Connect with us

على مسؤوليتي

مراد بورجى يكتب: إلى أين يسير القصر بالمغرب 2/3

نشرت

في

_ مؤتمر حزب “الجرار إلى السجن”.. وأكاديمية محمد السادس لتعليم السياسة.. وما يريده الملك لولي عهده.

* مراد بورجى 2/3

جرّتني “المصطلحات”، التي استعملها الملك محمد السادس في برقية التهنئة، التي وجهها، يوم الاثنين الماضي، إلى “الثلاثي” فاطمة الزهراء المنصوري والمهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي، الذين سيقودون حزب “الأصالة للمعاصرة”، إلى محاولة فهم الدور، الذي سيلعبه هؤلاء اللاعبون الثلاثة، خريجو مدرسة الحزب، في “التصفيات النهائية” للمفسدين داخل حزبهم، دور سيحدّد ما يجب أن تقوم به الأمانات العامة لباقي الأحزاب في “المباراة النهائية”، التي تجري الآن بين المفسدين من الطبقة السياسية، وبين القضاء المغربي المدعوم بكشف أو نزع “القصر” للغطاء عن “أولئك”، الذين كانوا بالأمس يتخفّون وراءه، فأصبحوا “عرايا” أمام الأمن، الذي بات “بصره اليوم حديد”.

طبقة سياسية لم ينفع معها 103 خُطب وجهها الملك محمد السادس إلى الشعب، لمدة ناهزت ربع قرن من حكمه، فضلا عن عشرات الرسائل الملكية وبلاغات الديوان الملكي، كما لم ينفع معها لا التقريع ولا التوبيخ ولا الطرد ولا “الغضبات الملكية”، بعدما بيّنت الحصيلة أن كل هذه الخُطب والرسائل والبلاغات لم تُسعف الملك في أن يغيّر من هذه “الطينة الخالدة” من المفسدين، ولا أن “يغيّروا ما بأنفسهم”، حتى أعلن، ذاتَ خطابٍ، عن فقدانه، هو والشعب، الثقة في هذه النخبة الحزبية الفاسدة، التي ورثَ جلّها عن والده الملك الراحل الحسن الثاني، وأوغلت في “التنمّر” و”التمرّد” على توجيهاته وتعليماته!! وظل الجالس على العرش لا يكفّ عن توجيه اللوم إليها وكبْح جماحها حتى لا تمتد أذرعها إلى حُكم ولي عهده، الحسن الثالث الموعود.

لهذا السبب بالذات، ذكر العارفون بخبايا الأمور أن “شعرة معاوية”، التي قال عبد اللطيف وهبي (المنتهية صلاحيته) أنه قطعها، قد التأمت من جديد، وهو ما كان وراء تغييب صفة “الأمين العام”، التي أعتاد الملك محمد السادس أن يُخاطب بها من يتولّون زمام أمور الأحزاب، في أعقاب مؤتمراتها الوطنية، إلاّ أنه مع حزب “البام” الأمر اختلف، بعد أن خاطب الملك، في برقية تهنئته، فاطمة الزهراء المنصوري، بمنسقة القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، كصفة جديدة على الساحة السياسية المغربية، واسترسل الملك يقول إن “حزبهم” اليوم اختار قيادة جماعية كصيغة “تهدف إلى إرساء حكامة تنظيمية، وإلى أداء الأدوار المخولة دستوريا للأحزاب السياسية بشكل متجدد، وإلى ترسيخ مكانته ضمن الأحزاب الجادة المنخرطة في المشروع الديمقراطي والتنموي الوطني”.

هذا الخطاب المتفرد، وهذه التوجيهات الملكية المحددة، والتي جاءت متسلسلة، تحمل الكثير من الدلالات حول مشروع الملك وما يريده لمغرب ولي العهد، فقد انطلق تسلسلها بإرساء حكامة تنظيمية داخل الحزب في البداية، ثم المرور إلى ترسيخ “مكان ضمن الأحزاب الجادة”، ليصل الحزب إلى “مستوى” الانخراط في المشروع الديمقراطي والتنموي الوطني.

