على مسؤوليتي
سردية برج إيفل من رمز للهيمنة إلى وعي بإعادة بناء معنى الحرية

نشرت
منذ 6 أشهرفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
* ذ. مصطفى المنوزي
( من وحي ذكرى 2 مارس 1956 لنسخ معاهدة الحماية )
في قلب باريس، حيث يلامس برج إيفل السماء بفخامة هندسية تخطف الأنفاس، يقف هذا الصرح الشاهق كشاهد على عظمة الحضارة الفرنسية وابتكارها ، لكن هذا البرج، الذي يُعتبر أيقونة للفن والهندسة في الغرب، يتحول في السياق الأفريقي إلى رمز مظلم، يحمل في طياته ذكريات مريرة عن حقبة استعمارية دامت قرونًا.
إنه ليس مجرد هيكل معدني، بل هو مرآة تعكس آلام الشعوب الأفريقية التي عانت من ويلات الاستعمار الفرنسي . فبرج إيفل الأفريقي الأصل والمنبع ، بكل ما يحمله من تناقضات، يظل تذكيرًا صارخًا بالجراح التي لم تندمل، وبالحاجة الملحة إلى تصحيح تاريخي يعيد الاعتبار لتلك الشعوب التي عانت تحت نير الاستعمار.
إنه مع وصول القوات الفرنسية إلى أفريقيا، بدأت عملية منهجية لتفكيك المجتمعات المحلية وفرض الهيمنة الثقافية. تم تهجير ملايين الأفارقة من أراضيهم، ليحل محلهم مستوطنون فرنسيون جلبوا معهم لغتهم وثقافتهم. هذه العملية لم تكن مجرد احتلال للأرض، بل كانت أيضًا احتلالًا للهوية. الثقافة الفرنسية، بكل ما تحمله من قيم وأفكار، أصبحت تُفرض على الشعوب الأفريقية، مما أدى إلى خلق هوة عميقة بين الأفارقة وجذورهم الثقافية.
لقد تحولت اللغة الفرنسية إلى لغة النخبة، بينما تراجعت اللغات المحلية إلى الخلفية، مما أدى إلى فقدان جزء كبير من التراث الثقافي الأفريقي. ولم تكن الموارد الطبيعية في أفريقيا سوى غنيمة للقوى الاستعمارية. الذهب، المطاط، والمعادن الثمينة كانت تُنهب بلا رحمة لتعزيز الاقتصاد الفرنسي، بينما تُركت الشعوب الأفريقية تعاني من الفقر والتخلف ، حيث لم يقتصر الاستغلال على الموارد المادية فحسب، بل امتد ليشمل البشر أنفسهم ، وكان العمل القسري أداة أخرى لاستنزاف طاقة الأفارقة، مما خلق تبعية اقتصادية استمرت حتى بعد انتهاء الاستعمار رسميًا. ومازالت هذه التبعية تُلقي بظلالها على الاقتصادات الأفريقية حتى اليوم.
وكانت فرنسا واحدة من أكبر المشاركين في تجارة الرق عبر المحيط الأطلسي ، فملايين الأفارقة تم نقلهم قسرًا إلى العديد من المستعمرات الفرنسية في الأمريكتين، حيث عانوا من ظروف عمل قاسية حيث إن هذه التجارة لم تدمر حياة الأفراد فحسب، بل دمرت أيضًا البنية الاجتماعية للعديد من المجتمعات الأفريقية. وتم تفكيك العائلات ، والروابط الاجتماعية تمزقت، مما جعل عملية إعادة بناء السيادة الوطنية بعد الاستقلال مهمة شاقة للغاية. وكان الطب الكولونيالي يُقدم على أنه أداة لتحسين صحة السكان المحليين، لكنه في الواقع كان وسيلة لتعزيز الهيمنة الثقافية.
فالتجارب الطبية غير الأخلاقية التي أُجريت على الأفارقة كانت انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بينما تم استخدام الطب كأداة لترسيخ التبعية الصحية. حتى اليوم، تعتمد العديد من الدول الأفريقية على الأنظمة الصحية التي ورثتها من الاستعمار ؛ وتحت غطاء المبادرات الإنسانية، كان التبشير الطبي يُستخدم لنشر الدين المسيحي والقيم الغربية ، هذه الممارسات لم تكن تهدف فقط إلى تحسين الظروف الصحية، بل كانت أيضًا محاولة لإضعاف الهوية الثقافية للشعوب الأفريقية؛ ولذلك كان التبشير الطبي أداة مزدوجة: طبية ودينية، تهدف إلى خلق مجتمعات أكثر خضوعًا للقوى الاستعمارية.
وبالموازاة و من خلال القضاء القنصلي، كانت فرنسا تفرض سلطتها القضائية على شعوب مستعمراتها ، فهذا النظام كان يُقدم على أنه حماية للأجانب، لكنه في الواقع كان يُستخدم لحرمان المواطنين المحليين من العدالة المتساوية، وبذلك شكل القضاء القنصلي أداة أخرى لترسيخ الهيمنة الفرنسية، حيث كانت القوانين تُطبق بشكل انتقائي لصالح المستوطنين الفرنسيين. أما على التعاون الثقافي ، فباسمه كانت فرنسا تُروج لثقافتها وقيمها في المستعمرات ؛ وكان التعليم يُستخدم كأداة لبناء تبعية معرفية، حيث يتم تعليم وتكوين النخب الأفريقية وفقًا للمناهج الفرنسية، مما أدى إلى خلق جيل من القادة الذين يفكرون بمنطق المستعمر ، وما زالت هذه التبعية المعرفية تُلقي بظلالها على الأنظمة التعليمية في العديد من الدول الأفريقية. وعلى مستوى مهنة الترجمة ، فقد لعب التراجمة دورًا محوريًا في تسهيل التواصل بين المستعمرين والسكان المحليين، لكن الترجمة كانت أيضًا أداة للهيمنة الثقافية. من خلال ترجمة النصوص الفرنسية إلى اللغات المحلية، ساهمت التراجمة في نشر الثقافة الفرنسية وقيمها، مما أدى إلى تهميش اللغات والثقافات الأفريقية. في الوقت نفسه، كانت الترجمة تُستخدم لتصريف وتمرير القوانين والسياسات الاستعمارية، مما جعلها أداة لفرض النظام الاستعماري وتبريره .
