Connect with us

على مسؤوليتي

سنضحي من أجل فلسطين ولبنان دون أن نترك وطننا يحترق!

نشرت

في

منذ مدة وأنا أتردد في مقاربة السردية الفلسطينية في المغرب، من زاوية نقدية-توقعية، في ظل مجتمع المخاطر وتصاعد النزعة الانتخابوية. فالناس لا تستمع لبعضها البعض بذريعة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. غير أن هيمنة هذه السردية على المخيال العمومي تُصعّب إبداء الرأي الحر. ومع المسافة الزمنية النسبية، يمكن اليوم أن نطرح السؤال الجوهري: هل انتصرنا فعلاً أم فقط نجحنا في تثبيت سردية؟ انتصرنا على من؟ وفي ماذا؟.

بعد 7 أكتوبر، استعادت السردية الفلسطينية، مكانتها المركزية في الحقل الرمزي المغربي، لا فقط كقضية أخلاقية، بل كبنية لإعادة إنتاج الخطاب السياسي وإعادة ترتيب الأجندة الوطنية، ما يستدعي تحليل هذا الحضور الكثيف من منظور التفكير النقدي التوقعي ونظرية المخاطر، مع استحضار السياقات الدولية الجديدة: انهيار منظومة الإسلام السياسي كفاعل تعبوي، وتصاعد الخطر البنيوي المتمثل في صهينة الاقتصاد والثقافة.

1. تضامن مشروع أم استلاب رمزي؟
أ. التضامن كحاجة إنسانية… مشروطة بالفهم
التعاطف الشعبي مع فلسطين متجذر وجدانيًا، لكنه يصبح استلابًا رمزيًا حين يُمنع تفكيكه أو مساءلته، ويُحوّل إلى مقدس سياسي يعيد تشكيل الهوية الوطنية انطلاقًا من موقف خارجي، مما يُفرغ الوطنية من بعدها السيادي الداخلي.

ب. تهميش المخاطر الداخلية
في مجتمع المخاطر، يتحول الوعي بالخطر الخارجي إلى أداة هيمنة وإلهاء. فتتراجع الأولويات الحيوية: انهيار المدرسة العمومية، هشاشة الصحة، تصحر الحياة السياسية… بل ويتم تسفيه من يطرح هذه القضايا باعتباره “غير ملتزم بالقضية”.

2. النزعة الانتخابوية وإعادة تدوير الخطاب الفلسطيني
أ. فلسطين كأصل رمزي للشرعية
تُستثمر القضية لتبرير الفراغ السياسي:
القوى الإسلامية تستعيدها بعد تفكك سرديتها التعبوية إثر سقوط نموذج الإسلام السياسي في المشرق ، وتؤثت بها الندوات والتظاهرات والمؤتمرات الوطنية .
الدولة توظفها كغطاء رمزي لتدبير التوازنات الاجتماعية، خاصة في سياق الضغوط الدولية والاحتقان الداخلي ، والترخيص إستثناء لتظاهرات التضامن مع القضية الغزية .

ب. تحوير النقاش العمومي
تُعاد صياغة المواطنة كمجرد ولاء رمزي لقضية خارجية، بدل الفعل المحلي المسؤول، فيتم إفراغ المجال العمومي من النقاشات الجوهرية لصالح سردية تعبوية ذات بعد خارجي.

3. مفارقة مزدوجة: تضامن نقدي مقابل تطبيع ناعم
يتقاطع الموقف المغربي بين:
تضامن وجداني عميق ومشروع وتطبيع ناعم، تغذّيه صهينة ناعمة للاقتصاد والثقافة: تكوينات معرفية وتقنية ، منصات رقمية، إنتاج فني ومواد إعلامية…
هذا التناقض يعكس وعيًا مركبًا لكنه هش، قابل للانزلاق إما نحو شيطنة كل علاقة مع الخارج، أو نحو قبول اختراق ثقافي واقتصادي بلا مساءلة.

