استنكر قادة سابقون في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ما وصفوه بـ”استفراد” الكاتب الأول إدريس لشكر، بالتدبير المالي لـلحزب، معتبرين أن التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات، المتعلق بتدقيق حسابات الأحزاب السياسية، يعكس، “الحاجة الملحة إلى إصلاحات سياسية”، من خلال تجاوز ثغرات القانون التنظيمي للأحزاب، و”وضع قواعد قانونية واضحة”.
الاستنكار، تم التعبير عنه، من خلال بيان موقع باسم كلّ من عبد المقصود راشدي، وحسن نجمي، وصلاح الدين المانوزي، وشقران أمام، حرصوا من خلاله، على التأكيد بأن عموم الاتحاديين والاتحاديات، يعيشون “صدمة قوية، وذلك إثر ما جاء به التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات بخصوص الملاحظات التي تهم حزبنا، في علاقة بالاعتمادات المالية المخصصة للأبحاث والدراسات”.
و من ضمن ما جاء في البيان الذي توصلت “الجديد 24” بنسخة منه، أن “ملاحظات المجلس بشأن الاعتمادات المالية المخصصة للأبحاث والدراسات وما صاحب ذلك من نقاش عام، يضرب في العمق صورة الحزب ومصداقية قيادته الحالية، ويمس بشرف وكرامة وسمعة المناضلين الصادقين الذين ظلوا مرتبطين بتاريخ الاتحاد وذاكرته وقيمه وتقاليده وأخلاقه الأصيلة”.
و شدد البيان، على أن هذا الأمر، “تحصيل حاصل، بالنظر إلى ما سبق و نبهنا إليه في مناسبات مختلفة، ارتباطا بالحياة الداخلية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خصوصا ما قبل المؤتمر الوطني الأخير، وأشغاله التحضيرية، ومن ثم نتائجه التي تعكس اليوم حقيقة غياب حزب المؤسسة”.
كما استنكر البيان، ما أسماه بـ”استفراد”، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، ومعه قلّة من أعضاء المكتب السياسي المُعيّن من قبله، بـ”القرار والتدبير المالي، في ظل غياب الاجتماعات المنتظمة لأجهزة الحزب التنفيذية والتقريرية، وكذا المزاجية في التعاطي مع قضايا بلادنا وشعبنا في عدة مستويات وواجهات ومحطات منذ المؤتمر الوطني الأخير بل و ما قبله في الواقع”.
وسجّل البيان، صمت عدد من قيادات الحزب، و”عدم قيامهم بالمنوط بهم، للحيلولة دون النتائج الكارثية لمنطق الاستفراد بالقرار داخله، والانحراف الفكري والسياسي والتنظيمي والأخلاقي، وما هو منتظر منهم من حيث التعاطي المسؤول مع واجبهم في الدفاع عن ركائز الممارسة الديمقراطية، إن على المستوى التنظيمي أو في علاقة بمواقف الحزب بخصوص عدد من القضايا، وصولا إلى الانحراف الحالي، المؤسف والمحزن، الذي تمثل في الصورة التي عبر عنها المجلس الأعلى للحسابات في تقريره”.
و ختم الموقعون على البيان، بالتأكيد، على أنهم “كقادة سابقين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، آثرنا ألا ننخرط في مؤامرة الصمت، وأن نعبر عن رفضنا وشجبنا لهذا الانحراف الجشع الذي سجلته مؤسسة دستورية عليا محترمة بحس المسؤولية وروح القوانين، في انتظار توسيع دائرة الحوار بين كل القيادات السابقة، وجميع مكونات الاتحاد الراغبة في تذليل الصعاب من أجل اتحاد المستقبل”.