على مسؤوليتي
نقد تفكيكي لسرديات الإنقاذ في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

نشرت
منذ شهر واحدفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
لم يكن “الخلاص” في السياق الفلسطيني-الإسرائيلي مجرد طموح سياسي، بل تموضع كسردية خلاصية تحاكي الميثولوجيا وتختزل التعقيد في منقذ موعود أو حدث مفصلي فاصل. فمن جهة، شُحن المشروع الصهيوني بوعد ديني-حداثي مزدوج: استعادة الأرض وبناء دولة ديمقراطية. ومن جهة مقابلة، تأسست الحركة الوطنية الفلسطينية على وعد التحرير الكامل، ثم تراجعت تدريجيًا نحو مفاوضات تُدار بمنطق الممكن لا العادل. هذا التوتر بين المثال والواقع، بين الرمز والبنية، قاد إلى انسداد ثلاثي الأبعاد: استراتيجي، سردي، ووظيفي.
أولًا: تاريخية الخلاص وتحولاته البنيوية
1. الصهيونية: خلاص بالتطهير والتفوق
سردية الضحية المتفوقة: المشروع الصهيوني يستبطن مفارقة “الضحية المتفوقة” التي تجمع بين ادعاء الاضطهاد الأخلاقي وامتلاك أدوات السيطرة العنيفة. وهو ما أنتج مفهوما “للدفاع الوقائي” يشرعن الهجوم المستمر.
التأسيس على الأسطورة: استُثمرت سردية “الخروج من الشتات” كأساس لشرعنة الطرد والإحلال، بتكثيف رموز “العودة إلى أرض الميعاد” و”إحياء العبرية” و”الأمن الذاتي” كمقومات خلاص قومي.
التناقض البنيوي بين الديمقراطية والإثنية: سعي إسرائيل لتعريف نفسها “كدولة يهودية وديمقراطية” هو تناقض لا يمكن تسويته. قانون القومية (2018) ليس سوى تتويج قانوني لمسار تمييزي طويل.
2. الفلسطينيون: من التحرير إلى البقاء
سردية الارتباك: انتقلت القضية من خطاب قومي تحرري إلى خطاب إداري/حقوقي يركّز على المعيش اليومي في ظل انسداد الأفق السياسي. المقاومة، بدل أن تكون أداة تحرر، أصبحت أداة تعبئة رمزية.
ازدواجية في المشروع الوطني: بين منطق “الدولة” الذي تسعى له فتح، ومنطق “التحرير” الذي تتبناه حماس، ضاعت بوصلة المشروع الجمعي، وتحوّل الانقسام إلى بنية حكم.
فقدان الجدوى الرمزية للقيادة: الانفصال الجغرافي (غزة/الضفة)، والسياسي (فتح/حماس)، والشرعي (تجميد الانتخابات)، فاقم من حالة فقدان الثقة في القيادة كمصدر خلاص.
3. المجتمع الدولي: وساطة بلا ضمير
تحييد البعد الأخلاقي: الخطاب الدولي تفادى المساءلة واكتفى بـ”إدارة النزاع”. عملية أوسلو حولت المحتل إلى “شريك سلام”، وغُيّب البعد الاستعماري للنزاع.
الشرعنة التقنية للاحتلال: آليات التمويل الدولي (UNDP، USAID، إلخ) خلقت اقتصادًا مموّلًا يرسّخ التبعية، وأنتجت بيروقراطية فلسطينية تخدم الاستقرار أكثر من التحرير.
ثانيًا: تفكيك الإخفاقات وصناعة الانسداد
1. الردع المستحيل ومأزق المقاومة
غياب التكافؤ الإستراتيجي: إسرائيل تملك تفوقًا نوويًا وتكنولوجيًا، بينما المقاومة الفلسطينية، رغم رمزيتها، محكومة بالتكرار والتكلفة الإنسانية الباهظة.
المقاومة بوصفها طقسًا سياسيًا: تحوّلت المقاومة المسلحة إلى أداة لتجديد الشرعية الداخلية لا وسيلة لتحقيق هدف التحرير، مما يفرغها من بعدها الإستراتيجي.
