على مسؤوليتي
تأهيل مفهوم الضحية وحوكمة السرديات أفقا للتفكير والتدبير

نشرت
منذ 7 أشهرفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
( من وحي اربعينية الفقيد السكتاوي المتحرر من جبة الضحية )
عشت كثيرا من لحظات القلق والتردد وأنا بصدد محاولات التأمل العميق حول التغيير الذي طرأ على هويات الأفراد الذين (ناضلوا) عاشوا صراعات من أجل قضايا كبرى، ثم وجدوا أنفسهم بعد هذه التجارب في عالم يشهد على تحولات قد تجعل نضالهم يبدو وكأنه جزء من حكايات فردية لا مكان لها في السردية التاريخية العامة.
ومتسائلا : كيف يمكن للأشخاص الذين كانوا مناضلين من أجل قضية عظيمة أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم في سياق التاريخ، بحيث لا تصبح تجربتهم مجرد قصة شخصية منسية، بل جزءاً من النضال الإنساني الأكبر؟.
السؤال يبرز الصراع بين الفرد والجماعة، وبين الذاكرة الشخصية والذاكرة التاريخية الكبرى. في عالم تتحكم فيه الأنظمة السردية الكبرى، يصبح من الصعب الحفاظ على المعنى الجماعي للنضال أو الكفاح. وأتساءل كيف يمكن إعادة إحياء هذا “البريق” للكفاح في سياق أكثر شمولية وإنسانية.
لعل الإجابة تكمن في الحفاظ على تذكّر تجارب الماضي ودمجها في الحكاية الإنسانية الكبرى بطريقة تجعل من المعاناة والنضال جزءاً لا يتجزأ من السعي نحو الحرية والعدالة في العالم.
فكيف يمكن هذا ونحن في مسارنا لم نواجه فقط سرديات أمنية ، بل واجهتنا سرديات ضحايا هذه السرديات الأمنية ؟.
سؤالنا هذا سيظل يتعمق في تعقيدات الذاكرة التاريخية وتجربة الأفراد الذين كانوا مناضلين أو ” متورطين ” وجزءاً من صراعات كبرى في سياقات مليئة بالتحولات السياسية والاجتماعية. ما يبرز هنا هو أن السرديات الكبرى التي تُكتب في التاريخ غالبًا ما تهمش تجارب الأفراد، خاصة أولئك الذين كانوا ضحايا أو الذين عاشوا صراعات مؤلمة في سياقات معينة، مثل السرديات الأمنية أو سرديات الضحايا.
وفي تجربتنا كمشاركين في دينامية تدبير مقتضيات ” الحقيقة والإنصاف ” وحينما كانت تواحهنا يوميا “سرديات الضحايا”، كان التحدي الأكبر هو كيف يمكن تجاوز النظرة التي ترى هؤلاء الأفراد فقط كمجرد ضحايا لتشملهم كبشر فاعلين في مسار التاريخ. وهذه السرديات قد تساهم في أن يصبح الصراع أو الكفاح جزءًا من صورة ضبابية، حيث يصبح الأفراد الذين خاضوا نضالًا كبيرًا مجرد جزء من سردية الأذى أو القمع؛ مما قد ينتج ثقافة الضحايا أو ما يمكن أن نصطلح عليه سردية المظلومية ؛ ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يمكننا إعادة تأطير تلك السرديات بحيث نعيد الاعتراف بنضالهم الحقيقي من أجل قضية أسمى؟.
إن إعادة إحياء هذا “البريق” للكفاح في سياق شامل وإنساني قد يتطلب منا النظر إلى الأفراد من خلال عدسة أوسع، بحيث يتم تأكيد دورهم كصانعي تغيير وأبطال فاعلين في تاريخ أكبر. هذا يعني تجاوز الانطباعات التي قد تقتصر على رؤية الناس فقط كضحايا للأحداث، وتحويل تلك المعاناة إلى قوة إيجابية تساهم في تشكيل السردية الإنسانية الكبرى.
