على مسؤوليتي
سعيد لكحل يكتب: قبْل أن يتّسع الخرْق على الرّقْع

نشرت
منذ 5 أشهرفي
بواسطة
ريتا المصمودي
لا جدال في أن تنظيم المظاهرات الاحتجاجية والمسيرات التضامنية هو تعبير عن مدى اتساع هامش الحريات الفردية والجماعية، وكذا تجسيد للتطور الذي تعرفه منظومة حقوق الإنسان في المغرب، والذي أهّل بلادنا لاحتلال المرتبة الأولى في مؤشر الديمقراطية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولعل النضج الذي تعاملت ولا زالت تتعامل به الدولة المغربية مع الدعوات المتواصلة للمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد الحرب على غزة، لم تقدّره الجهات الداعية إليها ولا راعت المصالح العليا للوطن والالتزامات الدولية للمغرب. فقد بدأت المظاهرات من أجل غزة محدودة في الزمان والمكان، مباشرة بعد انفجار الطوفان يوم 7 أكتوبر 2023، ثم تطورت عدديا (110 مظاهرة) وتوسعت أفقيا لتشمل عشرات المدن حتى صارت روتينا أسبوعيا أيام الجمعة والآحاد.
في كل مرة تصر جماعة العدل والإحسان، عبر الهيئات التي أحدثتها وتتحكم في شعاراتها ومواعيد المظاهرات والمسيرات، وعلى رأسها: “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” و”الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”؛ تصر على مواصلة الاحتجاج والتظاهر حتى يصير “حراكا شعبيا” ضد النظام الملكي والدولة المغربية. وهذا ما أعلنته في موقعها يوم 22 أبريل 2025: “سلسلة الحراك المغربي الممتد في الأزقة والشوارع، وفي الساحات وأمام المساجد، منذ انطلاق صافرة طوفان الأقصى”.
لقد خسرت الجماعة رهانها على حركة “20 فبراير” مباشرة بعد رفعها شعار “إسقاط النظام”، وتريد اليوم استغلال الحرب على غزة لمواصلة التظاهر والاحتجاج ولو بافتعال الأحداث وإشاعة الأكاذيب، لتحوّلها إلى “حراك” ضد النظام. هكذا لم تتوقف الدعوة إلى التظاهر والاحتجاج رغم إعلان وقف العدوان على غزة بعد تهديدات ترامب، وخروج أهل غزة مبتهجين في مشاهد توزيع الحلوى؛ بل استمرت الجماعة في التحريض والتجييش، تارة بذريعة التنديد بتصريحات ترامب بتحويل غزة إلى منتجعات سياحية راقية، وأخرى بتعلة رفض مخطط تهجير الغزيين، وقبلها بالاحتجاج ضد مشاركة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية الذي احتضنته مدينة مراكش بين 18 و 20 فبراير 2025، من تنظيم وزارة النقل بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.
فكلما صرح مسؤول إسرائيلي أو أمريكي بأدنى رأي أو مقترح يرى فيه لخوانجية عنصرا كافيا لتبرير التحريض على الاحتجاج والتظاهر، إلا وتجندوا لحشد قطيعهم وكل من في نفسه حقد على النظام وكراهية للدولة ومؤسساتها، للخروج إلى الشوارع؛ إذ ما العلاقة بين غزة وشعار “لا راعي ولا رعية” سوى استغلال غزة لتصريف الحقد والعداء للنظام. فمن كثرة المظاهرات وتمددها المكاني والزماني، بات لخوانجية متوهمين أنهم أقوى من الدولة وأنهم على زعزعة أمنها وخنق اقتصادها قادرون.
إن التحريض على التظاهر والاحتجاج لم يكن من أجل غزة ولا ضد الحرب عليها، وإنما هي ذريعة يستغلها لخوانجية لشرعنة احتلالهم الشوارع والظهور بمظهر الغيورين على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، دافعهم الرئيسي هو ابتزاز الدولة واجبار النظام على الرضوخ لمطالبهم. ولا شك أن لخوانجية يدركون جيدا مكانة فلسطين والقدس في وجدان الشعب المغربي؛ الأمر الذي يستغلونهم لتحقيق أهدافهم المرحلية الخسيسة، ومنها:
1 ـ احراج النظام، في حالة منع المظاهرات أو محاكمة حمَلة الشعارات المنافية لثوابت الشعب المغربي.