4. تفكير نقدي-توقعي: ثلاث سيناريوهات محتملة
السيناريو الأول: السردية كسلاح رقابي
يتم توظيف الخطاب الفلسطيني من قبل السلطة أو الفاعلين السياسيين لخنق التعبيرات الاجتماعية، عبر خطاب يوحد الواجهة الوطنية لكنه يُفرغها من مطالب العدالة الداخلية.
السيناريو الثاني: تسليع رمزي وانتخابوي
تتحول السردية إلى أداة للتسويق السياسي، تُستدعى موسمياً كمادة دعاية رمزية، تفقد عمقها التحرري وتُختزل في لافتات وشعارات.
السيناريو الثالث: وعي سيادي مقاوم
يُنتج وعيا تضامنيا متزنا يربط بين مقاومة الاحتلال ومقاومة الاستبداد، بين دعم فلسطين والدفاع عن الحقوق والحريات في الداخل، بما يفتح أفقًا جديدًا لإعادة بناء التعاقد الاجتماعي على أسس العدالة والكرامة.

5. الانتقال من التضامن إلى الترشيد الاستراتيجي
لقد آن الأوان للانتقال من لحظة التضامن العاطفي إلى رؤية استراتيجية شمولية، تُقارب القضايا العابرة للحدود من موقع الفاعل لا التابع. فبعد سقوط الإسلام السياسي كحامل تعبوي وحيد لفكرة التحرر، وانكشاف منطق التوظيف الدعوي والانتخابوي، يبرز فراغ رمزي يُخشى أن يُملأ بصيغة جديدة من الاختراق الثقافي – الاقتصادي، قوامها صهينة ناعمة تُسوق “نهاية الصراع” و”سوق السلام”.
وهنا يتعين على الفاعلين المدنيين والنخب الثقافية صياغة بديل سيادي معرفي:
يعيد تموقع المغرب كفاعل لا كمستهلك لسرديات الآخرين.
يربط بين تحرير الإنسان في الداخل وتحرير الأرض في الخارج.
يؤسس لثقافة مقاومة معرفية تُفكك الهيمنة الرمزية الجديدة ، وترتكز على مقومات التفكير النقدي التوقعي ، الذي يقتضي ترشيد المشترك العاطفي وتحويله إلى مشروع مجتمعي واعٍ، يُخرج القضية الفلسطينية من دائرة الاستعمال السياسي إلى أفق التحرر المشترك. فأن نكون مع فلسطين ولبنان، لا يعني أن نتخلى عن معركة الحرية في وطننا، بل أن نربط بينهما في مشروع تحرري متكامل، إنساني، سيادي، ومسؤول.

* مصطفى المنوزي

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

نشرت

في

أعتذر عن النفس الشخصي الذي بمقتضاه أعيد صياغة نقدي الذاتي ؛ ففي ظلال حلول عيد ميلادي السادس والستين، لن أحتفي بالزمن بوصفه مجرد تقويم بيولوجي، بل كرصيد من التأمل النقدي في جدوى السيرورة، وعدالة المعنى، ومآلات الانتظار.

لقد بلغت سنًّا لا أبحث فيه عن جواب، بل أتحرى عمق السؤال. وأدركت أن “التعفن”، حين يستفحل في البنية الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، لا يقتل فقط الحياة، بل يعمّي البصيرة، ويُعدم التدرج الأخلاقي والمعرفي.

*الجملة المفتاحية: مرآة لسردية الانهيار الرمزي
“بسبب التعفن، يتساوى العَمَش مع العَمَى، كما يتحول الشطط إلى استبداد.”
ليست هذه مجرد استعارة. إنها بلاغة تحليلية تؤسس لسردية نقدية، تكشف كيف تُطمر الفروق الدقيقة في لحظة فساد المنظومات، وكيف يُعاد ترتيب الخطأ ليُغلف كضرورة، والانحراف ليُسوَّق كحكمة واقعية.
التأويل السيميائي: من الخلل النسبي إلى الانهيار الكلي.

1. العمش والعمى:
في زمن ما قبل التعفن، يمكن للتمييز بين النقص والبُعد أن يؤطر الفعل والنقد. أما بعده، فلا فرق بين من يرى غبشًا ومن فقد الرؤية كليًا، لأن النسق يُعيد تعريف الخلل بوصفه قاعدة.

2. الشطط والاستبداد:
حين يُترك الشطط بدون مقاومة أخلاقية أو مؤسساتية، يتجذر كعرف، ثم كشرعية، ثم كأداة للحكم. هكذا يولد الاستبداد من رحم التساهل مع الانحراف.

