بعد الدينامية الإقليمية الكبيرة التي أطلقها المغرب بهدف خلق قطاع اقتصادي وصناعي حول الجزيئات الخضراء، وخاصة الهيدروجين والأمونياك والميثانول، انتقلت المملكة خلال سنة 2022 إلى السرعة القصوى، بغية تعزيز الانتقال الطاقي والمساهمة في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وبالاعتماد على الخبرة التي راكمها طيلة السنوات الأخيرة، تمكن المغرب، من الارتقاء إلى مرتبة الأبطال الإقليميين في مجال الطاقات المتجددة، وهي مرتبة أكدها مجلس الطاقة العالمي (World Energy Council)، الذي أكد في إطار دراسته “خارطة الطريق Power-to-X ” أن المغرب يعتبر واحدا من بين ست دول تتوفر على إمكانات عالية من حيث إنتاج وتصدير الهيدروجين والمشتقات الخضراء.
ووعيا منه بأهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر في عملية إزالة الكربون من الصناعة وفي تعزيز أمن التزود بالمدخلات الطاقية وغير الطاقية، تمكن المغرب من تطوير نموذج طاقي موات لإنتاج الهيدروجين الأخضر يعتمد بالأساس على الصعود القوي للطاقات المتجددة، سعيا لتحقيق الأهداف الطموحة والاستباقية التي تم الإعلان عنها في قمة “كوب 21” والمتمثلة في رفع حصة هذه الطاقات إلى أزيد من 52 بالمائة في أفق 2030.
واعتمادا على إمكاناتها التي تتجلى بشكل خاص في الموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية التي تشمل الغاز والموانئ المرتبطة بشكل جيد على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وضعت المملكة خارطة طريق للهيدروجين الأخضر تراهن على تحقيق أهداف قصيرة الأجل وطموحات طويلة المدى.