2. اقتصاد الاحتلال: ربحية العنف
تدويل المعاناة كأداة للربح: القطاع الأمني الإسرائيلي يصدر أدوات قمعه كتجربة ميدانية تم اختبارها على الفلسطينيين.
تحكم استعماري عبر التمويل: رُبطت “المساعدات” الدولية بشروط تخدم أمن إسرائيل، مثل التنسيق الأمني وبرامج التأهيل التي تُقصي البعد السياسي للقضية.
3. الهندسة الديموغرافية وإعادة إنتاج الصمت
التهجير كسياسة ناعمة: القوانين تُستخدم كأدوات تفريغ سكاني ممنهج (منع لم الشمل، سحب الهويات، تقييد البناء).
سردية “الديمقراطية المحاصَرة”: تُوظّف المخاوف الديموغرافية في إسرائيل لتبرير الفصل العنصري، بدعوى الحفاظ على “الطابع اليهودي”.
ثالثًا: من الخلاص إلى الحق – تفكيك المقدّس وتحرير المعنى
1. تفكيك بنية “الحل” الوهمي
ما بعد الدولة/الدولتين: يجب تجاوز الجدل العقيم بين حل الدولتين والدولة الواحدة، والتركيز على ضمان الحقوق غير القابلة للتصرف، كأفق تحرري جديد.
استعادة الإنسان كمركز للسردية: الفلسطيني ليس “مشروع دولة مؤجلة” بل هو ذات حرة تستحق المواطنة والعدالة والكرامة، سواء داخل فلسطين أو في الشتات.
2. ابتكار أدوات مقاومة معرفية وقانونية
تحويل المعاناة إلى معرفة: التوثيق الحقوقي يجب أن يُبنى كذاكرة استراتيجية، لا فقط كأرشيف للضحايا، بل كأداة لتحرير الخطاب.
قوة المقاطعة الرمزية: حركة BDS وأمثالها تُعيد تعريف النضال بوصفه فعلًا كونيًا ضد العنصرية، وليست مجرد تكتيك ضغط.
3. إعادة بناء الذات الوطنية كمشروع أخلاقي
من الانقسام إلى الميثاق الجمعي: استعادة الشرعية لا تمر عبر الانتخابات فحسب، بل تتطلب إنتاج ميثاق وطني مدني جامع يعيد تحديد العدو والغاية.
عدالة انتقالية توقعية: لا يكفي طلب العدالة للماضي، بل يجب بناء سردية مستقبلية تحرر المخيال الفلسطيني من الحنين وتمنحه أدوات التخيل والإبداع السياسي.
خاتمة موسعة: المعنى بدل الخلاص
ليست القضية اليوم مسألة خلاص جماعي أو انتظار حدث فاصل، بل ممارسة نقد جذري تزعزع البنية التي تنتج الاستلاب، سواء تمثل في الاحتلال أو في التواطؤ الداخلي أو في الصمت الدولي. فالتحرر ليس حالة استثنائية نبلغها، بل هو ممارسة يومية تستعيد الإنسان وتعيد بناء المعنى.
وفيما يخص البديل نقترح كمحاولة المغامرة بمقاربة نقدية لمفهوم العدالة الانتقالية في الحالة الفلسطينية، ضمن منظور يتقاطع مع تحليل بنية الاحتلال وانسداد الأفق التحرري، ويستحضر خصوصيات السياق الفلسطيني مقارنة بالتجارب الكلاسيكية للعدالة الانتقالية:
أ – مقدمة: عدالة بلا انتقال؟
تقوم العدالة الانتقالية تقليديًا على مبدأ الانتقال من حالة نزاع أو استبداد إلى نظام ديمقراطي يعترف بالضحايا ويُحاسب الجناة. لكن في السياق الفلسطيني، تطرح هذه الفرضية إشكالات جوهرية، إذ لا وجود لـ”نظام سابق” يُحاسَب، ولا انتقال فعلي نحو السيادة، بل استمرارية استعمارية تتجدد بتقنيات حديثة، وبموافقة دولية ضمنية.
