على مسؤوليتي
مصطفى المنوزي في ..سرديات رمضانية “الحلقة الأولى” سردية”الاستدعاء”

نشرت
منذ شهرينفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
في صباح يوم عادي، كانت “سمية” تمشي في حي ” سيدي مألوف ” ، تحمل حقيبتها وتنتظر اللحظة التي تعود فيها إلى بيتها لتُكمل عملها المنزلي. فجأة، توقفت سيارة شرطة أمام منزلها، وترجل منها مفتشا أمن يرتديان زي الشرطة الرسمي. نظر الجميع إلى بعضهم البعض، لكنهم لم يتكلموا. السماء كانت صافية، والريح هادئة، لكن في قلب سمية، كانت هناك عاصفة من التساؤلات والشكوك.
“هل هناك شيء ما حدث؟ هل أخطأت في شيء؟ هل أنا مطلوبة للتحقيق؟” تساءلت سمية وهي تبتعد عن سيارتها متجهة إلى الباب، حيث سلمها أحد الشرطيين “” إستدعاء “” بموجبه “” عليها الحضور عاجلا “” إلى المخفر لأمر ” يهمها ” ؛ وذلك حسب ما ورد في نص الورقة الزرقاء الشبيهة في حجمها ولونها بورقة التصويت ، والتي تستعمل خلال مواعيد الإستفتاء على الدستور ، والحاملة تاريخيا لعبارة “” لا “” ، في حين تقابلها الورقة البيضاء مكتوب عليها عبارة ” نعم ” . نعود إلى الكونفوكسيون وما جرى لسمية بسببها ؛ ففي تلك اللحظة، لم تشعر سمية بما حولها ، كان كل شيء يحيط بها غير واضح ، وبدأت مشاعر الخوف تغمرها. قررت أن تخبر زوجها قبل الذهاب، فالتقطت هاتفها بعجلة، لكن يدها كانت ترتجف.
“سمية، ماذا حدث؟ لماذا الشرطة هنا؟ هل أنت بخير؟” جاء صوت زوجها بنبرة قلقًة ومرتبكة على الهاتف، قبل أن تبدأ سمية في شرحها له بصوت مختنق ، وما أن خرجت من المنزل باتجاه المخفر، حتى انتشرت الأقاويل في الحي بسرعة البرق. “هل سمعتِ؟ سمية استُدعيت إلى المخفر!” همست الجارات لبعضهن البعض، والكل كان يتساءل: “ماذا قد تكون فعلت؟ هل لها علاقة بشيء ما محرم أو مجرم ؟”.
كلما اقتربت سمية من المخفر، كان صدى الفضول يزداد من جيرانها المتجمهرين ، وكلما رأتهم من بعيد ، ارتسمت على وجوههم علامات القلق، حتى أولادها، الذين كانوا في المدرسة، بدأوا يتساءلون في صفوفهم عن السبب وراء استدعاء والدتهم، وأخذوا يقتبسون عبارات من الأقاويل المنتشرة ويرددونها دون فهم ، فتسارعت الشائعات عن ” المصيبة ” التي قد تكون قد ارتكبتها.
“أعتقد أن سمية كانت متورطة في شيء كبير!” قالت جارة مسنّة، مبتسمة بسخرية بينما كانت تنظر إلى وجه سمية المرهق. “ربما كان عندها سر تخفيه!” تضيف أخرى بنبرة غير مؤكدة.
أخذت سمية تشعر بثقل هذه الأقاويل وكأنها تقيد خطواتها، كانت تعلم أن لا شيء من ذلك صحيح، لكنها لا تستطيع أن تهدئ من روعها، مجرد فكرة أن الجميع في الحي يراقبون تحركاتها كان مؤلمًا جدًا.
حينما وصلت إلى المخفر، استقبلها ضابطان بابتسامة جافة، وقالا لها: “نحن فقط بحاجة إلى بعض المعلومات، ليس هناك شيء سيئ ، فقط مطلوب منك الحواب عن بعض الاستفسارات.”
لكن بعد أن خرجت، وجدتها الحكايات قد تفجرت، حيث كان الشارع كله يتحدث عن سبب الاستدعاء، تكهنات، وشكوك، وحوارات لا تنتهي. في نظر البعض، كانت مجرد ضحية، لكن في نظر آخرين، كانت جزءً من جريمة أكبر ، وبينما كانت سمية تحاول أن تحافظ على هدوئها، كان صوت الأقاويل يلاحقها في كل مكان.
“هل سنصدق كل هذه الأقاويل؟” تساءلت سمية، بينما كانت تمشي بخطى متثاقلة إلى منزلها، متخيلة كيف ستواجه عائلتها وجيرانها، بعدما أصبح كل شيء بالنسبة لهم يشير إلى السر الغامض الذي لم يكن موجودًا سوى في خيالاتهم.
وقبل أن تلتقط أنفاسها ، إستدرجتها حماتها للبوح بحقيقة ما جرى ، فاضطرت سمية لكي تسرد وقائع رحلة “” الإصطياف والضيافة “” لدى اصحاب الحال .
تذكرت سمية أنها عندما دخلت إلى مفوضية الشرطة، واجهت الحاجز الأول: الوصم والتحقير الاجتماعي، ذلك الموقف الذي كان يعيد إليها صورة السلطة في أذهان الناس ، كيف لورقة صغيرة كهذه قد تعني بداية شيء خطير، بدءً من الشائعات التي ستنتشر في الحي. “هل هي متورطة في شيء؟” “أعتقد أن الشرطة تحقق معها في قضية كبيرة!” هذه بعض الأقاويل التي سمعها جيرانها وهم يترقبون تحركاتها. سمية بدأت تشعر بضغط و ملاحقة مستمرة من تلك الأفكار وأسئلة الشبهة والإتهام التي كانت تعكس الوصمة الاجتماعية التي تأتي مع أي استدعاء للسلطات.
سمية عبرت لحماتها عما كانت تشعر به من حيرة و عجز وحرج كبير . في ذلك المكان الذي سيطر عليه الخوف والقلق، اكتشفت شيئًا مهمًا، وهو أن الاستدعاء ليس دعوة بل أمر. فحتى وإن كانت الورقة نفسها بسيطة في مظهرها، فإن لها دلالات كبيرة. هذا الاستدعاء لم يكن مجرد طلب للحضور، بل كان نوعًا من التضييق على الحرية، أي دعوةً إلى الخضوع والالتزام بما يفرضه النظام العام . ثم جاءت اللحظة التي بدأ فيها الضباط في التحضير لاستجواب سمية. وفي الجانب الآخر من مكتب الإستنطاق كانت فاطمة تنظر إليها بعيون مليئة بالحذر وكأنها تهمس لها : “لا تظهري أي ضعف، لأنهم سيشعرون به ويزيدون من قسوتهم.” كانت سمية تفكر في إيماءاتها وتحذيقها ، وتفكر في معنى تلك الورقة الزرقاء الصغيرة التي تسببت في دخولها إلى عالم مليء بعيون المراقبة والتفتيش في الذوات والعقول .