2 ـ السيطرة على الشارع وتوظيفه، عبر المظاهرات والاحتجاجات، كشكل من أشكال العصيان المدني، بنية خبيثة تتعمد استفزاز القوات العمومية عبر الشعارات التي تمس بالمقدسات والثوابت، حتى تجرها إلى مواجهات مفتوحة مع المتظاهرين.
3 ـ خنق شرايين الاقتصاد، عبر محاصرة ميناءي طنجة المتوسط والدار البيضاء كمقدمة للمخطط الخبيث الذي يسلكه لخوانجية في كل الدول، ومنها مصر حين استهدفوا قطاع السياحة لأهميته القصوى.
4 ـ محاصرة الموانئ والمطارات والمؤسسات السياحية، إذ بعد الحرب على موانئ المغرب ستأتي، بالتأكيد، الحرب على السياحة عبر محاصرة الفنادق والمنتزهات بدعوى استضافتها للإسرائيليين. وقد يتطور الأمر الى محاصرة المطارات وخلق حالة من الهلع والرعب لدى السياح ووكالات الأسفار؛ مما يضطرها الى الغاء الحجوزات والرحلات السياحية نحو المغرب الذي يصر لخوانجية على إظهاره للعالم كبلد غير آمن وعاجز عن ضبط الأوضاع وتوفير المناخ المناسب، سواء للسياحة أو للاستثمار. الأمر الذي سيعجل برحيل المستثمرين وما سيترتب عنه من أزمات اقتصادية ومالية بسبب شح المداخيل، وأزمات اجتماعية نتيجة تسريح العمال. ولعل التحذير الأخير للخارجية الأمريكية لمواطنيها من التوجه إلى المغرب بسبب تهديدات إرهابية محتملة، دليل كاف لتنبيه الدولة المغربية إلى المنحدر الخطير الذي تجرها إليه جماعة العدل والإحسان ومعها حزب العدالة والتنمية وفلول اليسار المتطرف.
5 ـ عزل المغرب وتجريده من الدعم الدولي، وإظهاره في وضع غير قادر على حماية المصالح الغربية. ذلك أن لخوانجية يريدون تكرار تجربة الخميني في إيران لما تخلى الغرب عن نظام الشاه.
* ضَصّر الكلب يلْحَسْ لك فمّك.
إن حالة الضصارة والوقاحة التي وصلتها جماعة العدل والإحسان، بحيث صار قياديوها يُلوّكون، بمناسبة وبدونها، رفضهم القاطع للنظام الملكي، ويجاهرون بالتحريض ضده، في خرق سافر للدستور والقوانين وتناقض تام مع ثوابت الشعب المغربي. فالجماعة صارت تتصرف كأنها خارج القانون، ودولة داخل الدولة؛ بل تفرض على الدولة اختياراتها وتستهدف مفاصلها. وكلما تأخرت الدولة عن إعمال القانون وضبط الشارع العام، ستتمادى الجماعة في غيها ومناهضتها لاختيارات الدولة ومصالح الوطن العليا.
لا شك أن تسامح الدولة مع الجماعة وترك الحبل على الغارب أمام طغيانها، كشف حقيقتها للشعب المغربي وأظهر خبث مسعاها. فمن حسنات “طوفان غزة” انفضاح المشروع التخريبي للجماعة وخدمتها لأجندات أعداء الوطن. لكن الضصارة لن تؤدي إلا لمزيد من الضصارة. لذا وجب على الدولة حماية الأمن والاستقرار بما يستوجبانه من الحزم وتطبيق القانون قطعا لدابر المخططات العدائية والمشاريع الانقلابية. ذلك أن ما يفعله لخوانجية هو تدريب على العصيان والتمرد على النظام. وقد يتخذون من الزيارة المنتظرة لنتنياهو استجابة للدعوة التي وجهها له جلالة الملك يوم 19 يوليوز 2023، ردا على رسالة اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، الفرصة السانحة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. لقد باتت الفرصة سانحة للدولة لوضع حد لهذه الضصارة، خصوصا وأن الرأي العام المغربي ومواقع التواصل الاجتماعي لا يكفّان عن المطالبة الملحّة بالتصدي لخطر جماعة الظلم والبهتان ومعها بقية لخوانجية. نداءات ومطالب لخصها الشاعر الجزار الأنيق في أبياته:
هُمْ لِلْهَراوَة، لا يليق عتابُ.
إن العصا فوق العصاة بليغة،
فمتى مع الطرشان كان خطابُ.
على مسؤوليتي
المجلس الوطني لحقوق الإنسان ينهي الجدل حول مشروع قانون تنظيم مجلس الصحافة

