انهزم المنتخب التونسي اليوم الاثنين، أمام نظيره السوري بنتيجة 0 – 1 لحساب الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الأولى ضمن كأس العرب فيفا قطر 2025.

وانطلق اللقاء بضغط من المنتخب التونسي، الذي حاول عبر اعتماده الرسم التكتيكي 3 – 5 – 2 ضمان كسب معركة وسط الميدان وافتتاح التسجيل بصفة مبكرة.

وجاءت أولى الفرص التهديفية الهامة للمنتخب التونسي، في الدقيقة 11 عبر اسماعيل الغربي من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء حاذت المرمى السوري بقليل، تلتها فرصة ثانية لعمر العيوني في الدقيقة 18 سقط على اثرها في منطقة الجزاء اثر تدخل من الحارس محو لا الكرة الى ركنية كادت أن تأتي بالجديد لولا غياب اللمسة الأخيرة من الهجوم التونسي.

وكثف هجوم المنتخب التونسي من محاولاته الهجومية من اجل اختراق الدفاع السوري الذي امتاز بالصلابة والصمود وكاد في أكثر من مناسبة ان يفتتح باب التسجيل عن طريق معز النفاتي في الدقيقة 37 من تسديدة من خارج منطقة الجزاء مرت بجانب القائم الأيمن للحارس السوري وفي الدقيقة 40 من تسدية قوية من محمد علي بن رمضان من خارج منطقة الجزاء تصدى لها الحارس السوري بالاضافة الى المخالفة المباشرة التي نفذها علي معلول حيث لامست كرته الشباك العلوية للحارس لتنتهي الفترة الاولى من اللعب بالتعادل السلبي.

ولئن كانت الافضلية واضحة في الشوط الاول لفائدة ابناء المدرب سامي الطرابلسي، من حيث التحكم في نسق اللعب وصنع الفرص الهجومية، فان بداية الفترة الثانية كانت مغايرة للتوقعات حيث تمكن المنتخب السوري من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 49 من مخالفة مباشرة نفذها باحكام عمر خربين الذي استغل في ذات الوقت سوء تمركز جدار الدفاع التونسي.

وحاول نسور قرطاج اثر ذلك رد الفعل بسرعة وادراك التعادل الذي كاد يتحقق في الدقيقة 51 من تسديدة على الطائر من اسماعيل الغربي من داخل منطقة الجزاء مرت فوق المرمى ويتحصل بعدها بدقائق نفس اللاعب على مخالفة مباشرة نفذها بنفسه لم تأت بالجديد. وفي المقابل سعى المنتخب السوري على المحافظة على اسبقيته مع التعويل على الهجمات المرتدة التي كادت ان تؤتي اكلها في الدقيقة 63 بعد ان تصدى الحارس أيمن دحمان لتسديدة محمد الحلاق.

تنطلق، اليوم الاثنين، منافسات كأس العرب “فيفا قطر 2025” بمشاركة 16 منتخباً، حيث تبدو البطولة شديدة التنافس في رحلة البحث عن اللقب وسط توقعات بأجواء مميزة مثل نسخة 2021.

وتبدو نسخة كأس العرب 2025، مختلفة عن نسخة 2021 التي حققت نجاحاً تاريخياً على ملاعب مونديال 2022، حيث كانت البطولة مميزة رياضياً بتنافس مثير في كل المباريات، وتنظيمياً بنجاح كبير حققته قطر، ما جعل الجماهير تستمتع بعروض مثالية يتوقع أن تتجدد في النسخة الحالية، باعتبار أن قطر أصبحت موطن البطولات القوية عالمياً وتحفز الجماهير على الحضور بتوفر كل شروط النجاح والإقامة المثالية في الدوحة مع برامج تنشيطية لتجميع البطولة بين الجانب الرياضي والثقافي الترفيهي، ولعل قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الإشراف على تنظيم البطولة حسب المعايير التي يعتمدها في بطولاته الرسمية مثل كأس العالم دليل قاطع على التحوّل الكبير الذي تشهده المسابقة.

