على مسؤوليتي
قراءة في وضع البنوك المغربية..هل هي بداية أزمة ام تداعيات الرقمنة ؟
نشرت
منذ 3 سنواتفي
بواسطة
ادريس العاشري
عندما نقوم بافتحاص و مقارنة النتائج السنوية للبنوك المغربية: سعر الرييحة الموزعة، .الودائع الجارية والودائع للاجل مع تراجع السيولة البنكية ووتيرة اغلاق الوكالات البنكية، لابد أن تتساءل دون ان نكون فاعلين اقتصاديين او سياسيين، بل مواطن له حساب بنكي في بنك من الأبناك، عما يقع حاليا داخل الأبناك المغربية؟.
هل للأمر علاقة بعدوى أزمة البنوك التيعلى وقعها بعض المؤسسات البنكية بأمريكا وسويسرا؟، ام أن الأمر هو مجرد مرحلة عابرة ستقةد لاحقا إلى تجتوز تداعيات الازمة الظرفية الناتجة عن كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية؟؟.
حسب الارقام الصادرة عن البنوك المغربية، نجد أن بعض المؤسسات البنكية حققت خلال سنة 2022 نتائج جد إيجابية، ارتفعت بنسبة 21% مقارنة مع سنة 2021، رغم الازمة الدولية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
المقارنة الأولى، التي تطرح عدة تساؤلات، هي تزايد نسبة إغلاق الوكالات البنكية المغربية خصوصا منذ سنة 2019 مع ارتفاع الحجم الإجمالي للودائع البنكية، رغم الحجم الكبير من العملة النقدية المتداول نقدا ( كاش) التي بلغت 354.8 مليار درهم.
هذه الودائع سجلت عند متم دجنبر 2022، ارتفاعا سنويا نسبته 6,8 في المائة لتصل إلى 1.134 مليار درهم.
حسب بنك المغرب، في لوحة القيادة الأخيرة المتعلقة بـ “القروض والودائع البنكية”، نجد أن ودائع الأسر بلغت 829,8 مليار درهم، بارتفاع سنوي نسبته 6,3 في المائة، من بينها 198,5 مليار درهم للمغاربة المقيمين بالخارج، كما ارتفعت ودائع المقاولات الخاصة بنسبة 8,6 في المائة لتصل إلى 189,3 مليار درهم عند متم دجنبر.
مع التذكير ان معدل الفائدة على الودائع لأجل DAT وحساب التوفير les comptes sur carnets، لم ترتفع الا بنسبة ضعيفة غير مشجعة على الادخار إذ نجد:
- معدلات الفائدة على الودائع لأجل 6 أشهر، على أساس سنوي ارتفعت، قد ارتفعت بمعدل 33 نقطة أساس لتصل إلى 2,41 في المائة.
- بينما سجلت الودائع لأجل 12 شهرا ارتفاعا بمعدل نقطة أساس لتصل إلى 2,63 في المائة.
مقارنة مع هذه الارقام المتعلقة بارتفاع الودائع البنكية، سنجد أن عدد إغلاق الوكالات البنكية في تزايد مستمر كما توضحه الارقام التالية:
- حسب بنك المغرب وصل عدد الوكالات البنكية المغلقة نهائيا 189 وكالة بنكية سنة 2022 مع فتح 38 وكالة بنكية جديدة.
مما سجل تراجعا في مجموع عدد الوكالات البنكية النشطة بالمغرب من 6065 سنة 2021 إلى 5914 في 2022. - عملية إغلاق الوكالات البنكية تختلف حسب المؤسسات البنكية والجهات وهي موزعة على الشكل التالي:
*التجاري وفا بنك 52 وكالة
*البنك الشعبي للمغرب 38 وكالة،
*بنك إفريقيا 26 وكالة
*البنك المغربي للتجارة والصناعة 21، الشركة العامة المغرب 21،
*مصرف المغرب 19
*البريد بنك 11
*القرض العقاري والسياحي 1وكالة.
هذا العدد من إغلاق الوكالات البنكية، ترجحه الاطر البنكية إلى عامل الرقمنة وفتح وكالات قيادة pilote تشتغل بنظام LSB الخدمات البنكية الحرة، التي لا تعتمد على الشبابيك البنكية الاوتوماتيكية وبعدد من الموارد البشرية لا يفوق اثنين فقط مع حارس أمن.