ومن هذا المنطلق، قد يكمن الحل في تغيير إطار الرواية: من سرديات القمع إلى سرديات التحرر، من سرديات الضحايا إلى سرديات المقاومين، أي التأكيد على أن تلك التجارب القاسية لم تكن فقط نتاج معاناة، بل كانت أيضًا جزءًا من الصراع الأوسع من أجل الحرية والعدالة. يمكن أن نُحيي هذه السرديات بتسليط الضوء على قدرة الأفراد على الصمود والمقاومة، والتأثير في الأحداث الكبرى، وتحويل المعاناة إلى رمز من رموز الصمود.
بالتوازي مع ذلك، من الضروري ألا نغفل السرديات الأمنية أو الضحايا الآخرين، بل نجد توازنًا يسمح لنا بتكامل هذه الروايات في إطار إنساني شامل، حيث تتداخل مع روايات الكفاح والنضال. إذ يصبح بإمكاننا الحفاظ على تلك الذاكرة التاريخية وتوثيقها بطريقة تضمن فهم أعمق لما مر به هؤلاء الأفراد والمجتمعات.
لقد صار من الواجب والأجدر أن نعترف بأنه خلال مسارنا ، في إطار المسؤوليات التي تحملناها ؛ فرضت علينا معركتان : معركة مواجهة إكراهات السرديات الأمنية ومعركة تحديات سرديات ضحاياها ؛ وقد حان الوقت لمقاربة الأمور بمقتضيات نهج متعدد الأبعاد يشمل:
فقد وجب التفكير في ضرورة إعادة بناء السرديات بصفة شاملة وذلك بنقد وتحليل السرديات الأمنية لفهم أبعادها الاجتماعية والسياسية.
في ضرورة تمكين الضحايا من البوح و التعبير من خلال توفير منصة لسرد تجارب الضحايا وفتح المجال للحوار وبسط المطالب ؛ مع اعتماد مقاربة تحليل نقدي بمحاولة فحص آليات الهيمنة في السرديات الأمنية ودورها في تشكيل الرأي العام.
مع توفير إشتراط الاستناد إلى الأدلة ، بخلفية توثيق الشهادات والانتهاكات لتصحيح السرديات المشوهة والمزيفة ؛ مع استحضار دور البحث العلمي والمعرفي في عملية التثقيف و الحوار من أجل تشخيص وتدارس تأثير السرديات الأمنية على المجتمع ؛ مع استحضار أهمية وجدوى استخدام الأدوات الرقمية ؛ و نشر السرديات البديلة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ؛ وكل هذا لن يتأتى دون تنسيق الجهود مع المنظمات والهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية ، مما يبلور إرادة توافقية على كشف السرديات الزائفة ودعم الضحايا لتحقيق العدالة ؛ في أفق بلوغ الحقيقة الوطنية .
من هنا تداعى إلى ذهننا التفكير في تأسيس إطار يتولى معالجة هذه العلاقة والتفكير في سبل لتدبيرها ، في أفق إخضاع الذاكرة للضمير ، اقترانا مع مطلب حوكمة كافة السرديات ذات الصلة وعلى الخصوص السرديات الأمنية وهيمنتها وتفاعلها مع سرديات الضحايا . وفي حلقات مقبلة سنعمل على نشر الأعمال التحضيرية ، بمجرد مصادقة الفريق المكلف بإعداد الأوراق التأسيسية .
* مصطفى المنوزي
رئيس المركز المغربي للديموقراطية والأمن
ومنسق فريق العمل المكلف بإعداد مشاريع الوثائق التأسيسية .
على مسؤوليتي
سقوط حكومة بايرو: قراءة في أزمة الجمهورية الخامسة و مصير العقلنة البرلمانية