*السياق المغربي الراهن: من الرمزية إلى الواقعة
حين تُهدم معالم المدينة القديمة باسم التنمية،
وتُمحى الفوارق بين “المصلحة العامة” و”السطو على المجال”،
ويتحول النقد إلى جرم، والمشاركة إلى تهديد،
نكون أمام لحظة بلاغية/واقعية يتساوى فيها العَمَش بالعمى، ويتحول الشَطَط إلى استبداد.

إنه زمن سيولة المفاهيم، وتدجين الإرادة، وتعويم الانحراف.

بل زمن “إنتاج الشرعية من ركام الاستثناء”، حيث لا يبقى للشعب سوى أن “يرى ولا يرى”، أن “يُشارك دون أن يُحسب”، وأن “يُقرر ضمن شروط لا تسمح بالقرار”.

في الحاجة إلى سردية بديلة: من التشخيص إلى التأسيس
ما العمل إذن؟
إعادة تفكيك اللغة السائدة، وتحرير المعنى من تواطؤاته الرمزية.

الدفاع عن التمييز الضروري بين النقص والكارثة، بين التجاوز والخيانة، بين السلطة والمشروعية.

الانطلاق من ذاكرة النقد نحو أفق العدالة التوقعية، ليس بوصفها جبرًا للماضي، بل كــتحصين مستقبلي من تكرار الخراب.

* خاتمة في عيد الميلاد
عند ستة وستين عامًا، لا أملك ترف التفاؤل الساذج، ولا ترف التشاؤم العبثي.

لكني ما زلت أومن أن التفكير النقدي التوقعي ليس ترفًا فكريًا، بل فعل مقاومة ضد التعفن، وضد ذلك الانزلاق الذي يُسوّي العمش بالعمى، ويُجمّل الاستبداد بطلاء الشرعية.

ولذلك سأواصل المقاومة حتى لا يستفحل التعسف تحكمه وإستبدادا !

* مصطفى المنوزي
منسق ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

محمد الطالبي : وسعوا النوافذ ..ففي البدء كانت الكلمة

نشرت

في

في البدء كانت الكلمة.
ومنذ تلك اللحظة، لم يكن الكون صامتاً أبداً. كانت الكلمة فعلاً خلاقاً، وكانت الحرية شرط وجودها. فليس ثمة معنى لكلمة تُولَد في القيد، ولا فائدة من صوتٍ لا يُسمع إلا بإذن.

*الكلمة التي لا تملك حق التحرك، لا تملك القدرة على التغيير.
الحرية ليست ترفاً ثقافياً، ولا موهبة سياسية تُمنح وقت الرخاء وتُسحب ساعة الغضب ولا مرتبطة بتغير عقارب الساعة اثناء تيهانها ، إنها الأصل الأول في الوجود الإنساني، وقلبُ الفعل الإعلامي.

الحرية هي ما يجعل من الصحافة سلطة رقابية حقيقية، لا تابعة. وهي ما يمنح الكاتبة والكاتب شرعية السؤال، والمواطن حق المعرفة، والمجتمع مناعة ضد الكذب والتضليل.

لكن يبدو أن هناك من لم يهضم بعد هذه الحقيقة. وان العهد الجديد وتوجهاته وتاطيره ربما ما زال البعض لم يهضمه ويتمثله في مسلكياته، فهناك من يتربص بالكلمة، وينظر إلى حرية الصحافة كخطر يجب تحييده، لا كأداة لبناء مجتمع واعٍ ومتين.

وهناك من يحاول – في صمت ماكر – أن يُعيد تشكيل المشهد المغربي ليصبح أكثر انضباطاً، لا بمعايير المهنية، بل بمعايير الولاء، والصمت، والاصطفاف.

في الأفق حديث “سري” لكنه يتسلل إلى العلن، عن تقنين التعبير، وضبط الكلام، وتقييد النشر، ومراقبة ما يُقال، ومن قاله، ولمن قاله.

هناك حديث لا عن من يمثل اصحاب وصاحبات الكلمة بقدر ما يُمثل عليهم.
حديث لا يُكتب بالحبر بل بالمقص، وعن “قوانين جديدة” تُفصّل لتمنح الشرعية للمراقبة، وتُشرعن التهديد، وتُدخلنا في عهد جديد عنوانه: الإعلام بلا روح.