في هذه الحالة، مامصير الاطر التي تشتغل في هذه الوكالات البنكية المغلقة؟ وما مدى مساهمة القطاع البنكي المغربي في تشغيل الشباب وامتصاص البطالة؟؟.
مع التذكير ان معدل الاستبناك بالمغرب، لم يصل بعد للمستوى المطلوب كما صرحت الملكة ماكسيما، ملكة هولندا، بالمغرب بصفتها “المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التمويل الشامل من أجل التنمية”، خلال زيارتها للمغرب من 20 إلى 23 مارس الجاري، عندما قالت :”..على أن ما يقارب 15 مليون من الشباب المغربي، دون حسابات بنكية خصوصا الفتيات” .
و بأن ” 56% من الرجال مقابل 33% فقط من النساء كانت لديهم حسابات عام 2021. وبينما يمثل ذلك زيادة مقارنة بعام 2017 عندما كان 41% من الرجال و17% من النساء لديهم حسابات، فإنه يعني أن الفجوة بين الجنسين البالغة 23 نقطة مئوية مازالت دون تغيير في ذلك الوقت.
المقارنة الثانية التي تجعلنا نطرح تساؤلنا عن واقع البنوك المغربية، هو مابين حجم الودائع البنكية و الحجم الكبير من التداول النقدي ( الكاش).
و أيضا تراجع عجز السيولة البنكية بـنسبة 4,7 في المائة ما بين 23 و29 مارس 2023 التي تراجعت إلى ناقص 109.4 مليار.
و بناء على دلك، أليس من واجب الأبناك المغربية، أن تطمئن المواطن المغربي وتفسر له الظروف التي يمر منها القطاع البنكي المغربي وتشجعه على الرفع من منسوب التقة والتعامل بالعمليات البنكية والأداء عبر الهاتف عوض التعامل نقدا؟؟.
- ادريس العاشري
على مسؤوليتي
في رثاء اللحظة البشرية واستشراف المستقبل الإنساني
نشرت
منذ 41 دقيقةفي
نوفمبر 10, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
من وحي حفيف الأعلام الفلسطينية التي رُفعت خفّاقةً بالتحدي والعزيمة، وهي ترفرف في صمتٍ مفعمٍ بالرحمة والحزن، انبثقت لحظة إنسانية نادرة داخل المقبرة العبرية، أو الميعارة كما نسميها بالدارجة المغربية. كان الصمت يتكلم، وكانت الوجوه تُنصت لِما لا يُقال. هناك، حيث تمتزج الأرض بالذاكرة، تدافعت الكلمات في داخلي، وأحسست أن البوح صار ضرورة أخلاقية، لا مجرد انفعال عابر.
كانت فسيفساء الحضور مشهداً مهيباً؛ أطياف متعددة ومتنوعة اجتمعت على احترام الطقوس، في انضباطٍ نادر يجمع بين الوقار والدفء. حضر الجميع بصوتٍ واحدٍ من الصمت، إلا من منعتهم الأعذار أو كبّلهم التردد. ودّعنا الرفيق إلى مثواه الأخير، وودعناه فينا، في تلك المسافة الرقيقة بين الحقيقة والرمز، وبين الفقد والأمل. شعرنا بالغصّة ذاتها التي تسكن القضايا المصيرية حين تبقى معلّقة، لكننا تمسّكنا ببذرة التفاؤل، علّها تُثمر حلولاً عادلة وديمقراطية لمعضلات هذا الوطن الذي لا يشيخ إلا بالخذلان.
رحل عنا دون أن يُشاور في أمره العظيم، كما قال الرفيق عبد اللطيف الهاشمي يوم استشهاد الرفيق رحّال جبيهة: «اليوم يسقط رجل آخر، يرحل دون أن يُشاور في أمره العظيم». كانت تلك العبارة لحنًا وذاكرة، غناها الرفاق في زنازن غبيلة بكراج علال، حيث كان الصمود أغنيةً تُغنَّى بالهمس واليقين.
تذكّرت واقعة الفرار من مستشفى ابن سينا، حين فرّ الشهيد رحّال ورفاقه، وكان من بينهم الفقيد ـ الشهيد المعطي سيون أسيدون، عريس لحظتنا الأليمة، ورفيق الجميع داخل عائلة اليسار المتعدد، وقريبُ البعض المستنير في الضفة الأخرى.
