في وقت يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية أثرت على العديد من القطاعات، كشفت شركة “بارث هاس” العالمية، المتخصصة في إنتاج وتوريد نبتة الجنجل المستخدمة في صناعة الجعة، عن تقرير حديث يُظهر استمرار المغرب في قائمة الدول المنتجة للجعة خلال عام 2024، رغم تسجيله لتراجع طفيف مقارنة بالسنة السابقة.
وفقاً للبيانات التي تضمنها التقرير، بلغ حجم إنتاج المغرب من الجعة حوالي 818 ألف هيكتولتر خلال سنة 2024، ليتراجع بنحو 17 ألف هيكتولتر مقارنة بعام 2023. وبذلك احتل المغرب المرتبة 108 عالميًا، محتفظًا بموقعه في التصنيف العالمي وسط منافسة متنامية في عدد من القارات.
شهدت القارة الإفريقية طفرة لافتة في إنتاج الجعة، حيث سجلت أعلى معدل نمو عالمي بنسبة 6.7%، بإجمالي إنتاج فاق 160 مليون هيكتولتر. وكان النمو مدفوعًا خصوصًا بدول مثل جنوب إفريقيا، أنغولا، وإثيوبيا، والتي تراوحت نسب زيادة إنتاجها بين 8% و35%، ما يؤشر على تحولات اقتصادية واستهلاكية مهمة في هذه الأسواق.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تصدرت تونس الترتيب بإنتاج يفوق 1.93 مليون هيكتولتر، تلتها الجزائر بـ1.5 مليون، ثم مصر بـ900 ألف هيكتولتر. أما المغرب فحل رابعًا بـ818 ألف هيكتولتر، متقدمًا على لبنان (384 ألف) والأردن (247 ألف). في حين سجلت فلسطين أدنى إنتاج في المنطقة بـ4 آلاف هيكتولتر فقط.
رغم التحديات الاقتصادية العالمية، تمكن قطاع صناعة الجعة من الحفاظ على استقراره النسبي، حيث لم يتجاوز التراجع العالمي في الإنتاج نسبة 0.3% فقط، ليستقر الإجمالي عند حوالي 1.9 مليار هيكتولتر. ويعكس هذا الأداء قدرة هذا القطاع على الصمود والتكيف مع الأزمات، مدعومًا بمرونة في الاستهلاك وتنوع في الأسواق.