ومن جهة أخرى كان الأنثروبولوجيون الفرنسيون يدرسون المجتمعات الأفريقية تحت مظلة البحث العلمي، لكن دراساتهم كانت غالبًا ما تُستخدم لتعزيز الهيمنة الاستعمارية ، من خلال فهم الثقافات المحلية، تمكنت السلطات الاستعمارية من تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للسيطرة على الشعوب الأفريقية. لأن الأنثروبولوجيا، التي كان من المفترض أن تكون علمًا لفهم البشر، تحولت إلى أداة لاستغلالهم.
وبعد الاستقلال، ورثت العديد من الدول الأفريقية أنظمة قانونية فرانكفونية تم تصميمها لخدمة مصالح المستعمر. هذه القوانين، التي تم تطبيقها في ظل الاستعمار، استمرت في حكم المجتمعات الأفريقية بعد الاستقلال، مما أدى إلى استمرار التبعية القانونية والسياسية لفرنسا ؛ ولهذا فالتشريع الفرانكفوني لم يكن مجرد نظام قانوني، بل كان أداة لضمان استمرار النفوذ الفرنسي في أفريقيا.
أما في المجال الرياضي فقد أصبحت فرنسا تستخدم الرياضة كأداة لتعزيز نفوذها الثقافي في مستعمراتها السابقة ؛ فعبر تجنيس الرياضيين الأفارقة ودمجهم في الفرق الفرنسية، كانت فرنسا تُعزز صورة “نفسها ” كقوة حضارية ومتسامحة؛ غير أن عمليات التجنيس الرياضي اعتمدت أيضًا وسيلة لاستغلال المواهب الأفريقية وتعزيز التبعية الثقافية ؛ فالرياضة، التي يُفترض أن تكون أداة للتوحيد، تحولت إلى أداة للهيمنة.
نالت الشعوب حظوظها من الإستقلال الشكلي ؛ عبر آلية التسوية المشروطة تارة ؛ وعبر منح إستقلالات ذاتية أو نسخ الحمايات وإلغاء الإنتداب ؛ ليبقى سؤال عدالة الإنتقال الديمقراطي كمطلب ملح لأجل طي صفحة الماضي ، أوإحداث القطائع الصغرى الممكنة ، على أساس ان القطيعة الكبرى بمثابة سردية عظمى تتطلب كفاحا أعظم ؛ ولايجاد صيغ سلمية ناجعة لحل التوترات المتوارتة مع الجوار ، ونسخ الحدود والخرائط التي خلفها الإستعمار . وفي هذا وجب فتح فرص جديدة تروم استكمال مطلب التحرر تكريسا لمطلب الوحدة والديموقراطية ؛ وذلك عبر آليات العدالة الإنتقالية . مما يقتضي و يجب معه أولًا كشف الحقائق. تشكيل لجان الحقيقة والعدالة يُعد خطوة أساسية لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا ضد الشعوب الأفريقية.
جمع شهادات الضحايا وإعادة كتابة التاريخ من منظور الضحايا ، باعتباره أحد السبل بل اقواها لتحقيق المصالحة مع الماضي ؛ لأنه رغم مرور الزمن، لم تغب عن الذاكرة الأفريقية هذه الجراح التي تركها الاستعمار، ورغم الصعوبات التي واجهتها شعوب أفريقيا، إلا أن الأمل لا يزال قائماً في تصحيح هذا التاريخ . فكما يمكن تصور صهر الحديد الذي كان يمثل الهيمنة الاستعمارية وإعادة تشكيله ليمثل جسوراً تربط بين شعوب القارة السمراء، يمكن للأمم الأفريقية أن تبني مستقبلها، حيث تُفتح الأبواب وتُبنى الجسور، ويمتد الطريق نحو العدالة والحرية.
ولهذا فإن العدالة الانتقالية ليست مجرد مسعى لتصحيح الماضي، بل هي دعوة لإعادة بناء المستقبل على أسس من المساواة والعدالة، حيث تجد الشعوب الأفريقية مكانها في عالم يعترف بحقوقها، ويعترف بما تحمل من تاريخ، ويصنع مستقبلاً يشهد بتضامنها وتحررها. ثم إن إصلاح المؤسسات التي ساهمت في ارتكاب الانتهاكات هو جزء لا يتجزأ من العدالة الانتقالية ؛ فالمؤسسات العسكرية والاقتصادية التي تم بناؤها خلال فترة الاستعمار يجب أن تخضع لإصلاحات جذرية لضمان عدم تكرار الممارسات الاستعمارية.
في مقدمة هذه السردية تحدثنا عن برج إيفل كمعلمة ترمز إلى الفخر الفرنسي والابتكار الهندسي، لكننا رأيناه في السياق الأفريقي ، وقائعا ومواقعا ؛ يتحول إلى رمز للظلم والمعاناة ! .
الآن، وعلى سبيل الختم والإستنتاج ، لا مناص من أن نتخيل ونتمثل حديد البرج وهو يُصهر ويُذوب، ليتحول إلى سكك لقطارات التنمية التي تنصب على امتداد القارة السمراء، ومن شمالها المغاربي إلى مصر ؛ هذه السكك لن تكون مجرد خطوط حديدية، بل ستصير جسورا من أجل العبور الآمن نحو التحرر الكامل والديمقراطية الشاملة.
* ملحوظة : هذه مجرد محاولة تجريبية لصياغة سردية برج إيفل، الذي كان يومًا ما رمزًا للهيمنة، نتوخى من بيطها إمكانية وأمل أن يتحول إلى رمز للتحرر والعدالة. مع الرهان على جيل جديد من الأحلام والطاقات البشرية تحمل مشعل صهر حديد جميع الأبراج وإعادة تشكيلها آفاقا لخدمة شعوب أفريقيا ، و استعارة قوية لمستقبل يكون أكثر إشراقًا، حيث تُشيد الجسور بدلًا من الجدران، وتُفتح الطرق بدلًا من إغلاقها . ومن اجل بلورة الحل البديل ، ولعل ذلك يتجسد في مشروع العدالة الانتقالية ؛ والتي ليست فقط تعبير عن رغبة لتصحيح الماضي، بل هي أيضًا إرادة وعزيمة من أجل بناء مستقبل يتسم بالعدل والمساواة، حيث يمكن للشعوب الأفريقية أن تجد مكانها في عالم يتسم بالحرية والكرامة. وبمثابة نداء إلى أنصار الحقيقة والعدالة من أجل التفكير في إطلاق دينامية حقوقية ومعرفية تربط مسلسل العدالة الإنتقالية بالصيغة المغربية وتؤهل إيجابياتها الوجيهة والمنتجة ، وتعميمها في كافة ربوع أفريقيا وعلى امتداد عمقها الإنساني .
على مسؤوليتي
“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

