Connect with us

على مسؤوليتي

أحمد عصيد يكتب عن عبد الإله بنكيران و امحمد الخليفة

نشرت

في

* أحمد عصيد
ربما لا تستحق هذه الوقائع أن أذكرها أو أهتم بها، لكنني أسجلها هنا لكي نطرح جديا مشكلة القياديين السياسيين في أيامنا هذه ومفهوم السياسة ذاته.

في لقاء أمس الذي نظمته مؤسسة علي يعتة بمقر حزب التقدم والاشتراكية، والذي كان لقاء مؤثرا وقع فيه الزعيم مولاي اسماعيل العلوي كتابا يتضمن تفاصيل عن حياته وسيرته السياسية، وجدت نفسي أمام زعيم سياسي مددت يدي لمصافحته، لكنه أمام استغراب الحاضرين أشاح بوجهه عني قائلا “ما نسلمش عليك انتا”، وفي نفس اللقاء وجدت قياديا آخر جاوز الثمانين، صافحته بحرارة واحترام، لكنني فوجئت به يقول “أنت بحاجة إلى نبي وحدك ليهديك، متى تعود إلى الطريق الصحيح ؟”.

لم أكن لأستغرب من سلوك الرجلين القياديين، لو كانا من المواطنين البسطاء، لكن من ينتمي إلى نخبة البلد، وقضى حياته في السياسية دون أن يعرف معناها، يثير الاستغراب حقا.

لا يتعلق الأمر هنا بالجانب الأخلاقي، فمما لا شك فيه أن الرجلين قد أبانا عن إخلال واضح بمبدأ الاحترام الواجب لغيرهما، وهذا مما يمجه الحس السليم، لكن الأمر يتعلق على وجه الخصوص بمفهوم السياسة والممارسة السياسية، لأن الرجلين -حسب ما يبدو – لا يقبلان من ينتقدهما أو يعارضهما – كما أنهما يخلطان بشكل سافر بين السياسة والدعوة الدينية، ويعتبران على ما يبدو أن من يخالفهما وجهة النظر شيطان مارق، وهذا في حد ذاته مشكل حقيقي، لأنه لا يسمح للرجلين أبدا بأن يفهما معنى الديمقراطية والحق في الاختلاف، واللذين هما أساس الممارسة السياسية النبيلة، ما دام لقاء الأمس – وهذه من المفارقات – كان حول “نبل السياسة”، من خلال الاحتفاء بسياسي من الطراز الرفيع والنادر، والذي هو مولاي اسماعيل العلوي.

لم يكن الرجل الأول سوى رئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ولم يكن الرجل الثاني سوى القيادي في حزب الاستقلال امحمد الخليفة، أتمنى للرجلين دوام الصحة وطول العمر، أما السياسة فقد تركاها وراء ظهريهما.

إعلان
انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

سعيد الكحل: المغرب لا يقبل النصائح من مبعوث أممي فاشل

نشرت

في

بواسطة

* سعيد الكحل
نشر المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء المغربية، كريستوفر روس، مقالا يوم 7 نونبر 2025، بوقع Dialogueinitiatives.org تحت عنوان ” خطوة إلى الوراء بالنسبة للصحراء الغربية”، حاول فيه الاستخفاف بقرار مجلس الأمن رقم: 2797 وبجدواه في حل النزاع المفتعل حول الأقاليم الصحراوية المسترجعة.

السيد كريستوفر روس لم يهضم، بعدُ، مقاطعته من طرف السلطات المغربية التي قررت سحب الثقة منه على خلفية ما تضمّنته تقاريره من “توجيهات متحيزة وغير متوازنة” بسبب تبنيه للأطروحة الجزائرية المعادية للوحدة الترابية للمغرب؛ مما اضطره إلى تقديم استقالته سنة 2017 من المهمة الأممية التي تولاها سنة 2009 بعد فشله في إنجازها. لهذا لم يترك أي مناسبة، بخلاف من سبقوه من المبعوثين الأمميين، إلا واستغلها لبث شكوكه في مآلات مسلسل التسوية.