نشرت
منذ يومينفي
سبتمبر 20, 2025بواسطة
الحسن باكريم
بقلم : الحسن باكريم
في البدء :
يشهد المغرب في الأسابيع الأخيرة نقاشاً محتدماً حول مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، وهو النقاش الذي اتخذ طابعاً صدامياً بين الحكومة ممثلة في وزارة الاتصال واللجنة المؤقتة، وبين مختلف الهيئات المهنية والنقابية الصحفية.
رفض مهني شامل لقانون تراجعي وانتقامي:
منذ الإعلان عن المشروع، سارعت النقابات والهيئات الممثلة للصحافيين والناشرين إلى رفضه بشكل قاطع، معتبرة أنه خطوة تراجعية وانتقامية، تمس مكتسبات حرية الصحافة وتناقض ما جاء به دستور 2011 من ضمانات صريحة لحرية التعبير وحق المواطن في الحصول على المعلومة. هذه الهيئات نبهت إلى أن المشروع يروم إضعاف دور الصحافيين وإخضاعهم لمنطق إداري ضيق، عوض تقوية المؤسسات المهنية المستقلة.
إصرار الوزير ولجنته المؤقتة:
في المقابل، يبدو أن الوزير المكلف بقطاع الاتصال ومعه لجنته المؤقتة ماضون في محاولة تمرير المشروع بسرعة لافتة، دون مراعاة حجم الرفض المهني والمدني الذي يحيط به. هذا الإصرار يطرح علامات استفهام حول خلفيات استعجال إصدار قانون غير توافقي، في قطاع حساس مثل الصحافة الذي يحتاج إلى التشاور والحوار العميق.
موقف ديمقراطي وحقوقي قوي من المجلس الوطني لحقوق الإنسان:
المفاجأة غير السارة للوزير ولجنته المؤقتة، هي انضمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الأصوات الرافضة، حيث أصدر مذكرة قوية كشفت هشاشة المشروع ووصفت مضامينه بأنها نكسة تضرب في العمق حرية الصحافة، ولا تحترم المعايير الدستورية والحقوقية. موقف المجلس الحقوقي أبرز أن المشروع يسعى للتضييق على حرية التعبير ومنع تداول المعلومات في انسجام مع توجهات غير ديمقراطية.
استقلالية الصحافة أم تكبيلها؟
هذا الوضع يعيد النقاش إلى المربع الأول: هل نحن بصدد تعزيز استقلالية الصحافة أم تكبيلها؟. فالمشروع الجديد لا يفتح آفاقاً لتطوير الممارسة الصحفية ولا لتأهيل المقاولات الإعلامية، بل يكرس مزيداً من الوصاية والرقابة، في وقت تتجه فيه الديمقراطيات إلى توسيع فضاءات الحرية والشفافية.
عود على بدء :
إن الجدل الدائر اليوم ليس تقنياً فقط، بل هو رهان على مستقبل الصحافة المغربية بين من يدافع عن دستور يضمن حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومة، وبين من يسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بترسانة قانونية تثير الشكوك. الرهان الحقيقي يظل في جعل الحوار قاعدة أساسية قبل أي إصلاح، بدل فرض قوانين تفتقر إلى التوافق المجتمعي والمهني.
* الحسن باكريم : عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية الصحافة ومهن الإعلام ، وعضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والإتصال – الاتحاد المغربي للشغل.
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: هرطقات بنكيران وهلوساته المَرَضية

