على مسؤوليتي
ذ. المنوزي يكتب: حين تشيخ الألام وتنتظر الحقيقة نضجها الأمني

نشرت
منذ شهرينفي
بواسطة
مصطفى المنوزي
عندما يتم توظيف السرديات التاريخية، بنفس منطق الأمننة، فإننا نكون أمام تداخل خطير بين الذاكرة والسياسة الأمنية، حيث تتحول الذاكرة من مجالٍ للتأمل والمساءلة والمصالحة، إلى أداة للضبط والسيطرة وإنتاج الخوف.
وبذلك يصير التوظيف وفق مايلي :
1. الأمننة بوصفها تقنية في السرد :
يُقصد بالأمننة تحويل قضية عادية أو خلافية إلى تهديد وجودي يستوجب ردودًا استثنائية. حين تُوظَّف السرديات التاريخية بنفس المنطق:
تُقدَّم بعض الفترات أو الأحداث (مثل حروب، خيانات، أو مقاومات) على أنها مخزون خطر دائم.
يُستعمل التاريخ كـ”برهان أمني” يُشرعن التدخل القسري، القوانين الاستثنائية، أو العنف الرمزي والمادي.
2. من الذاكرة الجماعية إلى السردية التأمينية
بدل أن تكون السرديات التاريخية فضاءً للتعدد والتنوع والتعلم من الماضي، تصبح:
* انتقائية وموجهة لإنتاج هوية دفاعية أو هجومية.
* محكومة بمنطق “نحن” مقابل “هم”، حيث يُرسم الآخر (الداخلي أو الخارجي) كتهديد متكرر.
* تحجب إمكانيات المصالحة والتفكير النقدي، وتؤطر الحاضر في منطق الخوف والريبة.
3. التاريخ كذريعة لضبط المجال العمومي
مثال على ذلك:
* تبرير تهميش أو حصار بعض المناطق أو تهميشها استنادًا إلى “ماضيها المتمرد”.
* وصم جماعات أو تيارات بأنها استمرار لخطر “قديم”، فيتم الأمننة عبر التاريخ وليس بناءً على الوقائع الحالية.
4. المفارقة: من مقاومة الاستعمار إلى شرعنة القمع
فقد تُستعمل سردية مقاومة الاستعمار، مثلًا، كأداة لشرعنة قمع المعارضين أو التضييق على النقاش العمومي، تحت ذريعة “الحفاظ على المكتسبات” ، وتتحول الشرعية التاريخية إلى ترخيص سلطوي دائم، بدل أن تكون موردًا أخلاقيًا يُسائل الدولة والمجتمع.
وكخلاصة نقدية توقعية ينبغي التنبيه والتأكيد إلى أنه عندما تُوظف السرديات التاريخية بمنطق الأمننة، فإننا نُحوِّل الذاكرة إلى أداة للشرعنة الدفاعية، لا لبناء المستقبل، ونفرغ التاريخ من طاقته التربوية والتحويلية ، ولذلك، فإن التفكير النقدي التوقعي يدعونا إلى تفكيك هذه الاستعمالات السلطوية للذاكرة، وإعادة تأطيرها ضمن مشروع عدالة انتقالية توقعية، حيث تُصبح السرديات التاريخية موردًا لإنتاج المعنى، لا لإعادة إنتاج الخوف.
وهنا، تكتمل ملامح التحكم في الزمن من خلال استدعاء مرجعيات فكرية كبرى تساعدنا على تعميق هذا التفكيك النقدي.
وكما بيّن ميشيل فوكو، ليست السلطة مجرد جهاز قمعي، بل شبكة من الخطابات تُنتج الحقيقة وتُشكّل الذوات عبر آليات “المعرفة-السلطة”. وعليه، فإن السرديات الرسمية لا تُقصي البدائل فقط، بل تُطوّع الذاكرة وتعيد إنتاج الهيمنة تحت غطاء الحيادية و الموضوعية، تمامًا كما يُوظف شرط التقادم لتأمين النسيان.