وتختلف نسخة كأس العرب 2025 عن النسخة الماضية على مستويات عدة، إذ إنه في عام 2021، لم تكن العديد من المنتخبات قد ضمنت التأهل لنهائيات كأس العالم 2022، وبالتالي كانت البطولة بمثابة الاختبار، وخاصة لمنتخبات شمال أفريقيا التي خاضت بعد كأس العرب نهائيات بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في الكاميرون.

وخلال هذه البطولة، فإن منتخبات قطر والأردن والسعودية والمغرب وتونس ومصر والجزائر ضمنت رسمياً المشاركة في مونديال 2026، كما أن منتخب العراق يُمكنه أن يعزز الحضور العربي في المسابقة، ولهذا فإن بطولة 2025 هي عبارة عن مونديال مصغر، وذلك بحضور عددٍ كبير من المنتخبات المتأهلة للنهائيات التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وكذلك بإقامة المسابقة على ملاعب مونديالية وبحضور نخبة من أفضل الحكام.

وستشارك العديد من المنتخبات بالفريق الأول في هذه النسخة، وهو ما سيجعل التنافس مشتعلاً من أجل كسب اللقب.

وأسفرت القرعة عن هذه المجموعات، بحيث تكون منتخبات قطر وتونس وسورية وفلسطين في المجموعة الأولى. أما المجموعة الثانية، فتضمّ منتخبات: المغرب والسعودية وعُمان وجزر القمر. وتشكل منتخبات: مصر والأردن والإمارات والكويت المجموعة الثالثة. وكان منتخب الجزائر، حامل اللقب، على رأس المجموعة الرابعة، إضافة إلى منتخبات العراق والبحرين والسودان.

وسيكون افتتاح البطولة بلقاء بين منتخب تونس ونظيره السوري في الساعة 15:00 بعد الظهر بتوقيت قطر، في استاد أحمد بن علي، في إعادة للمواجهة التي جمعت المنتخبين في الدورة الماضية وحسمها منتخب سورية بنتيجة بهدفين نظيفين. أما اللقاء الثاني، فسيجمع بين منتخب قطر، مستضيف الحدث، ونظيره الفلسطيني في الساعة 18:30 بالتوقيت المحلي، في ملعب البيت، حيث يبدو “العنابي” مرشحاً لحصد النقاط وتحقيق بداية إيجابية، وكان تواجه المنتخبان في كأس آسيا الأخيرة وانتصرت قطر (2ـ1).

دعا عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إلى التعبئة لصالح المنتخب الوطني لكرة القدم، لدعمه من أجل تحقيق لقب كأس إفريقيا للأمم.

وقال بووانو الذي كان يتحدث في أشغال الجلسة الافتتاحية للملتقى الجهوي لشبيبة العدالة والتنمية بجهة مراكش آسفي، إنه مع اقتراب موعد نهائيات كاس إفريقيا التي سيحتضنها المغرب، لم يعد مقبولا بمنطق الانجازات والانتصارات، الاستمرار في انتقاد مدرب المنتخب ولاعبيه، معتبرا أن كل انتقاد في هذه اللحظات قد يكون تشويشا على المنتخب في لحظات صعبة.

وأضاف بووانو في الجلسة ذاتها، التي احتضنتها مدينة آسفي مساء الجمعة 28 نونبر 2025، أن انجاز المنتخب الوطني خلال كـأس العالم قطر 2022، لم يكن فقط بمهارة اللاعبين واستقامتهم، أو حنكة المدرب وليد الركراكي، وإما كان هناك عامل آخر لا يقل أهمية، وهو تعبئة الجماهير المغربية والإعلام وكافة المعنيين خلف المنتخب، وتشجيعه سواء في ملاعب قطر أو هنا في المغرب، وكذا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشاد رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بالتطور الذي تعرفه كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى البنيات التحتية واللوجيستية، أو على مستوى إعداد وتأهيل اللاعبين والممارسين والمدربين كذلك، مطالبا في هذا الصدد إلى دعم وتشجيع الفرق الوطنية وخاصة التي وصفها بالفرق المرجعية.