Connect with us

على مسؤوليتي

مصطفى المنوزي: سرديات رمضانية..”صدى الإستدعاء اللعين …وأوقاعه”(2)

نشرت

في

في صباح غده استيقظت سمية مرهقة، وعلى نفس الأسئلة الحارقة ، بعد ان رافقها ، طوال الليلة ، عتاب بمثابة جلد للذات يؤنبها ؛ ولتفادي نظرات الجيران وفضولهم المحموم الذي سيظل يرافق كل خطوة من خطواتها، اضطرت لمغادرة منزلها باكرا .

وكانت ملامح الفجر غير مطمئنة لما قد تجود به توقعات الحياة الاجتماعية ؛ فانبلاج الصبح ، ذلك اليوم الموالي ، لم يعد رمزا لتباشير الخير والفأل الحسن ؛ فقد تحولت أشعة الشمس البريئة إلى قضبان قفص اتهام تدين بعيدا عن معايير المحاكمة العادلة ، بل إن دفء الشمس تراءى لسمية فزاعة في صورة أشباح تلاحقها بلا رأفة ، تقذفها بإسم مجتمع ذكوري ، حيث يعتبر فيه تبليغ الاستدعاء بمثابة وصمة عار ؛ فرغم أن سمية لم تكن قد ارتكبت أي جريمة، فإن مجرد وجودها في دائرة الاستفهام كان كفيلًا بتغيير نظرة الناس إليها، حتى في أعين أطفالها الذين بدأوا يشكّون في شيء لم يفهموه بعد ؛ إلا زوجها الوفي الذي تعقل ذاته وقرر تن يوفر الحماية والوقاية لزوجته ؛ لذلك ودون تردد وطول تفكير ، بادر إلى الإتصال بمحام قريب مكتبه من مقر العمل في وسط المدينة ، وحكى له بإختصار شديد عن واقعة إستدعاء سمية ، وما تداعى عنها ؛ فتكلفت كاتبة المحامي بتحديد موعد لأجل إستقبال سمية ؛ فأخبرت هذه الأخيرة من قبل زوجها ، وافقت بعد أن أكد لها صدقية وكفاءة هذا المحامي المعروف بنضاله السياسي والحقوقي ، محذرا إياها بألا تخلف الموعد ، رسمت نصف إبتسامة وكأنها تسخر من قدرها اللعين ، ما هذه الحياة المسيجة بتضخم الضبط والإنضباط ؛ طلب منها زوجها ألا تخلط بين دعوة المحامي وإستدعاء السلطة ! وكادت سمية أن تعتذر وتتخلى أوتتراخى عن زيارة المحامي ؛ كيف لا ، وهي لا تزال تحمل في قلبها ذلك الثقل الذي تركه الاستدعاء، كأنه ظل ملازم لها.

رغم مرور الساعات، فلم تتمكن من طرد التمثلات القهرية التي بدأت تتراكم في ذهنها مثل غيوم سوداء كثيفة في سماء حياتها. كانت كل كلمة، وكل إسترجاع لصورة من نظرات وهمسات جيرانها يؤلمها وكأنها تجدد جراح الصدمة ، أو كأنها تحمل وتحبل في بطن تخييلها الخصب حكاية جديدة، تتمخض عنها توليديا أجنة شائعات لا تنتهي، تتداولها الشفاه سرديات بنفخة أخلاقوية و بنكهة الأسئلة المحرِمة. “هل سمعتِ؟ سمية استُدعيَت!” كان ذلك الصوت الذي يقفز من باب لآخر، من جارة إلى أخرى، من فرد إلى آخر ؛ تتكرر الصور وتتماهى الأزمنة بنفس الإحساس حيث كان طيف تلك الورقة الزرقاء، التي كانت تبدو صغيرة جدًا، يلاحقها أينما ذهبت، حتى عندما كانت تجلس مع أطفالها ، أو عندما كانت تحاول إتمام بعضٍ من مهامها المنزلية الروتينية .

فلم يكن الاستدعاء مجرد ورقة، بل كانت قيدًا، قيودًا جديدة من النوع الذي تفرضه الرقابة على الذات كابوسا ؛ خاصة حين تجد نفسها في مرمى تهديد غير مرئي، فزاعة تهديد قد يأتي في أي لحظة ويغلق الآفاق التي كانت تظنها مفتوحة. ومع إلحاح الزوج وإصراره الشديد ، استسلمت فقررت ” الإمتثال ” اضطرارا لرغبة زوجها ومصلحتها المترددة .

و بينما كانت سمية تجلس في مكتب المحامي، لم تفارقها مشاعر القلق والتوتر ، بل ظلت كوسواس تتطاوس في الفضاء، لا سيما بعد أن طلب منها المحامي البوح بحكي تجربة الاستدعاء المريرة ، تلك الوثيقة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب.

كانت تحكي له بحذر عن تفاصيل تجربتها، ولم يترك المحامي أي جزء من الموضوع دون تعقيب . في حديثه، بدأ يوضح كيف أن الاستدعاء ليس مجرد إجراء قانوني بسيط كما قد يبدو للوهلة الأولى، بل هو أداة قوية وذكية تمثل تأثيرًا نفسيًا واجتماعيًا بالغ العمق.

“السيدة سمية، كما رأيت، الاستدعاء ليس مجرد طلب للحضور، بل هو في الأساس أداة تضييق وتهديد ذي وقع خفي “، بدأ المحامي حديثه. “في الظاهر، هذه الورقة تبدو عادية، ولكنها في الحقيقة تمثل بداية سَجنٍ نفسي طويل الأمد، يهدد بحرية الفرد ويخلق في داخله خوفًا مستمرًا من العقاب.” .