كان هذا الكلام سيظل مبهماً لولا أن زكّته منسّقة الأمانة العامة فاطمة الزهراء المنصوري نفسها، في كلمتها خلال الندوة الصحفية ليوم السبت، الذي سبق “البرقية المعلومة”، وأطْلعتْ من خلاله الحاضر ليُبلغ الغائب أن القيادة الجديدة “جيل المعاصرة”، خرّيجي حزب صديق الملك، سيعملون على “تخليق العمل السياسي من خلال اعتماد وتنزيل توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله”، وزاد أحمد أخشيشن “جيل الأصالة”، عندما تكلّم، في نفس الندوة، عن إحياء مشروع قال إنه كان مؤجّلا، ويتمثل في مؤسسة “أكاديمية التكوين”، التي ستعمل على “تكوين وتجويد العمل السياسي، من خلال الاعتماد والاستعانة بالخبراء في المجال”.

ماذا يريد “أصحاب البام” بهذا مثلا!!؟

الجواب جاء سريعا عبر الدفع بالخرجة الإعلامية، عبر القناة الثانية “دوزيم”، لمنسقة الأمانة العامة الثلاثية، للزيادة في الوضوح والتوضيح “باش اللي ما فاهمش يفهم”، من خلال ما قالته فاطمة الزهراء المنصوري للزميل رضوان الرمضاني، وعبره للساسة وعموم المواطنين.

قالت “المنسقة” بالحرف:

– خَصّْ المؤسسات الحزبية تتجدد.
– حان الوقت لتصحيح الأمور.. وتجديد المقاربة.
– نّْصحو نفوسنا (نقد ذاتي).. الانتقادات صحية وإيجابية..
– نْعاودو النظر فمشروعنا بمنهجية جديدة..

واعترفت “المنسقة” أمام المغاربة بفشل “الغاية المثلى”، التي تأسس من أجلها حزب “صاحبو”، وهي أن يكون نموذجاً للحزب الوطني الملتزم، فلم تتردّد في القول: “نعاودو النظر في مشروعنا”…وختمت تقول بصوت عال: “أنا لست أمينة عامة للحزب، نحن الثلاثة نسيّر الحزب، ولا فرق بيننا”.

الرسالة هنا هي تذكير لـ”جيوب المقاومة” بالخرجة الإعلامية لمؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، عندما خرج على الناس عبر نفس القناة، يشرح الغاية من خلق حزب سياسي “مكرهاً” وقتها، بعد أن رفضت “قيادات بعينها” داخل الأحزاب التعامل مع الرسالة، التي جاء بها من خلال حركته لكل الديمقراطيين، التي ما لبثت أن تفرّقت بها السبل “برّق ما تقجع”…

لقد كان لزاما تذكيرُ “جيوبِ مقاومةِ مشروع الملك” بما قاله مبعوثه فؤاد عالي الهمة، قبل أزيد من عقد ونصف من الزمن، وبالضبط يوم الاثنين 10 دجنبر 2007، عبر برنامج للزميل عبد الصمد بنشريف، عندما أعلن لعموم المغاربة أن “المغرب دخل الآن في حلقة مفتوحة على محاربة الأمية، ومحاربة الفقر… هذا هو مشروع الملك محمد السادس، وهذا هو مشروع مغرب اليوم، وأظن أن الرجوع إلى الأصل أصل، واليوم أقول لجميع الطاقات في جميع المناطق المغربية وخارج المغرب، إنه حان الوقت لخدمة وطننا”.

واليوم، بعد أزيد من 16 سنة على هذا القول، وإذا كان القليل قد اغتنى الغنى الفاحش من أموال الشعب، بعد أن أفسد السياسة كما هو الوضع الحالي في جل الأحزاب السياسية المغربية، فإن للبيت قضاءً يحميه، وبعده ترتيب البيت، ليظهر الأفق المتّسع لفسح الفرصة أمام جيل الشباب، الذي سيجعل من حزب “تَرِكة” الهمة نموذجا يُحتذى، بعد إقرار قانون الحزب مبدأ المسؤولية الثلاثية في التسيير، في ظل التكوين الأولي والمستمر، في اقتباسٍ لما جادت به أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حتى جاز للاعبين الثلاثة في ملعب حزب “الجرار للسجن” أن يُسمُّوا الأكاديمية الموعودة بـ”أكاديمية محمد السادس لتعليم السياسة”.

