على مسؤوليتي
سرديات رمضانية: سوسيولوجية الحقوق النسائية: من يؤطر ما؟ (1)

نشرت
منذ 6 أشهرفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
* حلقة خاصة بمناسبة ثالث وثامن و24 مارس وإحتفاء بنساء انتفاضة 3 مارس 1973 ، واليوم العالمي للمرأة ، واليوم العالمي للحق في معرفة الحقيقة وجبر ضرر ضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
من خلال هذا العنوان أريد أن أدخل مباشرة إلى موضوع لطالما ظل ولا زال يؤرقني، وهو موضوع تنسيق تفاعل السلطات الاجتماعية والفكرية مع قضايا حقوق النساء، ومدى تأثير هذه القوى على بناء المفاهيم المتعلّقة بالعدالة الجندرية، وكيفية تشكيلها في سياقات العدالة الانتقالية ، والتي يبدو أننا كحقوقيين على الأقل سجلنا بأن العملية السياسية التي رافقت العهد الجديد قد إستنفذت دورتها ، وقد حلت مرحلة التفكير في ضرورو ضخ أنفاس نوعية جديدة ، عبر سن جيل جديد من الإصلاحات ، عله يستكمل ما اعتل موضوعيا على مستوى الشق السياسي في العلاقة مع الإصلاحات السياسية والإقتصادية والتشريعية والمؤسساتية .
من هنا اعتبرت بأن التعثرات تظل دائما مرتبطة بعامل التحيين وعنصر تحديث المفاهيم دون السقوط في فخ تضخيم الخطاب الأخلاقي وما يترتب عنه من سرديات الإحسان والشفقة والتبجيل والتقديس ، سواء تعلق بالإنتظارات أو المنجزات نفسها ، ولتفادي هذه الثقافة المستحدثة في العلاقة مع التمجيد والتبخيس ، إرتيأنا أن نتاول موضوع الحقوق النسائية وما يرتبط بها من عدالة جندرية ، من زاوية مفهوم جديد للعدالة الإنتقالية ، ولكي نتخلص من سلبيات وآثار الرؤية المحافظة وتمثلاتها التقليدانية ، اخترنا أن نخاطر ونخوض محاولة تجريب مطلب التفكير افقيا في جدوى إقران التوقع وربطه بالعدالة الإنتقالية في مجال الحقوق النسائية والعدالة الجندرية ، كي تصير مندمجة ضمن مطلب العدالة الإنتقالية الجندرية التوقعية . والتي نتخيلها سياسيا ( في سياق التخييل السياسي الممكن ) مؤطرة وفق مايلي :
1. منظومة الفاعلين والمؤثرين:
إننا نحاول في هذا السياق، أن نبلور سؤال “من يؤطر ما؟” ونصيغه ، وذلك في إشارة إلى الأطراف التي تحدد وتعزز الإطار الفكري والقانوني لحقوق النساء ؛ نتصور أن العدالة الانتقالية الجندرية التوقعية قد تشكل محاولة لإعادة بناء هذه الأطر بطريقة تضمن شمولية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة للنساء والأقليات الجندرية. لكن هذا النهج يظل مرتبطًا بتفاعل القوى الاجتماعية والسياسية التي تساهم في “إعادة التأطير” سواء على صعيد القوانين أو السياسات أو حتى على مستوى الثقافة المجتمعية.
2. السوسيولوجيا الثقافية والمقاومة الاجتماعية:
من خلال التركيز على مقاومة التغيرات الثقافية، يظهر أن التأطير ليس محايدًا ، فالمجتمع المحافظ قد عارض هذه التحولات، ما يجعل العدالة الجندرية التوقعية تتطلب وعيًا اجتماعيًا وثقافيًا لتحدي الصور النمطية والممارسات الثقافية التي تحصر النساء والأقليات الجندرية في أطر معينة. هذا يعكس الصراع بين ما يُؤطَّر اجتماعيًا (من خلال الثقافة السائدة) وما يُؤطَّر حقوقيًا (من خلال الأطر القانونية والاجتماعية الحديثة).
3. الربط بين الفاعلين الاجتماعيين والأطر النظرية:
عند الحديث عن تكريم النساء الحقوقيات، يُطرح التساؤل حول “من يحدد من هو المؤثر الرئيسي؟” ويظهر النقد هنا بشكل واضح في حالة ربط النساء بنظريات فكرية أو شخصيات سوسيولوجية قد لا تعكس حقيقة تجاربهن ونضالهن. هنا نجد سؤالًا حول مدى استقلالية “التمثيل” النسوي. هل يتم تشكيله وتوجيهه بواسطة إطارات نظرية خارجية، أم أن النساء أنفسهن هن من يعيدن تشكيل هذا الإطار وفقًا لتجاربهن الفعلية؟.
4. العدالة الجندرية في سياق سوسيولوجي:
العدالة الجندرية، في هذا السياق، تُعتبر محصلة تفاعل الفاعلين من مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية. كيفية إدماج النساء والأقليات الجندرية في هذه العدالة لا تعتمد فقط على النصوص القانونية، بل أيضًا على القوة التي يمتلكها الأطراف المؤثرة في تكوين السياسات والممارسات .
لقد أكدنا على أن التأطير في سوسيولوجية الحقوق النسائية يظل مرتبطا عضويا بعملية تركيب السلطة الفكرية والقانونية داخل السياقات الاجتماعية، ويعكس صراعًا دائمًا بين الأطر التقليدية والممارسات الحديثة في التعامل مع قضايا الجندر. كما يشير إلى التفاعل المستمر بين من يحددون الحقوق ومن ينجزون هذه الحقوق على ارض الواقع ، مع مراعاة تداخل الأبعاد الثقافية والاجتماعية في هذه العمليات.