واسترسل المحامي: “في عالم القانون، الاستدعاء هو رمز للسلطة القانونية. لكن تأثيره يتجاوز مجرد الاحتكام إلى مخفر الشرطة أو تقديم شهادة ، وبمجرد أن تستلمي هذه الوثيقة ، فأنت تتعاملين مع تهديد قانوني فعلي ، إذا لم تمتثلي له، قد تواجهين عواقب قانونية شديدة.” كان المحامي يقصد أن الاستدعاء لم يكن إلا بداية لعبة نفسية، حيث تصبح كل خطوة قد تفضي إلى تهديداتٍ متتالية. ” غير أن الأهم، السيدة سمية، أن الاستدعاء يخلق نوعًا من الضغط النفسي المستمر”، قالها وهو يراقب ملامح سمية المشوشة. “السلطات تستخدم الاستدعاء كأداة لإجبار الشخص على التراجع عن سلوكياته أوترغمه حتى على التفكير في سلوكه الاجتماعي والمهني بشكل مفرط ؛ هذا ليس مجرد خوف من مخفر الشرطة، بل من فكرة الاستمرار في الرقابة، أو ربما العيش في حالة من القلق المستمر”.

سمية كانت تشعر بكلام المحامي وهو يلامس قلبها، خاصةً في ما يخص شعورها – كامرأة – بالتحكم والمراقبة المستمرة ، حيث تلسع نظرات المجتمع الذكوري جلدها وما تحت ملابسها العصرية الوقورة .

“ولكن السيدة سمية، الاستدعاء أيضًا يمتلك قوة رمزية هائلة. ورقة صغيرة قد تبدو عادية في نظر البعض، ولكن عندما تتعلق بقضية قانونية، تصبح ذات قيمة هائلة في لعبة السلطة”، تابع المحامي. “هذه الورقة تمثل رسالة مباشرة للشخص المستدعى، وكأن لسان حال السلطة يقول ” نحن نراقبك، نحن في انتظارك، كل خطوة تتخذينها قد تُقيّم وتُحكم’. وإن “الاستدعاء لا يقتصر على السلطة القانونية فقط، بل يتعداها ليصبح أداة للتحكم الاجتماعي”، إستطرد المحامي. “بمجرد أن يعرف الناس في المجتمع أنك استُدعيت، يشرعون في بناء صور ذهنية عنك. يبدأ المجتمع في مراقبتك، فينبغي عليك تعديل سلوكك بما يتناسب مع التوقعات الاجتماعية. وهذا يشبه حالة القهر الاجتماعي التي تحدث في ظل الخوف من الاستدعاء المتكرر، فيصبح الشخص مستعدًا لخفض نشاطاته الاجتماعية والمهنية لتجنب تلك الرقابة.” .

أحست سمية بعبء هذه الكلمات على قلبها، حيث كانت بالفعل قد لاحظت كيف بدأت حياتها تتغير منذ اللحظة التي استلمت فيها الاستدعاء ؛ رغم أنها غير منتمية سياسيا ولا حتى هي مسجلة في ناد للرياضة كفضاء عمومي !
“وكما ترين ، السيدة سمية، الاستدعاء لا يؤثر فقط على لحظة معينة في حياتك، بل يمتد ليؤثر على حياتك اليومية. هذا ليس مجرد استدعاء للحضور، بل هو بداية لتغيير قد يكون عميقًا في طريقة تفكيرك وتصرفاتك؛ فحتى إذا لم تكن هناك تبعات قانونية مباشرة، فإن التأثير النفسي والاجتماعي يظل حاضرًا”، قال المحامي. “الناس يبدأون في النظر إليك بشكل مختلف، وقد يتغير تصنيفك في محيطك الاجتماعي والمهني.”.

“وفي النهاية، السيدة سمية، قد تظنين أن السلاح النووي أو القوة العسكرية هي الأدوات الأكثر تدميرًا، ولكن أحيانًا، يكون التأثير النفسي الناجم عن الاستدعاء أكبر من أي شيء آخر ، بينما السلاح النووي يمكن أن يؤدي إلى تدمير فوري، يظل الاستدعاء يتسلل ببطء إلى حياة الشخص، ويغير كل تفاصيلها، دون أن يشعر بذلك، حتى يتحول إلى حالة دائمة من القلق والخوف.”.

في تلك اللحظة، بدأت سمية تدرك تمامًا ما قاله المحامي. نعم، الاستدعاء كان أداة بسيطة في ظاهره، ولكنه حمل معه مزيجًا من السلطة القانونية، والتأثير النفسي العميق، والرقابة الاجتماعية المستمرة. كان من المستحيل الهروب من تلك الدائرة المغلقة التي لا تترك مجالًا للراحة أو الأمان.

“فهمت الآن، يا محامي المحترم “، قالت سمية بصوت منخفض لكنها مليئة بالوعي الجديد “لقد كان الأمر أكثر تعقيدًا مما ظننت، وليس مجرد جنوح ارتكبته بإصدار الشيك. ؛ نه يتعلق بحريتي، بعلاقتي مع الناس، وبالطريقة التي يرى فيها الجميع هذا الاستدعاء.”.

“فعلا السيدة سمية، أنتِ الآن تفهمين أبعاد ما جرى، وهذا هو المهم، البداية من فهم هذه اللعبة النفسية والاجتماعية التي تفرضها السلطات، ومن هنا يمكننا وجب التفكير في صوغ مقاربة و خطة للدفاع عنك وحماية حقوقك، مهما كانت المعركة صعبة.”.

شعرت سمية بأنها تستعيد شيئًا من قوتها، شيئًا من الحس ” الكفاحي الجنيني ” الذي يمكنها من التعامل مع هذا التهديد النفسي والاجتماعي بذكاء أكبر. وبدأت تفكر في كيفية تحررها من دوامة الاستدعاء تلك، وكيف يمكنها أن تستعيد حياتها وحرية نفسها.

وبعد أن توافقا على نوع المسطرة والإجراءات ، نصحها بزيارة مختصة نفسانية ، ابتسمت وكأنها تسخر من تضخم خطاب العناية وسلطة الإهتمام القسري ، فظاهرة تسليم الذات / الجسد لمختلف أشكال الرقابة والرعاية ( العمومية القانونية والصحية ) تشبه إلى حد كبير “قوة السجن” كما وصفها ميشيل فوكو، حيث أن الشخص يبدأ في الشعور بأنه مراقب دائمًا، وبالتالي عليه أن يشرع في التحكم في سلوكه بنفسه .