نشرت
منذ 21 ساعةفي
سبتمبر 8, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
1. حدث استثنائي في سياق استثنائي
إن سقوط حكومة فرانسوا بايرو بعد تصويت الجمعية الوطنية بحجب الثقة (364 ضد و194 مع) ليس مجرد حدث عابر في التاريخ السياسي الفرنسي، بل هو محطة فارقة تكشف عن اهتزازات عميقة في بنية النظام السياسي للجمهورية الخامسة. لأول مرة منذ 1958، تعجز حكومة عن الحفاظ على ثقة البرلمان، رغم أن النظام صُمم أصلاً ليجعل السلطة التنفيذية، خصوصًا رئيس الجمهورية، في موقع قوة شبه مطلقة.
2. البعد الدستوري: اهتزاز “الاستثناء الديغولي”
أراد الجنرال ديغول عند صياغة دستور 1958 أن يحصّن السلطة التنفيذية ضد تقلبات البرلمان التي طبعت الجمهوريات السابقة. وقد مُنحت لرئيس الجمهورية سلطات واسعة لتفادي “عدم الاستقرار الوزاري”. لكن سقوط حكومة بايرو يطرح سؤالًا جوهريًا: هل ما يزال النموذج الديغولي قادرًا على الصمود أمام الضغوط الحزبية والانقسامات المجتمعية؟.
3. الأزمة الديمقراطية والتمثيلية
النتيجة الكاسحة ضد الحكومة تعبّر عن أكثر من مجرد رفض برنامج سياسي؛ إنها انعكاس لأزمة تمثيل أعمق:
انعدام الثقة بين النخب السياسية والقاعدة الشعبية، وهو ما تبلور في احتجاجات “السترات الصفراء” وأزمات التضخم.
تآكل الوساطة الحزبية: لم تعد الأحزاب قادرة على إنتاج توافقات مستقرة، بل تحولت إلى جزر متنافرة تشتغل بمنطق المزايدة.
انقسام داخل الأغلبية الرئاسية نفسها، إذ لم تعد قادرة على توفير شبكة أمان سياسي لرئيس الوزراء.
4. تداعيات على موازين القوى
سقوط حكومة بايرو سيؤدي حتمًا إلى إعادة ترتيب المشهد:
المعارضة اليسارية ستسعى إلى تعزيز خطابها الاجتماعي كبديل جدي، أما اليمين التقليدي واليمين المتطرف سيستثمران الحدث لإظهار فشل “المركزية الماكرونية”؛ مما يطرح احتمالية انتخابات تشريعية مبكرة تلوح في الأفق إذا تعذّر تشكيل أغلبية صلبة، مما سيزيد من درجة المخاطرة السياسية لماكرون.
5. الأبعاد الرمزية والتحول في الثقافة السياسية
إن فشل الحكومة تحت رقابة البرلمان يعيد فرنسا، جزئيًا، إلى منطق “البرلمانية الكلاسيكية” التي كان ديغول يعتبرها سبب الضعف والفوضى في الجمهورية الرابعة. هذا التحول الرمزي يعني أن البرلمان لم يعد مجرد غرفة تسجيل للخيارات الرئاسية، بل أصبح فاعلًا مركزيًا يعيد فرض نفسه على ساحة القرار السياسي.
