Connect with us

على مسؤوليتي

ما هي حدود تواصل اليسار مع تنظيمات إسلامية مثل جماعة العدل والإحسان؟

نشرت

في

كنت دائما اريد إثارة نقطة مهمة حول حدود تواصل اليسار كتنظيمات وفعاليات سياسية وفكرية مع تنظيمات إسلامية ، جماعة العدل والإحسان كأفضل نموذج من الناحية النسبية لدى المتحالفين المفترضين ، لما لذلك من أبعاد وآثار مهمًة ومثيرًة للتفكير.؛ ذلك أن الحوار بين الحقوقيين أو المحامين اليساريين والعدليين المحامين قد يكون أسهل وأكثر توافقًا، نظرًا لأن مجالهم المهني يتعامل مع قضايا قانونية وحقوقية ومهنية ونقابية ، يمكن إيجاد أرضية مشتركة حولها، بعيدًا عن الانتماءات السياسية والفكرية. فالحقوقيون، في النهاية، يتعاملون مع مبادئ القانون والعدالة التي قد تكون قابلة للتطبيق بشكل حيادي بغض النظر عن المواقف السياسية.

لكن عندما يتعلق الأمر بالسياسيين والمثقفين، تصبح المسألة أكثر تعقيدًا ؛ فالسياسيون عادةً ما يسعون لتحقيق مصالح وبرامج حزبية تتأثر بشكل كبير بالإيديولوجيات التي يؤمنون بها ، ومن جهة أخرى، المثقفون يختلفون أيضًا في آرائهم حول القيم الأساسية مثل الحرية، الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ويصعب أحيانًا التوافق بين هؤلاء الذين يحملون رؤى مختلفة بشكل جذري. لذلك قد يكون الحوار بينهم ممكنًا ولكن ليس من السهل أن يتم بناء تحالفات أو توافقات سياسية وفكرية دون المساس بالمبادئ الأساسية التي يتبنونها.

ليطرح السؤال : هل يمكن للمثقفين والسياسيين أن يتجاوزوا الاختلافات الإيديولوجية ويحترموا مساحة الحوار؟ وهل الحوار سيظل فقط على المستوى التقني أو القانوني بعيدًا عن الأبعاد السياسية العميقة؟ .

إن الأمر يثير مسؤولية تاريخية جسيمة ، خاصة وأن التحالفات لا تكون تجاه التناقضات الرئيسية المشتركة فقط ، أي تجاه العدو الطبقي أو النظام السياسي الحاكم أو الأجنبي الخارجي ، وإنما ضد التحالف يتم بالأساس في مواجهة التناقضات الثانوية هنا وهناك ، مما يؤكد سوء التحليل وترتيب التناقضات وسوء تدبير التحالفات والأولويات . ولذلك فأنا لا أرفض ولا أستغرب من ظاهرة تحالف تيارات التطرف والجذرية ، إلا من زاوية توافقهم على تكفير وتخوين المقاربات الإصلاحية والإعتدالية غير الراديكالية والمتطرف وتصنيفها في نفس خانة النظام الحاكم ؛ وبذلك فهي ظاهرة يسراوية إنتهازية وخطيرة ، وعلى الجميع قراءة تاريخ الإسلام السياسي ، فكم من تحالفات تكتيكية تحولت إلى خيارات استرتيجية . وبالتالي فهي ظاهرة معقدة تتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم أبعادها وآلياتها. ويمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال عدة عوامل، منها:

1. التقاء المصالح المؤقتة: فقد تتحالف تيارات متطرفة وجذرية من خلفيات إيديولوجية مختلفة بسبب وجود مصلحة مشتركة مؤقتة، مثل مواجهة عدو مشترك أو نظام سياسي معين. هذا التحالف قد يكون تكتيكيًا وليس استراتيجيًا، حيث إنه يركز على هدف محدد دون أن يعني بالضرورة تقاربًا فكريًا أو أيديولوجيًا. ولكن ما هي الضمانات خارج التوافقات الهشة وغير المبدئية ؟ .

2. الاستقطاب السياسي والاجتماعي: ففي ظل بيئة سياسية واجتماعية شديدة الاستقطاب، قد تدفع الظروف المختلفة التيارات المتطرفة إلى التقارب، خاصة إذا شعرت بأنها مستهدفة أو مهمشة من قبل النظام الحاكم أو القوى السياسية المهيمنة. ولكن ما قولنا من الانسحاب من حركة 20 فبراير دون سابق إخطار ؟ ونفس السؤال نطرحه في النقطة الموالية ، خاصة في ظل هساشة اليسار تنظيميا /كميا ! .

3. الاستفادة من الفرص السياسية: قد ترى التيارات المتطرفة في التحالفات فرصة لتعزيز نفوذها السياسي أو الاجتماعي، خاصة إذا كانت هذه التحالفات تتيح لها الوصول إلى جمهور أوسع أو تحسين صورتها العامة.