وعلى إثر الإستنطاق توصلت سمية إلى أن الشيك البنكي الذي أصدرته قد رجع دون أداء بسبب نقص المؤونة، وكان قلبها يتسارع مع كل خطوة كانت تخطوها نحو المجهول ، تتابعت الإجراءات بسرعة، بعد أن هددت بأن قضيتها ستعرض على “” وكيل الدولة “” الذي سيقرر إحالتها إلى غرفة التحقيق القضائي للتحقيق، وذلك لإقتران جنحة إصدار شيك بدون رصيد بجنحة النصب والإحتيال ، فما كان من سمية إلا أن تشعر بضيق شديد، وكأن الأرض تحوم بها، فكل شيء كان يسير بسرعة فائقة، وهي لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث. ورغم أن سمية كانت قد اعترفت بخطئها في إصدار شيك بدون رصيد، إلا أن ما اكتشفته في ذلك اليوم كان أكثر مما كانت تتوقع ؛ فبعد أن اكتشفت سمية أن الشيك الذي أصدرته قد رجع بسبب نقص المؤونة، كان قلبها يتسارع مع كل خطوة كانت تخطوها نحو المجهول ؛ وهي لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث ؛ كان المكان يعج بالوجوه المألوفة التي بدأت تبدو غريبة في عيني سمية ، وكانت قد سمعت عن أوضاع المعتقلين، لكنها لم تتخيل يومًا أن تجد نفسها في هذا الوضع الغريب والمؤلم .ولولا الصدفة ، حينما دخلت إلى مكتب التحقيق ولولا انها التقت بفاطمة تلك الشابة في مقتبل العمر، والتي كانت ترمقها من بعيد ، و قد اعتقلت هي الأخرى. لكن ما جعل سمية تتفاجأ أكثر هو السبب الذي كانت قد أُوقِفَت بسببه ، وقد بدت عليها علامات التعب والإرهاق، ففاطمة أخبرت سمية بأنها قد تم اعتقالها لأسباب “سياسية”، ولم تستطع سمية استيعابها تمامًا في البداية، فهل يعقل أن يكون هناك اعتقال امرأة بسبب “آراء”؟.
“لا تخافي، كلنا هنا في نفس الوضع. كل من هنا اعتُقل لأسباب واهية، وكثير منا تعرض للتعذيب” قالت فاطمة بصوت خافت، وهي تنظر إلى الأبواب والنوافذ المتأرجحة كما لو كانت تتوقع قدوم أحدهم في أي لحظة.
سمية لم تستطع أن تصدق ما كانت تسمعه. كانت تحاول جاهدة أن تظل هادئة، لكن الهمسات في أذنها عن الأهوال التي تحدث داخل المعقل بدأت تؤثر عليها، كانت فاطمة تروي لها قصصًا مفجعة عن سوء المعاملة التي يتعرض لها بعض نزلاء المفوضية ، وأنهم ، في بعض الأحيان ، يُجبرون على التوقيع على اعترافات كاذبة تحت التهديد والتعذيب ؛ وذكرتها مرة أخرى “أنتِ في مكان خطر ، هنا لا يُسمح لكِ بأن تكوني ضعيفة، فكلما أظهرتِ مشاعر هشة ، كلما زادوا في مضايقتكِ” أضافت فاطمة، بينما كانت تمسح دمعة صغيرة تكرجت على خدها. “نحن نتعرض للإهانات، والإجبار على الاعتراف بتهم لم نرتكبها ، هناك من يقبع في الزنزانة لشهور، أي مجرد رقم في قائمة الاتهام. لا أحد يعرف حتى كيف تم اعتقالهم. ، وقد وجب استحضار المأثورة / اللازمة (الداخل مفقود ، والخارج كأنه مولود ) ” .
سمية، التي كانت تسمع هذه الكلمات للمرة الأولى من شخص يعيش التجربة مباشرة، شعرت بذهول وارتباك ، لم يكن هذا هو المكان الذي كانت تتخيله حين تفكر في العدالة أو النظام ، فخلال تلك اللحظات التي أمضتها مع فاطمة، اكتشفت سمية أن المعاملة في المعتقل لا تقتصر على القسوة الجسدية فقط، بل تتعداها إلى القهر النفسي والتلاعب بالعقول ، “إنهم يحاولون كسرنا من الداخل. يرون فينا خصومًا يجب إخضاعهم بأي ثمن” قالت فاطمة بصوت منخفض لكنه عميق بلاغة ومؤثر وقعا .
سمية، التي كانت تحاول فهم كل ما يحدث، شعرت أن كل شيء حولها أصبح ضبابيًا. بينما كانت فاطمة تروي المزيد عن الوحشية التي تتعرض لها مثيلاتها من المعتقلات ، أدركت ، حينئذ ، سمية أن مصيرها قد يكون أكبر من مجرد إستدعاء ، وأن معركتها قد تكون أكبر مما كانت تتصور، وعلى الخصوص حين بدأ الضباط في التلويح بإخضاعها لطرحات التعنيف . بالرغم من انها حاولت أن تزعم بأنها على إستعداد لإنضاج وعيها بما يجري ؛ لكن بشكل مرتبك ومتردد ، وقد تملكتها آنذاك فكرة واضحة عن الواقع الذي كانت تعيش فيه فاطمة وزميلاتها المعتقلاتبأن حاولت الإستلهام منه ؛ صحيح أن الندم ساورها ، نادمة لكونها أخطأت في إصدار شيك بدون رصيد، ولكن الآن، ما يهم هو أنه عليها تجاوز الندم ولوم النفس ، فقد كان هناك شيء أكبر يلوح في الأفق: هل سيتعين عليها مواجهة هذه البيئة الذي تعتمد على القسوة والترهيب لتحقيق أهداف ” أمنية ” وبأي كيفية ؟ وهل ستظل قادرة على البقاء متماسكة في وجه هذا الانهيار المعنوي والنفسي؟.
قبل أن يُغلق باب الزنزانة خلف سمية، التفتت نحو فاطمة وقالت: “لكن كيف يمكننا أن نواجه كل هذا؟ كيف يمكننا النجاة؟”.
أجابتها فاطمة بصوت هادئ لكن حازم: “من خلال الصمود، من خلال إيماننا بأننا لن ننكسر، حتى وإن حاولوا كسرنا.”.
وبعد أن أنهت سمية بوحها الإسترجاعي ، لم تجد حماتها من قوله كتعقيب عن حكاية سمية سوى أن الإستدعاء مصيبة عظمى و فال شؤم ؛ فرغم حجمها الصغير ، فتلك الورقة الزرقاء فزاعة تدخل الرعب في قلوب الناس . بعدها تدخل زوج سمية وقال بنبرة الحقوقي العارف بأن تلك الورقة بمثابة إعلان رسمي عن وجود تهديد محتمل، حتى وإن كان التهديد غير واضح ، ولذلك كان الهدف من الاستدعاء: أن يشعر الناس بأنهم تحت الرقابة، وأنهم يمكن أن يُستدعوا في أي لحظة، وأنهم عرضة للاتهام وكل ما يترتب عن ذلك من وصم وإرهاب ومن مصير مجهول ! .
ففي كثير من مثل هذه السردية، نعاين ونتساءل كيف يمكن للمجتمع أن يبني صورًا وأحكامًا على مجرد استدعاء من السلطات، مما يزيد من التوتر النفسي والشخصي لكل لشخص مستدعى ، فسمية كحالة ونموذج ، لم تكن قد فعلت شيئًا مشينا و خاطئًا في العلاقة مع الشرف والمروءة ، ولكن الأقاويل والمخاوف جعلت حياتها أكثر تعقيدًا مما كانت عليه قبل تلك الورقة اللعينة المسماة “” استدعاء “” والتي يكون لها وقع خاص بالرهبة والفزع ، كلما تم ترديد العبارة كما يطلقونها عليها ؛ بصفة إعتيادية ، بالفرنسية وبلكنة مخزنية خشنة “” جاتها كونفوكاسيون من عند البوليس باش تحضر للكوميسارية “” ! .
(يتبع … الحلقة المقبلة : صدى الإستدعاء …وأوقاعه )
على مسؤوليتي
سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