عادت إلى ملاذها الأسري ، حكت ما جرى في مكتب المحامي ؛ فاقترحت عليها حماتها زيادة فقيه حرفي في “” الرقية الشرعية “” ، في حين نصحها زوجها بالأخذ بتوصية المحامي . وطبعا قررت اتباع نصيحة زوجها ، خاصة بعد أن زكت صديقتها توصية المحامي و “” لربما قد تحتاج سمية الملف الطبي لإثبات الضرر اللاحق بها “” واردفت الصديقة ، وهي أستاذة تعليم ثانوي تأهيلي ؛ بأنه “” بالفعل يمكن اعتبار توجيه الاستدعاء في بعض السياقات فزاعة خطيرة وتهديدًا نفسيًا قويًا قد يكون له تأثير مشابه في بعض الحالات إلى حصة تعذيب من حيث الأثر النفسي والضغط على الأفراد ؛ يعود ذلك إلى أن الاستدعاء، حتى وإن لم يتضمن إجراءات قانونية فعلية أو انتهاكًا جسديًا، فإن التهديد المرتبط به يمكن أن يكون مرهقًا نفسيًا ويؤدي إلى إجهاد عقلي شديد يشبه تأثيرات التعذيب النفسية ؛ خاصة في ظل عصر القوة الناعمة وتصريف السلطة السائلة ، حيث تحول الإستدعاء المتكرر إلى نوع من المطاردة الاحتيالية ؛ وهي ذريعة ” كالعنف المشروع ” تدفع ” المواطنين إلى الإعتقاد بأنهم ضمن قائمة ( المشتبه فيهم) والذين بقوة الواقع وإصراره وتكرراه يتحولون رقباء على أنفسهم ونشاطهم ؛ فتتحول سردية الإستدعاء إلى رقابة ذاتية وردع ذاتي وطوعي وقمع تلقائي يعتمد على عدة آليات نفسية واجتماعية ، تتداخل مع السردية الأمنية الموجهة ضد الأفراد ، هذه الآليات تؤدي إلى إخضاع الأفراد وتحفيزهم على الامتثال للقواعد أو الالتزام بالصمت خوفًا من العواقب المحتملة، حتى دون الحاجة إلى إجراءات قمعية مباشرة.

* (يتبع…) في الحلقة القادمة :
الإستدعاء ومأسستها كسردية أمنية

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: الفقيه الريسوني يعود إلى عادته القديمة

نشرت

في

بواسطة

أصدر الفقيه الريسوني، بتاريخ 29 نونبر 2025، فتوى تحت عنوان “فتوى حول التعامل مع المحتلين والمعتدين”، يحرم فيها كل أشكال التعامل مع إسرائيل ومع الشركات والجهات الداعمة لها.

* التطاول على صلاحيات لجنة الإفتاء.

يصر الفقيه الريسوني على مخالفة إجماع المغاربة وتشبثهم، من جهة، بمرجعيتهم الدينية التي تلزمهم بطاعة ولي الأمر، ومن أخرى بوثيقتهم الدستورية التي تنص في الفصل 41 بأن “الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”.

والفقيه الريسوني، بفتواه تلك التي تخرق الدستور وتتنكر لمذهب المغاربة وما أجمعوا عليه حفاظا على وحدتهم، يصر على تنصيب نفسه “مفتيا” في شؤون المغاربة الدينية والدنيوية. وليست المرة الأولى التي يتطاول فيها على اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، بل سبق له أن فعلها مرات عديدة، حيث كانت أولاها يوم تصدى لمشروع خطة إدماج المرأة في التنمية، متهما واضعيه ومسانديه بمحاربة الدين وهدم ما تبقى من حصونه. إلا أن أخطرها لما طعن في أهلية الملك لإمارة المؤمنين، سنة 2003، فاضطر، ساعتها إلى تقديم استقالته من رئاسة حركة التوحيد والإصلاح. وها هو اليوم يواصل استهدافه لإمارة المؤمنين تنفيذا لمخطط تنظيم الإخوان الدولي الذي كشفت عنه رسالة مرشد التنظيم في مصر، مصطفى مشهور، إلى تنظيمات الإسلام السياسي بالمغرب سنة 1996، ومن أهدافها: ضرب الشرعية الدينية للملك ومنازعته صلاحياتها. لهذا شدد الفقيه الريسوني في فتواه على البعد الديني وذلك بالتحريم القاطع لأي تعامل مع إسرائيل.

* فتوى سياسية وليست دينية.

