Connect with us

على مسؤوليتي

تأهيل مفهوم الضحية وحوكمة السرديات أفقا للتفكير والتدبير

نشرت

في

( من وحي اربعينية الفقيد السكتاوي المتحرر من جبة الضحية )
عشت كثيرا من لحظات القلق والتردد وأنا بصدد محاولات التأمل العميق حول التغيير الذي طرأ على هويات الأفراد الذين (ناضلوا) عاشوا صراعات من أجل قضايا كبرى، ثم وجدوا أنفسهم بعد هذه التجارب في عالم يشهد على تحولات قد تجعل نضالهم يبدو وكأنه جزء من حكايات فردية لا مكان لها في السردية التاريخية العامة.

ومتسائلا : كيف يمكن للأشخاص الذين كانوا مناضلين من أجل قضية عظيمة أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم في سياق التاريخ، بحيث لا تصبح تجربتهم مجرد قصة شخصية منسية، بل جزءاً من النضال الإنساني الأكبر؟.

السؤال يبرز الصراع بين الفرد والجماعة، وبين الذاكرة الشخصية والذاكرة التاريخية الكبرى. في عالم تتحكم فيه الأنظمة السردية الكبرى، يصبح من الصعب الحفاظ على المعنى الجماعي للنضال أو الكفاح. وأتساءل كيف يمكن إعادة إحياء هذا “البريق” للكفاح في سياق أكثر شمولية وإنسانية.

لعل الإجابة تكمن في الحفاظ على تذكّر تجارب الماضي ودمجها في الحكاية الإنسانية الكبرى بطريقة تجعل من المعاناة والنضال جزءاً لا يتجزأ من السعي نحو الحرية والعدالة في العالم.

فكيف يمكن هذا ونحن في مسارنا لم نواجه فقط سرديات أمنية ، بل واجهتنا سرديات ضحايا هذه السرديات الأمنية ؟.

سؤالنا هذا سيظل يتعمق في تعقيدات الذاكرة التاريخية وتجربة الأفراد الذين كانوا مناضلين أو ” متورطين ” وجزءاً من صراعات كبرى في سياقات مليئة بالتحولات السياسية والاجتماعية. ما يبرز هنا هو أن السرديات الكبرى التي تُكتب في التاريخ غالبًا ما تهمش تجارب الأفراد، خاصة أولئك الذين كانوا ضحايا أو الذين عاشوا صراعات مؤلمة في سياقات معينة، مثل السرديات الأمنية أو سرديات الضحايا.

وفي تجربتنا كمشاركين في دينامية تدبير مقتضيات ” الحقيقة والإنصاف ” وحينما كانت تواحهنا يوميا “سرديات الضحايا”، كان التحدي الأكبر هو كيف يمكن تجاوز النظرة التي ترى هؤلاء الأفراد فقط كمجرد ضحايا لتشملهم كبشر فاعلين في مسار التاريخ. وهذه السرديات قد تساهم في أن يصبح الصراع أو الكفاح جزءًا من صورة ضبابية، حيث يصبح الأفراد الذين خاضوا نضالًا كبيرًا مجرد جزء من سردية الأذى أو القمع؛ مما قد ينتج ثقافة الضحايا أو ما يمكن أن نصطلح عليه سردية المظلومية ؛ ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يمكننا إعادة تأطير تلك السرديات بحيث نعيد الاعتراف بنضالهم الحقيقي من أجل قضية أسمى؟.

إن إعادة إحياء هذا “البريق” للكفاح في سياق شامل وإنساني قد يتطلب منا النظر إلى الأفراد من خلال عدسة أوسع، بحيث يتم تأكيد دورهم كصانعي تغيير وأبطال فاعلين في تاريخ أكبر. هذا يعني تجاوز الانطباعات التي قد تقتصر على رؤية الناس فقط كضحايا للأحداث، وتحويل تلك المعاناة إلى قوة إيجابية تساهم في تشكيل السردية الإنسانية الكبرى.

ومن هذا المنطلق، قد يكمن الحل في تغيير إطار الرواية: من سرديات القمع إلى سرديات التحرر، من سرديات الضحايا إلى سرديات المقاومين، أي التأكيد على أن تلك التجارب القاسية لم تكن فقط نتاج معاناة، بل كانت أيضًا جزءًا من الصراع الأوسع من أجل الحرية والعدالة. يمكن أن نُحيي هذه السرديات بتسليط الضوء على قدرة الأفراد على الصمود والمقاومة، والتأثير في الأحداث الكبرى، وتحويل المعاناة إلى رمز من رموز الصمود.