نشرت
منذ 6 أيامفي
سبتمبر 17, 2025بواسطة
سعيد لكحل
ولاءُ نِفاق وتقيّة.
نشر موقع البيجيدي فيديو لأمينه العام، بنكيران، وهو يترأس اجتماعا للأمانة العامة يوم 13 شتنبر 2025، ظاهره تحذير القادة العرب من ثورة شعوبهم ضدهم، وباطنه تهديد مباشر منه لجلالة الملك بفسخ عقد البيعة. فقد تجاسر بنكيران على توجيه خطاب تهديدي نيابة عن الشعب، مفاده إما قطع العلاقات مع إسرائيل أو زوال المُلْك “حنا مهدَّدين كمواطنين ولكن أنتم مهددين في عروشكم. إذا الشعوب ما بقاتش تشعر بلّي الحكام سيحمونها سينحلّ الميثاق وستبحث الشعوب عن حل آخر”. وهو نفس الخطاب الذي روّجه البيجيديون وعدلاوة ومتطرفو اليسار خلال وقفاتهم الاحتجاجية ضد الحرب على غزة. وهنا وجب تذكير بنكيران بالأمور التالية:
1 ـ إنه لا يمثل الشعب المغربي وليس ناطقا باسم الهيئات الحزبية والنقابية والمهنية والمدنية والأمنية والعسكرية الذين بايعوا جلالة الملك عند توليه الحكم بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني. فلا جهة ولا أحد سمح له أو تشاور معه أو وكّله لمهمة البت في عقد البيعة. وهذا تطفّل وتجاوز للدستور والقانون والدين.
2 ـ إن علاقة الشعب بالملك في المغرب لا تخضع للمزايدات السياسوية ولا للابتزاز؛ ومن ثم لا يحق لأي كان أن يتدخل فيها. وقد حاول الاستعمار الفرنسي ذلك ففشل فشلا ذريعا.
3 ـ إن تجذر الملكية في وجدان الشعب المغربي عبر قرون حقيقة ثابتة لا تحتاج لبنكيران أو غيره أن يفتي فيها أو يستغلها لحساباته السياسوية. ويوم قرر المغاربة اتخاذ الملكية نظاما للحكم دون غيره، إنما فعلوا عن وعي وقناعة بصلاحيته لهم لتدبير شؤونهم الدينية والدنيوية.
4 ـ إن بنكيران كان ينتظر الفرصة التي تسمح له بالتهديد بالتحلل من الولاء للملك بصفته ولي الأمر، وبفسخ البيعة للملك بصفته أمير المؤمنين. لم يكن يجرؤ على هذا الابتزاز، من قبل سنة 2011، حين كان حزبه يحقق مكاسب انتخابية على مستوى الأصوات والمقاعد البرلمانية. إذ كان يدرك جيدا أن إبعاد الحزب عن المشاركة في الانتخابات ستعدمه سياسيا.
5 ـ إن ولاء بنكيران وحزبه وجماعته لم يكن يوما ولاء صدق وقناعة، بل نفاقا وتقية. والأمر لا يحتاج كبير عناء لإثباته والتأكد منه؛ إذ تكفي إطلالة سريعة على أدبيات التنظيمين وارتباطاتهما الإيديولوجية مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، للتأكد من أن الولاء الحقيقي للتنظيمين ليس للوطن ولا للملك، وإنما للمرشد العام للجماعة الذي يأمر فيطاع، ويوجِّه فينفَّذ. وخير مثال هنا هو الرسالة التي وجهها مرشد الإخوان بمصر، مصطفى مشهور، سنة 