6. الاستشراف: نحو تعديل دستوري أم إعادة هندسة سياسية؟
السيناريو الأول: أن ينجح ماكرون في إعادة تشكيل حكومة توافقية تُعيد بعض الاستقرار، مع الحفاظ على قواعد اللعبة الديغولية.
السيناريو الثاني: أن يدخل النظام الفرنسي في أزمة مؤسسية ممتدة، بما يفرض نقاشًا واسعًا حول ضرورة تعديل الدستور أو الانتقال إلى “الجمهورية السادسة”.
السيناريو الثالث: أن تتسع رقعة عدم الاستقرار، بما يعيد فرنسا إلى حالة من المراوحة بين الشرعية البرلمانية والشرعية الرئاسية.
من هنا فإن سقوط حكومة بايرو ليس حدثًا إجرائيًا فحسب، بل مؤشر على أزمة عميقة في بنية النظام السياسي الفرنسي: أزمة شرعية، أزمة تمثيل، وأزمة ثقة. فالجمهورية الخامسة، التي بُنيت على توازن مائل لصالح الرئاسة، تجد نفسها لأول مرة مهددة بالعودة إلى منطق التعددية البرلمانية المتنازعة. إنها لحظة مفصلية قد تحدد ملامح مستقبل الديمقراطية الفرنسية بين خيارين: إما إعادة الترميم المؤقت، أو الشروع في هندسة دستورية جديدة تفتح الباب أمام “جمهورية سادسة”.
من باب الاستشراف: إلى أين تتجه “العقلنة البرلمانية”؟
إن سقوط حكومة بايرو لا يضع فقط علامة استفهام حول متانة النظام الرئاسي–البرلماني في فرنسا، بل يعيد أيضًا إحياء النقاش حول جدوى “العقلنة البرلمانية” التي شكّلت حجر الزاوية في دستور 1958. فإذا كانت هذه العقلنة قد وُلدت كأداة لتأمين الاستقرار التنفيذي وتحصين الحكومة من تقلبات الأغلبية، فإن ما جرى يبيّن أن فعاليتها أصبحت نسبية أمام تحولات الخريطة الحزبية والأزمات الاجتماعية المتفاقمة.
وقد يقود هذا التحول إلى أحد مسارين:
إما مزيد من التشديد الدستوري في محاولة لإنعاش العقلنة عبر منح السلطة التنفيذية أدوات إضافية، أو تآكل تدريجي للعقلنة أمام ضغط البرلمان وصعود النزعة التمثيلية المباشرة، بما قد يفتح الباب نحو برلمانية أكثر كلاسيكية. لكن الدرس الأعمق هو أن العقلنة ليست مجرد تقنية دستورية، بل هي بالأساس ثقافة سياسية تقوم على التوافق والثقة المتبادلة بين الفاعلين. من دون تجديد للوساطة الحزبية، ومن دون إعادة بناء الشرعية التمثيلية، ستظل العقلنة البرلمانية حبراً على ورق، وسيجد النظام السياسي نفسه مضطراً إلى التفكير في إعادة هندسة أوسع قد تمهّد للجمهورية السادسة.
مصطفى المنوزي
رئيس أكاديمية الحكامة التشريعية والأمن القضائي
على مسؤوليتي
ذ.مصطفى المنوزي: العفو بين الذاكرة والسياق الراهن