ويبقى السؤال، الذي يطرح نفسه، بقوة، في هذا المقام، أكبر من مجرّد التوجّه إلى “البام”، وإنما إلى عموم الحقل الحزبي المغربي، وهو: هل ستبقى الأحزاب معلّقةً بيد نفس الأشخاص، ومنحسرةً ومحصورةً في حدود “ترديد الكلام”، فتُعيد، بذلك، إنتاج نفس الأسباب والدواعي، التي أدت إلى الأزمة، وتُواصلُ المسار نحو الانهيار والانحدار؟ أم ستدرك جيدا مرامي توجيهات الملك وما يريده للمشهد السياسي الحزبي من تأهيل وبِناء وقوة للمستقبل، لمغرب جيل ولي العهد؟ بمعنى آخر: هل سيدرك الحقل الحزبي المغربي جيدا مرامي الملك في رسالة تهنئة البام، ويقرأ ما يجب أن يقرأه فيها من إشارات قوية؟ خصوصا أن الجالس على العرش اضطر إلى استعمال لغة مباشرة لمرات عديدة في التعبير عن رؤيته للتأهيل الحزبي، الذي طالما “دعا” إليه، وها هو يعيد الدعوة إليه من جديد، من خلال مؤتمر البام الخامس، ليؤكّد “ما ندعو إليه من ضرورة توطيد الثقة ومصداقية الهيئات السياسية، وذلك عبر تكريس الثقافة والممارسة السياسية النبيلة، القائمة على الجدية في التفاعل مع التطلعات المشروعة للمواطنين، والتفاني في جعل خدمة الصالح العام الهدف الأسمى لكل فعل سياسي حزبي”. دعوة مباشرة تعيد التذكير، ضمنيا، بـ”الإدانة الملكية” للنخبة الحزبية الفاسدة، التي قال فيها الملك إن كل ما يهمهم هو قضاء مصالحهم الخاصة بشتى الأساليب!!!

بتعبير آخر، يكون الملك، برسائله “تعليماته” الواضحة هذه، قد حدّد ما يريده لمغرب ولي العهد، فهو يدعو وينظّر لمغرب جديد، مغرب الغد، الذي لم يعد يحتمل استمرار نفس الوجوه، ونفس الأسماء، التي زرعت البؤس في نفوس المغاربة طيلة ربع قرن!!

مغرب الغد، الذي يتجه نحو ملكية برلمانية يسود فيه الملك ولا يحكم، كما جاء على لسان مستشاريه عبد اللطيف المنوني وعمر عزيمان، يوما واحدا قبل خطاب العرش لسنة 2019، الذي أمر فيه الملك محمد السادس بتجديد النخب وضخ دماء جديدة!!.

مغرب الغد، الذي يوجد به 50% من الشباب تقل أعمارهم عن 30 سنة، هم من يريد ولي عهده أن يكونوا بجانبه، لهذا يجب أن تُستبدل بهم هذه النخبة السياسية “الخالدة” و”الفاشلة” بشهادة الملك نفسه، حتى أنني كتبت عن هؤلاء “المستخلدين”، الذين يعضّون بالنواجد على الكراسي والمواقع، وتصوّرت، بعدما لم تنفع معهم الخطب والرسائل والتوجيهات والأوامر الملكية، أنْ لم يتبقَّ سوى أن نرى يومًا الجالس على العرش يخوض “وقفات احتجاجية” أمام مقرّات هذه الأحزاب لمُطالبة قادتها “الدائمين” بالرحيل.

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

نشرت

في

أعتذر عن النفس الشخصي الذي بمقتضاه أعيد صياغة نقدي الذاتي ؛ ففي ظلال حلول عيد ميلادي السادس والستين، لن أحتفي بالزمن بوصفه مجرد تقويم بيولوجي، بل كرصيد من التأمل النقدي في جدوى السيرورة، وعدالة المعنى، ومآلات الانتظار.

لقد بلغت سنًّا لا أبحث فيه عن جواب، بل أتحرى عمق السؤال. وأدركت أن “التعفن”، حين يستفحل في البنية الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، لا يقتل فقط الحياة، بل يعمّي البصيرة، ويُعدم التدرج الأخلاقي والمعرفي.

*الجملة المفتاحية: مرآة لسردية الانهيار الرمزي
“بسبب التعفن، يتساوى العَمَش مع العَمَى، كما يتحول الشطط إلى استبداد.”
ليست هذه مجرد استعارة. إنها بلاغة تحليلية تؤسس لسردية نقدية، تكشف كيف تُطمر الفروق الدقيقة في لحظة فساد المنظومات، وكيف يُعاد ترتيب الخطأ ليُغلف كضرورة، والانحراف ليُسوَّق كحكمة واقعية.
التأويل السيميائي: من الخلل النسبي إلى الانهيار الكلي.