4. التأثير الخارجي : في بعض الأحيان، قد تكون هناك قوى خارجية تدعم أو تشجع تحالفات بين تيارات متطرفة لتحقيق أهداف جيوسياسية معينة، مما يعزز هذه الظاهرة. وقد لاحظنا أن دول عربية كثيرة عانت من هذه الشبهة ، في حين لم نحسم النقطة في المغرب ، ولا زالت السرديات الأمنية تشتغل كحقيقة إعلامية ، وقد حان الوقت لإعادة ترتيب العلاقات ودمقرطة أسسها بناء على قاعدة الإختلاف في وضوح افضل من الإتفاق في غموض ، وعلى أساسه بالنسبة ينبعث السؤال المفترض حول حدود تواصل اليسار مع تنظيمات إسلامية مثل جماعة العدل والإحسان، لأن الأمر يعتمد على طبيعة الحوار والأهداف منه؛ فالحوار بين الحقوقيين أو المحامين قد يكون أسهل بسبب التركيز على القضايا القانونية والحقوقية التي يمكن أن تكون محايدة نسبيًا.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالسياسيين والمثقفين، فإن الحوار يصبح أكثر تعقيدًا بسبب الاختلافات الإيديولوجية العميقة ، في ظل غياب أية ضمانات في مجال يتماهى فيه السياسي مع العقائدي و حيث تنتعش النزعة الذيلية والنزعة الإلحاقية تبادليا ؛ في سياق التنازع حول ” من يقود من ” في تجاذب كمي وتقاطب أغلبي تختلط فيه بوصلة الإنتماء مع قبلة الولاء .

* مصطفى المنوزي

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

سنضحي من أجل فلسطين ولبنان دون أن نترك وطننا يحترق!

نشرت

في

منذ مدة وأنا أتردد في مقاربة السردية الفلسطينية في المغرب، من زاوية نقدية-توقعية، في ظل مجتمع المخاطر وتصاعد النزعة الانتخابوية. فالناس لا تستمع لبعضها البعض بذريعة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. غير أن هيمنة هذه السردية على المخيال العمومي تُصعّب إبداء الرأي الحر. ومع المسافة الزمنية النسبية، يمكن اليوم أن نطرح السؤال الجوهري: هل انتصرنا فعلاً أم فقط نجحنا في تثبيت سردية؟ انتصرنا على من؟ وفي ماذا؟.

بعد 7 أكتوبر، استعادت السردية الفلسطينية، مكانتها المركزية في الحقل الرمزي المغربي، لا فقط كقضية أخلاقية، بل كبنية لإعادة إنتاج الخطاب السياسي وإعادة ترتيب الأجندة الوطنية، ما يستدعي تحليل هذا الحضور الكثيف من منظور التفكير النقدي التوقعي ونظرية المخاطر، مع استحضار السياقات الدولية الجديدة: انهيار منظومة الإسلام السياسي كفاعل تعبوي، وتصاعد الخطر البنيوي المتمثل في صهينة الاقتصاد والثقافة.

1. تضامن مشروع أم استلاب رمزي؟
أ. التضامن كحاجة إنسانية… مشروطة بالفهم
التعاطف الشعبي مع فلسطين متجذر وجدانيًا، لكنه يصبح استلابًا رمزيًا حين يُمنع تفكيكه أو مساءلته، ويُحوّل إلى مقدس سياسي يعيد تشكيل الهوية الوطنية انطلاقًا من موقف خارجي، مما يُفرغ الوطنية من بعدها السيادي الداخلي.

ب. تهميش المخاطر الداخلية
في مجتمع المخاطر، يتحول الوعي بالخطر الخارجي إلى أداة هيمنة وإلهاء. فتتراجع الأولويات الحيوية: انهيار المدرسة العمومية، هشاشة الصحة، تصحر الحياة السياسية… بل ويتم تسفيه من يطرح هذه القضايا باعتباره “غير ملتزم بالقضية”.

2. النزعة الانتخابوية وإعادة تدوير الخطاب الفلسطيني
أ. فلسطين كأصل رمزي للشرعية
تُستثمر القضية لتبرير الفراغ السياسي:
القوى الإسلامية تستعيدها بعد تفكك سرديتها التعبوية إثر سقوط نموذج الإسلام السياسي في المشرق ، وتؤثت بها الندوات والتظاهرات والمؤتمرات الوطنية .
الدولة توظفها كغطاء رمزي لتدبير التوازنات الاجتماعية، خاصة في سياق الضغوط الدولية والاحتقان الداخلي ، والترخيص إستثناء لتظاهرات التضامن مع القضية الغزية .

ب. تحوير النقاش العمومي
تُعاد صياغة المواطنة كمجرد ولاء رمزي لقضية خارجية، بدل الفعل المحلي المسؤول، فيتم إفراغ المجال العمومي من النقاشات الجوهرية لصالح سردية تعبوية ذات بعد خارجي.

3. مفارقة مزدوجة: تضامن نقدي مقابل تطبيع ناعم
يتقاطع الموقف المغربي بين:
تضامن وجداني عميق ومشروع وتطبيع ناعم، تغذّيه صهينة ناعمة للاقتصاد والثقافة: تكوينات معرفية وتقنية ، منصات رقمية، إنتاج فني ومواد إعلامية…
هذا التناقض يعكس وعيًا مركبًا لكنه هش، قابل للانزلاق إما نحو شيطنة كل علاقة مع الخارج، أو نحو قبول اختراق ثقافي واقتصادي بلا مساءلة.