هرولت الدمعات من مآقي الأوفياء وشرفاء القضية، انحدرت على الخدود كما تنحدر فصول الوداع على وجه الوطن، وتركَت آثارها علامةً على الوجوه، إيذانًا بأن مرحلةً تنقضي وأخرى تتشكل. فلكل مرحلةٍ رجالها ونساؤها، ولكل الناس محطاتهم التي لا تُقاس بالعمر بل بالمعنى.
وأمام باب الميعارة، حين سكنت الجموع وارتفعت التساؤلات، راودني مشهدٌ غريب في رمزيته: كيف لشهيدنا، ومعه الفقيد إبراهام السرفاتي، أن يتواصلا في الأبدية مع شهدائنا في مقبرة الشهداء التي لا تفصلها عن تكنة الوقاية المدنية سوى أمتار معدودة؟ تلك التكنة التي تؤوي في حفرة جماعية جثامين شهداء انتفاضة يونيو 1981.
إنها الجغرافيا وهي تبوح بسخرية التاريخ، حين تلتقي الذاكرة العبرية بذاكرة اليسار، في مسافة قصيرة تُلغي حدود المعتقد والسياسة، وتفتح سؤال المعنى: من نحن حين يجمعنا التراب ولا تفرقنا السرديات؟.
هناك، في ذلك الصمت المضيء، بدا المشهد كأنه مرآة لوطنٍ يتعلّم ببطء كيف يرثي أبناءه دون أن يقتل الأمل فيهم. رثاء اللحظة البشرية ليس حنينًا للماضي، بل وعيًا بما تبقّى فينا من قدرة على الفهم والاتصال. فكل وداعٍ حقيقي هو تمرينٌ على استشراف المستقبل الإنساني، وكل فقدٍ عميق هو نداءٌ للمصالحة مع ذواتنا ومع تاريخنا.
لقد علمتنا المقبرة أن الأجساد تمضي، لكن القيم لا تُدفن، وأن الإنسانية هي المعبر الأخير الذي يلتقي فيه المختلفون على بساطٍ واحد من الذاكرة، لا بوصفهم خصومًا أو شهداء متنافرين، بل كبشرٍ يبحثون عن خلاصٍ جماعي في عالمٍ مثقلٍ بالفقد.
ذلك هو المعنى الأسمى للرثاء: أن نحزن بوعي، ونحلم بمسؤولية، ونستشرف الغد بعينٍ دامعةٍ لا تزال تُبصر الضوء.
غادرتنا اللحظة نفسها حاملين معنا وعودا متبادلة ، تستدعي منا كل اليقظة المطلوبة لدعم بعضنا البعض والوطن ، تفاديا لأي تيه يشوب البوصلة بين ثنايا موج الأطلسي وكثبان رمال الصحاري المتحركة والمتحررة .
*مصطفى المنوزي
على مسؤوليتي
محمد الطالبي.. وفقدت الكوفية معتمرها اسيدون
نشرت
منذ 15 ساعةفي
نوفمبر 9, 2025بواسطة
محمد الطالبي
شيّع المئات من المواطنات والمواطنين، إلى جانب شخصيات من مختلف الأطياف السياسية والفكرية والحقوقية بالمغرب، بعد زوال اليوم، جثمان المناضل الراحل سيون أسيدون، في جنازة مهيبة احتضنتها المقبرة اليهودية بمدينة الدار البيضاء.
وقد حضر هذا الوداع المؤثر عدد من رموز العمل الوطني والحقوقي والإعلامي، تقديراً لمسار الرجل الذي ظلّ حتى آخر أيامه صوتاً حرّاً ومدافعاً شرساً عن فلسطين والكرامة الإنسانية، ومؤمناً بقيم العدالة والمواطنة والانفتاح.
كان الراحل سيون أسيدون من القلائل الذين جمعوا بين الانتماء الصادق للمغرب والالتزام المبدئي بقضية فلسطين، إذ نذر حياته للتصدي لكل أشكال النسيان والتغاضي عن الحقائق التاريخية والقيم الإنسانية، وكرّس فكره وجهده لترسيخ ثقافة المقاومة المدنية والتضامن مع الشعوب المقهورة. عرفته الساحات والندوات والمنتديات كمثقف ملتزم وكمواطن صادق لم يساوم يوماً على المبادئ، وشخصية قوية لا تعرف الاستسلام أمام التحديات والمحن.
