دعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أمس السبت بفاس، إلى تبني مقاربة دينامية تدرج التراث ضمن المشاريع التنموية.
وأكدت الوزيرة ، التي كانت تتحدث ضمن منتدى فاس، المنعقد على هامش الدورة ال28 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، على ضرورة اعتماد مقاربة دينامية تدمج التراث ضمن المشاريع التنموية، تماشيا مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدعو إلى جعل التراث “فضاء مشتركا للحوار بين الحضارات والأجيال والعصور”.
وأكدت الفلاح السغروشني أن “المغرب، بما يزخر به من ثقافة وتاريخ وروحانية، يتوفر على تراث غني جدا”، موضحة أن “السؤال الجوهري اليوم هو معرفة كيفية المحافظة على هذا التراث، والتعريف به عالميا، وصيانته، حتى يتم نقله ويحافظ على استمراريته”.
وفي معرض تقديمها لرؤية شاملة حول الجهود الوطنية الرامية إلى “جعل الرقمنة أداة لنقل وابتكار التراث”، أكدت الوزيرة على الدور الهام الذي تضطلع به التكنولوجيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في المحافظة على التراث الثقافي المغربي وتثمينه.
وفي هذا الإطار، أبرزت الوزيرة أهمية الذكاء الاصطناعي الذي قدم حلولا عديدة بهذا الخصوص، خاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحة أنه “يمكننا مثلا رقمنة وإعادة إنتاج عدد كبير من الوثائق والقصص والأصوات رقميا وعلى نطاق واسع”.
وأشارت، في هذا الإطار، إلى الاتفاقية الموقعة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية خلال معرض “جيتكس افريقيا”، والتي تهدف إلى رقمنة مجموع أرشيف المخطوطات، معتبرة أن ذلك يشكل خطوة أساسية للحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال القادمة.
كما أشارت الوزيرة إلى مشروع تطوير الموسوعة الرقمية الأمازيغية، وإنشاء منصات وتطبيقات مخصصة، واستثمار الذكاء الاصطناعي في المعالجة التلقائية للغة، بتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وفي هذا الإطار، أكدت الوزيرة أنه تم توقيع اتفاقيات من أجل دعم الإبداع الفني وتثمين التراث الأمازيغي المادي واللامادي.
و ختمت السغروشني كلمتهاـ بالتوقف عند المبادرات التي يقوم بها المغرب لجعل “النهضة” الثقافية معززة بالابتكار التكنولوجي، بما يضمن استدامة وإشعاع إرثه الحضاري.