4. تفكير نقدي-توقعي: ثلاث سيناريوهات محتملة
السيناريو الأول: السردية كسلاح رقابي
يتم توظيف الخطاب الفلسطيني من قبل السلطة أو الفاعلين السياسيين لخنق التعبيرات الاجتماعية، عبر خطاب يوحد الواجهة الوطنية لكنه يُفرغها من مطالب العدالة الداخلية.
السيناريو الثاني: تسليع رمزي وانتخابوي
تتحول السردية إلى أداة للتسويق السياسي، تُستدعى موسمياً كمادة دعاية رمزية، تفقد عمقها التحرري وتُختزل في لافتات وشعارات.
السيناريو الثالث: وعي سيادي مقاوم
يُنتج وعيا تضامنيا متزنا يربط بين مقاومة الاحتلال ومقاومة الاستبداد، بين دعم فلسطين والدفاع عن الحقوق والحريات في الداخل، بما يفتح أفقًا جديدًا لإعادة بناء التعاقد الاجتماعي على أسس العدالة والكرامة.

5. الانتقال من التضامن إلى الترشيد الاستراتيجي
لقد آن الأوان للانتقال من لحظة التضامن العاطفي إلى رؤية استراتيجية شمولية، تُقارب القضايا العابرة للحدود من موقع الفاعل لا التابع. فبعد سقوط الإسلام السياسي كحامل تعبوي وحيد لفكرة التحرر، وانكشاف منطق التوظيف الدعوي والانتخابوي، يبرز فراغ رمزي يُخشى أن يُملأ بصيغة جديدة من الاختراق الثقافي – الاقتصادي، قوامها صهينة ناعمة تُسوق “نهاية الصراع” و”سوق السلام”.
وهنا يتعين على الفاعلين المدنيين والنخب الثقافية صياغة بديل سيادي معرفي:
يعيد تموقع المغرب كفاعل لا كمستهلك لسرديات الآخرين.
يربط بين تحرير الإنسان في الداخل وتحرير الأرض في الخارج.
يؤسس لثقافة مقاومة معرفية تُفكك الهيمنة الرمزية الجديدة ، وترتكز على مقومات التفكير النقدي التوقعي ، الذي يقتضي ترشيد المشترك العاطفي وتحويله إلى مشروع مجتمعي واعٍ، يُخرج القضية الفلسطينية من دائرة الاستعمال السياسي إلى أفق التحرر المشترك. فأن نكون مع فلسطين ولبنان، لا يعني أن نتخلى عن معركة الحرية في وطننا، بل أن نربط بينهما في مشروع تحرري متكامل، إنساني، سيادي، ومسؤول.

* مصطفى المنوزي

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

يونس مجاهد يكتب عن الثقافة والتفاهة

نشرت

في

يشكل المعرض الدولي للكتاب مناسبة متميزة للمزيد من الاطلاع على الإصدارات، واقتناء كتب جديدة، غير أنه يكشف أيضا معطى هام جدا، يتمثل في تكوين فكرة عامة عن الإنتاج الثقافي والعلمي، في المغرب، وهو المعطى الذي لا يمكن التعرف عليه، فقط من خلال المتابعات التي تقدمها الصحافة ووسائل الإعلام، ويمنح التجول في المكتبات صورة أفضل، لكن معرض الكتاب يظل فرصة فريدة.

هناك إصدارات جديدة، من طرف كتاب ومثقفين وأكاديميين، مغاربة، في مختلف المجالات، فالانتقال بين دور النشر العارضة، يعطي فكرة جيدة عن المجهود المبذول لإغناء الساحة الثقافية والعلمية، أما زيارة أروقة الجامعات، فيجعل الزائر يكتشف إنتاجات متنوعة، في العديد من التخصصات، أنجزها أكاديميون، وقامت بنشرها الجامعات، من بينها كتب نادرة، ودراسات وأبحاث، تستحق التنويه، رغم أن الظروف لا تساعد الأكاديميين على البحث والنشر، نظرا لضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمي. كما أن شروط النشر بالنسبة للمبدعين والكتاب والمثقفين، صعبة، وهو أمر يعرفه كل المهتمين والمتابعين لهذا المجال، ورغم ذلك يتواصل الإبداع وتستمر الكتابة.

الانطباع الغالب، هو أن هناك ضعفا في الإنتاج الثقافي والعلمي، وأن الساحة المغربية فقيرة، وهو أمر غير دقيق. فالضعف يكمن في عدم مواكبة الصحافة ووسائل الإعلام، للإنتاج الثقافي، بالشكل المطلوب، والفقر مرده إلى عدم وجود سياسة تسويق مستمرة ومتواصلة، تقرب الكتاب من المواطن، بالإضافة إلى الإشكالات الأخرى المطروحة في صناعة الكتاب ونشره وتوزيعه، وهو الوضع الذي لا يساعد على الكتابة والنشر. لكن ما يهمنا هنا هو مناقشة الأدوار التي يمكن أن تلعبها الصحافة ووسائل الإعلام، في المجال الثقافي.

فبالعودة بالذاكرة قليلا إلى الوراء، يمكن استحضار الدور الذي لعبته الصحافة المغربية، الورقية، في الإعلاء من الشأن الثقافي، حيث كانت تنشر مقالات للمثقفين، ومساهمات في مختلف مناحي الأدب، وملخصات لدراسات في العلوم الإنسانية وغيرها، وحوارات مع أكاديميين ومثقفين وباحثين، كما كانت تترجم الجديد الذي يصدر في مجلات أجنبية، وتقدم أخبارا عن الإصدارات، حيث أن الملاحق الثقافية، والصفحات المخصصة للثقافة، مازالت تشكل مرجعا لا ينضب.

