Connect with us

على مسؤوليتي

مقتل مغربيين فرنسيين وحلول الملك بفرنسا.. العسكر الجزائري الحاكم يقرع طبول الحرب!؟  

نشرت

في

* مراد بورجى

لقد بدا جليا أن الديبلوماسية المغربية هي من ستتحرك، في شخص الملك محمد السادس، على إثر إطلاق عساكر خفر السواحل الجزائري، المرابط على الحدود المغربية، عيارات نارية، دون سابق إنذار، على خمسة شباب مغاربة، منهم من يحمل الجنسية الفرنسية، جاؤوا للمغرب من أجل الاصطياف، وكانوا على متن دراجات “جيت سكي” يمارسون الرياضة المائية بشاطئ السعيدية، رصاص الجيش الجزائري أصاب اثنين منهم قُتِلا على الفور، واحتُجز ثالث، فيما تمكّن الباقيان من النجاة.

كان ذلك يوم الثلاثاء الماضي، حيث بادر أحد الناجين من هذه الجريمة النكراء إلى إشعار السلطات المحلية بالحادث، مما دفع بالنيابة العامة إلى الدخول الفوري على الخط، والاستماع للضحيتين الناجيين ولأسر القتيلين والشاب الذي اختطفه خفر السواحل الجزائري، كما قام صياد بإخطار السلطات الأمنية بعثوره على جثة المغربي الفرنسي وهي تطفو على سطح الماء قرب المنطقة الحدودية، فيما الجثة الثانية انتشلها “القَتلة”، لكون القتيلين كان يرتدي كلٌّ منهما سترة نجاة، وقيل بعد ذلك إن البحر ألقى بها.

تفاصيل هذه الرواية اطلع عليها المغاربة عن طريق فيديوهات مُصورة من أحد ضحايا هذا الحادث المُؤلم، وبعض أقرباء الضحايا الآخرين، كما ألّبت قلوبَ المغاربة جثةُ القتيل وهي تطفو على سطح البحر، بعد تصويرها من طرف الصياد، الذي صادفها بشاطئ السعيدية على مقربة من الحدود المغربية الجزائرية.

وفيما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بتفاعلات المغاربة والتعبير عن صدمتهم، إثر علمهم بجريمة قتل مواطنين مغربيين بدم بارد، ظلّ الملياردير عزيز أخنوش وحكومته يلتزمون الصمت حيال هذا الحادث الدموي المقصود، لغاية يوم الخميس، موعد الندوة الصحفية للناطق باسم الحكومة، التي تعقُب عادة اجتماع المجلس الحكومي، حيث سيتلقّى المغاربة صدمة ثانية، حينما تحاشى الناطق الرسمي الكلام عن هذا الحادث الشنيع من تلقاء نفسه، وما كان ليتكلم عن الموضوع لولا أن سأله أحد الزملاء الصحافيين عن موقف الحكومة مما جرى، فأجاب، ببرودة دم وفي جملة استنكارية، أن “الموضوع من اختصاص القضاء”، دون أن يُعطي تفاصيل أخرى تبيّن للمغاربة الموقف الرسمي لحكومتهم حيال جريمة قتل راح ضحيتها مغربيان، واختُطِف ثالث، لكن الناطق كفّ عن “النطق”، وأغلق الحديث في الموضوع، دون أن يبدي أي شعور بالأسى والألم، ولم يكلّف نفسه حتى أن يقدّم، باسم حكومته، التعازي لعائلتي القتيلين، والوقوف إلى جانب أسر جميع الضحايا، القتيلين والمحتجز والناجيين، في انتظار بلاغ القضاء، والأدهى والأمر أنه، في هذا الوقت، تحرّكت الحكومة الفرنسية، وأكدت، في بيان رسمي، أن “مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية وسفارتي فرنسا في المغرب والجزائر على تواصل وثيق مع عائلات مواطنينا، التي نقدم لها دعمنا الكامل”!!!

المغاربة أحسوا بالذل من حكومتهم ورئيسها الملياردير عزيز أخنوش إثر ترك عائلات الضحايا “يعوموا بحرهم”، وإثر إغفال ناطقها الرسمي تقديم التعازي لعائلتي الضحيتين، بل وكان الأحرى تقديم العزاء، باسم الحكومة، لعموم الشعب المغربي…

وهذا أحد الأسباب وراء حرص رئيس الدولة على جعل الديبلوماسية حكرًا على القصر وبعض الوزراء فقط، وهو ما دفع بعض العارفين بخبايا الأمور إلى أن يربطوا هذه القضية بتحرك الملك محمد السادس، الذي سافر إلى فرنسا، في هذا التوقيت بالذات، في زيارة غير مُعلنة، حيث يُنتظر أن يلعب دورًا كبيرا في الإحاطة بالظروف والملابسات الحقيقية، التي أدت إلى افتعال هذه الواقعة من طرف العسكر الحاكم بالجزائر، ردًا على خطابات اليد الممدودة، التي ظل الملك يبعث، من خلالها، وكل مرّة، رسائل مُباشرة إلى الشعب الجزائري، ليكون على بيّنة من أن نظامه السائد هو من رفض ويرفض أفق التآخي والود والتفاهم والتعاون، الذي يُؤدي إلى ازدهار الشعبين الشقيقين الجارين، ومعهما كل شعوب المنطقة المغاربية.

