على مسؤوليتي
ذ. المنوزي يكتب: حين تشيخ الألام وتنتظر الحقيقة نضجها الأمني

نشرت
منذ 3 أسابيعفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
عندما يتم توظيف السرديات التاريخية، بنفس منطق الأمننة، فإننا نكون أمام تداخل خطير بين الذاكرة والسياسة الأمنية، حيث تتحول الذاكرة من مجالٍ للتأمل والمساءلة والمصالحة، إلى أداة للضبط والسيطرة وإنتاج الخوف.
وبذلك يصير التوظيف وفق مايلي :
1. الأمننة بوصفها تقنية في السرد :
يُقصد بالأمننة تحويل قضية عادية أو خلافية إلى تهديد وجودي يستوجب ردودًا استثنائية. حين تُوظَّف السرديات التاريخية بنفس المنطق:
تُقدَّم بعض الفترات أو الأحداث (مثل حروب، خيانات، أو مقاومات) على أنها مخزون خطر دائم.
يُستعمل التاريخ كـ”برهان أمني” يُشرعن التدخل القسري، القوانين الاستثنائية، أو العنف الرمزي والمادي.
2. من الذاكرة الجماعية إلى السردية التأمينية
بدل أن تكون السرديات التاريخية فضاءً للتعدد والتنوع والتعلم من الماضي، تصبح:
* انتقائية وموجهة لإنتاج هوية دفاعية أو هجومية.
* محكومة بمنطق “نحن” مقابل “هم”، حيث يُرسم الآخر (الداخلي أو الخارجي) كتهديد متكرر.
* تحجب إمكانيات المصالحة والتفكير النقدي، وتؤطر الحاضر في منطق الخوف والريبة.
3. التاريخ كذريعة لضبط المجال العمومي
مثال على ذلك:
* تبرير تهميش أو حصار بعض المناطق أو تهميشها استنادًا إلى “ماضيها المتمرد”.
* وصم جماعات أو تيارات بأنها استمرار لخطر “قديم”، فيتم الأمننة عبر التاريخ وليس بناءً على الوقائع الحالية.
4. المفارقة: من مقاومة الاستعمار إلى شرعنة القمع
فقد تُستعمل سردية مقاومة الاستعمار، مثلًا، كأداة لشرعنة قمع المعارضين أو التضييق على النقاش العمومي، تحت ذريعة “الحفاظ على المكتسبات” ، وتتحول الشرعية التاريخية إلى ترخيص سلطوي دائم، بدل أن تكون موردًا أخلاقيًا يُسائل الدولة والمجتمع.
وكخلاصة نقدية توقعية ينبغي التنبيه والتأكيد إلى أنه عندما تُوظف السرديات التاريخية بمنطق الأمننة، فإننا نُحوِّل الذاكرة إلى أداة للشرعنة الدفاعية، لا لبناء المستقبل، ونفرغ التاريخ من طاقته التربوية والتحويلية ، ولذلك، فإن التفكير النقدي التوقعي يدعونا إلى تفكيك هذه الاستعمالات السلطوية للذاكرة، وإعادة تأطيرها ضمن مشروع عدالة انتقالية توقعية، حيث تُصبح السرديات التاريخية موردًا لإنتاج المعنى، لا لإعادة إنتاج الخوف.
وهنا، تكتمل ملامح التحكم في الزمن من خلال استدعاء مرجعيات فكرية كبرى تساعدنا على تعميق هذا التفكيك النقدي.
وكما بيّن ميشيل فوكو، ليست السلطة مجرد جهاز قمعي، بل شبكة من الخطابات تُنتج الحقيقة وتُشكّل الذوات عبر آليات “المعرفة-السلطة”. وعليه، فإن السرديات الرسمية لا تُقصي البدائل فقط، بل تُطوّع الذاكرة وتعيد إنتاج الهيمنة تحت غطاء الحيادية و الموضوعية، تمامًا كما يُوظف شرط التقادم لتأمين النسيان.
