايا، باتت مطالبها تنحصر في إنهاء العدوان على القطاع وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل منه. علما أن القطاع كان خاليا من قوات الاحتلال قبل الطوفان ومنذ أن فك شارون الارتباط بالقطاع سنة 2005، حيث كان المواطنون يمارسون حياتهم العادية آمنين في مساكنهم وورشات عملهم. لكن إسرائيل لم تكتف بتقتيل الفلسطينيين وتدمير القطاع، بل وضعت خططا لخلق وضع آخر لم يخطر على بال قيادة حماس وإن كانت هي التي ساعدت وعجّلت بتنفيذه.

وفي هذا السياق صرح نتنياهو، يوم 6 أبريل 2025 “قبل 7 أكتوبر لم تكن لدينا الشرعية المحلية ولا الدولية لإعادة احتلال قطاع غزة، والوضع اختلف الآن”. وجدير بالتذكير أنه في 2 أبريل 2025، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطط للاستيلاء على مناطق واسعة من غزة “بهدف القضاء على ما تبقى من البنية التحتية لحماس وإنشاء مناطق أمنية جديدة ستقسم غزة إلى قسمين”. ليتأكد اليوم أن “طوفان الأقصى” كان كارثة حقيقية على كل الفلسطينيين امتدت آثارها المدمرة إلى لبنان وسوريا واليمن بفعل شعار “وحدة الساحات” الذي فرضته عليهم إيران التي باتت هي نفسها في عين الإعصار.

وفعلا وحّد الدمار والموت ساحات هذه الدول، لدرجة أن نائب رئيس حماس في الخارج موسى أبو مرزوق في مقابلة مع “نيويورك تايمز”، قال”لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 أكتوبر 2023 لكنت عارضته” و “إن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل دعمه”.

أ ـ إنهاء مهمة “الكيان الوظيفي”.

تتوالى قرارات إسرائيل العقابية ضد الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وقد استغل نتنياهو ملف الرهائن وتعنت حماس في تحقيق ما لم يستطع تحقيقه هو ومن سبقه من قبل، وفي مقدمته: اقتطاع مزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل، إقامة مناطق عازلة، تهجير الفلسطينيين إلى دول أجنبية، تقسيم القطاع إلى مناطق ثلاثة أو خمسة، ثم إنهاء مهمة السلطة الفلسطينية تطبيقاً للقرار الإسرائيلي بإنهاء عمل اللجان المشتركة، لا سيما الاقتصادية والتجارية والمدنية مع السلطة، واحتجاز أموال المقاصة (الضرائب)، وعزل مختلف القرى والمحافظات بأكثر من 900 حاجز وبوابة حديدية، ما يكرس الضم الفعلي لأجزاء مهمة من الضفة بدون سكانها.

ب ـ خطط إسرائيل التجريبية.

تكريسا لتقسيم قطاع غزة وسعيا لاجتثاث سلطة حماس، تعمل إسرائيل بحسب القناة “12” العبرية، تطبيق خطة تجريبية في “حي الزيتون” في محافظة غزة، يقوم بمقتضاها: “الجيش الإسرائيلي بتطهير حي الزيتون شرق مدينة غزة من المسلحين، حتى تتمكن إسرائيل من تنفيذ خطة تجريبية، يتولى في إطارها مواطنون مدنيون من غزة إدارة الحي بدلاً من حماس”. وقد بدأ الحديث الإسرائيلي عن تسليم حكم حي الزيتون للعشائر فيه، بعد أيام من شن جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في حي الزيتون، بهدف إخلائها من المسلحين.

ج ـ التهجير الطوعي.

إن فكرة تهجير الفلسطينيين ليست جديدة على إسرائيل لكن تنفيذها ليس أمرا هينا. وظلت إسرائيل تتحين الفرص لتنفيذها دون مناهضة دولية. في هذا السياق تكثف إسرائيل قصفها لغزة وتشدد حصارها وتمعن في تجويع الغزيين حتى لا يبقى أمامهم من مخرج سوى قبول “الهجرة الطوعية” خارج فلسطين حتى تظهر إسرائيل للعالم أنها لا تجبرهم على الهجرة أو تكون في نظر القانون الدولي ترتكب جريمة “التهجير القسري”. وهذا ما أكده وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأحد 23 مارس 2025، بإن مجلس الوزراء الأمني ​​المصغر وافق على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لتنظيم “النقل الطوعي لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة، وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي، ووفقا لرؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب”.