وفي هذا الصدد، يمكن لأي مراقب موضوعي أن يجزم أن إطلاق عسكر خفر السواحل الجزائري النار على مصطافين مغاربة عُزّل لا يمكن أن يحدث دون أخذ الضوء الأخضر مسبقا من قيادتهم، خصوصًا إذا علمنا أن رئيس أركان الجيش الجزائري، الذي “رقّى نفسه” إلى فريق أول، السعيد شنقريحة، هو من يتتبع شخصيًا كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالملف المغربي الجزائري، في ظل الضعف المبين للرئيس عبد المجيد تبون أمام الجيش، الحاكم الفعلي للدولة الجزائرية.

النظام الجزائري يريد، من خلال هذا الاعتداء الشنيع والمتعمّد، خلق أزمة لتحويل الانتباه عن قضيتين محوريتين في الظرفية الراهنة:

الأولى قرار القضاء السويسري، في نفس يوم الجريمة (الثلاثاء 29 غشت 2023: صباحا الإعلان عن المتابعة، وفي المساء إطلاق النار) بمتابعة وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، بلائحة اتهام تورّطه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال ما عُرف بـ”العشرية السوداء”، التي راح ضحيتها أزيد من 250 ألف قتيل جزائري، وهو نفسه الذي كان وراء أول عملية إرهابية سيعرفها المغرب، بالاعتداء على فندق أطلس أسني في مراكش يوم 24 غشت 1994.

والثانية، وهي الأساسية، التغطية عما جرى ويجري في الصحراء المغربية من مؤامرات فاشلة للعسكر الجزائري المُندس في صفوف ميليشيات البوليساريو، التي أعلنت عن إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار من جهة واحدة، ومحاولاته بين الفينة والأخرى، اختراق الحدود الأمنية المغربية جنوب المملكة، منذ التدخل العسكري المغربي لحماية العبور والحركة التجارية ونجاح المغرب في بسط سيطرته الكاملة على منطقة مغربية كانت تدّعي البوليساريو أنها أراضي “محرّرة”، تقع بين المنطقة الحدودية الگرگارات ودولة موريتانيًا الشقيقة، فتحوّلت، بالتدخلات الحازمة والحاسمة للجيش المغربي، إلى منطقة “محرّمة”، على الميليشيات، مما أدى إلى وقف جرائم الاعتداءات والسرقات والقتل في بعض الأحيان، التي كان يتعرض لها مستعملو هذه الطريق التجارية، التي باتت اليوم مؤمّنة أمام المئات من الشاحنات المحمّلة بالسلع، التي تعبر إلى موريتانيا، ومنها إلى العديد من البلدان الإفريقية.

بناء على كل ما تقدّم، فإن الديبلوماسية المغربية يجب أن تحاصر جريمة القتل الشنعاء التي اقترفها العسكر الجزائري في شقها القانوني فقط، خصوصًا أن هذا “الاغتيال” طال، في الوقت نفسه، مواطنين فرنسيين من أصل مغربي، وهو ما يستلزم التدخل الفرنسي المباشر لمساءلة جنرالات الجزائر، وعلى رأسهم قائد أركان جيشهم السعيد شنقريحة “صاحب الضوء الأخضر” لعسكر خفر السواحل الجزائري لإطلاق للنار، ولم يكن يعلم، أنه قتل واحتجز سياحا فرنسيين من أصل مغربي، ولذا هو مطالب اليوم بتقديم أجوبة للقضاء الفرنسي، قبل الجواب عن الاستفسار الديبلوماسي الأروبي، ونفس الشيء بالنسبة للمغرب تجاه مواطنيه الضحايا، في إطار احترام تام لمساطر القانون الدولي الإنساني وكذا لمبادئ ومقتضيات اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين.

وسيتعزّز هذا المسار، بالملف المتكامل، الذي يتضمّن كل الإجراءات القانونية التي قامت بها النيابة العامة المغربية في ما يخص هذه الجريمة، بما أن القضاء المغربي اليوم بيده جثة القتيل الأول، ولديه محاضر الاستماع، التي حررها الأمن المغربي للناجين ولشهود هذه الحادثة، ولديه شكايات عائلات الضحايا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك اعتراف السلطات الجزائرية الصريح بوجود جثة القتيل الثاني على أراضيها وهي تُفاوض عائلته، التي تطالب بتسليمها الجثة، فيما اعترفت هذه السلطات، أيضا، باحتجاز الفرنسي من أصل مغربي معتقلًا بأحد سجونها.

وبين هذا وذاك، فإن تحرك الديبلوماسية المغربية، بالتنسيق مع نظيرتها الفرنسية، بإشراف مباشر من الجالس على العرش، سيمكّن من حصر ملف الاعتداء في المساطر القضائية، وإفشال المخطط الذي كان جنرالات الجزائر يريدون به جرّ المغرب إلى حرب البلاغات، والبلاغات المضادة في محاولة لجعل إعتداء العسكر الجزائري على مواطنين عُزّل كانوا يصطافون، يُشبه صد الجيش المغربي لهجومات المتكرر عليه من طرف مرتزقة مسلّحين، يعمدون إلى التوغل داخل أراضيه، سعيًا من وراء ذلك إشعال فتيل حرب مباشرة توقف بها الجزائر التقدم الديبلوماسي، الذي يتحرّك، بخطوات سريعة، نحو الطي النهائي لملف الصحراء المغربية، بعد سحب الملف من اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، والسعي إلى التصويت على المقترح المغربي المتعلّق بالحكم الذاتي، خصوصا بعد سحب معظم الاعترافات بالكيان الوهمي، وتوالي الاعترافات الدولية بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، وفتح دول عديدة لقنصليات بالأراضي المغربية الصحراوية.