1996، لإسلاميي المغرب، وفي مقدمتهم حركة التوحيد والإصلاح، يحدد لهم الخطط التكتيكية والإستراتيجية التي التزموا، بتنفيذها وفق ما تستوجبه عقيدة الولاء والطاعة داخل التنظيم. ولا أدل على هذا، إفتاء أحمد الريسوني، في ماي 2003، يوم كان رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح، بعدم أهلية جلالة الملك لإمارة المؤمنين ودعوته لإسنادها لغيره. وبنكيران لم يخرج عن نهج الريسوني في تهديده، اليوم، بفسخ عقد البيعة للملك والانقلاب عليه إذا لم يستجب لأوامر الخوانجية بإلغاء “التطبيع” الذي وقّعه أمينهم العام، وقطْع كل العلاقات الاقتصادية والعسكرية والعلمية والتجارية مع إسرائيل ضدا على المصالح العليا للوطن. ولا غرابة في الأمر ما دام الخوانجية لا يجعلون الوطن ومصالحه العليا ضمن أولوياتهم. وهذا أقوى دليل على أن الولاء للجماعة ينفي الولاء للوطن.
جبْنَا القْرَعْ يْوَنّسْنا عرّى راسو وهَوّسْنا.
يتوهّم بنكيران أن تهديده للحكام العرب سيُخلّف صدى في المغرب، حسب المثل (إياك أعني واسمعي يا جارة). لقد انتهت مدة صلاحية بنكيران كما تنتهي صلاحية المواد الاستهلاكية. إلا أن هوسه بكرسي السلطة أعماه عن استيعاب إشارة البلوكاج بانتهاء صلاحيته السياسية. وكما فقَدَ الصلاحية فقدَ معها المروءة وصار يتوهم أنه من أصحاب “الشَّان والمرْشَان”. إذ من الخسة والوضاعة أن يخاطب القادة العرب بما يسيء إلى مسؤولياتهم الدستورية ويطعن في وطنيتهم بقوله: “أول ما يجمعنا وحكامنا عقد فيه أنهم يلتزمون بواجب حمايتنا. دابا حنا مكنشعروش بنفوسنا محميين”. بل تمادى في خسته وحقارته ليَتّهم الملك، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بعجزه عن حماية البيجيديين ومقرهم ضد القصف الإسرائيلي: ” دابا حنا مكنشعروش بنفوسنا محميين. أنا ما تنشوف حتى مانع أن هاذ القاعة هذي أن تقصفها إسرائيل. أنا شخصيا جد جدّ متشائم “. وهذا تطاول خطير على أمير المؤمنين ورئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية الغرض منه ضرب الُّلحمة الوطنية بين الشعب والمؤسسة الملكية.
إن بنكيران، بمثل هذه الهرطقات و “التْبَوْحِيط” يتوهّم أنه سيبتز الدولة ويجعلها تراضيه مقابل سكوته. فهو يثبت من جديد أن تعيينه رئيسا للحكومة كان بمثابة “شمْتة” لن تتكرر أبدا (قال له شْمَتّك، قال له عرفتك). وحال بنكيران اليوم يصدق عليه المثل الشعبي “جبْنَا القْرَعْ يْوَنّسْنا عرّى راسو وهَوّسْنا”.
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: العدميون لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب

نشرت
منذ أسبوعينفي
سبتمبر 11, 2025بواسطة
ريتا المصمودي
لم تستوعب فئة من العدميين أعداء النجاح، لحظة افتتاح الجوهرة الرياضية، ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. لقد غاظتهم سرعة الإنجاز بأيادي وخبرات مغربية محضة، وكذا دقة الإنجاز التي جعلت المنشأة الرياضية تضاهي كبريات الملاعب الرياضية في العالم.
كعادة العدميين توقعوا تعثر الإنجاز وعدم وفاء المقاولات بتاريخ تسليم الملعب، أو ظهور عيوب في البناء أو الإنارة أو في الجوانب الهيكلية أو التقنية للملعب. لقد خاب انتظارهم للحظة الشماتة حتى يجلدوا كل المسؤولين، ويمارسوا هواية نصب المشانق وسحل أعضاء الحكومة؛ ولما لم يجدوا ما يغذي شماتتهم أو يفجرها، انقلبوا نائحين، في مسعى خسيس لتحويل لحظة الفرح بالإنجاز إلى لحظة نعيق وعويل كما تفعل النائحات في المآتم.
فجأة تذكّر العدميون ضحايا زلزال الحوز وساكنة المغرب العميق، فسارعوا إلى النبش في تقارير المندوبية السامية للتخطيط بحثا عن إحصائيات تخص نسبة البطالة والفقر. لم يكن غرضهم معالجة المشاكل الاجتماعية، بقدر ما كان سعيهم الخبيث إفساد لحظات الفرحة التي فجّرها افتتاح الملعب. إنهم غربان الشؤم يكرهون الفرح ويحاربون النجاح.
كلّ يرى بعيْن طبْعِه.
اعتاد العدميون على تبخيس كل ما هو إيجابي، سواء مكاسب سياسية أو اختراقات دبلوماسية أو إنجازات هيكلية أو مشروعات اقتصادية أو بنيات رياضية أو برامج اجتماعية. فالعدمية قبل أن تكون حقدا إيديولوجيا يوجِّه معتنقيه إلى تبخيس جهود الدولة بخلفية المناهضة/المعاداة لا الانتقاد، فهي طبْع مجبول عليه الشخص العدمي، به يرى ما حوله. وصدق الشاعر إيليا أبو ماضي لما نصح هذه العيّنة من البشر: “كن جميلا ترى الوجود جميلا”
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
إن طبع العدميين يجعل حالهم كحال من تعمى عيناه عن جمال الورود فلا يرى غير الأشواك المحيطة بها:
وترى الشّوك في الورود، وتعمى
أن ترى فوقها النّدى إكليلا
ومن تناقضات العدميين أنهم استكثروا على المغرب، أن يكون له قصب السبق في إنجاز مشروع القطار فائق السرعة “البراق”، أو يبني موانئ تنافس الموانئ العالمية في التجارة واللوجستيك والصناعة والخدمات، أو يشرع في إنجاز محطات الطاقة الشمسية. حجتهم في معارضة المشاريع الكبرى هي أن هناك أولويات تتعلق بالفقر والبطالة والصحة؛ وهذا حق يراد به باطل. لكن حين شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج الدعم الاجتماعي المباشر إلى جانب نظام التأمين الإجباري عن المرض (AMO) كجزء من مشروع تعميم الحماية الاجتماعية، خرج العدميون منتقدين الحكومة، تارة بحجة أن الدعم المباشر يشجع على الكسل والاتكال على الدولة بدل العمل، وتارة أخرى أن أموال الدعم أحرى أن تُوجَّه إلى خلق فرص العمل وتشجيع الاستثمار مرددين المثل الصيني (لا تعطني سمكة ولك علمني كيف أصطاد السمك)؛ وفي أخرى يتهمون الحكومة بأنها ستوظف الدعم الاجتماعي لتحقيق مكاسب انتخابية.
لا شك أن العدميين يتجاهلون الحقائق والمعطيات التالية:
1 ـ إن عدد الأسر المستفيدة من نظام الدعم الاجتماعي المباشر عند متم شهر يونيو من سنة 2025 قارب 4 ملايين أسرة (تم قبول 98,4 في المائة من ملفات طلبات الاستفادة من الدعم الاجتماعي المباشر وفق تصريح الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع أمام البرلمان في يوليوز 2025). وهذا دليل على كون الدولة لم تترك الأسر المعوزة لمواجهة مصيرها، وإنما تبذل جهودها لتوفير الدعم لها، ولتزويد السوق المغربية بكل ما يحتاجه المواطنون ويعفيهم من الانتظام في طوابير طويلة أو من بطاقات التموين المذِلّة للكرامة. طبعا مبلغ الدعم ليس كافيا لكنه يحفظ ماء وجهها ويغنيها عن مد اليد.
