أرسى المغرب والبرازيل أسس التعاون المؤسساتي في مجال التكوين المهني، من خلال اتفاقية إطار تجسد شراكة ما فتئت تتعزز وتتنوع .
وتم التوقيع، يوم الاثنين في برازيليا، على هذه الاتفاقية، التي تشمل قطاعات استراتيجية مثل السيارات والميكاترونيك والصناعة 4.0 والابتكار التكنولوجي، بين مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل والخدمة الوطنية البرازيلية للتدريب الصناعي، التي تعتبر واحدة من المؤسسات الرائدة في العالم في مجال التدريب المهني.
ووقعت الاتفاقية، عن الجانب المغربي، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل، السيدة لبنى اطريشا، وعن الجانب البرازيلي، مدير العمليات، غوستافو ليال ساليس فيلو.
ويهدف الاتفاق بشكل خاص إلى تسهيل وتكثيف علاقات التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك والارتقاء بقطاع التدريب المهني، وكذلك تبادل الخبرات والمهارات.
وتندرج الاتفاقية الإطار ضمن الدينامية المستمرة للعلاقات الودية بين المغرب والبرازيل، ورغبة المكتب في الانفتاح على خبرة الخدمة الوطنية البرازيلية للتدريب الصناعي، وهي مؤسسة ذات شهرة عالمية، وفي إطار طموح الطرفين لتنسيق وترشيد وتعزيز مجموع الخبرات المتراكمة من أجل خدمة تدريب الشباب ومستخدمي الشركات في البلدين.
وأشارت السيدة اطريشا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن “الاتفاقية تهدف إلى إنشاء إطار مؤسساتي للتعاون بين مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل والخدمة الوطنية البرازيلية للتدريب الصناعي، والتي تعتبر أحد أهم الفاعلين على الساحة الدولية في مجال التدريب المهني”.
وأوضحت أن الاتفاقية ستتيح، في الواقع، إمكانية ضمان قدر أكبر من التقارب من أجل التمكن من العمل على القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل تطوير هندسة التدريب لقطاعات جديدة ونموذج تربوي جديد، يستجيب بشكل خاص لتحديات الرقمنة.
وأضافت السيدة اطريشا أن التعاون مع البلدان الافريقية كان أيضا في صلب المحادثات بين المسؤولين المغاربة والبرازيليين، حيث أن ” افريقيا تمثل مجال اهتمام مشترك لكلا الطرفين. ويقوم مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل، في إطار التعاون جنوب جنوب، بتنفيذ إجراءات مهمة للغاية في خدمة تطوير التدريب المهني في إفريقيا جنوب الصحراء. وقد علمنا أن الخدمة الوطنية البرازيلية للتدريب الصناعي تتوفر على نفس الطموحات وتم فتح المناقشات أمام تعاون ثلاثي محتمل”.
من جانبه، أكد السيد غوستافو ساليس أننا نهدف إلى تطوير شراكة كبيرة مع المملكة في مجال التكوين المهني لنكون قادرين على مواجهة تحديات العالم الحديث مع ا، الأمر الذي يتطلب وجود مؤهلين وذوي كفاءة عالية، خاصة بين الشباب “.
وأضاف أن ذلك، يمثل في الواقع تحدي ا لجميع بلدان العالم، ومن هنا جاءت الرغبة في بناء بدائل وحلول جيدة مع المغرب، قائلا “لقد أذهلتني كثير ا الأهمية والأولوية التي يتم منحها في المملكة لموضوع التكوين المهني، وهي مقاربة من شأنها أن ترفع مستوى معارف الشباب حتى يتمكنوا من الانسجام مع هذا العالم في ظل وجود تحول تكنولوجي مستمر”.
وتميز حفل التوقيع على هذه الاتفاقية الإطار بحضور سفير المغرب في برازيليا، السيد نبيل الدغوغي وأعضاء الوفد المغربي وممثلي الخدمة الوطنية البرازيلية للتدريب الصناعي.
كما حضر الوفد المغربي عرضا لأنشطة الخدمة الوطنية للتدريب القروي، وهي وكالة متخصصة في التدريب المهني القروي والمساعدة التقنية والإدارية والنهوض الاجتماعي التي دربت ما يقرب من 80 مليون شخص منذ إنشائها في عام 1991.