إن مقالة كريستوفر ورس هذه فضحت تحيّزه للجزائر وصنيعتها البوليساريو طيلة مدة انتدابه وما تلاها. إذ بسبب ذلك التحيز تجنب الإشارة في تقاريره إلى مجلس الأمن، إلى الخلفية الحقيقية للدعم الجزائري المطلق للبوليساريو. فقد أقر روس أن “الجزائر بدورها لها أسبابها الخاصة في دعم البوليساريو بإصرار.. وعمليًا، فإن دعمها لصحراء مستقلة يرد على الخطاب المغربي الذي يطالب بـ“الصحراء الشرقية” — أي المناطق التي كانت ضمن نطاق سلطات السلاطين تاريخيًا قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر عام 1934. كما قد تسعى الجزائر إلى إبقاء المغرب في حالة توتر في منافستهما الإقليمية والقارية. ويُروى عن الرئيس الراحل هواري بومدين قوله: “سأجعل الصحراء حجرًا في حذاء المغرب”.

كان أدعى لكريستوفر أن يغير موقفه الداعم لأطروحات البوليساريو طالما هو على يقين بالخلفيات الحقيقية لتورط الجزائر في الدعم الدائم للبوليساريو، لكنه لم يفعل؛ بل زاد تعنتا في تبني وترديد خطاب الانفصاليين باتهام المغرب بكونه “يواصل الدفاع عن “قضيته الوطنية” داخليًا، ويُرسّخ الوقائع على الأرض، ويستغل موارد الإقليم، ويشجع الاستيطان، ولا يُبدي رغبةً في مفاوضات حقيقية من دون شروط، وإن كان مستعدًا لحضور اجتماعات شكلية لا تؤدي إلى مفاوضات فعلية”. لم يكلف روس نفسه وضع مقارنة بين وضعية المدن والبنيات التحتية بالأقاليم الصحراوية لحظة استرجعها المغرب وبين ما صارت عليه اليوم بفضل الجهود التنموية والمالية التي تكلف الميزانية العامة 2.7 مليار دولار سنويا، وهي أضعاف ما يحصل عليه من عائدات الفوسفات والصيد البحري بذات الأقاليم.

استقال ولا يزال في نفسه شيء من هوى البوليساريو.

استقال روس من المهمة الأممية ولم يستقل من مهمة التشويش على الملف رغم يقينه بأن مسار التسوية أخذ منعطفا حاسما غير الذي كان يدعمه، سواء من داخل بعثة الأمم المتحدة أو من خارجها (زيارته، سنة 2019، على رأس وفد طلابي من جامعة برنستون الأمريكية إلى مخيمات تندوف بغرض خلق رأي عام أمريكي متعاطف مع البوليساريو). لقد حاول، يائسا، وها هو يحاول من جديد الترويج لأطروحة الانفصال الجزائرية عبر تقديم قراءة مغرضة ومتناقضة لنص قرار مجلس الأمن 2797.

لا يزال ك. روس يصر على الترويج لخطاب الانفصاليين رغم الدعم الأممي لمقترح الحكم الذاتي الذي جعل منه قرار مجلس الأمن مدخل المفاوضات ونتيجتها. من ذلك استناده إلى رأي أحد الطلبة الانفصاليين للتنبؤ بفشل مجلس الأمن بحل النزاع من خلال قراره الأخير: قال لي أحد الطلبة اللاجئين ذات مرة:

“رغم قسوة الحياة هنا في مخيمات الصحراء، فهي أفضل من تقبيل يد الملك”.

