(أ.ف.ب)
انتقل أبو محمد الجولاني الذي سيطرت قواته مع فصائل أخرى مسلحة، بسرعة مذهلة على مناطق عدة في سوريا في غضون أيام، من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال في مسعى واضح لتغيير صورته.
وأعلن زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا، التي كانت تشكل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أن الهدف “يبقى” بالنسبة اليه والفصائل المعارضة “إسقاط نظام” الرئيس بشار الأسد الذي يتولى السلطة منذ العام 2000. وقال في مقابلة نشرتها محطة سي إن إن الأميركية الجمعة “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة إسقاط هذا النظام.. من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف”.
وتخلى الجولاني، تدريجا عن العمامة التي كان يعتمرها في بداية الحرب ليرتدي زيا عسكريا وأحيانا الزي المدني.
منذ انفصال تنظيمه عن القاعدة في العام 2016، يحاول الجولاني تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالا، من دون أن يتمكن فعلا من إقناع المحللين أو حتى الحكومات الغربية التي تصنف هيئة تحرير الشام مجموعة إرهابية.
وفي مؤشر جديد على رغبته في تغيير صورته، بدأ بعد بدء هجوم الهيئة والفصائل ضد القوات الحكومية في 27 نوفمبر، بتقديم نفسه باسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدل اسمه الحركي.
ولد الشرع في العام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب.
في العام 2021، قال في مقابلة مع محطة بي بي اس (PBS) الأميركية العامة أن اسمه الحركي – أبو محمد الجولاني – مستوحى من أصول عائلته المتحدرة من مرتفعات الجولان.
وقال إن جده نزح من الجولان بعد احتلال إسرائيل لجزء كبير من هذه الهضبة السورية عام 1967.
وبحسب موقع ميدل إيست آي الإلكتروني، “بدأت أولى علامات الجهاد تظهر في حياة الجولاني” بعد اعتداءات 11 شتنبر في الولايات المتحدة، و”بدأ بحضور خطب دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق”.
بعد الاجتياح الأميركي للعراق في العام 2003، توجه للقتال في البلد المجاور لسوريا حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، قبل أن يسجن لمدة خمس سنوات.
بعد بدء الحراك الاحتجاجي ضد الأسد في العام 2011، عاد إلى وطنه ليؤسس جبهة النصرة التي أصبحت في ما بعد هيئة تحرير الشام. في عام 2013، رفض التقرب من أبي بكر البغدادي، الزعيم المستقبلي لتنظيم الدولة الإسلامية وفضل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
يرى انصاره أنه “واقعي”، ويقول خصومه إنه “انتهازي”. وقد صر ح في العام 2015 إنه لا ينوي شن هجمات ضد الغرب، كما يفعل تنظيم الدولة الإسلامية، أو كما فعلت القاعدة. وأوضح عندما انفصل عن تنظيم القاعدة، إنه فعل ذلك “لإزالة ذرائع المجتمع الدولي” لمهاجمة تنظيمه.
اتهم سكان وأقارب معتقلين ومدافعون عن حقوق الإنسان هيئة تحرير الشام، بارتكاب انتهاكات ترقى، وفقا للأمم المتحدة، إلى جرائم حرب، ونظمت تظاهرات احتجاجية على هذه الممارسات في المنطقة.