1. العمش والعمى:
في زمن ما قبل التعفن، يمكن للتمييز بين النقص والبُعد أن يؤطر الفعل والنقد. أما بعده، فلا فرق بين من يرى غبشًا ومن فقد الرؤية كليًا، لأن النسق يُعيد تعريف الخلل بوصفه قاعدة.

2. الشطط والاستبداد:
حين يُترك الشطط بدون مقاومة أخلاقية أو مؤسساتية، يتجذر كعرف، ثم كشرعية، ثم كأداة للحكم. هكذا يولد الاستبداد من رحم التساهل مع الانحراف.

*السياق المغربي الراهن: من الرمزية إلى الواقعة
حين تُهدم معالم المدينة القديمة باسم التنمية،
وتُمحى الفوارق بين “المصلحة العامة” و”السطو على المجال”،
ويتحول النقد إلى جرم، والمشاركة إلى تهديد،
نكون أمام لحظة بلاغية/واقعية يتساوى فيها العَمَش بالعمى، ويتحول الشَطَط إلى استبداد.

إنه زمن سيولة المفاهيم، وتدجين الإرادة، وتعويم الانحراف.

بل زمن “إنتاج الشرعية من ركام الاستثناء”، حيث لا يبقى للشعب سوى أن “يرى ولا يرى”، أن “يُشارك دون أن يُحسب”، وأن “يُقرر ضمن شروط لا تسمح بالقرار”.

في الحاجة إلى سردية بديلة: من التشخيص إلى التأسيس
ما العمل إذن؟
إعادة تفكيك اللغة السائدة، وتحرير المعنى من تواطؤاته الرمزية.

الدفاع عن التمييز الضروري بين النقص والكارثة، بين التجاوز والخيانة، بين السلطة والمشروعية.

الانطلاق من ذاكرة النقد نحو أفق العدالة التوقعية، ليس بوصفها جبرًا للماضي، بل كــتحصين مستقبلي من تكرار الخراب.

* خاتمة في عيد الميلاد
عند ستة وستين عامًا، لا أملك ترف التفاؤل الساذج، ولا ترف التشاؤم العبثي.

لكني ما زلت أومن أن التفكير النقدي التوقعي ليس ترفًا فكريًا، بل فعل مقاومة ضد التعفن، وضد ذلك الانزلاق الذي يُسوّي العمش بالعمى، ويُجمّل الاستبداد بطلاء الشرعية.

ولذلك سأواصل المقاومة حتى لا يستفحل التعسف تحكمه وإستبدادا !

* مصطفى المنوزي
منسق ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

محمد الطالبي : وسعوا النوافذ ..ففي البدء كانت الكلمة

نشرت

في

في البدء كانت الكلمة.
ومنذ تلك اللحظة، لم يكن الكون صامتاً أبداً. كانت الكلمة فعلاً خلاقاً، وكانت الحرية شرط وجودها. فليس ثمة معنى لكلمة تُولَد في القيد، ولا فائدة من صوتٍ لا يُسمع إلا بإذن.

*الكلمة التي لا تملك حق التحرك، لا تملك القدرة على التغيير.
الحرية ليست ترفاً ثقافياً، ولا موهبة سياسية تُمنح وقت الرخاء وتُسحب ساعة الغضب ولا مرتبطة بتغير عقارب الساعة اثناء تيهانها ، إنها الأصل الأول في الوجود الإنساني، وقلبُ الفعل الإعلامي.

الحرية هي ما يجعل من الصحافة سلطة رقابية حقيقية، لا تابعة. وهي ما يمنح الكاتبة والكاتب شرعية السؤال، والمواطن حق المعرفة، والمجتمع مناعة ضد الكذب والتضليل.

لكن يبدو أن هناك من لم يهضم بعد هذه الحقيقة. وان العهد الجديد وتوجهاته وتاطيره ربما ما زال البعض لم يهضمه ويتمثله في مسلكياته، فهناك من يتربص بالكلمة، وينظر إلى حرية الصحافة كخطر يجب تحييده، لا كأداة لبناء مجتمع واعٍ ومتين.

وهناك من يحاول – في صمت ماكر – أن يُعيد تشكيل المشهد المغربي ليصبح أكثر انضباطاً، لا بمعايير المهنية، بل بمعايير الولاء، والصمت، والاصطفاف.