لكننا نعلم – من تجارب الشعوب – أن القوانين حين تفقد صلتها بالعدالة، تتحول إلى أدوات للقمع.
وأن القانون بلا حرية، يشبه الجسد بلا روح، والدستور بلا احترام، لا قيمة له.

لا أحد فوق الدستور، ولا أحد تحته. الدستور ليس جداراً يُعلّق عليه الخطاب الرسمي، بل عقد اجتماعي يحفظ كرامة الأفراد ويصون حرياتهم.

وإن فقد الدستور وظيفته، فإن باقي القوانين تصبح بلا معنى وتفقد بعدها الأخلاقي.
المتسلطون ليسوا دائماً من يرفعون الهراوة، بل غالباً من يبتسمون وهم يكتبون تقارير …، ويرتبون جلسات التأديب، ويضعون الكلمة تحت المجهر.

أعداء الحرية يلبسون ثياب المسؤولية، يتحدثون باسمنا الجمعي ، ويقدمون أنفسهم كحماة لنا حتى من انفسنا .

لكن الحقيقة أن أكثر ما يهددنا هو الخوف.
الخوف من السؤال، الخوف من النقد، الخوف من الإعلام الحر، الخوف من مواطن لا يُصفق، بل يُفكر.

الحرية لا تخيف الدولة بل بعض من الجهات التي لا تؤمن بقوتها. بل تخيف فقط من يعرف في قرارة نفسه انه لا ينتمي الى عهدنا الجديد .

ولهذا، فإن معاداة حرية التعبير ليست مؤشراً على القوة، بل على الرعب من الانكشاف.
ألم نرَ كيف يُصنع “مجلس” لتمثيل الإعلاميين، ثم يُفرغ من روحه ليتحول إلى جهاز وصاية؟
هذه حكاية سنمار تتكرر كل مرة .

لكن من يقرأ التاريخ جيداً يعرف أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن الصحافة، كلما خُنقت، خرجت من ثقب آخر أكثر جرأةً ووضوحاً.

قد يقال: هذا كلام مثالي. لا يراعي “الواقع”، ولا يفهم “التوازنات”.
لكننا لسنا دعاة فوضى. نحن فقط نعرف أن السكوت لا يصنع حقيقة ، وأن الرأي الواحد لا يبني مجتمعاً، وأن المواطن الذي لا يعرف، لا يستطيع أن يختار، ولا أن يشارك، ولا أن يدافع عن نفسه.
الحرية ليست اختياراً، بل شرط حياة.

هي التي تبني العقول، وتحمي الدولة من الغرق في مستنقع التزلف والتضليل.
الإعلام ليس عدواً للدولة، بل صمام أمانها.

وحين يُخنق الإعلام، وتُربط الكلمة، تُفتح أبواب أخرى للخوف، وللإشاعة، وللشعبوية، وللانفجار الصامت.

*في البدء كانت الكلمة، وفي النهاية لا يصمد إلا الأحرار.
من تَحكَّم في الكلمة لحظةً، لن يستطيع أن يكبح جموح الزمن، ولا أن يُوقف صوت شعبٍ وُلد ليقول، لا ليُصفّق.

الكلمة الحرة لا تموت. حتى إن خُنِقت، تولد من جديد في أول صرخة، وأول منشور، وأول مقال يكتبه صحفيٌّ لا يخاف، ولا يبيع صوته .

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

د.عبد الرزاق مساعد يكتب عن الأعطاب الجنسية عند الرجل

نشرت

في

بواسطة

“الاستيهام والخيال، ضروريان لإتمام العملية الجنسية”: و بالتالي، فإن المرأة و الرجل اللذين لم يمارسا الاستمناء في فترة المراهقة، سيتعرضان حتما، لاضطرابات جنسية تظهر على علاقاتهم الجنسية، مع شركاءهم أو العكس.

الشيء الذي يجب ان نعرفه، هو أن أكثر من خمسين في المائة من الرجال، يصابون بالفشل الجنسي في فترة من حياتهم ، هناك من يستطيع أن يعرف كيفية التعامل، مع الفشل او العطب الجنسي الذي أصيب به. وعندما أقول أن عددا كبيرا من الرجال استطاعوا تجاوز فشلهم الجنسي، بتبسيط المشكل، فبالمقابل، هناك أشخاص عند حدوث الفشل او العطب الجنسي، يشعرون بإحباط شديد و كأن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، و بالتالي يصبحون أشخاصا خائفين من الممارسة الجنسية و هذا هو الاحساس الذي يجعلهم يسقطون في فخ العجز الجنسي في النهاية.