أما بول ريكور، فقد نبّه إلى أن الذاكرة ليست استعادة للماضي، بل إعادة بناء سرديّة، حيث يتداخل الزمان الواقعي بالزمان المتخيل. لذا يصبح التأويل ضرورة أخلاقية للتمييز بين “العدالة السردية” وبين التواطؤ مع طمس المعنى. ومن جهته، يُصرّ يورغن هابرمس على مركزية الفضاء العمومي التداولي، الذي يتأسس على حرية التعبير والعقلانية التواصلية، لكنه يظل مشروطًا بـ”وضعيات مثالية” للكلام، وهي وضعيات تُعطَّل في السياقات السلطوية التي تتحكم في أرشيف الدولة كما تتحكم في آليات التشريع.
أما أكسيل هونيث، فيجعل من “الاعتراف” حجر الزاوية في العدالة الاجتماعية. إذ لا يمكن لضحايا الانتهاكات أن يتجاوزوا الألم دون اعتراف مجتمعي وسياسي. فالنضال السردي، وفق هونيث، هو أيضًا نضال من أجل الاعتراف، وليس فقط من أجل تصحيح الرواية. ولهذ فإن التفكير النقدي التوقعي، في ضوء هؤلاء المفكرين، لا يقتصر على تحليل الوقائع، بل يعمل على تحرير المعنى من أسر الدولة وخطابها الأمني، ويدعونا إلى إعادة بناء الزمن الرمزي وفق أخلاقيات العدالة والتشاركية والاعتراف ؛ ولذلك فإن التفكير النقدي التوقعي يدعونا إلى تفكيك هذه الاستعمالات السلطوية للذاكرة، وإعادة تأطيرها ضمن مشروع عدالة انتقالية توقعية، حيث تُصبح السرديات التاريخية موردًا لإنتاج المعنى، لا لإعادة إنتاج الخوف ؛ فضمن تحليل كوابح كشف الحقيقة من خلال الأرشيف، وتحديدًا عبر آلية “شرط تقادم الوقائع”، الذي يوظَّف بمنطق مزدوج: يُراد منه “دفن الذاكرة” بدل التحرير، و”تأجيل العدالة” بدل إنصاف ، وفي حضرة التقادم… كل شيء يصبح صالحًا للنسيان فالدولة تصر ، في كامل أناقتها السردية المؤسستية، على تذكيرنا بأن الذاكرة تُصاب هي الأخرى بالشيخوخة. فلماذا نُجهد أنفسنا في الحفر خلف وقائع قد “تقادمت”، ولم تعد تليق بـ”مغرب الاستثناء”؟.
فالضحية، تقول الدولة، تأخر عن الموعد و لم يأتِ بطعنه خلال الوقت المناسب ، بل إنه لم يرفع راية الحقيقة في الأجل القانوني، ونسي أن الألم، بدوره، له “آجال صلاحية”. وفي المقابل، تحتفظ الدولة بمفاتيح الأرشيف داخل درج خشبي أنيق، مغلق بإحكام، وعليه لافتة مكتوب فيها بخط أمني جميل:
“سيفتح هذا الصندوق عند نضوج الحقيقة… أو زوال الخطر… أو بعد مرور مائة عام، أيّهم أبعد“.
وعن الدفع بعدم الدستورية… الدولة تحب الحذر وتستعمل قانون الدفع بعدم الدستورية كما تستعمل الحلم بالديموقراطية والذي لا يليق سوى بشعب ناضج وواعي ومستحِق لها !.
تقول الدولة عن ” الدفع بعدم الدستورية ” بأنه آتٍ في الطريق، فقط ننتظر أن تتوفر الشروط: الاستقرار، التوافق، الاعتدال في المطالب، وفوق كل شيء… غياب الضحايا ؛ فهو قانون خطير، قد يُحوِّل النصوص المُهندَسة على المقاس إلى أوراق قابلة للطعن، بل أكثر من ذلك فقد يجعل المواطن يكتشف أن الدستور ليس فقط نشيدًا وطنيًا، بل أداة للمساءلة.