أولًا: إشكالية المفهوم في ظل استعمار مستمر
1. غياب الدولة المستقلة:
العدالة الانتقالية تفترض وجود كيان سياسي سيادي قادر على إدارة العدالة. في الحالة الفلسطينية، السلطة محدودة السيادة، ومقيدة باتفاقات أوسلو، مما يجعلها عاجزة عن تنفيذ تدابير حقيقية للعدالة.
2. استمرار الجاني في السيطرة:
في أغلب تجارب العدالة الانتقالية، تكون الأنظمة القمعية قد انهارت. أما في فلسطين، فالاحتلال الإسرائيلي ما زال قائمًا، ويمتلك أدوات الإكراه والعنف والسيطرة على الأرض والمعابر والمعطيات.
3. غياب آلية الاعتراف الدولية:
العدالة الانتقالية تتطلب اعترافًا دوليًا بطبيعة الجريمة والانتهاك. بينما ما يزال الاحتلال يُصوَّر كـ”نزاع سياسي”، لا كنظام فصل عنصري استيطاني، كما أثبتته تقارير أمنيستي وهيومن رايتس ووتش.
ثانيًا: انزلاق نحو عدالة مجتزأة أو وظيفية
1. تحويل الضحية إلى متهم:
في بعض الممارسات، يتم استدعاء أدوات العدالة الانتقالية لمحاكمة الفلسطينيين أنفسهم تحت ذريعة “الانقسام”، بينما يبقى الاحتلال خارج دائرة المساءلة، مما يُفرغ المفهوم من محتواه التحرري.
2. العدالة كبديل عن التحرير:
يُروَّج أحيانًا للعدالة الانتقالية كـ”حل واقعي” بدل التحرير، ما يجعلها أداة تسكين سياسي بدل أن تكون مسارًا للمحاسبة والتحرر. وهذا يعكس توظيفًا وظيفيًا للمفهوم يخدم استقرار الاحتلال لا تقويضه.
3. المعونات بدل الجبر:
تُستبدل أحيانًا آليات الجبر (التعويض، الإقرار، إصلاح المؤسسات) ببرامج “دعم نفسي” أو “تنمية محلية”، في تجاهل لطبيعة الضرر السياسي والوجودي الواقع على الشعب الفلسطيني.
ثالثًا: نحو عدالة انتقالية توقعية ومتحررة
1. تحرير المفهوم من الدولة:
ينبغي إعادة تعريف العدالة الانتقالية في السياق الفلسطيني باعتبارها أفقًا نضاليًا لا يُنتظر من “دولة” لم تولد، بل يُمارَس عبر الأرشفة، التوثيق، المطالبة بالحقوق، والربط بين الذاكرة والمعنى.
2. عدالة تشاركية عبر الحدود:
العدالة يجب أن تشمل الفلسطينيين في الداخل، الضفة، غزة، والمخيمات. وهذا يتطلب ميثاقًا جامعًا يعيد صياغة سردية الضحية، ويربط بين النكبة كحدث تأسيسي، والاحتلال كاستمرار بنيوي.
3. دمج الحقوقي بالتحرري:
لا عدالة دون مقاومة. لذا، يجب أن تتقاطع العدالة الانتقالية مع النضال ضد الاستعمار، عبر الملاحقة القضائية الدولية، وتوظيف أدوات مثل المقاطعة BDS، والمرافعة الإعلامية، لا باعتبارها تعويضات رمزية، بل أدوات تفكيك للبنية الاستعمارية.
ب- خاتمة: من الانتقال الزائف إلى إعادة التأسيس
العدالة الانتقالية في الحالة الفلسطينية ليست لحظة ختامية لنزاع انتهى، بل مشروع نضالي مفتوح. هي عدالة توقعية، تُبنى عبر كشف الحقيقة، وتوثيق الانتهاكات، ومساءلة الذات والآخر، لا كترف قانوني، بل كضرورة وجودية لاستعادة الكرامة والمعنى في سياق استعمار استيطاني معولم.
*مصطفى المنوزي
على مسؤوليتي
سعيد الكحل.. الوحدة الترابية معيار الوطنية