نشرت
منذ يومينفي
سبتمبر 7, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
بين الفينة والأخرى، يُطرح الحديث عن احتمال تكرار سيناريو العفو الذي شمل قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية خلال ستينيات سنوات الرصاص. يومها، صدرت أحكام قاسية وصلت إلى الإعدام، لكن العفو جاء في سياق سياسي مضطرب: أحداث 23 مارس 1965، حالة الاستثناء، ثم التحضير لاختطاف الشهيد المهدي بنبركة. لم يكن العفو آنذاك بلا مقابل، بل جزءًا من تسوية أملتها موازين القوى.
الشيء نفسه حصل مع عفو محمد آجار بونعيلات، الذي ارتبط بتداعيات الانقلابين العسكريين الفاشلين، وفقدان النظام لقاعدته الاجتماعية، مما اضطره إلى استيعاب قدماء المقاومة وجيش التحرير، وتأسيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، بعضوية سعيد بونعيلات ورئاسة عبد الكريم الخطيب وإطلاق سياسة “مغربة الأراضي” كرد فعل على الشبهات المحيطة بالدور الفرنسي في أحداث الإنقلابين وكذا على رفض فرنسا في عهد بومبيدو دعم الدولة لمواجهة أحداث مارس 1973.
ودون أن نغفل واقعة إختطاف الحسين المانوزي من تونس في 29 أكتوبر 1972 (نفس اليوم والشعر بالنسبة للمهدي ) ، وتوجيه رسائل ملغومة لكل من عمر بنجلون ومحمد اليازغي في نفس الفترة ، لكن، هل يمكن القياس بين الأمس واليوم؟ الوقائع مختلفة، الأشخاص مختلفون، والمشاريع متباينة قطعيا والسياقات مغايرة جذريًا. إذا كانت هناك كلفة سياسية أو أمنية، فمن سيتحملها؟ وبأي سقف؟ صحيح أن الردع اليوم أكثر نعومة، لكن الكلفة ما تزال باهظة.
إن استدعاء منطق الرهائن أو الكلفة السياسية لم يعد يجدي في زمن جديد. الحل لا يكمن في محاكاة الماضي، بل في تبني مقاربة إنسانية وحقوقية، تُعيد بناء الثقة وتفتح أفقًا حقيقيًا للإنصاف والمصالحة.وإذا كان لابد من تشبيه فنموذج مدينة إيفني أولى وأفضل وأقرب ؛ ولكن بعد تأهيل الإختلالات وتقويم الأعطاب.
* مصطفى المنوزي
منسق منتدى ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: صحيفة لوموند والحنين إلى الهيمنة الاستعمارية