إن الفقيه الريسوني لم ينصّبه الدستور مفتيا ولا تم تعيينه رئيس لجنة الإفتاء. إنما هو لسان حال تنظيم الإخوان يروج لشعارات فرعه بالمغرب التي ظلت ترددها الجماعات المنتمية إليه على مدى خمس سنوات، واشتد صرخاتها مع “طوفان الأقصى” في محاولة يائسة للضغط على المغرب لقطع كل العلاقات مع إسرائيل. لم يكن هدف الريسوني ومعه إخوانه في التيار نصرة أهل غزة، بل استثمروا في مآسي الفلسطينيين أملا، من جهة، في استرجاع مواقعهم الانتخابية التي خسروها بسبب فقدانهم أصوات الناخبين، ومن أخرى سعيا إلى استهداف شرعية النظام الدينية والسياسية. ذلك أن تنظيمات الإسلام السياسي وفقهائها وعلى رأسهم أحمد الريسوني الذي تولى رئاسة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الذي يتشكل من الأعضاء المنتمين لهذا التيار قبل أن يستقيل مضطرا، لم يصدروا بيان إدانة ضد قطر وتركيا اللتين تربطهما علاقات قوية ومتعددة مع إسرائيل. فقد سبق لمحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن صرح، في لقاء صحفي لقناة “فوكس” الأمريكية أن “دولة قطر منذ التسعينيات، منذ أوسلو كانت أول دولة تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، عندما كان هناك أمل في السلام، وفي عام 1997 وقعنا على البعثات التجارية.. حتى الآن لا تزال لدينا علاقة العمل هذه، لم تتوقف”. كما سبق لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI) أن سرّب وثائق تثبت تمويل الحكومة القطرية لمسؤولين إسرائيليين ضمن “مشروع رافين”، ومنها وثائق يرجع تاريخها إلى عامي 2012 و2018، حين قدمت قطر منحتين على الأقل، لنتنياهو، الأولى قدرها 15 مليون دولار في عام 2012 والثانية قدرها 50 مليون دولار في عام 2018. نفس الأمر فيما يتعلق بتركيا التي تربطها علاقات قوية بإسرائيل؛ إذ تشير الأرقام إلى أن قيمة صادرات تركيا من الصلب إلى إسرائيل بلغت في مارس 2024 نحو 13 مليوناً و901 ألف و470 دولاراً، مقارنة بـ153 ألفاً و400 دولار فقط في الشهر نفسه من عام 2023، أي بزياد مهمة بنسبة 8962.2%. أما قيمة صادرات الصلب خلال الربع الأول من 2024(يناير–مارس)، فقد بلغت 41 مليوناً و421 ألفاً و420 دولاراً، في مقابل 177 ألفاً و560 دولاراً في الفترة نفسها من عام 2023، أي بزيادة نسبتها 23228.1%. أما حجم التجارة بين إسرائيل وتركيا فقد بلغ 7 ملايير دولار. رغم حجم التبادل التجاري لم يهاجم الريسوني أو تنظيمات الإسلام السياسي تركيا؛ بل برروا علاقاتها مع إسرائيل ودافعوا عنها كما هو حال حركة حماس التي قالت، مباركة تلك العلاقات، إنها “تتطلع إلى مواصلة تركيا لدورها في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحصار بشكل كامل”. لكن حين تعلق الأمر بالمغرب سارعت الحركة إلى الإدانة معتبرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل “يعد خطيئة وسلوكا مضرا بمصالح الأمة وأمنها ويمثل خطرا على القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر شعبنا وأمتنا”.

* تنظيم الإخوان لا يؤمن بالأوطان.

ليس مستغرَبا أن يتجاهل الريسوني ومعه إسلاميو المغرب ظروف المغرب وقضيته الوطنية الأولى التي تستنزف مقدراته على مدى نصف قرن؛ فهم لا يؤمنون بالوطن وعلى استعداد للتضحية بمصالحه العليا من أجل أوهامهم الإيديولوجية العابرة للحدود. وهذا ما يفسر فتح أسواق المغرب على مصراعيها أمام المنتوجات التركية رغم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها، فضلا عن الاستغلال الفظيع لقضية غزة لتجييش المواطنين وحشدهم في مظاهرات واحتجاجات لا تنتهي من أجل الضغط على النظام لقطع العلاقات مع إسرائيل. ذلك أن الإسلاميين لا يقدّرون المكاسب الدبلوماسية والعسكرية للدعم الأمريكي والإسرائيلي للمغرب والذي أثمر قرار مجلس الأمن 2797 المعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية. كما لم يكترثوا للتهديدات المتزايدة التي يشكلها النظام الجزائري على أمن المغرب وحدة أراضيه. وهذا الذي على الريسوني وإخوانه الوعي به واستحضاره حين الحديث عن “التطبيع” ومزاياه الدبلوماسية (الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء) والعسكرية (تزويد المغرب بأحدث الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية الرادعة لأي عدوان وبتقنيات صناعتها (نموذج صناعة الدرونات الانتحاريةSPX). فمن حق المغرب أن يستفيد من الدعم العسكري الإسرائيلي مثلما استفادت منه تركيا في تطوير جيشها.

إن فتوى الريسوني بمقاطعة كل الشركات التي يضعها تنظيم الإخوان ضمن خانة “الداعمة لإسرائيل”، لا يريد بها دعم غزة بقدر ما يسعى إلى الإضرار مباشرة بالاقتصاد الوطني وبالوضع الاجتماعي للمغاربة الذي سيترتب عن إغلاق الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدماتية وتسريح عشرات الآلاف من العمال وحرمان خزينة الدولة من عائداتها الضريبة. إنهم يريدون خنق النظام بتأزيم الأوضاع الاجتماعية وتجفيف موارده المالية؛ وتلك إستراتيجية تعتمدها كل تنظيمات الإسلام السياسي.

إن المغرب ليس بحاجة إلى فتاوى الريسوني وأمثاله لتطوير قدراته وبناء علاقاته الدولية. والدعم المغربي الدائم والمبدئي للفلسطينيين لا يتوقف على فتوى ولا يتأثر بمواقف التنظيمات الإخوانية. وعلى سماسرة وتجار القضية الفلسطينية أن يعلموا أن المغرب هو الدولة الوحيدة التي تتحمل مسؤوليتها المالية الكاملة في تمويل بيت مال القدس. وكان حريا بالريسوني أن يتعظ مما جرّته عليه نزواته الفقهية، إذ لا يكاد يرأس هيئة حتى يُطرد منها بسبب تنطعه والإفتاء فيما لا يعنيه ولا يدخل ضمن المجال الفقهي.

* شطحات الفقيه الريسوني.

إن المتتبع لخرجات وفتاوى الريسوني سيدرك تناقضاته/شطحاته التي لا يحكمها مبدأ ثابت. فهو نفسه لم ينضبط لفتواه بتحريم أي تعامل أو “افتاق سلام” مع إسرائيل؛ إذ سبق له أن وافق، سنة 2006، عبر قناة الجزيرة على موقف أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، بجواز توقيع حركته على هدنة مع إسرائيل. بل ذهب الريسوني أبعد من هذا لما أفتى بإمكان حماس أن تسمي اتفاق الهدنة مع إسرائيل بأنها “اتفاقية سلام” مؤقتة. وفي غشت 2019، نشر فتوى يجيز فيها للمسلمين غير الفلسطينيين زيارة القدس والمسجد الأقصى، مع العلم أنه سبق أن أخبر الصحفي والكاتب الفلسطيني، منير شفيق، أنه “يفضل قطع رأسه على أن يطلب تأشيرة من سفارة صهيونية”.

