على مسؤوليتي
هل تختفي غرفة النوم الزوجية
تفرض ضغوط الحياة الجديدة ووتيرتها المتسارعة على الأزواج أنماطا وأشكالا مختلفة من الأساليب الحياتية التي كانت تبدو خيالا بالنسبة لآبائنا وأجدادنا. فبعد ظهور ما يسمى بزواج البيوت المنفصلة Living Apart Together، الذي انتشر في الأعوام الأخيرة بشكل لافت وأثبت قدرته على النجاح والاستمرار رغم الشكوك التي رافقته في البداية، ظهر اليوم أيضا ما يسمى بزواج غرفة النوم المنفصلة Sleeping Apart Together، الذي تتجند العديد من الدراسات للدفاع عنه وإثبات أهميته بالنسبة لزمننا الحالي.
زواج الحياة المنفصلة، يتلخص في بقاء كل طرف في بيته، مع تحديد أيام في الأسبوع للقاء والخروج والقيام بأشياء مشتركة. ويتبادل الطرفان الزيارات بالتناوب، ويسافران مع الأطفال- إن وجدوا- ويلتقيان الأهل والأصدقاء كأي زوجين عاديين، ويرى هذا النوع من الزواج أنه الشكل الأمثل والأقرب إلى طبيعة حياتنا العصرية، حيث لم يعد الدخول في علاقات إنسانية وارتباطات أسرية يستوجب بالضرورة تخلي الأطراف عن حريتها واستقلاليتها ومحيطها وارتباطاتها وعاداتها. كما أن لعوامل مثل استقلالية المرأة وعملها وتأخر سن الزواج دخلا في ظهور هذا النوع من الزيجات، فضلا عن أن الرجل أصبح أكثر قدرة على قضاء حاجياته وتدبير أمور بيته بمفرده ولم يعد يحتاج المرأة في التنظيف والغسل والطهي وهي الوظائف التي جاءت الثورة النسوية لتنقضها وتحولها إلى مهمات مشتركة بين الرجل والمرأة، مما يعني أن الحاجة من وراء الزواج تغيرت وهو ما أدى بالضرورة إلى تغير أشكاله.
ويجد هذا النوع من الزواج رواجا بين الشباب الذين لا يرغبون في الإنجاب أو الأزواج الذين سبق لهم أن دخلوا في تجارب سابقة أسفرت عن إنجاب أبناء.
في الأعوام الأخيرة ظهر أيضا ما يسمى بزواج غرف النوم المنفصلة، بالتزامن مع العديد من الدراسات والتنظيرات التي تروج له وتدعي الحاجة إليه في ظل التغيرات الكبيرة التي تطرأ على حياتنا العصرية.
وترى معظم هذه الدراسات أن نوعية الوظائف الجديدة التي نقوم بها والوتيرة السريعة للعمل واكتظاظ الحياة الاجتماعية وزحمة التكنولوجيا وتوسع الاتصالات كلها عوامل ضاغطة ومستنزفة للطاقة، وهو ما يعني بالضرورة أن الإنسان العصري يحتاج إلى النوم عميقا وبهدوء ومن دون إزعاج. كما أن أتباع هذا النوع من الزواج يجدون أن عادات النوم تختلف من شخص لآخر ولا يرون ضرورة للتخلي عنها لأجل إرضاء الطرف المقابل، كأن يرغب طرف في النوم على مرتبة لينة بينما يفضّل شريكه المرتبة الصلبة، أو في بقاء النافذة مفتوحة، أو في تشغيل السخان أثناء النوم أو في القراءة لوقت متأخر أو النوم بغطاء خفيف، وغيرها من المتطلبات والارتباطات الشرطية التي قد تكون معاكسة تماما لرغبات الشريك. وتماماً كما هو الحال مع زواج البيوت المنفصلة، يلقى هذا النوع رواجا منقطع النظير لدى فئات كثيرة من البشر، وفي الولايات المتحدة وحدها أظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب عن ربع المتزوجين ينامون في غرف منفصلة وأن تصاميم البيوت تغيرت تبعا لذلك وأصبحت معظم البيوت والشقق تضم غرفتي نوم رئيسيتين.