نشرت
منذ 8 ساعاتفي
أبريل 17, 2025بواسطة
سعيد لكحل
أصدر شيوخ تنظيمات جماعة الإخوان بالمغرب، يوم 12 أبريل 2025، ” بيان شرعي يحرم، ويدين رسوّ سفن أمريكية بميناء طنجة محمّلة بعتاد عسكري موجه للكيان الصــهيـوني”، تجاوزوا فيه حدود الشرع الذي يعلي من قيمة الوطن ويجعل التضحية من أجله استشهادا، بأن حرّموا رسو سفن دولة صديقة وداعمة للوحدة الترابية للمغرب؛ مما يعرض مصلحة الوطن للخطر.
وقد وضعهم بيانهم هذا خارج دائرة الوطن وأظهر عدم ولائهم له واستعدادهم للتضحية بمصالحه العليا. فلا حب لهم للوطن ولا استعداد للتضحية من أجله. علما أن النصوص الشرعية تحث وتحبب الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله (من قاتل دون أرضه فهو في سبيل الله).
بل إن القرآن الكريم، أعلى من قيمة حب الوطن وجعلها في مقام حب النفس كما في قوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾. وقد فسر الفخر الرازي الآية بأن الله جعل فراق الوطن معادلاً لقتل النفس. ولذلك قال العز بن عبد السلام: “اعتناء الشرع بالمصالح العامة، أوفر وأكثر من اعتنائه بالمصالح الخاصة”.
كما تجاوز أصحاب البيان، حدود الواقع بتنكّرهم لجسامة التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب المغربي من أجل الوحدة الترابية على مدى نصف قرن، وتجاهلهم لحجم المخاطر والمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن، وعلى رأسهم النظام الجزائري الذي يصرف ثروات الشعب في التسلح وتمويل الإرهاب بهدف تقسيم المغرب وتدمير كيانه.
إن الموقعين على البيان تطاولوا على وظيفة الإفتاء. فهم ليسوا أعضاء في مؤسسة دينية رسمية مختصة بالإفتاء، ولا يمثلون المجلس العلمي الأعلى الذي هو، بمقتضى الدستور “الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”. بل هم في غالبيتهم ينتمون لحركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان وبعض المتورطين في ملفات الإرهاب ومن عُرف عنهم “التْبَحْلِيس” للخوانجية، لا تهمهم “غزة ولا تازة”، وإنما مهمتهم تنفيذ الإستراتيجية التي رسمها المرشد العام للتنظيم الدولي للإخوان في مصر، مصطفى مشهور، والتي كشفت عنها رسالته إلى قياداتها سنة 1996. ومن أهدافها الأساسية نزع الشرعية الدينية والشعبية عن الملك. وقد اتخذوا لهم سبلا خبيثة منها:
1 ـ التشكيك في الأهلية الدينية لأمير المؤمنين: إذ سبق لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، أحمد الريسوني، أن قال، في حوار لصحيفة “Aujourd’hui le Maroc” ماي 2003، بأن جلالة الملك محمد السادس غير مؤهل ليتولى مسؤولية إمارة المؤمنين، وطالب أن تسند لغيره. والريسوني اليوم هو على رأس الموقعين على النداء خدمة/تنفيذا لنفس الأجندة التي انخرط فيها منذ اعتناقه لإيديولوجية الإسلام السياسي.
2 ـ تكفير الملك بفتاوى مرشد جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، ومنها:
أ ـ إن الملك يمثل المنكر والخروج على الدين (المنكر الأكبر هو حكم المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون )(ص 146 الإحسان2).
ب ـ إنه وثني وبالتالي كافر بسبب اتخاذه شعار: الله، الوطن، الملك، شعارا للمملكة. إذ سبق لياسين أن خاطب الملك الحسن الثاني رحمه الله، في رسالة “الإسلام أو الطوفان” بقوله (تب إلى الله من تألهك وشركك لأنك جعلت شعار جيش المسلمين ثالوثا تشرك نفسك فيه وتؤلهها، وإن تثليث النصارى حين ينادون الأب والابن والروح القدس لشرك أهون خطرا من شركك حين تفرض على المسلمين أن ينادوا الله والوطن والملك ومن الشعار تتولد طقوس الكفر التي تحشد لإقامتها كل قوتك فاتخذت لنفسك أعيادا لم يأمرنا بها الله).
وها هم أصحاب البيان يكرسون النهج التكفيري لياسين: “نعلن ما يلي:
1- يُحرَّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلسـطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ”.
مغالطة المصادرة على الإشاعة.
لدوافعهم الخبيثة، أسس أصحاب البيان فتواهم على “مغالطة المصادرة على الإشاعة” وكأنها حقيقة ثابتة مستغلين صمت الجهات المسؤولة على ميناء طنجة (الوزارة، إدارة الميناء، الحكومة) كالتالي: ” نُعلن رفضنا التام لما تردَّدَ من سماح السلطات المغربية برُسوّ سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، تحمل قِطَعَ غِيارٍ لطائرات حربية موجهة إلى الكيان الصهيوني المحتل، الذي يواصل عدوانه الغاشم على شعبنا في غـزة وسائر فلسـطين”. إذ لم يكلفوا أنفسهم مراسلة الوزارة أو طرح سؤال على الحكومة من طرف أحد برلمانيي حزب العدالة والتنمية لمعرفة الحقيقة. وكان أحرى بهم استحضار التنبيه الإلهي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾؛ لكن الخبث والتآمر على النظام أعميا بصيرتهم. فغايتهم ليس البحث عن الحقيقة بقدر ما هي إلصاق تُهم “الخيانة” “والمشاركة” و”التواطؤ” للنظام لضرب شرعيته الدينية والشعبية بشكل صارخ: “إن تسهيل مرور هذه القطع الحربية تواطؤٌ مادي ومعنوي مع آلة القتل الصـهيونية، ومشاركةٌ في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعَدّ خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطــبيع”.
لقد تنكّر أصحاب البيان لكل الجهود التي بذلها ملك المغرب ولا يزال يبذلها لصالح الفلسطينيين، سواء من خلال بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيين في مواجهة خطط التهويد (الوكالة أنجزت ما بين 2000 و2022، نحو 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة، استفادت منها فئات المجتمع المقدسي كافة. وبلغت كلفة هذه المشاريع ما مجموعه 64 مليون دولار، شملت مجالات الإعمار والصحة والتعليم، ومشاريع دعم الأيتام والأرامل والمسنين والأشخاص في وضعية الإعاقة). علما أن المساهمات المالية للدول في الوكالة توقفت منذ عام 2011؛ إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأي مساهمة من أي دولة باستثناء المملكة المغربية التي ظلت هي «الممول الوحيد لهذه المؤسسة بنسبة 100 في المائة في صنف تبرعات الدول»، ونحو 70 في المائة في صنف «تبرعات المؤسسات والأفراد» وفق ما أكده السيد محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، في فبراير 2023.
فضلا عن المبادرات الإنسانية للمغرب عبر بناء مؤسسات صحية (إعادة بناء وتجهيز مستشفى القدس التخصصي في غزة بعد تدميره بالكامل سنة 2008)، وجامعية (إعادة بناء كلية الزراعة والبيئة ومنشآتها المختلفة، بعد أن تم تدميرها بالكامل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة سنة 2009 بقيمة 4.5 مليون دولار من المال الخاص لجلالة الملك)، يضاف إليها بناء مستشفيات ميدانية في فترتي وباء كورونا والحرب على غزة، وإرسال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وتكفي هنا الإحالة على بيانات منظمة التحرير الفلسطينية وهي تعبر”عن تقديرها لثبات ووضوح مواقف القيادة المغربية بشأن القضية الفلسطينية وكذا الدعم والمساندة الذي تقدمه الرباط للمقدسيين وجهودها المتواصلة لصيانة مدينة القدس والحفاظ على معالمها الإسلامية”. وحظيت المبادرة الملكية للتخفيف من أزمة الفلسطينيين المالية، من خلال تدخل جلالته لدى حكومة إسرائيل للإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة، بتقدير عال من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي وجهت (فبراير 2025) عبر أمين سر لجنتها التنفيذية، حسين الشيخ، الشكر للعاهل المغربي، الملك محمد السادس والحكومة المغربية، مثمنة “هذا الجهد الاخوي المتواصل والمستمر في دعم صمود وثبات شعبنا على أرض وطنه”.