شطحات الفقيه الريسوني لم تقتصر على العلاقة مع إسرائيل، بل شملت فتاواه قضايا أخرى منها ولاية المرأة على نفسها في الزواج؛ إذ شدد في تحريمها عبر بيانه، سنة 2000، حول مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية، ثم غيّر رأيه، في حوار صحفي، بعد ستة أشهر فقط. وحين أعلن جلالة الملك عن مضمون التعديلات التي همت مدونة الأحوال الشخصية أمام البرلمان سنة 2003، برر الريسوني موافقته على التعديلات بأن “اختيار الحاكم يرفع الخلاف”. لكنه اليوم يقرر مخالفة هذه القاعدة الفقهية والخروج عما أفتى به جمهور الفقهاء بوجوب طاعة ولي الأمر إرضاء لنزعته الأيديولوجية ووفاء لتنظيم الإخوان.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

نحو إلزام الأحزاب الإسلامية بميثاق قانوني لوقف توظيف الدين وخطاب الكراهية

نشرت

في

بواسطة

* مقدمة عامة
يشكل المسار الديمقراطي في المغرب ركيزة أساسية لبناء دولة حديثة تقوم على سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وضمان التداول السلمي على السلطة. وقد جاءت التعديلات الأخيرة على قانون الأحزاب السياسية والقانون التنظيمي المتعلق بالانتخابات في هذا السياق الإصلاحي الذي يهدف إلى تحصين العملية الانتخابية من كل أشكال التلاعب، وضمان النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص بين مختلف الفاعلين السياسيين.

غير أن هذه التعديلات أثارت معارضة واضحة من طرف بعض مكونات الإسلام السياسي، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، في سياق إقليمي ودولي متوتر، يتسم بتصاعد المخاطر الإرهابية، وبالقرارات الدولية المتتالية التي صنفت تنظيم الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، كما هو الشأن في مصر، ومع ما راج عن قرار مماثل من الإدارة الأمريكية.

وفي هذا الإطار، نرى أن هذه المستجدات تفرض إعادة طرح سؤال:
هل يمكن السماح لقوى توظف الدين في السياسة، وتنتج خطاب الكراهية والتحريض، بالاستمرار في التنافس الانتخابي دون ضوابط صارمة؟.

ومن هنا تبرز ضرورة إلزام أحزاب الإسلام السياسي بميثاق قانوني مكتوب يمنع:
استغلال الدين في الحملات الانتخابية؛
استعمال الشعارات والرموز الدينية لأغراض سياسية؛
توظيف خطاب التكفير والكراهية والتحريض.

مع ترتيب جزاء المنع من المشاركة الانتخابية في حالة الإخلال بهذا الالتزام.

التعديلات الأخيرة على قانون الأحزاب وقانون الانتخابات وسياقها السياسي

جاءت التعديلات التي صادق عليها البرلمان المغربي على قانون الأحزاب السياسية والقوانين الانتخابية في إطار:

تعزيز النزاهة الانتخابية؛
محاربة توظيف المال والدين؛
عقلنة المشهد الحزبي؛
الحد من الشعبوية الدينية والسياسية.

وقد ركز المشرّع بشكل خاص على:
ضبط تمويل الحملات؛
منع استغلال دور العبادة لأغراض سياسية؛
تشديد المراقبة على الخطاب الانتخابي؛
توسيع صلاحيات القضاء في الزجر الانتخابي.

غير أن موقف حزب العدالة والتنمية من هذه التعديلات اتسم بالرفض والتشكيك، واعتبرها موجهة ضده، وهو موقف يكشف أن جوهر الاعتراض لا يتعلق فقط بالإجراءات التقنية، بل بمحدودية هامش توظيف الدين انتخابياً، الذي شكّل لسنوات رأس ماله الرمزي الأساسي.

السياق الدولي وتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية

تشكل القرارات الدولية المتعلقة بتصنيف تنظيم الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية مؤشرا بالغ الخطورة على التحولات التي يعرفها فهم العلاقة بين الدين والسياسة والأمن القومي.

فقد سبق لمصر أن صنفت التنظيم إرهابياً بعد ثبوت:
تورطه في العنف المسلح؛
توفير الغطاء الأيديولوجي للجماعات المتطرفة؛
دعمه لتنظيمات إرهابية عابرة للحدود.

كما تؤكد تقارير وخبراء أمنيون أن:
التنظيم لا يشترط مباشرة تنفيذ العمليات الإرهابية حتى يُصنف؛
يكفي تقديم الدعم المالي أو اللوجستي أو الأيديولوجي؛
الخطاب التعبوي الديني يشكل رافعة أساسية للتطرف.

وتشير المعطيات إلى:
وجود شبكات تمويل عابرة للحدود؛
ارتباطات تنظيمية بين الأجنحة السياسية والدعوية والعسكرية؛
استغلال الحريات الديمقراطية كغطاء للاختراق الأيديولوجي.

وهذا الوضع يطرح بإلحاح سؤال مسؤولية الدول في تحصين أنظمتها السياسية من الاختراق الأيديولوجي المتطرف الذي يبدأ بخطاب ديني انتخابي وينتهي بعنف منظم.

الوضع الأمني بالمغرب واستمرار التهديد الإرهابي

رغم النجاحات الكبيرة للأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية، فإن الخطر لم يزَل.

وآخر العمليات الاستباقية التي شهدها المغرب بسطات سنة 2025 تؤكد:
استمرار وجود خلايا متأثرة بالفكر الجهادي؛
قدرة التنظيمات الإرهابية على التجنيد؛
حضور الإيديولوجيا المتطرفة في بعض الأوساط.

وترى الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب أن:
المقاربة الأمنية وحدها غير كافية؛
لا بد من تفكيك البيئة الإيديولوجية الحاضنة للتطرف؛
لا بد من محاصرة التنظيمات التي تنتج خطاب الكراهية والتكفير ولو كانت تشتغل في غطاء سياسي أو دعوي.

إن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الخلايا المسلحة، بل في:
الجمعيات المتطرفة؛
التنظيمات الشبه علنية؛
الأحزاب التي تمزج بين الدعوي والسياسي؛
الخطاب الانتخابي المحمّل بالرموز الدينية.

