أعلنت السفارة الفرنسية في الرباط، في منشور على صفحتها في الفيسبوك، عن وصول السفير الفرنسي الجديد لدى المغرب كريستوف لوكورتيي، أمس الاثنين، إلى الرباط، من أجل تولي مهمته الدبلوماسية، مضيفة أن “فريق سفارة باريس لدى الرباط، كان في استقباله للترحيب به.”
ويأتي تعيين السفير الفرنسي بعد ما يقارب الأسبوعين عن الزيارة التي أجرتها وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى الرباط، بحثت خلالها مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة القضايا الخلافية التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين خلال الأشهر المنصرمة، والاتفاق على الخطوط العريضة لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المرتقبة بداية العام 2023، إلى الرباط.
وخلال زيارة رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، كان لافتا تأكيد وزير الخارجية المغربي أن “هناك حاجة لتجديد ومواءمة هذه العلاقة الثنائية”، مضيفا: “نحن مصممون على المضي قدما وكتابة صفحة جديدة، يعتمد فيها المغرب وفرنسا بعضهما على بعض لأنهما بحاجة إلى بعضهما”.
وتعتبر فرنسا المغرب شريكا مثاليا في المجالات الأمنية والاستخبارية والعسكرية، وتمثل فرنسا الشريك التجاري الثاني للمغرب بعد إسبانيا في عام 2020، بحسب وزارة الاقتصاد والمال المغربية. كما أن المغرب هو الوجهة الأولى للاستثمارات الفرنسية في أفريقيا، عبر أكثر من 950 فرعا لشركات فرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قام بتعيين كريستوف لوكورتيي سفيرا لباريس لدى الرباط، قبل الزيارة التي قام بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونيا إلى الرباط، لتعلن انتهاء أزمة التأشيرات التي عكرت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا منذ أكثر من عام.
وكان كريستوف لوكورتيي قد كتب في وقت سابق في تغريدة له عبر حسابه في تويتر: “بعد خمس سنوات كرئيس تنفيذي لشركة بيزنس فرانس، اليوم تنتهي مهامي بها بعد تعييني من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفيرا للجمهورية الفرنسية لدى المملكة المغربية”
وسبق للسفير الفرنسي الجديد في المغرب أن اشتغل كوزير مفوض، ثم مديرا عاما لقسم العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويوصف بأنه “شخصية مقربة من دائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وباريس تعول عليه للمساهمة في تجاوز الأزمة التي تمر بها العلاقات بين البلدين مذ نحو سنتين، وإحياء التعاون الاقتصادي بينهما، لا سيما الشق المتعلق بالاستثمارات الفرنسية في المغرب، وكذا في مجال التكنولوجيا والطاقات المتجددة، نظرا لخبرته المهنية الطويلة في هذه المجالات.
وكانت العلاقات المغربية الفرنسية قد عرفت فتورا واضحا، منذ ما يقارب عامين، تجلت في تجميد زيارات مسؤولي البلدين، وغياب أي اتصال بين قادتهما، وحدوث فراغ دبلوماسي في شتنبر وأكتوبر المنصرمين، بعد تكليف سفيري باريس والرباط بمهام أخرى.