فعندما يصاب الرجل بالفشل الجنسي ويقتنع أنه لن يعود الى حالته الطبيعية، يتهرب من الممارسة الجنسية بتقديم أعذار : كأن يقول لزوجته تارة أنا مريض و تارة يدخل منزله متأخرا حتى تنام زوجته أو يدخل لبيته مبكرا ويخلد للنوم قبل الجميع ، لكن عندما يضطر للقيام بالواجب الزوجي أو يمارس الجنس مع زوجته تلبية لرغبتها ، يذهب للمارسة منهزما لأنه يقول لنفسه “عندك ماتدير والو” وهكذا يستحضر الخوف و يقع الفشل. للأسف هذا هو واقع الحال عند العديد من الرجال ، بحيث أن الخوف يقلص من حجم الشرايين بفعل “هرمونات الخوف”. و في هاته الحالة، تزداد نبضات القلب و يرتفع الضغط الدموي ويصاب بالعرق ، وبالتالي يقع فقدان أو عدم الانتصاب، لأن الانتصاب يحتاج الى تمدد الشراين، لتصبح أوسع مما هي عليه، مع ارتفاع الصبيب الذي يصل إلى عشرين مرة أكثر من العادي.

الشئ الثاني، هو ان الفشل الجنسي، يغير من سلوك الرجل و يصبح له سلوك مغاير أثناء العلاقة الجنسية، بحيث لايقاسم شريكته المداعبة، بل يستعمل جسدها لكي يخلق الانتصاب ، فيصبح تركيزه أثناء الممارسة على قضيبه، وبالتالي يوجه تفكيره نحو قضيبه، هل سينتصب ام لا؟ في الوقت الذي كان عليه ان يداعب شريكته.

هذه العينة من الرجال، يصبح تفكيرها منصبا فقط، على القضيب طوال الوقت، أثناء العمل، خلال تناول الطعام ، و في كل وقت إلى أن يسقط في فخ العجز الدائم، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على العلاقة الزوجية، و بالتالي، فمن الطبيعي أن يدفع مثل هذا السلوك، الكثير من الزوجات إلى التعبير صراحة عن تضايقهن من هكذا وضع.

هذا الامر، يتعلق أكثر بشخصية كل رجل، و بشكل خاص، عندما تكون شخصية الرجل ضعيفة، فحتما لن يحسن المعاملة مع الخوف وعندئذ، يقول مع نفسه:” أنا غير قادر على واجبي الزوجي، و ربما ستذهب زوجتي عند رجال اخرين باحثة عن ما يلبي رغبتها الجنسية”، و هو الأمر الذي سيؤثر حتما على نفسيته. وهنا افتح قوسا لأقول:” أن الحياة الزوجية ليست جنس فقط ، هي أخذ وعطاء، تبادل الحب والحنان و مؤازرة الاخر، و الجنس يتوج كل هاته الأشياء”.

لكن للأسف، فإن بعض النساء، يدهبن عكس دلك، بحيث يسيطر عليهن الشك، و يتجه تفكيرهن، نحو تبرير تصرف أزواجهن، بوجود علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، الشيء الذي سيضاعف لا محالة المشكل عند الزوج، حيث يصبح مضطرا للقيام بالعملية الجنسية تفاديا للمشاكل بينه و بين زوجته، فيصاحب هذا الاضطرار الخوف من عدم إتمام العملية الجنسية وهذا يؤدي بهذه الأخيرة الى الفشل و هذا يأتي بطبيعة الحال كرد سلبي للزوجة.

ماذا يمكن ان نقول للزوجة، التي أصيب زوجها بفشل أو عطب جنسي. يجب على المرأة أن تساعد زوجها عند شعوره بالفشل و العطب الجنسي وأن يكون سلوكها إيجابيا وليس سلبيا وأن تخفف من معاناته : كأن تقول له مثلا :” هذا شيء عادي و سنتجاوزه و أن الطبيب المختص قادر على أن يرجعك الى حالتك الطبيعية” أو ما شابه دلك، لأن الرجل عندما يصاب بفشل جنسي فانه يشعر بإحباط كبير، ربما يكون السبب المباشر في إصابته بالعجز الدائم.