ومن أجل تنفيذ الخطة، أعلنت إسرائيل عن إنشاء هيئة متخصصة في تسهيل “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة، تضمّ ممثلين من وزارات حكومية وأجهزة أمنية، وستُشرف على تنفيذ مخطّط يُتيح لكل فلسطيني يرغب في المغادرة، الحصول على “رزمة” تشمل ترتيبات سفر عبر البحر، الجو، أو الطرق البرية. وقد كشفت صحيفة “جيروسالم بوست” أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعملان معا للبحث عن دول مستعدة لاستقبال فلسطينيي القطاع. وفعلا بدأت عائلات غزية تغادر، يوميا، القطاع بصمت، خوفا على حياتها وهروبا من الجحيم ومن قبضة حماس، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي تسيطر عليه إسرائيل، وبترتيبات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتقدم إسرائيل كل التسهيلات والإغراءات للراغبين في الهجرة، ومنها إيجاد وظائف، إعطاء مبالغ مالية، تسهيل الحصول على الإقامة وتيسير إجراءات لَمّ الشمل العائلي.

وفي هذا الإطار صرحت سيدة لموقع “درج”: “زوجي يُقيم في هولندا منذ العام 2019، وكان يسعى دائماً لإخراجنا من غزة، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل بسبب الإجراءات المعقدة، إلى أن تفاجأنا باتصال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يبلّغنا بضرورة الاستعداد للمغادرة”. وحول المسار الذي سلكته هذه السيدة وعائلتها في رحلتها، فقد “بدأت فجراً من مدينة خان يونس، وتمّ نقلهم بسيارات الصليب الأحمر إلى معبر كرم أبو سالم، حيث مرّت الإجراءات بسهولة، ثم انتقلوا إلى مطار رامون، ومنه إلى الأردن، وبعد ذلك إلى هولندا”. ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فإن “مائة من سكان غزة غادروا أرض القطاع الثلاثاء 25 مارس 2025، للعمل في إندونيسيا”. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن تقديم عرض أمريكي للرئيس السوري أحمد الشرع بتوطين مليون فلسطيني في سوريا مقابل الاعتراف والدعم والتمكين. وقد تحدثت الأنباء عن بدء إقامة مخيمات في ريف حلب لهذا الغرض.

بدنا نعيش”.

بات الفلسطينيون يدركون أنهم رهائن بيد حماس التي تساوم بهم من أجل مصالحها الخاصة وهي البقاء في الحكم والسلطة. وأمام الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات ومآسي التجويع والتشريد والنزوح دون أفق واضح، نفذ صبر أهل غزة الذين خرجوا في مسيرات ومظاهرات احتجاجية ضد القصف الوحشي وضد بطش حماس ورفضها إطلاق الرهائن الذين تتخذهم إسرائيل ذريعة لتقتيل الفلسطينيين مرددين شعارات ضد حماس:”هي هي هي حماس إرهابية”، “حماس برا برا”، “الشعب يريد إسقاط حماس”، “يا حمدان ويا حية.. حلّوا عن هالقضية” . وبدل أن تتعامل حماس إيجابيا مع الاحتجاجات لجأت إلى الاغتيال والاتهام بالعمالة لإسرائيل. وكان من بين الضحايا الشاب عدي ربيع، يبلغ من العمر 22 عامًا، الذي تعرض للتعذيب والقتل على يد مسلحين من حماس بعد أن انتقدها علنًا؛ والشاب عبد الرحمن أحد أبناء عشيرة أبو سمرة الذي قتله أحد عناصر حماس ويدعى “إبراهيم شلدان”. وقد ردت عائلتا الضحيتين بقتل القاتلين قصاصا. فمن حق سكان غزة أن تضمن لهم حماس الحد الأدنى لظروف العيش، وأن تحميهم من أي اعتداء لا أن تحتمي بهم وتصادر المساعدات الدولية لتعيد بيعها لهم في السوق السوداء، وفق ما يؤكده الأهالي. بل إن عناصر حماس لا يتورعون عن قتل وتعذيب المواطنين الذين ينتقدون الحركة ويطالبون بالخلاص من قبضتها. وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات إطلاق النار على الضحايا حتى الموت في الشارع العام، أو تكسير أطرافهم.

القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.