وقبل أن نعود للتدقيق في الإستنتاج الأولي أعلاه ، لا مناص من أن نؤكد وفق ماهو متاح من معطيات وإرهاصات أولية للتحليل ، على أن العدالة الانتقالية الجندرية التوقعية قد تُعتبر إطارًا متطورًا في مجال العدالة الانتقالية، من خلال التركيز على معالجة الانتهاكات المرتبطة بالنوع الاجتماعي التي تحدث أثناء النزاعات وفي مرحلة ما بعدها، مع تطلع إلى منع تكرارها في المستقبل ، ونتوخى أن يهدف هذا النهج إلى ضمان شمولية العدالة الانتقالية مع مراعاة الفروق الجندرية، مع التركيز على التحديات التي تواجهها النساء وبعض الأقليات الجندرية، مثل المثليين/ات والمتحولين/ات جنسيًا وغيرهم في سياقات ما بعد النزاع ، رغم أن هذه الموضوعات لم ينضج بعد النقاش حولها ، وبحكم عوامل عظيمة يصعب اعتبارها قضية مركزية والحال أنها لم تصر بعد مسألة فئوية بما يكفي ، فالمسافة والكلفة هي وجه الفارق بين القضية والمسألة . ولا يعقل أن نتجاهل هذا التمييز الضروري في أي منهج تفكير أو عملية تفعيل ! .
من هنا نتساءل جميعا عن جدوى و أهمية العدالة الانتقالية الجندرية التوقعية:
إن تاريخنا الوطني وتاريخ جوارنا ومنذ توترنا معه ومع الإستعمار إلى يومه ؛ ظلت النساء ، أكثر عرضة لانتهاكات محددة مثل العنف الجنسي والاستغلال والتمييز خلال النزاعات. يهدف هذا النوع من العدالة إلى معالجة هذه الانتهاكات بشكل شامل. هنا وهناك فغالبًا ما يتم استبعاد النساء (وبالأحرى الأقليات الجندرية) من عمليات صنع القرار في مرحلة ما بعد النزاع. ولذلك يفترض أن تسعى العدالة الجندرية إلى ضمان مشاركتهم الفعالة في تصميم وتنفيذ برامج العدالة الانتقالية ، ودون تعميم مطلق ، وجب التحفظ على مصطلح “” التأثيث بالتأنيث اي بالنوع الإجتماعي “” والذي هو باطل لكن يراد به ( بالتدرج ) حقا منشودا .
وسنعود لهذه النقطة لاحقا . كذلك من خلال معالجة جذور العنف القائم على النوع الاجتماعي، يمكن للعدالة الانتقالية الجندرية أن تسهم في منع تكرار هذه الانتهاكات في المستقبل ، ضمن بلورة استراتيجية ضمانات عدم التكرار والتي يصعب سنها في غياب التوقعية والإستشراف ومراعاة التمثلات اللصيقة عضويا بصناعة السرديات الدينية ( ببعد أمني صرف ) .وهذا ما يقتضي ويوجب التفكير في صياغة مكونات العدالة الانتقالية الجندرية التوقعية ، والتي يفترض أنها مستحضرة دائما لمطلبي المساءلة والعدالة ، بغض النظر عن مدى إمكانية او إستحالة التفعيل .
لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجندرية، مثل العنف الجنسي والتمييز ، يشترط إنشاء لجان تحقيق تراعي المنظور الجندري لتسليط الضوء على تجارب النساء (والأقليات الجندرية ) خلال النزاع ، وهذا ما حصل وبشكل محتشم وغير كاف في التجربة المغربية ، وذلك لعوامل شتى ، ومن بينها تأثير ثقافة الخجل وفوبيا الخوف من الوصم الإجتماعي ؛ لذلك منهن من اكتفين بنيل وقبول تعويضات مادية ومعنوية ورمزية ،والحال أن جبر الضرر الفردي مسألة ضرورة ، لذلك وجب تقديم تعويضات للنساء ( والأقليات الجندرية إن كان لها محل ) اللواتي تعرضن لانتهاكات، مع مراعاة احتياجاتهن الخاصة. بالإضافة إلى ضرورة إعادة التأهيل بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للناجين/ات من العنف الجنسي ( والانتهاكات الجندرية الأخرى والتي سيأتي وقت ” البوح ” بها وكشفها ، ( ما دامت لا تتقادم قانونيا على الأقل ) .
ولأنه لا يمكن فصل هذه العدالة الجندرية التوقعية عن العدالة الإنتقالية العامة ؛ فإن مطلب إصلاح القطاع الأمني يطرح نفسه بإلحاح ، بما يقضي ذلك من تدريب القوات الأمنية على حماية حقوق النساء ( والأقليات الجندرية)، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي. مع تعزيز سيادة القانون وذلك بضمان أن تصير القوانين والسياسات أكثر مراعاة للفروق الجندرية، وتعمل على حماية حقوق النساء (والأقليات الجندرية) .
ومن بلوغ المصالحة المجتمعية مع الحركة المطلبية هذه ، بما فيها التفكير في تحويل المسائل الفئوية والخاصة إلى قضايا مجتمعية ، وبرفع التحفظ والتردد بحذف الأقواس عن عبارة ( الأقليات الجندرية ) ، وهذا سيتاح من خلال تنظيم حوارات عمومية ومؤسستية تراعي المنظور الجندري وتشجع مشاركة النساء و(الأقليات الجندرية) في عمليات المصالحة البينية ومع الثقافة الحديثة ، مت خلال تحديث الفكر والسياسة وبتعزيز الوعي بحقوق النساء و( الأقليات الجندرية) ومكافحة الصور النمطية الجندرية التي تساهم في العنف والتحقير والوصم .دون التهلي عن روح الكفاح و العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين في مجالات مثل التعليم والصحة والعمل.