نشرت
منذ يومينفي
أغسطس 15, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
المناضل الكبير العزيز سيون أسيدون، كان ومازال أكثر من رفيق ومن صديق ومن أخ ومن أستاذ ومن مرشد، لأن ما جمعني به أكثر من مجرّد صداقة رفاقية، علاقتنا تعدّت العام والعموميات إلى خصوصيات كُثر، بعضها يعرفه بعض الرفاق والرفيقات، وأغلبه لا يعلمه إلا الراسخون في علم ترجمان أحلامه هو الحياتية الشخصية، وأحلامه الكبرى بالوطن والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية… وبعض هذه الأحلام والأعمال والأفعال هي أمانة في الصدر المكنون.
كنا في غاية القلق لمّا نقل العزيز سيون إلى غرفة العمليات في حالة صحية حرجة، سنتعرّف على تفاصيلها ودواعيها منه شخصيا، فلدي إحساس داخلي، لا أدري كنهه ولا مصدره، يطمئنني أن سيون سيعود إلينا سالم الجسد والروح بكل تأكيد، حتى ليمكن لي أن أقسم على ذلك بـ”القلم وما يسطرون”… وبسبب هذا القلم استضافته السجون… مرت على العزيز سيون الكثير من المحن في حياته الخاصة والعامة، وكذا الكثير من المصادفات العجيبة، كان تاريخ ميلاده يعود إلى سنة 1948، وهي السنة التي نشأت فيها إسرائيل في قلب أرض فلسطين، فكان أبرز وأشمخ يهودي مغربي سيعادي الاحتلال الإسرائيلي ويناصر الحق الفلسطيني ويناهض المدّ التطبيعي.
ومن الصدف، كذلك، مع هذه السنة (1948)، أنها ستُردف بسنة “مقلوبة” (1984)، سيعانق خلالها، في مثل هذه الأيام تقريبا، وتحديدا بمناسبة ثورة الملك والشعب (20 غشت)، سيعانق الحرية، إثر عفو ملكي على عدد من مناضلي وقادة اليسار السبعيني، بعدما قضى سيون 12 سنة سجنا من أصل 15 سنة، التي كان محكوما عليه بها في المحاكمات السياسية الكبرى لسنة 1973، للإشارة كانت هناك محاكمة مراكش، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الاتحادية، فيما سيون كان ضمن محاكمة الدارالبيضاء، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
لقد كان سيون مناضلا أمميا بامتياز، إذ كان من أبرز المشاركين المغاربة في الانتفاضة الطلابية في ماي 1968، حيث كان يدرس هناك، وما أن عاد إلى المغرب في 1972، حتى قرّر احتراف “القلم”، فأصدر صحيفة “صوت الكادح”، لكن صوت أسيدون سرعان ما تعرّض للتكميم، إذ تعرّض، في نفس سنة عودته إلى المغرب، للاختطاف ونقله إلى المعتقل السري “دار المقري” في الرباط، حيث سيُذاق شتى أشكال التعذيب والتنكيل، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، والقصة في الأصل هي قصة صوت وقلم.
منذ عرفت سيون أسيدون وهو شعلة حركة ونشاط، لا يعرف فسحة ليقعد ويرتاح، حتى في داخل السجن، كان يتحرّك ويخطّط، إلى درجة أن إدارة السجن فرضت عليه حالة قصوى من الحصار والتضييق ليقضي أبشع عقوبة في العزل الانفرادي لمدة سنة كاملة، كان دائما يخطط لشيء ما، حتى أنه خطط للفرار من السجن، وكذلك فعل، وظل حرا طليقا لمدة أربعة أيام في الاختباء والتواري قبل سقوطه من جديد بين يدي الجلاد، ومنذ الإفراج عنه في سنة 1984، وهو لا يكف عن التخطيط، يخطط ويبني إطارات حركية ثورية تقدمية، يخطط ويدعو ويقود مظاهرات شعبية احتجاجية وتضامنية، ويخطط وينخرط في مختلف الأشكال النضالية والحقوقية، بحضور وازن وفاعل في العديد من الإطارات المدنية، من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبارانسي المغرب)، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (BDS) المغرب.
وفي مختلف هذه الجبهات والواجهات، كان سيون أسيدون يتحرّك في مختلف ميادينها من المغرب إلى لبنان، ومن إفريقيا وأوروبا إلى آسيا، يحلم بالحرية والتحرر والتحرير، ويغني مع مارسيل خليفة العشق الأممي للشمس والحلم والأمل، وأتصوّره الآن، وهو يتماثل للشفاء، يرفع صوته بالغناء، ونهتف ونغني معه:
مناضلون بلا عنوان
مناضلون في أي مكان
نكتب سير الأبطال للأطفال
نحلم بالورد والخبز والزيت
وكتب الحب والنار
ورسم العصافير والتذكار
وعشق المطر والأزهار
صديقي ورفيقي وعزيزي سيون أسيدون.. “جمعْ راسك معانا” لنعانقك وأنت تعود إلينا سليما معافى صامدا صبورا وشامخا، لنتحاكى أحلامنا، ولتتيح لنا فرصة أخرى لنقول ونكرر ونردّد كم نحبك وكم تحبّنا… سلاما عزيزي حتى مطلع كل فجر.
على مسؤوليتي
سعيد الكحل..عملاء في خدمة أجندات الأعداء