ورغم أن الأمر يبدو شبيهاً بالصرعة أو الموضة إلا أنه أكثر جدية مما قد يتبادر لنا، بل ويبدو بديهيا أيضا في ظل تغير الاحتياجات والتوقعات بين الأزواج، فأغلب العلاقات الحديثة مبنية على مبدئي الشراكة والاختيار، وليس على الحاجة والضرورة كما هو حال الزواج التقليدي، والبشر لم يعودوا يتزوجون لأجل أن ينجبوا أطفالا ويرعوا احتياجات بعضهم البعض المعيشية والمالية، بل لأنهم راغبون في البقاء مع بعض رغبة حرة مستقلة بعيدة عن أي إسقاطات أو إكراهات
لمياء المقدم
كاتبة تونسية مقيمة بهولاندا
على مسؤوليتي
محمد امهيدية “الوالي العمدة”.. هل تأخذ الأغلبية العبرة من قرار الملك بـ”الإقالة”
– “طْلبها الوالي”… – “قررها الوالي”… هذه من العبارات، التي أصبحت العمدة نبيلة الرميلي تصدّ بها أعضاء مكتبها، وكذا المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء برمته، في غياب مؤسسة العمدة، التي أصبحت شبه منعدمة، منذ أن اتخذ الملك محمد السادس قرار “فضح” الوالي السابق سعيد احميدوش ومعه العمدة نبيلة الرميلي، بتعيينه للوالي محمد امهيدية.
“إقالة” العمدة نبيلة الرميلي من منصبها أصبح ضرورة ملحة بسبب ما أضحت تتعرض له أحزاب الأغلبية من “ذلّ” يومي، بعد أن “أعدمت” هذه السيدة ومعها زوجها توفيق كميل مؤسسة العمدة، فسقطا في ما جاء به خطاب العرش لسنة 2017، حين قال الملك محمد السادس مستنكراً “عندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالا بالواجب، وإنما هو خيانة، لأنه يضرّ بمصالح المواطنين، ويحرمهم من حقوقهم المشروعة”.
منطوق الخطاب الملكي يفتح الباب أمام رصد لائحة للمسؤولين المعنيين بالتخوين، وضمنهم “خائن” آخر للوطن وهو محمد بوسعيد، الذي سبق أن “طرده” الملك محمد السادس من وزارة المالية، بعد أن أخلّ بواجبه، فإذا بعزيز أخنوش يهمل إهمالا قرار الجالس على العرش ويتركه وراء ظهره وهو يستقبل بوسعيد بالأحضان وكأنه قادم على التو من حج بيت الله الحرام، فيعيّنه منسقا جهويا لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الدارالبيضاء سطات، ما أن تسلّم مهمة التنسيق حتى شرع يتآمر في انقلاب على إرادة الناخبين البيضاويين، حيث حصول حزبه الأحرار على المرتبة الأولى، يُلزمه بتسيير جهة الدار البيضاء بناءا على الفصل 143 من الدستور المغربي الذي بوّأ مؤسسة الجهة موقع الصدارة، ثم يأتي بعدها المجلس الجماعي، فمجالس الأقاليم والعمالات، إلًا أن المنسق “المطرود” محمد بوسعيد، لم يكن وطنياً بما يكفي ليفكّر في الأجيال القادمة، لأن سقف فكره “انتهازي” لا يتعدى الانتخابات القادمة، التف على الدستور المغربي، الذي يعتبر وثيقة تعاقدية بين الشعب وممثليه، وفضّل العمودية على الجهة، فتنازل عنها ليشغلها حزب الاستقلال دون غيرها كحزب بئيس، وجاء بنبيلة الرميلي من “العدم” ليرهن بها مصير ومستقبل الدارالبيضاء، فيما توفيق كميل، رئيس فريق الحزب وقتها، كان قد “أوقع” برئيس الحكومة عزيز أخنوش في شراك “حبائله” بخداعه له، حينما جاء بزوجته نبيلة الرميلي ليقدمها له، وتكلم له عن “كفاءاتها العالية”، التي “أسقطتها” من وزارة الصحة بعد أن قرر الملك إبعادها، بمبرر عدم قدرتها على الجمع بين الوزارة والعمودية، فيما تؤكد أعمال الوالي محمد امهيدية، خلال فترة محدودة لا تتعدّى عشرة أشهر، أن المشكل يكمن في التدبير، ما يعني أن السيدة العمدة فشلت في كل شيء.