أما بول ريكور، فقد نبّه إلى أن الذاكرة ليست استعادة للماضي، بل إعادة بناء سرديّة، حيث يتداخل الزمان الواقعي بالزمان المتخيل. لذا يصبح التأويل ضرورة أخلاقية للتمييز بين “العدالة السردية” وبين التواطؤ مع طمس المعنى. ومن جهته، يُصرّ يورغن هابرمس على مركزية الفضاء العمومي التداولي، الذي يتأسس على حرية التعبير والعقلانية التواصلية، لكنه يظل مشروطًا بـ”وضعيات مثالية” للكلام، وهي وضعيات تُعطَّل في السياقات السلطوية التي تتحكم في أرشيف الدولة كما تتحكم في آليات التشريع.
أما أكسيل هونيث، فيجعل من “الاعتراف” حجر الزاوية في العدالة الاجتماعية. إذ لا يمكن لضحايا الانتهاكات أن يتجاوزوا الألم دون اعتراف مجتمعي وسياسي. فالنضال السردي، وفق هونيث، هو أيضًا نضال من أجل الاعتراف، وليس فقط من أجل تصحيح الرواية. ولهذ فإن التفكير النقدي التوقعي، في ضوء هؤلاء المفكرين، لا يقتصر على تحليل الوقائع، بل يعمل على تحرير المعنى من أسر الدولة وخطابها الأمني، ويدعونا إلى إعادة بناء الزمن الرمزي وفق أخلاقيات العدالة والتشاركية والاعتراف ؛ ولذلك فإن التفكير النقدي التوقعي يدعونا إلى تفكيك هذه الاستعمالات السلطوية للذاكرة، وإعادة تأطيرها ضمن مشروع عدالة انتقالية توقعية، حيث تُصبح السرديات التاريخية موردًا لإنتاج المعنى، لا لإعادة إنتاج الخوف ؛ فضمن تحليل كوابح كشف الحقيقة من خلال الأرشيف، وتحديدًا عبر آلية “شرط تقادم الوقائع”، الذي يوظَّف بمنطق مزدوج: يُراد منه “دفن الذاكرة” بدل التحرير، و”تأجيل العدالة” بدل إنصاف ، وفي حضرة التقادم… كل شيء يصبح صالحًا للنسيان فالدولة تصر ، في كامل أناقتها السردية المؤسستية، على تذكيرنا بأن الذاكرة تُصاب هي الأخرى بالشيخوخة. فلماذا نُجهد أنفسنا في الحفر خلف وقائع قد “تقادمت”، ولم تعد تليق بـ”مغرب الاستثناء”؟.
فالضحية، تقول الدولة، تأخر عن الموعد و لم يأتِ بطعنه خلال الوقت المناسب ، بل إنه لم يرفع راية الحقيقة في الأجل القانوني، ونسي أن الألم، بدوره، له “آجال صلاحية”. وفي المقابل، تحتفظ الدولة بمفاتيح الأرشيف داخل درج خشبي أنيق، مغلق بإحكام، وعليه لافتة مكتوب فيها بخط أمني جميل:
“سيفتح هذا الصندوق عند نضوج الحقيقة… أو زوال الخطر… أو بعد مرور مائة عام، أيّهم أبعد“.
وعن الدفع بعدم الدستورية… الدولة تحب الحذر وتستعمل قانون الدفع بعدم الدستورية كما تستعمل الحلم بالديموقراطية والذي لا يليق سوى بشعب ناضج وواعي ومستحِق لها !.
تقول الدولة عن ” الدفع بعدم الدستورية ” بأنه آتٍ في الطريق، فقط ننتظر أن تتوفر الشروط: الاستقرار، التوافق، الاعتدال في المطالب، وفوق كل شيء… غياب الضحايا ؛ فهو قانون خطير، قد يُحوِّل النصوص المُهندَسة على المقاس إلى أوراق قابلة للطعن، بل أكثر من ذلك فقد يجعل المواطن يكتشف أن الدستور ليس فقط نشيدًا وطنيًا، بل أداة للمساءلة.