وخلال مراسم الوداع، أُلقيت كلمات مؤثرة من رفاقه وأصدقائه وممثلي هيئات حقوقية ومدنية، استحضرت مناقب الفقيد ونزاهته الفكرية وصلابته الأخلاقية، وتفانيه في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وشهدت المقبرة أداء الصلاة عليه وفق الطقوس المعمول بها، في أجواء من الخشوع والاحترام المتبادل بين جميع الحاضرين.
مرّت الجنازة في نظام محكم وتنظيم راقٍ، وسط أجواء من التأثر العميق، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية ورددت الحناجر شعاراتٍ تطالب بالحرية لفلسطين، في مشهد مؤثر وغير مسبوق داخل المقبرة اليهودية، جسّد بعمق روح التعدد الفكري والسياسي وحرية التعبير التي تميز المغرب.
هكذا، إذا تبقى الأصوات النظيفة والصادقة تحمل قيم النضال والوفاء، فحتى في جنازته وداخل صرح المقبرة كان صوت الوفاء وصوت الشعارات لفلسطين، والحرية، والتحرير، وحقوق الإنسان.
ستفقد الكوفية أحد معتمريها، في شوارع وأزقة مدن المغرب، وفقده هذا يمثل فراغاً كبيراً لكل من عرفه أو تأثر بمواقفه ونضاله.
فنم قرير العين، وسيحفظ التاريخ تراثك النضالي ومواقفك المشرفة للأبد.
على مسؤوليتي
مؤسسة ولي العهد ودسترة الملكية البرلمانية.. 1/2
نشرت
منذ يوم واحدفي
نوفمبر 9, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
بينما تتجه الأنظار إلى ما بعد قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي رسّخ واقعية المقترح المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لتسوية نزاع الصحراء، حلّ الملك محمد السادس بأبوظبي، يوم الأربعاء 5 نونبر 2025، في ظرفية بالغة الرمزية، تدفع للتساؤل: هل تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، بما تمثله من مركز ثقل في مجلس التعاون الخليجي، محطة تحضيرية لانطلاق مفاوضات الستين يوما، التي دعا إليها ترامب بين الجزائر والمغرب؟.
قد تبدو زيارة الملك إلى أبوظبي، في ظاهرها، ثنائية الطابع، لكنها، في عمقها، تعيد تفعيل الدبلوماسية الخليجية الداعمة للمغرب في معركة الصحراء. فمجلس التعاون الخليجي، منذ قمته بالرياض سنة 2016، أعلن بوضوح وقوفه الكامل إلى جانب المغرب في كل ما يتخذه من إجراءات لحماية وحدته الترابية، بل وترجم هذا الموقف ميدانيا بافتتاح قنصليات خليجية في مدينتي العيون والداخلة، وبتزايد الاستثمارات الخليجية في الأقاليم الجنوبية.
وفي ضوء القرار الأممي الأخير، يمكن قراءة زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات باعتبارها خطوة لتهيئة موقف عربي موحّد يواكب مرحلة المفاوضات المقبلة، ويؤطرها ضمن رؤية تحالفية تعطي للبعد العربي وزنه داخل معادلات مجلس الأمن، وللمغرب عمقه الاستراتيجي داخل العالم العربي والإسلامي. الأمر الذي يعني أن التحرك المغربي في ملف الصحراء لا ينفصل عن هندسة إقليمية جديدة، تتقاطع فيها مصالح الأمن والاستقرار العربي مع مسار التسوية الأممية، في ظل وعي متزايد لدى العواصم الخليجية، وبالخصوص السعودية والإمارات، بأهمية الدور المغربي في حفظ التوازنات الجيوسياسية داخل الفضاء العربي والإفريقي معا، وأخذا بالاعتبار الوعد، الذي قطعه صاحب القلم، وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي كرّمته العاصمة بالرباط بإطلاق اسمه على أكبر وأجمل شارع (كان اسمه النخيل) في حي المال والأعمال وأهم إدارات الدولة (حي الرياض)، لتحقيق الصلح بين المغرب والجزائر.