من الضروري، أن يتم البحث في أسباب التراجع الحاصل اليوم، لكن هذا لا يعفي من البحث أيضا فيما يمكن أن يكون، خاصة من طرف وسائل الإعلام العمومية، التي من المفترض أن تكون الفاعل الأول في نشر الثقافة والعلم. وهي الخلاصة التي يسجلها التقرير الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، سنة 2018، تحت عنوان “المضامين الثقافية والإعلام”، الذي تحدث عن ضعـف الكثيـر مـن البرامـج والمضاميـن التـي تبثهـا القنـوات المغربيـة، واعتبر أن من المؤاخـذات الرئيسـية علـى الحقل السـمعي البصـري الوطنـي، “ذي الوظيفـة العامـة كمـا الموضوعاتيـة، تعـود إلـى كونـه لا يسـتجيب لتطلعـات المتلقّـي المغربـي”. كما ورد في هذا التقرير، أن اســتهلاك أغلبيــة المغاربــة لبرامــج القنــوات العربيــة والاجنبيـة، فـي مجـال التلفزيـون بالخصـوص يعـود، بالدرجـة الأولـى، إلـى البحـث عـن مـادة إعلاميـة ذات جـودة، قياسـا إلـى ضعـف الكثيـر مـن البرامـج والمضاميـن التـي تبثهـا القنـوات المغربيـة.

وبالإضافة إلى تقرير هذا المجلس، فإن تقرير لجنة النموذج التنموي، فيما أطلقت عليه الاختيار الاستراتيجي الثالث، توكد على ضرورة النهوض بالتنوع الثقافي كرافعة للانفتاح، وللحوار وللتماسك، لأن الثقافـة مدعـوة إلـى أن تغـدو رهانـا عالميـا بالـغ الأهميـة فـي مجـال الصعـود الاقتصادي والسـيادة. ويدعو التقرير في هذا السياق إلى دعم “دور الإعـلام باعتبـاره أداة للإخبـار والنقـاش العـام ومواكبـة مسـار تحولـه الرقمـي، ويتعيـن دعـم الإعـلام السـمعي البصـري، والصحافـة المكتوبـة، والمنصـات الجديـدة، للقيـام بـدور الإخبار، والتحسـيس، وتنشـيط الحيـاة العموميـة، وكـذا “عبر إنشـاء منصـة رقميـة للصناعـة الثقافيـة الموجهـة، علـى الخصـوص، إلـى إنتـاج محتـوى سـمعي-بصري”.

فالثورة الهائلة في تكنولوجيات التواصل ينبغي أن تشكل فرصة لنشر العلم والمعرفة والثقافة، وليس تعميم التفاهة، وهو أمر متاح اليوم، من المفترض أن تكون وسائل الإعلام العمومية هي الرائدة في النهوض به. إن مسؤولية التربية والتثقيف، تتقاسمها أيضا الصحافة، حتى الخاصة، لأنها تعتبر ملكا عاما للمجتمع، عليها أن تسهم في المجهود الثقافي والأكاديمي، الذي يضطلع به المثقفون والمبدعون والباحثون، الذين يقدمون منتوجا جيدا للمواطن، لكنه في حاجة إلى تعريف ومواكبة وتسويق. بذلك يمكن ملء الساحة الإعلامية بمنتوج راقٍ، بدل تركه في يد التافهين، مروجي الأخبار الزائفة وممتهني التشهير والأساليب السوقية، الذي يطفون على السطح كالطحالب، ويحاولون جر المجتمع إلى أسفل المستنقع الذي يسبحون فيه.

إن الإقبال على المعارض وعلى المكتبات، يفند الأطروحة التي يروجها البعض عن ضعف اهتمام المواطن المغربي، وخاصة الشباب، بالعلم والثقافة، فهناك طلب متزايد على العلم والمعرفة والثقافة، وعلى الصحافة ووسائل الإعلام، أن تتجاوب مع هذا الطلب، وأن تصونه وتربيه وتطوره، أما الركون إلى السهولة والسطحية، بمبرر أن الأخبار المثيرة، هي وحدها التي تضاعف عدد القراء والمشاهدات، فهو مجرد وهم خاطئ، وتوجه تجاري بحت، لا ينسجم مع مفهوم الخدمة العمومية التي تعتبر صلب الرسالة الإعلامية.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

نشرت

في

بواسطة

أصدر شيوخ تنظيمات جماعة الإخوان بالمغرب، يوم 12 أبريل 2025، ” بيان شرعي يحرم، ويدين رسوّ سفن أمريكية بميناء طنجة محمّلة بعتاد عسكري موجه للكيان الصــهيـوني”، تجاوزوا فيه حدود الشرع الذي يعلي من قيمة الوطن ويجعل التضحية من أجله استشهادا، بأن حرّموا رسو سفن دولة صديقة وداعمة للوحدة الترابية للمغرب؛ مما يعرض مصلحة الوطن للخطر.

وقد وضعهم بيانهم هذا خارج دائرة الوطن وأظهر عدم ولائهم له واستعدادهم للتضحية بمصالحه العليا. فلا حب لهم للوطن ولا استعداد للتضحية من أجله. علما أن النصوص الشرعية تحث وتحبب الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله (من قاتل دون أرضه فهو في سبيل الله).