وما يخيف النظام العسكري الحاكم في الجزائر أكثر، وما يزيده رعبا وإحباطا هي الزيارة، التي وعد بها الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للصحراء المغربية، وبالخصوص ما تضمّنته رسالة الاعتراف، التي بعث بها مُؤخرا إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، من التزام صريح بأن إسرائيل ستقوم بحملة تبليغات للدول الصديقة والحليفة، ليس فحسب من أجل حشد الاعتراف بمغربية الصحراء، بل أساسا لدفعها إلى فرض خيار التصويت على المقترح المغربي بالأمم المتحدة، وحسم هذا الملف الذي بات قاب قوسين من التحقيق… ولذلك، نجد أن النظام الجزائري دخل مرحلة “اليأس”، وبات يدقّ طبول الحرب، بافتعال الأزمات وتزايد الاستفزازات، التي بات العالم أجمع شاهدا على فصولها المكشوفة.

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: تثمين العمل المنزلي عُقدة الإسلاميين

نشرت

في

بواسطة

أخرجت توصيات اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس النواب بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة وصندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالة الإسبانية للتعاون من أجل التنمية حول موضوع: “تثمين العمل المنزلي للنساء بالمغرب: من الاعتراف إلى التمكين”، يوم 26 نونبر 2025، أخرجت إسلاميي البيجيدي من وضعية “الاطمئنان” وانتظار نتائج عمل اللجنة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة، إلى حالة الهيجان لِما تضمنته ـ تلك التوصيات ـ من إحداث “اللجنة الوطنية لتثمين العمل المنزلي”، ولجنة برلمانية خاصة لمراقبة تنفيذ توصيات اليوم الدراسي ودمج مخرجاته في عمل اللجان الدائمة، وإصدار تقرير سنوي مشترك تصدره الوزارة ومجلس النواب وصندوق الأمم المتحدة للسكان حول تتبع التوصيات والتقدم المحرز”. إذ عبرت “الأمانة العامة عن استغرابها ورفضها لقبول المؤسسة التشريعية والحكومة بتوصياتٍ من هذا القبيل تهم مختلف السياسات الوطنية العمومية والقطاعات الحكومية والجماعات الترابية”.

لقد أدرك البيجيدي أن مناهضته الشرسة لتثمين العمل المنزلي واطمئنانه إلى كون لجنة تعديل المدونة ستتجاوب مع مطالبه الرافضة لهذا التثمين، باتت دون جدوى بعد أن تم الالتفاف عليها بانخراط البرلمان والقطاعات الحكومية في إستراتيجية تثمين العمل المنزلي وإلغاء كل أشكال العنف القائم على النوع، وفي مقدمته العنف المادي والاقتصادي. خصوصا ما ورد في الكلمة الافتتاحية للسيد رئيس مجلس النواب من تأكيد على أن “هذا الموضوع يقع في صميم الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من العدالة الاجتماعية والمساواة ركيزتين أساسيتين لبناء الدولة الاجتماعية الحديثة. وشدد على أن إدراج العمل المنزلي ضمن منظومة الاعتراف الاقتصادي والاجتماعي ليس مطلباً حقوقياً فحسب، بل هو اختيار يعكس عمق المشروع المجتمعي المغربي الرامي لتحقيق الإنصاف والتوازن”.

إنها إستراتيجية واضحة أملتها الإرادة الملكية “وفي مغرب اليوم، لا يمكن أن تحرم المرأة من حقوقها.

وهنا، ندعو لتفعيل المؤسسات الدستورية، المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية، للنهوض بوضعيتها” (خطاب العرش 2022)، والاتفاقيات الدولية، أهمها اتفاقية “سيداو” للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة؛ ثم نضالات الحركة النسائية، فضلا عن القيمة الاقتصادية لهذا العمل غير المعترف به والتي تصل إلى 513 مليار درهم. وهذه خطوة جد مهمة من الحكومة أن تقر بالمردودية الاقتصادية للعمل المنزلي وتدرس سبل تمكين ربات البيوت من تقاعد، مهما كان مبلغه، يحفظ لهن كرامتهن.

أحكام قضائية وفتاوى فقهية منصفة.

إن المحاولات اليائسة للإسلامويين وعلى رأسهم البيجيدي وذراعه الدعوية لن توقف زحف الربيع الحقوقي للنساء؛ وما شطحاته اليوم إلا دليل نكساته السياسية وخيباته في مسار إنصاف المرأة. ذلك أن رهانه على معارضة ادخال تعديلات جوهرية على مدونة الأسرة لتثمين العمل المنزلي، رهان خاسر. فالاجتهادات الفقهية النابعة من صميم الواقع المغربي انتصرت لحق الأرملة والمطلقة فيما تراكم من ممتلكات خلال فترة الزواج نظير ما بذلته من جهد، سواء في تربية الأولاد أو القيام بأشغال المنزل أو مساعدة الزوج في الكسب.

فقد ذهب فقهاء شمال المغرب ومنهم أبو القاسم بن خجو المشهور بالقوري، وأحمد بن عرضون وأخٌوه محمد بن عرضون وغيرهم، إلى الإفتاء بحق الكد والسعاية؛ كما اشتهر فقهاء منطقة سوس، من خلال نوازلهم الفقهية، بالإقرار للزوجة بحقها فيما تراكم من ممتلكات. إذ ذكر المرحوم محمد المختار السوسي في كتابه المعسول، “أن قضاة جزواة (وهي من بلاد سوس) أنهم كانوا يحكمون بالسعاية للمرأة في كل ما يدخل إلى الدار بقدر سعايتها”.

