لم تنته الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، بمغادرة زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى الجزائر، ولا بإعادة ترحيل معظم المهاجرين غير الشرعيين الذي اجتازوا السياج الحدودي في سبتة المحتلة، إلى المغرب، بل يبدو أن هناك تصعيدا آخر في الأفق، يتعلق بمورد اقتصادي هام بالنسبة لإسبانيا.
فوفق تقارير إعلامية تناقلتها الصحافة الإسبانية،فإن المغرب عازم على الدفع بجميع أوراقه السياسية و الإقتصادية، في ظل الأزمة التي تسببت فيها مدريد مع الرباط، حيث أفادت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، بأن المغرب أوقف مفاوضاته لتجديد امتياز خط أنابيب الغاز بين المغرب الكبير وأوروبا، (MEG)، وهو خط أنابيب غاز طبيعي، يصل بين حقل حاسي الرمل جنوب الجزائر عبر المغرب، إلى قرطبة في إسبانيا، حيث يتصل مع شبكة الغاز البرتغال وإسبانيا.
وهذا الخط يمد كلا من إسبانيا، والبرتغال، والمغرب بالغاز الطبيعي. ويُنقل أكثر من 30 في المائة من الغاز الطبيعي المستهلك في إسبانيا عبر المغرب، وفقا لموقع خط أنابيب أوروبا المغاربي المحدود (EMPL).
كما يساعد خط الأنابيب البرتغال في تلقي إمداداتها من الغاز من الجزائر عبر المغرب.
قرار الرباط، جاء بسبب استمرار التوتر بين المغرب وإسبانيا وتواطؤ الجزائر مع مدريد لمساعدة إبراهيم غالي في السفر إلى مستشفى إسباني لتلقي العلاج.
ويعتبر هذا القرار في حال تأكيده، ثاني إجراء فعلي يقدم عليه المغرب ضد إسبانيا، بعد استبعاد الموانئ الإسبانية، من عملية “مرحبا 2021”.