وفي إطار التوقع لابد من إستحضار المقاومة الثقافية ، فقد يواجه هذا النهج مقاومة من القوى المحافظة التي ترفض /تكره التغيرات في الأدوار الجندرية. كما يتوقع ضرورة تسريع وتيرة التمرين الديموقراطي لمواجهة نقص الموارد والأطر البشرية حيث تتطلب تفعيلات برامج العدالة الانتقالية الجندرية موارد مالية وبشرية كبيرة قد لا يتم توفيرها في الميزانيات . ومن جهة أخرى إن النساء غالبًا ما يكن ممثلات بشكل ناقص في دواليب وعمليات صنع القرار، مما يؤثر على فعالية الاستراتيجية .
وكخلاصة فإننا نتوخى من “” العدالة الانتقالية الجندرية التوقعية”” أن تشكل قيمة مضافة او بديلا مكملا مؤطر بقانون نفي النفي ومبدأ حفظ المكتسبات الوجيهة والإيجابية ، كنهج أساسي وجوهري لضمان شمولية العدالة الانتقالية مع مراعاة الفروق الجندرية . فمن خلال معالجة الانتهاكات الجندرية، وضمان مشاركة النساء (والأقليات الجندرية) ، ومنع تكرار العنف القائم على النوع الاجتماعي، يمكن لهذا النهج أن يساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة واستقرارًا. ولتحقيق هذا الهدف، يتطلب الأمر تعاونًا بين الحكومات والمجتمعين المدني والسياسي والمجتمع الدولي، مع مراعاة السياقات الثقافية والاجتماعية الخاصة بكل مجتمع.
ولأن المناسبة شرط ، فقد تبادر كثير من المنظمات المدنية والحقوقية والهيئات السياسية أو الحزبية إلى تكريم أطرها النسائية ؛ وفي سياق هذا الاحتفاء بالنساء الحقوقيات ، اختارت هيئة سياسية تكريم مناضلات حزبية ( سابقا ) وحقوقيات وسياسية (حاليا ) ، وحتى لا نحكم على الماضي ، ونكتفي بما هو جدير وموجب ، حاضرا ، للإحتفاء بهن كأسباب للنزول ( أي الإختفء بمناسبة ثامن مارس ، ااموافق لليوم العالمي للمرأة ) ؛ فالمختفى بهن ، وحسب معايشتنا لهن بالنضال إلى جانبهن على إمتداد عمرنا الكفاحي الإفتراضي والحقيقي ، وهو عمر لا يقل عن نيف و اربعة عقود ، نعرفهن ، على الأقل من خلال ما قدمنه من تضحيات نضالهن، ولا يسعن لهذه الغاية إلا نثمن مبادرة الإحتفاء، وهذا عنوان للمفهوم الجديد للعدالة ، من خلال مكونيها ( أي العدالة الجديدة ) من إعتراف وإنصاف ، لكن وفي إطار التفكير النقدي التوقعي ، والمرتبط كآلية ( مندمجة ضمنها ) بآليات العدالة الإنتقالية الجندرية التوقعية ، لابد من التحذير من عبارة يبدو أنها سقطت سهوا على بساط ملصق إعلان التكريم ، وهو خطأ تسرب في نظرنا ، ويبدو أنه خطأ لا رقى إلى درجة الخطأ في المبدأ ولا حتى في الممارسة ، فهو مجرد غلط يستحق المراجعة والتصحيح . فالإحتفاء استحضر على سبيل القدوة والنموذج علمَة ( مؤنث علم ) وهي سوسيولوجية بارزة ، مثقفة مكافحة على طريقتها ، بالتفكير والمعرفة ؛ وسوء التعبير أو الفهم الذي حصل وعن حسن النية المفترض كفعل أصيل ، هو أنه تم تكريم تنك النساء الحقوقيات عبر ملصق تظهرهن فيه انهن مكرمات على “خطى” (الدكتورة ف م ) المفكرة سوسيولوجية الشهيرة ، والهفوة التي لم تنتبه لها الجهة المحتفية ، بأنه كان من المفترض إستحضار معينة العلاقة الحقيقية بينهن ، كمناضلات خضن أكبر المخاطرات وتحدين كل السرديات الأمنية والدينية ، وبين هذه المفكرة المجاهدة الأكاديمية ؛ وهذا يتطلب منا في إطار تحقيق الغاية من الإحتفاء وفق ما تقتضيه الحكمة النبيلة من ثقافة الإعتراف والإنصاف كقيمة ثقافية إنسانية عميقة ؛ التعامل في إطار النزاهة الفكرية مع ” السهو ” بنوع من التقييم الإيجابي ، لأنه محرد سهو ذلك قد يُعتبر إشكالية تحتاج إلى التحليل. وهنا سوف نتعامل مع الإشكالية ، محاولين التجرد دون تميز أو وصم أو تبخيس او تمجيد حتى ، والمهم أن نرد الإعتبار للجميع على أساس الندية وعدم المفاضلة ، وأساسا من حيث ضمان مسافة الإستقلالية .
ذلك أن الاحتفاء بالنساء الحقوقيات يجب أن يكون شاملاً وعادلاً، ويعترف باستقلالية نضالهن. وأي محاولة لربط نضالهن بإطار فكري أو نظري قد يبدو قريبا أو شبيها ، لكنه من وجهة نظر الندية والإستقلالية ومبدأ عدم تماثل البشر ، فهو غير ملائم وقد يعتبر تصنيفا حتى لا نقول تمييزًا، ويجب أن يتم الاحتفاء بهن كفاعلات مستقلات بمساهماتهن الفريدة والمتميزة .
استسمح روح فقيدتنا المفكرة السوسيولوجية ، وأقدر كل الخطى التي سارتها على درب تحرر الوطن والشعب والعقليات ، ولكن دعما لمكانتها النزيهة عن كل حاجة إلى مجاملتها أو مدحها ، فهي فوق كل تمجيد لمناقبها ، لكننا نتمثل خطاها في التحليل الموضوعي والنقدي ، لكن مع معالجة إشكالية “” السهو ” على أساس بسط بعض نقاط النقد المحتملة أو المتوقعة .
* يتبع .
على مسؤوليتي
“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