نشرت
منذ 3 أيامفي
أغسطس 14, 2025بواسطة
سعيد لكحل
لم تعد العمالة لأعداء المغرب والانخراط في خدمة أجنداتهم أمرا سريا يتوارى مقترفوه من الفضيحة من سوء وخسة ما يفعلونه، بل صار سلوكا علنا يجاهرون به وكأنهم في تحدّ سافر للدولة وقوانينها وللشعب وثوابته الدينية والوطنية. عملاء يتصايحون كذبا وبهتانا أنهم “وطنيون” يناصرون قضايا الوطن والأمة، بينما هم طابور خامس يؤدون الأدوار التخريبية التي رسمها لهم أعداء الوطن. تختلف انتماءاتهم الحزبية والتنظيمية وتتناقض مرجعياتهم الإيديولوجية لدرجة يبدو معها مستحيلا التقاطع أو الالتقاء عند أدنى اتفاق أو تنسيق، لكن يجمعهم العداء للوطن وللنظام ولثوابت الشعب المغربي.
جميعهم تجار المواقف وسماسرة القضايا المدرة للعملة والمنفعة، وأدوات تنفيذية بيد الأعداء. لهذا لا يجدي نفعا جدالُهم ولا يغير الحوارُ نهجَهم. لقد اختاروا لأنفسهم دور الضباع الناهشة والكلاب المسعورة التي لا يأمن الوطن والشعب غدرهم. فبعد أن أعماهم الحقد على النظام وأغراهم الأورو والدولار، تجرّدوا من كل القيم الدينية والوطنية وارتموا في أحضان مموليهم الذين يخططون لتقسيم المغرب جغرافيا، أو إحراقه بنار الفتنة المذهبية والطائفية كما أحرقوا دولا وشعوبا مشرقية تهاونت حكوماتها في التصدي لذات المخططات في مهدها، كما هو حال لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا.
الكلب النبّاح إلى ما عض ما يرتاح.
ما يغيظ أعداء المغرب وعملاءهم هو نجاحه الكبير في التصدي لمخططاتهم العدائية بفضل إستراتيجيته الأمنية والعسكرية والدبلوماسية المشهود بها دوليا، فضلا عن الحكمة والاقتدار في إدارة القضايا الكبرى وفق ما تمليه المصالح العليا للوطن. فبعد رهانهم على محاصرة المغرب ومنع تمدده إفريقيا بدعم وتمويل وتسليح عصابات البوليساريو لخلق كيان وهمي في خاصرة المغرب بعد انسحاب موريتانيا من إقليم وادي الذهب؛ إلا أن اليقظة والحنكة المغربية أفشلت مخططهم، فكانت فرصة تاريخية لاسترجاع الإقليم الذي تحل ذكراه اليوم. ثم كانت مؤامرتهم لغلق معبر الـﯕرﯕرات قصد خنق الاقتصاد الوطني، فكانت إرادة المغرب أقوى لتدفن مخططهم في رمال الصحراء التي سقاها أبناء المغاربة الأبطال بدمائهم الزكية. نجاحات لم يستسغها الأعداء والعملاء والخونة الذين راهنوا، خاسئين، على جعل الصحراء مقبرة للجيش وللنظام الملكي.
تلك كانت أوهامهم التي عصفت بها وتيرة المشاريع التنموية العملاقة التي تعرفها الأقاليم المسترجعة، وكذا الدعم الدبلوماسي المتواصل لموقف المغرب ولمخطط الحكم الذاتي الذي تعزز بالاعتراف الأمريكي والفرنسي والبريطاني، وهي القوى العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن. فبقدر النجاحات والمكاسب التي يحققها المغرب، بقدر سُعار الكلاب الضالة من عملاء ومرتزقة ومموّليهم الذين يفتحون لهم قنوات وأمواج وصفحات إعلامهم للنباح والعويل.
آش يْضُرْ السحاب من نْبِيحْ الكلاب.
لم يلتفت المغرب لمؤامرات أعدائه ولا لنباح عملائهم، بل استمر في توسيع مكاسبه الدبلوماسية عبر فتح عشرات من القنصليات بالأقاليم المسترجعة وحصد مزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وكذا مكاسبه العسكرية بتطهير معبر الـﯕرﯕرات من فلول المرتزقة وتنظيف المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني من خيام وبراريك البوليساريو فضلا عن تأمينها التام ضد أي تسلل أيا كانت طبيعته بفضل الترسانة العسكرية المتطورة التي حصل عليها المغرب كثمرة لاتفاقية أبراهام التي حققت للمغرب تفوقا عسكريا ومكّنته من امتلاك سلاحه الرادع الذي جعل أعداءه يحسبون ألف حساب لتبعات أي تهور عسكري يستهدون به المغرب.
إن المغرب ماض في تطوير اقتصاده وتأهيل بنياته التحتية وتعزيز قدراته العسكرية دون اكتراث بنباح العملاء والخونة والبيادق المتآمرين على وحدته واستقراره. ومتى كان الخونة والعملاء بناة الأوطان؟؟ وليس غريبا أن تلتقي فلول العملاء والخونة عند شعار “إسقاط المخزن” بعدما فشلوا في استهداف الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية عبر التشهير وترويج الإشاعات الكاذبة واختلاق الأحداث الوهمية.
تختار حتى تعيى وتهز من أولاد الكلبة جرو.
إن تكالب العملاء والخونة ضد الوطن والنظام والشعب لم يكن صدفة ولا نزوة، بل هو مخطط ومؤامرة ضمن إستراتيجيات عدائية تستهدف أمن المغرب واستقراره ووحدته الترابية والمذهبية. لهذا لا غرابة أن يلتقي اليساري المتطرف مع الشيعي المعمم مع لخوانجي لمكلّخ مع القومجي المزيف في “الحسينيات” الشيعية/الإيرانية ليؤدوا جميعهم الولاء لملالي إيران ويرددوا “لبيك يا حسين”، ويترنّموا ببكائيات كربلاء، ثم يتواعدون بتجييش الدهماء عند كل ساحة أو ميناء.
خططهم ضرب الاقتصاد الوطني بمحاصرة الموانئ، وترويع السياح عبر المسيرات والشعارات والاحتجاجات في الساحات العمومية وأمام القنصليات، ثم بتخويف المستثمرين وتحذيرهم من أن المغرب لم يعد بلدا آمنا. وما رفع شعار “إسقاط المخزن” إلا رسالة أريد بها إخافة المستثمرين، ومن ثم ضرب الاستثمارات التي يراهن عليها المغرب في بناء اقتصاد تنافسي يحقق النماء والرخاء للشعب. لكن الدولة تعرف حجمهم ومقْت الشعب لهم، لهذا تتركهم في نباحهم يعْوُون وفي تسكّعهم يهيمون؛ ألا سحقا للخونة والعملاء المأجورين.
على مسؤوليتي
حكومة الائتلاف الوطني لتنظيم المونديال 3/3: أول انتخابات ببصمة ولي العهد

