وقع المغرب عام 2019 اتفاقية عسكرية كبيرة مع الولايات المتحدة تُعدّ من بين الأضخم في تاريخ المملكة، حيث تجاوزت قيمتها 5 مليارات دولار. وشملت هذه الصفقة شراء 25 مقاتلة من طراز “إف-16 بلوك 72 فايبر” F-16 Block 72 Viper، إلى جانب تطوير المقاتلات المغربية السابقة من F-16 Block 52 إلى النسخة الأحدث Block 72 Viper، التي تُعدّ من أكثر المقاتلات تطورًا، وتتميز ببعض الخصائص المشابهة للطائرات الشبحية من طراز F-35، خصوصًا في أنظمة الرادار والتقنيات الرقمية.
لم تقتصر الصفقة على المقاتلات فقط، بل شملت أيضًا كميات كبيرة من الصواريخ الموجهة من نوع AMRAAM خارج مدى الرؤية (بمدى يصل إلى 160 كيلومتر)، وعشرات منصات الإطلاق، وأنظمة المعلومات والملاحة والتخطيط، بالإضافة إلى الرادارات والمعدات الأخرى. كما تضمنت الصفقة تدريب طيارين، ومهندسين، وتقنيين مغاربة على أساليب الصيانة والتشغيل.
وكانت المفاجأة الكبرى موافقة الجانب الأمريكي على تطوير المقاتلات المغربية السابقة داخل المغرب، بمشاركة مهندسين مغاربة، وهو ما شكّل خطوة نوعية في نقل التكنولوجيا إلى المملكة، ويمثّل أحد أبرز المكاسب الإستراتيجية لهذه الصفقة.
بعد نحو ست سنوات من توقيع العقد، تم الإعلان مؤخرًا عن الانتهاء من تصنيع جميع محركات المقاتلات الـ29 المخصصة للصفقة، منها 25 محركًا ستُركب مباشرة في الطائرات الجديدة، وأربعة محركات احتياطية ستُخزن داخل المملكة. ويُعد هذا الإنجاز مؤشرًا قويًا على قرب موعد تسليم الطائرات، حيث عادةً ما يُركب المحرك آخرًا قبل دخول الطائرة مرحلة الاختبارات التجريبية. من المتوقع أن نشهد وصول أولى الصور للطائرات المغربية داخل القواعد الأمريكية قبل نقلها إلى المملكة بحلول نهاية العام الجاري.
و تعتبر مقاتلة F-16 Block 72 Viper متعددة المهام وهي الأقرب إلى مقاتلات الجيل الخامس من حيث القدرات. تتميز F-16 المغربية برادار AESА متطور بمدى يصل إلى 300 كلم، قادر على تتبع 20 هدفًا بدقة عالية وصعوبة التشويش عليه.
كما تتفوق المقاتلات المغربية من حيث الصواريخ، حيث تمتلك صواريخ AMRAAM-120D بمدى يصل إلى 160 كلم، ما يمنح المغرب قدرة على توجيه الضربات الاستباقية وفرض السيطرة الجوية قبل أن تتاح الفرصة للطرف المقابل للرد، وهو مبدأ استخدمته إسرائيل سابقًا في مواجهاتها مع إيران لضمان التفوق الجوي.
المصدر: موقع الدفاع العربي