ولا تختلف المرأة في البادية عن المرأة في المدينة فيما يتعلق بحق السعاية. إذ نجد، في هذا الباب، فتوى للفقيه الورزازي، حين سئل عن الزوجة إذا كانت تخدم في دار زوجها، هل لها فيما استفاده زوجُها من خدمته وخدمتها أم لا ؟ فأجاب : “قال الإمام ابن العطار، مذهب مالك وأصحابه، أن المرأة إذا كانت تعمل مثلا الغزل والنسج ونحوهما. فإنها شريكة للزوج فيما استفاده من خدمتها أنصافا بينهما، وكذا الأم مع أولادها، والأخت مع أختها والبنت مع أبيها، ونساء الحاضرة والبادية في هذا سواء والله اعلم”.

ومن الفتاوى المؤيدة لتثمين العمل المنزلي، فتوى الفقيه العباسي في نوازله التي ورد فيها “ومن تزوجت ووجدت عند زوجها بهائم ومكثت عنده أربعة أعوام ثم فارقها، فإنها تأخذ سعايتها فيما زادت من البهائم بقول أهل المعرفة”.

أما ما يتعلق بالأحكام القضائية التي أنصفت النساء وأقرت حقهن في الممتلكات الزوجية، فيمكن إعطاء حُكمين على سبيل الذكر لا الحصر:

1 ـ الحكم الصادر عن محكمة الشرع بتزنيت سنة 1959 والذي قضى “بقسم قيمة الجميع نصفين: نصف للدمنة كما هو الجاري به العمل بهذه البلاد، والنصف الباقي يقسم بين المدعية (ر بنت (م) وبين المدعى عليه (م بن ع) لكونهما وحدهما في الدار والسعاية لهما فقط “.

وعللت المحكمة حكمها هذا بكون “العمل جرى بثبوت السعاية للنساء في البوادي كما بين في شرح العمليات، خصوصا ما كانت عليه نساء الأزواج المسافرين إلى فرنسا ويتركون أزواجهم يقمن مقامهم في تربية البهائم والأولاد وفي الحرث والحصد ومقابلة أملاكهم، بل ويحضرون في المحاكم يدافعن عن أملاك أزواجهن “. فالمحكمة وسّعت من دائرة الأعمال التي تخوِّل للزوجة حق السعاية، في إطار تثمين العمل المنزلي، وجعلتها على ثلاثة أصناف: أولها ويتعلق بالعمل الفلاحي المتمثل في الحرث والحصاد وتربية الماشية وغير ذلك. وثانيها العمل المنزلي المعبر عنه بتربية الأولاد، وثالثها ويتعلق بالعمل الإداري والقانوني والقضائي المتمثل في تحمل أعباء حل المشاكل الإدارية لأملاك الزوج أو الدفاع عنها أمام القضاء أو التقاضي بخصوصها لحمايتها من الترامي أو التضييع.

2 ـ قرار محكمة الاستئناف بالرباط رقم 244 الصادر بتاريخ 04.04.2000 بشأن الملف العقاري عدد1999/6323 ، والذي ذهب إلى أن “الكد والسعاية من لدن المرأة سواء في البادية أو الحاضرة المعتبر للتعويض عنه، هو المترتب من عمل مكتسب وافر على الحاجيات الشخصية يصب في ثروة مادية أنشئت اثناء الحياة الزوجية”.

واضح مما تقدم، أن الفقهاء والقضاة الذين تصدوا بالفتيا أو الحكم لمسألة تثمين الأعمال التي تقوم بها النساء في المنازل، إنما فعلوا وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم الحية، ولم يتعاملوا مع مؤسسة الزواج “كشركة تجارية”، أو “علاقة مشغِّل وأجير داخل البيت” كما يزعم البيجيدي. بل إن حرمان الزوجة من حقها فيما ساهمت فيه من ممتلكات زوجية لهو الظلم بعينه لأنه يدخل ضمن “أكل أموال الناس بالباطل” المنهي عنه في الإسلام.

إن رفض البيجيدي تثمين العمل المنزلي للنساء يجسد عداءه لحقوق النساء. لهذا نجده يناهض حق ولاية المرأة على نفسها في الزواج، وحقها في التطليق وحل رابطة الزواج، وحقها في ملكية جسدها وفي الإجهاض غير المرغوب فيه؛ كما يصر على شرعنة الاستغلال المادي والجنسي للنساء بالتشبث بتزويج الطفلات، وبقاعدة التعصيب التي تحرم الإناث من كامل حقهن في التركة، وكذا حرمانهن مما ساهمن في تكوينه ومراكمته من ممتلكات خلال فترة الزواج. وها هو اليوم يعارض سعي الحكومة إلى تثمين العمل المنزلي باعتباره عملا منتِجا.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

السياسة : في الحاجة إلى المعنى في زمن التفاهة

نشرت

في

بواسطة

لم تعد التفاهة في الحقل السياسي المغربي مجرد انزلاق لغوي أو ضعف تواصلي لدى بعض الفاعلين، بل أصبحت نمطًا اشتغاليًا يُعاد إنتاجه بشكل شبه منتظم داخل الفضاء العمومي.

الأخطر في هذا التحول ليس رداءة الخطاب في حد ذاتها، بل كونها تُقدَّم باعتبارها سياسة، وتُسوَّق بوصفها قربًا من المواطن، بينما هي في الواقع تفريغ ممنهج للفعل السياسي من محتواه المعرفي والأخلاقي.