في الأفق حديث “سري” لكنه يتسلل إلى العلن، عن تقنين التعبير، وضبط الكلام، وتقييد النشر، ومراقبة ما يُقال، ومن قاله، ولمن قاله.

هناك حديث لا عن من يمثل اصحاب وصاحبات الكلمة بقدر ما يُمثل عليهم.
حديث لا يُكتب بالحبر بل بالمقص، وعن “قوانين جديدة” تُفصّل لتمنح الشرعية للمراقبة، وتُشرعن التهديد، وتُدخلنا في عهد جديد عنوانه: الإعلام بلا روح.

لكننا نعلم – من تجارب الشعوب – أن القوانين حين تفقد صلتها بالعدالة، تتحول إلى أدوات للقمع.
وأن القانون بلا حرية، يشبه الجسد بلا روح، والدستور بلا احترام، لا قيمة له.

لا أحد فوق الدستور، ولا أحد تحته. الدستور ليس جداراً يُعلّق عليه الخطاب الرسمي، بل عقد اجتماعي يحفظ كرامة الأفراد ويصون حرياتهم.

وإن فقد الدستور وظيفته، فإن باقي القوانين تصبح بلا معنى وتفقد بعدها الأخلاقي.
المتسلطون ليسوا دائماً من يرفعون الهراوة، بل غالباً من يبتسمون وهم يكتبون تقارير …، ويرتبون جلسات التأديب، ويضعون الكلمة تحت المجهر.

أعداء الحرية يلبسون ثياب المسؤولية، يتحدثون باسمنا الجمعي ، ويقدمون أنفسهم كحماة لنا حتى من انفسنا .

لكن الحقيقة أن أكثر ما يهددنا هو الخوف.
الخوف من السؤال، الخوف من النقد، الخوف من الإعلام الحر، الخوف من مواطن لا يُصفق، بل يُفكر.

الحرية لا تخيف الدولة بل بعض من الجهات التي لا تؤمن بقوتها. بل تخيف فقط من يعرف في قرارة نفسه انه لا ينتمي الى عهدنا الجديد .

ولهذا، فإن معاداة حرية التعبير ليست مؤشراً على القوة، بل على الرعب من الانكشاف.
ألم نرَ كيف يُصنع “مجلس” لتمثيل الإعلاميين، ثم يُفرغ من روحه ليتحول إلى جهاز وصاية؟
هذه حكاية سنمار تتكرر كل مرة .

لكن من يقرأ التاريخ جيداً يعرف أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن الصحافة، كلما خُنقت، خرجت من ثقب آخر أكثر جرأةً ووضوحاً.

قد يقال: هذا كلام مثالي. لا يراعي “الواقع”، ولا يفهم “التوازنات”.
لكننا لسنا دعاة فوضى. نحن فقط نعرف أن السكوت لا يصنع حقيقة ، وأن الرأي الواحد لا يبني مجتمعاً، وأن المواطن الذي لا يعرف، لا يستطيع أن يختار، ولا أن يشارك، ولا أن يدافع عن نفسه.
الحرية ليست اختياراً، بل شرط حياة.

هي التي تبني العقول، وتحمي الدولة من الغرق في مستنقع التزلف والتضليل.
الإعلام ليس عدواً للدولة، بل صمام أمانها.

وحين يُخنق الإعلام، وتُربط الكلمة، تُفتح أبواب أخرى للخوف، وللإشاعة، وللشعبوية، وللانفجار الصامت.

*في البدء كانت الكلمة، وفي النهاية لا يصمد إلا الأحرار.
من تَحكَّم في الكلمة لحظةً، لن يستطيع أن يكبح جموح الزمن، ولا أن يُوقف صوت شعبٍ وُلد ليقول، لا ليُصفّق.

الكلمة الحرة لا تموت. حتى إن خُنِقت، تولد من جديد في أول صرخة، وأول منشور، وأول مقال يكتبه صحفيٌّ لا يخاف، ولا يبيع صوته .

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

د.عبد الرزاق مساعد يكتب عن الأعطاب الجنسية عند الرجل

نشرت

في

بواسطة

“الاستيهام والخيال، ضروريان لإتمام العملية الجنسية”: و بالتالي، فإن المرأة و الرجل اللذين لم يمارسا الاستمناء في فترة المراهقة، سيتعرضان حتما، لاضطرابات جنسية تظهر على علاقاتهم الجنسية، مع شركاءهم أو العكس.