ولذلك، قررت الدولة أن تلعب لعبة التشريع البطيء، حيث تتحرك القوانين كالسلاحف،لكنها تتسابق فقط عندما تكون لصالح الإغلاق أو رفع السرية، أو تمديد التقادم.
وتبقى السخرية والحالة هاته أداة مقاومة ، حيث إن توظيف شرط التقادم في مواجهة كشف الحقيقة، مثل التلويح بقانون لم يُفعّل لكي لا يُستعمل، ليس سوى صناعة قانونية للإنكار، بل هو شكل من العدالة المؤجلة بالتقسيط.
وفي انتظار أن يُفتح الأرشيف، ويُفعّل الدفع بعدم الدستورية، ويعترف القانون بالضحايا، تبقى الحقيقة مثل مسرحية عبثية، بطلها الصمت، وخصمها النسيان.
من هنا ينبغي مساءلة إصرار الدولة وعقلها الأمني على الجمع و الربط العضوي بين توظيف السرديات التاريخية كأمننة، وآلية التقادم كأداة قانونية-سياسية لتعطيل كشف الحقيقة ؟ فهل لكون الاثنين يشكلان وجهين لنفس الاستراتيجية السلطوية أي التحكم في الزمن، سواء من خلال الذاكرة أو القانون.
حين تُؤمَّن الذاكرة ويُقنَّن النسيان: من سرديات الأمن إلى تقادم الحقيقة :
في الدول التي تتقن فنّ إدارة النسيان أكثر من إدارة الاختلاف، لا تُحكى السرديات التاريخية بهدف الفهم، بل تُروى لأغراض أمنية.
فالتاريخ، بدل أن يكون موردًا لتعدد القراءات، يُختزل في حكاية رسمية، تُدرَّس كيقين وطني، وتُحرس كمنشأة حساسة.
لكن الذكاء السلطوي لا يكتفي بإنتاج السردية، بل يرفقها بـ آليات قانونية تُؤمن الحكاية وتمنع المساءلة.
في مقدمة هذه الآليات، يقف شرط تقادم الوقائع كدرع ناعم في وجه الحقيقة. فالسلطة لا تقول إنها ترفض فتح الأرشيف، بل تهمس بلغة قانونية ناعمة:
“نحن ننتظر أن تتقادم الجروح وأن يبرد الدم، وأن يشيخ الألم، وحينها نفتح الأبواب… على فراغ” ؛ ففي الوقت ذاته، تُوظف السرديات التاريخية كوقائع أبدية لا تتقادم، بل تُبعث عند الحاجة، وتُستدعى لتبرير القمع، أو ترهيب المجتمع، أو شيطنة الخصوم.
وهكذا، تصبح السلطة قادرة على التلاعب بالزمن بمهارة فقهية / أمنية:
* ما يخص الدولة تقادمٌ وقانون
* وما يخص المجتمع تهديدٌ واستدعاءٌ للماضي الأمني
ولأنّ القانون ليس بريئًا دومًا، يُجمَّد أيضًا قانون الدفع بعدم دستورية القوانين، لأنه قد يُربك التوازن بين النصوص والممارسة، وقد يُحرم الدولة من درعها القانوني ضد الطعن في قوانين صُمِّمت لمحو الأثر لا لحفظ الحقوق. و ما بين تأبيد السردية الرسمية وتأجيل العدالة باللجوء للتقادم، يتشكل نظام سردي /زمني معقَّد، يريد أن يجعل من الماضي خطرًا دائمًا، ومن الضحايا أشباحًا قانونية، ومن الحقيقة فصلًا مؤجلًا إلى إشعار أمني آخر.
*مصطفى المنوزي
منسق دينامية الذاكرة والسرديات الأمنية
على مسؤوليتي
مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