بل إن القرآن الكريم، أعلى من قيمة حب الوطن وجعلها في مقام حب النفس كما في قوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾. وقد فسر الفخر الرازي الآية بأن الله جعل فراق الوطن معادلاً لقتل النفس. ولذلك قال العز بن عبد السلام: “اعتناء الشرع بالمصالح العامة، أوفر وأكثر من اعتنائه بالمصالح الخاصة”.

كما تجاوز أصحاب البيان، حدود الواقع بتنكّرهم لجسامة التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب المغربي من أجل الوحدة الترابية على مدى نصف قرن، وتجاهلهم لحجم المخاطر والمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن، وعلى رأسهم النظام الجزائري الذي يصرف ثروات الشعب في التسلح وتمويل الإرهاب بهدف تقسيم المغرب وتدمير كيانه.

إن الموقعين على البيان تطاولوا على وظيفة الإفتاء. فهم ليسوا أعضاء في مؤسسة دينية رسمية مختصة بالإفتاء، ولا يمثلون المجلس العلمي الأعلى الذي هو، بمقتضى الدستور “الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة”. بل هم في غالبيتهم ينتمون لحركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان وبعض المتورطين في ملفات الإرهاب ومن عُرف عنهم “التْبَحْلِيس” للخوانجية، لا تهمهم “غزة ولا تازة”، وإنما مهمتهم تنفيذ الإستراتيجية التي رسمها المرشد العام للتنظيم الدولي للإخوان في مصر، مصطفى مشهور، والتي كشفت عنها رسالته إلى قياداتها سنة 1996. ومن أهدافها الأساسية نزع الشرعية الدينية والشعبية عن الملك. وقد اتخذوا لهم سبلا خبيثة منها:

1 ـ التشكيك في الأهلية الدينية لأمير المؤمنين: إذ سبق لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، أحمد الريسوني، أن قال، في حوار لصحيفة “Aujourd’hui le Maroc” ماي 2003، بأن جلالة الملك محمد السادس غير مؤهل ليتولى مسؤولية إمارة المؤمنين، وطالب أن تسند لغيره. والريسوني اليوم هو على رأس الموقعين على النداء خدمة/تنفيذا لنفس الأجندة التي انخرط فيها منذ اعتناقه لإيديولوجية الإسلام السياسي.

2 ـ تكفير الملك بفتاوى مرشد جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، ومنها:

أ ـ إن الملك يمثل المنكر والخروج على الدين (المنكر الأكبر هو حكم المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون )(ص 146 الإحسان2).

ب ـ إنه وثني وبالتالي كافر بسبب اتخاذه شعار: الله، الوطن، الملك، شعارا للمملكة. إذ سبق لياسين أن خاطب الملك الحسن الثاني رحمه الله، في رسالة “الإسلام أو الطوفان” بقوله (تب إلى الله من تألهك وشركك لأنك جعلت شعار جيش المسلمين ثالوثا تشرك نفسك فيه وتؤلهها، وإن تثليث النصارى حين ينادون الأب والابن والروح القدس لشرك أهون خطرا من شركك حين تفرض على المسلمين أن ينادوا الله والوطن والملك ومن الشعار تتولد طقوس الكفر التي تحشد لإقامتها كل قوتك فاتخذت لنفسك أعيادا لم يأمرنا بها الله).

وها هم أصحاب البيان يكرسون النهج التكفيري لياسين: “نعلن ما يلي:

1- يُحرَّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلسـطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ”.

مغالطة المصادرة على الإشاعة.

لدوافعهم الخبيثة، أسس أصحاب البيان فتواهم على “مغالطة المصادرة على الإشاعة” وكأنها حقيقة ثابتة مستغلين صمت الجهات المسؤولة على ميناء طنجة (الوزارة، إدارة الميناء، الحكومة) كالتالي: ” نُعلن رفضنا التام لما تردَّدَ من سماح السلطات المغربية برُسوّ سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، تحمل قِطَعَ غِيارٍ لطائرات حربية موجهة إلى الكيان الصهيوني المحتل، الذي يواصل عدوانه الغاشم على شعبنا في غـزة وسائر فلسـطين”. إذ لم يكلفوا أنفسهم مراسلة الوزارة أو طرح سؤال على الحكومة من طرف أحد برلمانيي حزب العدالة والتنمية لمعرفة الحقيقة. وكان أحرى بهم استحضار التنبيه الإلهي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾؛ لكن الخبث والتآمر على النظام أعميا بصيرتهم. فغايتهم ليس البحث عن الحقيقة بقدر ما هي إلصاق تُهم “الخيانة” “والمشاركة” و”التواطؤ” للنظام لضرب شرعيته الدينية والشعبية بشكل صارخ: “إن تسهيل مرور هذه القطع الحربية تواطؤٌ مادي ومعنوي مع آلة القتل الصـهيونية، ومشاركةٌ في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعَدّ خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطــبيع”.

لقد تنكّر أصحاب البيان لكل الجهود التي بذلها ملك المغرب ولا يزال يبذلها لصالح الفلسطينيين، سواء من خلال بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيين في مواجهة خطط التهويد (الوكالة أنجزت ما بين 2000 و2022، نحو 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة، استفادت منها فئات المجتمع المقدسي كافة. وبلغت كلفة هذه المشاريع ما مجموعه 64 مليون دولار، شملت مجالات الإعمار والصحة والتعليم، ومشاريع دعم الأيتام والأرامل والمسنين والأشخاص في وضعية الإعاقة). علما أن المساهمات المالية للدول في الوكالة توقفت منذ عام 2011؛ إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأي مساهمة من أي دولة باستثناء المملكة المغربية التي ظلت هي «الممول الوحيد لهذه المؤسسة بنسبة 100 في المائة في صنف تبرعات الدول»، ونحو 70 في المائة في صنف «تبرعات المؤسسات والأفراد» وفق ما أكده السيد محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، في فبراير 2023.