نشرت
منذ 7 أيامفي
أغسطس 15, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
المناضل الكبير العزيز سيون أسيدون، كان ومازال أكثر من رفيق ومن صديق ومن أخ ومن أستاذ ومن مرشد، لأن ما جمعني به أكثر من مجرّد صداقة رفاقية، علاقتنا تعدّت العام والعموميات إلى خصوصيات كُثر، بعضها يعرفه بعض الرفاق والرفيقات، وأغلبه لا يعلمه إلا الراسخون في علم ترجمان أحلامه هو الحياتية الشخصية، وأحلامه الكبرى بالوطن والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية… وبعض هذه الأحلام والأعمال والأفعال هي أمانة في الصدر المكنون.
كنا في غاية القلق لمّا نقل العزيز سيون إلى غرفة العمليات في حالة صحية حرجة، سنتعرّف على تفاصيلها ودواعيها منه شخصيا، فلدي إحساس داخلي، لا أدري كنهه ولا مصدره، يطمئنني أن سيون سيعود إلينا سالم الجسد والروح بكل تأكيد، حتى ليمكن لي أن أقسم على ذلك بـ”القلم وما يسطرون”… وبسبب هذا القلم استضافته السجون… مرت على العزيز سيون الكثير من المحن في حياته الخاصة والعامة، وكذا الكثير من المصادفات العجيبة، كان تاريخ ميلاده يعود إلى سنة 1948، وهي السنة التي نشأت فيها إسرائيل في قلب أرض فلسطين، فكان أبرز وأشمخ يهودي مغربي سيعادي الاحتلال الإسرائيلي ويناصر الحق الفلسطيني ويناهض المدّ التطبيعي.
ومن الصدف، كذلك، مع هذه السنة (1948)، أنها ستُردف بسنة “مقلوبة” (1984)، سيعانق خلالها، في مثل هذه الأيام تقريبا، وتحديدا بمناسبة ثورة الملك والشعب (20 غشت)، سيعانق الحرية، إثر عفو ملكي على عدد من مناضلي وقادة اليسار السبعيني، بعدما قضى سيون 12 سنة سجنا من أصل 15 سنة، التي كان محكوما عليه بها في المحاكمات السياسية الكبرى لسنة 1973، للإشارة كانت هناك محاكمة مراكش، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الاتحادية، فيما سيون كان ضمن محاكمة الدارالبيضاء، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
لقد كان سيون مناضلا أمميا بامتياز، إذ كان من أبرز المشاركين المغاربة في الانتفاضة الطلابية في ماي 1968، حيث كان يدرس هناك، وما أن عاد إلى المغرب في 1972، حتى قرّر احتراف “القلم”، فأصدر صحيفة “صوت الكادح”، لكن صوت أسيدون سرعان ما تعرّض للتكميم، إذ تعرّض، في نفس سنة عودته إلى المغرب، للاختطاف ونقله إلى المعتقل السري “دار المقري” في الرباط، حيث سيُذاق شتى أشكال التعذيب والتنكيل، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، والقصة في الأصل هي قصة صوت وقلم.
منذ عرفت سيون أسيدون وهو شعلة حركة ونشاط، لا يعرف فسحة ليقعد ويرتاح، حتى في داخل السجن، كان يتحرّك ويخطّط، إلى درجة أن إدارة السجن فرضت عليه حالة قصوى من الحصار والتضييق ليقضي أبشع عقوبة في العزل الانفرادي لمدة سنة كاملة، كان دائما يخطط لشيء ما، حتى أنه خطط للفرار من السجن، وكذلك فعل، وظل حرا طليقا لمدة أربعة أيام في الاختباء والتواري قبل سقوطه من جديد بين يدي الجلاد، ومنذ الإفراج عنه في سنة 1984، وهو لا يكف عن التخطيط، يخطط ويبني إطارات حركية ثورية تقدمية، يخطط ويدعو ويقود مظاهرات شعبية احتجاجية وتضامنية، ويخطط وينخرط في مختلف الأشكال النضالية والحقوقية، بحضور وازن وفاعل في العديد من الإطارات المدنية، من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبارانسي المغرب)، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (BDS) المغرب.
وفي مختلف هذه الجبهات والواجهات، كان سيون أسيدون يتحرّك في مختلف ميادينها من المغرب إلى لبنان، ومن إفريقيا وأوروبا إلى آسيا، يحلم بالحرية والتحرر والتحرير، ويغني مع مارسيل خليفة العشق الأممي للشمس والحلم والأمل، وأتصوّره الآن، وهو يتماثل للشفاء، يرفع صوته بالغناء، ونهتف ونغني معه:
مناضلون بلا عنوان
مناضلون في أي مكان
نكتب سير الأبطال للأطفال
نحلم بالورد والخبز والزيت
وكتب الحب والنار
ورسم العصافير والتذكار
وعشق المطر والأزهار
صديقي ورفيقي وعزيزي سيون أسيدون.. “جمعْ راسك معانا” لنعانقك وأنت تعود إلينا سليما معافى صامدا صبورا وشامخا، لنتحاكى أحلامنا، ولتتيح لنا فرصة أخرى لنقول ونكرر ونردّد كم نحبك وكم تحبّنا… سلاما عزيزي حتى مطلع كل فجر.
على مسؤوليتي
سعيد الكحل..عملاء في خدمة أجندات الأعداء

