على مسؤوليتي

بين خطابي 9 مارس و10 أكتوبر سرعتا التحول ومسافتا الثقة

نشرت

في

لا يستقيم تشبيه خطاب التاسع من مارس 2011 بخطاب العاشر من أكتوبر، فالمخاطَب اليوم ليس الشعب في عمومه، بل برلمانيو الأمة، على الأقل إلى حين إجراء الانتخابات في موعدها أو قبله.

كما أن الموضوع والوسائل الموجبة، لكل من الخطابين تختلف جذريًا، شأنهما شأن الرهانات المتباينة من حيث الغايات وحجم تضخم الانتظارات.، ولذلك، لا جدوى من استدعاء سردية “ميزان القوى” أو “هيبة الدولة”، فالمعضلة ليست في الشعارات بل في الإرادات، هنا وهناك.

فالمعركة ما تزال طويلة الأمد، عنوانها الأبرز: إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، بل وبين مؤسسات الدولة نفسها ؛ ومن دون تجديد توافق وطني جامع حول ثلاثية الوحدة – التنمية – الديمقراطية، سيصعب الحديث عن أي تحول فعلي. فثاني أبرز مظاهر الاختلال اليوم هو الانزلاق التدريجي نحو ما يمكن تسميته بـ”فخ الدولة الرخوة”، حيث تضعف الفعالية، وتترهل الإرادة، ويتحول التدبير إلى مجرد إدارة للأزمة بدل تجاوزها ، ليبقى الرهان الحقيقي على تجديد الأنفاس وتأهيل القدرات ، وشروط إعادة ترتيب الأوراق من جديد مع إحترام التراكمات الكمية دون العودة إلى الصفر ويسقط الوعي في العدم ، الوعي بأن الأمر لا يتعلق بصراع أجيال بل يرتبط بأزمة التواصل التاريخي فيما بينها وافتعال القطائع الصغرى غير المنتجة لفعل التحول .

* مصطفى المنوزي

انقر للتعليق

الاكثر مشاهدة

Exit mobile version