زيارة الطبيب طبعا ضرورية، إن لم يحسن الرجل معاملته مع المشكل. لأننا لاحظنا في أغلب الأحيان الرجال المصابون بفشل جنسي، لايزورون الطبيب مباشرة بعد الإصابة، إنما ينتظرون سنة بعد سنة لعل المشكل يتم تجاوزه بشكل تلقائي، وهذا خطأ والمرأة للأسف، هي الاخرى لاتشجع الزوج على زيارة الطبيب وهكذا يتضاعف المشكل ويكبر الى ما لا تحمد عقباه، حيث يتم زيارة الطبيب بعد تفاقم المشكل العلاقاتي و يصبح الزواج مهددا بالطلاق.

من بين أسباب تطور مثل هده المشاكل الزوجية، عدم وجود الحوار والتواصل بين الزوجين، حول هذا الموضوع بالضبط و كذلك عدم زيارة الطبيب عند غياب الحوار. فغياب الحوار، يعتبر سببا واضحا في تطور مشكل الفشل الجنسي وهنا أعود الى شخصية الرجل و المرأة و من له الجرأة للحديث في الموضوع وبدون حرج للوصول الى حل ايجابي ، أما الصمت فمن الواضح أن نتائجه حتما ستكون سلبية.

* الدكتور عبد الرزاق مساعيد..أخصائي في المشاكل الجنسية

أكمل القراءة
سياسة منذ 51 دقيقة

333 نائبا برلمانيا يغيبون عن جلسة المصادقة على قانون المسطرة الجنائية

مجتمع منذ ساعتين

التهريب الدولي للمخدرات يقود لتوقيف مسافرين كنديين بمطار البيضاء

دولي منذ 3 ساعات

الولايات المتحدة تنسحب من منظمة اليونسكو

رياضة منذ 4 ساعات

المنتخب النسوي ينهي التحضير لموقعة نصف نهائي الكان

اقتصاد منذ 5 ساعات

أسعار النفط تواصل الانخفاض لليوم الثاني على التوالي

اقتصاد منذ 6 ساعات

سوطيما تستحوذ على أغلبية رأسمال شركة سولوديا المغرب

منوعات منذ 7 ساعات

الداخلة تحتضن تصوير فيلم “الأوديسة” للمخرج كريستوفر نولان

منوعات منذ 8 ساعات

اليوم الثلاثاء هو أقصر الأيام في تاريخ البشرية!

سياسة منذ 9 ساعات

المصادقة على قانون المجلس الوطني للصحافة

دولي منذ 10 ساعات

غزة: مقتل 15 فلسطينيا في قصف إسرائيلي

واجهة منذ 11 ساعة

طقس الثلاثاء.. ارتفاع درجات الحرارة ونزول قطرات مطرية

منوعات منذ 23 ساعة

بعد خبر طلاقهما.. فاطمة الزهراء لحرش توجه رسائل مشفرة

رياضة منذ 24 ساعة

رئيس”الفيفا” يحلّ بتغازوت لقضاء عطلة قصيرة رفقة عائلته

منوعات منذ يوم واحد

أيمن السرحاني يحصد 3 ملايين مشاهدة بـ”ضرني راسي”

رياضة منذ يوم واحد

الهلال “ينسحب” من السوبر السعودي لهذا السبب

مجتمع منذ يوم واحد

أمن طاطا يحبط محاولة تهريب 600 كلغ من مخدر الشيرا

تكنولوجيا منذ يوم واحد

مايكروسوفت “تستثمر في براز البشر” لمواجهة تغير المناخ!

اقتصاد منذ يوم واحد

المغرب يقترب من تحقيق هدف إنتاج مليون سيارة سنويا

تكنولوجيا منذ يوم واحد

78 % من المغاربة يحصلون على أخبارهم عبر الإنترنت

مجتمع منذ يوم واحد

ميناء طنجة.. إحباط محاولة تهريب 25 كلغ من الكوكايين

إعلان

الاكثر مشاهدة