إن تطرف حماس وتعنتها في مواصلة احتجاز بقية الرهائن تقابله إسرائيل بمزيد من القصف بمختلف الأسلحة، بما فيها الممنوعة دوليا، مستغلة أخطاء حماس وسوء إدارتها للصراع وكذا الصور الإعلامية التي روجتها لمقاتليها وهم يستعرضون قوتهم عند تسليم الرهائن بهيئات لا تختلف عن هيئات الدواعش. فحماس، بالنسبة للدول الغربية هي منظمة إرهابية؛ وبالنسبة للدول العربية فهي لا تمثل الشعب الفلسطيني. لهذا أكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة بالقاهرة، في 4 مارس 2025، “على أهمية توحيد الصف الفلسطيني ومختلف الأطراف الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”. كما رحب “بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة.. مع التأكيد في هذا الصدد أن ملف الأمن هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدُار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها وفقا لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، وبدعم كامل من المجتمع الدولي”.

إذن لا خيار أمام حماس، ومن أجل إنقاذ أرواح من تبقى من الفلسطينيين وسحب الذرائع من إسرائيل حتى تكف عدوانها، سوى الانسحاب من السلطة والانخراط في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب بقية الفصائل تنفيذا لإعلان بيكين الذي تم توقيعه في 23 يوليوز 2024 بين 14 فصيلاً فلسطينياً مختلفاً، بما في ذلك فتح وحماس، وذلك من أجل تحقيق “وحدة فلسطينية وطنية شاملة تشمل جميع الفصائل الفلسطينية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والالتزام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس عاصمتها وذلك بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا”.

إن حماس خسرت الحرب والأرض والشعب، وعليها أن تدرك أن قراراتها كانت وبالا على الفلسطينيين منذ ارتمائها في أحضان إيران والائتمار بأوامر الملالي. ولم يبق أمامها من خيار سوى القبول ببنود خارطة الطريق التي طرحتها حركة فتح لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وهي:

1ـ قبول قرارات الأمم المتحدة كأساس لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

2 ـ قبول التزامات السلطة الفلسطينية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

3 ـ قبول حماس وحدة النظام السياسي بما فيه الحكم والسلاح والقانون والتعددية السياسية.

4 ـ إنهاء حماس سيطرتها على غزة والشروع في خطوات دمج القطاع بالضفة الغربية والاتفاق على مفهوم موحد للمقاومة يكون سلميا ولا ينطوي على سفك الدماء.

5 ـ الاتفاق على دولة حديثة قائمة التعددية السياسية وحرية التعبير وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة عبر عملية ديمقراطية تفضي إلى انتخابات.

وصدق مؤمن الناطور، محامٍ من غزة، وأحد منظمي مظاهرات “بدنا نعيش” عام 2019، وسجين سياسي سابق لدى حماس، في مقالة له بصحيفة واشنطن بوست، في 30 مارس 2025 جاء فيها: “ما تقوم به حركة حماس، سواء من خلال احتجازها المستمر للمخطوفين الإسرائيليين أو استخدامها الدروع البشرية الفلسطينية، يُمثّل شرعنةً لاستمرار العنف الشديد في غزة، مما تسبب – ولا يزال يتسبب – في انعكاسات كارثية وغير مسبوقة على المدنيين الغزاويين..ورغم كل ذلك، ما تزال حماس ترفض تسليم 25 مخطوفًا و 25 جثة إلى إسرائيل لوقف الحرب. هكذا هم الإسلاميون، انتحاريون بطبعهم، مهما حاولوا إضمار ذلك”.

أكمل القراءة
رياضة منذ 11 ساعة

اكادير… وزير التعليم العالي لغينيا كوناكري: التعاون والابتكار مفتاح التحول في القارة الإفريقية