زار ك. روس مرارا مخيمات تندوف ولم يجرؤ على الإشارة في تقاريره إلى تجنيد الأطفال والاتجار في البشر وفي المساعدات الغذائية، أو إلى إغراق المخيمات بالجنسيات الموريتانية والسواحلية والجزائرية للمتاجرة بهم في قضية هو يعلم خلفياتها التي لا علاقة لها بحق تقرير المصير. إن هذا الانحياز لخصوم المغرب جعله يتعامل مع الجزائر كما لو أنها قوة عظمى تملك كل المقومات العسكرية والاقتصادية التي تملكها روسيا أو الصين، لتقف ندا في وجه الولايات المتحدة الأمريكية، أو ترفض قرارات مجلس الأمن وضغوطه. إذ جاء في مقالته: “في ظل هذا الانقسام، لا يستطيع المجلس أن يفعل الكثير سوى إعلان دعمه لجهود المبعوث الشخصي. يبدو أن بعض الأعضاء يعتقدون أن بالإمكان دفع البوليساريو والجزائر لقبول المقترح المغربي وأن القرار الأخير خطوة أولى في هذا الاتجاه، لكن ما لم يتم التوصل إلى تفاهم مع الجزائر — وهو أمر غير محتمل — فلن يحدث شيء، إذ ليست الجزائر من الدول التي تستجيب للضغوط أو تمارس دبلوماسية المقايضة”.

لكن سرعان ما جاء رضوخ الجزائر للتدخل الألماني، ومن خلفه التدخل الفرنسي، في قضية العفو عن الكاتب بوعلام صنصال ليثبت زيف مزاعم روس. كما أن تراجع الجزائر عن قطع علاقاتها مع إسبانيا ثم فرنسا بسبب موقفهما الداعم للسيادة المغربية على الصحراء، يؤكد أن تلك المواقف ليست سوى عنتريات للاستهلاك الداخلي لتبرير صرف الملايير على البوليساريو وحشر الجزائريين في طوابير من أجل الحليب والعدس وغاز البوتان.

كريستوفر روس مجرد قارئ فنجان.

لم يتوقف ك. روس عند مفاتيح قرار مجلس الأمن ومنها:

ـ الحكم الذاتي الحل الأكثر جدوى: ” وإذ يؤكد أن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكل الحل الأكثر جدوى”؛

ـ مقترح الحكم الذاتي هو الإطار للمفاوضات: ” يعرب عن دعمه الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي في تيسير وإجراء مفاوضات، استنادًا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول للطرفين للنزاع، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، ويرحب بأي اقتراحات بناءة من الطرفين استجابةً لمقترح الحكم الذاتي”؛

ـ مقترح الحكم الذاتي أساس للمفاوضات: ” يدعو الطرفين إلى المشاركة في هذه المناقشات دون شروط مسبقة، على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي”.

تجاهل ك. روس مفاتيح القرار الأممي ومخرجاته التي يشكل مقترح الحكم الذاتي أساسها وإطارها، وهامَ تشكيكا وتسفيها لنتائج هذا القرار، كما في سؤاله: ” فما الذي يمكن لأعضاء المجلس ـ وخاصة إسبانيا ـ أن يفعلوه لمساعدة المبعوث الشخصي على كسر الجمود؟ “الجواب البسيط: ليس كثيرًا”. بل نجده يصف جهود الولايات المتحدة بالعبث: “وإذا استضافت الولايات المتحدة المفاوضات وسعت للتوسط في “صفقة” تضيفها إلى قائمة إنجازاتها، فجهودها ستكون عبثًا”؛ وينعت توقعات ستيف ويتكوف حول تطبيع العلاقة بين المغرب والجزائر بـ”الوهم”: “توقعات بعض المحللين مثل ستيف ويتكوف بأن الجزائر والمغرب سيطبّعان علاقاتهما خلال ستين يومًا هي مجرد وهم”.