وكانت آخر مبادرة أطلقتها وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، يوم الاثنين 15 أبريل 2025، تهم التكفل ب 300 طفل مبتور الأطراف، و500 طفل يتيم ضمن مشروع كفالة اليتيم المقدسي الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس الشريف منذ سنة 2008. فليعلم موقعو البينا أنه لما اختار القادة العرب الحرب ضد إسرائيل كان المغرب أول المشاركين فيها، ولما انحازوا للسلم عبر مبادرة “الأرض مقابل السلام”، دعم المغرب ويدعم جهود السلام التي أثمرت اتفاق أوسلو الذي انقلب عليه تجار وسماسرة القضية الفلسطينية خدمة لمصالحهم المناقضة لمصلحة الفلسطينيين.
إن اللؤم والعقوق من أبرز سمات الموقعين على البيان والواقفين خلفه لدرجة أنهم تجاهلوا، كلية، تضحيات الجنود المغاربة بدمائهم الزكية، في حرب 73؛ وكذا الالتزامات المغربية الرسمية وتأكيدات العاهل المغربي، في كل المناسبات، على أن القضية الفلسطينية “تعد من أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة”
ضرب المصالح العليا للوطن.
لا تخفى على المواطن النبيه أن ارتفاع وتيرة المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية وتمددها هما ليس بغاية وقف الحرب في غزة، بل المستهدف منها هو النظام الملكي واستقرار الوطن. ذلك أن تنظيمات الإسلام السياسي متأكدة من قوة النظام وتجذر الملكية في وجدان الشعب المغربي، فضلا عن قوة الدولة المغربية بكل مؤسساتها، وخاصة الأمنية والعسكرية؛ الأمر الذي يجعل إمكانية الانقلاب على النظام أو السيطرة على الدولة، أو حتى إشعال ثورة، من سابع المستحيلات.
وقد حاولت ولا تزال، يائسة، جماعة العدل والإحسان تشكيل تحالف موسع مناهض للنظام. لهذا، وإدراكا منهم بأهمية التحالف الإستراتيجي الأمريكي ـ المغربي ـ الإسرائيلي في تزويد المغرب بأسباب القوة العسكرية لمواجهة المخاطر التي تتهدد أمنه واستقراره، خصوصا من طرف النظام الجزائري الذي ير ى فيه الإسلاميون عاملا حاسما في إنهاك النظام وإضعافه في حالة شن الحرب ضد المغرب؛ نجدهم يكثفون المظاهرات والمسيرات للضغط على النظام حتى يلغي اتفاقية أبراهام. فيكون لهذا الإلغاء تداعيات خطيرة على باقي الاتفاقيات العسكرية والدبلوماسية والأمنية مع أمريكا وإسرائيل، بحيث تتراجعان عن الاعتراف بمغربية الصحراء وتلغيان تزويدهما للمغرب بأحدث أنواع الأسلحة الرادعة للعدوان الخارجي؛ مما يجعل ظهر المغرب مكشوفا لأعدائه.
تلك أوهامهم وأوهام اليسار المفلس. فلا غرابة أن تتواطأ تنظيمات الإسلام السياسي مع أعداء الوحدة الترابية للمغرب لضرب أسس العلاقات القوية للمغرب مع حليفيه الأساسيين في حربه ضد أعدائه. ولعل إحاطة مبعوث الأمين العام للصحراء المغربية، السيد ستافان دي ميستورا، في إطار مشاورات مجلس الأمن بنيويورك يوم 14 أبريل 2025، كافية لوصف خطورة الأوضاع على الحدود مع الجزائر، حيث جاء فيها “في الواقع، لم نشهد أي تحسن في العلاقات الجزائرية-المغربية، بل على العكس تماماً. إن تحسناً من هذا النوع يُعد شرطاً ضرورياً لتفادي خطر نشوب صراع إقليمي، بالنظر إلى التوترات المستمرة، وانعدام الاتصال الدبلوماسي، وإغلاق الحدود، والزيادة الكبيرة في مشتريات الأسلحة والنفقات المرتبطة بها”.
وقد زاد سعار هذه التنظيمات لما تيقنت من عزم الإدارة الأمريكية، في عهد الرئيس دونالد ترامب، على إنهاء ملف الصحراء المغربية؛ الأمر الذي سيعصف بكل أوهامهم ورهاناتهم الخاسرة. إن أمريكا، بحكم وزنها في مجلس الأمن، تملك مفاتيح الملف، وقوة داعمة عسكريا ودبلوماسيا للمغرب؛ وأي إفساد للعلاقات معها هو حرمان للمغرب من دعمها. وسبق للعاهل المغربي أن نوه بأهمية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في خطاب المسيرة 2021 ” وإننا نعتز بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه. وهو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية. فهذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية”.
ومن أجل حرمان المغرب من الدعم الأمريكي، لم يكتف الخوانجية بالمظاهرات والمسيرات من أجل إلغاء التطبيع، بل أرادوها مسيرات لمنع رسو السفن الأمريكية في الموانئ المغربية بذريعة نقلها الأسلحة لإسرائيل. وما يفضح مخططات لخوانجية، هو سكوتهم المطبق عن القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا وقطر التي تُشحن إليها الأسلحة الفتاكة ومنها إلى إسرائيل، وكذا ابتلاع ألسنتهم عن المناورات العسكرية المشتركة بين قطر وإسرائيل، ثم دعمهم لتركيا أردوغان رغم التبادل التجاري والتعاون العسكري بينها وبين إسرائيل والذي لم يتوقف طيلة الحرب على غزة. وقد تداولت مواقع الاجتماعي صورا لشظايا صواريخ تركية استعملتها إسرائيل لقتل أطفال غزة. فلسان حال لخوانجية يقول: التطبيع حلال على قطر وتركيا، حرام على المغرب.
الإخوان لا يؤمنون بالأوطان.
إن شيوخ الإخوان ومن وقّع معهم على البيان لا يؤمنون بالوطن ولا بالمواطنين. وكيف لهم أن يؤمنوا به وهم أسسوا تنظيماتهم وفق إستراتيجية مناهضة للأنظمة المدنية والديمقراطية. جميعهم يسعون إلى تطبيق الشريعة وإقامة نظام الخلافة على أنقاض الدولة المدنية. بل من الموقعين من كانوا قياديين في تنظيمات إرهابية وحوكموا في ملفات الإرهاب. ولولا العفو الملكي لظلوا في السجن سنين عددا. فهل لمثل هؤلاء يحق لهم الحديث عن الوطن أو الشعب وهم الذين خططوا لتفجير المنشآت الأمنية والاقتصادية والسياحية والأسواق العمومية؟.
إن التاريخ يُسجل أن تنظيمات الإسلام السياسي لم يصدر عنها موقف وطني واحد منذ اندلاع الصراع المفتعل من طرف النظام الجزائري ضد المغرب. ذلك أن هذه التنظيمات لم تشارك في المسيرة الخضراء، سواء كأفراد أو كتنظيمات كانت مشكَّلة ونشطة حينها. بل إنها لم تدعم الدولة في لحظات مفصلية في الصراع حول الصحراء، ومنها لحظة تحرير معبر الـﯕرﯕرات. فكل هدفهم التشويش على جهود الدولة والسعي إلى إفساد علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الداعمة لوحدتها الترابية، علما أن البيجيدي كان على رأس الحكومة التي وقعت على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وها هو اليوم، عبر شيوخه، يتهم ملك البلاد، بكل وقاحة وسفالة وانحطاط، بالخيانة والمشاركة في إبادة أهل غزة وأطفالها.
ويتأكد أن حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية “حركة التوحيد والإصلاح”، لم يستوعبا جيدا الدرس من التطاول على اختصاصات جلالة الملك رغم التنبيه والتوبيخ اللذين واجه بهما بلاغُ الديوان الملكي بيانَ الأمانة العامة للبيجيدي في موضوع الهجوم على السيد ناصر بوريطة. وقد شدد البلاغ على “إن السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص جلالة الملك، نصره الله، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”، وأن “العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة”. طبعا لا تهم البيجيدي ولا باقي تنظيمات الإسلام السياسي المصالح العليا للوطن ولا كيفية التصدي للمخاطر المحدقة بوحدته الترابية، بقدر ما يهمهم إضعاف الموقف الدولي للمغرب وحرمانه من الدعم الدبلوماسي المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي. إن هذه التنظيمات وشرذمة اليسار المتطرف يراهنون على فشل مخطط الحكم الذاتي ليتخذوه شرارة لإشعال الفتنة وتدمير الوطن. تلك أمانيهم وأوهامهم.
على مسؤوليتي
في تدبير القضايا المصيرية تشاركيا مع إقتصاد الكلفة والتفاؤل