توظيف الدين في الانتخابات تقويض مباشر للديمقراطية

الديمقراطية تقوم على:
حرية الاختيار؛
المساواة بين المواطنين؛
تنافس البرامج لا العقائد؛
سيادة الإرادة الشعبية الحرة.

في حين أن توظيف الدين في الانتخابات يؤدي إلى:
تكفير الخصوم السياسيين ضمنياً أو صراحة؛
تخويف الناخبين بعذاب الآخرة؛
المتاجرة بالمقدس؛
قلب التنافس من مجال مدني إلى مجال عقدي.

وهذا يشكل:
إخلالاً بمبدأ تكافؤ الفرص؛
اعتداءً على حرية الضمير؛
تشويهاً للإرادة الانتخابية؛
توظيفاً غير مشروع للرمزية الدينية.

وقد أثبتت التجارب المقارنة في عدة دول أن:
الإسلام السياسي يستخدم الانتخابات كأداة للوصول إلى السلطة؛
ثم يعمل على تقييد الحريات وفرض رؤيته الأحادية؛
ويستعمل المؤسسات الديمقراطية ضد الديمقراطية نفسها.

الإسلام السياسي وخطره على حقوق المرأة والحريات الفردية

يمثل مشروع الإسلام السياسي تهديداً مباشراً لورش إصلاح:
مدونة الأسرة؛
القانون الجنائي؛
تكريس المساواة؛
حرية الضمير؛
الحقوق الفردية.

ذلك أن هذا التيار:
يعارض المساواة الكاملة بين الجنسين؛
يرفض حرية المعتقد؛
يعتبر الحقوق الكونية “غربية”؛
يوظف فهماً متزمتاً للنص الديني لتبرير التمييز.

وقد شكلت حملات التحريض ضد:
المدافعات عن الحقوق الفردية؛
الجمعيات النسائية؛
النشطاء الحقوقيين
دليلاً واضحاً على أن خطاب الكراهية ليس طارئاً، بل هو جزء من البنية الفكرية لهذا التيار.

ومن هنا فإن حماية الديمقراطية لا تنفصل عن:
حماية حقوق المرأة؛
حماية الحريات الفردية؛
تحصين حرية الضمير؛
تحييد الدين عن الصراعات السياسية.

المرجعية الدستورية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان

ينص الدستور المغربي على:
سمو المواثيق الدولية؛
حياد الدولة في الشأن الديني السياسي؛
ضمان حرية الفكر والضمير؛
منع التحريض على الكراهية؛
المساواة بين المواطنات والمواطنين.

كما تنص المواثيق الدولية، خاصة:
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛
الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز؛
قرارات الأمم المتحدة حول التطرف العنيف؛
على:
منع استغلال الدين للتحريض؛
تجريم خطاب الكراهية؛
حماية العملية الديمقراطية من التوظيف العقائدي؛
حق الدولة في تقييد بعض أشكال التعبير عندما تهدد الأمن العام.

وبناء عليه، فإن إلزام الأحزاب بميثاق يمنع استغلال الدين لا يشكل مساساً بحرية التعبير، بل:
يدخل في إطار حماية النظام العام الديمقراطي؛
ويستجيب للالتزامات الدولية للمغرب؛
ويعزز مصداقية التجربة الديمقراطية.

ملامح الميثاق المقترح لإلزام الإسلام السياسي

تقترح الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب اعتماد ميثاق قانوني ملزم، يتضمن على الخصوص:
منع صريح لاستعمال الآيات والأحاديث والشعارات الدينية في الحملات الانتخابية.
منع استغلال المساجد والزوايا ودور العبادة للدعاية الحزبية.
تجريم خطاب التكفير والتخوين الديني في المنافسة السياسية.
منع الجمع بين المسؤوليات الدعوية والسياسية خلال فترة الانتخابات.
إحداث آلية مستقلة لرصد الخطاب الديني الانتخابي.
ترتيب جزاءات واضحة:
إنذار رسمي؛
غرامات مالية؛
إلغاء نتائج الدائرة؛
المنع من الترشح في الاستحقاق الموالي.

ضرورة المنع من المشاركة الانتخابية في حالة الإخلال الجسيم

إن الديمقراطية لا تعني التساهل مع من يستعملها لهدمها من الداخل. ولذلك فإن:

أي حزب يثبت توظيفه للدين؛
أو تحريضه على الكراهية؛
أو تهديده للسلم الاجتماعي
يجب أن يُمنع من المشاركة الانتخابية حماية للنظام العام الديمقراطي.
وهذا الإجراء:
معمول به في عدة دول ديمقراطية؛
لا يتعارض مع الحريات؛
يندرج في منطق الديمقراطية الدفاعية التي تحمي نفسها من أعدائها.

خاتمة عامة

إن المغرب اليوم أمام لحظة مفصلية في تاريخه السياسي، حيث يتقاطع:
ورش الإصلاح الدستوري والتشريعي؛
الخطر الإرهابي المتجدد؛
صعود خطاب الكراهية؛
واستمرار محاولات توظيف الدين انتخابياً.

وترى الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب أن:
تحصين المسار الديمقراطي يمر حتماً عبر تحييد الدين؛
مواجهة الإسلام السياسي ليست مواجهة عقائد، بل مواجهة مشروع توظيفي للدين في السياسة؛
الديمقراطية لا يمكن أن تتعايش مع التكفير والتحريض والكراهية.
ومن هنا، فإننا نؤكد على:
ضرورة إلزام أحزاب الإسلام السياسي بميثاق قانوني مكتوب؛
ضرورة ترتيب جزاءات صارمة في حالة مخالفة هذا الميثاق؛
ضرورة حماية حقوق المرأة والحريات الفردية من الابتزاز الانتخابي الديني؛
ضرورة ربط الأمن بالإصلاح الفكري والقانوني.

فلا ديمقراطية مع خطاب الكراهية، ولا انتخابات نزيهة مع توظيف المقدس، ولا استقرار دون تحصين الأيديولوجيا من التطرف.