إن المغرب، كما استغنى عن وساطة كريستوفر روس بعد أن سحب ثقته منه، يرفض كذلك أن يحشر أنفه في قضيتنا الوطنية الأولى. وكل شطحات روس لن تحظى باهتمام المسؤولين المغاربة خصوصا بعد أن أقبر مجلس الأمن أطروحة الانفصال وأنهى أوهام الاستفتاء. وحري بروس أن ينأى بنفسه عن ملف هو ذاته يعترف: ” لا أزعم أنني في موقع يسمح لي بتقديم توصيات للمبعوث الشخصي، إذ مرّت تسع سنوات منذ مغادرتي هذا الملف، وهو أدرى مني بما هو ممكن اليوم وما هو غير ممكن”.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

في اليوم الوطني للإعلام .. مرثية مهنة تُغتال ببطء

نشرت

في

* محمد الطالبي
لا شيء أثقل على القلب من أن تستيقظ في اليوم الوطني للإعلام لتتأمل مهنة كانت يومًا عنوانًا للنبل والسلطة الرمزية، فإذا بها تتحول إلى ظل باهت لا يشبه تاريخها ولا يسعف حاضرها. مهنة حملت أسماء كبيرة: السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة… لكنها اليوم أقرب إلى رقعة قماش بالية تناوب عليها العابثون، وجرّدوها من قدسيتها ومن دورها في حماية الحقيقة.

لقد أُريد للصحافي أن يتحول إلى مجرد أجير، إلى رقم يُقذف في بورصة الدعم، حيث الدعم لم يعد أداة للتأهيل، بل مادة سامة تُحقن ببطء تحت إشراف حكومي، حتى تنمحي معالم الجريمة ويستقيم المشهد الزائف.
وما يزيد الجرح اتساعًا أن المشكل لم يعد مقصورًا على مقاولي الصدفة، بل على منظومة كاملة تُدير المهنة بمنطق الريع، وتستبدل أهل الخبرة بديكور إعلامي جاهز لملء الفراغ. وكل ذلك في ظل قانون هشّ، وتجربة تدبير ذاتي جرى اغتيالها عمدًا، على مرأى من حكومة صامتة، وبرلمان تخلّى عن وظيفته التشريعية لصالح تمرير المنافع وتكريس تضارب المصالح.

وحين أشير إلى البعض، فلا يعني هذا منح صكوك البراءة لأي طرف، بما في ذلك نفسي. نحن أمام مأساة جماعية نتقاسم مسؤوليتها، كلٌّ بصمته، بتردده، بلحظاته التي كان يجب أن يصرخ فيها ولم يفعل.

اليوم، نرى البحر يلفظ جثة إعلام فقد ملامحه. جثة لا تعرّف بها سوى يد التشريح الأخلاقي والمهني، بعدما غرقنا جميعًا في صمت طويل سهّل مهمة القتلة المتسللين.

ومع ذلك، ستظل هناك بارقة. فالإعلام، مهما انحنى ظهره، سيبقى ملكًا للأحرار الحقيقيين، لأولئك الذين يتمسكون بالاختلاف والتعدد، ويضعون بند الضمير فوق كل نفوذ وريع وبريق زائل.

سيبقى الإعلام ملاذًا للشجعان، لا لمرتادي أسواق الذلّة، ولا لمن شدّوا خيولهم إلى عربات المصالح.
إنها مرثية مهنة تُغتال ببطء…

لكنها أيضًا دعوة صريحة للنهضة، قبل أن يكتمل احكام حبل المشنقة .

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

مصطفى المنوزي: نحو سيادة منفتحة وتكامل مغاربي مسؤول

نشرت

في

تشكل قراءة الصحفي علي أنوزلا للصورة الجماعية التي جمعت مستشاري الملك ووزيري السيادة برؤساء الأحزاب السياسية نموذجًا لـــ”السيميائيات السياسية النقدية” التي تحاول تفكيك رموز السلطة عبر العلامات البصرية.

وقد لا نختلف مع الزميل علي فيما يخص تحصيل الحاصل من طبيعة النظام السياسي ، ولكن ليس من الضروري أن نعاين دون التفكير في البديل وتفعيل المنشود ، في ظل لحظة وطنية نحن المعنيين أكثر بها ؛ فعلا ، لقد استطاع أنوزلا، بذكاء بصري لافت، أن يحول الصورة إلى نصٍّ سياسي، يكشف توازنات الحضور والغياب، الضوء والظل، المركز والهامش. غير أن هذه القراءة، رغم قوتها الوصفية، تبقى حبيسة منطق التشخيص المأزوم أكثر من انفتاحها على أفق التحول الممكن الذي تتيحه المقاربة التشاركية، كما تمت الإشارة إليه في نص حررته سالفا “من الاستثناء إلى الاستدراك”.