واللافت أن الجالس على العرش يتحرك هذه الأيام بسرعة مثيرة، منذ مصادقة مجلس الأمن على القرار 2797، مساء يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، إذ لم تكد تمر سوى دقائق معدودة حتى خرج بخطاب استثنائي، ليعلن عن دخول المغرب في تحيين مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، باعتبارها الأساس الوحيد للتفاوض حول الصحراء المغربية، مع التشديد على المساواة الكاملة بين جميع المغاربة، بما في ذلك العائدون من مخيمات تندوف، في اتجاه توطيد مشروع الوحدة في التنوع الذي يجسده مقترح الحكم الذاتي في أفق تنزيله الدستوري والمؤسساتي. هذه هي التوجيهات الملكية، في “خطاب 2797” و”بلاغ القصر”، التي ستمثل الأساس السياسي والمنهجي لأي نقاش عمومي حول تطوير مقترح الحكم الذاتي نحو نموذج أكثر عمقا وتأصيلا، يعكس العقلية المغربية “تمغربيت”، التي تعتمد المبادرة والانفتاح والاجتهاد، والتي “قد” تطوّر “الجهوية الموسعة” إلى صيغة “الفيدرالية”.
القصر كان لديه تفكير استباقي حول هذا المآل، الذي آل إليه اليوم نزاع الصحراء، وأبني اعتقادي على عدة مؤشرات تاريخية، سواء التي عشتها أو التي عايشتها، وهي تعكس استباق المغرب للتفكير في لامركزية موسعة، فإضافة إلى الاستعاضة عن “الكوركاس” بمجالس جهوية منتخبة، متساوية في الحقوق والواجبات مع باقي جهات المملكة، هناك أيضا زيارة فؤاد عالي الهمة إلى العيون سنة 2008، وهو يحمل في خلفيته كل سيناريوهات الحكم الذاتي الممكنة، إذ كان، إلى جانب ياسين المنصوري والطيب الفاسي الفهري وخليهن ولد الرشيد، قد قدم المقترح المغربي إلى لأمم المتحدة بنيويورك، زيارة الهمة للصحراء حملت إشارات سياسية وإدارية ضمنية عن اهتمام الدولة بتطوير البنية المؤسساتية للمغرب الجنوبي، وإدماجها بشكل متوازن ضمن المشروع الوطني. ما يعني أن ما تقوم به الدولة اليوم هو نتاج تراكم التفكير المؤسسي والتنموي، الذي يمهد لأي تحول نحو نموذج فيدرالي موسع. هذه المبادرات الإدارية والسياسية، ستتعزّز بالنموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، مع مشاريع الاستثمار والبنية التحتية، ليساهم كل ذلك في إثبات قدرة الجهات على الاستقلال النسبي في تدبير شؤونها، مع الحفاظ على وحدة الدولة والسيادة الوطنية.
الأقاليم الجنوبية بجهتي العيون والداخلة، أصبحت نموذجا عمليا لتطبيق سياسات تنموية متقدمة، وقد ضخّت فيها الدولة أزيد من 10 ملايير دولار لإطلاق مشاريع ضخمة للبنية التحتية، واستثمار الموارد الطبيعية، وتطوير القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وبغض النظر عن غياب ما يكفي من الشفافية والحكامة، التي عرّضت مقدرات مالية طائلة للنهب والسلب والإهدار والتبذير وسوء التسيير، وهو موضوع مهم له أثره وتأثيره، فيمكن القول إن هذا النموذج التنموي، على العموم، أظهر قدرة الجهات على إدارة مواردها وتنفيذ برامج واسعة في إطار الدولة الموحدة… ويمكن، في هذا الإطار، اعتبار تجميد المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) علامة فارقة في هذا المسار، الذي “حاول” أن ينهي منطق التمثيلية الخاصة للصحراء، واستبدله بمجالس جهوية منتخبة، فانتقل المغرب من منطق الاستثناء إلى منطق المساواة الجهوية، وهو ما يواكب أي نموذج لامركزي موسع أو شبه فيدرالي. بناء المرحلة المقبلة، تتطلّب الكثير من الجهد ومن طول النفس والتفاعلية بغير انغلاقية لإنجاح التواصل والروابط بين المغاربة وإخوانهم مغاربة تندوف، الذين لهم بدورهم “فئتهم المحظوظة” من تجار الحروب والأزمات، الذين اغتنوا وارتبطت مصالحهم باستمرار نزاع الصحراء.