فضلا عن المبادرات الإنسانية للمغرب عبر بناء مؤسسات صحية (إعادة بناء وتجهيز مستشفى القدس التخصصي في غزة بعد تدميره بالكامل سنة 2008)، وجامعية (إعادة بناء كلية الزراعة والبيئة ومنشآتها المختلفة، بعد أن تم تدميرها بالكامل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة سنة 2009 بقيمة 4.5 مليون دولار من المال الخاص لجلالة الملك)، يضاف إليها بناء مستشفيات ميدانية في فترتي وباء كورونا والحرب على غزة، وإرسال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.

وتكفي هنا الإحالة على بيانات منظمة التحرير الفلسطينية وهي تعبر”عن تقديرها لثبات ووضوح مواقف القيادة المغربية بشأن القضية الفلسطينية وكذا الدعم والمساندة الذي تقدمه الرباط للمقدسيين وجهودها المتواصلة لصيانة مدينة القدس والحفاظ على معالمها الإسلامية”. وحظيت المبادرة الملكية للتخفيف من أزمة الفلسطينيين المالية، من خلال تدخل جلالته لدى حكومة إسرائيل للإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة، بتقدير عال من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي وجهت (فبراير 2025) عبر أمين سر لجنتها التنفيذية، حسين الشيخ، الشكر للعاهل المغربي، الملك محمد السادس والحكومة المغربية، مثمنة “هذا الجهد الاخوي المتواصل والمستمر في دعم صمود وثبات شعبنا على أرض وطنه”.

وكانت آخر مبادرة أطلقتها وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، يوم الاثنين 15 أبريل 2025، تهم التكفل ب 300 طفل مبتور الأطراف، و500 طفل يتيم ضمن مشروع كفالة اليتيم المقدسي الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس الشريف منذ سنة 2008. فليعلم موقعو البينا أنه لما اختار القادة العرب الحرب ضد إسرائيل كان المغرب أول المشاركين فيها، ولما انحازوا للسلم عبر مبادرة “الأرض مقابل السلام”، دعم المغرب ويدعم جهود السلام التي أثمرت اتفاق أوسلو الذي انقلب عليه تجار وسماسرة القضية الفلسطينية خدمة لمصالحهم المناقضة لمصلحة الفلسطينيين.

إن اللؤم والعقوق من أبرز سمات الموقعين على البيان والواقفين خلفه لدرجة أنهم تجاهلوا، كلية، تضحيات الجنود المغاربة بدمائهم الزكية، في حرب 73؛ وكذا الالتزامات المغربية الرسمية وتأكيدات العاهل المغربي، في كل المناسبات، على أن القضية الفلسطينية “تعد من أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة”

ضرب المصالح العليا للوطن.

لا تخفى على المواطن النبيه أن ارتفاع وتيرة المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية وتمددها هما ليس بغاية وقف الحرب في غزة، بل المستهدف منها هو النظام الملكي واستقرار الوطن. ذلك أن تنظيمات الإسلام السياسي متأكدة من قوة النظام وتجذر الملكية في وجدان الشعب المغربي، فضلا عن قوة الدولة المغربية بكل مؤسساتها، وخاصة الأمنية والعسكرية؛ الأمر الذي يجعل إمكانية الانقلاب على النظام أو السيطرة على الدولة، أو حتى إشعال ثورة، من سابع المستحيلات.

وقد حاولت ولا تزال، يائسة، جماعة العدل والإحسان تشكيل تحالف موسع مناهض للنظام. لهذا، وإدراكا منهم بأهمية التحالف الإستراتيجي الأمريكي ـ المغربي ـ الإسرائيلي في تزويد المغرب بأسباب القوة العسكرية لمواجهة المخاطر التي تتهدد أمنه واستقراره، خصوصا من طرف النظام الجزائري الذي ير ى فيه الإسلاميون عاملا حاسما في إنهاك النظام وإضعافه في حالة شن الحرب ضد المغرب؛ نجدهم يكثفون المظاهرات والمسيرات للضغط على النظام حتى يلغي اتفاقية أبراهام. فيكون لهذا الإلغاء تداعيات خطيرة على باقي الاتفاقيات العسكرية والدبلوماسية والأمنية مع أمريكا وإسرائيل، بحيث تتراجعان عن الاعتراف بمغربية الصحراء وتلغيان تزويدهما للمغرب بأحدث أنواع الأسلحة الرادعة للعدوان الخارجي؛ مما يجعل ظهر المغرب مكشوفا لأعدائه.