نشرت
منذ 6 أيامفي
أغسطس 11, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
في الجزء الثاني من هذا المقال (2/3- (ولي العهد.. فاعل دستوري يدخل على الخط)، خلصنا إلى أن قراءة مفتوحة ومرنة للفصل 47 تُقدّم عدّة خِيّارات متاحة أمام الملك لاختيار الشخص الذي يراه مناسباً لقيادة الحكومة المقبلة التي سينحصر دورها في تنزيل البرنامج الملكي، في غياب برامج أخرى يمكن للأحزاب السياسية عرضها في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، نظرا للظرفية الدقيقة والحساسة، المرتبطة أولاً: بالإعداد لدولة اجتماعية، دولة ولي العهد، وثانيا: بتهييء وتهيُّؤ المغرب لاحتضان أكبر حدث رياضي عالمي، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهو كأس العالم 2030، الذي تكتسي دورته المقبلة طابعا خاصا يتمثل في احتفال الفيفا بمرور قرن على انطلاق منافسات المونديال، مما سيستقطب المزيد من الأضواء الإعلامية على البلدان الثلاثة، وخاصة المغرب البلد الإفريقي الأول الذي سينظم تظاهرة من هذا الحجم مع بلدين أوربيين في حوض البحر الأبيض المتوسط.
هذه الوضعية ستجعل الأحزاب السياسية، وبالخصوص رؤساءَها وقادتها، في محكّ دقيق يضعهم وجها لوجه ليس أمام الملك محمد السادس فقط، بل وأمام ولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويعرّي مسؤوليتهم على الفساد الانتخابي المتفشّي، بوسائل عدّة لعلّ أبرزها أداة “التزكيات”، التي تعتبر أخطر عملية في النظام الانتخابي المغربي، وطالما حذّر منها الجالس على العرش، في أكثر من خطاب، وحمّل مسؤوليتها إلى الأحزاب، وهذا ما كلّف وزير الداخلية بإبلاغه للهيئات السياسية في الاجتماع، الذي عقده معها يوم السبت 2 غشت 2025، بعدما “سحب” الملك الثقة من رئيس الحكومة ومن معه ووضعها في وزير السيادة.
نظريا، وفي غياب التسابق نحو تصدر الانتخابات، تعتبر “التزكية” وثيقة تعاقدية يمنحها الحزب للمرشّح الراغب في خوض استحقاق انتخابي، مهني (الغرف المهنية) أو ترابي محلي (مجالس جماعية حضرية أو قروية) أو إقليمي (مجالس العمالات والأقاليم) أو جهوي (مجالس الجهات) أو وطني (البرلمان)… لكن “أمّ الاختلالات” في تدبير الانتخابات، هي أن أغلب التزكيات، لدى أغلب الأحزاب، تتحوّل إلى صلاحية حصرية للأمين العام أو الرئيس، وأن مَنحَها قد يتحوّل إلى أخطر بؤرة للفساد الانتخابي، الذي يلطّخ اليوم الحياة السياسية المغربية، إذ إن وجود العشرات من البرلمانيين، النواب والمستشارين، إما خلف القضبان، وإما ملاحقين بالمتابعات ومهددين بالاعتقال، فضلا عن العشرات، إن لم أقل المئات من رؤساء الجماعات وباقي المنتخبين، الذين يوجدون في أوضاع مماثلة بسبب قضايا ذات صلة بالفساد، كل هؤلاء المدانين أو المتابعين بمحاكم جرائم الأموال هم النموذج الفاضح للتزكيات المنحرفة! والمسؤولون المباشرون هم قادة الأحزاب، الذين يتحرّكون بهاجس اللهث وراء المقعد بأي ثمن (المال الحرام)! ولهذا السبب، لم يعد مثيرا للاستغراب والعجب أن نرى، في كل انتخابات، قادة الأحزاب يمنحون تزكيات لرؤساء جماعات ومنتخبين متابعين أمام محاكم جرائم الأموال، باستعمال “حيلة قانونية” خرق لقرينة البراءة ومس بحق دستوري في غياب صدور أحكام نهائية! فيما نجد في الديمقراطيات، التي تحترم شعوبها وتحسب ألف حساب لناخبيها، أن المرشح أو المنتخب، في أي موقع بوّأته إياه العملية الانتخابية (رئيس حكومة، وزير، برلماني، عمدة، مستشار…)، لا يتردّد في تقديم استقالته لمجرد إثارة شبهات حوله، كيفما كانت طبيعتها ومهما كان حجمها، والنماذج معروفة وشهيرة.