السياسة، في معناها الفلسفي، تفترض القدرة على تحويل الواقع الاجتماعي إلى موضوع للنقاش العقلاني، وعلى بلورة اختيارات واضحة تُعرض للنقد والمساءلة. غير أن الممارسة السائدة تُظهر انتقالًا واضحًا من سياسة البرامج إلى سياسة الانطباعات. في الحملات الانتخابية، على سبيل المثال، نادرًا ما يشهد النقاش العمومي تفكيكًا حقيقيًا للسياسات العمومية أو تقييمًا للأثر الاجتماعي للقرارات السابقة. بدل ذلك، يهيمن خطاب شعاراتي فضفاض، يُكثر من الوعود العامة دون تحديد الوسائل، ويعتمد على سرديات شخصية، أو على استعراض “القرب” من المواطن عبر صور وأساليب تواصلية لا تحمل أي مضمون سياسي فعلي.

هذا الاختزال يتجلى بوضوح في النقاشات البرلمانية التي تتحول، في كثير من الحالات، إلى مشاهد خطابية موجهة للاستهلاك الإعلامي. أسئلة آنية تُطرح دون متابعة، سجالات لفظية تُستثمر للتصفيق أو للانتشار الرقمي، بينما تغيب النقاشات العميقة حول السياسات القطاعية، أو تقييم البرامج الحكومية، أو محاسبة الاختيارات الاقتصادية. البرلمان، هنا، لا يُعطَّل، لكنه يُفرَّغ من وظيفته التداولية، ويُعاد تعريفه كفضاء عرض لا كفضاء تفكير.

في الفضاء الرقمي، تتخذ التفاهة السياسية شكلًا أكثر فجاجة. تصريحات مبتورة، مقاطع قصيرة خارج سياقها، ومواجهات كلامية تُقدَّم بوصفها “نقاشًا سياسيًا”. سياسيون يراكمون الحضور عبر الإثارة لا عبر الفكرة، ويُقاس وزنهم بقدرتهم على إثارة الجدل لا بقدرتهم على صياغة بدائل. وهنا يتحقق منطق خطير: السياسة تُكافَأ حين تكون سطحية، وتُعاقَب حين تكون معقدة. المواطن لا يُمنع من الاهتمام، بل يُستنزف في متابعة لا تُفضي إلى فهم.

من منظور سوسيولوجي، لا يمكن فصل هذه الظاهرة عن أزمة الثقة المتراكمة. فحين يغيب المعنى، يصبح العزوف موقفًا عقلانيًا. التفاهة السياسية لا تُقصي المواطن قسرًا، بل تدفعه إلى الانسحاب الهادئ، لأنه لا يرى في الخطاب المعروض ما يستحق الاستثمار الذهني أو العاطفي. وهكذا، تتحول المشاركة السياسية إلى طقس انتخابي محدود، لا إلى انخراط واعٍ في الشأن العام.

الأخطر أن هذا النسق لا يعمل ضد السلطة السياسية فقط، بل ضد السياسة ذاتها. فالتفاهة تُفرغ الصراع من مضمونه، وتحوّل الاختلاف إلى مشاحنات شخصية، وتُعيد إنتاج نفس النخب داخل نفس الدائرة الخطابية. لا أحد يُحاسَب على ضعف الفكرة، لأن الفكرة أصلًا لم تعد شرطًا. وبهذا، تُستبدل السياسة بوهم السياسة، كما وصف بودريار: تمثيل بلا أصل، وصورة بلا واقع.

في هذا السياق، تصبح مفاهيم مثل “الإصلاح” و“النموذج التنموي” و“ربط المسؤولية بالمحاسبة” جزءًا من قاموس متداول، لا من برنامج عمل. تُستعمل هذه المفاهيم بكثافة، لكنها لا تُحمَّل بمحتوى قابل للقياس أو للنقد. وهنا تتجلى تفاهة المعنى في أقصى صورها: اللغة السياسية تبدو غنية، لكنها معطّلة وظيفيًا.

إن التفاهة السياسية، بهذا المعنى، ليست فشلًا فرديًا، بل نتيجة نسق يكافئ السلامة الخطابية، ويعاقب الجرأة الفكرية. نسق لا يمنع النقاش، لكنه لا يسمح له بأن يغيّر شيئًا. وهذا ما يجعلها أداة ضبط ناعمة بالمعنى الفوكوي: ضبط عبر الإلهاء، لا عبر المنع؛ عبر الإشباع الرمزي، لا عبر القمع.

إن استعادة السياسة لمعناها في المغرب تمرّ عبر كسر هذا النسق، لا عبر تحسين لغته فقط. تمرّ عبر إعادة الاعتبار للبرنامج، وللتفكير طويل النفس، ولمساءلة حقيقية لا تُختزل في لحظة إعلامية. ففي سياق تُدار فيه السياسة بالضجيج، يصبح العمق فعلًا مزعجًا، ويغدو الدفاع عن المعنى موقفًا سياسيًا في حد ذاته. كل ذلك في انتظار معنى يعيد للسياسة شرفها.

* أوسي موح الحسن

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: الفقيه الريسوني يعود إلى عادته القديمة

نشرت

في

بواسطة

أصدر الفقيه الريسوني، بتاريخ 29 نونبر 2025، فتوى تحت عنوان “فتوى حول التعامل مع المحتلين والمعتدين”، يحرم فيها كل أشكال التعامل مع إسرائيل ومع الشركات والجهات الداعمة لها.