نشرت
منذ أسبوع واحدفي
أغسطس 14, 2025بواسطة
سعيد لكحل
لم تعد العمالة لأعداء المغرب والانخراط في خدمة أجنداتهم أمرا سريا يتوارى مقترفوه من الفضيحة من سوء وخسة ما يفعلونه، بل صار سلوكا علنا يجاهرون به وكأنهم في تحدّ سافر للدولة وقوانينها وللشعب وثوابته الدينية والوطنية. عملاء يتصايحون كذبا وبهتانا أنهم “وطنيون” يناصرون قضايا الوطن والأمة، بينما هم طابور خامس يؤدون الأدوار التخريبية التي رسمها لهم أعداء الوطن. تختلف انتماءاتهم الحزبية والتنظيمية وتتناقض مرجعياتهم الإيديولوجية لدرجة يبدو معها مستحيلا التقاطع أو الالتقاء عند أدنى اتفاق أو تنسيق، لكن يجمعهم العداء للوطن وللنظام ولثوابت الشعب المغربي.
جميعهم تجار المواقف وسماسرة القضايا المدرة للعملة والمنفعة، وأدوات تنفيذية بيد الأعداء. لهذا لا يجدي نفعا جدالُهم ولا يغير الحوارُ نهجَهم. لقد اختاروا لأنفسهم دور الضباع الناهشة والكلاب المسعورة التي لا يأمن الوطن والشعب غدرهم. فبعد أن أعماهم الحقد على النظام وأغراهم الأورو والدولار، تجرّدوا من كل القيم الدينية والوطنية وارتموا في أحضان مموليهم الذين يخططون لتقسيم المغرب جغرافيا، أو إحراقه بنار الفتنة المذهبية والطائفية كما أحرقوا دولا وشعوبا مشرقية تهاونت حكوماتها في التصدي لذات المخططات في مهدها، كما هو حال لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا.
الكلب النبّاح إلى ما عض ما يرتاح.
ما يغيظ أعداء المغرب وعملاءهم هو نجاحه الكبير في التصدي لمخططاتهم العدائية بفضل إستراتيجيته الأمنية والعسكرية والدبلوماسية المشهود بها دوليا، فضلا عن الحكمة والاقتدار في إدارة القضايا الكبرى وفق ما تمليه المصالح العليا للوطن. فبعد رهانهم على محاصرة المغرب ومنع تمدده إفريقيا بدعم وتمويل وتسليح عصابات البوليساريو لخلق كيان وهمي في خاصرة المغرب بعد انسحاب موريتانيا من إقليم وادي الذهب؛ إلا أن اليقظة والحنكة المغربية أفشلت مخططهم، فكانت فرصة تاريخية لاسترجاع الإقليم الذي تحل ذكراه اليوم. ثم كانت مؤامرتهم لغلق معبر الـﯕرﯕرات قصد خنق الاقتصاد الوطني، فكانت إرادة المغرب أقوى لتدفن مخططهم في رمال الصحراء التي سقاها أبناء المغاربة الأبطال بدمائهم الزكية. نجاحات لم يستسغها الأعداء والعملاء والخونة الذين راهنوا، خاسئين، على جعل الصحراء مقبرة للجيش وللنظام الملكي.
تلك كانت أوهامهم التي عصفت بها وتيرة المشاريع التنموية العملاقة التي تعرفها الأقاليم المسترجعة، وكذا الدعم الدبلوماسي المتواصل لموقف المغرب ولمخطط الحكم الذاتي الذي تعزز بالاعتراف الأمريكي والفرنسي والبريطاني، وهي القوى العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن. فبقدر النجاحات والمكاسب التي يحققها المغرب، بقدر سُعار الكلاب الضالة من عملاء ومرتزقة ومموّليهم الذين يفتحون لهم قنوات وأمواج وصفحات إعلامهم للنباح والعويل.
آش يْضُرْ السحاب من نْبِيحْ الكلاب.
لم يلتفت المغرب لمؤامرات أعدائه ولا لنباح عملائهم، بل استمر في توسيع مكاسبه الدبلوماسية عبر فتح عشرات من القنصليات بالأقاليم المسترجعة وحصد مزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وكذا مكاسبه العسكرية بتطهير معبر الـﯕرﯕرات من فلول المرتزقة وتنظيف المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني من خيام وبراريك البوليساريو فضلا عن تأمينها التام ضد أي تسلل أيا كانت طبيعته بفضل الترسانة العسكرية المتطورة التي حصل عليها المغرب كثمرة لاتفاقية أبراهام التي حققت للمغرب تفوقا عسكريا ومكّنته من امتلاك سلاحه الرادع الذي جعل أعداءه يحسبون ألف حساب لتبعات أي تهور عسكري يستهدون به المغرب.
إن المغرب ماض في تطوير اقتصاده وتأهيل بنياته التحتية وتعزيز قدراته العسكرية دون اكتراث بنباح العملاء والخونة والبيادق المتآمرين على وحدته واستقراره. ومتى كان الخونة والعملاء بناة الأوطان؟؟ وليس غريبا أن تلتقي فلول العملاء والخونة عند شعار “إسقاط المخزن” بعدما فشلوا في استهداف الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية عبر التشهير وترويج الإشاعات الكاذبة واختلاق الأحداث الوهمية.
تختار حتى تعيى وتهز من أولاد الكلبة جرو.
إن تكالب العملاء والخونة ضد الوطن والنظام والشعب لم يكن صدفة ولا نزوة، بل هو مخطط ومؤامرة ضمن إستراتيجيات عدائية تستهدف أمن المغرب واستقراره ووحدته الترابية والمذهبية. لهذا لا غرابة أن يلتقي اليساري المتطرف مع الشيعي المعمم مع لخوانجي لمكلّخ مع القومجي المزيف في “الحسينيات” الشيعية/الإيرانية ليؤدوا جميعهم الولاء لملالي إيران ويرددوا “لبيك يا حسين”، ويترنّموا ببكائيات كربلاء، ثم يتواعدون بتجييش الدهماء عند كل ساحة أو ميناء.
خططهم ضرب الاقتصاد الوطني بمحاصرة الموانئ، وترويع السياح عبر المسيرات والشعارات والاحتجاجات في الساحات العمومية وأمام القنصليات، ثم بتخويف المستثمرين وتحذيرهم من أن المغرب لم يعد بلدا آمنا. وما رفع شعار “إسقاط المخزن” إلا رسالة أريد بها إخافة المستثمرين، ومن ثم ضرب الاستثمارات التي يراهن عليها المغرب في بناء اقتصاد تنافسي يحقق النماء والرخاء للشعب. لكن الدولة تعرف حجمهم ومقْت الشعب لهم، لهذا تتركهم في نباحهم يعْوُون وفي تسكّعهم يهيمون؛ ألا سحقا للخونة والعملاء المأجورين.
على مسؤوليتي
حكومة الائتلاف الوطني لتنظيم المونديال 3/3: أول انتخابات ببصمة ولي العهد