ولذلك، قررت الدولة أن تلعب لعبة التشريع البطيء، حيث تتحرك القوانين كالسلاحف،لكنها تتسابق فقط عندما تكون لصالح الإغلاق أو رفع السرية، أو تمديد التقادم.
وتبقى السخرية والحالة هاته أداة مقاومة ، حيث إن توظيف شرط التقادم في مواجهة كشف الحقيقة، مثل التلويح بقانون لم يُفعّل لكي لا يُستعمل، ليس سوى صناعة قانونية للإنكار، بل هو شكل من العدالة المؤجلة بالتقسيط.
وفي انتظار أن يُفتح الأرشيف، ويُفعّل الدفع بعدم الدستورية، ويعترف القانون بالضحايا، تبقى الحقيقة مثل مسرحية عبثية، بطلها الصمت، وخصمها النسيان.
من هنا ينبغي مساءلة إصرار الدولة وعقلها الأمني على الجمع و الربط العضوي بين توظيف السرديات التاريخية كأمننة، وآلية التقادم كأداة قانونية-سياسية لتعطيل كشف الحقيقة ؟ فهل لكون الاثنين يشكلان وجهين لنفس الاستراتيجية السلطوية أي التحكم في الزمن، سواء من خلال الذاكرة أو القانون.
حين تُؤمَّن الذاكرة ويُقنَّن النسيان: من سرديات الأمن إلى تقادم الحقيقة :
في الدول التي تتقن فنّ إدارة النسيان أكثر من إدارة الاختلاف، لا تُحكى السرديات التاريخية بهدف الفهم، بل تُروى لأغراض أمنية.
فالتاريخ، بدل أن يكون موردًا لتعدد القراءات، يُختزل في حكاية رسمية، تُدرَّس كيقين وطني، وتُحرس كمنشأة حساسة.
لكن الذكاء السلطوي لا يكتفي بإنتاج السردية، بل يرفقها بـ آليات قانونية تُؤمن الحكاية وتمنع المساءلة.
في مقدمة هذه الآليات، يقف شرط تقادم الوقائع كدرع ناعم في وجه الحقيقة. فالسلطة لا تقول إنها ترفض فتح الأرشيف، بل تهمس بلغة قانونية ناعمة:
“نحن ننتظر أن تتقادم الجروح وأن يبرد الدم، وأن يشيخ الألم، وحينها نفتح الأبواب… على فراغ” ؛ ففي الوقت ذاته، تُوظف السرديات التاريخية كوقائع أبدية لا تتقادم، بل تُبعث عند الحاجة، وتُستدعى لتبرير القمع، أو ترهيب المجتمع، أو شيطنة الخصوم.
وهكذا، تصبح السلطة قادرة على التلاعب بالزمن بمهارة فقهية / أمنية:
* ما يخص الدولة تقادمٌ وقانون
* وما يخص المجتمع تهديدٌ واستدعاءٌ للماضي الأمني
ولأنّ القانون ليس بريئًا دومًا، يُجمَّد أيضًا قانون الدفع بعدم دستورية القوانين، لأنه قد يُربك التوازن بين النصوص والممارسة، وقد يُحرم الدولة من درعها القانوني ضد الطعن في قوانين صُمِّمت لمحو الأثر لا لحفظ الحقوق. و ما بين تأبيد السردية الرسمية وتأجيل العدالة باللجوء للتقادم، يتشكل نظام سردي /زمني معقَّد، يريد أن يجعل من الماضي خطرًا دائمًا، ومن الضحايا أشباحًا قانونية، ومن الحقيقة فصلًا مؤجلًا إلى إشعار أمني آخر.
*مصطفى المنوزي
منسق دينامية الذاكرة والسرديات الأمنية
على مسؤوليتي
سعيد الكحل.. الوحدة الترابية معيار الوطنية