نشرت
منذ 5 ساعاتفي
يونيو 23, 2025بواسطة
سعيد لكحل
يمثل ملف الوحدة الترابية القضية الوطنية الأولى للشعب المغربي، التي لا تخضع للمزايدات الحزبية ولا للمتاجرة السياسوية بها. فهي ثابت من الثوابت الوطنية الجامعة بين المغاربة.
واعتبارا لقدسيتها، فإن المغرب جعلها محور سياسته الخارجية وأساس شراكاته الاقتصادية والتجارية. بل إن جلالة الملك، في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2022، جعل “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. ومن ثم فإن المغرب لم يترك مجالا لبناء صداقات أو إقامة شراكات مع دول تناصب العداء لوحدته الترابية. وقرار جلالته بجعل ملف الصحراء معيار علاقاته الخارجية هو تعبير عن إرادة الشعب المغربي وتجسيد لموقفه المبدئي.
انطلاقا من هذا الثابت الجامع بين المغاربة، وانسجاما مع الإرادة العامة التي عبر عنها جلالته، فإن قضية الوحدة الترابية تصير بالضرورة معيار الوطنية الصادقة. إذ لا يمكن للفرد أن يكون وطنيا إلا إذا انسجم مع موقف الشعب المغربي من مناهضي وحدته الترابية. إذ لا منزلة بين الوطنية وبين مساندة دعاة الانفصال ومناهضة مغربية الصحراء. فالوطنية قناعة وموقف تتجاوز العقيدة والقومية والإيديولوجية. فهي الجامع بين كل مكونات الشعب على اختلاف أصولها وعقائدها وقناعاتها الفكرية والإيديولوجية.
عدو وطني عدوي.
كشفت الحرب على غزة الوجه الحقيقي للتيار الخوانجي الذي ظل يصر على رهن المصالح العليا للوطن بمصير غزة الذي تسبب فيه القرار المتهور لحركة حماس خارج حساب موازين القوة وخدمة للأجندة الإيرانية. إذ لا تهمه قضية الوحدة الترابية وما يحاك ضدها من مؤامرات عدائية ولا أساليب الابتزاز التي انتهجتها قوى غربية لنهب ثرواتنا الوطنية. وقد أغاظه انقلاب الموازين الدولية لصالح المغرب بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؛ وهو الاعتراف الذي قوّى موقف المغرب وصار سندا له، سواء دبلوماسيا بحيث اضطرت دول الابتزاز إلى تغيير موقفها، وباتت تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء وبمصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل جدّي ووحيد للملف، أو عسكريا بحصول المغرب على أسلحة نوعية، أمريكية وإسرائيلية، جعلت المتربصين بالمغرب يعيدون حساباتهم وقد كانوا على وشك شن حرب عليه. فالتيار الخوانجي يجعل الولاء الإيديولوجي/الطائفي أسمى من الولاء للوطن.
لهذا يهاجم كل من يجعل الولاء للوطن يسمو على أي ولاء. لأجل ذلك لا يكف عن مهاجمة الدولة على اختياراتها الوطنية والضغط عليها، عبر المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات، بهدف الانخراط في خدمة أجندات خارجية معادية لقضيتنا الوطنية. علما أن المغرب، ظل ولا يزال وفيا في دعمه المالي والدبلوماسي الثابت للقضية الفلسطينية؛ بل جعلها في منزلة قضيتنا الوطنية الأولى، فيما أصحاب الأجندات لم يقدموا لها غير الشعارات والمخططات التي تضر بالقضية وتعمّق مآسي الفلسطينيين (الانقسام الداخلي، إفشال أوسلو، طوفان الأقصى).