بالتوازي مع ذلك، من الضروري ألا نغفل السرديات الأمنية أو الضحايا الآخرين، بل نجد توازنًا يسمح لنا بتكامل هذه الروايات في إطار إنساني شامل، حيث تتداخل مع روايات الكفاح والنضال. إذ يصبح بإمكاننا الحفاظ على تلك الذاكرة التاريخية وتوثيقها بطريقة تضمن فهم أعمق لما مر به هؤلاء الأفراد والمجتمعات.

لقد صار من الواجب والأجدر أن نعترف بأنه خلال مسارنا ، في إطار المسؤوليات التي تحملناها ؛ فرضت علينا معركتان : معركة مواجهة إكراهات السرديات الأمنية ومعركة تحديات سرديات ضحاياها ؛ وقد حان الوقت لمقاربة الأمور بمقتضيات نهج متعدد الأبعاد يشمل:
فقد وجب التفكير في ضرورة إعادة بناء السرديات بصفة شاملة وذلك بنقد وتحليل السرديات الأمنية لفهم أبعادها الاجتماعية والسياسية.
في ضرورة تمكين الضحايا من البوح و التعبير من خلال توفير منصة لسرد تجارب الضحايا وفتح المجال للحوار وبسط المطالب ؛ مع اعتماد مقاربة تحليل نقدي بمحاولة فحص آليات الهيمنة في السرديات الأمنية ودورها في تشكيل الرأي العام.

مع توفير إشتراط الاستناد إلى الأدلة ، بخلفية توثيق الشهادات والانتهاكات لتصحيح السرديات المشوهة والمزيفة ؛ مع استحضار دور البحث العلمي والمعرفي في عملية التثقيف و الحوار من أجل تشخيص وتدارس تأثير السرديات الأمنية على المجتمع ؛ مع استحضار أهمية وجدوى استخدام الأدوات الرقمية ؛ و نشر السرديات البديلة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ؛ وكل هذا لن يتأتى دون تنسيق الجهود مع المنظمات والهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية ، مما يبلور إرادة توافقية على كشف السرديات الزائفة ودعم الضحايا لتحقيق العدالة ؛ في أفق بلوغ الحقيقة الوطنية .

من هنا تداعى إلى ذهننا التفكير في تأسيس إطار يتولى معالجة هذه العلاقة والتفكير في سبل لتدبيرها ، في أفق إخضاع الذاكرة للضمير ، اقترانا مع مطلب حوكمة كافة السرديات ذات الصلة وعلى الخصوص السرديات الأمنية وهيمنتها وتفاعلها مع سرديات الضحايا . وفي حلقات مقبلة سنعمل على نشر الأعمال التحضيرية ، بمجرد مصادقة الفريق المكلف بإعداد الأوراق التأسيسية .

* مصطفى المنوزي
رئيس المركز المغربي للديموقراطية والأمن
ومنسق فريق العمل المكلف بإعداد مشاريع الوثائق التأسيسية .

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

نشرت

في

أعتذر عن النفس الشخصي الذي بمقتضاه أعيد صياغة نقدي الذاتي ؛ ففي ظلال حلول عيد ميلادي السادس والستين، لن أحتفي بالزمن بوصفه مجرد تقويم بيولوجي، بل كرصيد من التأمل النقدي في جدوى السيرورة، وعدالة المعنى، ومآلات الانتظار.

لقد بلغت سنًّا لا أبحث فيه عن جواب، بل أتحرى عمق السؤال. وأدركت أن “التعفن”، حين يستفحل في البنية الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، لا يقتل فقط الحياة، بل يعمّي البصيرة، ويُعدم التدرج الأخلاقي والمعرفي.

*الجملة المفتاحية: مرآة لسردية الانهيار الرمزي
“بسبب التعفن، يتساوى العَمَش مع العَمَى، كما يتحول الشطط إلى استبداد.”
ليست هذه مجرد استعارة. إنها بلاغة تحليلية تؤسس لسردية نقدية، تكشف كيف تُطمر الفروق الدقيقة في لحظة فساد المنظومات، وكيف يُعاد ترتيب الخطأ ليُغلف كضرورة، والانحراف ليُسوَّق كحكمة واقعية.
التأويل السيميائي: من الخلل النسبي إلى الانهيار الكلي.