نشرت
منذ أسبوعينفي
أغسطس 11, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
في الجزء الثاني من هذا المقال (2/3- (ولي العهد.. فاعل دستوري يدخل على الخط)، خلصنا إلى أن قراءة مفتوحة ومرنة للفصل 47 تُقدّم عدّة خِيّارات متاحة أمام الملك لاختيار الشخص الذي يراه مناسباً لقيادة الحكومة المقبلة التي سينحصر دورها في تنزيل البرنامج الملكي، في غياب برامج أخرى يمكن للأحزاب السياسية عرضها في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، نظرا للظرفية الدقيقة والحساسة، المرتبطة أولاً: بالإعداد لدولة اجتماعية، دولة ولي العهد، وثانيا: بتهييء وتهيُّؤ المغرب لاحتضان أكبر حدث رياضي عالمي، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهو كأس العالم 2030، الذي تكتسي دورته المقبلة طابعا خاصا يتمثل في احتفال الفيفا بمرور قرن على انطلاق منافسات المونديال، مما سيستقطب المزيد من الأضواء الإعلامية على البلدان الثلاثة، وخاصة المغرب البلد الإفريقي الأول الذي سينظم تظاهرة من هذا الحجم مع بلدين أوربيين في حوض البحر الأبيض المتوسط.
هذه الوضعية ستجعل الأحزاب السياسية، وبالخصوص رؤساءَها وقادتها، في محكّ دقيق يضعهم وجها لوجه ليس أمام الملك محمد السادس فقط، بل وأمام ولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويعرّي مسؤوليتهم على الفساد الانتخابي المتفشّي، بوسائل عدّة لعلّ أبرزها أداة “التزكيات”، التي تعتبر أخطر عملية في النظام الانتخابي المغربي، وطالما حذّر منها الجالس على العرش، في أكثر من خطاب، وحمّل مسؤوليتها إلى الأحزاب، وهذا ما كلّف وزير الداخلية بإبلاغه للهيئات السياسية في الاجتماع، الذي عقده معها يوم السبت 2 غشت 2025، بعدما “سحب” الملك الثقة من رئيس الحكومة ومن معه ووضعها في وزير السيادة.
نظريا، وفي غياب التسابق نحو تصدر الانتخابات، تعتبر “التزكية” وثيقة تعاقدية يمنحها الحزب للمرشّح الراغب في خوض استحقاق انتخابي، مهني (الغرف المهنية) أو ترابي محلي (مجالس جماعية حضرية أو قروية) أو إقليمي (مجالس العمالات والأقاليم) أو جهوي (مجالس الجهات) أو وطني (البرلمان)… لكن “أمّ الاختلالات” في تدبير الانتخابات، هي أن أغلب التزكيات، لدى أغلب الأحزاب، تتحوّل إلى صلاحية حصرية للأمين العام أو الرئيس، وأن مَنحَها قد يتحوّل إلى أخطر بؤرة للفساد الانتخابي، الذي يلطّخ اليوم الحياة السياسية المغربية، إذ إن وجود العشرات من البرلمانيين، النواب والمستشارين، إما خلف القضبان، وإما ملاحقين بالمتابعات ومهددين بالاعتقال، فضلا عن العشرات، إن لم أقل المئات من رؤساء الجماعات وباقي المنتخبين، الذين يوجدون في أوضاع مماثلة بسبب قضايا ذات صلة بالفساد، كل هؤلاء المدانين أو المتابعين بمحاكم جرائم الأموال هم النموذج الفاضح للتزكيات المنحرفة! والمسؤولون المباشرون هم قادة الأحزاب، الذين يتحرّكون بهاجس اللهث وراء المقعد بأي ثمن (المال الحرام)! ولهذا السبب، لم يعد مثيرا للاستغراب والعجب أن نرى، في كل انتخابات، قادة الأحزاب يمنحون تزكيات لرؤساء جماعات ومنتخبين متابعين أمام محاكم جرائم الأموال، باستعمال “حيلة قانونية” خرق لقرينة البراءة ومس بحق دستوري في غياب صدور أحكام نهائية! فيما نجد في الديمقراطيات، التي تحترم شعوبها وتحسب ألف حساب لناخبيها، أن المرشح أو المنتخب، في أي موقع بوّأته إياه العملية الانتخابية (رئيس حكومة، وزير، برلماني، عمدة، مستشار…)، لا يتردّد في تقديم استقالته لمجرد إثارة شبهات حوله، كيفما كانت طبيعتها ومهما كان حجمها، والنماذج معروفة وشهيرة.
انحراف استعمال التزكيات هو حجر الزاوية في الفساد الحزبي والانتخابي والسياسي، لأنه هو الذي يفتح الباب أمام الفاسدين والمفسدين للاختباء وراء الأحزاب، والتسلّل إلى المناصب والمواقع الرسمية المتقدمة في هياكل الدولة… بل الأدهى من ذلك أن التزكيات المنحرفة تُقصي الكفاءات والأطر النشطاء والمبدعين مقابل إعادة نفس الوجوه الرتيبة المستخلدة، التي بدورها تعيد إنتاج كائنات فاسدة، لا يمكن إلا أن تكون عرقلة وعقبة أمام قيادة البلاد نحو إصلاحات جوهرية.
الملك اختار اليوم، أمام “الظرفية المغربية الدقيقة”، أسلوبا آخر، هو إرداف التوجيهات الملكية بمبعوث مباشر إلى الأحزاب المغربية ليبلّغهم الرسالة الملكية، التي حرص عبد الوافي لفتيت على تبليغها حرفيا، بوثيقة مكتوبة، كان يقرأها سطرا سطرا، تنزيلا لموجبات الفقرتين من خطاب العرش الأخير المتعلقتين بالانتخابات، وفي مقدمتها، ولننتبه جيدا لعبارات الخطاب، التشديد على “وجود إرادة سياسية قوية لمواصلة بناء الصرح الديمقراطي وتعزيز المسار التنموي للمملكة، عبر مؤسسات تحظى بالشرعية والثقة والاحترام، منبثقة عن الإرادة الشعبية الحرة والتعبير الحر عنها”.
الملك، بهذه التوجيهات وما سيليها، يضع الدولة والمجتمع، أمام معركة اليوم والغد: “النزاهة الانتخابية”، لإنتاج مؤسسات قادرة على تحقيق إصلاحات جوهرية في البنيات الأساسية للبلاد.. ولذلك، نجد لفتيت يشدد، في تبليغ رسائل الملك، على “ضرورة التصدي الصارم والحازم لكل ما من شأنه المساس بمصداقية العملية الانتخابية، (استعمال المال)، والعمل على تخليقها في إطار مسؤولية مشتركة”، في إشارة إلى “دور الأحزاب في انتقاء وتزكية المرشحين”، وعلى “التصدي الصارم لكل التجاوزات التي قد تطال العملية الانتخابية، (الرقابة القضائية)، وكل ما يمس التعبير الحر عن إرادة المواطنات والمواطنين”.