الشيء الذي يجب ان نعرفه، هو أن أكثر من خمسين في المائة من الرجال، يصابون بالفشل الجنسي في فترة من حياتهم ، هناك من يستطيع أن يعرف كيفية التعامل، مع الفشل او العطب الجنسي الذي أصيب به. وعندما أقول أن عددا كبيرا من الرجال استطاعوا تجاوز فشلهم الجنسي، بتبسيط المشكل، فبالمقابل، هناك أشخاص عند حدوث الفشل او العطب الجنسي، يشعرون بإحباط شديد و كأن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، و بالتالي يصبحون أشخاصا خائفين من الممارسة الجنسية و هذا هو الاحساس الذي يجعلهم يسقطون في فخ العجز الجنسي في النهاية.

فعندما يصاب الرجل بالفشل الجنسي ويقتنع أنه لن يعود الى حالته الطبيعية، يتهرب من الممارسة الجنسية بتقديم أعذار : كأن يقول لزوجته تارة أنا مريض و تارة يدخل منزله متأخرا حتى تنام زوجته أو يدخل لبيته مبكرا ويخلد للنوم قبل الجميع ، لكن عندما يضطر للقيام بالواجب الزوجي أو يمارس الجنس مع زوجته تلبية لرغبتها ، يذهب للمارسة منهزما لأنه يقول لنفسه “عندك ماتدير والو” وهكذا يستحضر الخوف و يقع الفشل. للأسف هذا هو واقع الحال عند العديد من الرجال ، بحيث أن الخوف يقلص من حجم الشرايين بفعل “هرمونات الخوف”. و في هاته الحالة، تزداد نبضات القلب و يرتفع الضغط الدموي ويصاب بالعرق ، وبالتالي يقع فقدان أو عدم الانتصاب، لأن الانتصاب يحتاج الى تمدد الشراين، لتصبح أوسع مما هي عليه، مع ارتفاع الصبيب الذي يصل إلى عشرين مرة أكثر من العادي.

الشئ الثاني، هو ان الفشل الجنسي، يغير من سلوك الرجل و يصبح له سلوك مغاير أثناء العلاقة الجنسية، بحيث لايقاسم شريكته المداعبة، بل يستعمل جسدها لكي يخلق الانتصاب ، فيصبح تركيزه أثناء الممارسة على قضيبه، وبالتالي يوجه تفكيره نحو قضيبه، هل سينتصب ام لا؟ في الوقت الذي كان عليه ان يداعب شريكته.

هذه العينة من الرجال، يصبح تفكيرها منصبا فقط، على القضيب طوال الوقت، أثناء العمل، خلال تناول الطعام ، و في كل وقت إلى أن يسقط في فخ العجز الدائم، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على العلاقة الزوجية، و بالتالي، فمن الطبيعي أن يدفع مثل هذا السلوك، الكثير من الزوجات إلى التعبير صراحة عن تضايقهن من هكذا وضع.

هذا الامر، يتعلق أكثر بشخصية كل رجل، و بشكل خاص، عندما تكون شخصية الرجل ضعيفة، فحتما لن يحسن المعاملة مع الخوف وعندئذ، يقول مع نفسه:” أنا غير قادر على واجبي الزوجي، و ربما ستذهب زوجتي عند رجال اخرين باحثة عن ما يلبي رغبتها الجنسية”، و هو الأمر الذي سيؤثر حتما على نفسيته. وهنا افتح قوسا لأقول:” أن الحياة الزوجية ليست جنس فقط ، هي أخذ وعطاء، تبادل الحب والحنان و مؤازرة الاخر، و الجنس يتوج كل هاته الأشياء”.

لكن للأسف، فإن بعض النساء، يدهبن عكس دلك، بحيث يسيطر عليهن الشك، و يتجه تفكيرهن، نحو تبرير تصرف أزواجهن، بوجود علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، الشيء الذي سيضاعف لا محالة المشكل عند الزوج، حيث يصبح مضطرا للقيام بالعملية الجنسية تفاديا للمشاكل بينه و بين زوجته، فيصاحب هذا الاضطرار الخوف من عدم إتمام العملية الجنسية وهذا يؤدي بهذه الأخيرة الى الفشل و هذا يأتي بطبيعة الحال كرد سلبي للزوجة.

