قررت أمس الثلاثاء غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، تأجيل النظر في محاكمة القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، المتابع في ملف مقتل الطالب اليساري القاعدي “آيت الجيد بنعيسى”.
وأجلت المحكمة البث في الملف إلى غاية 20 شتنبر 2022، من أجل إعداد المرافعات.
هدا و تجدر الاشارة إلى أن حامي الدين، يتابع في حالة سراح بتهمة “المساهمة في القتل العمد” في قضية مقتل الطالب محمد آيت الجيد الملقب بـ”بنعيسى”، التي تعود إلى سنة 1993، إثر أحداث العنف التي عاشتها آنذاك جامعة فاس/ظهر المهراز بين فصائل طلابية إسلامية ويسارية.
و شهدت جلسة الثلاثاء، تطورا جديدا في مسار التقاضي بعدما استمعت المحكمة لإفادة الشاهد الوحيد في الملف الخمار الحديوي، حيث سرد ما يتذكره عن أحداث يوم 25 فبراير 1993، وأشار بأصابع الاتهام إلى حامي الدين كونه مشارك في مقتل آيت الجيد، فيما نفى حامي الدين نفيا قاطعا الاتهامات المنسوبة له وتمسك ببراءته.
و من ضمن ما جاء على لسان الخمار الحديوي، بحسب ما أفادنا به أحد المحامين، ممن حضروا جلسة المحاكمة، أنه “.. بتاريخ 25 فبراير من سنة 1993 والذي صادف شهر رمضان، كنت بمعية الضحية بنعيسى أيت الجيد في اجتماع مع عميد كلية العلوم بظهر المهراز، وبمجرد انتهائهم من الاجتماع قررنا مغادرة الكلية في اتجاه حي ليراك بفاس، عند مغادرتنا للكلية توجهنا نحو محطة « الطوبيس » لم نجد هنالك أية حافلة، لنقرر التوجه بعدها نحو محطة الطاكسيات الصغيرة بالقرب من الحي الجامعي للإناث، حيث استقلنا سيارة أجرة في اتجاه حي ليراك، وفي الطريق وعند وصولنا إلى مصنع للمشروبات الغازية بحي الصناعي سيدي إبراهيم، اعترض طريقنا مجموعة مكونة من 25 طالبا الذين كانوا يحملون سلاسل حديدية وعصي وأسلحة بيضاء، حيث أرغموا السائق على التوقف وعمدوا على إخراجنا من داخل سيارة الأجرة “.
و بعد فترة صمت، تابع الخمار الحديوي استرجاعه لتفاصل الوقائع بالقول « عند نزولي رفقة آيت الجيد من سيارة الأجرة، انقسمت المجموعة التي اعترضت طريقنا إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تكلفت بضربي والاعتداء علي، فيما تكلفت المجموعة الثانية بضرب بنعيسى أيت الجيد، حيث قامو بإسقاطه على الأرض وانهالوا عليه بالضرب أمام أعيني وهو يقول لي « مشيت فيها أخويا الخمار »، وبعد أن أشبعوه ضربا وهو ملقى على الأرض، قام عبد العالي حامي الدين بوضع رجله على عنق أيت الجيد ليقوم كل من عمر محب وعبد الواحد الكريول، والكادي توفيق بإسقاط صخرة كبيرة « طروطوار » طولها 80 سنتمتر على رأسه، كانت كافية لتضع حدا لحياته بالمستشفى يوم فاتح مارس 1993″.
و أضاف الخمار مخاطبا هيئة المحكمة أنه :”.. في تلك الفترة لم أكن أعرف المتهم “، قبل أن يوضح قائلا .”.. تعرفت عليه أثناء فترة اعتقالي رفقة الأخير داخل السجن المحلي عين قاموس بفاس، ما جعلني أخبر إدارة السجن بهوية القاتل لبنعيسى أيت الجيد “.