انحراف استعمال التزكيات هو حجر الزاوية في الفساد الحزبي والانتخابي والسياسي، لأنه هو الذي يفتح الباب أمام الفاسدين والمفسدين للاختباء وراء الأحزاب، والتسلّل إلى المناصب والمواقع الرسمية المتقدمة في هياكل الدولة… بل الأدهى من ذلك أن التزكيات المنحرفة تُقصي الكفاءات والأطر النشطاء والمبدعين مقابل إعادة نفس الوجوه الرتيبة المستخلدة، التي بدورها تعيد إنتاج كائنات فاسدة، لا يمكن إلا أن تكون عرقلة وعقبة أمام قيادة البلاد نحو إصلاحات جوهرية.
الملك اختار اليوم، أمام “الظرفية المغربية الدقيقة”، أسلوبا آخر، هو إرداف التوجيهات الملكية بمبعوث مباشر إلى الأحزاب المغربية ليبلّغهم الرسالة الملكية، التي حرص عبد الوافي لفتيت على تبليغها حرفيا، بوثيقة مكتوبة، كان يقرأها سطرا سطرا، تنزيلا لموجبات الفقرتين من خطاب العرش الأخير المتعلقتين بالانتخابات، وفي مقدمتها، ولننتبه جيدا لعبارات الخطاب، التشديد على “وجود إرادة سياسية قوية لمواصلة بناء الصرح الديمقراطي وتعزيز المسار التنموي للمملكة، عبر مؤسسات تحظى بالشرعية والثقة والاحترام، منبثقة عن الإرادة الشعبية الحرة والتعبير الحر عنها”.
الملك، بهذه التوجيهات وما سيليها، يضع الدولة والمجتمع، أمام معركة اليوم والغد: “النزاهة الانتخابية”، لإنتاج مؤسسات قادرة على تحقيق إصلاحات جوهرية في البنيات الأساسية للبلاد.. ولذلك، نجد لفتيت يشدد، في تبليغ رسائل الملك، على “ضرورة التصدي الصارم والحازم لكل ما من شأنه المساس بمصداقية العملية الانتخابية، (استعمال المال)، والعمل على تخليقها في إطار مسؤولية مشتركة”، في إشارة إلى “دور الأحزاب في انتقاء وتزكية المرشحين”، وعلى “التصدي الصارم لكل التجاوزات التي قد تطال العملية الانتخابية، (الرقابة القضائية)، وكل ما يمس التعبير الحر عن إرادة المواطنات والمواطنين”.
رسائل الملك واضحة، وأعتقد أن قادة الأحزاب عليهم اليوم وضع حد لهذا الفساد الانتخابي، بالإقلاع عن منح التزكيات لـ”مالين الشكارة” الفاسدين منهم وغير الفاسدين، ورفع اليد عن القيادة والريادة التي “يحتلها” أشخاص بعينهم، حتى أصبحت المناصب حكراً عليهم لعشرات السنين، وأن يُفتح الباب أمام أجيال جديدة بكفاءات شابة وعقليات مبدعة تشتغل بالأهداف وتعالج المشاكل المستعصية بحلول مبتكرة، فالمغرب اليوم، في حاجة ماسة لإفساح المجال لهذه الأجيال، التي ينتمي إليها ولي العهد، ولكي تشتغل مع ملك الغد.
انتخابات 2026.. حكومة الانتقال إلى الدولة الاجتماعية، دولة ولي العهد
رسائل الملك هي تتويج للتوجيهات، الواردة في العديد من الخطابات والرسائل، الداعية إلى النزاهة الانتخابية، وإلى المشاركة الواسعة للمواطنين من أجل استعمال أصواتهم في مكافأة المجدّين ومعاقبة المفسدين، يقول الملك مخاطبا المواطنين: “عليكم أن تحكّموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار. لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدّم لكم”، حيث يعتبر الملك أن الأصوات هي “السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين”… ومثلما “يحرّض” الملك المواطنين على محاسبة المنتخبين الفاسدين والفاشلين، فإنه يدعو كل من يهمهم الأمر، من مؤسسات الحكامة إلى مختلف هيئات تدبير الشأن العام، إلى تفعيل المبدأ الدستوري، الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.
إنها معركة مصيرية، في تقديري، من شأنها التحرّر من “الوجوه المكرورة” أو “الوجوه المخلَّدة” التي تعض على المواقع بالأسنان والنواجد، وإفساح المجال، إذا ما صدقت النيات والإرادات، أمام نخب حزبية جديدة يتصدرها الشباب والكفاءات وذوو الخبرات، ينخرطون في ثورة داخلية سياسية وتنظيمية، قادرة على تحقيق إصلاحات جوهرية ورفع التحديات المصيرية لمغرب الغد، مغرب ولي العهد.
