كل الدراسات السوسيو اقتصادية، تؤكد أن معدل اللجوء الأسر المغربية للقروض البنكية تزداد بشكل كبير في المناسبات التي تتطلب مصاريف اضافية للمصاريف المعتادة للعيش اليومي، مما يوضح غياب او انعدام مفهوم وثقافة الادخار الذي يعرف لدى عامة المغاربة بمواجهة دواير الزمان او مصطلح الفلس الابيض لليوم الاسود.
من بين هذه المناسبات، نذكر على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر: شهر رمضآن. العطلة الصيفية. الدخول المدرسي و الأعياد الدينية بالإضافة إلى حالات الطوارئ غير المبرمجة في الميزانية العامة لتسيير البيت.
حسب المعطيات الرقمية الصادرة عن بنك المغرب، فإن قيمة القروض البنكية الموزعة من قبل البنوك وشركات القروض ارتفعت بنسبة 5.6% خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية( 2023 ) مما جعلها تتجاوز ماقيمته 1.034 مليار درهم.
مع ارتفاع أسعار مواد البناء وثمن الأراضي المجهزة للبناء عرفت قيمة القروض العقارية crédits immobiliers تراجع بنسبة 2.1% في حين حسب نفس الارقام الصادرة عن بنك المغرب فإن قروض السكن سجلت زيادة بنسبة 2.4% خصوصا قروض التمويل التشاركي للسكن، الذي زاد بنسبة 17.4%.
فيما يخص القروض البنكية الممنوحة للأسر التي نحاول أن نحللها من الناحية السوسيو اقتصادية بعد ارتفاعها فانهاحسب نفس المعطيات الرقمية سجلت ارتفاعا بنسبة 3.5% مع التذكير ان القيمة الاجمالية للقروض البنكية ارتفعت بنسبة 5.6% إلى حدود نهاية شهر أبريل 2023 لتصل إلى ماقيمته 1034 مليار درهم.
السؤال المطروح هو هل فعلا كل هذه القروض بمختلف انواعها تسدد في حينها بدون مشاكل وهل نحن فعلا شعب مستهلك للقروض مثل أسر الولايات المتحدة الأمريكية؟؟.
بالنسبة للقروض المستعصية اداؤها ارتفعت بنسبة 6.9% عند نهاية شهر أبريل 2023 مقابل نسبة 5% عند نهاية شهر مارس 2023 اي بزيادة قدرها 91.97 مليار درهم.
أرقام لها دلالتها واهميتها وتبين أن الأسر المغربية تفكر في القروض البنكية أو قروض التمويل التشاركية بدون برمجة او تخطيط للقدرة على تسديدها بدون مشاكل واللجوء إلى القضاء .المهم تغطية المصاريف المتعلقة بالمناسبة او الازمة في الحين والباقي على الله سبحانه وتعالى .
هل فعلا تستدعي ظروف هذه المناسبات: عيد الاضحى .شهر رمضان المبارك. العطلة الصيفية والدخول المدرسي اللجوء إلى القروض البنكية و جميع انواع السلفات؟؟
سؤال له علاقة بالجانب السوسيو اقتصادي للمجتمع المغربي الذي اصبح شعبا مستهلكا بالدرجة الأولى ولو على حساب تراكم الاقتطاعات البنكية من الأجر الشهري مما يثقل كاهله ويضطر إلى اللجوء لاساليب ربما غير قانونية لتغطية المصاريف والديون المتراكمة.
وضع متأزم يزداد باستمرار خصوصا مع غياب او تجاهل ثقافة الادخار وإعطاء الاولوية للمصاريف الأولية الضرورية ونذكر على سبيل المثال تهافت المغاربة على قروض الاستهلاك لاقتناء كبش العيد دون الاستفادة من الأحاديث النبوية ومبادء الاسلام أن اضحية العيد لمن استطاع وليس للتباهي.
*ادريس العاشري