1. العمش والعمى:
في زمن ما قبل التعفن، يمكن للتمييز بين النقص والبُعد أن يؤطر الفعل والنقد. أما بعده، فلا فرق بين من يرى غبشًا ومن فقد الرؤية كليًا، لأن النسق يُعيد تعريف الخلل بوصفه قاعدة.

2. الشطط والاستبداد:
حين يُترك الشطط بدون مقاومة أخلاقية أو مؤسساتية، يتجذر كعرف، ثم كشرعية، ثم كأداة للحكم. هكذا يولد الاستبداد من رحم التساهل مع الانحراف.

*السياق المغربي الراهن: من الرمزية إلى الواقعة
حين تُهدم معالم المدينة القديمة باسم التنمية،
وتُمحى الفوارق بين “المصلحة العامة” و”السطو على المجال”،
ويتحول النقد إلى جرم، والمشاركة إلى تهديد،
نكون أمام لحظة بلاغية/واقعية يتساوى فيها العَمَش بالعمى، ويتحول الشَطَط إلى استبداد.

إنه زمن سيولة المفاهيم، وتدجين الإرادة، وتعويم الانحراف.

بل زمن “إنتاج الشرعية من ركام الاستثناء”، حيث لا يبقى للشعب سوى أن “يرى ولا يرى”، أن “يُشارك دون أن يُحسب”، وأن “يُقرر ضمن شروط لا تسمح بالقرار”.

في الحاجة إلى سردية بديلة: من التشخيص إلى التأسيس
ما العمل إذن؟
إعادة تفكيك اللغة السائدة، وتحرير المعنى من تواطؤاته الرمزية.

الدفاع عن التمييز الضروري بين النقص والكارثة، بين التجاوز والخيانة، بين السلطة والمشروعية.

الانطلاق من ذاكرة النقد نحو أفق العدالة التوقعية، ليس بوصفها جبرًا للماضي، بل كــتحصين مستقبلي من تكرار الخراب.

* خاتمة في عيد الميلاد
عند ستة وستين عامًا، لا أملك ترف التفاؤل الساذج، ولا ترف التشاؤم العبثي.

لكني ما زلت أومن أن التفكير النقدي التوقعي ليس ترفًا فكريًا، بل فعل مقاومة ضد التعفن، وضد ذلك الانزلاق الذي يُسوّي العمش بالعمى، ويُجمّل الاستبداد بطلاء الشرعية.

ولذلك سأواصل المقاومة حتى لا يستفحل التعسف تحكمه وإستبدادا !

* مصطفى المنوزي
منسق ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

محمد الطالبي : وسعوا النوافذ ..ففي البدء كانت الكلمة

نشرت

في

في البدء كانت الكلمة.
ومنذ تلك اللحظة، لم يكن الكون صامتاً أبداً. كانت الكلمة فعلاً خلاقاً، وكانت الحرية شرط وجودها. فليس ثمة معنى لكلمة تُولَد في القيد، ولا فائدة من صوتٍ لا يُسمع إلا بإذن.

*الكلمة التي لا تملك حق التحرك، لا تملك القدرة على التغيير.
الحرية ليست ترفاً ثقافياً، ولا موهبة سياسية تُمنح وقت الرخاء وتُسحب ساعة الغضب ولا مرتبطة بتغير عقارب الساعة اثناء تيهانها ، إنها الأصل الأول في الوجود الإنساني، وقلبُ الفعل الإعلامي.

الحرية هي ما يجعل من الصحافة سلطة رقابية حقيقية، لا تابعة. وهي ما يمنح الكاتبة والكاتب شرعية السؤال، والمواطن حق المعرفة، والمجتمع مناعة ضد الكذب والتضليل.

لكن يبدو أن هناك من لم يهضم بعد هذه الحقيقة. وان العهد الجديد وتوجهاته وتاطيره ربما ما زال البعض لم يهضمه ويتمثله في مسلكياته، فهناك من يتربص بالكلمة، وينظر إلى حرية الصحافة كخطر يجب تحييده، لا كأداة لبناء مجتمع واعٍ ومتين.

وهناك من يحاول – في صمت ماكر – أن يُعيد تشكيل المشهد المغربي ليصبح أكثر انضباطاً، لا بمعايير المهنية، بل بمعايير الولاء، والصمت، والاصطفاف.