وسواء هناك أو هنا، فعندما يستظل السكان كافّة بسقف الوطن، يمكن للجميع الولوج إلى مراكز القرار في مؤسسات الحكم الذاتي، التي قد تصبح نموذجا أرقى من تقرير المصير، وقد تسهم في تحويل الجهات الحالية إلى فيدراليات بحكومات محلية، على غرار التجربة الألمانية مثلا، ما يحقق المساواة ويخرج من منطق التمييز، الذي قد يُقرأ من خلال الحكم الذاتي الموسع لمنطقة دون باقي المناطق.
ولابد للإشارة هنا، إن العائدين من مخيمات تندوف ليسوا كلهم سيستقرون في أقاليم الجنوب، بل منهم من سيختار أقاليم الوسط أو أقاليم الشمال أو الشرق، ولتمكين كل هؤلاء من تقرير مصيرهم، سيكون على الدولة، إضافة إلى إعداد نظام الحكم الذاتي، أن تهيء لهم بنيات الاستقبال المناسبة، وهو الأمر الذي شرعت فيه الدولة بالفعل منذ عدة سنوات، وأبرزها على الإطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي يتجسّد في تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى، منها، مثلا، ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق اللوجيستية المرتبطة به، ومحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة المتجددة، التي تلبّي احتياجات التنمية الصناعية والزراعية… وفي المجال الصحي، فقد بلغت أشغال بناء المركز الاستشفائي الجامعي الضخم بمدينة العيون مراحل متقدّمة بلغت نحو 95 في المائة، ما يعكس جدّية الدولة في تجهيز بنى استقبال قوية ومتكاملة.
هذا النظام، الذي سنعود إليه لاحقاً بالتفصيل، يتطلب إحداثه مراجعة دستورية محققة ومؤكدة لكي تستوعب المقتضيات النهائية لنظام الحكم الذاتي المعتمد، بحكم التزام المغرب المعلن عنه في مقترحه الموجه إلى الأمم المتحدة، والقاضي بتأمين الضمانات الدستورية للحكم الذاتي، إذ نص المقترح على أنه “ستتم مراجعة الدستور المغربي وإدراج نظام الحكم الذاتي فيه لمنحه قوة دستورية ضمن المنظومة القانونية للمملكة”.
المراجعة الدستورية المنتظرة قد تشكل، أيضا، مناسبة لتنزيل رؤية ملكية متجددة لتطور المؤسسات الدستورية بالمملكة، في انسجام مع مسار التحديث السياسي، الذي يقوده الجالس على العرش، حيث يكون من الطبيعي، في هذا السياق، التفكير في تأطير بعض المقتضيات ذات الصلة بضمان استمرارية الدولة ومأسسة النيابة الملكية في بعض شؤونها، بما يعزز تماسك النظام الدستوري ومرونته في آن واحد، من قبيل إحداث مؤسسة ولي العهد وإعطائها صلاحيات الإنابة عن الملك في تسيير بعض شؤون الدولة الدستورية. كما يمكن أن تشكل هذه المراجعة خطوة نحو التجسيد التدريجي لملامح الملكية البرلمانية بطابع مغربي خاص، وهي الرؤية التي أشار إليها مستشارا الملك، عبد اللطيف المنوني وعمر عزيمان، قبل خمس سنوات من اليوم، عندما أكدا أن المغرب يسير بثبات نحو ملكية برلمانية متطورة تحافظ على ثوابتها وتستجيب في الآن ذاته لتحديات العصر. إن إدراج الحكم الذاتي كجزء من المنظومة الدستورية سيمنح للمجالس الجهوية المنتخبة شرعية أقوى وصلاحيات أوسع، في انسجام تام مع توجيهات الملك محمد السادس حول الجهوية المتقدمة واللامركزية الفعلية.
يتبع..