مناسبة العودة للكلام على كوبل الدارالبيضاء، هي الحرب المستعرة حاليا بين المنتخبين، التي أشعلها التسابق على صرف ما تبقّى من الميزانية، حتى لا تعتبر فائضا فتخصمه وزارة الداخلية من مخصص المقاطعات للسنة المالية 2025، ولذلك، فإن الصراعات الضارية والدائرة حاليا بين مستشاري جماعة الدارالبيضاء لصرف ميزانيات المقاطعات، أفضى إلى نتائج وخيمة وسيئة، لأن هذا الصرف والتصرف لا يأخذ بالاعتبار مشاريع الوالي الذي يلهث وراء أوراش التنمية فيما رؤساء ومستشارون يتسابقون لصرف هذه الأموال في الحفلات وفي تظاهرات لا يهمهم منها غير “الصرف” حتى آخر سنتيم!
حرب الصرف “غير الصحي” جعلت مستشارين يتهافتون وراء العمدة قبل التقرير الرسمي في الميزانية، التي تُوزّع إما بشحّ وإما بسخاء، حسب “قرب” مسؤولي المقاطعات من الكوبل الحاكم، خصوصا أن العمدة وزوجها بمجرّد عودتهما من شواطئ إسبانيا، استعرت حرب التخطيط المتعلق بحصص المقاطعات للسنة المقبلة، خوفا من توزيع “مُسبق” يكون تقرر وحُسم فيه خلال استجمام الكوبل الحاكم بإسبانيا، وسيُحال لـ”تقرّر” أغلبيتها فيه بالمكتب، إلزاما بداية شهر شتنبر الجاري، من أجل أن تحيله على اللجان الدائمة التي تتدارس الميزانية، ابتداء من أواسط الشهر، لتتمكن من عرضها، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل، ليصادق المجلس على الميزانية، التي تُحدِد سلفا مخصص هذه المقاطعات، فيبقى للوالي مهمة التأشير عليها فقط.
فتح ورش الميزانية مسألة أساسية بالنسبة للوالي الجديد الذي تم تعيينه يوم 19 أكتوبر 2023، كانت قد فاتته مرحلة دراسة ميزانية السنة الحالية، ولهذا فميزانية السنة المقبلة لابد أن تحمل بصمته، كي تستجيب للمتطلّبات المالية والإدارية واللوجستية للدفع قُدما بالمشاريع المبرمجة بنفس السرعة التي اشتغل بها منذ تعيينه، وهذا العمل المهم جدا كان يتطلّب وجود العمدة في قلب الدارالبيضاء، لأن التحديات والرهانات التي رفعها الملك محمد السادس لحاضر ومستقبل الدارالبيضاء، في الغد المنظور، كانت تتطلّب عمدة تكون في مستوى اللحظة، قادرة على موازاة السرعة المحسوبة، التي تطبع عمل محمد امهيدية، المسؤول الأول عن التدبير الترابي لولاية الدارالبيضاء سطات، عوض أن يجد نفسه وحيدا في المعمعة، أمام الأوراش المتعثّرة منذ تولّيها العموديّة قبل ثلاثة سنوات، التي تدخّل فيها وأعاد بعضها إلى سكّة الإنجاز، مع حرص ميداني على تتبّعه لمجموعة من الأوراش التي فتحها، مع الاطلاع المنتظم على مسارات تقدم الأشغال فيها والتزام الشركات المنفذة بدفاتر التحملات… والعمل والاجتهاد لإقرار حلول مبتكرة تكون فعّالة، وتنزيل مخططات إخراج العديد من الأوراش العقارية من حالة الانسداد، التي فُرضت عليها عن سابق قصد وترصد خلال عهد الوالي السابق سعيد احميدوش، فيما الوالي الجديد، خلافا لسلفه، الذي كان باب مكتبه مقفلاً، فلم يحصد غير الطرد الملكي، قلتُ فيما الوالي الجديد شرع يشتغل، منذ البداية، بإرادة تشاركية، في محاولة لإشراك كل الجهات، كل حسب موقعها، في النهوض الجماعي بكل أوراش العاصمة الاقتصادية، مع فتح خط موصول مع المنعشين العقاريين، باللقاء معهم والاستماع إليهم بانفتاح كبير على كل المقترحات الإيجابية، التي من شأنها إقرار تدابير إدارية وعملية لتفادي تكرار توقّف أشغال البناء في مشاريع عقارية، إلى درجة أن الدارالبيضاء أصبحت تحمل أكبر عدد من منازعات المنعشين العقاريين مع السلطة والجماعة.