نشرت
منذ يومينفي
أبريل 16, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
سنعيش توترا معنويا مرهقا في الأشهر القليلة القادمة بسبب إشكالية “الحياد” في الوساطة الدولية ؛ فرغم ان الأدبيات الأممية تقتضي أن يكون الوسيط محايداً، لكن تصريحات دي ميستورا توحي بتأثره بالرواية الجزائرية / الجبهوية ، خاصة عند ربطه الحل بـ”مشاركة كل الأطراف” (أي جبهة البوليساريو)، رغم أن المغرب يعتبرها مدفوعة وغير شرعية . وبالتالي فإن هذا الانزياح عن الحياد يُضعف مصداقيته ويُعقّد المفاوضات، كما حدث سابقاً مع مبعوثين أمميين اتُهموا بالانحياز.
وإشارة الثلاثة أشهر القادمة كانت بارزة وقوية ، وتوحي بثلاثة سيناريوهات محتملة : فإما الاستقالة أو الإقالة أو ترك الأمر على حالته :
فإذا استمر دي ميستورا في نهجه الحالي، سيُجبر على الاستقالة تحت ضغط عدم تحقيق تقدم، خاصة مع تشبث المغرب بموقفه وعدم قبول الجزائر لأي حل خارج “تقرير المصير”.
وبذلك سيتم تعيين وسيط جديد ، و قد تختار الأمم المتحدة شخصية أقل انفعالاً وأكثر براغماتية، تُركّز على حلول وسطى (كالتوسيع النسبي للحكم الذاتي مع ضمان السيادة المغربية). والا يبقى الخيار الأخير وذلك بالتفكير في تجميد الملف ، ولذاك فإذا فشل دي ميستورا في تقديم اقتراحات عملية، قد يُدفع الملف نحو الجمود، مما يعزز خيار “الوضع القائم” الذي يخدم المغرب دولياً (خاصة مع اعترافات واشنطن وغيرها بمغربية الصحراء ضمن تداعيات الإتفاق الثلاثي ).
والموازاة سيظل البعد الجيوسياسي خفيا ، لأن الموقف الأمريكي والفرنسي (رغم التصريحات الدبلوماسية) يميل إلى دعم المغرب كحليف استراتيجي، بينما تستغل روسيا والصين الملف لخلق توازنات ضد الدول الغربية . وبذلك فانفعال دي ميستورا قد يكون انعكاساً لهذه التدخلات الخارجية، وليس مجرد تحيز شخصي .
وما يهمنا هو ضرورة الوعي بالثمن وعلاقته بإحتمالات الفشل ، فبغض النظر عن أزمة المصداقية في الوساطة الأممية، والتي تُهدّد بتفجير الملف من الداخل ؛ يظل الخيار الأرجح هو أن دي ميستورا سيواجه مصير سابقيه (مثل جيمس بيكر) إذا لم يعدل نهجه، بينما يُظهر المغرب مرونة تكتيكية (كالحكم الذاتي) مع تشبث استراتيجي بوحدته الترابية. وإلى ذلك الحين وجب تقوية الجبهة الداخلية وتصفية الأجواء السياسية والبيئة الحقوقية في أفق تخليد الذكرى الخمسينية على إعادة تسطير نقطة إستكمال مسلسل التحرر والديموقراطية في جدول أعمالنا الوطني .
* مصطفى المنوزي
رئيس المركز المغربي للديموقراطية والأمن
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)