فقراءة الزميل أنوزلا تنطلق من فرضية أن الصورة تجسد تراتبية السلطة في المشهد السياسي المغربي؛ فالإضاءة المنخفضة توحي بالتحكم، والموقع المكاني يعكس المركزية، وطاولة الاجتماعات تتحول إلى حاجز رمزي بين الفاعل الموجّه والمفعول به. أما تفاصيل مثل الحلوى وكؤوس الشاي، فليست في نظره مجرد مكونات بروتوكولية، بل رموز لضبط الإيقاع وتجميل الصرامة، حيث يتحول الطابع الاحتفالي إلى قناعٍ للسلطوية الناعمة.

هذا التحليل السيميائي يلتقط جوهر المشهد، لكنه يغفل بعدًا أعمق يتعلق بطبيعة التحولات السياسية في المغرب، إذ أن السلطة، وإن ظلت مركزية في تدبير اللحظة، فإنها تتحرك داخل سياق تراكمي من الاستدراك التشاركي، حيث يتم الانتقال تدريجيًا من الدعوة إلى الإصغاء، ومن التوجيه إلى التشاور، وإن ظل ذلك نسبيا ومشروطًا بميزان اللحظة.

من هنا يصبح التفكير النقدي التوقعي ضرورة لفهم الصورة لا كمشهد مغلق، بل كعلامة على مرحلة انتقالية في تمثّل الدولة لطبيعة التوافق الوطني حول الصحراء المغربية. فبدل أن تُقرأ الصورة كمشهد تراتبي، يمكن تأويلها كتعبير عن محاولة تدبير تلك المركزية في إطارٍ منظم يزاوج بين الاستقرار والتمثيلية، بين القرار السيادي والشرعية التشاركية. التفكير النقدي التوقعي لا يكتفي بوصف ما هو قائم، بل يسائل ما يمكن أن يصير، أي كيف يمكن تحويل المشهد السلطوي إلى مشهد تشاركي ناضج، يُستبدل فيه منطق الاستدعاء بمنطق الاستماع، وتتحول فيه الهرمية إلى فضاء دائري للحوار.

على هذا الأساس، لا ينبغي أن ينحصر التحليل السيميائي في تشخيص التفاوت بين الدولة والأحزاب، بل أن يُفتح النقاش حول سيميولوجيا جديدة للثقة، تجعل من الرموز أدوات تفاعل لا أدوات تثبيت. فالاختلاف في مواقع الجلوس لا يُقرأ فقط كترتيب سلطوي، بل كإشارة إلى أدوار متفاوتة داخل سيرورة سياسية تتلمس طريقها نحو حوكمة تشاركية. فالصورة، في النهاية، لا تختزل لحظة الحكم المركزي بقدر ما تكشف عن إمكانية إعادة تأويل السلطة ضمن تصور أكثر إدماجًا للمكونات الحزبية والمدنية، في انسجام مع ما دعت إليه المقاربة التشاركية بوصفها انتقالًا من القاعدة إلى القمة، ومن القرار الأحادي إلى القرار المشترك.

إن قراءة أنوزلا، وإن بدت دقيقة ومتماسكة، تصلح لأن تُدرّس في مناهج العلوم السياسية، ليس بوصفها إدانة بل بوصفها تمرينًا على تربية النظر النقدي في السياسة البصرية. فالمطلوب اليوم ليس فقط تفكيك الصورة السلطوية، بل إعادة إنتاج الصورة التشاركية عبر وعي جمعي يجعل من الفضاء العام منصة للتفاعل والمساءلة، لا مسرحًا للولاء والانضباط.

