لم يمهل فيروس جدري القردة العالم طويلا لاسترجاع أنفاسه من حرب شرسة مع فيروس كورونا، لتظهر تهديداته من جديد على البشرية جمعاء بعد تفشي عدواه في مختلف أنحاء العالم.
و تهدد وتيرة انتشار جدري القردة في العالم بتطوّره إلى جائحة، خاصة بعد انتشاره في القارتين الأمريكيتين وفي استراليا وأوروبا بالإضافة إلى تواجده في غرب إفريقيا “الموطن الأصلي له”.
ويعود ظهور فيروس جدري القردة إلى عام 1958 لدى الحيوان، وسجلت أول اصابة عند البشر عام 1970 في الزائير “الكونغو الديمقراطية” وسجل بها وباء بين عام 1996-1997 ليعقبها ثاني وباء في الولايات المتحدة الأمريكية في بدايات الألفينات.
و منذ ذلك الحين، بقي الفيروس متوطنا في افريقيا الغربية من دون انتشار، و يمكن تفسير حالة القلق لدى المختصين، بسرعة انتقاله إلى دول عديدة، حيث ظهر لأول مرة مؤخرا في 5 ماي بالمملكة المتحدة “بريطانيا” وانتقل إلى دول اخرى منها السويد وإيطاليا واسبانيا.
الفيروس ينتقل عبر السوائل البيولوجية والمخاطية
وتتمثل أهم طرق العدوى في ملامسة الأشخاص بشكل وثيق جدا وعن طريق قطرات لعاب كبيرة وكذا العلاقات الجنسية، فالفيروس ينتقل بشكل أخص عبر السوائل البيولوجية والمخاطية أو تناول لحوم غير مطهية جيّدا لحيوانات مصابة او ملامسة حيوانات مصابة.
وتمتد فترة حضانة الفيروس في الجسم من 6 – 16 يوما وهو يشبه في أعراضه الجدري، غير أنّه أقل حدّة منه.
ومن أهم الأعراض التي تكشف الإصابة بهذا الفيروس، نذكر الحمى والصداع والوهن وآلام العضلات والظهر وتضخم الغدد اللمفاوية التي تعتبر استجابة مناعية، وتسمى المرحلة الثانية بمرحلة الطفح الجلدي تظهر أثناءها بثور وحويصلات سائلة “على الوجه وبقية الأطراف العلوية والسفلية”.
وتختفي هذه الأعراض خلال فترة تتراوح بين 15 إلى 21 يوما وعادة ما يقدم الأطباء علاجات للأعراض في غياب دواء خاص بالفيروس أو علاج للقضاء عليه.
ويتم تشخيص الإصابة بالمرض عن طريق الاختبارات الإكلينيكية “مراجعة الطبيب والاستفسارات التي يقوم بها للمصاب” بالإضافة إلى الاختبار الفيروسي الذي يجرى في المختبرات الذي يحتاج لكواشف خاصة كما يمكن لتحليل “البي سي آر” الكشف عنه وهو ما يتوفر عليه المغرب، حيث يعتبر أكثر دقة وسرعة.