* التطاول على صلاحيات لجنة الإفتاء.

يصر الفقيه الريسوني على مخالفة إجماع المغاربة وتشبثهم، من جهة، بمرجعيتهم الدينية التي تلزمهم بطاعة ولي الأمر، ومن أخرى بوثيقتهم الدستورية التي تنص في الفصل 41 بأن “الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”.

والفقيه الريسوني، بفتواه تلك التي تخرق الدستور وتتنكر لمذهب المغاربة وما أجمعوا عليه حفاظا على وحدتهم، يصر على تنصيب نفسه “مفتيا” في شؤون المغاربة الدينية والدنيوية. وليست المرة الأولى التي يتطاول فيها على اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، بل سبق له أن فعلها مرات عديدة، حيث كانت أولاها يوم تصدى لمشروع خطة إدماج المرأة في التنمية، متهما واضعيه ومسانديه بمحاربة الدين وهدم ما تبقى من حصونه. إلا أن أخطرها لما طعن في أهلية الملك لإمارة المؤمنين، سنة 2003، فاضطر، ساعتها إلى تقديم استقالته من رئاسة حركة التوحيد والإصلاح. وها هو اليوم يواصل استهدافه لإمارة المؤمنين تنفيذا لمخطط تنظيم الإخوان الدولي الذي كشفت عنه رسالة مرشد التنظيم في مصر، مصطفى مشهور، إلى تنظيمات الإسلام السياسي بالمغرب سنة 1996، ومن أهدافها: ضرب الشرعية الدينية للملك ومنازعته صلاحياتها. لهذا شدد الفقيه الريسوني في فتواه على البعد الديني وذلك بالتحريم القاطع لأي تعامل مع إسرائيل.

* فتوى سياسية وليست دينية.

إن الفقيه الريسوني لم ينصّبه الدستور مفتيا ولا تم تعيينه رئيس لجنة الإفتاء. إنما هو لسان حال تنظيم الإخوان يروج لشعارات فرعه بالمغرب التي ظلت ترددها الجماعات المنتمية إليه على مدى خمس سنوات، واشتد صرخاتها مع “طوفان الأقصى” في محاولة يائسة للضغط على المغرب لقطع كل العلاقات مع إسرائيل. لم يكن هدف الريسوني ومعه إخوانه في التيار نصرة أهل غزة، بل استثمروا في مآسي الفلسطينيين أملا، من جهة، في استرجاع مواقعهم الانتخابية التي خسروها بسبب فقدانهم أصوات الناخبين، ومن أخرى سعيا إلى استهداف شرعية النظام الدينية والسياسية. ذلك أن تنظيمات الإسلام السياسي وفقهائها وعلى رأسهم أحمد الريسوني الذي تولى رئاسة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الذي يتشكل من الأعضاء المنتمين لهذا التيار قبل أن يستقيل مضطرا، لم يصدروا بيان إدانة ضد قطر وتركيا اللتين تربطهما علاقات قوية ومتعددة مع إسرائيل. فقد سبق لمحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن صرح، في لقاء صحفي لقناة “فوكس” الأمريكية أن “دولة قطر منذ التسعينيات، منذ أوسلو كانت أول دولة تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، عندما كان هناك أمل في السلام، وفي عام 1997 وقعنا على البعثات التجارية.. حتى الآن لا تزال لدينا علاقة العمل هذه، لم تتوقف”. كما سبق لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI) أن سرّب وثائق تثبت تمويل الحكومة القطرية لمسؤولين إسرائيليين ضمن “مشروع رافين”، ومنها وثائق يرجع تاريخها إلى عامي 2012 و2018، حين قدمت قطر منحتين على الأقل، لنتنياهو، الأولى قدرها 15 مليون دولار في عام 2012 والثانية قدرها 50 مليون دولار في عام 2018. نفس الأمر فيما يتعلق بتركيا التي تربطها علاقات قوية بإسرائيل؛ إذ تشير الأرقام إلى أن قيمة صادرات تركيا من الصلب إلى إسرائيل بلغت في مارس 2024 نحو 13 مليوناً و901 ألف و470 دولاراً، مقارنة بـ153 ألفاً و400 دولار فقط في الشهر نفسه من عام 2023، أي بزياد مهمة بنسبة 8962.2%. أما قيمة صادرات الصلب خلال الربع الأول من 2024(يناير–مارس)، فقد بلغت 41 مليوناً و421 ألفاً و420 دولاراً، في مقابل 177 ألفاً و560 دولاراً في الفترة نفسها من عام 2023، أي بزيادة نسبتها 23228.1%. أما حجم التجارة بين إسرائيل وتركيا فقد بلغ 7 ملايير دولار. رغم حجم التبادل التجاري لم يهاجم الريسوني أو تنظيمات الإسلام السياسي تركيا؛ بل برروا علاقاتها مع إسرائيل ودافعوا عنها كما هو حال حركة حماس التي قالت، مباركة تلك العلاقات، إنها “تتطلع إلى مواصلة تركيا لدورها في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحصار بشكل كامل”. لكن حين تعلق الأمر بالمغرب سارعت الحركة إلى الإدانة معتبرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل “يعد خطيئة وسلوكا مضرا بمصالح الأمة وأمنها ويمثل خطرا على القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر شعبنا وأمتنا”.

* تنظيم الإخوان لا يؤمن بالأوطان.

