يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يتسبب في تفاقم أزمة الرقائق الإلكترونية وتهديد صناعة السيارات بأكملها، نظرًا إلى العقوبات المفروضة على موسكو من جهة، ونقص الإمدادات من جهة أخرى.
وقررت العديد من شركات صناعة السيارات وقف شحناتها إلى روسيا، أو تعليق العمل في مصانعها هناك، أو اتخذت كلا القرارين معًا.
جاء ذلك في وقت كان يأمل فيه الكثيرون في إنهاء أزمة نقص الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم، مع الاقتراب من نهاية مشكلة جائحة فيروس كورونا.
وهو ما يسمح لمعظم قطاعات الصناعة هناك بالعودة إلى مستويات الإنتاج قبل عام 2020، إلا أن غزو أوكرانيا يتسبب الآن في مزيد من المخاوف المتعلقة بمخزون الرقائق العالمي.
دور أوكرانيا وروسيا في تصنيع الرقائق
أوكرانيا هي مصدر 70% من إنتاج العالم من النيون، وهو الوقود الحيوي الذي يدير أجهزة الليزر التي قد تكون مطلوبة لتصنيع الرقائق الإلكترونية، وفقًا لوكالة تحليل السوق “تريند فورس”.
وتُعد روسيا وأوكرانيا مقرًا للغازات الأساسية والمواد الخام اللازمة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم.
وقد تؤدي تداعيات الصراع إلى تعميق أزمة الرقائق، إذ يصبح من الصعب الحصول على المواد الخام، حسبما أفادت منصة “أوتو ريسنت”.
الحرب تضع السيارات الكهربائية في أزمة.. ولوسيد تدرس رفع الأسعار (تقرير)
ندرة الرقائق الإلكترونية -التي تُعد نتيجة ثانوية لجائحة فيروس كورونا وإغلاق التصنيع في عام 2020- دمرت أعمال السيارات، وتسببت في صعوبات لتجار التجزئة والمتسوقين.
وبناءً على تقديرات شركة الاستشارات “أوتو فوركاست سولوشنز”، احتاج صانعو السيارات إلى تقليل 10.4 مليون سيارة من خطط التصنيع في جميع أنحاء العالم خلال الشهور الـ12 الأخيرة بسبب الندرة، مع إلغاء 656.2 ألف سيارة إضافية حتى الآن في عام 2022.
وتتوقع الشركة أن يخفض صانعو السيارات ما لا يقل عن 1.3 مليون سيارة بحلول نهاية هذا العام.