نشرت
منذ 17 ساعةفي
يوليو 20, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
أعتذر عن النفس الشخصي الذي بمقتضاه أعيد صياغة نقدي الذاتي ؛ ففي ظلال حلول عيد ميلادي السادس والستين، لن أحتفي بالزمن بوصفه مجرد تقويم بيولوجي، بل كرصيد من التأمل النقدي في جدوى السيرورة، وعدالة المعنى، ومآلات الانتظار.
لقد بلغت سنًّا لا أبحث فيه عن جواب، بل أتحرى عمق السؤال. وأدركت أن “التعفن”، حين يستفحل في البنية الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، لا يقتل فقط الحياة، بل يعمّي البصيرة، ويُعدم التدرج الأخلاقي والمعرفي.
*الجملة المفتاحية: مرآة لسردية الانهيار الرمزي
“بسبب التعفن، يتساوى العَمَش مع العَمَى، كما يتحول الشطط إلى استبداد.”
ليست هذه مجرد استعارة. إنها بلاغة تحليلية تؤسس لسردية نقدية، تكشف كيف تُطمر الفروق الدقيقة في لحظة فساد المنظومات، وكيف يُعاد ترتيب الخطأ ليُغلف كضرورة، والانحراف ليُسوَّق كحكمة واقعية.
التأويل السيميائي: من الخلل النسبي إلى الانهيار الكلي.
1. العمش والعمى:
في زمن ما قبل التعفن، يمكن للتمييز بين النقص والبُعد أن يؤطر الفعل والنقد. أما بعده، فلا فرق بين من يرى غبشًا ومن فقد الرؤية كليًا، لأن النسق يُعيد تعريف الخلل بوصفه قاعدة.
2. الشطط والاستبداد:
حين يُترك الشطط بدون مقاومة أخلاقية أو مؤسساتية، يتجذر كعرف، ثم كشرعية، ثم كأداة للحكم. هكذا يولد الاستبداد من رحم التساهل مع الانحراف.
*السياق المغربي الراهن: من الرمزية إلى الواقعة
حين تُهدم معالم المدينة القديمة باسم التنمية،
وتُمحى الفوارق بين “المصلحة العامة” و”السطو على المجال”،
ويتحول النقد إلى جرم، والمشاركة إلى تهديد،
نكون أمام لحظة بلاغية/واقعية يتساوى فيها العَمَش بالعمى، ويتحول الشَطَط إلى استبداد.
إنه زمن سيولة المفاهيم، وتدجين الإرادة، وتعويم الانحراف.
بل زمن “إنتاج الشرعية من ركام الاستثناء”، حيث لا يبقى للشعب سوى أن “يرى ولا يرى”، أن “يُشارك دون أن يُحسب”، وأن “يُقرر ضمن شروط لا تسمح بالقرار”.
في الحاجة إلى سردية بديلة: من التشخيص إلى التأسيس
ما العمل إذن؟
إعادة تفكيك اللغة السائدة، وتحرير المعنى من تواطؤاته الرمزية.
الدفاع عن التمييز الضروري بين النقص والكارثة، بين التجاوز والخيانة، بين السلطة والمشروعية.
الانطلاق من ذاكرة النقد نحو أفق العدالة التوقعية، ليس بوصفها جبرًا للماضي، بل كــتحصين مستقبلي من تكرار الخراب.
* خاتمة في عيد الميلاد
عند ستة وستين عامًا، لا أملك ترف التفاؤل الساذج، ولا ترف التشاؤم العبثي.
لكني ما زلت أومن أن التفكير النقدي التوقعي ليس ترفًا فكريًا، بل فعل مقاومة ضد التعفن، وضد ذلك الانزلاق الذي يُسوّي العمش بالعمى، ويُجمّل الاستبداد بطلاء الشرعية.
ولذلك سأواصل المقاومة حتى لا يستفحل التعسف تحكمه وإستبدادا !
* مصطفى المنوزي
منسق ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية
على مسؤوليتي
محمد الطالبي : وسعوا النوافذ ..ففي البدء كانت الكلمة