فلا غرابة أن يزيد انفجار الحرب الإسرائيلية الإيرانية أصاب التيار الخوانجي سعارا بسبب الموقف المغربي، الرسمي والشعبي، الرافض للتضامن مع إيران بخلفية وطنية صرفة. ذلك أن إيران لم تكتف بالاعتراف بالبوليساريو كما هو شأن عدد من الدول التي لم يقطع معها المغرب علاقاته الدبلوماسية والتجارية، وإنما انخرطت في مسلسل عدائي يقوم على تدريب عناصر البوليساريو وتسليحهم ودعمهم في المحافل الدولية. فبعد أن أفشل المغرب خططها الرامية إلى نشر المذهب الشيعي وتمزيق النسيج الثقافي والاجتماعي والمذهبي للمغاربة كمقدمة لتشكيل تنظيم موالي لها يتحول، مع الزمن، إلى ذراع سياسية ضاغطة على شاكلة ما يقع في عدد من دول الشرق الأوسط، انخرطت إيران في المخططات العدائية التي تستهدف وحدة المغرب الترابية واستقراره الأمني والعسكري. وقد كشفت عدة تقارير استخباراتية وصحفية تورط إيران في تدريب عناصر البوليساريو، سواء في مخيمات تندوف أو في سوريا لاكتساب الخبرات القتالية قصد مهاجمة المغرب، ناهيكم عن تزويدهم بالأسلحة وصواريخ سام6 وسام 9 والطائرات المسيرة.
كل هذا العداء لم يوقظ في الخوانجية أدنى شعور بالغيرة الوطنية ولا هزّتْهُم النفس على المغرب، ولا أيقظت فيهم مشاعر العزة والكرامة المشهود بها للمغاربة عبر التاريخ. ومن أجل المداراة على نضوب مشاعرهم الوطنية، لجأوا إلى اتهام رافعي شعار “تازة قبل غزة وإفران قبل إيران” بالتصهين؛ متوهمين أنهم بصنيعهم هذا سيدارون عن متاجرتهم بالقضية الفلسطينية وخدمتهم للأجندة الإيرانية. فالتاريخ لن يرحم الخوانجية حين بلعوا ألسنتهم لما هاجم البوليساريو السمارة والمحبس بالأسلحة الإيرانية، كما لم ينددوا بتدخلات ممثلي إيران في الأمم المتحدة الذين صنفوا المغرب “كمحتل” عليه “وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة”.
لا شك أن من لم تستفزه مواقف إيران وتصريحات مسؤوليها وممثليها في الأمم المتحدة ضد المغرب ووحدته الترابية لا يحق له الحديث عن الوطن والوطنية. ولا يشرّف المغاربة أن يكون بينهم من قلبه ولسانه مع أعداء الوطن. فأعداء الوطن ليسوا فقط حملة السلاح ضده، بل هم أساسا المتحالفون معهم والناطقون بلسانهم والمروجون لأيديولوجياتهم التخريبية، والذين قال فيهم الشاعر محمد الغامدي:
عَـدَوٌّ يَرْتـَدِيْ ثَـوْبَ الـطَّـهَـارَة // وَتَـصْـعَدُ مِنْهُ رَائِـحَةُ الـقَـذَارَة
يُظَـاهِرُهُ مِـنَ الأذْنَـابِ حَمْقَىٰ // أذَاقُـوا إخْـوَةَ الـوَطَنِ المَـرَارَة
كَـأَنَّـهَـمُ الـدُّمَـىٰ إِذْ حَـرَّكَـتْـهَا // يَدُ الشَّيْطَانِ مِنْ خَلْفِ السِّتَارَة.
على مسؤوليتي
هكذا أصابت لعنة “بنت الصالحين” والي مراكش لتصديقه الوهم!!