نشرت
منذ 5 ساعاتفي
يونيو 23, 2025بواسطة
سعيد لكحل
يمثل ملف الوحدة الترابية القضية الوطنية الأولى للشعب المغربي، التي لا تخضع للمزايدات الحزبية ولا للمتاجرة السياسوية بها. فهي ثابت من الثوابت الوطنية الجامعة بين المغاربة.
واعتبارا لقدسيتها، فإن المغرب جعلها محور سياسته الخارجية وأساس شراكاته الاقتصادية والتجارية. بل إن جلالة الملك، في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2022، جعل “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. ومن ثم فإن المغرب لم يترك مجالا لبناء صداقات أو إقامة شراكات مع دول تناصب العداء لوحدته الترابية. وقرار جلالته بجعل ملف الصحراء معيار علاقاته الخارجية هو تعبير عن إرادة الشعب المغربي وتجسيد لموقفه المبدئي.
انطلاقا من هذا الثابت الجامع بين المغاربة، وانسجاما مع الإرادة العامة التي عبر عنها جلالته، فإن قضية الوحدة الترابية تصير بالضرورة معيار الوطنية الصادقة. إذ لا يمكن للفرد أن يكون وطنيا إلا إذا انسجم مع موقف الشعب المغربي من مناهضي وحدته الترابية. إذ لا منزلة بين الوطنية وبين مساندة دعاة الانفصال ومناهضة مغربية الصحراء. فالوطنية قناعة وموقف تتجاوز العقيدة والقومية والإيديولوجية. فهي الجامع بين كل مكونات الشعب على اختلاف أصولها وعقائدها وقناعاتها الفكرية والإيديولوجية.
عدو وطني عدوي.
كشفت الحرب على غزة الوجه الحقيقي للتيار الخوانجي الذي ظل يصر على رهن المصالح العليا للوطن بمصير غزة الذي تسبب فيه القرار المتهور لحركة حماس خارج حساب موازين القوة وخدمة للأجندة الإيرانية. إذ لا تهمه قضية الوحدة الترابية وما يحاك ضدها من مؤامرات عدائية ولا أساليب الابتزاز التي انتهجتها قوى غربية لنهب ثرواتنا الوطنية. وقد أغاظه انقلاب الموازين الدولية لصالح المغرب بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؛ وهو الاعتراف الذي قوّى موقف المغرب وصار سندا له، سواء دبلوماسيا بحيث اضطرت دول الابتزاز إلى تغيير موقفها، وباتت تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء وبمصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل جدّي ووحيد للملف، أو عسكريا بحصول المغرب على أسلحة نوعية، أمريكية وإسرائيلية، جعلت المتربصين بالمغرب يعيدون حساباتهم وقد كانوا على وشك شن حرب عليه. فالتيار الخوانجي يجعل الولاء الإيديولوجي/الطائفي أسمى من الولاء للوطن.
لهذا يهاجم كل من يجعل الولاء للوطن يسمو على أي ولاء. لأجل ذلك لا يكف عن مهاجمة الدولة على اختياراتها الوطنية والضغط عليها، عبر المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات، بهدف الانخراط في خدمة أجندات خارجية معادية لقضيتنا الوطنية. علما أن المغرب، ظل ولا يزال وفيا في دعمه المالي والدبلوماسي الثابت للقضية الفلسطينية؛ بل جعلها في منزلة قضيتنا الوطنية الأولى، فيما أصحاب الأجندات لم يقدموا لها غير الشعارات والمخططات التي تضر بالقضية وتعمّق مآسي الفلسطينيين (الانقسام الداخلي، إفشال أوسلو، طوفان الأقصى).
