اذا كان المغرب قد قطع أشواطا ومراحل جد مشجعة في مجال ترسيخ الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار الامني، فانه لايمكن أن نختلف على أن هذه الحصيلة يرجع الفضل لها لجيل من الشباب افنى عمره في بناء هذا الوطن كل من موقعه، و هم الان في مرحلة التقاعد أو على وشك انهاء الخدمة.
السؤال المطروح الآن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في إجتماعه يوم الأربعاء 02 فبراير 2022 يؤكد على استعجالية تفعيل الإصلاح الهيكلي والشمولي لقطاع التقاعد بالمغرب، هو هل وفرنا كل الإمكانيات الضرورية ليعيش المتقاعد المغربي في وضع مريح وبكرامة ولم لا تحقيق حلم العمر الذهبي ؟؟؟.
جميل جدا أن يتطرق المجلس الى إرساء منظومة وطنية للتقاعد، تضامنية وناجعة ومستدامة وقادرة على الاستجابة لانتظارات الأجيال الحالية والقادمة من النشيطين والمتقاعدين وضمان حقوقهم. ولكن لا باس أن نقول والواقع يؤكد هذا على أن المتقاعد المغربي يعيش وضعا صعبا ماديا ، صحيا واجتماعيا بعيدا عن حلم الكرامة والعمر الذهبي. فلولا لطف الله سبحانه وتعالى والتضامن والتكافل العائلي لكان جل المتقاعدين من شريحة المتسولين.
النقاط الرئيسية المقترحة من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المتعلقة بإصلاح قطاع التقاعد بالمغرب نلخصها في:
التعجيل بتحديد جدول زمني دقيق وملزم لجميع الأطراف لتنفيذ المراحل الكبرى للإصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد بتشاور مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وباقي الفاعلين المعنيين؛ التعجيل بتحيين واستكمال الدراسات الإكتوارية والإصلاحات المقياسية ذات الصلة باستدامة أنظمة التقاعد، مـن أجـل تيسير عملية تجميع المنظومة في قطبين قطب عمومي (الصندوق المغربي للتقاعد / النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد…) وقطب خاص (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي / الصندوق المهني المغربي للتقاعد…)؛ استصدار النصوص القانونية والتنظيمية الضرورية لالتقائية أنظمة الاحتياط الاجتماعي للتقاعد؛إحداث في مرحلة لاحقة، وفق الجدولة الزمنية المحددة للإصلاح الشمولي، نظـام وطني موحد للتقاعد يقوم على ثلاث دعامات:
1/ دعامة إجبارية أساسية يتم تدبيرها وفق قاعدة التوزيع، وتشمل الأشخاص النشيطين من القطاعين العام والخاص وغير الأجراء، يتوحدون في سقف اشتراكات يتم تحديده كمضاعف للحد الأدنى للأجور؛
2/ دعامة إجبارية تكميلية قائمة على مبدأ المساهمة بالنسبة للدخول التـي تفوق السقف المحدد.
ويوصي المجلس هنا بدراسـة إمكانية تحويل الصندوق المهني المغربي للتقاعد إلى نظام تكميلي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مع تحديد الاشتراك انطلاقا من سقف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؛
3/ دعامة ثالثة اختيارة تقوم على الرسملة في نطاق التأمين الخاص الفردي أو الجماعي؛
إحداث حد أدنى للدخل في سن الشيخوخة لا يقل عن عتبة الفقر لفائدة الأشخاص الذين لن يستفيدوا من أي معاش في إطار الإصلاح الشمولي لمنظومة التقاعد والحماية الاجتماعية عموما؛وضع آليات لحكامة وقيادة فعالة لأنظمة التقاعد، بقوة القانون، بهدف الحرص على استدامتها وملاءمتها للتطورات المالية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية.
كل هذه الاقتراحات تستحق القراءة المفصلة والتصفيق لها. ولكن يبقى السؤال المطروح هل فعلا حان الوقت لإنقاذ الشيخوخة في المغرب وانصافهم بعد كل التضحيات والعمل الجاد لمدة لا تقل عن 3 عقود لبناء مغرب مستقل ومستقر أمنيا واقتصاديا واجتماعيا؟؟؟
ادريس العاشري
جمال جبار
فبراير 3, 2022 at 4:39 م
شكرا جزيلا ي إدريس على الجرأة المعهودة فيكم وكدا تطرقكم لهدا الموضوع الذي طال ما تناسته كل الجهات وكل الحكومات التي توالت عبر التاريخ السياسي في المغرب