كشفت “الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة” عن تلقيها مراسلة جوابية، من مندوبية وزارة الصحة، باقليم ميدلت، تخبرها من خلالها، بعدم الاستجابة لتنظيم القافلة الطبية الحقوقية التي كانت مبرمجة بتاريخ 2 دجنبر 2023 بقرية تزممارت.
المندوبية، بررت قرارها، بتزامن التوقيت المقترح لهذه القافلة، مع “..قوافل طبية مبرمجة سلفا في اطار برامج رعاية تهم المنطقة بكاملها” حسب المراسلة .
واعتبرت “الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة” التي يترأسها، الدكتور عبد الكريم المانوزي، أن “قرار المندوبية مفاجئ ،بعد ترحيبها والموافقة المبدئية والرسمية لهذا النشاط والاستعداد لدعمه”, و اعتذرت بالمناسبة، الجمعية لسكان تازممارت التي عبرت عن ترحيبها بالقافلة والانخراط الجماعي لإنجاحها, وتأسفت لهذا القرار, مؤكدة أنها “ستتابع عملها الانساني كجمعية طبية لحقوق الإنسان متشبثة بمبادئ الكونية لحقوق الانسان و مبادئ و اداب و اخلاقيات المهن الطبية وتشبثنا بحق الولوج للخدمات الطبية دون تمييز”.
وأشارت الجمعية، إلى أن القافلة الطبية الحقوقية الى تازمامارت، كان الهدف منها”:.. المساهمة في محاولة تضميد جراح الماضي والتعبير عن التضامن اللامشروط مع الساكنة التي عاشت مضايقات وحصار و شبه اعتقال والحرمان لعدة عقود و كذالك ضحايا معتقل تازمامارت الناجون منهم والمتوفون وعائلاتهم”.
وختمت الجمعية الطبية، بتأكيدها على أنها “ستبقى على عهدها للدفاع عن الحق في الصحة و الحق في اعادة التاهيل لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، والحق في جبر الضرر الفردي والجماعي ومناهضة اي محاولة للرجوع الى سنوات الرصاص”.
ويرتبط اسم “تازمامارت” في أذهان الكثير من المغاربة بمشاهد مؤلمة وصادمة وثقتها كتابات بعض المعتقلين السابقين والذين قضوا فيه سنوات طويلة.
و”تازمامارت” هو اسم معتقل كان سريا خلال سبعينيات القرن الماضي، بُني على بعد 20 كيلومترا من مدينة الريش التابعة حاليا لجهة درعة تافيلالت.
في عام 1991 أغلق “تازمامارت” بعدما تم الإفراج عن من تبقى من المعتقلين فيه، في حين لم يكتب لآخرين الخروج أحياء، والذين ورد ذكر بعضهم في كتابات بعض المعتقلين السابقين.