تلك أوهامهم وأوهام اليسار المفلس. فلا غرابة أن تتواطأ تنظيمات الإسلام السياسي مع أعداء الوحدة الترابية للمغرب لضرب أسس العلاقات القوية للمغرب مع حليفيه الأساسيين في حربه ضد أعدائه. ولعل إحاطة ‏مبعوث الأمين العام للصحراء المغربية، السيد ستافان دي ميستورا، في إطار مشاورات مجلس الأمن بنيويورك يوم 14 أبريل 2025، كافية لوصف خطورة الأوضاع على الحدود مع الجزائر، حيث جاء فيها “في الواقع، لم نشهد أي تحسن في العلاقات الجزائرية-المغربية، بل على العكس تماماً. إن تحسناً من هذا النوع يُعد شرطاً ضرورياً لتفادي خطر نشوب صراع إقليمي، بالنظر إلى التوترات المستمرة، وانعدام الاتصال الدبلوماسي، وإغلاق الحدود، والزيادة الكبيرة في مشتريات الأسلحة والنفقات المرتبطة بها”.

وقد زاد سعار هذه التنظيمات لما تيقنت من عزم الإدارة الأمريكية، في عهد الرئيس دونالد ترامب، على إنهاء ملف الصحراء المغربية؛ الأمر الذي سيعصف بكل أوهامهم ورهاناتهم الخاسرة. إن أمريكا، بحكم وزنها في مجلس الأمن، تملك مفاتيح الملف، وقوة داعمة عسكريا ودبلوماسيا للمغرب؛ وأي إفساد للعلاقات معها هو حرمان للمغرب من دعمها. وسبق للعاهل المغربي أن نوه بأهمية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في خطاب المسيرة 2021 ” وإننا نعتز بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه. وهو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية. فهذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية”.

ومن أجل حرمان المغرب من الدعم الأمريكي، لم يكتف الخوانجية بالمظاهرات والمسيرات من أجل إلغاء التطبيع، بل أرادوها مسيرات لمنع رسو السفن الأمريكية في الموانئ المغربية بذريعة نقلها الأسلحة لإسرائيل. وما يفضح مخططات لخوانجية، هو سكوتهم المطبق عن القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا وقطر التي تُشحن إليها الأسلحة الفتاكة ومنها إلى إسرائيل، وكذا ابتلاع ألسنتهم عن المناورات العسكرية المشتركة بين قطر وإسرائيل، ثم دعمهم لتركيا أردوغان رغم التبادل التجاري والتعاون العسكري بينها وبين إسرائيل والذي لم يتوقف طيلة الحرب على غزة. وقد تداولت مواقع الاجتماعي صورا لشظايا صواريخ تركية استعملتها إسرائيل لقتل أطفال غزة. فلسان حال لخوانجية يقول: التطبيع حلال على قطر وتركيا، حرام على المغرب.

الإخوان لا يؤمنون بالأوطان.

إن شيوخ الإخوان ومن وقّع معهم على البيان لا يؤمنون بالوطن ولا بالمواطنين. وكيف لهم أن يؤمنوا به وهم أسسوا تنظيماتهم وفق إستراتيجية مناهضة للأنظمة المدنية والديمقراطية. جميعهم يسعون إلى تطبيق الشريعة وإقامة نظام الخلافة على أنقاض الدولة المدنية. بل من الموقعين من كانوا قياديين في تنظيمات إرهابية وحوكموا في ملفات الإرهاب. ولولا العفو الملكي لظلوا في السجن سنين عددا. فهل لمثل هؤلاء يحق لهم الحديث عن الوطن أو الشعب وهم الذين خططوا لتفجير المنشآت الأمنية والاقتصادية والسياحية والأسواق العمومية؟.

إن التاريخ يُسجل أن تنظيمات الإسلام السياسي لم يصدر عنها موقف وطني واحد منذ اندلاع الصراع المفتعل من طرف النظام الجزائري ضد المغرب. ذلك أن هذه التنظيمات لم تشارك في المسيرة الخضراء، سواء كأفراد أو كتنظيمات كانت مشكَّلة ونشطة حينها. بل إنها لم تدعم الدولة في لحظات مفصلية في الصراع حول الصحراء، ومنها لحظة تحرير معبر الـﯕرﯕرات. فكل هدفهم التشويش على جهود الدولة والسعي إلى إفساد علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الداعمة لوحدتها الترابية، علما أن البيجيدي كان على رأس الحكومة التي وقعت على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وها هو اليوم، عبر شيوخه، يتهم ملك البلاد، بكل وقاحة وسفالة وانحطاط، بالخيانة والمشاركة في إبادة أهل غزة وأطفالها.

ويتأكد أن حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية “حركة التوحيد والإصلاح”، لم يستوعبا جيدا الدرس من التطاول على اختصاصات جلالة الملك رغم التنبيه والتوبيخ اللذين واجه بهما بلاغُ الديوان الملكي بيانَ الأمانة العامة للبيجيدي في موضوع الهجوم على السيد ناصر بوريطة. وقد شدد البلاغ على “إن السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص جلالة الملك، نصره الله، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”، وأن “العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة”. طبعا لا تهم البيجيدي ولا باقي تنظيمات الإسلام السياسي المصالح العليا للوطن ولا كيفية التصدي للمخاطر المحدقة بوحدته الترابية، بقدر ما يهمهم إضعاف الموقف الدولي للمغرب وحرمانه من الدعم الدبلوماسي المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي. إن هذه التنظيمات وشرذمة اليسار المتطرف يراهنون على فشل مخطط الحكم الذاتي ليتخذوه شرارة لإشعال الفتنة وتدمير الوطن. تلك أمانيهم وأوهامهم.