ليس مستغرَبا أن يتجاهل الريسوني ومعه إسلاميو المغرب ظروف المغرب وقضيته الوطنية الأولى التي تستنزف مقدراته على مدى نصف قرن؛ فهم لا يؤمنون بالوطن وعلى استعداد للتضحية بمصالحه العليا من أجل أوهامهم الإيديولوجية العابرة للحدود. وهذا ما يفسر فتح أسواق المغرب على مصراعيها أمام المنتوجات التركية رغم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها، فضلا عن الاستغلال الفظيع لقضية غزة لتجييش المواطنين وحشدهم في مظاهرات واحتجاجات لا تنتهي من أجل الضغط على النظام لقطع العلاقات مع إسرائيل. ذلك أن الإسلاميين لا يقدّرون المكاسب الدبلوماسية والعسكرية للدعم الأمريكي والإسرائيلي للمغرب والذي أثمر قرار مجلس الأمن 2797 المعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية. كما لم يكترثوا للتهديدات المتزايدة التي يشكلها النظام الجزائري على أمن المغرب وحدة أراضيه. وهذا الذي على الريسوني وإخوانه الوعي به واستحضاره حين الحديث عن “التطبيع” ومزاياه الدبلوماسية (الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء) والعسكرية (تزويد المغرب بأحدث الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية الرادعة لأي عدوان وبتقنيات صناعتها (نموذج صناعة الدرونات الانتحاريةSPX). فمن حق المغرب أن يستفيد من الدعم العسكري الإسرائيلي مثلما استفادت منه تركيا في تطوير جيشها.

إن فتوى الريسوني بمقاطعة كل الشركات التي يضعها تنظيم الإخوان ضمن خانة “الداعمة لإسرائيل”، لا يريد بها دعم غزة بقدر ما يسعى إلى الإضرار مباشرة بالاقتصاد الوطني وبالوضع الاجتماعي للمغاربة الذي سيترتب عن إغلاق الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدماتية وتسريح عشرات الآلاف من العمال وحرمان خزينة الدولة من عائداتها الضريبة. إنهم يريدون خنق النظام بتأزيم الأوضاع الاجتماعية وتجفيف موارده المالية؛ وتلك إستراتيجية تعتمدها كل تنظيمات الإسلام السياسي.

إن المغرب ليس بحاجة إلى فتاوى الريسوني وأمثاله لتطوير قدراته وبناء علاقاته الدولية. والدعم المغربي الدائم والمبدئي للفلسطينيين لا يتوقف على فتوى ولا يتأثر بمواقف التنظيمات الإخوانية. وعلى سماسرة وتجار القضية الفلسطينية أن يعلموا أن المغرب هو الدولة الوحيدة التي تتحمل مسؤوليتها المالية الكاملة في تمويل بيت مال القدس. وكان حريا بالريسوني أن يتعظ مما جرّته عليه نزواته الفقهية، إذ لا يكاد يرأس هيئة حتى يُطرد منها بسبب تنطعه والإفتاء فيما لا يعنيه ولا يدخل ضمن المجال الفقهي.

* شطحات الفقيه الريسوني.

إن المتتبع لخرجات وفتاوى الريسوني سيدرك تناقضاته/شطحاته التي لا يحكمها مبدأ ثابت. فهو نفسه لم ينضبط لفتواه بتحريم أي تعامل أو “افتاق سلام” مع إسرائيل؛ إذ سبق له أن وافق، سنة 2006، عبر قناة الجزيرة على موقف أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، بجواز توقيع حركته على هدنة مع إسرائيل. بل ذهب الريسوني أبعد من هذا لما أفتى بإمكان حماس أن تسمي اتفاق الهدنة مع إسرائيل بأنها “اتفاقية سلام” مؤقتة. وفي غشت 2019، نشر فتوى يجيز فيها للمسلمين غير الفلسطينيين زيارة القدس والمسجد الأقصى، مع العلم أنه سبق أن أخبر الصحفي والكاتب الفلسطيني، منير شفيق، أنه “يفضل قطع رأسه على أن يطلب تأشيرة من سفارة صهيونية”.

شطحات الفقيه الريسوني لم تقتصر على العلاقة مع إسرائيل، بل شملت فتاواه قضايا أخرى منها ولاية المرأة على نفسها في الزواج؛ إذ شدد في تحريمها عبر بيانه، سنة 2000، حول مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية، ثم غيّر رأيه، في حوار صحفي، بعد ستة أشهر فقط. وحين أعلن جلالة الملك عن مضمون التعديلات التي همت مدونة الأحوال الشخصية أمام البرلمان سنة 2003، برر الريسوني موافقته على التعديلات بأن “اختيار الحاكم يرفع الخلاف”. لكنه اليوم يقرر مخالفة هذه القاعدة الفقهية والخروج عما أفتى به جمهور الفقهاء بوجوب طاعة ولي الأمر إرضاء لنزعته الأيديولوجية ووفاء لتنظيم الإخوان.

