يُعتبر التحكيم ركيزة أساسية في نزاهة المنافسات الكروية، وأي خلل في قراراته قد يُفقد البطولة مصداقيتها أمام الجماهير. ومع إدخال تقنية الفار إلى الدوري المغربي، كان الأمل أن تتقلص الأخطاء التحكيمية وأن تصبح القرارات أكثر عدلاً وشفافية. غير أن الواقع أفرز استمرار الجدل، وطرح أسئلة مشروعة حول طبيعة بعض الأخطاء: هل هي عادية ضمن هامش التقدير البشري، أم مقصودة لتغيير نتيجة المباريات؟
ضوابط التمييز بين الخطأ العادي والمقصود
المتابعون والمهتمون بالشأن الكروي يؤكدون أن هناك معايير يمكن الاستناد إليها:
1. التعامل مع الفار: إذا تجاهل الحكم الرجوع إلى التقنية أو خالف توصية غرفة الفار رغم وضوح الحالة، فهذا يثير شبهة قوية.
2. تكرار الأخطاء في اتجاه واحد: عندما تأتي القرارات المتحاملة لفائدة فريق بعينه بشكل متواصل، يصبح الأمر مثيراً للشك أكثر من كونه صدفة.
3. نوعية الأخطاء: بعض القرارات التقديرية تبقى مقبولة، لكن إلغاء هدف صحيح أو رفض ضربة جزاء ثابتة أو التغاضي عن طرد في حالة عنف واضحة، تُصنف في خانة الأخطاء الجسيمة.
4. سلوك الحكم: التباين في التعامل مع احتجاجات الفرق، أو انفعالات زائدة وغير مبررة، كلها مؤشرات على فقدان الحياد.
ما يقوله القانون الرياضي المغربي
القوانين المعمول بها داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تمنح الفرق حق الاعتراض وتقديم شكاوى رسمية مدعومة بأدلة بصرية. وفي حال وجود شبهة قصدية، يمكن للجامعة فتح تحقيقات عبر اللجنة المركزية للتحكيم، وقد تسفر هذه التحقيقات عن:
• توقيف الحكم لفترة محددة.
• تجميد نشاطه نهائياً إذا ثبت سوء النية.
• إمكانية إعادة المباراة في حالات استثنائية عندما يتأكد أن الخطأ غيّر النتيجة بشكل مباشر.
المطلوب من المسؤولين
أمام هذا الوضع، يطالب متابعون بـ:
• شفافية أكبر عبر نشر تقارير توضح حيثيات القرارات المثيرة للجدل.
• محاسبة علنية للحكام الذين يثبت تورطهم في أخطاء مقصودة.
• تكوين مستمر للحكام في التعامل مع تقنية الفار، حتى لا تصبح التقنية نفسها مصدراً للجدل.
• حماية المنافسة من أي تأثير خارجي يهدد نزاهتها، بما يحافظ على صورة الدوري المغربي محلياً وقارياً.
خلاصة
الأخطاء جزء من كرة القدم ولا يمكن إلغاؤها بالكامل، لكن في عصر الفار لم يعد مقبولاً أن تتحول هذه الأخطاء إلى أداة لتغيير نتائج المباريات. بين الخطأ البشري الطبيعي والنية المبيتة شعرة دقيقة، وعلى الجامعة المغربية أن تضمن عبر آلياتها القانونية أن تبقى هذه الشعرة واضحة، حمايةً لروح المنافسة وثقة الجماهير.