ونحن في مقاربتنا لا نؤمن بقطعية المسلمات، فكل نظام سياسي، مهما بدا متماسكًا، قابل للتغيير النسبي بحكم التنازلات الموسمية التي تفرضها عليه بعض القضايا المصيرية لفك الحصار الخارجي أو إعادة ترتيب الأولويات، في ظل هشاشة المشهد الحزبي وقواه المنخورة ، وليس أمامنا سوى البحث عن خيوط الأمل ؛ ولهذا فدورنا، كسلالة للحركة الوطنية وامتداد للصف الديمقراطي، أن نستثمر اللحظة الوطنية الراهنة للتوافق مع الدولة على إتاحة هامش من الانفتاح يخدم استرداد أنفاس العمل السياسي والمدني. وليس الأمر، في تقديرنا، مجرد لقاء لتزكية موقف جاهز، بل هو فرصة للدولة نفسها كي تُعيد شرعنة وشرعة التفكير في تفعيل مقترح الحكم الذاتي، الذي كان في لحظة ما ورقة ظرفية لتدبير التوتر، قبل أن يتحول اليوم إلى مدخل لبناء سيادة منفتحة وتوافقية.

فلنكن إيجابيين، ولتُوسّع الأحزاب، رغم علّاتها، دائرة الضوء بدل أن تبقى حبيسة ظل الطاولة الطويلة. فـما لا يُدرك كله لا يُترك جله، وما يُمكن التقاطه من إشارات الانفتاح، ولو جزئية أو رمزية، يمكن أن يُراكم في اتجاه تحولٍ أوسع نحو مشاركة مسؤولة. وبين قراءة أنوزلا التي تفضح المفارقة، والمقاربة التشاركية التي تبني الجسر، يمكن أن نؤسس لتفكير نقدي توقعي يعيد وصل الصورة بالسياسة، والسياسة بالمعنى، في أفق يربط بين الذاكرة الوطنية والسيادة التشاركية والمغاربية المتكاملة.

* مصطفى المنوزي
منسق ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية

أكمل القراءة
رياضة منذ 18 ساعة

لاعب المنتخب الوطني السابق محمد المعروفي في ذمة الله

دولي منذ 18 ساعة

الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال يصل الى فرنسا

دولي منذ 22 ساعة

أهم بنود القرار الأمريكي حول غزة الذي صادق عليه مجلس الأمن

رياضة منذ 23 ساعة

ألمانيا تهزم سلوفاكيا 6-صفر وتتأهل لكأس العالم 2026

دولي منذ 24 ساعة

ترامب يستقبل ولي العهد بو سلمان

رياضة منذ يوم واحد

المنتخب المغربي الرديفيفوزعلى منتخب جيبوتي 7- 0

واجهة منذ يوم واحد

أمطار رعدية في عدد من مناطق المغرب

اقتصاد منذ يوم واحد

مبيعات السيارات الكهربائية في المغرب قد تفوق 57 ألف وحدة سنويًا

رياضة منذ يومين

نبيل باها: فريقنا اكتسب مزيدا من المناعة.. سنتبث ذلك ضد مالي

منوعات منذ يومين

مهرجان “عيطة بلادي”: عبد الله الداودي ومنال بن شليخة يبهران الجمهور

رياضة منذ يومين

إسبانيا: برشلونة يعود أخيرا إلى كامب نو بمواجهة بلباو

على مسؤوليتي منذ يومين

سعيد الكحل: المغرب لا يقبل النصائح من مبعوث أممي فاشل

رياضة منذ يومين

السعودية والجزائر وديا الثلاثاء في جدة

اقتصاد منذ يومين

شراكة استراتيجية بين دبي للجودة ومجموعة السعودي الألماني الصحية

سياسة منذ يومين

انعقاد مجلس للحكومة الخميس المقبل

دولي منذ يومين

مقتل 45 معتمرا بحادث حافلة في السعودية

دولي منذ يومين

محمد بن سلمان يلتقي ترامب و التطبيع يتصدر جدول الأعمال

رياضة منذ يومين

المنتخب الوطني لاقل من 17سنة يواصل استعداداته للقاء مالي

دولي منذ يومين

بريطانيا تخطط لحظر التأشيرات على الدول التي ترفض استعادة مهاجريها غير الشرعيين

رياضة منذ يومين

غزلان الشباك وسناء مسعودي ضمن القائمة النهائية لجائزة أفضل لاعبة إفريقية

رياضة منذ أسبوعين

مونديال قطر لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي ينهزم أمام نظيره البرتغالي بسداسية