رسائل الملك واضحة، وأعتقد أن قادة الأحزاب عليهم اليوم وضع حد لهذا الفساد الانتخابي، بالإقلاع عن منح التزكيات لـ”مالين الشكارة” الفاسدين منهم وغير الفاسدين، ورفع اليد عن القيادة والريادة التي “يحتلها” أشخاص بعينهم، حتى أصبحت المناصب حكراً عليهم لعشرات السنين، وأن يُفتح الباب أمام أجيال جديدة بكفاءات شابة وعقليات مبدعة تشتغل بالأهداف وتعالج المشاكل المستعصية بحلول مبتكرة، فالمغرب اليوم، في حاجة ماسة لإفساح المجال لهذه الأجيال، التي ينتمي إليها ولي العهد، ولكي تشتغل مع ملك الغد.
انتخابات 2026.. حكومة الانتقال إلى الدولة الاجتماعية، دولة ولي العهد
رسائل الملك هي تتويج للتوجيهات، الواردة في العديد من الخطابات والرسائل، الداعية إلى النزاهة الانتخابية، وإلى المشاركة الواسعة للمواطنين من أجل استعمال أصواتهم في مكافأة المجدّين ومعاقبة المفسدين، يقول الملك مخاطبا المواطنين: “عليكم أن تحكّموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار. لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدّم لكم”، حيث يعتبر الملك أن الأصوات هي “السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين”… ومثلما “يحرّض” الملك المواطنين على محاسبة المنتخبين الفاسدين والفاشلين، فإنه يدعو كل من يهمهم الأمر، من مؤسسات الحكامة إلى مختلف هيئات تدبير الشأن العام، إلى تفعيل المبدأ الدستوري، الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.
إنها معركة مصيرية، في تقديري، من شأنها التحرّر من “الوجوه المكرورة” أو “الوجوه المخلَّدة” التي تعض على المواقع بالأسنان والنواجد، وإفساح المجال، إذا ما صدقت النيات والإرادات، أمام نخب حزبية جديدة يتصدرها الشباب والكفاءات وذوو الخبرات، ينخرطون في ثورة داخلية سياسية وتنظيمية، قادرة على تحقيق إصلاحات جوهرية ورفع التحديات المصيرية لمغرب الغد، مغرب ولي العهد.
هذه المعركة المصيرية قد تكون أول معركة سياسية يدبّرها الملك محمد السادس ببصمة من ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي لا نحتاج للإشارة إلى أن ولاية العهد تتبوّأ موقعا حيويا داخل أركان الدولة ونظام الحكم، انطلاقا من رمزيتها القوية باعتبارها تشكل ضمان استمرارية الدولة المغربية.
هذا في ما يتعلّق بالدلالة الدستورية لولي العهد، لكن هناك أيضا دلالة مجتمعية، باعتباره، على الصعيد الشخصي، يرمز إلى جيل مغربي جديد، إذ لا يمكن عزل مولاي الحسن عن المناخ العام الذي يوجد فيه اليوم ملايين الشباب المغاربة، الذين يعيشون “الزمن الرقمي”، الذي يفتح أعينهم على جيل جديد من الإصلاحات، التي تؤمّن الرّفاه والكرامة والعدالة التي تترجم كافة الحقوق المواطنية والإنسانية بكلّ أبعادها الحضارية الكونية… بمعنى أن ولي العهد يعبّر عن آمال أجيال شابّة لم تعد تتحمّل استمرار وتكرار وإعادة إنتاج نفس السلوكاتوالأمراض والاختلالات، التي تؤدّي إلى إذكاء الغضب الاجتماعي وتغذية الاحتجاجات والاضطرابات.
وبمعنى أكثر قصدية، أن تربية محمد السادس لولي العهد مولاي الحسن ليست نفس تربية الحسن الثاني لولي عهده، فتربية ولي العهد اليوم مطبوعة بالإشراك والتشاركية حتى لا يجد نفسه، يوما بعد طول عمر الملك، يباشر إدارة الدولة مع فريق وكأنه “تلاحْ في بْحرْ”، حسب تعبير الهمّة في توصيف بداية حكم الملك محمد السادس وفريقه الشاب في يوليوز 1999… بهذه الخلفية، يتابع ولي العهد حاليا كل شاذة وفاذة من أمور تدبير الدولة، داخليا وخارجيا، وهو على إدراك وثيق بكل تفاصيل التدبير التنفيذي لحكومة أخنوش، وعلى إلمام عميق بأسباب الغضب الشعبي، الذي يندلع هنا وهناك، وله تقييمه الخاص لكل مفاصل ومحطات هذا الوضع العام، وذلك بناء على ملفّات مدقّقة توضع على مكتبه بصفة مستمرة ومنتظمة، كما لديه رصد وثيق لتحوّلات الحقل الحزبي، الواقع تحت قبضة نخبة مهيمنة، التي بعدما أغلقت الانتخابات والمؤسسات على المستقلين إلا بشروط مشدّدة، شرعت في تلغيم المشهد العام، بتحويل أحزابها إلى منصات للتحصّل على الريع والتحوّز على الأراضي والصفقات والتربّح وتوزيع المنافع على المحظوظين، واستقواء القياديين، في كل ذلك، بمزاعم وادّعاء القرب من الجهات العليا وأن المسؤول الحزبي “الموعود” أو “الموعودة” مرضي عليه من المخزن وأنه وأنها “رجل القصر” أو “امرأة القصر”!!!.
حضور ولي العهد في الاستحقاق الانتخابي المقبل من شأنه أن يضع حدّا لكل هذه الادعاءات والمزاعم، وأن يضع السواد الأعظم من المغاربة في الصورة الحقيقية لما يجري حتى لا يقع أي مغربية أو مغربي في شباك السياسيين الانتهازيين الوصوليين الفاسدين، وحتى يعلم الجميع أن “رجل القصر” أو “امرأة القصر” لا وجود لهما في واقع الحياة السياسية الفعلية والقانونية، مما يعني أن هذا السلوك هو احتيال حزبي وإجرام سياسي، وجب رصد ومحاسبة المسؤولين المروّجين له، ليُحاط علما كل من يعنيهم الأمر أن القصر ليس له شخص مفضّل خارج مقتضيات الدستور وضمن ما تتطلّبه تحوّلات اللعبة السياسية من مقاربات وتدافعات، حيث الأكفأ هو الأفضل، وإشراك الكفاءات الشابة هو الأمثل، وهذا يتطلّب تحقيق مشاركة واسعة للشباب في العمل السياسي، ويمكن لولي العهد استثمار بعض المهام، التي يكلّفه بها رئيسه ملك البلاد، في دعوة الشباب إلى الخروج من السلبية والتوجهات العدمية للانخراط بفعالية في الممارسة السياسية لتكون جسرا لتقرير مصيرهم ومصير بلادهم ومستقبلهم.