غير أن الوالي “فين” والعمدة “فين”! سعادة العمدة ركلت وراءها كل هواجس الوالي، وقبله انتظارات الملك نفسه، وانتعشت وأنعشت نفسها وروحها ومعها زوجها بنسائم البحر في رمال الشواطئ الإسبانية، ثم تعود اليوم، متأخرة، عن موعدها مع الملك وموعدها مع السكان البيضاويين، الذين تشنّفت آذانهم بالعبارة الزرقاء الفاقدة لكل روح: “تستاهل أحسن”!!!
في الوقت الذي كان على الحكومة أن تؤهّل مدينة الدار البيضاء لتكون أكبر قطب مالي في إفريقيا، كما يخطط لذلك ملك البلاد، الذي لديه علاقة خاصة بهذه المدينة العملاقة… أطبقت فضائح الكوبل الحاكم في المجلس الجماعي كل الآفاق، ووصل صداها إلى البرلمان حيث ارتفع صوت المطالبة، المبرّرة بوقائع ومعطيات مؤكدة، بمحاسبة نبيلة الرميلي وزوجها توفيق كميل.
إقالة العمدة الحالية، التي قد تكون بتوافق من أحزاب الأغلبية، مشياً على خطى الملك محمد السادس، لحفظ ماء الوجه، بعد أن شرع البيضاويون وحتى مستثمرون في الإشارة إليهم بأصابع الاتهام، خلافاً لما حصل مع عمدة الرباط… وفي حال لم تتوصّل أحزاب الأغلبية إلى “المبادرة”، هناك دائما المطلب، الذي رفعه عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للبيجيدي والمستشار بمجلس مدينة الدارالبيضاء، في مواجهة “الكوبل الحاكم”، الذي وجّه إليهما الاتهام، وسط البرلمان وأمام عموم الرأي العام، بـ”الابتزاز والفساد”! وليطالب وزير الداخلية، بصفة رسمية، بالشروع في تطبيق مسطرة “العزل” في حق نبيلة الرميلي من عموديّة مجلس جماعة الدارالبيضاء، وزوجها توفيق كميل من رئاسة مقاطعة سباتة، بناء على المادتين 66 و64من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات.
هناك حاجة ملحة لأن تخرج الدارالبيضاء من وضعها القائم منذ التعيين الملكي لمحمد امهيدية، والذي يجد البيضاويون أنفسهم أمام “والي أعرج”، الوالي في حاجة ليتحرك بطلاقة برجلين، بعمدة تكون أو يكون ذا كاريزما على الأقل ليوازي بين سلطة المنتخب الذي يقرر، وينفذ، وسلطة المُعيّن، الذي لم يعد وصي، بل يواكب عمل الجماعة، فيرد الاعتبار للعمل الحزبي، ويكون وطنياً حقيقياً مسكونا بتلك الجذوة أو الشعلة التي تتحرّك داخل الوالي وهو يقوم بما قام به، في تكامل بين السلط، وتنسيق في الخطط والبرامج، وتوفير الشروط الضرورية، التي تمكّن من الدفع بكل المشاريع، الكبرى والمتوسطة وحتى الصغيرة، لتحقيق الإقلاع المنشود لها ولكل الدارالبيضاء وللوطن ككل، الذي يستعد لاستقبال كأس إفريقيا سنة 2026، وكأس العالم سنة 2030…هذه هي الطريقة وحدها السالكة، وما عداها ستبقى العمدة تراكم الأخطاء القاتلة، التي لا مناص من أن تؤدي بها إلى العزل، وقد تتحوّل الملفات إلى القضاء وأصحابها إلى السجن… من يدري؟!.