هذه المعركة المصيرية قد تكون أول معركة سياسية يدبّرها الملك محمد السادس ببصمة من ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي لا نحتاج للإشارة إلى أن ولاية العهد تتبوّأ موقعا حيويا داخل أركان الدولة ونظام الحكم، انطلاقا من رمزيتها القوية باعتبارها تشكل ضمان استمرارية الدولة المغربية.
هذا في ما يتعلّق بالدلالة الدستورية لولي العهد، لكن هناك أيضا دلالة مجتمعية، باعتباره، على الصعيد الشخصي، يرمز إلى جيل مغربي جديد، إذ لا يمكن عزل مولاي الحسن عن المناخ العام الذي يوجد فيه اليوم ملايين الشباب المغاربة، الذين يعيشون “الزمن الرقمي”، الذي يفتح أعينهم على جيل جديد من الإصلاحات، التي تؤمّن الرّفاه والكرامة والعدالة التي تترجم كافة الحقوق المواطنية والإنسانية بكلّ أبعادها الحضارية الكونية… بمعنى أن ولي العهد يعبّر عن آمال أجيال شابّة لم تعد تتحمّل استمرار وتكرار وإعادة إنتاج نفس السلوكاتوالأمراض والاختلالات، التي تؤدّي إلى إذكاء الغضب الاجتماعي وتغذية الاحتجاجات والاضطرابات.
وبمعنى أكثر قصدية، أن تربية محمد السادس لولي العهد مولاي الحسن ليست نفس تربية الحسن الثاني لولي عهده، فتربية ولي العهد اليوم مطبوعة بالإشراك والتشاركية حتى لا يجد نفسه، يوما بعد طول عمر الملك، يباشر إدارة الدولة مع فريق وكأنه “تلاحْ في بْحرْ”، حسب تعبير الهمّة في توصيف بداية حكم الملك محمد السادس وفريقه الشاب في يوليوز 1999… بهذه الخلفية، يتابع ولي العهد حاليا كل شاذة وفاذة من أمور تدبير الدولة، داخليا وخارجيا، وهو على إدراك وثيق بكل تفاصيل التدبير التنفيذي لحكومة أخنوش، وعلى إلمام عميق بأسباب الغضب الشعبي، الذي يندلع هنا وهناك، وله تقييمه الخاص لكل مفاصل ومحطات هذا الوضع العام، وذلك بناء على ملفّات مدقّقة توضع على مكتبه بصفة مستمرة ومنتظمة، كما لديه رصد وثيق لتحوّلات الحقل الحزبي، الواقع تحت قبضة نخبة مهيمنة، التي بعدما أغلقت الانتخابات والمؤسسات على المستقلين إلا بشروط مشدّدة، شرعت في تلغيم المشهد العام، بتحويل أحزابها إلى منصات للتحصّل على الريع والتحوّز على الأراضي والصفقات والتربّح وتوزيع المنافع على المحظوظين، واستقواء القياديين، في كل ذلك، بمزاعم وادّعاء القرب من الجهات العليا وأن المسؤول الحزبي “الموعود” أو “الموعودة” مرضي عليه من المخزن وأنه وأنها “رجل القصر” أو “امرأة القصر”!!!.
حضور ولي العهد في الاستحقاق الانتخابي المقبل من شأنه أن يضع حدّا لكل هذه الادعاءات والمزاعم، وأن يضع السواد الأعظم من المغاربة في الصورة الحقيقية لما يجري حتى لا يقع أي مغربية أو مغربي في شباك السياسيين الانتهازيين الوصوليين الفاسدين، وحتى يعلم الجميع أن “رجل القصر” أو “امرأة القصر” لا وجود لهما في واقع الحياة السياسية الفعلية والقانونية، مما يعني أن هذا السلوك هو احتيال حزبي وإجرام سياسي، وجب رصد ومحاسبة المسؤولين المروّجين له، ليُحاط علما كل من يعنيهم الأمر أن القصر ليس له شخص مفضّل خارج مقتضيات الدستور وضمن ما تتطلّبه تحوّلات اللعبة السياسية من مقاربات وتدافعات، حيث الأكفأ هو الأفضل، وإشراك الكفاءات الشابة هو الأمثل، وهذا يتطلّب تحقيق مشاركة واسعة للشباب في العمل السياسي، ويمكن لولي العهد استثمار بعض المهام، التي يكلّفه بها رئيسه ملك البلاد، في دعوة الشباب إلى الخروج من السلبية والتوجهات العدمية للانخراط بفعالية في الممارسة السياسية لتكون جسرا لتقرير مصيرهم ومصير بلادهم ومستقبلهم.