فلا غرابة أن يزيد انفجار الحرب الإسرائيلية الإيرانية أصاب التيار الخوانجي سعارا بسبب الموقف المغربي، الرسمي والشعبي، الرافض للتضامن مع إيران بخلفية وطنية صرفة. ذلك أن إيران لم تكتف بالاعتراف بالبوليساريو كما هو شأن عدد من الدول التي لم يقطع معها المغرب علاقاته الدبلوماسية والتجارية، وإنما انخرطت في مسلسل عدائي يقوم على تدريب عناصر البوليساريو وتسليحهم ودعمهم في المحافل الدولية. فبعد أن أفشل المغرب خططها الرامية إلى نشر المذهب الشيعي وتمزيق النسيج الثقافي والاجتماعي والمذهبي للمغاربة كمقدمة لتشكيل تنظيم موالي لها يتحول، مع الزمن، إلى ذراع سياسية ضاغطة على شاكلة ما يقع في عدد من دول الشرق الأوسط، انخرطت إيران في المخططات العدائية التي تستهدف وحدة المغرب الترابية واستقراره الأمني والعسكري. وقد كشفت عدة تقارير استخباراتية وصحفية تورط إيران في تدريب عناصر البوليساريو، سواء في مخيمات تندوف أو في سوريا لاكتساب الخبرات القتالية قصد مهاجمة المغرب، ناهيكم عن تزويدهم بالأسلحة وصواريخ سام6 وسام 9 والطائرات المسيرة.
كل هذا العداء لم يوقظ في الخوانجية أدنى شعور بالغيرة الوطنية ولا هزّتْهُم النفس على المغرب، ولا أيقظت فيهم مشاعر العزة والكرامة المشهود بها للمغاربة عبر التاريخ. ومن أجل المداراة على نضوب مشاعرهم الوطنية، لجأوا إلى اتهام رافعي شعار “تازة قبل غزة وإفران قبل إيران” بالتصهين؛ متوهمين أنهم بصنيعهم هذا سيدارون عن متاجرتهم بالقضية الفلسطينية وخدمتهم للأجندة الإيرانية. فالتاريخ لن يرحم الخوانجية حين بلعوا ألسنتهم لما هاجم البوليساريو السمارة والمحبس بالأسلحة الإيرانية، كما لم ينددوا بتدخلات ممثلي إيران في الأمم المتحدة الذين صنفوا المغرب “كمحتل” عليه “وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة”.
لا شك أن من لم تستفزه مواقف إيران وتصريحات مسؤوليها وممثليها في الأمم المتحدة ضد المغرب ووحدته الترابية لا يحق له الحديث عن الوطن والوطنية. ولا يشرّف المغاربة أن يكون بينهم من قلبه ولسانه مع أعداء الوطن. فأعداء الوطن ليسوا فقط حملة السلاح ضده، بل هم أساسا المتحالفون معهم والناطقون بلسانهم والمروجون لأيديولوجياتهم التخريبية، والذين قال فيهم الشاعر محمد الغامدي:
عَـدَوٌّ يَرْتـَدِيْ ثَـوْبَ الـطَّـهَـارَة // وَتَـصْـعَدُ مِنْهُ رَائِـحَةُ الـقَـذَارَة
يُظَـاهِرُهُ مِـنَ الأذْنَـابِ حَمْقَىٰ // أذَاقُـوا إخْـوَةَ الـوَطَنِ المَـرَارَة
كَـأَنَّـهَـمُ الـدُّمَـىٰ إِذْ حَـرَّكَـتْـهَا // يَدُ الشَّيْطَانِ مِنْ خَلْفِ السِّتَارَة.
على مسؤوليتي
هكذا أصابت لعنة “بنت الصالحين” والي مراكش لتصديقه الوهم!!