في الأفق حديث “سري” لكنه يتسلل إلى العلن، عن تقنين التعبير، وضبط الكلام، وتقييد النشر، ومراقبة ما يُقال، ومن قاله، ولمن قاله.

هناك حديث لا عن من يمثل اصحاب وصاحبات الكلمة بقدر ما يُمثل عليهم.
حديث لا يُكتب بالحبر بل بالمقص، وعن “قوانين جديدة” تُفصّل لتمنح الشرعية للمراقبة، وتُشرعن التهديد، وتُدخلنا في عهد جديد عنوانه: الإعلام بلا روح.

لكننا نعلم – من تجارب الشعوب – أن القوانين حين تفقد صلتها بالعدالة، تتحول إلى أدوات للقمع.
وأن القانون بلا حرية، يشبه الجسد بلا روح، والدستور بلا احترام، لا قيمة له.

لا أحد فوق الدستور، ولا أحد تحته. الدستور ليس جداراً يُعلّق عليه الخطاب الرسمي، بل عقد اجتماعي يحفظ كرامة الأفراد ويصون حرياتهم.

وإن فقد الدستور وظيفته، فإن باقي القوانين تصبح بلا معنى وتفقد بعدها الأخلاقي.
المتسلطون ليسوا دائماً من يرفعون الهراوة، بل غالباً من يبتسمون وهم يكتبون تقارير …، ويرتبون جلسات التأديب، ويضعون الكلمة تحت المجهر.

أعداء الحرية يلبسون ثياب المسؤولية، يتحدثون باسمنا الجمعي ، ويقدمون أنفسهم كحماة لنا حتى من انفسنا .

لكن الحقيقة أن أكثر ما يهددنا هو الخوف.
الخوف من السؤال، الخوف من النقد، الخوف من الإعلام الحر، الخوف من مواطن لا يُصفق، بل يُفكر.

الحرية لا تخيف الدولة بل بعض من الجهات التي لا تؤمن بقوتها. بل تخيف فقط من يعرف في قرارة نفسه انه لا ينتمي الى عهدنا الجديد .

ولهذا، فإن معاداة حرية التعبير ليست مؤشراً على القوة، بل على الرعب من الانكشاف.
ألم نرَ كيف يُصنع “مجلس” لتمثيل الإعلاميين، ثم يُفرغ من روحه ليتحول إلى جهاز وصاية؟
هذه حكاية سنمار تتكرر كل مرة .

لكن من يقرأ التاريخ جيداً يعرف أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن الصحافة، كلما خُنقت، خرجت من ثقب آخر أكثر جرأةً ووضوحاً.

قد يقال: هذا كلام مثالي. لا يراعي “الواقع”، ولا يفهم “التوازنات”.
لكننا لسنا دعاة فوضى. نحن فقط نعرف أن السكوت لا يصنع حقيقة ، وأن الرأي الواحد لا يبني مجتمعاً، وأن المواطن الذي لا يعرف، لا يستطيع أن يختار، ولا أن يشارك، ولا أن يدافع عن نفسه.
الحرية ليست اختياراً، بل شرط حياة.

هي التي تبني العقول، وتحمي الدولة من الغرق في مستنقع التزلف والتضليل.
الإعلام ليس عدواً للدولة، بل صمام أمانها.

وحين يُخنق الإعلام، وتُربط الكلمة، تُفتح أبواب أخرى للخوف، وللإشاعة، وللشعبوية، وللانفجار الصامت.

*في البدء كانت الكلمة، وفي النهاية لا يصمد إلا الأحرار.
من تَحكَّم في الكلمة لحظةً، لن يستطيع أن يكبح جموح الزمن، ولا أن يُوقف صوت شعبٍ وُلد ليقول، لا ليُصفّق.

الكلمة الحرة لا تموت. حتى إن خُنِقت، تولد من جديد في أول صرخة، وأول منشور، وأول مقال يكتبه صحفيٌّ لا يخاف، ولا يبيع صوته .

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

د.عبد الرزاق مساعد يكتب عن الأعطاب الجنسية عند الرجل

نشرت

في

بواسطة

“الاستيهام والخيال، ضروريان لإتمام العملية الجنسية”: و بالتالي، فإن المرأة و الرجل اللذين لم يمارسا الاستمناء في فترة المراهقة، سيتعرضان حتما، لاضطرابات جنسية تظهر على علاقاتهم الجنسية، مع شركاءهم أو العكس.