نشرت
منذ 5 أيامفي
سبتمبر 4, 2025بواسطة
سعيد لكحل
صحيفة الابتزاز والاستفزاز.
لم يكن صدفة أن تخصص صحيفة “لوموند” سلسلة مقالات مستهدفة ملك البلاد وعلاقة الشعب به وبالملكية. ذلك أن هذه الصحيفة درجت على مهاجمة الملكية في المغرب والتحريض ضدها طيلة عقود. إلا أن مقالاتها الأخيرة تجاوزت كل الحدود بخوضها في أعراض جلالة الملك ومستقبل الملكية في المغرب عبر الترويج لأضغاث أحلام مموليها والمتحكمين في خط تحريرها.
لم تستفد الصحيفة من التاريخ لمّا حاول الاحتلال الفرنسي تعيين ابن عرفة مكان الملك الشرعي محمد الخامس فتصدى له الشعب المغربي بكل حزم. إن الشعب ذاته لا يزال وسيبقى وفيا للملكية، ولا يقبل عنها بديلا لضمان أمنه ووحدته واستقراره. وما يزيد المغاربة تمسكا بالملكية: أولا، وعيهم التام بأهميتها في تقوية اللحمة الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب المغربي؛ وثانيا، تجسيدها لهويتهم التاريخية والوطنية على مدى قرون؛ ثالثا، المآلات الفاشلة التي انتهت إليها الثورات أو الانقلابات العسكرية على الأنظمة الملكية في الدول العربية. وقد أظهر المغاربة بكل عفوية، عبر تريند “فخورون بملكنا” الذي غصت به مواقع التواصل الاجتماعي، مدى تعلقهم بالملك وحبهم له، كجواب مباشر على استفزازات الصحيفة.
تزعم الصحيفة “الحياد” و”الاستقلالية”، لكن الوقائع المسجلة خلال عقود أثبتت أنها تعتمد الابتزاز والتضليل والافتراء أسلوبا لتحقيق الربح على حساب المبادئ والحقيقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، كشفت وثائق أرشيف “ميتروخين” الشهيرة حول أنشطة المخابرات السوفييتية، أن صحيفة لوموند كانت منفذا أساسيا للدعاية السوفييتية ونشر معلومات مضللة لصالح السوفييت.
ولعل قائمة الأحكام القضائية ضد الصحيفة تثبت متاجرتها بالأعراض وترويج الأكاذيب (في1998 أدان القضاء الفرنسي الصحيفة لصالح الملك الحسن الثاني رحمه الله، في 2014، قضت المحكمة العليا في إسبانيا بتغريم الصحيفة لصالح ريال مدريد وبرشلونة بعد أن اتهمتهما أنهما على علاقة بالطبيب الإسباني إيوفيميانو فوينتس، المدان الرئيسي في “عملية بويرتو” الخاصة بالمنشطات. وفي 2016 أُدينت صحيفة واثنان من صحافييها بتهمة التشهير، بعد أن كتبوا أن الممثل الأميركي جون مالكوفيتش لديه حساب مصرفي مخفي في سويسرا).
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
لازال التيار الاستعماري في فرنسا يحن إلى ماضيه البغيض رغم الضربات المتتالية الأخيرة التي تلقاها الوجود الفرنسي في دول الساحل؛ إذ بات مبغوضا في عموم إفريقيا. بل إن هذا التيار لم يستوعب مقولة السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”. لهذا يتمادى هذا التيار في أسلوب الابتزاز والاستفزاز. أكيد لم يستوعب أن مغرب اليوم صار قوة إقليمية وازنة وجسرا أساسيا بين إفريقيا وأوروبا. واستهداف النظام الملكي هو استهداف لاستراتيجية متكاملة وضع أسسها الملك محمد السادس الذي يسهر على ترسيخ موقع المغرب كشريك إستراتيجي للقارة الإفريقية من خلال مبادرة الأطلسي، أنبوب الغاز المغرب ـ نيجيريا، الاستثمارات (ثاني مستثمر في إفريقيا)، البنوك المغربية تتواجد في 26 بلدا إفريقيا لدعم الاستثمارات وتمويل المشاريع، التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، بالإضافة إلى التكوين الجامعي ( المغرب يستقبل 19 ألف طالب من 49 دولة إفريقية، 90 في المائة منهم يستفيدون من منح دراسية مقدمة من الدولة المغربية)، فضلا عن التكوين الديني للأئمة.
فالمغرب لاعب جديد ومنافس حقيقي شعاره “إفريقيا للأفارقة” ومبدؤه “رابح/رابح”. وقد أشادت دول الساحل على لسان السيد Hassan Adoum Bakhit Haggar, سفير تشاد في المغرب، بالدور المغربي الذي تحتضنه شعوبها ووقوفه إلى جانبها “ما نبحث عنه، نحن الأفارقة هو شريك وفيّ في السراء والضراء، في فترات الشدة وفترات الرخاء هذه هي المصداقية التي نريد. فالمغرب كان دائما إلى جانب الدول الإفريقية، وأن جلالة الملك قدم لإخوانه في جنوب الصحراء التسهيلات في البنية التحتية لتعويض النقص الذي تواجهه اقتصاداتهم. المواد الأولية نتوفر عليها، إدارتها نتوفر عليها كذلك، يبقى كيف يتم تسويقها لتخفيض كلفة نقل المواد الأولية، وهذا العرض يوفر لنا فرصة مهمة جديرة بالتقدير”.