* مولاي أحمد الدريدي

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: سقوط الأقنعة عن تجار الفتنة

نشرت

في

بواسطة

إن قرار إيلون ماسك تفعيل خاصية تحديد مواقع الحسابات على منصة X كان بمثابة ضربة قوية للذباب الالكتروني والمتحكمين فيه لمهاجمة المغرب ومؤسساته الدستورية. فقد أسقط هذا القرار القناع عن تجار الفتن وسماسرة حقوق الإنسان ومدّعي النضال من أجل الديمقراطية الذين انتشروا في مواقع التواصل الاجتماعي كالفطر مباشرة بعد ظهور حركة جيل Z في مدغشقر والنيبال، في سبتمبر 2025، والتي انتهت بسيطرة الجيش على الحكم.

تلك الأحداث أوعزت للعملاء والخونة بتكثيف جهودهم الخبيثة في استقطاب الشباب والتغرير بهم عبر رفع شعارات مغرية ومطالب اجتماعية من أجل توفير وتجويد الخدمات الصحية والتعليمية؛ وهي المطالب التي لا يختلف حولها المغاربة من مختلف الفئات. طبعا لم يكن غرض هؤلاء السماسرة ومنتحلي النضال الحقوقي والسياسي هو الصحة والتعليم أو محاربة الفساد، بل غرضهم المباشر والرئيسي هو تصفية حسابهم من النظام الملكي الذي جعل من المغرب قوة إقليمية لها وزنها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والسياحي إفريقيا ودوليا.

من هنا جاء توزيع أدوار الخيانة والعمالة بين هؤلاء السماسرة، أذناب قوى إقليمية ودولية ظلت تبتز المغرب لعقود، خصوصا منذ استرجاع الأقاليم الصحراوية التي جعلوا منها قضية يلوون بها ذراع المغرب لينهبوا ثرواته ويكبحوا جهوده التنموية. فمنهم من تخصص في استهداف جلالة الملك بكل الأساليب الخسيسة، ومنهم من جعل من مهاجمة الأجهزة الأمنية خبزه اليومي، فيما اختص الآخرون بتسفيه المؤسسات المنتخبة لضرب مصداقيتها. هكذا تقاطعت أهداف خونة الداخل مع أهداف خونة الخارج وعملاء أعداء الوطن ووحدته الترابية فجعلوا من حركة زد حصان طروادة عساهم يخترقوا حصون الدولة وركائزها الأمنية والقضائية والاقتصادية والتجارية. كانت خطتهم متكاملة ومعدّة مسبقا سرعان ما انفضحت لما تمت مهاجمة مقر الدرك الملكي بالقليعة وإحراق الأبناء والصيدليات ونهب المحال التجارية والأسواق الممتازة وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، ثم أشاعوا رسو البواخر الإسرائيلية محملة بالأسلحة بالموانئ المغربية بطنجة والدار البيضاء، ليحرضوا الشباب المغرر بهم على محاصرتها وضرب العصب التجاري والاقتصادي الحيوي للمغرب.

لم يكتف الخونة والعملاء باستهداف القطاعات الإستراتيجية والحيوية، بل امتد مخططهم الخبيث إلى تجييش المغرر بهم لرفع شعارات تطالب بوقف بناء الملاعب الرياضية والتحريض على مقاطعة مباريات الفريق الوطني لكرة القدم والمطالبة بإلغاء تنظيم كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030. فأثبتوا عمالتهم لنظام الكابرانات وخدمة أجندته العدائية للمغرب. الأمر الذي جعل الشباب المغربي الذي التحق بالاحتجاجات ورفع شعار الإصلاح ومحاربة الفساد يدرك الأهداف الانقلابية للمتحكمين في حركة زد والموجهين لها، ليقرر الانسحاب ومقاطعة دعواتها للاحتجاج.

الغربان تقود إلى الجيَف.

ليس صدفة أن تكشف بيانات صادرة عن شركة NETSCOUT SYSTEMS” المتخصصة في حلول الأمن السيبراني حول التهديدات الإلكترونية، أن المغرب من أكثر الدول عرضة لهذه التهديدات على المستوى القاري خلال النصف الأول من عام 2025. نفس الأمر أكده إعلان شركة Kaspersky عن تسجيل ما يقارب 21 مليون محاولة هجوم إلكتروني بالمغرب خلال النصف الأول من عام 2025.

إذن هناك مخططات عدائية من أطراف متعددة تستهدف أمن المغرب واستقراره بأساليب خسيسة، على رأسها النظام الجزائري. وهذا ما أكدته نتائج التحقيقات التقنية أن الهجمات تحمل أنماطاً وبصمات سبق تسجيلها في عمليات إلكترونية صادرة من جهات مرتبطة بالجزائر. كما تم رصد استخدام بنية تحتية رقمية متطورة، تشمل خوادم وسيطة وعناوين بروتوكول إنترنت، توحي بوجود دعم منظم وموجّه من الخارج. وقد تأكدت هذه الحقيقة مباشرة بعد قرار إيلون ماسك حيث تبين أن المصدرين الرئيسيين للهجمات الإلكترونية والتحريض على الفتن والعنف هما الجزائر وقطر وكندا، عبر استغلال القضايا الاجتماعية في وسائل التواصل الاجتماعي وتحويلها إلى حملات ممنهجة من الأخبار الزائفة والشائعات لإثارة القلاقل لضرب استقرار المغرب.

ما أن فعّل موقع X خاصية تحديد المواقع حتى اختفت عشرات الآلاف من الصفحات المزيفة التي تقمص أصحابها الجنسية المغربية للتحريض ضد المؤسسات ونشر الشائعات للتأثير على الرأي العام الوطني. ومنذ الوهلة الأولى التي رفض فيها المتحكمون في حركة جيل Z الكشف عن هوياتهم تأكدت عمالتهم للخارج وخيانتهم للوطن وخدمتهم لأجندات معادية للمغرب ولوحدته الترابية. ذلك أن الهويات المجهولة لن تقود إلا إلى المجهول؛ وكما يقول المثل العربي “من يتخذ الغراب دليله قاده إلى الجيف”. والمغاربة، بمختلف شرائحهم، أثبتوا لأعداء وطنهم أن حملات التضليل والتحريض ونشر الأخبار الزائفة وترويج الإشاعات المغرضة لن تخدعهم كما خدعت شعوبا عربية هي اليوم تدفع ثمن اتخاذها من الغربان دليلا لها.