نشرت
منذ يومينفي
يونيو 21, 2025بواسطة
مراد بورجى
*مراد بورجى
أثير كثير من الجدل حول فرضية “إعفاء” والي جهة مراكش أسفي فريد شوراق، وذهبت أغلب التخمينات إلى تعليل الإعفاء بإقدام المسؤول الترابي خطأً على ذبح أضحية العيد… لكن الظاهر أن سبب الإعفاء أكبر من “خطأ بروتوكولي” نعرف جميعا أنه لا يمكن للوالي أن يقوم به دون العودة إلى رؤسائه المباشرين في وزارة الداخلية، بل هو “خطأ سياسي” في ظرفية سياسية دقيقة، مطبوعة باستحقاق انتخابي، وبحملات انتخابية حزبية سابقة لأوانها تخوضها “بنت الصالحين” باسم البام، وحيث يُفرض على الولاة والعمال، باعتبارهم ممثلي الدولة في جهات المملكة وأقاليمها وعمالاتها، ليس فقط الالتزام الصارم بواجب التحفظ، لا بل والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأحزاب دون أي تمييز ولا محاباة، وفق توجيهات وأوامر الجالس على العرش الملك محمد السادس.
لكن يبدو أن والي مراكش، شوراق خرج عن هذه القاعدة، ربما لأنه صدّق الوهم، كما يقع لعدد من “المغرر بهم”، الذين يصدقون تلك المزاعم المكذوبة التي يُروّج لها بقوة لتمييل المنتخبين، والتي تصوّر “بنت الصالحين” فاطمة الزهراء المنصوري بكونها “مرسولة” من “الفوق” ومن “الدوائر العليا”، وهذا ما وقع بالضبط مع “السياسي” المبعد إلياس العمري، بعدما أوهم الكثيرين بأنه “مبعوث القصر”، قبل أن يتبيّن أن الأمر يتعلق بمدينة “القصر الصغير” وليس حتى “القصر الكبير”!! وهكذا سقط والي مراكش في المحظور، لكونه لم يستوعب بعد تعليمات الملك التي تضع الأحزاب في “ميزان واحد”، وتأمر الولاة والعمال بالتحضير الجيد للانتخابات عبر رفع درجات اليقظة للتصدّي لأي محاولات مقنّعة لتوظيف أنشطة عمومية لمصالح انتخابية ضيقة، وهو ما جرى خلال احتفالات صعود فريق الكوكب المراكشي للقسم الوطني الأول، حيث تم استغلال هذا الحدث الرياضي، وبدت “بنت الصالحين” فاطمة الزهراء المنصوري كما لو أنها هي صاحبة هذا الإنجاز الكروي الهام، والذي هو في الأصل نتيجة لمجهودات لاعبي الفريق وأطره وجمهوره.
الوالي الفريد من نوعه، نسي تعليمات الملك، وانساق مع “تعليمات” بنت الباشا، وتحول إلى مجرد جزء من “الديكور” في هذه الاحتفالات حيث لعبت بنت الصالحين دور البطولة في الرشّ والشطيح والرديح “وقوفا”دون أن تشعر بأي ألمٍ في الركبتين معاً، بعدما اختارت، بالمقابل، أن تجيب على أسئلة البرلمانيين “جلوسا”، وقالت إنها حتى الصلاة “تُصلّي” جلوساً بسبب مرض في الركبة “شفاها الله منه”!!! .
الوالي الفريد، لوحظ عليه أنه يثابر على تتبّع خطواتها وآثارها ومرافقتها في أنشطتها… لكن كل هذا سوف يؤدي إلى إبعاد الوالي من مصبه حتى لا يسود الخلط، ولكي يلزم كل مسؤول ترابي حدوده وصلاحياته اتجاه الفاعل السياسي على قدم المساواة.
مع دخول ولي العهد مولاي الحسن كفاعل دستوري “جديد” في الحياة السياسية في البلاد، حان الوقت لأن نقطع مع الحديث عن كذبة “الفوق” التي يدعيها البعض، خاصة مع قرب استحقاقات انتخابية بحصيلة حكومية كارثية، وبنت الصالحين المنسقة فاطمة الزهراء المنصوري تتحمل حصّة الأسد من هذه الحصيلة الكارثية، وأيضاً لأن “الفوق كاين غير الله تبارك وتعالى”.
وباراكا علينا من لغميق!!!.
على مسؤوليتي
من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا: التحول الجيو-أمني واختبار السيادة المغربية