ماذا يمكن ان نقول للزوجة، التي أصيب زوجها بفشل أو عطب جنسي. يجب على المرأة أن تساعد زوجها عند شعوره بالفشل و العطب الجنسي وأن يكون سلوكها إيجابيا وليس سلبيا وأن تخفف من معاناته : كأن تقول له مثلا :” هذا شيء عادي و سنتجاوزه و أن الطبيب المختص قادر على أن يرجعك الى حالتك الطبيعية” أو ما شابه دلك، لأن الرجل عندما يصاب بفشل جنسي فانه يشعر بإحباط كبير، ربما يكون السبب المباشر في إصابته بالعجز الدائم.

زيارة الطبيب طبعا ضرورية، إن لم يحسن الرجل معاملته مع المشكل. لأننا لاحظنا في أغلب الأحيان الرجال المصابون بفشل جنسي، لايزورون الطبيب مباشرة بعد الإصابة، إنما ينتظرون سنة بعد سنة لعل المشكل يتم تجاوزه بشكل تلقائي، وهذا خطأ والمرأة للأسف، هي الاخرى لاتشجع الزوج على زيارة الطبيب وهكذا يتضاعف المشكل ويكبر الى ما لا تحمد عقباه، حيث يتم زيارة الطبيب بعد تفاقم المشكل العلاقاتي و يصبح الزواج مهددا بالطلاق.

من بين أسباب تطور مثل هده المشاكل الزوجية، عدم وجود الحوار والتواصل بين الزوجين، حول هذا الموضوع بالضبط و كذلك عدم زيارة الطبيب عند غياب الحوار. فغياب الحوار، يعتبر سببا واضحا في تطور مشكل الفشل الجنسي وهنا أعود الى شخصية الرجل و المرأة و من له الجرأة للحديث في الموضوع وبدون حرج للوصول الى حل ايجابي ، أما الصمت فمن الواضح أن نتائجه حتما ستكون سلبية.

* الدكتور عبد الرزاق مساعيد..أخصائي في المشاكل الجنسية

أكمل القراءة
منوعات منذ 7 ساعات

بعد خبر طلاقهما.. فاطمة الزهراء لحرش توجه رسائل مشفرة

رياضة منذ 8 ساعات

رئيس”الفيفا” يحلّ بتغازوت لقضاء عطلة قصيرة رفقة عائلته

منوعات منذ 9 ساعات

أيمن السرحاني يحصد 3 ملايين مشاهدة بـ”ضرني راسي”

رياضة منذ 10 ساعات

الهلال “ينسحب” من السوبر السعودي لهذا السبب

مجتمع منذ 11 ساعة

أمن طاطا يحبط محاولة تهريب 600 كلغ من مخدر الشيرا

تكنولوجيا منذ 12 ساعة

مايكروسوفت “تستثمر في براز البشر” لمواجهة تغير المناخ!

اقتصاد منذ 13 ساعة

المغرب يقترب من تحقيق هدف إنتاج مليون سيارة سنويا

تكنولوجيا منذ 14 ساعة

78 % من المغاربة يحصلون على أخبارهم عبر الإنترنت

مجتمع منذ 15 ساعة

ميناء طنجة.. إحباط محاولة تهريب 25 كلغ من الكوكايين

دولي منذ 16 ساعة

مقتل 93 فلسطينيا ينتظرون المساعدات في غزة

الجديد TV منذ 17 ساعة

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

رياضة منذ 18 ساعة

روما الإيطالي يضم الوسط المغربي نائل العيناوي

واجهة منذ 19 ساعة

توقعات أحوال الطقس لليوم الاثنين

رياضة منذ يوم واحد

مارسيليا يرفض عرض جيرونا لضم أوناحي ويصعد مطالبه المالية

مجتمع منذ يوم واحد

الصيادلة غاضبون ويدعون إلى حوار جدي مع وزارة الصحة

دولي منذ يوم واحد

زلزالان عنيفان يضربان كامتشاتكا الروسية

منوعات منذ يومين

ندوة: دور الدبلوماسية الثقافية والفنية والإعلامية في تجسير العلاقات بين البلدان

اقتصاد منذ يومين

الاتحاد الأوروبي يتفاوض مع المغرب على شراكة شاملة لمكافحة الهجرة

دولي منذ يومين

غزة: مقتل 44 فلسطينيا من منتظري المساعدات بنيران إسرائيلية

على مسؤوليتي منذ يومين

مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

إعلان

الاكثر مشاهدة