أكمل القراءة
مجتمع منذ ساعتين

أمطار غزيرة و فيضانات تُغرق أحياء في آسفي

منوعات منذ 5 ساعات

تيميتار: الفنانون الأمازيغ في صُلب حوار موسيقي عالمي

دولي منذ 6 ساعات

11 قتيلا في هجوم أثناء إحياء عيد يهودي على شاطئ في سيدني

رياضة منذ 7 ساعات

الفيفا يعلن استضافة الدوحة لحفل جوائز الافضل لسنة 2025 يوم الثلاثاء

رياضة منذ 8 ساعات

المنتخب الوطني الرديف يختتم تحضيراته للقاء الإمارات

رياضة منذ يوم واحد

بطولة إسبانيا: ثنائية رافينيا تعزز صدارة برشلونة إلى سبع نقاط

دولي منذ يوم واحد

إسرائيل تعلن قتل قيادي عسكري في حماس بضربة في غزة

رياضة منذ يوم واحد

أمم إفريقيا: محرز وزيدان يتصدران تشكيلة المنتخب الجزائري

رياضة منذ يوم واحد

الصحافة الإسبانية تشيد بأوناحي، صانع ألعاب جيرونا

دولي منذ يوم واحد

حصيلة الفيضانات في إندونيسيا تتخطى الألف قتيل

واجهة منذ يومين

توقعات أحوال الطقس لليوم السبت

رياضة منذ يومين

كأس العرب: .المنتخب الوطني المغربي يواجه نظيره الإماراتي

رياضة منذ يومين

كأس العرب: الامارات تجرد الجزائر من اللقب

تكنولوجيا منذ يومين

المغرب الرقمي 2030..1,3 مليار درهم لتطوير منظومة المقاولات الناشئة

سياسة منذ يومين

لفتيت يعقد اجتماعا مع رؤساء الجهات حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة

رياضة منذ يومين

المنتخب الوطني للقاعة سادس عالميًا والنسوي يتصدر إفريقيا

دولي منذ يومين

السلطات الإيرانية تعتقل نرجس الحائزة على جائزة نوبل للسلام

اقتصاد منذ يومين

Attijari Payment تستحوذ على جزء من عقود المركز المغربي للنقديات

رياضة منذ يومين

كأس أمم افريقيا: المنتخب المصري يعلن قائمة لاعبيه

سياسة منذ يومين

البيان الختامي لاجتماع النيابات العامة أطراف الاتفاق الرباعي لمكافحة الإرهاب

رياضة منذ أسبوعين

مدينة الصويرة تحتفي بأحد أبنائها البررة..محمد عبيد

رياضة منذ أسبوع واحد

إطلاق الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للإعلام بواشنطن

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

سعيد الكحل: سقوط الأقنعة عن تجار الفتنة

رياضة منذ أسبوعين

كاس العرب 2025: المنتخب الجزائري حامل اللقب يكتفي بالتعادل مع السودان صفر-صفر

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

نحو إلزام الأحزاب الإسلامية بميثاق قانوني لوقف توظيف الدين وخطاب الكراهية

تكنولوجيا منذ أسبوعين

اختراق أمني يستهدف بيانات مستخدمي ChatGPT

رياضة منذ أسبوع واحد

أمريكا تقلص مدة انتظار التأشيرة بالمغرب إلى شهرين استعدادا لمونديال 2026

على مسؤوليتي منذ 6 أيام

سعيد الكحل: الفقيه الريسوني يعود إلى عادته القديمة

منوعات منذ أسبوعين

سعيد الناصري يطرح فيلمه الجديد “الشلاهبية” على يوتيوب

سياسة منذ أسبوع واحد

هيئات نقابية صحافية تجدد رفضها القاطع لمشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة

سياسة منذ أسبوعين

هذه هي الشروط الجديدة لدعم ترشح الشباب في الانتخابات

رياضة منذ أسبوع واحد

قرعة مونديال 2026: المغرب يقع في مجموعة البرازيل

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

محاكمة جديدة لسعد لمجرد بتهمة الاغتصاب في فرنسا

سياسة منذ أسبوعين

وزير الداخلية يذكر باستمرار تسجيل الناخبين

منوعات منذ أسبوعين

محكمة فرنسية تقرر تأجيل محاكمة سعد لمجرد بتهمة الاغتصاب

سياسة منذ أسبوعين

مجلس التعاون الخليجي يجدد التأكيد على مغربية الصحراء ويرحب بقرار مجلس الأمن 2797

تكنولوجيا منذ أسبوعين

غوغل تكشف عن تحديث يتيح للشركات الاطلاع على رسائل الموظفين النصية!

رياضة منذ أسبوعين

المنتخب الوطني الرديف يستعد للقاء جزر القمر في كأس العرب

مجتمع منذ أسبوعين

مراكش.. توقيف متورطين في سرقة سائحة أجنبية

مجتمع منذ أسبوعين

الجديدة: 90 سنة سجنا للمتابعين الستة في قضية اغتصاب قاصر

رياضة منذ أسبوعين

مدينة الصويرة تحتفي بأحد أبنائها البررة..محمد عبيد

سياسة منذ شهر واحد

🔴 مباشر | الخطاب الملكي السامي

رياضة منذ شهرين

الدار البيضاء.. انطلاق المرحلة الرابعة من سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء

الجديد TV منذ 4 أشهر

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

رياضة منذ 6 أشهر

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

رياضة منذ 7 أشهر

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الجديد TV منذ 7 أشهر

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

الجديد TV منذ 7 أشهر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

رياضة منذ 8 أشهر

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

رياضة منذ 8 أشهر

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الجديد TV منذ 8 أشهر

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

الجديد TV منذ 9 أشهر

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

رياضة منذ 9 أشهر

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

الجديد TV منذ 9 أشهر

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

الجديد TV منذ 12 شهر

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

الجديد TV منذ سنة واحدة

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

الجديد TV منذ سنة واحدة

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

الجديد TV منذ سنة واحدة

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ سنة واحدة

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ سنتين

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

إعلان

الاكثر مشاهدة