إن إستراتيجية المغرب في إفريقيا تختلف جوهريا عن إستراتيجية فرنسا أو الدول التي استعمرت إفريقيا. وقد حدد جلالة الملك ما تمثله إفريقيا للمغرب في خطاب 20 غشت 2016: “فنحن لا نعتبر إفريقيا سوقا لبيع وترويج المنتوجات المغربية، أو مجالا للربح السريع، وإنما هي فضاء للعمل المشترك، من أجل تنمية المنطقة، وخدمة المواطن الإفريقي. وفي هذا الإطار، يساهم المغرب إلى جانب الدول الإفريقية، في إنجاز مشاريع التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية، التي لها تأثير مباشر على حياة سكان المنطقة”. أكيد أن هذه الإستراتيجية المغربية لن ترض عنها الدوائر الإعلامية المرتبطة بالتيار الاستعماري التوسعي التي ترى فيها منافسا حقيقيا لمصالحها وتهديدا مباشرا لها.
يا جبل ما يهزك ريح.
بقدر المؤامرات والمخططات العدائية التي تستهدف وحدة المغرب الترابية واستقراره السياسي، بقدر ما يزداد، من جهة، المغرب قوة وصمودا في دفاعه عن وحدة ترابه وتحقيق المكاسب الدبلوماسية بتوالي الاعترافات بسيادته على الصحراء ومصداقية مقترح الحكم الذاتي، ومن أخرى، تشبث المغاربة بالنظام الملكي وانخراطهم البنّاء في مشروع الإصلاح والتحديث والعصرنة. ولعل المحاولات اليائسة التي يلجأ إليها كابرانات الجزائر بالتحالف مع التيار الاستعماري الأوروبي، تدل على فشلهم الذريع في عزل المغرب عن مجاله الطبيعي والحيوي الإفريقي. بل انقلب سحرهم عليهم لما قررت دول الساحل تطويق الجزائر من الجنوب واسترجاعها لسيادتها ونديتها أمام فرنسا بعد طرد جيشها وفك الارتباط بنظامها المالي والعسكري.
ولا شك أن سُعار كابرانات الجزائر وصحفيي صحيفة لوموند التي يساهم عسكر الجزائر في رأسمالها، ومن ثم التحكم في خط تحريرها المعادي للمغرب، اشتد مع إعلان الرئيس الفرنسي، ماكرون، الاعتراف بمغربية الصحراء والتزامه بالدفاع عنها في المحافل الدولية. شكّل هذا الاعتراف صدمة قوية للكابرانات الذين ظلوا يراهنون على دوام الابتزاز الفرنسي والأوروبي للمغرب لنهب ثرواته. لهذا يسخّر حكام الجزائر، بالتنسيق مع التيار الاستعماري الأوروبي، خاصة في فرنسا وإسبانيا، كل الوسائل الخبيثة للإساءة إلى العلاقات الجيدة بين المغرب وفرنسا بعد اعترافها بمغربية الصحراء. تلك أوهامهم التي كانت وستكون وبالا عليهم.
إن النهضة الشاملة التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس على المستويات التنموية والاقتصادية والصناعية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية والرياضية والبنيات التحتية، شكلت كابوسا لحكام الجزائر الذين صرفوا “مال قارون” بتعبير رئيسهم تبون، لتقسيم المغرب وإسقاط نظامه وتدمير اقتصاده دون جدوى. فعلاقة الشعب المغربي بملكه غير خاضعة لإرادة القوى الخارجية، كما أنها عصيّة على المخططات العدائية. وما محاولتهم البئيسة اليوم إلا مثالا لحالة اليأس التي وصلوا إليها بعد استنفاد كل مخططاتهم. وكان أجدر بصحيفة لوموند، بدل اجترار وإعادة تدوير هرطقات الغربان وترّهات الخائنين، أن تتذكر، أولا، أن الأجهزة الأمنية المغربية التي تشيع عنها الأراجيف هي التي أمّنت أولمبياد فرنسا بعد أن لجأ لخدماتها وزير الداخلية الفرنسي، وهي التي تم توشيح رئيسها السيد عبد اللطيف حموشي، بميدالية وبراءة وسام جوقة الشرف من درجة ضابط، الذي منحته السلطات الفرنسية، وهي التي جنبت فرنسا حمّامات دم، بفضل خبرتها في رصد وتفكيك الخلايا الإرهابية. ثانيا، أن تنشغل، من جهة، بالانهيار الوشيك لفرنسا اقتصاديا بعد أن بلغت ديونها الخارجية مستوى قياسي: 3.9 تريليون دولار، أي ما يعادل 113 % من الناتج الوطني الخام؛ ومن أخرى، بالأزمة السياسية التي تنخر النظام الجزائري والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان إلى جانب النهب الفظيع والمتسارع لثروات الشعب الجزائري الذي بات محكوما عليه بالاصطفاف في طوابير ماراثونية من أجل العدس والحليب والزيت. سيبقى المغرب شوكة في حلق خصومه وأعدائه.