الأمم المتحدة تعلن المجاعة في غزة، أول إعلان رسمي من نوعه في الشرق الأوسط

النيجر تعلن قتل زعيم في جماعة “بوكو حرام”

مريم القدميري تتفاعل مع قضية “الطفل البشير”و تدعو للتمسك بالأمل وتجاوز الأحزان “الصورة”

طارق السكتيوي: العزيمة والإصرار مفتاحا التفوق على تنزانيا

بالعلم الفلسطيني.. وسام أبو علي يكسر قاعدة “الدوري الأميركي”

بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية بمناسبة الذكرى الـ62 لميلاد الملك محمد السادس

المغرب ضد تنزانيا.. أفضل هجوم في مواجهة أقوى دفاع

سعيد الكحل يكتب: بوبكر الجامعي صوْت عَدْلاوة المبْحُوح

هذا موعد افتتاح مركب الأمير مولاي عبد الله

أمن مكناس يطيح بمروجين للمخدرات والمؤثرات العقلية

“بورنموث” الانجايزي يتعاقد مع اللاعب المغربي أمين عدلي

عفو ملكي على 591 شخصا بمناسبة “عيد الشباب”

طقس حار في المناطق الداخلية وأمطار في الصحراء

إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذ خطة السيطرة على غزة

وزارة التعليم العالي تُلغي مباريات الماستر وتعتمد دراسة الملفات فقط

القنيطرة.. توقيف جانح قاصر للاشتباه في تورطه في محاولة السرقة من محل تجاري تحت التهديد باستخدام طرد متفجر وهمي

الشان 2024: المنتخب الوطني للاعبين المحليين يصل لدار السلام تحسبا للقاء تنزانيا

بوساطة فرنسية..باريس تجمع سوريا وإسرائيل

وزارة الدفاع الإسرائيلية تقر خطة السيطرة على مدينة غزة

مواطن دنماركي من أصول فلسطينية في قبضة شرطة طنجة بتهمة القتل العمد

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

مراكش..التحقيق مع ضابط أمن بسبب شبهة رشوة

فتى يفتح النار ويصيب ثلاثة اشخاص في ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك

موجة حرّ وزخات رعدية متفرقة في توقعات طقس اليوم

النيابة العامة تقرر متابعة ابتسام لشكر في حالة اعتقال

الدرهم يرتفع أمام الدولار ويتراجع مقابل الأورو خلال أسبوع

“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة “قبل فوات الأوان”

18 قتيلا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة

حكومة الائتلاف الوطني لتنظيم المونديال 3/3: أول انتخابات ببصمة ولي العهد

سعيد الكحل: المبادرة الملكية لدعم غزة تصيب أفواه لخوانجية والخونة باللّقْوَة

مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي سابق في السفارة الجزائرية بباريس

الوكيل العام للملك يكشف تفاصيل الحادث الذي تعرضه المناضل سيون أسيدون

هاري كين.. “أظن أن الفائز بالكرة الذهبية سيكون لاعبا من سان جيرمان مِثل حكيمي الذي قدّم موسما رائعا”

الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف تطالب بحل كل التنظيمات الدينية المتطرفة

الشان 2024: بعثة المنتخب الوطني تتوجه إلى تنزانيا

ترامب وبوتين يعقدان قمة في 15 غشت بولاية ألاسكا الأميركية

وفاة خمسة أشخاص في نيويورك جراء داء تنفسي مرتبط بتكييف الهواء

توقيف فرنسي بمطار مراكش بحوزته مسدس وذخيرة

أكثر من 1100 حالة وفاة في إسبانيا مرتبطة بموجة الحر الأخيرة

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
على مسؤوليتي منذ 7 أيام
“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون
-
واجهة منذ 3 أيام
الوكيل العام للملك يكشف تفاصيل الحادث الذي تعرضه المناضل سيون أسيدون
-
رياضة منذ 3 أيام
الشان 2024: بعثة المنتخب الوطني تتوجه إلى تنزانيا
-
دولي منذ 3 أيام
وفاة خمسة أشخاص في نيويورك جراء داء تنفسي مرتبط بتكييف الهواء
-
واجهة منذ 3 أيام
توقيف فرنسي بمطار مراكش بحوزته مسدس وذخيرة
-
دولي منذ 3 أيام
أكثر من 1100 حالة وفاة في إسبانيا مرتبطة بموجة الحر الأخيرة
-
واجهة منذ 3 أيام
الطقس.. سحب رعدية وضعيفة الاستقرار بالأطلس الكبير
-
سياسة منذ 7 أيام
بيان “ترانسبرانسي” حول الوضع الصحي للمناضل سيون أسيدون