أكمل القراءة
منوعات منذ 10 ساعات

“الإعلام والقانون: التحديات والفرص في العصر الرقمي” موضوع ندوة دولية ببني ملال

رياضة منذ 11 ساعة

كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم .. فريق نهضة بركان يتأهل للنهائي

رياضة منذ 12 ساعة

نهضة بركان يواجه شباب قسنطينة الجزائري بتشكيلة نارية

سياسة منذ 13 ساعة

انتخاب ابن كيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية لولاية رابعة

رياضة منذ 14 ساعة

الفوتصال سيدات : المغرب يواجه أنغولا غدا الاثنين برسم نصف النهائي

رياضة منذ 14 ساعة

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

اقتصاد منذ 17 ساعة

بنك القرض الفلاحي للمغرب يوسع آفاق تمويلاته لمواكبة تحديات 2030

دولي منذ 18 ساعة

تسعة قتلى في حادث دهس بالسيارة في فانكوفر الكندية

رياضة منذ 19 ساعة

بعد “شعارات عنصرية” ضد حسنية أكادير.. جمعيات أمازيغية تندد “بالكراهية”

دولي منذ 20 ساعة

الشرطة الفرنسية تطارد قاتل مصلٍ طعناً داخل مسجد

دولي منذ 21 ساعة

ارتفاع حصيلة انفجار المرفأ في إيران إلى 25 قتيلا

رياضة منذ 22 ساعة

برشلونة يهزم ريال في الوقت الإضافي ويتوج بكأس ملك اسبانيا

واجهة منذ 23 ساعة

طقس الأحد.. جو حار مع أمطار متوقعة بالمرتفعات

منوعات منذ يومين

هذا جديد الفنانة الهولندية-المغربية Inez (فيديو)

على مسؤوليتي منذ يومين

سنضحي من أجل فلسطين ولبنان دون أن نترك وطننا يحترق!

رياضة منذ يومين

عاجل: انتخاب لقجع نائبا أول لموتسيبي لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم

منوعات منذ يومين

تتويج 9 صحفيين بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي

سياسة منذ يومين

عزيز أخنوش يمثل الملك في جنازة البابا

دولي منذ يومين

حماس مستعدة لهدنة لخمس سنوات في قطاع غزة مع إطلاق الرهائن

دولي منذ يومين

عاجل: انفجار قوي في ميناء في جنوب إيران

مجتمع منذ 7 أيام

مؤسسة الأعمال الاجتماعية للمحافظة العقارية تحتفي بالمتقاعدين

مجتمع منذ أسبوع واحد

إنزال وطني جديد لمتقاعدي المغرب في هذا التاريخ

الجديد TV منذ أسبوع واحد

تفاصيل النهاية المأساوية للجنرال المدبوح تروى لأول مرة ( فيديو)

مجتمع منذ يومين

المتقاعدون يسجلون غضبهم من مخرجات الحوار الاجتماعي

سياسة منذ 4 أيام

45 مليار و738 مليون درهم كلفة الحوار الاجتماعي في أفق سنة 2026

رياضة منذ أسبوعين

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

مجتمع منذ أسبوعين

أرفود..وفاة مكونة اعتدى عليها متدرب بشاقور

منوعات منذ 7 أيام

المغربية أسمهان الوافي ضمن أقوى 100 شخصية في العالم

دولي منذ 4 أيام

منظمة العفو الدولية تندد بـ”الزيادة المقلقة” في عدد الإعدامات في السعودية

سياسة منذ أسبوعين

صفقة صواريخ ستينغر تعزز القدرات العسكرية للجيش المغربي

رياضة منذ 14 ساعة

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

رياضة منذ 4 أيام

ألمانيا توافق على تسليم بودريقة إلى المغرب

مجتمع منذ 7 أيام

وفاة مبدع ” الزين يحلى في الثلاثين” الفنان محسن جمال

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

سعيد الكحل: غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2)

دولي منذ أسبوعين

بريطانيا تحسم الجدل بشأن التعريف القانوني للمرأة

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

سعيد الكحل يكتب.. بيان التخوين من شيوخ الإخوان

مجتمع منذ أسبوع واحد

قضية “إسكوبار الصحراء”: الناصيري يكشف معطيات جديدة عن علاقة المالي بلطيفة رأفت

رياضة منذ أسبوعين

غابة بوسكورة تحتضن النسخة الحادية عشر للسباق الدولي 15 كيلومتر

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

في تدبير القضايا المصيرية تشاركيا مع إقتصاد الكلفة والتفاؤل

تكنولوجيا منذ أسبوعين

اتصالات المغرب تطلق علامتها التجارية الجديدة “iNJOY”

رياضة منذ 14 ساعة

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

رياضة منذ أسبوعين

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الجديد TV منذ 3 أسابيع

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

الجديد TV منذ 4 أسابيع

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

رياضة منذ شهر واحد

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

الجديد TV منذ شهرين

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

الجديد TV منذ 4 أشهر

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

الجديد TV منذ 7 أشهر

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

الجديد TV منذ 7 أشهر

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

الجديد TV منذ 10 أشهر

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ 11 شهر

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ 11 شهر

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

الجديد TV منذ سنة واحدة

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الجديد TV منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

واجهة منذ سنة واحدة

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

الجديد TV منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( 1/4)

واجهة منذ سنة واحدة

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصل تروى لأول مرة عن محاولة اغتيال ادريس البصري

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنة واحدة

مخاطر استخدام الطب البديل لعلاج الحساسية والربو

الاكثر مشاهدة