نشرت
منذ 4 أيامفي
أبريل 14, 2025بواسطة
منال المستضرف
4 ـ تحويل القضية الفلسطينية إلى أصول تجارية مربحة.
لا يجادل أحد في عدالة القضية الفلسطينية وحق شعبها في وطن مستقل ودولة ذات سيادة. إلا أن الحسابات السياسية لأطراف عديدة، فلسطينية ودولية وإقليمية، لا تريد للقضية أن تنتهي لما تحققه المتاجرة بها من أرباح ومكاسب.
لهذا تصر الأطراف المتاجرة بالقضية على عرقلة كل الجهود الدولية لإيجاد حل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة (إفشال اتفاق أوسلو نموذجا). وأولى العراقيل تتمثل في تقسيم الفلسطينيين إلى تنظيمات وحركات ذات ولاءات لقوى إقليمية توظف القضية للعب دور الزعامة عربيا أو إسلاميا، ولاكتساب “الشرعية” الشعبية لأنظمتها الدكتاتورية، أو لابتزاز القوى العظمى من أجل امتلاك السلاح النووي.
إلى جانب هذه الدول الإقليمية المتاجرة بالقضية، تشكلت تنظيمات الإسلام السياسي التي ترفع كلها شعار تحرير القدس وفلسطين، سواء من داخل الشعب الفلسطيني أو في عموم الشعوب العربية والإسلامية. غايتها، من جهة، كسب تعاطف الشعوب وتحسين صورتها للوصول إلى السلطة والتحريض ضد الأنظمة الحاكمة بعد اتهامها بالتخاذل والتآمر، وذلك بهدف إسقاطها وإقامة أنظمة الاستبداد الديني؛ ومن جهة أخرى، جمع التبرعات ومراكمة الثروات باسم “دعم الشعب الفلسطيني”، بينما توجه الأموال إلى الحسابات البنكية الشخصية وإقامة المشاريع والاستثمارات المربحة.
وتكفي هنا شهادة محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للتنظيم الدولي للإخوان وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، التي كشف كيف كانت جماعة الإخوان تجمع الأموال تحت اسم دعم القضية الفلسطينية دون أن تسلمها للفلسطينيين، في كتابه “الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ” حيث يقول: “النقود التي كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها، لأنّ أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين.. كان جمعنا لهذه التبرعات أسلوبًا من أساليب التأثير في نفوس الناس بهذه القضية، وربطًا لقلوب الناس وعقولهم بها، واختبارًا لمدى تجاوبهم معها”.
أما داخل قطاع غزة فقد اتخذت حماس من ظروف الحصار مصادر لمراكمة الثروات لفائدة قيادييها على حساب قوت أهل غزة (أبو مرزوق مثلا، الذي أدانته إحدى المحاكم الفدرالية بولاية تكساس الأمريكية بتحويل الأموال بطرق غير شرعية أصبح صاحب أصول واستثمارات كبيرة تفوق ملياري دولار. وكذلك هو حال مشعل الذي بات يملك شركة خاصة بالعقارات مقرها الدوحة وأربعة أبراج سكنية ومتجر ضخم يشغل عشرين طابقا ومشاريع أخرى مسجل جميعها بأسماء أبناء عائلته. أما إسماعيل هنية فقد قدّرت صحيفة “ذي تايمز” ثروته بنحو أربع مليارات دولار). يضاف إلى مصادر التمويل الخارجي للحركة مصادر محلية، بحيث كانت وحدها تسيطر على عمليات تهريب السلع والبضائع عبر الأنفاق وفرض الضرائب الباهظة على المنتجات الغذائية ومواد البناء والمحروقات المهربة عبر الأنفاق؛ وهذه بعض النماذج: الضريبة المفروضة على السيارات المهربة 1000 دولار زائد 25% من قيمتها، علما بأن عدد السيارات المهربة يوميا كان يبلغ ما بين 100 و200 سيارة. وتبلغ ضريبة الإسمنت 20 دولار للطن (40 طن يوميا). أما ضريبة الأخشاب فتبلغ 32 دولار للطن (500 طن يوميا)؛ فيما تبلغ الضريبة على الغازوال المهرب من مصر نصف دولار للتر ( 6000 لتر يوميا )، و 20 سنتا عن لتر من الغاز (6000 لتر يوميا).
خطط إسرائيل ردا على الطوفان.
بعد كل هذه الخسائر التي تسبب فيها “طوفان الأقصى” وتعنت حماس وتشبثها بالسلطة وإقامة عرشها على جثث الضحايا، باتت مطالبها تنحصر في إنهاء العدوان على القطاع وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل منه. علما أن القطاع كان خاليا من قوات الاحتلال قبل الطوفان ومنذ أن فك شارون الارتباط بالقطاع سنة 2005، حيث كان المواطنون يمارسون حياتهم العادية آمنين في مساكنهم وورشات عملهم. لكن إسرائيل لم تكتف بتقتيل الفلسطينيين وتدمير القطاع، بل وضعت خططا لخلق وضع آخر لم يخطر على بال قيادة حماس وإن كانت هي التي ساعدت وعجّلت بتنفيذه.
وفي هذا السياق صرح نتنياهو، يوم 6 أبريل 2025 “قبل 7 أكتوبر لم تكن لدينا الشرعية المحلية ولا الدولية لإعادة احتلال قطاع غزة، والوضع اختلف الآن”. وجدير بالتذكير أنه في 2 أبريل 2025، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطط للاستيلاء على مناطق واسعة من غزة “بهدف القضاء على ما تبقى من البنية التحتية لحماس وإنشاء مناطق أمنية جديدة ستقسم غزة إلى قسمين”. ليتأكد اليوم أن “طوفان الأقصى” كان كارثة حقيقية على كل الفلسطينيين امتدت آثارها المدمرة إلى لبنان وسوريا واليمن بفعل شعار “وحدة الساحات” الذي فرضته عليهم إيران التي باتت هي نفسها في عين الإعصار.
وفعلا وحّد الدمار والموت ساحات هذه الدول، لدرجة أن نائب رئيس حماس في الخارج موسى أبو مرزوق في مقابلة مع “نيويورك تايمز”، قال”لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 أكتوبر 2023 لكنت عارضته” و “إن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل دعمه”.
أ ـ إنهاء مهمة “الكيان الوظيفي”.
تتوالى قرارات إسرائيل العقابية ضد الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وقد استغل نتنياهو ملف الرهائن وتعنت حماس في تحقيق ما لم يستطع تحقيقه هو ومن سبقه من قبل، وفي مقدمته: اقتطاع مزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل، إقامة مناطق عازلة، تهجير الفلسطينيين إلى دول أجنبية، تقسيم القطاع إلى مناطق ثلاثة أو خمسة، ثم إنهاء مهمة السلطة الفلسطينية تطبيقاً للقرار الإسرائيلي بإنهاء عمل اللجان المشتركة، لا سيما الاقتصادية والتجارية والمدنية مع السلطة، واحتجاز أموال المقاصة (الضرائب)، وعزل مختلف القرى والمحافظات بأكثر من 900 حاجز وبوابة حديدية، ما يكرس الضم الفعلي لأجزاء مهمة من الضفة بدون سكانها.
ب ـ خطط إسرائيل التجريبية.
تكريسا لتقسيم قطاع غزة وسعيا لاجتثاث سلطة حماس، تعمل إسرائيل بحسب القناة “12” العبرية، تطبيق خطة تجريبية في “حي الزيتون” في محافظة غزة، يقوم بمقتضاها: “الجيش الإسرائيلي بتطهير حي الزيتون شرق مدينة غزة من المسلحين، حتى تتمكن إسرائيل من تنفيذ خطة تجريبية، يتولى في إطارها مواطنون مدنيون من غزة إدارة الحي بدلاً من حماس”. وقد بدأ الحديث الإسرائيلي عن تسليم حكم حي الزيتون للعشائر فيه، بعد أيام من شن جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في حي الزيتون، بهدف إخلائها من المسلحين.
ج ـ التهجير الطوعي.
إن فكرة تهجير الفلسطينيين ليست جديدة على إسرائيل لكن تنفيذها ليس أمرا هينا. وظلت إسرائيل تتحين الفرص لتنفيذها دون مناهضة دولية. في هذا السياق تكثف إسرائيل قصفها لغزة وتشدد حصارها وتمعن في تجويع الغزيين حتى لا يبقى أمامهم من مخرج سوى قبول “الهجرة الطوعية” خارج فلسطين حتى تظهر إسرائيل للعالم أنها لا تجبرهم على الهجرة أو تكون في نظر القانون الدولي ترتكب جريمة “التهجير القسري”. وهذا ما أكده وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأحد 23 مارس 2025، بإن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لتنظيم “النقل الطوعي لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة، وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي، ووفقا لرؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب”.