الشيء الذي يجب ان نعرفه، هو أن أكثر من خمسين في المائة من الرجال، يصابون بالفشل الجنسي في فترة من حياتهم ، هناك من يستطيع أن يعرف كيفية التعامل، مع الفشل او العطب الجنسي الذي أصيب به. وعندما أقول أن عددا كبيرا من الرجال استطاعوا تجاوز فشلهم الجنسي، بتبسيط المشكل، فبالمقابل، هناك أشخاص عند حدوث الفشل او العطب الجنسي، يشعرون بإحباط شديد و كأن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، و بالتالي يصبحون أشخاصا خائفين من الممارسة الجنسية و هذا هو الاحساس الذي يجعلهم يسقطون في فخ العجز الجنسي في النهاية.

فعندما يصاب الرجل بالفشل الجنسي ويقتنع أنه لن يعود الى حالته الطبيعية، يتهرب من الممارسة الجنسية بتقديم أعذار : كأن يقول لزوجته تارة أنا مريض و تارة يدخل منزله متأخرا حتى تنام زوجته أو يدخل لبيته مبكرا ويخلد للنوم قبل الجميع ، لكن عندما يضطر للقيام بالواجب الزوجي أو يمارس الجنس مع زوجته تلبية لرغبتها ، يذهب للمارسة منهزما لأنه يقول لنفسه “عندك ماتدير والو” وهكذا يستحضر الخوف و يقع الفشل. للأسف هذا هو واقع الحال عند العديد من الرجال ، بحيث أن الخوف يقلص من حجم الشرايين بفعل “هرمونات الخوف”. و في هاته الحالة، تزداد نبضات القلب و يرتفع الضغط الدموي ويصاب بالعرق ، وبالتالي يقع فقدان أو عدم الانتصاب، لأن الانتصاب يحتاج الى تمدد الشراين، لتصبح أوسع مما هي عليه، مع ارتفاع الصبيب الذي يصل إلى عشرين مرة أكثر من العادي.

الشئ الثاني، هو ان الفشل الجنسي، يغير من سلوك الرجل و يصبح له سلوك مغاير أثناء العلاقة الجنسية، بحيث لايقاسم شريكته المداعبة، بل يستعمل جسدها لكي يخلق الانتصاب ، فيصبح تركيزه أثناء الممارسة على قضيبه، وبالتالي يوجه تفكيره نحو قضيبه، هل سينتصب ام لا؟ في الوقت الذي كان عليه ان يداعب شريكته.

هذه العينة من الرجال، يصبح تفكيرها منصبا فقط، على القضيب طوال الوقت، أثناء العمل، خلال تناول الطعام ، و في كل وقت إلى أن يسقط في فخ العجز الدائم، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على العلاقة الزوجية، و بالتالي، فمن الطبيعي أن يدفع مثل هذا السلوك، الكثير من الزوجات إلى التعبير صراحة عن تضايقهن من هكذا وضع.

هذا الامر، يتعلق أكثر بشخصية كل رجل، و بشكل خاص، عندما تكون شخصية الرجل ضعيفة، فحتما لن يحسن المعاملة مع الخوف وعندئذ، يقول مع نفسه:” أنا غير قادر على واجبي الزوجي، و ربما ستذهب زوجتي عند رجال اخرين باحثة عن ما يلبي رغبتها الجنسية”، و هو الأمر الذي سيؤثر حتما على نفسيته. وهنا افتح قوسا لأقول:” أن الحياة الزوجية ليست جنس فقط ، هي أخذ وعطاء، تبادل الحب والحنان و مؤازرة الاخر، و الجنس يتوج كل هاته الأشياء”.

لكن للأسف، فإن بعض النساء، يدهبن عكس دلك، بحيث يسيطر عليهن الشك، و يتجه تفكيرهن، نحو تبرير تصرف أزواجهن، بوجود علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، الشيء الذي سيضاعف لا محالة المشكل عند الزوج، حيث يصبح مضطرا للقيام بالعملية الجنسية تفاديا للمشاكل بينه و بين زوجته، فيصاحب هذا الاضطرار الخوف من عدم إتمام العملية الجنسية وهذا يؤدي بهذه الأخيرة الى الفشل و هذا يأتي بطبيعة الحال كرد سلبي للزوجة.