نشرت
منذ 4 أيامفي
يوليو 16, 2025بواسطة
محمد الطالبي
في البدء كانت الكلمة.
ومنذ تلك اللحظة، لم يكن الكون صامتاً أبداً. كانت الكلمة فعلاً خلاقاً، وكانت الحرية شرط وجودها. فليس ثمة معنى لكلمة تُولَد في القيد، ولا فائدة من صوتٍ لا يُسمع إلا بإذن.
*الكلمة التي لا تملك حق التحرك، لا تملك القدرة على التغيير.
الحرية ليست ترفاً ثقافياً، ولا موهبة سياسية تُمنح وقت الرخاء وتُسحب ساعة الغضب ولا مرتبطة بتغير عقارب الساعة اثناء تيهانها ، إنها الأصل الأول في الوجود الإنساني، وقلبُ الفعل الإعلامي.
الحرية هي ما يجعل من الصحافة سلطة رقابية حقيقية، لا تابعة. وهي ما يمنح الكاتبة والكاتب شرعية السؤال، والمواطن حق المعرفة، والمجتمع مناعة ضد الكذب والتضليل.
لكن يبدو أن هناك من لم يهضم بعد هذه الحقيقة. وان العهد الجديد وتوجهاته وتاطيره ربما ما زال البعض لم يهضمه ويتمثله في مسلكياته، فهناك من يتربص بالكلمة، وينظر إلى حرية الصحافة كخطر يجب تحييده، لا كأداة لبناء مجتمع واعٍ ومتين.
وهناك من يحاول – في صمت ماكر – أن يُعيد تشكيل المشهد المغربي ليصبح أكثر انضباطاً، لا بمعايير المهنية، بل بمعايير الولاء، والصمت، والاصطفاف.
في الأفق حديث “سري” لكنه يتسلل إلى العلن، عن تقنين التعبير، وضبط الكلام، وتقييد النشر، ومراقبة ما يُقال، ومن قاله، ولمن قاله.
هناك حديث لا عن من يمثل اصحاب وصاحبات الكلمة بقدر ما يُمثل عليهم.
حديث لا يُكتب بالحبر بل بالمقص، وعن “قوانين جديدة” تُفصّل لتمنح الشرعية للمراقبة، وتُشرعن التهديد، وتُدخلنا في عهد جديد عنوانه: الإعلام بلا روح.
لكننا نعلم – من تجارب الشعوب – أن القوانين حين تفقد صلتها بالعدالة، تتحول إلى أدوات للقمع.
وأن القانون بلا حرية، يشبه الجسد بلا روح، والدستور بلا احترام، لا قيمة له.
لا أحد فوق الدستور، ولا أحد تحته. الدستور ليس جداراً يُعلّق عليه الخطاب الرسمي، بل عقد اجتماعي يحفظ كرامة الأفراد ويصون حرياتهم.
وإن فقد الدستور وظيفته، فإن باقي القوانين تصبح بلا معنى وتفقد بعدها الأخلاقي.
المتسلطون ليسوا دائماً من يرفعون الهراوة، بل غالباً من يبتسمون وهم يكتبون تقارير …، ويرتبون جلسات التأديب، ويضعون الكلمة تحت المجهر.
أعداء الحرية يلبسون ثياب المسؤولية، يتحدثون باسمنا الجمعي ، ويقدمون أنفسهم كحماة لنا حتى من انفسنا .
لكن الحقيقة أن أكثر ما يهددنا هو الخوف.
الخوف من السؤال، الخوف من النقد، الخوف من الإعلام الحر، الخوف من مواطن لا يُصفق، بل يُفكر.
الحرية لا تخيف الدولة بل بعض من الجهات التي لا تؤمن بقوتها. بل تخيف فقط من يعرف في قرارة نفسه انه لا ينتمي الى عهدنا الجديد .
ولهذا، فإن معاداة حرية التعبير ليست مؤشراً على القوة، بل على الرعب من الانكشاف.
ألم نرَ كيف يُصنع “مجلس” لتمثيل الإعلاميين، ثم يُفرغ من روحه ليتحول إلى جهاز وصاية؟
هذه حكاية سنمار تتكرر كل مرة .
لكن من يقرأ التاريخ جيداً يعرف أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن الصحافة، كلما خُنقت، خرجت من ثقب آخر أكثر جرأةً ووضوحاً.
قد يقال: هذا كلام مثالي. لا يراعي “الواقع”، ولا يفهم “التوازنات”.
لكننا لسنا دعاة فوضى. نحن فقط نعرف أن السكوت لا يصنع حقيقة ، وأن الرأي الواحد لا يبني مجتمعاً، وأن المواطن الذي لا يعرف، لا يستطيع أن يختار، ولا أن يشارك، ولا أن يدافع عن نفسه.
الحرية ليست اختياراً، بل شرط حياة.
هي التي تبني العقول، وتحمي الدولة من الغرق في مستنقع التزلف والتضليل.
الإعلام ليس عدواً للدولة، بل صمام أمانها.
وحين يُخنق الإعلام، وتُربط الكلمة، تُفتح أبواب أخرى للخوف، وللإشاعة، وللشعبوية، وللانفجار الصامت.
*في البدء كانت الكلمة، وفي النهاية لا يصمد إلا الأحرار.
من تَحكَّم في الكلمة لحظةً، لن يستطيع أن يكبح جموح الزمن، ولا أن يُوقف صوت شعبٍ وُلد ليقول، لا ليُصفّق.
الكلمة الحرة لا تموت. حتى إن خُنِقت، تولد من جديد في أول صرخة، وأول منشور، وأول مقال يكتبه صحفيٌّ لا يخاف، ولا يبيع صوته .
على مسؤوليتي
د.عبد الرزاق مساعد يكتب عن الأعطاب الجنسية عند الرجل