دولي منذ 11 ساعة

محمود عباس مخاطبا “حماس”: “يا أولاد الكلب” أفرجوا عن الرهائن

دولي منذ 12 ساعة

ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا ويهاجم زيلينسكي

مجتمع منذ 12 ساعة

تأجيل محاكمة محمد زيان إلى 7 ماي المقبل

منوعات منذ 13 ساعة

صانع حلويات مغربي يدخل موسوعة غينيس بأطول كعكة فراولة في العالم

رياضة منذ 13 ساعة

شباب قسنطينة يستأنف تدريباته استعدادا لمباراة الإياب أمام نهضة بركان

مجتمع منذ 14 ساعة

أمن مراكش يطيح ب”عطار” يروج مهيجات جنسية

سياسة منذ 15 ساعة

حموشي يستقبل رئيس الاستعلامات للحرس المدني الإسباني

رياضة منذ 16 ساعة

المنتخب المغربي تحت 20 سنة يشد الرحال غدا إلى مصر

دولي منذ 17 ساعة

الأردن تعلن حظر أنشطة جماعة الإخوان وتغلق مكاتبها

منوعات منذ 18 ساعة

وفــاة الإعـلامي صبحي عـطـري إثر أزمة قلبية

منوعات منذ 19 ساعة

بطلة مسلسل “سامحيني” توجه رسالة لجمهورها المغربي

دولي منذ 20 ساعة

زلزال بقوة 6,2 درجات قبالة اسطنبول

سياسة منذ 21 ساعة

السكوري: ليس هناك عرض حكومي مطروح بخصوص إصلاح منظومة التقاعد

دولي منذ 22 ساعة

الحكومة السورية تحدد مهلة للفصائل الفلسطينية لمغادرة البلاد

رياضة منذ 23 ساعة

بفضل أولمو برشلونة يحافظ على آماله في حصد لقب الليغا

رياضة منذ يوم واحد

الفوتسال-سيدات: المنتخب المغربي يقسو على نظيره الناميبي (8-1)

تكنولوجيا منذ يوم واحد

“هواوي” تنظم نسخة جديدة من “Huawei Digital Morocco Summit”

اقتصاد منذ يوم واحد

المجلس الإداري ل ONCF يصادق على حصيلة إنجازات سنة 2024

رياضة منذ يومين

الوزارة تدرس إمكانية صرف منحة التعليم العالي للطلبة شهريا

مجتمع منذ 3 أيام

مؤسسة الأعمال الاجتماعية للمحافظة العقارية تحتفي بالمتقاعدين

مجتمع منذ 6 أيام

إنزال وطني جديد لمتقاعدي المغرب في هذا التاريخ

الجديد TV منذ 4 أيام

تفاصيل النهاية المأساوية للجنرال المدبوح تروى لأول مرة ( فيديو)

مجتمع منذ أسبوعين

أرفود..وفاة مكونة اعتدى عليها متدرب بشاقور

رياضة منذ أسبوع واحد

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

سياسة منذ أسبوع واحد

صفقة صواريخ ستينغر تعزز القدرات العسكرية للجيش المغربي

منوعات منذ أسبوعين

تذكير: “الهاكا” تُلزم “دوزيم” ببث الأذان صوتيًا

منوعات منذ 3 أيام

المغربية أسمهان الوافي ضمن أقوى 100 شخصية في العالم

على مسؤوليتي منذ أسبوع واحد

سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)

دولي منذ أسبوع واحد

بريطانيا تحسم الجدل بشأن التعريف القانوني للمرأة

رياضة منذ أسبوعين

الفصائل المشجعة للوداد والرجاء تقرر مقاطعة حضور “الديربي”

سياسة منذ أسبوعين

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

رياضة منذ أسبوع واحد

غابة بوسكورة تحتضن النسخة الحادية عشر للسباق الدولي 15 كيلومتر

رياضة منذ أسبوعين

الكشف عن طاقم تحكيم “الديربي البيضاوي”

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

الصحافة بين نموذج المثقف و نموذج التاجر

اقتصاد منذ أسبوعين

المغرب يستعد لبناء 3 محطات كهرباء تعمل بالغاز

سياسة منذ أسبوعين

الرئيس الفرنسي يزور جناح المغرب ضيف شرف مهرجان باريس للكتاب

مجتمع منذ أسبوعين

ابتدائية مراكش تؤجل محاكمة المتهمة في قضية “سلمى” إلى 18 أبريل الجاري

على مسؤوليتي منذ 7 أيام

سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

تكنولوجيا منذ أسبوعين

بعداختراق موقعها.. وزارة الإدماج الاقتصادي تؤكد سلامة المعطيات الشخصية

رياضة منذ أسبوع واحد

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الجديد TV منذ أسبوعين

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

الجديد TV منذ 4 أسابيع

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

رياضة منذ 4 أسابيع

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

الجديد TV منذ شهر واحد

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

الجديد TV منذ 4 أشهر

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

الجديد TV منذ 7 أشهر

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

الجديد TV منذ 7 أشهر

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

الجديد TV منذ 10 أشهر

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ 10 أشهر

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ 11 شهر

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

الجديد TV منذ سنة واحدة

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الجديد TV منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

واجهة منذ سنة واحدة

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

الجديد TV منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( 1/4)

واجهة منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصل تروى لأول مرة عن محاولة اغتيال ادريس البصري

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

مخاطر استخدام الطب البديل لعلاج الحساسية والربو

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور
واجهة منذ سنة واحدة

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور(فيديو)

الاكثر مشاهدة