2 ـ إن تكلفة الدعم الاجتماعي كلّف خزينة الدولة 37.7 مليار درهم سنة 2025. وهذا مبلغ مالي جد مهم كافي لتشييد على الأقل تسعة ملاعب من مستوى ملعب الأمير مولاي عبد الله. لكن الدولة استطاعت المزاوجة بين الدعم الاجتماعي وبناء الملاعب الرياضية بمعايير دولية، بالإضافة إلى تشييد مراكز استشفائية كبرى بعدد من المدن (الرباط، طنجة، أغادير، العيون وغيرها). طبعا العدد غير كاف لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين ذوي الدخل المحدود. وبدل أن يكون ما تم تحقيقه مصدر فخر واعتزاز للعدميين، صار مبعث حقد وعداء للدولة ولكل المنجزات على اختلاف مستوياتها وتكاليفها.
3 ـ إن تكلفة تأهيل ملعب الأمير مولاي عيد الله، وفق ما جاء به مشروع قانون المالية لسنة 2023، حددت في 40 مليار سنتيم. أما تكلفة بناء ملعب بنسليمان، الذي يعد أحد أكبر الملاعب في العالم، فستكلف 5 مليارات درهم مغربي (500 مليون دولار).
كان من المفروض في العدميين أن يسائلوا أنفسهم بحس وطني صادق، ولكن هيهات أن يكون لهم هذا الحس ونفوسهم مرجل حقد وعداء لا ينطفئ، كيف للدولة المغربية، ذات الموارد المالية المحدودة، أن تنخرط في برامج اجتماعية رائدة وفي مشاريع تنموية واقتصادية طموحة رغم ظروف الجفاف وحرب الاستنزاف المفروضة عليها من طرف النظام الجزائري على مدى نصف قرن؟
4 ـ إن تطوير البنيات الرياضية وتأهيلها لا ينفصل عن تطوير وسائل المواصلات وتشييد الموانئ والسكك الحديدية والطرق السيارة. فجميع هذه المشروعات والمنشآت تساهم مباشرة في التنمية المستدامة وخلق فرص الاستثمار والشغل. إن الملاعب الرياضية ليست ترفا ولا مضيعة للمال العام؛ ذلك أن مردودها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والتربوي لا يقل أهمية عن المشروعات الاقتصادية والإنتاجية. وأنصح العدميين بالرجوع إلى نتائج مشاورة الكومنولث في عام 2015، مع مجموعة من خبراء الرياضة والتنمية لتقييم أفضل طريقة لاستخدام الرياضة للمساهمة في أهداف التنمية المستدامة. وتم نشر النتائج في منشور للكومنويلث بعنوان” الرياضة من أجل التنمية والسلام وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 “، وكذا منشور آخر بعنوان ” تعزيز مساهمة الرياضة في أهداف التنمية المستدامة”. بالمناسبة، تشير التقديرات إلى أن الخمول البدني الذي تلعب الرياضة بكل أنواعها دورا مباشرا في محاربته، سيكلف الهند 7.5 مليار دولار أمريكي والمملكة المتحدة 26 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة.
5 ـ إن محاربة الفقر وبناء المستشفيات ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتوسيع شبكة الطرق والمواصلات وخلق فرص الشغل يحتاج إلى موارد مالية مهمة عبر تنويع الاستثمارات، ومنها الاستثمار في الرياضة التي تمثل القوة الناعمة التي جعلت المغرب، منذ مونديال قطر الذي أبهر فيه الفريق الوطني لكرة القدم كل العالم، الوجهة السياحة الأولى في إفريقيا (بلغت مداخيل السياحة لسنة 2024 أكثر من 110 مليارات درهم (ما يقرب من 11.2 مليار دولار، بالإضافة إلى توفير مئات الآلاف من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة). ويجدر تذكير العدميين أن الاهتمام بالرياضة وتشييد الملاعب هو من صميم واجبات الدولة والجماعات الترابية نحو فئات واسعة من المواطنات والمواطنين، سواء الممارسين أو المتفرجين والمشجعين الذين من حقهم ممارسة الرياضة والاستمتاع بمشاهدة المنافسات الرياضية. لقد صارت الرياضة صناعة وعاملا مهما من عوامل التنمية المستدامة (فرص الشغل التي توفرها الرياضة، عائدات الملاعب والإشهار وبيع حقوق البث التلفزي، ومداخيل اللاعبين، الأعمال الخيرية والاجتماعية التي يمولها اللاعبون (حكيم زياش، أبو خلال، حمد الله، أشرف حكيمي، بوصوفة، بلهندة وغيرهم. هذه مجرد نماذج)، فضلا عن الآفاق التي تفتحها الرياضة أمام المواهب. وصدق موليير بقوله: “نحن نأكل لنعيش، لا نعيش لنأكل”.