نشرت
منذ يومينفي
يونيو 21, 2025بواسطة
مراد بورجى
*مراد بورجى
أثير كثير من الجدل حول فرضية “إعفاء” والي جهة مراكش أسفي فريد شوراق، وذهبت أغلب التخمينات إلى تعليل الإعفاء بإقدام المسؤول الترابي خطأً على ذبح أضحية العيد… لكن الظاهر أن سبب الإعفاء أكبر من “خطأ بروتوكولي” نعرف جميعا أنه لا يمكن للوالي أن يقوم به دون العودة إلى رؤسائه المباشرين في وزارة الداخلية، بل هو “خطأ سياسي” في ظرفية سياسية دقيقة، مطبوعة باستحقاق انتخابي، وبحملات انتخابية حزبية سابقة لأوانها تخوضها “بنت الصالحين” باسم البام، وحيث يُفرض على الولاة والعمال، باعتبارهم ممثلي الدولة في جهات المملكة وأقاليمها وعمالاتها، ليس فقط الالتزام الصارم بواجب التحفظ، لا بل والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأحزاب دون أي تمييز ولا محاباة، وفق توجيهات وأوامر الجالس على العرش الملك محمد السادس.
لكن يبدو أن والي مراكش، شوراق خرج عن هذه القاعدة، ربما لأنه صدّق الوهم، كما يقع لعدد من “المغرر بهم”، الذين يصدقون تلك المزاعم المكذوبة التي يُروّج لها بقوة لتمييل المنتخبين، والتي تصوّر “بنت الصالحين” فاطمة الزهراء المنصوري بكونها “مرسولة” من “الفوق” ومن “الدوائر العليا”، وهذا ما وقع بالضبط مع “السياسي” المبعد إلياس العمري، بعدما أوهم الكثيرين بأنه “مبعوث القصر”، قبل أن يتبيّن أن الأمر يتعلق بمدينة “القصر الصغير” وليس حتى “القصر الكبير”!! وهكذا سقط والي مراكش في المحظور، لكونه لم يستوعب بعد تعليمات الملك التي تضع الأحزاب في “ميزان واحد”، وتأمر الولاة والعمال بالتحضير الجيد للانتخابات عبر رفع درجات اليقظة للتصدّي لأي محاولات مقنّعة لتوظيف أنشطة عمومية لمصالح انتخابية ضيقة، وهو ما جرى خلال احتفالات صعود فريق الكوكب المراكشي للقسم الوطني الأول، حيث تم استغلال هذا الحدث الرياضي، وبدت “بنت الصالحين” فاطمة الزهراء المنصوري كما لو أنها هي صاحبة هذا الإنجاز الكروي الهام، والذي هو في الأصل نتيجة لمجهودات لاعبي الفريق وأطره وجمهوره.
الوالي الفريد من نوعه، نسي تعليمات الملك، وانساق مع “تعليمات” بنت الباشا، وتحول إلى مجرد جزء من “الديكور” في هذه الاحتفالات حيث لعبت بنت الصالحين دور البطولة في الرشّ والشطيح والرديح “وقوفا”دون أن تشعر بأي ألمٍ في الركبتين معاً، بعدما اختارت، بالمقابل، أن تجيب على أسئلة البرلمانيين “جلوسا”، وقالت إنها حتى الصلاة “تُصلّي” جلوساً بسبب مرض في الركبة “شفاها الله منه”!!! .
الوالي الفريد، لوحظ عليه أنه يثابر على تتبّع خطواتها وآثارها ومرافقتها في أنشطتها… لكن كل هذا سوف يؤدي إلى إبعاد الوالي من مصبه حتى لا يسود الخلط، ولكي يلزم كل مسؤول ترابي حدوده وصلاحياته اتجاه الفاعل السياسي على قدم المساواة.
مع دخول ولي العهد مولاي الحسن كفاعل دستوري “جديد” في الحياة السياسية في البلاد، حان الوقت لأن نقطع مع الحديث عن كذبة “الفوق” التي يدعيها البعض، خاصة مع قرب استحقاقات انتخابية بحصيلة حكومية كارثية، وبنت الصالحين المنسقة فاطمة الزهراء المنصوري تتحمل حصّة الأسد من هذه الحصيلة الكارثية، وأيضاً لأن “الفوق كاين غير الله تبارك وتعالى”.
وباراكا علينا من لغميق!!!.
على مسؤوليتي
من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا: التحول الجيو-أمني واختبار السيادة المغربية