ماذا يمكن ان نقول للزوجة، التي أصيب زوجها بفشل أو عطب جنسي. يجب على المرأة أن تساعد زوجها عند شعوره بالفشل و العطب الجنسي وأن يكون سلوكها إيجابيا وليس سلبيا وأن تخفف من معاناته : كأن تقول له مثلا :” هذا شيء عادي و سنتجاوزه و أن الطبيب المختص قادر على أن يرجعك الى حالتك الطبيعية” أو ما شابه دلك، لأن الرجل عندما يصاب بفشل جنسي فانه يشعر بإحباط كبير، ربما يكون السبب المباشر في إصابته بالعجز الدائم.

زيارة الطبيب طبعا ضرورية، إن لم يحسن الرجل معاملته مع المشكل. لأننا لاحظنا في أغلب الأحيان الرجال المصابون بفشل جنسي، لايزورون الطبيب مباشرة بعد الإصابة، إنما ينتظرون سنة بعد سنة لعل المشكل يتم تجاوزه بشكل تلقائي، وهذا خطأ والمرأة للأسف، هي الاخرى لاتشجع الزوج على زيارة الطبيب وهكذا يتضاعف المشكل ويكبر الى ما لا تحمد عقباه، حيث يتم زيارة الطبيب بعد تفاقم المشكل العلاقاتي و يصبح الزواج مهددا بالطلاق.

من بين أسباب تطور مثل هده المشاكل الزوجية، عدم وجود الحوار والتواصل بين الزوجين، حول هذا الموضوع بالضبط و كذلك عدم زيارة الطبيب عند غياب الحوار. فغياب الحوار، يعتبر سببا واضحا في تطور مشكل الفشل الجنسي وهنا أعود الى شخصية الرجل و المرأة و من له الجرأة للحديث في الموضوع وبدون حرج للوصول الى حل ايجابي ، أما الصمت فمن الواضح أن نتائجه حتما ستكون سلبية.

* الدكتور عبد الرزاق مساعيد..أخصائي في المشاكل الجنسية

أكمل القراءة
مجتمع منذ ساعتين

إحباط تهريب 800 كلغ من الحشيش قادمة من الناظور

رياضة منذ 3 ساعات

السكتيوي يكشف عن قائمة المنتخب المغربي المحلي المستدعاة للمشاركة في “الشان”

منوعات منذ 4 ساعات

شذى حسون تفتتح مهرجان عيساوة بمكناس

مجتمع منذ 5 ساعات

لجنة الحقيقة والمساءلة تطالب بتحقيق في مقتل الطفل الراعي

سياسة منذ 6 ساعات

غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء

رياضة منذ 6 ساعات

أمريكا تمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في الألعاب الأولمبية

منوعات منذ 7 ساعات

راغب علامة يمنع من الغناء في مصر بسبب المعجبات

واجهة منذ 9 ساعات

آليات تكنولوجية جديدة لتعزيز المراقبة في باب سبتة

مجتمع منذ 10 ساعات

24 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

دولي منذ 11 ساعة

جورج عبد الله يغادر فرنسا الجمعة بعد 40 عاما خلف القضبان

دولي منذ 12 ساعة

إحالة وزيرة الثقافة الفرنسية وكارلوس غصن للمحاكمة بتهمة الفساد

واجهة منذ 14 ساعة

حرارة وضباب وسحب رعدية متوقعة الأربعاء

سياسة منذ 22 ساعة

البرتغال تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي

رياضة منذ 23 ساعة

لبؤات الأطلس يهزمن غانا ويحلقن نحو نهائي كأس الأمم الأفريقية

اقتصاد منذ 23 ساعة

شراكة استراتيجية بين مكتب الاستشارة Lkelma و SiteMinde الرائد العالمي في تكنولوجيا الفندقة

الجديد TV منذ يوم واحد

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

رياضة منذ يوم واحد

تصفيات المونديال.. المنتخب المغربي يستقبل النيجر في 5 شتنبر

منوعات منذ يوم واحد

منال بنشليخة تطلق تحديا جديدا وتوزع 10 تذاكر مجانية لحفلها بأكادير”الصورة”

سياسة منذ يوم واحد

333 نائبا برلمانيا يغيبون عن جلسة المصادقة على قانون المسطرة الجنائية

مجتمع منذ يوم واحد

التهريب الدولي للمخدرات يقود لتوقيف مسافرين كنديين بمطار البيضاء

إعلان

الاكثر مشاهدة