على مسؤوليتي
“كوبل الدارالبيضاء” يتمرّد على الأوامر الملكية.. ويسيِّر المجلس من الشواطئ الإسبانية!!
* مراد بورجى
أضحت عمدة الدارالبيضاء، حاليا، متلبّسة بوضعيةٍ مُتقدمةٍ في الاستهتار بأوامر الملك محمد السادس، مُقدّمةً البرهان على أنها توجد الآن مسترخية بشواطئ الإسبان تمارس حالة من التمرّد والعصيان، في هذا الوقت بالذات، الذي اضطرت سلطات الدارالبيضاء إلى اتخاذ تدابير عملية جديدة لمواجهة أزمة شُح مياه الشرب، فضلا عن مواكبة التوجيهات الملكية المتعلّقة برفع رهانات تأهيل مدن المغرب لاحتضان كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
والمراد بالذّكر، هنا، هو “كوبل الدارالبيضاء” وليس العمدة لوحدها، فهما وجهان لعملة واحدة، أقل ما يقال عنهما إنها (هي تُضرِّب، وهو يعفي)، هذا “الكوبل الحاكم” بمجلس جماعة الدارالبيضاء، نبيلة الرميلي وزوجها توفيق كميل، تركا وراءهما كل القضايا الملحّة والحساسة لأكبر مدينة مغربية، مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، ولا نقول حَزَما أمتعتهما ومتاعهما لأن “عتادهما” هناك، بل فقط شدّا الرحال إلى شواطئ إسبانيا، للمساهمة في النهوض بالسياحة الإسبانية، عكس ما يفعله الملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن، حيث يقيما كل صيف بالشواطئ المغربية التي تفوق الشواطئ الإسبانية رونقا وجمالا، أما إذا تحدثنا، على وجه التخصيص، عن شواطئ الأقاليم الجنوبية، وبالأخص في سواحل الداخلة، فذلك حديث له شؤون وشجون من الرمال الذهبية والمناظر الخلابة.
في نفس هذا الوقت الذي “تسبح” فيه العمدة الرميلي في المياه الأوروبية، يوجد الوالي محمد امهيدية وحده “يغرق” في عرقه تحت الشمس الحارقة في تدبير مشاكل الأوراش المفتوحة بالدارالبيضاء، وضمنها وضعية ملعب العربي الزاولي، التي فرضت الزيارة المرتقبة للجنة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على والي ولاية الدارالبيضاء سطات أن يطلب من المجلس الجماعي للدارالبيضاء عقد دورة استثنائية، يوم الاثنين الماضي، لدراسة نقطة فريدة تتعلق بـ”الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة من أجل تدبير ملعب العربي الزاولي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي من طرف شركة سونارجيس” ليحوز على التأهيل.
وحتى لا يقول قائل إن الدورة الاستثنائية صادفت وجود كوبل الدارالبيضاء في إسبانيا، نشير، وهذه فضيحة أخرى إضافية، إلى أن العمدة كانت في الدارالبيضاء عندما طلب منها الوالي عقد الدورة الاستثنائية، إذ هي من راسلت، عضوات وأعضاء المجلس لدعوتهم إلى الاجتماع، ثم سافرت كعادتها خارج البلاد! .