ومن أجل تنفيذ الخطة، أعلنت إسرائيل عن إنشاء هيئة متخصصة في تسهيل “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة، تضمّ ممثلين من وزارات حكومية وأجهزة أمنية، وستُشرف على تنفيذ مخطّط يُتيح لكل فلسطيني يرغب في المغادرة، الحصول على “رزمة” تشمل ترتيبات سفر عبر البحر، الجو، أو الطرق البرية. وقد كشفت صحيفة “جيروسالم بوست” أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعملان معا للبحث عن دول مستعدة لاستقبال فلسطينيي القطاع. وفعلا بدأت عائلات غزية تغادر، يوميا، القطاع بصمت، خوفا على حياتها وهروبا من الجحيم ومن قبضة حماس، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي تسيطر عليه إسرائيل، وبترتيبات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتقدم إسرائيل كل التسهيلات والإغراءات للراغبين في الهجرة، ومنها إيجاد وظائف، إعطاء مبالغ مالية، تسهيل الحصول على الإقامة وتيسير إجراءات لَمّ الشمل العائلي.
وفي هذا الإطار صرحت سيدة لموقع “درج”: “زوجي يُقيم في هولندا منذ العام 2019، وكان يسعى دائماً لإخراجنا من غزة، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل بسبب الإجراءات المعقدة، إلى أن تفاجأنا باتصال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يبلّغنا بضرورة الاستعداد للمغادرة”. وحول المسار الذي سلكته هذه السيدة وعائلتها في رحلتها، فقد “بدأت فجراً من مدينة خان يونس، وتمّ نقلهم بسيارات الصليب الأحمر إلى معبر كرم أبو سالم، حيث مرّت الإجراءات بسهولة، ثم انتقلوا إلى مطار رامون، ومنه إلى الأردن، وبعد ذلك إلى هولندا”. ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فإن “مائة من سكان غزة غادروا أرض القطاع الثلاثاء 25 مارس 2025، للعمل في إندونيسيا”. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن تقديم عرض أمريكي للرئيس السوري أحمد الشرع بتوطين مليون فلسطيني في سوريا مقابل الاعتراف والدعم والتمكين. وقد تحدثت الأنباء عن بدء إقامة مخيمات في ريف حلب لهذا الغرض.
“بدنا نعيش”.
بات الفلسطينيون يدركون أنهم رهائن بيد حماس التي تساوم بهم من أجل مصالحها الخاصة وهي البقاء في الحكم والسلطة. وأمام الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات ومآسي التجويع والتشريد والنزوح دون أفق واضح، نفذ صبر أهل غزة الذين خرجوا في مسيرات ومظاهرات احتجاجية ضد القصف الوحشي وضد بطش حماس ورفضها إطلاق الرهائن الذين تتخذهم إسرائيل ذريعة لتقتيل الفلسطينيين مرددين شعارات ضد حماس:”هي هي هي حماس إرهابية”، “حماس برا برا”، “الشعب يريد إسقاط حماس”، “يا حمدان ويا حية.. حلّوا عن هالقضية” . وبدل أن تتعامل حماس إيجابيا مع الاحتجاجات لجأت إلى الاغتيال والاتهام بالعمالة لإسرائيل. وكان من بين الضحايا الشاب عدي ربيع، يبلغ من العمر 22 عامًا، الذي تعرض للتعذيب والقتل على يد مسلحين من حماس بعد أن انتقدها علنًا؛ والشاب عبد الرحمن أحد أبناء عشيرة أبو سمرة الذي قتله أحد عناصر حماس ويدعى “إبراهيم شلدان”. وقد ردت عائلتا الضحيتين بقتل القاتلين قصاصا. فمن حق سكان غزة أن تضمن لهم حماس الحد الأدنى لظروف العيش، وأن تحميهم من أي اعتداء لا أن تحتمي بهم وتصادر المساعدات الدولية لتعيد بيعها لهم في السوق السوداء، وفق ما يؤكده الأهالي. بل إن عناصر حماس لا يتورعون عن قتل وتعذيب المواطنين الذين ينتقدون الحركة ويطالبون بالخلاص من قبضتها. وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات إطلاق النار على الضحايا حتى الموت في الشارع العام، أو تكسير أطرافهم.
القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.
إن تطرف حماس وتعنتها في مواصلة احتجاز بقية الرهائن تقابله إسرائيل بمزيد من القصف بمختلف الأسلحة، بما فيها الممنوعة دوليا، مستغلة أخطاء حماس وسوء إدارتها للصراع وكذا الصور الإعلامية التي روجتها لمقاتليها وهم يستعرضون قوتهم عند تسليم الرهائن بهيئات لا تختلف عن هيئات الدواعش. فحماس، بالنسبة للدول الغربية هي منظمة إرهابية؛ وبالنسبة للدول العربية فهي لا تمثل الشعب الفلسطيني. لهذا أكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة بالقاهرة، في 4 مارس 2025، “على أهمية توحيد الصف الفلسطيني ومختلف الأطراف الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”. كما رحب “بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة.. مع التأكيد في هذا الصدد أن ملف الأمن هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدُار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها وفقا لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، وبدعم كامل من المجتمع الدولي”.
إذن لا خيار أمام حماس، ومن أجل إنقاذ أرواح من تبقى من الفلسطينيين وسحب الذرائع من إسرائيل حتى تكف عدوانها، سوى الانسحاب من السلطة والانخراط في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب بقية الفصائل تنفيذا لإعلان بيكين الذي تم توقيعه في 23 يوليوز 2024 بين 14 فصيلاً فلسطينياً مختلفاً، بما في ذلك فتح وحماس، وذلك من أجل تحقيق “وحدة فلسطينية وطنية شاملة تشمل جميع الفصائل الفلسطينية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والالتزام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس عاصمتها وذلك بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا”.
إن حماس خسرت الحرب والأرض والشعب، وعليها أن تدرك أن قراراتها كانت وبالا على الفلسطينيين منذ ارتمائها في أحضان إيران والائتمار بأوامر الملالي. ولم يبق أمامها من خيار سوى القبول ببنود خارطة الطريق التي طرحتها حركة فتح لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وهي:
1ـ قبول قرارات الأمم المتحدة كأساس لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
2 ـ قبول التزامات السلطة الفلسطينية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
3 ـ قبول حماس وحدة النظام السياسي بما فيه الحكم والسلاح والقانون والتعددية السياسية.
4 ـ إنهاء حماس سيطرتها على غزة والشروع في خطوات دمج القطاع بالضفة الغربية والاتفاق على مفهوم موحد للمقاومة يكون سلميا ولا ينطوي على سفك الدماء.
5 ـ الاتفاق على دولة حديثة قائمة التعددية السياسية وحرية التعبير وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة عبر عملية ديمقراطية تفضي إلى انتخابات.
وصدق مؤمن الناطور، محامٍ من غزة، وأحد منظمي مظاهرات “بدنا نعيش” عام 2019، وسجين سياسي سابق لدى حماس، في مقالة له بصحيفة واشنطن بوست، في 30 مارس 2025 جاء فيها: “ما تقوم به حركة حماس، سواء من خلال احتجازها المستمر للمخطوفين الإسرائيليين أو استخدامها الدروع البشرية الفلسطينية، يُمثّل شرعنةً لاستمرار العنف الشديد في غزة، مما تسبب – ولا يزال يتسبب – في انعكاسات كارثية وغير مسبوقة على المدنيين الغزاويين..ورغم كل ذلك، ما تزال حماس ترفض تسليم 25 مخطوفًا و 25 جثة إلى إسرائيل لوقف الحرب. هكذا هم الإسلاميون، انتحاريون بطبعهم، مهما حاولوا إضمار ذلك”.