وضع رؤوس خنازير أمام مساجد في باريس يستفز مشاعر مسلمي فرنسا

محكمة مصرية تؤيّد إيداع نجل محمد رمضان دار رعاية

انفجارات الدوحة وقعت في مجمع تابع لحركة حماس

الجيش الإسرائيلي يستهدف “قيادة حركة حماس” في الدوحة

إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من دخول أراضيها

رسميا.. الفتح الرباطي يستقبل الرجاء بالقنيطرة

هذا توضيح وزارة النقل حول خلفيات مخالفات صفائح السير الدولي

أسطول المساعدات المتجه إلى غزة ستهدف “بهجوم بمسبرة” قبالة سواحل تونس

طقس الثلاثاء.. ضباب وأمطار رعدية ورياح قوية

محكمة استئناف تثبت حكما قضى بدفع ترامب 83 مليون دولار على خلفية قضية تشهير

سقوط حكومة بايرو: قراءة في أزمة الجمهورية الخامسة و مصير العقلنة البرلمانية

أزمة سياسية تهدد فرنسا مع حجب النواب الثقة عن حكومة بايرو

مونديال 2026 .. المنتخب المغربي يتغلب على نظيره الزامبي (0 – 2) ويواصل تحقيق العلامة الكاملة

مونديال 2026: تونس تبلغ النهائيات للمرة السابعة في تاريخها

وفاة المعلم الكناوي مصطفى باقبو

مدريد تستدعي سفيرها من إسرائيل

ورطة لامين يامال.. جواز سفره مفقود في تركيا (فيديو)

صفقة القرن للمغرب: مقاتلات إف-16 بلوك 72 الأمريكية الحديثة تصل قريبًا

هجوم بإطلاق النار في القدس الشرقية يوقع خمسة قتلى

التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد زامبيا

هيئة الشارقة للكتاب تفتح باب الترشح لجائزة “ترجمان 2025”

إنهاء مهام مدير عام قناة الجزيرة الجزائري مصطفى سواق

المغرب ضد مدغشقر .. الموعد والقنوات الناقلة للبث المباشر

هذا موعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد السنغال

27 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

تعيين لجنة مؤقتة لإدارة جامعة كرة السلة المغربية

ساحة الفنانين بالصويرة: بين تهديد الرمال ورهان الأجيال

الدورة 8 لمهرجان أناروز تحتفي بالهوية الأمازيغية من أعالي تافراوت

الأوقاف تعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف الحج لموسم 1447 هـ

مقتل ستة جنود سوريين في ضربات إسرائيلية قرب دمشق

تأجيل جلسة محاكمة ابتسام لشكر إلى غاية يوم 3 شتنبر المقبل

إسرائيل تكثف عملياتها في مدينة غزة

غوغل تزيح الستار عن ساعتها المتطورة.. تعرف عليها (فيديو)

موسم أولاد تيدرارين الأنصار في دورته التاسعة والأربعين: وفاء للتراث و انخراط في التنمية

نادين..فلسطينية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون (صور)

الخارجية الأمريكية تؤكد على تعزيز التعاون العسكري مع المغرب

و أخيرا..رونالدو يطلب يد جورجينا للزواج

مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة.. اعمارة يستقبل وزراء اتصال سابقين

مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في غزة

شركة TotalEnergies تنقل خدمات العملاء الفرنسية من بلجيكا إلى المغرب

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
سياسة منذ 3 أيام
مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة.. اعمارة يستقبل وزراء اتصال سابقين
-
مجتمع منذ 6 أيام
البيضاء: مركز الإدماج الاجتماعي يفتح أبوابه أمام النساء في وضعية هشاشة
-
اقتصاد منذ يوم واحد
المؤسسات الحكومية الأكثر جاذبية لخريجي المدارس العليا في المغرب عام 2025
-
رياضة منذ يوم واحد
ورطة لامين يامال.. جواز سفره مفقود في تركيا (فيديو)
-
على مسؤوليتي منذ يومين
ذ.مصطفى المنوزي: العفو بين الذاكرة والسياق الراهن
-
دولي منذ يوم واحد
هجوم بإطلاق النار في القدس الشرقية يوقع خمسة قتلى
-
مجتمع منذ 7 أيام
24 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
-
رياضة منذ 7 أيام
ملعب أكادير يدخل رسمياً دائرة الجاهزية لاحتضان “كان 2025”