نشرت
منذ 3 أيامفي
يونيو 21, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
مدخل تأطيري: خرائط السيولة والتحول الخفي
تُشير التحولات الجيوسياسية الراهنة إلى انتقال تدريجي لمركز الثقل الأمني من الشرق الأوسط، الذي استُنزف بفعل حروب الوكالة وصراعات المحاور، إلى شمال إفريقيا، التي أضحت مجالًا استراتيجيا مفتوحًا أمام التنافس الدولي.
في هذا السياق، يُطرح سؤالان جوهريان:
* هل يمتلك المغرب الكبير من المناعة ما يُجنّبه سيناريو التآكل الشرق أوسطي؟
* وكيف يمكن تثبيت السيادة الوطنية وسط شبكات اصطفاف متقاطعة قد تحوّل التعددية إلى انقسام رمزي قاتل؟.
أولًا: تحوّل مركز الجاذبية الأمنية – فرص واختبارات
1. شمال إفريقيا في قلب الحسابات الجيو-استراتيجية
عوامل الجذب: تموقع جغرافي بين أوروبا والساحل، وفرة الموارد الاستراتيجية (الطاقية والمعدنية)، هشاشة المحيط الإقليمي (الساحل، ليبيا)، وتزايد الحضور الأمريكي–الصيني–الروسي.
المخاوف: استنساخ منطق “الوكالة الأمنية” الذي حول المشرق إلى مختبر للانهيار، ونقل مسرح الصراع إلى تخوم المغرب العربي.
2. المغرب: من التموقع الاستراتيجي إلى شبهة التوريط
تتراوح الخيارات بين “شريك أمني مميز” و”فاعل وظيفي” في ترتيبات ما بعد المشرق.
كُلفة الانخراط:
سياسيًا: قابلية القرار الوطني للتدويل بفعل ارتباطات استراتيجية مشروطة.
اجتماعيًا: تضخم ميزانيات الدفاع على حساب التنمية البشرية.
أمنيًا: امتصاص ارتدادات الأزمات الإقليمية (الإرهاب، الهجرة، النزاعات غير المتوازنة).
ثانيًا: الاصطفاف الرمزي وتهديد النسيج الوطني
1. الفتنة الرمزية: حين يتحول الرأي إلى تهمة
أصبحت القضية الفلسطينية، بفعل الاستقطاب الإقليمي، محكًا لولاءات مزدوجة:
* انتقاد إسرائيل = شبهة “إيرانية”.
* دعم التطبيع = شبهة “تخوينية”.
هذا التموقع الرمزي يؤدي إلى تفكيك الوعي الوطني وتحويل السردية الجامعة إلى مجال صراع أيديولوجي مستورد.
2. الصحراء والتطبيع: الربط القسري ونتائجه
ربط الاعتراف بمغربية الصحراء بالتطبيع مع إسرائيل يُفرغ القضية من مضمونها التوحيدي، ويحيلها إلى ملف قابل للمقايضة، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويفتح الباب أمام تشكيك خارجي وداخلي في شرعية الخطاب الرسمي.
3. تأجيل الإصلاحات: حين يُنتج الغياب فراغًا استراتيجيا
غياب مسار عدالة انتقالية فعلية بعد تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، واستمرار أعطاب المؤسسات الأمنية والقضائية، جعل من القضايا الخارجية واجهات لتعويض الإصلاح المؤجل، مما يفاقم الإحباط ويُغذي الانقسام.
ثالثًا: نحو نموذج مغاربي ممانع – مقترحات استراتيجية
1. السيادة الرمزية: من الدفاع إلى البناء
ضرورة إنتاج سردية وطنية نقدية ومنفتحة تتجاوز ثنائيات “إيران/إسرائيل” و”المقاومة/التطبيع”، وتُعيد تعريف الأمن انطلاقًا من حاجيات المواطن (الغذاء، المناخ، الحقوق الرقمية).
2. التحصين الداخلي:
* منع الاختراق الناعم
* تفعيل الرقابة الديمقراطية على الاتفاقيات الأمنية.
* مباشرة إصلاح شفاف للمؤسسات الأمنية يُعيد بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
3. تحالفات جنوب–جنوب: من التبعية إلى التوازن
تعزيز آليات التعاون الأمني والسياسي الإفريقي (الاتحاد الإفريقي، مجلس السلم والأمن)، وتوسيع نطاق الشراكات مع أمريكا اللاتينية وآسيا بما يحدّ من الارتهان للغرب أو الشرق.
4. الوعي الجمعي: حماية الذاكرة من الفتنة
دعم منصات تحليلية مستقلة قادرة على تفكيك السرديات الخارجية.
إشراك الفاعل المدني في هندسة السياسات العمومية، خصوصًا الأمنية، لضمان توزانها مع الحريات والكرامة.
خاتمة مفتوحة: السيادة كشرط للوجود لا للاختيار
التهديد لا يكمن فقط في التحول الجيو-أمني، بل في القبول السلبي به دون بناء رؤية توقعية مستقلة. المغرب يقف أمام مفترق استراتيجي:
إما أن ينخرط في لعبة الاصطفاف، مؤدِّيًا وظيفة في مسرح الآخرين على حساب تماسكه الداخلي؛.
أو أن يبتكر نموذجًا سياديًا يتأسس على نقد التبعية ورفض الاستقطاب، ويُعيد تموقع شمال إفريقيا باعتبارها فضاءً للتكامل بدل أن تكون هامشًا للحروب الجديدة.
إنّ الرهان الحقيقي هو بلورة “الموقع الثالث”: موقع يتجاوز الإملاءات الغربية والارتهانات الشرقية، نحو رؤية مغاربية–إفريقية للسيادة، تنتصر للأمن الإنساني والكرامة الجماعية معًا.

جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي

سعيد الكحل.. الوحدة الترابية معيار الوطنية

أمين بنهاشم يتعرض لحادث سير بأمريكا وحالته الصحية مستقرة

المغرب يدين الهجوم الصاروخي الذي استهدف سيادة دولة قطر

قطر تعتبر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد “انتهاكا صارخا” وتحتفظ بحق الرد

إيران تعلن استهداف قواعد أميركية في قطر والعراق

انقطاع الكهرباء في إسرائيل بعد قصف إيراني لمرافق “إستراتيجية”

نجوم أسود الأطلس يثيرون اهتمام كبار أندية الدوري الإيطالي

“الفيفا” يحتفل بمشجعة مغربية باعتبارها المتفرج رقم مليون

كاتدرائية البيضاء تحتضن إقصائيات بطولة العالم للبريك دانس Redbull Bc one

إسرائيل تستهدف بضربة سجن إيوين في طهران

بونو يرفع من حظوظ الهلال للتأهل لثمن النهائي

الطفلة غيثة تغادر المستشفى بعد تعافيها من حادث دهس على الشاطئ

كأس أمم إفريقيا للسيدات.. الناخب الوطني يعقد ندوة صحفية غدا الثلاثاء بسلا

مقتل 22 شخصا بتفجير انتحاري غير مسبوق داخل كنيسة في دمشق

كأس العالم للأندية: ريال مدريد يتغلب على باتشوكا المكسيكي 3-1

معبر الكركارات.. إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وحجز 92 كيلوغراما و 900 غرام من مخدر الكوكايين

كأس العرش لكرة القدم (2023-2024).. نهضة بركان يتأهل إلى النهائي بفوزه على المغرب التطواني (3-0)

كأس العالم للأندية.. الوداد الرياضي ينهزم أمام يوفنتوس الإيطالي (4-1)

الرئيس الإيراني يشارك في تظاهرة منددة بالضربات الأميركية

جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي

نجوم لوس أنجليس يرفعون الصوت ضد إجراءات ترامب بحق المهاجرين

المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة يحتفي بالفنانة لطيفة أحرار

35 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

سعيد لكحل يكتب..إيران في خدمة الأمريكان

ضربات إسرائيلية واسعة على إيران تشمل منشأة نطنز النووية

النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان تطالب بالتوزيع العادل لمشاركة الفنانين المغاربة

ايداع قيلش “بطل شواهد الماستر” سجن الوداية بمراكش

35 قتيلا في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة من غزة

وزارة وهبي تنفي اختراق أنظمتها المعلوماتية

سماع دوي انفجارات جديدة في طهران

إنجاز جديد غير مسبوق لجامعة ابن طفيل

“غوغل” توفر ميزة إنشاء “بودكاست” قائم على الذكاء الاصطناعي

تفلت: توقيف فرنسي من أصول جزائرية مبحوث عنه دوليا

تطوان: توقيف بارون مخدرات مبحوث عنه وطنياً

ستة علماء نوويين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي

جامعة ابن طفيل الأولى على الصعيد الوطني في التصنيف الدولي للجامعات 2025

“مجابن بل المغرب” تكرس دورها كمقاولة مواطنة

الغابون تجدد بنيويورك تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

تعيينات بمناصب عليا في التعليم والصناعة

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

الاكثر مشاهدة
-
الجديد TV منذ 5 ساعات
جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي
-
مجتمع منذ 6 أيام
35 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
-
واجهة منذ 4 أيام
إنجاز جديد غير مسبوق لجامعة ابن طفيل
-
واجهة منذ 5 أيام
جامعة ابن طفيل الأولى على الصعيد الوطني في التصنيف الدولي للجامعات 2025
-
دولي منذ 6 أيام
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي قرب مركز مساعدات بخان يونس
-
تكنولوجيا منذ 6 أيام
الإنترنت مصدر رئيسي للأخبار لدى 78% من المغاربة
-
رياضة منذ 6 أيام
عبد الرحيم طالب يتولى قيادة نادي الجيش الرواندي
-
على مسؤوليتي منذ يومين
هكذا أصابت لعنة “بنت الصالحين” والي مراكش لتصديقه الوهم!!