أغلقت موريتانيا منطقة لبريكة المجاورة لحدودها البرية الشمالية مع الجزائر.
ونقل عن الجيش الموريتاني، اعتبار منطقة البريكة الحدودية، الواقعة شمال شرق البلاد بالقرب من مخيمات تندوف منطقة محظورة على المدنيين.
وأكد الجيش الموريتاني في بلاغ له، أن الخطوة تهدف إلى “تطويق تداعيات الانفلات الأمني” ووقف استغلال المنطقة في أنشطة غير قانونية، بينها التهريب المنظم.
قرار لا يمكن عزله عن السياق الإقليمي والواقع الأمني الهش الذي يطبع الحدود بين موريتانيا والجزائر، خاصة في المناطق الصحراوية التي لطالما شكّلت بيئة خصبة للأنشطة التهريبية التي تقوم بها ميليشيات البوليساريو.
وتشكل البريكة نقطة عبور رئيسية بين الأراضي الجزائرية والموريتانية، وتمرّ عبرها شبكات التهريب، المرتبطة بالجريمة المنظمة، بل وحتى ببعض التحركات المسلحة.
واضح أن موريتانيا تسعى من خلال هذا القرار إلى فرض سيادتها الكاملة على حدودها، وتعزيز حضورها العسكري في مناطق كانت لعقود خارج نطاق السيطرة المباشرة، في وقت تتعاظم فيه التهديدات الأمنية في منطقة الساحل، وتتقاطع فيها مصالح فاعلين إقليميين ودوليين.
متتبعون للشأن المغاربي، اعتبروا هذه الخطوة، رسلة غير مباشرة إلى جهات أخرى، مثل جبهة البوليساريو التي تُعدّ مخيمات تندوف معقلاً لها، وربما حتى إلى الجزائر ذاتها، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، ومحاولات نواكشوط الحفاظ على موقعها كطرف متوازن ولكن يقظ.