تماما مثلما تفعل، كل مرة، وكل سنة، وفي عدة سفريات خاصة، لم يكن آخرها الحج الباذخ إلى الديار المقدّسة، إذ أردفته، اليوم، هي وزوجها، بالحج إلى الشواطئ الإسبانية للسباحة والاستجمام وأخذ حمّام شمس، وتركا الوالي محمد امهيدية يطلب عقد دورتين استثنائيتين في ظرف 12 يوماً في إطار الحفاظ على السرعة القصوى، التي يتطلّبها تحيين أوراش الدارالبيضاء لاحتضان كأس إفريقيا 2025، الذي يطل على الأبواب، فيما الكوبل الحاكم نبيلة الرميلي وتوفيق كميل لا يتخلّيان عن سفرياتهما، التي جعلاها أهمّ وأولى من مشاكل وقضايا الدارالبيضاء ومشاغل وانتظارات البيضاويين، ففي يوم الخميس 15 غشت 2024، راسلت العمدة عضوات وأعضاء المجلس لدعوتهم إلى الاجتماع، ثم بعدها “الظاهر الغابر” كما يقال، فقد طارت إلى إسبانيا.
يوما عن يوم، يتبدّى كم كان سديدا قرار الملك عندما أمر بإقالة نبيلة الرميلي، ومن عجيب الصدف أنه هو أيضا كان يوم خميس، ففي يوم الخميس 7 أكتوبر 2021، عيّن الملك أعضاء حكومة أخنوش وضمنهم نبيلة الرميلي وزيرةً للصحة، ويوم الخميس 14 أكتوبر، في أسرع تعديل حكومي في العالم، سيقوم الملك بـ”طرد” الرميلي من الحكومة، موجهاً بذلك “صفعة” لرئيسها عزيز أخنوش، وموجّها إليها، عبر بلاغ للديوان الملكي، أمرا واضحا وصريحا وهو “التفرغ الكامل لمهامها كرئيسة لمجلس مدينة الدارالبيضاء، بعدما تبيّن لها حجم العمل الذي تتطلبه منها هذه المهمة التمثيلية، وما تقتضيه من متابعة مستمرة لقضايا سكانها وللأوراش المفتوحة بهذه المدينة الكبرى”…
لكن العمدة، مع الأسف، لم تتفرّغ للأوراش المفتوحة بالدارالبيضاء ولقضايا سكانها، وإنما تفرّغت، هي وزوجها، لمصالحهما الذاتية، مهما استطاعا إلى إشباعها سبيلا، حتى أصبحا محط اتهامات منعشين عقاريين باقتراف تهمة ممارسة التواطؤ والتماطل من أجل الابتزاز، ومحل مطالبات مستشارين وبرلمانيين بمحاسبة الكوبل وبعزل العمدة!.
“مسك” ختامِ الكوبل نوجّهه إلى رئيس حزبهما السي عزيز أخنوش، الذي جاء بهما، ومعه أغلبيته العددية، لنذكّرهم، إذا كانت الذكرى تنفع المؤمنين، بكلام الملك عن العمدة وعن زوجها وعن أمثالهما، عندما قال مندّدا: “أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بأنه ليس له ضمير”.
على مسؤوليتي
العفو يُخرج إلياس العمري ليقرأ فنجان الشهيد هنية والسنوار في حوار مع “مُخُّو”
* مراد بورجى
الظاهر أن إلياس العمري أصبح يمثّل، بالفعل، نموذج “الثعلب الذي يظهر ويختفي”، هذا ما تُظهره الخرجات العجيبة لهذا “الغمّاق” الكبير، الذي تملّكه طمع العودة إلى الساحة السياسية، بمجرّد ما أن باغته العفو الملكي على صحافيين ومدونين ومثقفين ونشطاء مدنيين، في انتظار العفو عن معتقلي الريف والنقيب زيان وبعض المتابعين في ملف اگديم إزيك، فاشتدّ به الحنين إلى تلك الأيام البائدة، التي أفسد فيها السياسة، فابتكر فكرة جديدة، بعد فشل العودة إلى الظهور عبر الصحافة، وهي تسويق نفسه لمن تعنيهم الأمور على أنه خبير بما يجري ويدور، وأنه مهندس السيناريوهات، وأنه أكثر من يعرف “ضرب الخط الزناتي”، حتى أنه “تنبّأ” برئاسة يحيى السّنوار لحركة حماس قبل عشرة أشهر من استشهاد هنية!.