هذه خلاصات اجتماع للجنة المركزية للإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية

سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

نبيل باها: اللاعبون عازمون على كتابة التاريخ والتتويج باللقب

ريال مدريد في طريقه للاتفاق مع شابي ألونسو لخلافة أنتشيلوتي

الرباط..اجتماع رفيع المستوى لتقييم تقدم التحضيرات لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025

وزير الداخلية الفرنسي يدعو إلى “تشديد الضغط” على الجزائر

إسبانيا تجدد التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس لتسوية “النزاع” حول الصحراء المغربية

تفاصيل النهاية المأساوية للجنرال المدبوح تروى لأول مرة ( فيديو)

غزة: مقتل 25 شخصا في غارات إسرائيلية على خيام نازحين

الجمع العام التأسيسي لشركة المعهد المتخصص في مهن معدات الطائرات و لوجستيك المطارات

بنك المغرب يطلق استراتيجية رقمية لتقليص الاعتماد على النقد

نيمار يصاب مجددا في أول مباراة له أساسيا في الدوري البرازيلي

توقعات أحوال الطقس لليوم الخميس الطقس

أبطال أوروبا: أرسنال يجرد ريال مدريد من اللقب وإنتر يخرج بايرن

وزارة الصحة المصرية تغلق عيادة شام الذهبي إبنة الفنانة أصالة

إسرائيل تعلن تحويل 30% من أراضي قطاع غزة إلى منطقة عازلة

البنك الشعبي يحذر زبائنه من تزايد عمليات التصيد الاحتيالي

سؤال السيميائيات المناضلة في أعمال سعيد بنكراد

رصاصات تحذيرية لمنع فرار سجين من المستشفى بمراكش

الاتحاد الأوروبي يقلص فرص اللجوء من سبع دول يصنفها “آمنة” من ضمنها المغرب

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

تفاصيل النهاية المأساوية للجنرال المدبوح تروى لأول مرة ( فيديو)

أرفود..وفاة مكونة اعتدى عليها متدرب بشاقور

الإعلام والتواصل في يد البروليتاريا الرثة

هذا هو موعد ديربي الوداد والرجاء وتفاصيل الحضور الجماهيري

سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة.. الاحتلال والتطرف (1/2)

تذكير: “الهاكا” تُلزم “دوزيم” ببث الأذان صوتيًا

عبدالهادي بريويك: كنا نأمل في الأفضل” و”ها نحن نغرق أكثر “

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الفصائل المشجعة للوداد والرجاء تقرر مقاطعة حضور “الديربي”

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

النفط يواصل التراجع بعد الرسوم الجمركية لترامب

الرئيس الفرنسي يزور جناح المغرب ضيف شرف مهرجان باريس للكتاب

هجوم سيبيراني..ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي توضح

بالصورة ..زكرياء الغفولي يتصدر “الطوندونس” بهذه الأغنية

المغرب يستعد لبناء 3 محطات كهرباء تعمل بالغاز

الصحافة بين نموذج المثقف و نموذج التاجر

أمن طنجة يستمع لبطل فيديو أغنية “الطاسة”

بعداختراق موقعها.. وزارة الإدماج الاقتصادي تؤكد سلامة المعطيات الشخصية

سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( 1/4)

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصل تروى لأول مرة عن محاولة اغتيال ادريس البصري

مخاطر استخدام الطب البديل لعلاج الحساسية والربو

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور(فيديو)
الاكثر مشاهدة
-
الجديد TV منذ 13 ساعة
تفاصيل النهاية المأساوية للجنرال المدبوح تروى لأول مرة ( فيديو)
-
مجتمع منذ 5 أيام
أرفود..وفاة مكونة اعتدى عليها متدرب بشاقور
-
رياضة منذ 3 أيام
نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية
-
سياسة منذ 6 أيام
الرئيس الفرنسي يزور جناح المغرب ضيف شرف مهرجان باريس للكتاب
-
على مسؤوليتي منذ 4 أيام
سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)
-
مجتمع منذ 6 أيام
ابتدائية مراكش تؤجل محاكمة المتهمة في قضية “سلمى” إلى 18 أبريل الجاري
-
تكنولوجيا منذ 6 أيام
“غوغل” تتيح تحويل النصوص إلى حلقات بودكاست بالذكاء الاصطناعي
-
اقتصاد منذ 6 أيام
الـ OCP تحدث قطبين منجميين وصناعيين لزيادة إنتاج 4,5 مليون طن من الأسمدة