كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تفاصيل جديدة حول تحركات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في الأيام الأخيرة قبل اغتياله، إذ نقلت عن مصادر من حركة “حماس” – دون أن تسمها- قولها: إن الاحتلال الإسرائيلي اقترب من الوصول للسنوار 5 مرات على الأقل قبل اغتياله بـ”الصدفة” الشهر الماضي، مشيرة إلى أنه لم يتناول الطعام لـ3 أيام كاملة قبل اغتياله وأرسل رسالة لأسرته وصلت بعد استشهاده بيومين.
وأضافت الصحيفة السعودية أنه: في يناير الماضي، نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية في خان يونس، كانت التقديرات آنذاك تشير إلى أن السنوار يختفي في أحد أنفاقها، وبالفعل بعد دخول القوات عددًا من الأنفاق، عثرت على تسجيلات من كاميرا مثبتة يظهر فيها السنوار، خلال تجوله وهو ينقل بعض الأشياء لداخل نفق كان بداخله برفقة أسرته قبل ساعات من هجوم 7 أكتوبر 2023.
و بحسب نفس المصادر، فإن إسرائيل فشلت في الوصول إلى السنوار داخل أنفاق خان يونس، فضلًا عن فشلها في الوصول إليه فوقها، وتزامنًا مع توسع العملية العسكرية في خان يونس فوق الأرض وتحتها، اضطر رئيس المكتب السياسي، إلى توفير مكان آمن لزوجته وأطفاله.
وأوضحت المصادر، أن زوجة السنوار وأطفاله بخير، وكانوا يتلقون رسائل مكتوبة منه مرة واحدة على الأقل كل شهر أو شهر ونصف الشهر، إذ أرسل لعائلته رسالة كشف فيها تفاصيل استشهاد ابن شقيقه إبراهيم محمد السنوار الذي كان يرافقه، ومكان دفنه، وأنه أدى الصلاة على جثمانه بنفسه، لكن الرسالة وصلت بعد استشهاد السنوار نفسه بيومين.
و مع اشتداد العملية العسكرية في خان يونس، أصر السنوار على البقاء هناك، وانفصل مرات عدة عن شقيقه محمد، وعن رافع سلامة قائد لواء المنطقة الذي اغتيل في يوليو الماضي، في ضربة نفذها الاحتلال، وفقًا لما أوردته المصادر.
وخلال عملية خان يونس، كشفت المصادر، أن قوات الاحتلال كانت على مسافة عشرات الأمتار من منزل كان السنوار بداخله في بلوك “G” وحده برفقة شخص واحد فقط كان يقوم بمساعدته على التخفي وهو حارسه الشخصي.
المصادر ذاتها، أشارت إلى أن السنوار اضطر تحت ضغط من شقيقه وسلامة، إلى الخروج من خان يونس إلى رفح في فبراير الماضي، مؤكدة أن قوات الاحتلال كانت قد سيطرت بشكل شبه كامل على خان يونس، وأطبقت حصارها، لكنه نُقل لرفح بطريقة آمنة.
و كان الشخص الذي لم يفارق يحيى السنوار، هو نجل شقيقه إبراهيم يحيى السنوار، الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفته عندما خرج من فتحة نفق لكشف تحركات الاحتلال، حين كان برفقة عمه في غشت الماضي، بمدينة رفح جنوب القطاع.
وبقى يحيى السنوار في رفح أشهر عدة، إذ كان يتنقل في مناطق عدة، وبقى في مناطقها الغربية منذ نهاية مايو الماضي، فقد كان يتموضع في مناطق تحت الأرض وفوقها، فطوال فترة انفصاله عن شقيقه محمد ومحمد الضيف ورافع سلامة، كان يتبادل معهم رسائل مكتوبة بين الحين والآخر بشكل دوري، حسب المصادر.
وأوضحت المصادر، أن السنوار كان يتبادل معهم الرسائل من خلال استخدام طرق أمنية محددة، يحددها بنفسه بشكل خاص، وهو الأمر نفسه الذي كان ينطبق على تواصله مع قيادة “حماس” في الداخل والخارج، خاصة فيما يتعلق بظروف التواصل مع الوسطاء بشأن أي صفقة مقترحة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتؤكد المصادر، أن رئيس المكتب السياسي لحماس، كان موجودًا بالفعل في بعض الأنفاق برفح، من بينها النفق الذي قتل فيه 6 أسرى إسرائيليين بداخله نهاية سبتمبر الماضي.
وقبل أيام من اغتيال السنوار، كشفت المصادر، أنه عانى ومن كانوا برفقته من نقص الموارد، خاصة في الـ3 أيام الأخيرة لم يتناولوا أي طعام، وكانوا يتجهزوا لاشتباك مع قوات الاحتلال، لذلك تحركوا في مبان مجاورة متضررة وكانوا يتنقلون بينها.
وقالت المصادر، إنه خلال الـ15 يومًا الأخيرة، كانت هناك محاولات من قبل قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان، الذي استشهد في اليوم التالي لاستشهاد السنوار، لإخراج رئيس المكتب السياسي لحماس من تلك المنطقة وإيصاله لمنطقة آمنة، لكن المحاولات فشلت، بسبب كثافة العمليات العسكرية.
وأضافت، أن قوات الاحتلال اقتربت من أماكن وجود السنوار نحو 5 مرات على الأقل، من بينها 3 مرات فوق الأرض ومرتان تحتها، وفي كل مرة كان لظروف مختلفة يتم نقله لمناطق أخرى، رغم أنه كان يصر على مشاركة العناصر المقاتلة في الاشتباكات، وقد فعل ذلك أيضًا مرات عدة قبل أن يتم إخراجه من أماكن الاشتباكات.