فهل يكون “الغمّاق” إلياس “تمنى” اغتيال إسماعيل هنية مباشرة بعد 48 ساعة على “طوفان الأقصى” في07أكتوبر 2023؟ ذلك ما عبّر عنه في حديثه عن مكالمة هاتفية “مزعومة” سوّقها على أنها “استشارية” من طرف يهود أمريكا، الذين يطمعون في بركاته الثعلبية وتحليلاته الغيبية، ليرشدهم بنصائحه “النيّرة” ويقرأ لهم “الطالع”!!هذا التسويق “الثعلبي” جاء في “حوار” قد يكون إلياس أجراه “مع نفسه” في موقع “كاب أنفو”،التابع لمؤسسة “كاب راديو”، التي استحوذ عليها في ظروف “مريبة”، تواتر فيها الحديث عن “تفخيخ” للعمدة السابق لمدينة طنجة سمير عبد المولى لـ”ينهب” منه مبلغ 500 مليون سنتيم.
في هذا “الحوار”، طرح إلياس على نفسه السؤال التالي: “ما هي قراءتك لانتخاب يحيى السنوار، على رأس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وما إذا كان ذلك سيعقّد الوضع أم سيساهم في حلحلته؟”!.
فأجاب وقال: “بعد 7 أكتوبر بنحو 48 ساعة، اتصل بي صديق من اليهود القاطنين في أمريكا، يسألني عن رأيي في المرحلة القادمة، وكيف سيكون الوضع، بعد هذا التاريخ. قلت له آنذاك (أي قبل 10 أشهر) أن 3 شخصيات بالدرجة الأولى، ستكون فاعلة بشكل كبير في مستقبل فلسطين. وأخبرته أن يحيى السنوار سيُنتخب على رأس حركة حماس، ومروان البرغوثي على رأس حركة فتح، ومحمد دحلان كمؤثّر خارجي. وهؤلاء الثلاثة يمكنهم إنجاز السلام مع إسرائيل”.
لنناقش، أولا، ولو بتركيز، هذا الجواب، الذي يُعفي من استكمال قراءة باقي الحوار، والذي لا يخرج عن “الخزعبلات” المعهودة من إلياس، الذي أكاد أجزم أنه “غمّاق” كبير، ولم يتّصل به أي أحد لا يهودي ولا مسلم ولا نصراني ولا حتى بوذي، وإنما هي “فبركة” على الخفيف أسماها “دردشة”، هدفها الأساسي هو “إظهار” إلياس في صورة “السياسي الكبير، وأنه مازال يملك مفاصل مؤثّرة في العلاقات الدولية! وكأن للمغاربة ذاكرة سمكة حتى ينسوا “فعايل” إلياس وكيف انكشف “كذبه” وجرى طرده.
إذا ما عدنا إلى قراءة الفنجان “الثعلبية” لـ”زميلنا” إلياس، نجد أن الظرفية التي تنبّأ فيها بمقتل إسماعيل هنية وانتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس لا تستقيم إطلاقا مع ملابسات الأحداث، لأنه في حال اغتيال هنية كان سيخلفه، قانونيا وتنظيميا، نائبه صالح العاروري، إلاّ إذا كان إلياس قد “تنبّأ”، أيضا، إضافة إلى مقتل هنية، بمقتل العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في بداية السنة الجارية (يناير 2024)، عقب عملية رصد وقصف لمكتبه في حي الضاحية ببيروت، الذي كان في حماية وتحت حراسة حزب الله.