نشرت
منذ 6 أيامفي
يوليو 15, 2025بواسطة
حسن لمزالي
“الاستيهام والخيال، ضروريان لإتمام العملية الجنسية”: و بالتالي، فإن المرأة و الرجل اللذين لم يمارسا الاستمناء في فترة المراهقة، سيتعرضان حتما، لاضطرابات جنسية تظهر على علاقاتهم الجنسية، مع شركاءهم أو العكس.
الشيء الذي يجب ان نعرفه، هو أن أكثر من خمسين في المائة من الرجال، يصابون بالفشل الجنسي في فترة من حياتهم ، هناك من يستطيع أن يعرف كيفية التعامل، مع الفشل او العطب الجنسي الذي أصيب به. وعندما أقول أن عددا كبيرا من الرجال استطاعوا تجاوز فشلهم الجنسي، بتبسيط المشكل، فبالمقابل، هناك أشخاص عند حدوث الفشل او العطب الجنسي، يشعرون بإحباط شديد و كأن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، و بالتالي يصبحون أشخاصا خائفين من الممارسة الجنسية و هذا هو الاحساس الذي يجعلهم يسقطون في فخ العجز الجنسي في النهاية.
فعندما يصاب الرجل بالفشل الجنسي ويقتنع أنه لن يعود الى حالته الطبيعية، يتهرب من الممارسة الجنسية بتقديم أعذار : كأن يقول لزوجته تارة أنا مريض و تارة يدخل منزله متأخرا حتى تنام زوجته أو يدخل لبيته مبكرا ويخلد للنوم قبل الجميع ، لكن عندما يضطر للقيام بالواجب الزوجي أو يمارس الجنس مع زوجته تلبية لرغبتها ، يذهب للمارسة منهزما لأنه يقول لنفسه “عندك ماتدير والو” وهكذا يستحضر الخوف و يقع الفشل. للأسف هذا هو واقع الحال عند العديد من الرجال ، بحيث أن الخوف يقلص من حجم الشرايين بفعل “هرمونات الخوف”. و في هاته الحالة، تزداد نبضات القلب و يرتفع الضغط الدموي ويصاب بالعرق ، وبالتالي يقع فقدان أو عدم الانتصاب، لأن الانتصاب يحتاج الى تمدد الشراين، لتصبح أوسع مما هي عليه، مع ارتفاع الصبيب الذي يصل إلى عشرين مرة أكثر من العادي.
الشئ الثاني، هو ان الفشل الجنسي، يغير من سلوك الرجل و يصبح له سلوك مغاير أثناء العلاقة الجنسية، بحيث لايقاسم شريكته المداعبة، بل يستعمل جسدها لكي يخلق الانتصاب ، فيصبح تركيزه أثناء الممارسة على قضيبه، وبالتالي يوجه تفكيره نحو قضيبه، هل سينتصب ام لا؟ في الوقت الذي كان عليه ان يداعب شريكته.
هذه العينة من الرجال، يصبح تفكيرها منصبا فقط، على القضيب طوال الوقت، أثناء العمل، خلال تناول الطعام ، و في كل وقت إلى أن يسقط في فخ العجز الدائم، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على العلاقة الزوجية، و بالتالي، فمن الطبيعي أن يدفع مثل هذا السلوك، الكثير من الزوجات إلى التعبير صراحة عن تضايقهن من هكذا وضع.