في رثاء اللحظة البشرية واستشراف المستقبل الإنساني
انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام منتخب أوغندا
خطف ناشطة على تيك توك وإعدامها علانية على يد جهاديين في مالي
طقس الإثنين.. حرارة معتدلة وكتل ضبابية بهذه المناطق
محمد الطالبي.. وفقدت الكوفية معتمرها اسيدون
المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية (6-3)
اتحاد طنجة يفوز على ضيفه نهضة بركان (1-0)
أشرف بن شرقي يقود الأهلي للفوز بكأس السوبر المصري للمرة الخامسة على التوالي
أولمبيك آسفي ينهزم بميدانه أمام الوداد الرياضي (2-1)
كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة
مؤسسة ولي العهد ودسترة الملكية البرلمانية.. 1/2
هذا مضمون رسالة مسيحيي المغرب الموجهة لترامب
نفاد جميع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام الموزمبيق
كأس العالم لكرة القدم للسيدات لأقل من 17 سنة – كوريا الشمالية تتوج بلقبها الرابع بفوزها في النهائي على هولندا 3-صفر
ضباب محلي وطقس مستقر مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة
المغرب يستقبل 16.6 مليون سائح حتى أكتوبر 2025
منتخب أقل من 17 سنة يلعب آخر أوراقه أمام كاليدونيا الجديدة
وفاة سيون أسدون ناتجة عن مضاعفات تعفنية..الوكيل العام للملك
سعيد الكحل: بيان “عدلاوة” تنكّرٌ للنصر وتبخيسٌ للفرحة
بروتوكول علاجي خاص لكي يستعيد أشرف حكيمي جاهزيته
المغرب يتصدر قائمة “الكاف” للملاعب المعتمدة
المنتخب الوطني لاقل من 17 يستعد للقاء اليابان
كل ما ترغبون في معرفته بخصوص خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء
مونديال قطر لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي ينهزم أمام نظيره البرتغالي بسداسية
“ماركا” تبرز الصعود اللافت للدولي المغربي حمزة إكمان
نقابة مهنيي الفنون الدرامية ترحب بالقرار الأممي و تثمن الخطاب الملكي السامي
الملك يدشن مركب الرباط الاستشفائي الجامعي
هذا هو موعد تقديم حكيم زياش أمام جماهير الوداد
الجيش الإسرائيلي يعلن بدء شن غارات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان
لحظة الحسم في الصحراء: من احتكار الدولة إلى التشاور الوطني
الدار البيضاء تستلم 257 حافلة جديدة للنقل الحضري العمومي (صور)
ارتفاع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج إلى 92,73 مليار درهم
المنتجات المجالية: من صحرائنا المغربية نرسم الهوية الوطنية
32 قتيلا جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع الماضي
الخط الفاصل مع الصحراء المغربية يختفي من خرائط غوغل
عصبة الأبطال .. نهضة بركان يتأهل لدور المجموعات بفوزه على أهلي طرابلس (2-1)
بروكسيل.. تكريم البطلين العالميين لأقل من 20 سنة، علي معمر وأنس تجوارت
الملك محمد السادس يقرّ 31 أكتوبر عيدا وطنيا جديدا باسم “عيد الوحدة”
طقس الأحد.. أمطار خفيفة وطقس غائم
الأرشيف المغربي بين أمن الدولة وحق المجتمع في الحقيقة
🔴 مباشر | الخطاب الملكي السامي
الدار البيضاء.. انطلاق المرحلة الرابعة من سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء
الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge
“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري
الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي
الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر
المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU
في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف
نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية
تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني
محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب
للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة
هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)
بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972
1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني
محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)
تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)
و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون
حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “
تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”
الاكثر مشاهدة
-
رياضة منذ 4 أياممونديال قطر لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي ينهزم أمام نظيره البرتغالي بسداسية
-
واجهة منذ 7 أيامالملك يدشن مركب الرباط الاستشفائي الجامعي
-
دولي منذ 4 أيامالجيش الإسرائيلي يعلن بدء شن غارات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان
-
سياسة منذ 6 أيامالملك محمد السادس يقرّ 31 أكتوبر عيدا وطنيا جديدا باسم “عيد الوحدة”
-
سياسة منذ 5 أيامبووانو: فئة المتقاعدين لم تستفد شيئا مع حكومة عزيز أخنوش
-
واجهة منذ 3 أياموفاة المناضل سيون أسيدون بعد غيبوبة دامت زهاء 3 أشهر
-
مجتمع منذ يومينوفاة سيون أسدون ناتجة عن مضاعفات تعفنية..الوكيل العام للملك
-
منوعات منذ 6 أيامفيلم “زاز”.. الكوميديا تعود بروح جديدة إلى القاعات المغربية
