رفضت الجزائر مساء أول أمس الخميس، تسلم المؤثر “بوعلام” بعد أن رحلته السلطات الفرنسية في اليوم نفسه الى بلده، ما أثار غضب باريس التي اعتبرت الأمر “محاولة لإذلالها”، مؤكدة أنه لم يعد مقبولا التسامح مع مثل هذه الممارسات.
و تأتي أحدث حلقة توتر بين البلدين، في خضم أزمة لا تبدو لها نهاية، خاصة بعد أن اعترفت الدولة الفرنسية على لسان الرئيس امانويل ماكرون بمغربية الصحراء وتعهده بقيادة جهود مكثفة في المحافل الدولية لترسيخ المزيد من الاعترافات بسيادة المغرب على كامل أراضيه بما فيها الأقاليم الجنوبية ولدفع المجتمع الدولي لتبني مبادرة المملكة للحكم الذاتي حلا وحيدا واقعيا للنزاع المفتعل حول الصحراء.
ويبدو أن العلاقات بين البلدين وصلت الى نقطة اللاعودة، حيث دعا وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أمس الجمعة إلى اعادة تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلا “أعتقد أننا وصلنا إلى درجة مثيرة للقلق، مع الجزائر”، مؤكدًا على ضرورة إعادة تقييم الإجراءات المستقبلية المتعلقة بها، وفق صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
وأوضح ريتايو “لقد أصدرت أمرا بالطرد، والسلطات الجزائرية لم ترغب في السماح له بالنزول على الأراضي الجزائرية، وهو ما يتناقض تماما مع القواعد”، متابعا “أعتقد أن فرنسا لا يمكنها أن تتسامح مع هذا الوضع”. ودعا إلى “تقييم كل الوسائل المتاحة فيما يتعلق بالجزائر من أجل الدفاع عن مصالحنا”، وفق المصدر ذاته.
وأوقفت الشرطة الفرنسية المؤثر بوعلام المعروف باسم “دوالمن” البالغ من العمر 59 عامًا في مونبلييه جنوب فرنسا إثر نشره فيديو على منصة تيك توك يحرّض على العنف، قبل أن يتم ترحيله إلى الجزائر عبر طائرة انطلقت من باريس.
و كانت السلطات في باريس، قامت مؤخرا بتوقيف ثلاثة مؤثرين جزائريين بشبهة التحريض على الإرهاب ونشر فيديوهات تدعو الى شن هجمات في فرنسا ضد معارضي النظام الجزائري، بالتزامن مع حملة #مانيش_راضي التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وانضم إليها الآلاف من الجزائريين احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بينما أثارت دعوات للخروج في مظاهرات تطالب بوضح حد لنظام العسكر هواجس السلطات من تكرار سيناريو الحراك الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة في العام 2019.