هذا الامر، يتعلق أكثر بشخصية كل رجل، و بشكل خاص، عندما تكون شخصية الرجل ضعيفة، فحتما لن يحسن المعاملة مع الخوف وعندئذ، يقول مع نفسه:” أنا غير قادر على واجبي الزوجي، و ربما ستذهب زوجتي عند رجال اخرين باحثة عن ما يلبي رغبتها الجنسية”، و هو الأمر الذي سيؤثر حتما على نفسيته. وهنا افتح قوسا لأقول:” أن الحياة الزوجية ليست جنس فقط ، هي أخذ وعطاء، تبادل الحب والحنان و مؤازرة الاخر، و الجنس يتوج كل هاته الأشياء”.
لكن للأسف، فإن بعض النساء، يدهبن عكس دلك، بحيث يسيطر عليهن الشك، و يتجه تفكيرهن، نحو تبرير تصرف أزواجهن، بوجود علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، الشيء الذي سيضاعف لا محالة المشكل عند الزوج، حيث يصبح مضطرا للقيام بالعملية الجنسية تفاديا للمشاكل بينه و بين زوجته، فيصاحب هذا الاضطرار الخوف من عدم إتمام العملية الجنسية وهذا يؤدي بهذه الأخيرة الى الفشل و هذا يأتي بطبيعة الحال كرد سلبي للزوجة.
ماذا يمكن ان نقول للزوجة، التي أصيب زوجها بفشل أو عطب جنسي. يجب على المرأة أن تساعد زوجها عند شعوره بالفشل و العطب الجنسي وأن يكون سلوكها إيجابيا وليس سلبيا وأن تخفف من معاناته : كأن تقول له مثلا :” هذا شيء عادي و سنتجاوزه و أن الطبيب المختص قادر على أن يرجعك الى حالتك الطبيعية” أو ما شابه دلك، لأن الرجل عندما يصاب بفشل جنسي فانه يشعر بإحباط كبير، ربما يكون السبب المباشر في إصابته بالعجز الدائم.
زيارة الطبيب طبعا ضرورية، إن لم يحسن الرجل معاملته مع المشكل. لأننا لاحظنا في أغلب الأحيان الرجال المصابون بفشل جنسي، لايزورون الطبيب مباشرة بعد الإصابة، إنما ينتظرون سنة بعد سنة لعل المشكل يتم تجاوزه بشكل تلقائي، وهذا خطأ والمرأة للأسف، هي الاخرى لاتشجع الزوج على زيارة الطبيب وهكذا يتضاعف المشكل ويكبر الى ما لا تحمد عقباه، حيث يتم زيارة الطبيب بعد تفاقم المشكل العلاقاتي و يصبح الزواج مهددا بالطلاق.
من بين أسباب تطور مثل هده المشاكل الزوجية، عدم وجود الحوار والتواصل بين الزوجين، حول هذا الموضوع بالضبط و كذلك عدم زيارة الطبيب عند غياب الحوار. فغياب الحوار، يعتبر سببا واضحا في تطور مشكل الفشل الجنسي وهنا أعود الى شخصية الرجل و المرأة و من له الجرأة للحديث في الموضوع وبدون حرج للوصول الى حل ايجابي ، أما الصمت فمن الواضح أن نتائجه حتما ستكون سلبية.
* الدكتور عبد الرزاق مساعيد..أخصائي في المشاكل الجنسية