برشلونة يستهل حملة الدفاع عن لقبه بانتصار على مايوركا المنقوص

عدد سكان مصر بالداخل يصل إلى 108 ملايين نسمة

ترامب يؤيد مقترح بوتين بشأن الأراضي الأوكرانية المحتلة

إسبانيا ما زالت تكافح حرائق الغابات

السكيتيوي: مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية تكتسي طابع الندية

مأساة بالجزائر.. سقوط حافلة من جسر يحصد 18 قتيلاً

ترامب وبوتين يختتمان قمتهما في ألاسكا من دون التوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا

الدرهم يرتفع بنسبة 0.8 في المائة مقابل الدولار

حالة الطقس: موجة الحر مستمرة اليوم السبت

إسبانيا ترفع مستوى التأهب وسط موجة حر شديد

“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

هالة صدقي تستقبل سعد لمجرد في الساحل الشمالي بمصر

المغرب الفاسي يعلن تعاقده مع حمزة آيت علال لموسمين

الناظور .. أحكام مشددة ضد شبكة أنس في قضية المخدرات والمؤثرات العقلية

بيان “ترانسبرانسي” حول الوضع الصحي للمناضل سيون أسيدون

نشرة إنذارية: موجة حر مع الشركي وزخات رعدية من الجمعة إلى الإثنين

فيديو: بن غفير يهدد مروان البرغوثي داخل زنزانته

موهبة مغربية تعزز صفوف إشبيلية الاسباني

ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا الجمعة

«حزب الله» يتهم الحكومة بـ«تسليم» لبنان لإسرائيل ويهدد بـ«حرب أهلية»

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

متقاعدو المغرب يستعدون لإنزال جديد أمام البرلمان

مراكش..التحقيق مع ضابط أمن بسبب شبهة رشوة

حزب الله يرفض قرار الحكومة نزع سلاحه

موجة حرّ وزخات رعدية متفرقة في توقعات طقس اليوم

الدرهم يرتفع أمام الدولار ويتراجع مقابل الأورو خلال أسبوع

“لادجيد” بتنسيق مع أمن مالي ينجح في تحرير أربعة مغاربة اختطفهم جهاديون في منطقة الساحل

النيابة العامة تقرر متابعة ابتسام لشكر في حالة اعتقال

مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي سابق في السفارة الجزائرية بباريس

سعيد الكحل: المبادرة الملكية لدعم غزة تصيب أفواه لخوانجية والخونة باللّقْوَة

18 قتيلا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة

مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة “قبل فوات الأوان”

فتى يفتح النار ويصيب ثلاثة اشخاص في ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك

هاري كين.. “أظن أن الفائز بالكرة الذهبية سيكون لاعبا من سان جيرمان مِثل حكيمي الذي قدّم موسما رائعا”

ترامب وبوتين يعقدان قمة في 15 غشت بولاية ألاسكا الأميركية

طارق السكتيوي: المنتخب الوطني عازم على تحقيق الفوز أمام كينيا

المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة يواجه وديا نظيره المصري

حكومة الائتلاف الوطني لتنظيم المونديال 3/3: أول انتخابات ببصمة ولي العهد

نقابات صحافية تعلن برنامجا احتجاجيا ضد قانون مجلس الصحافة

“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
الجديد TV منذ 3 أيام
الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge
-
سياسة منذ 5 أيام
النيابة العامة تقرر متابعة ابتسام لشكر في حالة اعتقال
-
منوعات منذ 4 أيام
مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة “قبل فوات الأوان”
-
على مسؤوليتي منذ 6 أيام
حكومة الائتلاف الوطني لتنظيم المونديال 3/3: أول انتخابات ببصمة ولي العهد
-
على مسؤوليتي منذ يومين
“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون
-
سياسة منذ يومين
بيان “ترانسبرانسي” حول الوضع الصحي للمناضل سيون أسيدون
-
سياسة منذ 4 أيام
الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف تطالب بحل كل التنظيمات الدينية المتطرفة
-
دولي منذ 4 أيام
أجزاء من أوروبا في أتون الحر و الحرائق