دولي منذ أسبوعين

الجيش الإسرائيلي يعلن بدء شن غارات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان

سياسة منذ أسبوعين

الملك محمد السادس يقرّ 31 أكتوبر عيدا وطنيا جديدا باسم “عيد الوحدة”

على مسؤوليتي منذ أسبوع واحد

مؤسسة ولي العهد ودسترة الملكية البرلمانية.. 1/2

سياسة منذ أسبوعين

بووانو: فئة المتقاعدين لم تستفد شيئا مع حكومة عزيز أخنوش

واجهة منذ أسبوعين

وفاة المناضل سيون أسيدون بعد غيبوبة دامت زهاء 3 أشهر

مجتمع منذ أسبوع واحد

هذا مضمون رسالة مسيحيي المغرب الموجهة لترامب

مجتمع منذ أسبوعين

وفاة سيون أسدون ناتجة عن مضاعفات تعفنية..الوكيل العام للملك

منوعات منذ 5 أيام

المهرجان الوطني للمسرح بتطوان ينطلق وسط غضب عارم للمسرحيين المغاربة

على مسؤوليتي منذ أسبوعين

سعيد الكحل: بيان “عدلاوة” تنكّرٌ للنصر وتبخيسٌ للفرحة

منوعات منذ أسبوعين

فيلم “زاز”.. الكوميديا تعود بروح جديدة إلى القاعات المغربية

على مسؤوليتي منذ أسبوع واحد

في رثاء اللحظة البشرية واستشراف المستقبل الإنساني

رياضة منذ أسبوعين

الرجاء الرياضي يفوز على ضيفه الكوكب المراكشي (1-0)

على مسؤوليتي منذ 3 أيام

في اليوم الوطني للإعلام .. مرثية مهنة تُغتال ببطء

رياضة منذ أسبوعين

المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يفوز على طاجيكستان

واجهة منذ أسبوعين

الأمن يفكك شبكة دولية لتهريب الحشيش بين المغرب وجزر الكناري

رياضة منذ أسبوعين

مونديال قطر لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي يواجه نظيره البرتغالي وعينه على انتزاع الفوز

واجهة منذ أسبوعين

توقعات أحوال الطقس ليومه الأربعاء

تكنولوجيا منذ أسبوعين

إنوي يطلق شبكة 5G في المغرب.. سرعة تفوق 2 جيغابت وتغطية فورية للمدن الكبرى

رياضة منذ أسبوعين

الجيش الملكي يفوز على الفتح الرياضي (1-0)

سياسة منذ 3 أسابيع

🔴 مباشر | الخطاب الملكي السامي

رياضة منذ شهر واحد

الدار البيضاء.. انطلاق المرحلة الرابعة من سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء

الجديد TV منذ 3 أشهر

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

رياضة منذ 5 أشهر

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

رياضة منذ 6 أشهر

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الجديد TV منذ 6 أشهر

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

الجديد TV منذ 7 أشهر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

رياضة منذ 7 أشهر

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

رياضة منذ 7 أشهر

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

الجديد TV منذ 8 أشهر

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

الجديد TV منذ 8 أشهر

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

رياضة منذ 8 أشهر

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

الجديد TV منذ 8 أشهر

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

الجديد TV منذ 11 شهر

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

الجديد TV منذ سنة واحدة

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

الجديد TV منذ سنة واحدة

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

الجديد TV منذ سنة واحدة

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ سنة واحدة

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ سنة واحدة

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ سنتين

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

إعلان

الاكثر مشاهدة