نشرت
منذ 3 أيامفي
يونيو 21, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
مدخل تأطيري: خرائط السيولة والتحول الخفي
تُشير التحولات الجيوسياسية الراهنة إلى انتقال تدريجي لمركز الثقل الأمني من الشرق الأوسط، الذي استُنزف بفعل حروب الوكالة وصراعات المحاور، إلى شمال إفريقيا، التي أضحت مجالًا استراتيجيا مفتوحًا أمام التنافس الدولي.
في هذا السياق، يُطرح سؤالان جوهريان:
* هل يمتلك المغرب الكبير من المناعة ما يُجنّبه سيناريو التآكل الشرق أوسطي؟
* وكيف يمكن تثبيت السيادة الوطنية وسط شبكات اصطفاف متقاطعة قد تحوّل التعددية إلى انقسام رمزي قاتل؟.
أولًا: تحوّل مركز الجاذبية الأمنية – فرص واختبارات
1. شمال إفريقيا في قلب الحسابات الجيو-استراتيجية
عوامل الجذب: تموقع جغرافي بين أوروبا والساحل، وفرة الموارد الاستراتيجية (الطاقية والمعدنية)، هشاشة المحيط الإقليمي (الساحل، ليبيا)، وتزايد الحضور الأمريكي–الصيني–الروسي.
المخاوف: استنساخ منطق “الوكالة الأمنية” الذي حول المشرق إلى مختبر للانهيار، ونقل مسرح الصراع إلى تخوم المغرب العربي.
2. المغرب: من التموقع الاستراتيجي إلى شبهة التوريط
تتراوح الخيارات بين “شريك أمني مميز” و”فاعل وظيفي” في ترتيبات ما بعد المشرق.
كُلفة الانخراط:
سياسيًا: قابلية القرار الوطني للتدويل بفعل ارتباطات استراتيجية مشروطة.
اجتماعيًا: تضخم ميزانيات الدفاع على حساب التنمية البشرية.
أمنيًا: امتصاص ارتدادات الأزمات الإقليمية (الإرهاب، الهجرة، النزاعات غير المتوازنة).
ثانيًا: الاصطفاف الرمزي وتهديد النسيج الوطني
1. الفتنة الرمزية: حين يتحول الرأي إلى تهمة
أصبحت القضية الفلسطينية، بفعل الاستقطاب الإقليمي، محكًا لولاءات مزدوجة:
* انتقاد إسرائيل = شبهة “إيرانية”.
* دعم التطبيع = شبهة “تخوينية”.
هذا التموقع الرمزي يؤدي إلى تفكيك الوعي الوطني وتحويل السردية الجامعة إلى مجال صراع أيديولوجي مستورد.
2. الصحراء والتطبيع: الربط القسري ونتائجه
ربط الاعتراف بمغربية الصحراء بالتطبيع مع إسرائيل يُفرغ القضية من مضمونها التوحيدي، ويحيلها إلى ملف قابل للمقايضة، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويفتح الباب أمام تشكيك خارجي وداخلي في شرعية الخطاب الرسمي.
3. تأجيل الإصلاحات: حين يُنتج الغياب فراغًا استراتيجيا
غياب مسار عدالة انتقالية فعلية بعد تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، واستمرار أعطاب المؤسسات الأمنية والقضائية، جعل من القضايا الخارجية واجهات لتعويض الإصلاح المؤجل، مما يفاقم الإحباط ويُغذي الانقسام.
ثالثًا: نحو نموذج مغاربي ممانع – مقترحات استراتيجية
1. السيادة الرمزية: من الدفاع إلى البناء
ضرورة إنتاج سردية وطنية نقدية ومنفتحة تتجاوز ثنائيات “إيران/إسرائيل” و”المقاومة/التطبيع”، وتُعيد تعريف الأمن انطلاقًا من حاجيات المواطن (الغذاء، المناخ، الحقوق الرقمية).
2. التحصين الداخلي:
* منع الاختراق الناعم
* تفعيل الرقابة الديمقراطية على الاتفاقيات الأمنية.
* مباشرة إصلاح شفاف للمؤسسات الأمنية يُعيد بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
3. تحالفات جنوب–جنوب: من التبعية إلى التوازن
تعزيز آليات التعاون الأمني والسياسي الإفريقي (الاتحاد الإفريقي، مجلس السلم والأمن)، وتوسيع نطاق الشراكات مع أمريكا اللاتينية وآسيا بما يحدّ من الارتهان للغرب أو الشرق.
4. الوعي الجمعي: حماية الذاكرة من الفتنة
دعم منصات تحليلية مستقلة قادرة على تفكيك السرديات الخارجية.
إشراك الفاعل المدني في هندسة السياسات العمومية، خصوصًا الأمنية، لضمان توزانها مع الحريات والكرامة.
خاتمة مفتوحة: السيادة كشرط للوجود لا للاختيار
التهديد لا يكمن فقط في التحول الجيو-أمني، بل في القبول السلبي به دون بناء رؤية توقعية مستقلة. المغرب يقف أمام مفترق استراتيجي:
إما أن ينخرط في لعبة الاصطفاف، مؤدِّيًا وظيفة في مسرح الآخرين على حساب تماسكه الداخلي؛.
أو أن يبتكر نموذجًا سياديًا يتأسس على نقد التبعية ورفض الاستقطاب، ويُعيد تموقع شمال إفريقيا باعتبارها فضاءً للتكامل بدل أن تكون هامشًا للحروب الجديدة.
إنّ الرهان الحقيقي هو بلورة “الموقع الثالث”: موقع يتجاوز الإملاءات الغربية والارتهانات الشرقية، نحو رؤية مغاربية–إفريقية للسيادة، تنتصر للأمن الإنساني والكرامة الجماعية معًا.

جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي

سعيد الكحل.. الوحدة الترابية معيار الوطنية

أمين بنهاشم يتعرض لحادث سير بأمريكا وحالته الصحية مستقرة

المغرب يدين الهجوم الصاروخي الذي استهدف سيادة دولة قطر

قطر تعتبر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد “انتهاكا صارخا” وتحتفظ بحق الرد

إيران تعلن استهداف قواعد أميركية في قطر والعراق

انقطاع الكهرباء في إسرائيل بعد قصف إيراني لمرافق “إستراتيجية”

نجوم أسود الأطلس يثيرون اهتمام كبار أندية الدوري الإيطالي

“الفيفا” يحتفل بمشجعة مغربية باعتبارها المتفرج رقم مليون

كاتدرائية البيضاء تحتضن إقصائيات بطولة العالم للبريك دانس Redbull Bc one

إسرائيل تستهدف بضربة سجن إيوين في طهران

بونو يرفع من حظوظ الهلال للتأهل لثمن النهائي

الطفلة غيثة تغادر المستشفى بعد تعافيها من حادث دهس على الشاطئ

كأس أمم إفريقيا للسيدات.. الناخب الوطني يعقد ندوة صحفية غدا الثلاثاء بسلا

مقتل 22 شخصا بتفجير انتحاري غير مسبوق داخل كنيسة في دمشق

كأس العالم للأندية: ريال مدريد يتغلب على باتشوكا المكسيكي 3-1

معبر الكركارات.. إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وحجز 92 كيلوغراما و 900 غرام من مخدر الكوكايين

كأس العرش لكرة القدم (2023-2024).. نهضة بركان يتأهل إلى النهائي بفوزه على المغرب التطواني (3-0)

كأس العالم للأندية.. الوداد الرياضي ينهزم أمام يوفنتوس الإيطالي (4-1)

الرئيس الإيراني يشارك في تظاهرة منددة بالضربات الأميركية

جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي

نجوم لوس أنجليس يرفعون الصوت ضد إجراءات ترامب بحق المهاجرين

المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة يحتفي بالفنانة لطيفة أحرار

35 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

سعيد لكحل يكتب..إيران في خدمة الأمريكان

ضربات إسرائيلية واسعة على إيران تشمل منشأة نطنز النووية

النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان تطالب بالتوزيع العادل لمشاركة الفنانين المغاربة

ايداع قيلش “بطل شواهد الماستر” سجن الوداية بمراكش

35 قتيلا في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة من غزة

وزارة وهبي تنفي اختراق أنظمتها المعلوماتية

سماع دوي انفجارات جديدة في طهران

إنجاز جديد غير مسبوق لجامعة ابن طفيل

“غوغل” توفر ميزة إنشاء “بودكاست” قائم على الذكاء الاصطناعي

تفلت: توقيف فرنسي من أصول جزائرية مبحوث عنه دوليا

تطوان: توقيف بارون مخدرات مبحوث عنه وطنياً

ستة علماء نوويين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي

جامعة ابن طفيل الأولى على الصعيد الوطني في التصنيف الدولي للجامعات 2025

“مجابن بل المغرب” تكرس دورها كمقاولة مواطنة

الغابون تجدد بنيويورك تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

تعيينات بمناصب عليا في التعليم والصناعة

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

الاكثر مشاهدة
-
الجديد TV منذ 5 ساعات
جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي
-
مجتمع منذ 6 أيام
35 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
-
واجهة منذ 4 أيام
إنجاز جديد غير مسبوق لجامعة ابن طفيل
-
واجهة منذ 5 أيام
جامعة ابن طفيل الأولى على الصعيد الوطني في التصنيف الدولي للجامعات 2025
-
دولي منذ 6 أيام
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي قرب مركز مساعدات بخان يونس
-
تكنولوجيا منذ 6 أيام
الإنترنت مصدر رئيسي للأخبار لدى 78% من المغاربة
-
رياضة منذ 6 أيام
عبد الرحيم طالب يتولى قيادة نادي الجيش الرواندي
-
على مسؤوليتي منذ يومين
هكذا أصابت لعنة “بنت الصالحين” والي مراكش لتصديقه الوهم!!