الرئيس الفلسطيني يطالب حركة حماس بتسليم سلاحها

أكرد يسقط سان جرمان في مرسيليا لأول مرة منذ أواخر 2011

هشام العلوي يُقاضي ” اليوتبرز” رضا الطاوجني

رفع العلم الفلسطيني أمام مقر البعثة الفلسطينية في لندن

البيضاء: توقيف مواطن فرنسي من أصول تركية موضوع أمر دولي بإلقاء القبض

إسرائيل تقول إنها لن تسمح لأسطول الصمود العالمي بخرق الحصار المفروض على غزة

الرجاء ينهي علاقته التعاقدية مع المدرب التونسي لسعد جردة

بعد “أنا حرة” كريمة غيث تتفاعل مع تجارب نساء عشن علاقات سامة “الصورة”

قاضي التحقيق يأمر باستخراج جثة “الطفل الراعي بويسلخن” لإعادة التشريح

فرنسا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين

رسميا.. فادلو دافيدز مدربا جديدا للرجاء

السيسي يصدر قرارا بالعفو عن الناشط علاء عبد الفتاح

النادي السينمائي نور الدين الصايل يفتتح موسمه السينمائي بأكادير

اليوم العالمي لتنظيف البيئة 2025 – أول تعبئة مواطنة في المغرب في المنتزه الوطني خنيفرة

هذا هو الموعد الجديد لمباراة الوداد الرياضي ضد نهضة الزمامرة

طقس الإثنين.. أجواء حارة بهذه المناطق

ستارمر يعلن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين

كندا تلتحق بابريطانيا و تعترف بدولة فلسطين

سفير تركيا في الجزائر: 20% من الجزائريين “أتراك”

طقس غير مستقر وأجواء ممطرة بعدة مناطق من المملكة

الطاقم الطبي لأسيدون يؤكد استقرار حالته الصحية

ورطة لامين يامال.. جواز سفره مفقود في تركيا (فيديو)

المؤسسات الحكومية الأكثر جاذبية لخريجي المدارس العليا في المغرب عام 2025

عسكرة الدولة بين الرمزية والمؤسسات: قراءة في قراري ترامب وماكرون

التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد زامبيا

مدريد تستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا 2027

المغربي وليد الحجام يوقع لعامين مع بوردو

مونديال 2026 .. المنتخب المغربي يتغلب على نظيره الزامبي (0 – 2) ويواصل تحقيق العلامة الكاملة

هجوم بإطلاق النار في القدس الشرقية يوقع خمسة قتلى

كندا تلتحق بابريطانيا و تعترف بدولة فلسطين

الرجاء الرياضي يتفوق على مضيفه الفتح الرباطي (2-0)

المتقاعدون يحضرون لإنزال احتجاجي جديد أمام البرلمان

التحكيم في الدوري المغربي: بين الخطأ البشري وشبهة القصد

صفقة القرن للمغرب: مقاتلات إف-16 بلوك 72 الأمريكية الحديثة تصل قريبًا

محكمة استئناف تثبت حكما قضى بدفع ترامب 83 مليون دولار على خلفية قضية تشهير

مراكش.. مصرع شخصين في حريق بدوار مولاي عزوز بمنطقة النخيل

مونديال 2026: تونس تبلغ النهائيات للمرة السابعة في تاريخها

مدريد تستدعي سفيرها من إسرائيل

سقوط حكومة بايرو: قراءة في أزمة الجمهورية الخامسة و مصير العقلنة البرلمانية

أزمة سياسية تهدد فرنسا مع حجب النواب الثقة عن حكومة بايرو

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
دولي منذ يوم واحد
كندا تلتحق بابريطانيا و تعترف بدولة فلسطين
-
رياضة منذ 6 أيام
المتقاعدون يحضرون لإنزال احتجاجي جديد أمام البرلمان
-
رياضة منذ 4 أيام
التحكيم في الدوري المغربي: بين الخطأ البشري وشبهة القصد
-
مجتمع منذ 5 أيام
فاس..توقيف ثلاثيني بحوزته 615 غرام من الكوكايين
-
دولي منذ 5 أيام
احتجاجات واسعة في لندن ضد زيارة ترامب لبريطانيا
-
رياضة منذ 4 أيام
كأس العالم 2026: الفيفا تفتح تحقيقا بشأن إشراك منتخب جنوب إفريقيا للاعب موقوف
-
على مسؤوليتي منذ 6 أيام
سعيد الكحل: هرطقات بنكيران وهلوساته المَرَضية
-
على مسؤوليتي منذ يومين
المجلس الوطني لحقوق الإنسان ينهي الجدل حول مشروع قانون تنظيم مجلس الصحافة