أعلنت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن رفضها القاطع لمشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، الذي صادقت عليه الحكومة في اجتماعها يوم الخميس 3 يوليوز الجاري، معتبرة انه “تراجع خطير” عن المكتسبات الديمقراطية والمهنية في قطاع الإعلام.
وأعربت الفيدرالية، في بلاغ لها، عقب اجتماع مكتبها التنفيذي، الجمعة المنصرم، عن استيائها الشديد لما وصفته بـ”دوس الوزارة المكلفة بقطاع التواصل، ومعها الحكومة، على المقاربة التشاركية”، مؤكدة أن هذه الخطوة التشريعية تمت “من دون أي تشاور مسبق مع منظمة مهنية عريقة مثل الفيدرالية المغربية لناشري الصحف”، وهو ما يتعارض مع النهج الذي اتبعته الحكومات السابقة.
واعتبرت الفيدرالية، أن مشروع القانون، الذي تقدم به وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد، “كرس التمييز بين فئات المهنيين”، حيث ينص على “الانتداب لفئة الناشرين” مقابل “الانتخاب لفئة الصحافيين”، ما يتعارض، حسب البلاغ، مع “مبدأ الاستقلالية والديمقراطية المنصوص عليه في الفصل 28 من الدستور”.
كما أشارت الفيدرالية إلى ما اعتبرته “فضيحة” تتمثل في تجاوز مبدأ “لكل مقاولة صوت” إلى إمكانية حصول مقاولة واحدة على عشرين صوتاً بناءً على حجمها ورقم معاملاتها، وهذه الأصوات لا تستخدم في الانتخابات بل تحسب كوزن للتمثيلية، لتحديد المنظمة المهنية الأكثر تمثيلية التي تقوم بتعيين الأعضاء السبعة الممثلين للناشرين. واعتبرت الفيدرالية أن هذا التوجه “يفصل القانون على مقاس مقاولات ذات رأسمال أكبر، ويكرس الاحتكار والهيمنة والتغول، ويقضي على التعددية والتنوع”، وهو ما ترفضه كل التجارب الديمقراطية. وفق تعبير البلاغ.
وسجل المكتب التنفيذي للفيدرالية عدداً من الاختلالات الأخرى في القانون، منها الانتخابات المفتوحة للصحافيين دون تحديد الأصناف (مكتوب، سمعي بصري، وكالة)، ما يهدد توازن التمثيلية، بالإضافة إلى الاحتفاظ برئاسة لجنة المقاولة للناشرين وسحب رئاسة لجنة البطاقة من الصحافيين.
كما انتقدت الفيدرالية اعتبار أعضاء لجنة الإشراف على الانتخابات (التي يرأسها قاضٍ وتضم ناشرين وصحافيين) معينين من طرف رئيس الحكومة ومنظمة مهنية واحدة، وإضافة عقوبة “توقيف الصحف” الجديدة، والسعي لجعل التحكيم في نزاعات الشغل جبرياً بدلاً من اتفاقي، وإلغاء مبدأ التداول على رئاسة المجلس بين الصحافيين والناشرين، والتخلي عن حصر الرئاسة في ولاية واحدة تم رفعها من أربع إلى خمس سنوات.
وترى الفيدرالية ان ما أقدمت عليه الحكومة “يمثل تشريعا تراجعيا وضربة موجعة لصورة المغرب الحقوقية والديمقراطية”، مضيفة أن “مهنة الصحافة باتت تواجه تحالفا مصلحيا تجاريا وهيمنيا”.
ودعت الفيدرالية أعضاء البرلمان بغرفتيه إلى “الترفع عن منطق الانتماء الأغلبي الضيق، وإدراك حجم الضرر المتضمن في النصين”، والعمل على “تصحيح اختلالاتهما”، مؤكدة أن ذلك يضعهم “أمام مسؤوليتهم التاريخية تجاه الصورة الديمقراطية العامة للمملكة”.
و ختمت الفيديرالية، بلاغها بمناشدة “مقاولات الصحافة المكتوبة والإلكترونية، ونقابات الصحافيين، والهيئات الحقوقية، وكل القوى الديمقراطية إلى الاصطفاف ضد هذا التراجع”، والدفاع عن “مهنة الصحافة كركن من أركان دولة القانون والديمقراطية”.