أكمل القراءة
منوعات منذ 27 دقيقة

مراكش تتحتضن عرضا لمسرحية “الكمانجي” للمخرج عبد الحق الصقلي

دولي منذ ساعتين

ترامب يطالب “بي. بي. سي” بتعويض قدره 10 مليارات دولار

واجهة منذ 3 ساعات

الطقس: نشرة إنذارية لوزارة النقل واللوجيستيك

واجهة منذ 4 ساعات

طقس اليوم في مختلف مناطق المغرب

رياضة منذ 15 ساعة

كأس العرب: الأردن إلى النهائي على حساب السعودية

واجهة منذ 16 ساعة

لجنة المعطيات الشخصية تنفي رفضها نشر لوائح الصحفيين

رياضة منذ 18 ساعة

المغرب يتغلب على الإمارات بثلاثية نظيفة ويتأهل لنهائي كأس العرب

مجتمع منذ 20 ساعة

فيضانات آسفي.. اجتماع طارئ وتعبئة شاملة لمواجهة الأزمة

على مسؤوليتي منذ 21 ساعة

سعيد الكحل: تثمين العمل المنزلي عُقدة الإسلاميين

رياضة منذ 21 ساعة

تشكيلة المنتخب الوطني الرديف امام الإمارات

مجتمع منذ 22 ساعة

درعة-تافيلالت.. تعليق الدراسة مؤقتا بسبب سوء الأحوال الجوية

مجتمع منذ 22 ساعة

فيضانات آسفي.. النيابة العامة تفتح بحثا في الأسباب

منوعات منذ 24 ساعة

المخرج سعيد بن الثقة يكشف الستار عن فيلمه الجديد الكوميدي “3 دقايق”

مجتمع منذ يوم واحد

آسفي : تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية لثلاثة أيام

اقتصاد منذ يوم واحد

(لارام) تفتح تسعة خطوط جوية مباشرة في اتجاه كل من أوروبا، وإفريقيا وأمريكا

واجهة منذ يوم واحد

النقابة الوطنية للصحافة تتضامن مع أسر ضحايا فيضانات آسفي

مجتمع منذ يوم واحد

فيضانات آسفي: ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية إلى 37 وفاة

على مسؤوليتي منذ يوم واحد

السياسة : في الحاجة إلى المعنى في زمن التفاهة

رياضة منذ يوم واحد

ريال مدريد يفوز على ديبورتيفو ألافيس 2-1

مجتمع منذ يوم واحد

الفيضانات الاستثنائية بإقليم آسفي: تعداد 21 حالة وفاة إلى حدود اللحظة

رياضة منذ أسبوعين

مدينة الصويرة تحتفي بأحد أبنائها البررة..محمد عبيد

رياضة منذ أسبوعين

إطلاق الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للإعلام بواشنطن

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

سعيد الكحل: سقوط الأقنعة عن تجار الفتنة

رياضة منذ أسبوعين

كاس العرب 2025: المنتخب الجزائري حامل اللقب يكتفي بالتعادل مع السودان صفر-صفر

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

نحو إلزام الأحزاب الإسلامية بميثاق قانوني لوقف توظيف الدين وخطاب الكراهية

تكنولوجيا منذ أسبوعين

اختراق أمني يستهدف بيانات مستخدمي ChatGPT

رياضة منذ أسبوعين

أمريكا تقلص مدة انتظار التأشيرة بالمغرب إلى شهرين استعدادا لمونديال 2026

على مسؤوليتي منذ أسبوع واحد

سعيد الكحل: الفقيه الريسوني يعود إلى عادته القديمة

سياسة منذ أسبوع واحد

هيئات نقابية صحافية تجدد رفضها القاطع لمشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة

سياسة منذ أسبوعين

هذه هي الشروط الجديدة لدعم ترشح الشباب في الانتخابات

رياضة منذ أسبوعين

قرعة مونديال 2026: المغرب يقع في مجموعة البرازيل

سياسة منذ أسبوعين

وزير الداخلية يذكر باستمرار تسجيل الناخبين

منوعات منذ أسبوعين

محكمة فرنسية تقرر تأجيل محاكمة سعد لمجرد بتهمة الاغتصاب

تكنولوجيا منذ أسبوعين

غوغل تكشف عن تحديث يتيح للشركات الاطلاع على رسائل الموظفين النصية!

سياسة منذ أسبوعين

مجلس التعاون الخليجي يجدد التأكيد على مغربية الصحراء ويرحب بقرار مجلس الأمن 2797

مجتمع منذ أسبوعين

الجديدة: 90 سنة سجنا للمتابعين الستة في قضية اغتصاب قاصر

سياسة منذ أسبوعين

مدريد تشيد بالعلاقات “الرائعة” بين المغرب وإسبانيا

مجتمع منذ أسبوعين

مراكش.. توقيف متورطين في سرقة سائحة أجنبية

رياضة منذ أسبوعين

كأس العرب 2025… البطولة تنطلق اليوم بمواجهتين مثيرتين

رياضة منذ 7 أيام

هؤلاء هم أفضل هدافي كأس أمم إفريقيا عبر التاريخ

رياضة منذ أسبوعين

مدينة الصويرة تحتفي بأحد أبنائها البررة..محمد عبيد

سياسة منذ شهرين

🔴 مباشر | الخطاب الملكي السامي

رياضة منذ شهرين

الدار البيضاء.. انطلاق المرحلة الرابعة من سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء

الجديد TV منذ 4 أشهر

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

رياضة منذ 6 أشهر

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

رياضة منذ 7 أشهر

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الجديد TV منذ 7 أشهر

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

الجديد TV منذ 7 أشهر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

رياضة منذ 8 أشهر

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

رياضة منذ 8 أشهر

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الجديد TV منذ 8 أشهر

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

الجديد TV منذ 9 أشهر

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

رياضة منذ 9 أشهر

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

الجديد TV منذ 9 أشهر

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

الجديد TV منذ 12 شهر

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

الجديد TV منذ سنة واحدة

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

الجديد TV منذ سنة واحدة

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

الجديد TV منذ سنة واحدة

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ سنتين

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ سنتين

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

إعلان

الاكثر مشاهدة