مع إقتراب الموسم الإنتخابي، يكثر الحضور التعسفي في المكان، ويضغط قسريا على المجال البصري ، عوض إعتماد ما تراكم من كينونة في الزمان ، وينهض هيدجر من سباته الفلسفي ليؤنب شوبنهاور على مقته لفن العيش .
تعود القوات الحزبية غير المسلحة سوى بالريع ، لتنافس بعضها البعض رغما عن هابرماس حارس الفضاء العمومي . ومن بعيد يهدد نيتشه ملوحا بمطرقة الجنون، بكسر مصباح ” عفَّاء الدَّين ” المتخلذ في ذمة الجلادين .
وكل هذا من أجل الثبات على مبدأ ” من يصبن أحسن ” بالإستغناء عن إستعمال صابون تازة المنافس القوي لسردية غزاها التقصير على إمتداد الضفة الأخرى المنسية على حبل غسيل المعنى والجدوى ومغزى الحقيقة الفوكوية أولا .
لذا مطلوب من الزبناء الإقتراعيين التصويت على وكيل لائحة ” الجهل السقراطي ” فهو الأكثر إنصاتا من غيره من المرشحين المتفلسفين ، والذي لا يعرف ولا يزعم أنه يعرف ، حسب ما أكده تلميذه أفلاطون صاحب نظرية عالم المثل ، والذي نصح مريديه بفصل النفْس الإنتخابية عن الجسد المجروح الكرامة، من أجل تشييد الجمهورية الفاضلة، في زمن كوليرا الماركيزي أو موسم كوفيد الكارتيزي .