مارسيليا يرفض عرض جيرونا لضم أوناحي ويصعد مطالبه المالية

الصيادلة غاضبون ويدعون إلى حوار جدي مع وزارة الصحة

زلزالان عنيفان يضربان كامتشاتكا الروسية

ندوة: دور الدبلوماسية الثقافية والفنية والإعلامية في تجسير العلاقات بين البلدان

الاتحاد الأوروبي يتفاوض مع المغرب على شراكة شاملة لمكافحة الهجرة

غزة: مقتل 44 فلسطينيا من منتظري المساعدات بنيران إسرائيلية

مصطفى المانوزي: أقاوم حتى لا يتحول الشَطَط إلى استبداد

أمم إفريقيا سيدات.. جنوب إفريقيا تفوز على السنغال بضربات الترجيح 4-1

اليوم: مسيرة وطنية بالرباط ضد تجويع سكان غزة

أكثر من ألف قتيل جراء أعمال العنف في جنوب سوريا

طقس الأحد: انخفاض في درجات الحرلرة مع هبوب رياح قوية

روتايو يطالب بنهج سياسة حازمة مع الجزائر

أم صلال القطري يعلن تعاقده رسميا مع عادل تاحيف

النيابة العامة بالدار البيضاء: لا صحة لادعاءات سرقة أعضاء بشرية

بعد 19 سنة.. مصطفى الآغا يودع برنامج “الحلم”

إنفانتينو: المغرب أصبح مركزًا عالميًا لكرة القدم

وفاة الأمير النائم ” الوليد بن خالد” بعد غيبوبة دامت 21 سنة

اندلاع حريق بغابة قرب مركز باب برد

إدارة سجن الناظور تكشف حقيقة وفاة أحد السجناء

مندوبية التخطيط: 76% من الأسر المغربية تُقرّ بتدهور مستوى معيشتها

جمال العلمي يكشف أسرار بناء فندق ” إكسلسيور” التاريخي

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

لهذا السبب انسحبت ملقة الاسبانية من استضافة مباريات مونديال 2030

“المبادرة المدنية” تؤكد رفضها للتراجعات الخطيرة في مشروع المسطرة الجنائية

ملعب “سانتياغو برنابيو” يحتضن نهائي كأس العالم 2030

الفارس عبد الرزاق عنوتي يفوز ببطولة المغرب “أ” لترويض الخيول

سعد لمجرد يعتذر عن التذاكر المجانية ويشوق جمهوره لحفل “مازاغان”

رضوان برحيل يعود للساحة الفنية بعد غياب طويل

بالفيديو..زوجة ماكرون تضعه في موقف محرج “مرتين” في لندن!

“كان” السيدات.. موعد مباراة المغرب-السينغال والقنوات الناقلة لها

تعيينات جديدة في مناصب عليا بهذه القطاعات

باريس سان جيرمان يخطف الموهبة المغربية محمد الأمين الإدريسي

عمر بلمير يكشف موعد طرح “ديالي”

مقاتلون في ‘العمال الكردستاني’ يُدشنون نزع السلاح بإحراق البنادق

السجن ستة أشهر لموقوف رفض مشاهدة نشاط للرئيس التونسي على التلفاز

ريال مدريد يستعد لافتتاح مطعمين في طنجة والدار البيضاء

فينيسيوس يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع ريال مدريد لتمديد عقده حتى 2030

الحكومة الموريتانية تنفي “مزاعم” لقاء غزواني برئيس الوزراء الإسرائيلي

أمم إفريقيا للسيدات .. المنتخب المغربي يتأهل إلى الربع نهائي بفوزه على السنغال (1-0)

حزب جاكوب زوما الجنوب إفريقي يعلن دعمه لمغربية الصحراء

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
الجديد TV منذ يومين
الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge
-
اقتصاد منذ 5 أيام
ريال مدريد يستعد لافتتاح مطعمين في طنجة والدار البيضاء
-
سياسة منذ 5 أيام
حزب جاكوب زوما الجنوب إفريقي يعلن دعمه لمغربية الصحراء
-
على مسؤوليتي منذ 6 أيام
سعيد الكحل..بنكيران الخارج من كهوف التخلف والدّال عليها
-
منوعات منذ 7 أيام
شواطئ المملكة على موعد مع نسخة جديدة من مهرجان الشواطئ
-
رياضة منذ 5 أيام
كاس أفريقيا سيدات: هذا موعد مواجهة المنتخبين المغربي و المالي
-
سياسة منذ 4 أيام
برادة: مشروع تنظيم المجلس الوطني للصحافة غير دستوري
-
رياضة منذ 5 أيام
الرجاء ينهي علاقته مع “1XBET” ويتجه نحو شريك تجاري جديد