تتواصل لليوم الثاني على التوالي، “مسيرة الكرامة” التي أشعلت شرارتها الأولى،ساكنة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، بعد قضاء المحتجين ليلتهم الأولى في العراء بقرية أيت امحمد، مفترشين الأرض، ومؤكدين إصرارهم على إيصال صوتهم، وانتزاع حقوقهم المشروعة.
جاء دلك، بعد أن قضى المئات من الساكنة المحتجة في اليوم الأول ساعات من السير على الأقدام، متحدين حرارة الطقس و العطش و صعوبة المسالك الجبلية الوعرة، فضلا عن المحاولات اليائسة، لتدخلات القوات العمومية، للحيلولة دون مواصلة مسير المحتجين السلميين الذين كانوا يرفعون شعارات تؤكد على سلمية حركتهم الاحتجاجية.
و كانت ساكنة العديد من دواوير آيت بوكماز بإقليم أزيلال، نساءً ورجالًا وأطفالًا، قد خرجت في، مشهد غير مسبوق، صباح أمس الأربعاء 9 يوليوز 2025، في مسيرة احتجاجية مشيًا على الأقدام، يتقدمهم في الصفوف الأولى ، رئيس جماعة تبانت، جعلت وجهتها ولاية جهة بني ملال–خنيفرة، لنقل رسالتهم الاحتجاجية، في خطوة رمزية تعكس عمق معاناتهم مع التهميش والإقصاء التنموي.
و تتلخص مطالب المحتجين، بحسب ما رصدناه من اللافتات المرفوعة في مقدمة المسيرة، في ما يلي: تعيين طبيب رئيسي بالمركز الصحي الوحيد في المنطقة.
توسيع الطريق الرابطة بين آيت بوكماز وأزيلال عبر آيت عباس وتيزي نترغيست.
تحسين تغطية شبكة الهاتف والأنترنيت.
بناء ملعب رياضي يستجيب لطموحات شباب المنطقة.
يشكو السكان من غياب النقل المدرسي وبعد المؤسسات التعليمية، ما يدفع العديد من الأسر إلى التخلي عن تعليم أبنائهم، وخاصة الفتيات. حيث يضطر بعض التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة مشياً، في ظروف مناخية قاسية، للوصول إلى المدارس.
المشاركون في المسيرة أكدوا، أن هذه الخطوة جاءت بعد سنوات من الشكايات والعرائض التي لم تجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين.
بعض المتتبعين، رأوا في هكذا مسيرات، صرخة قوية ضد التهميش الذي تتذوق طعمه بمرارة ساكنة المناطق الجبلية، و تعبير عن انسداد الأفق، بعد سنوات من الانتظار و الترقب وغياب العدالة المجالية.