انطلقت مساء الخميس بوجدة، فعاليات مهرجان الراي للشرق (نسخة 2025)، بمبادرة من جمعية تدبير الشؤون الثقافية بعمالة وجدة – أنجاد.
ويأتي تنظيم هذا المهرجان، بحسب المنظمين، في إطار رؤية تروم تثمين التراث اللامادي المحلي، وتكريس الراي كرافد فني وإنساني جامع يعبر عن قضايا الانتماء والهوية والتنوع.
وتعرف هذه التظاهرة الثقافية، التي تحتضن فعالياتها منصة ساحة الملعب الشرفي بالمدينة، تنظيم سهرات فنية بمشاركة ألمع نجوم الراي من مختلف الأجيال، يلتقي من خلالها، تراث الماضي بروح الحاضر في لحظات موسيقية تنبض بالشغف وتلهب حماس الجماهير العاشقة لهذا الفن.
وشهدت سهرة الافتتاح مشاركة فنية متنوعة، استهلت بعروض ولوحات فلكلورية تقليدية، لتتوالى بعد ذلك الفقرات الغنائية التي ألهبت حماس الجمهور، بمشاركة الشاب نوفل، والفنان مهدي فاضيلي، والمغني العالمي فضيل، إلى جانب النجم المغربي زهير بهاوي.
وأكد مدير مهرجان الراي للشرق، جمال حدادي، في تصريح صحفي، أن هذه الدورة تشكل محطة تاريخية تحمل رمزية مميزة، خاصة بعد غياب دام أربع سنوات، مبرزا أن المهرجان يمثل إشعاعا ثقافيا يمتد إلى باقي ربوع المملكة، وإلى الفضاءين العربي والإفريقي، في سياق يروم تكريس وجدة كعاصمة لفن الراي.
وأوضح أن المهرجان يشكل فرصة سانحة لاحتضان طاقات شابة من أبناء الجهة، وللتفاعل المباشر مع الجمهور، خاصة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مبرزا في الآن ذاته الأثر الاقتصادي والثقافي الذي يخلفه هذا الحدث في تعزيز جاذبية الجهة وتنشيط ديناميتها المجالية.
من جهته، أعرب الفنان فضيل، في تصريح للصحافة، عن سعادته الغامرة بالعودة إلى مدينة وجدة، التي وصفها بـ”المدينة العزيزة على قلبه”، مشيدا بحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، ودفء الجمهور، مؤكدا أن المهرجان يجسد ذاكرة فنية جماعية يجب الحفاظ عليها، وتطويرها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التراث الفني المغاربي.
من جانبه، عبر الفنان مهدي فاضيلي عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الدورة، واصفا جمهور وجدة بالرائع والمتفاعل، مشيرا إلى أن هذا الحدث الفني شكل بالنسبة له تجربة فنية مميزة ستظل راسخة في الذاكرة.
ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات المهرجان، مساء الجمعة، بمشاركة فنانين بارزين، من قبيل حميد بوشناق، وسعيدة شرف، ورامي لاباش، وبدر سلطان، فيما تختتم التظاهرة مساء السبت بحفل يجمع بين الأصالة والحداثة، يحييه كل من المختار البركاني، وآدم الجلولي، ورشيد برياح، والفنان الدوزي، في ليلة فنية تكرس الحضور البهي لفن الراي في مدينة وجدة وذاكرتها الجماعية.
ويعد مهرجان الراي للشرق، موعدا فنيا وثقافيا سنويا، يلتقي فيه عشاق الراي من داخل المغرب وخارجه، في تظاهرة موسيقية تستحضر الأبعاد الفنية والاجتماعية لهذا اللون الغنائي، وتحتفي بنجومه وبالأصوات الصاعدة التي تحرص على المزج بين الأصالة والتجديد.