ما لم يتنبّأ به “ليلى عبد اللطيف المغرب” هو أنه هو نفسه قد أضحى منبوذا في المجالس والصالونات، لكن “المسكين” يحاول جاهدا أن يصدّق أن الزمن لا يسير وأن الكرة الأرضية لا تدور وأن الدائرة لم تَدُرْ عليه، وأنه يكفي أن يُطلق العنان لشقشقة اللسان حتى تصدّقه الآذان! ولذلك بالذات لم يستطع السي إلياس “الخبير بالعلاقات الدولية” ذو الشهادة الابتدائية، أن يفهم ويستوعب أن هناك تحوّلات كبيرة يشهدها المغرب بعد العفو الملكي الأخير، الذي نأمل أن يتّسع قريبا لمعتقلي الريف وباقي الاحتجاجات الاجتماعية، فضلا عن النقيب المسنّ محمد زيان، وبعض معتقلي أكديم إزيك… ما لم يتنبّأ به “قارئ الفنجان” أن هذا العفو المرتقب هو أيضا إدانة ملكية صريحة لإلياس وللدور الخبيث، الذي لعبه في ما جرى بمخيم اگديم إزيك، قبل الحديث عن دوره القذر في أحداث الريف، ودون الكلام عن تزعّمه للقيادات المتكلّسة وعبثه الشعبوي في الحقل الحزبي الذي أفسد به السياسة (أكثر مما هي فالْسة)!!! هذا هو ما لا يريد إلياس أن يدركه، وهو أنه ما عاد له “مكان” في مشهدٍ سياسي طرده منه الملك محمد السادس، بصفة علنية، في خطاب عرش 2017، الذي خصّصه لاحتجاجات الريف، والذي وجّه فيه لإلياس ولأمثاله من الطبقة السياسية المتسلقة والفاشلة اتهامات خطيرة بإفساد السياسة، والانحراف بها عن جوهرها النبيل، ووصفهم بأنهم “يتسابقون إلى الواجهة للاستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة”، و”عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي”، قبل أن يختم الملك عن الاستغراب من وجود مسؤولين فشلوا في مهمتهم، ومع ذلك يتطلّعون إلى مناصب أكبر من مناصبهم الحالية، معتبرا أن “مثل هذه التصرفات والاختلالات، هي التي تزكّي الفكرة السائدة لدى عموم المغاربة، بأن التسابق على المناصب، هو بغرض الاستفادة من الريع واستغلال السلطة والنفوذ”.
لقد آن الأوان، انطلاقا من قراءة لأبعاد العفو الملكي الأخير، أن يخجل إلياس وأمثاله من السياسيين الفاشلين من أنفسهم، وأن يخرجوا من حياة المغاربة ويبتعدوا عن طريقهم وعن آمالهم وأحلامهم، ويذهبوا إلى حيث يتنعّمون بالأموال الفاحشة، التي تحصّلوا عليها بأساليب ممارستهم للسياسة، لعل إلياس، وكذا أمثاله، قد يهنأ بـ”النعيم” إلى أجل معلوم، قد يأتي عاجلا أم آجلا، حيث سيتجرجر للمساءلة والمحاسبة على كل الأفعال، التي ارتكبها في تلويث الحقل الحزبي، وعلى منابع ومآلات الملايير، التي استعملها هو وغيره، في الداخل وفي الخارج، دون أن يعلم أحد كيف أخرج مبالغ ضخمة من العملة الصعبة لتأسيس عدة شركات بعدّة دول… المساءلة آتية لا ريب فيها، على حدّ قولالمناضلين عندما يهتفون: “سْوا اليوم سْوا غدّا.. الحْسابْ ولابُدَّ”!!!.
-
على مسؤوليتي منذ 6 أيام
محمد امهيدية “الوالي العمدة”.. هل تأخذ الأغلبية العبرة من قرار الملك بـ”الإقالة”
-
مجتمع منذ 4 أيام
مراكش: توقيف مدافع عن ضحايا زلزال الحوز
-
رياضة منذ يوم واحد
إناث النادي الملكي للكرة الحديدية في المرتبة 3 ببطولة المغرب
-
اقتصاد منذ 6 أيام
إنوي تعلن شراكة جديدة مع البطل الأولمبي سفيان البقالي
-
اقتصاد منذ 6 أيام
صيف 2024: القطاع السياحي يسجل موسما إيجابيا
-
منوعات منذ 6 أيام
أحلام تعتذر لأسماء لمنور… المغرب عندي خط أحمر
-
مجتمع منذ 5 أيام
OFPPT يعزز عرضه التكويني بافتتاح ثلاث مؤسسات جديدة للتكوين في مهن الصحة
-
اقتصاد منذ 4 أيام
KITEA تفتتح متجرها العملاق الجديد في القنيطرة