على مسؤوليتي
دولة ولي العهد وشباب جماعة العدل والإحسان ورهانات البناء والتحرير
* مراد بورجى
عندما كنت أتابع فعاليات الندوة الفكرية، التي نظمتها جماعة العدل والإحسان، أول أمس الأحد 8 دجنبر 2024، تحت عنوان: “الشباب ورهانات البناء والتحرير”، والتي حضرها العديد من الفاعلين والنشطاء السياسيين والمدنيين، وكنت خلالها أتأمل في ملامح العديد من الشباب العدليين وهم يعبّرون عن مواقفهم ومطالبهم وانتظاراتهم وتطلّعاتهم إلى مغرب جديد، تبادر إلى ذهني سؤال محوري: ما موقع هذه الندوة، التي نُظمت بمناسبة الذكرى 12 لرحيل عبد السلام ياسين المرشد المؤسس لجماعة العدل والإحسان، من المسار العام، الذي فتحته الجماعة بوثيقتها السياسية، التي طرحتها للنقاش العمومي يوم 6فبراير 2024، خصوصا بعدما ختم نائبُ الأمين العام للجماعة فتح الله أرسلان الندوة بالتأكيد على أن الحوار خيار استراتيجي، وأضاف: “الحوار والانفتاح والمذاكرة والتذاكر والنقاش في القضايا التي تجمعنا جميعا”؟.
لا أعتقد أنني سأكون مجانبا للصواب، إذا قلت إن هناك أشياء جديدة، تعتمل في أحشاء جماعة العدل والإحسان، كما لن أكون مبالغا إذا قلت أن لدي معرفة تمتد على أزيد من عقدين ونصف ببعض خصائص وخصوصيات الجماعة، التي تربطني علاقة وثيقة وطيبة بأغلب قادتها الشباب والشيوخ ومن بينهما، وأحرص باستمرار على تتبع أنشطتهم بالمواكبة الإعلامية وكذا الوجدانية، وتعرّفت على ما يبذلونه من اجتهادات سياسية وفكرية، وما يتحلّون به من أخلاق الانفتاح على الآخر، دون شروط مسبقة ودون أي عُقد ولا أحكام جاهزة، ولعلها من أولى الجماعات الإسلامية، التي بنت ودعت إلى بناء علاقات مثمرة مع مختلف الحساسيات اليسارية، بما في ذلك التي تناقضهم في معتقداتهم الدينية، فيجلسون معهم على الطاولة، لمدارسة الهمّ الأساس وهو بناء مغرب جديد، بأفق جديد.
لكل ذلك، وبالعودة إلى السؤال أعلاه، أعتقد أن هذه الندوة الفكرية حول “الشباب” تندرج في نفس المسار، وقد تعقبها ندوة أخرى حول “النساء”، لتعقبهما معا، في ما أظن وأقدّر، ندوة سياسية أكبر وأعمق، بمناسبة مرور سنة على إصدار “الوثيقة السياسية”، التي وجّهت رسائل واضحة للقصر الملكي بالدرجة الأولى، فيما تبعث اليوم برسالة جديدة تقول فيها، حسب تحليلي واعتقادي، إنها مستعدة للحوار، وإن شبابها مؤهّل ليحمل المشعل ويشارك في إعداد المرحلة المقبلة، التي يُعدّ لها القصر العُدّة.
كل هذا يُستشفّ من أرضية الندوة، من خلال بروز رؤية مغايرة، فيها توازن، وإعلاء لقيم الواقعية والعقلانية، ورصد للعديد من “التحديات والتحولات الراهنة والمتغيرات السلوكية والقيمية المتسارعة في العالم”، ولـ”صرخات” الشباب “الرافضة للإقصاء والاحتقار (الحݣرة) والمطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان”، والتشديد على أن “تدبير المسألة الشبابية وغيرها من قضايا الأمة يستوجب وجود مشروع مجتمعي متكامل، وإرادة حقيقية للتغيير من أجل بناء وطن الحرية والكرامة”… وكل ذلك، بانفتاح على كل القراءات الممكنة، والمتعدّدة، وبتجاوز إيجابي لأي تفكير نمطي من زاوية “الفكر الوحيد” وأن “الذات” وحدها من تمتلك “الحقيقة”، التي لا يأتيها باطل لا من اليمين ولا من الشمال… إنها قراءات أخرى مغايرة، ترى أرضية ندوة الشباب لجماعة العدل والإحسان أنها (القراءات أو التصورات والمشاريع والبرامج ووجهات النظر) يجب أن “تكتسي طابع الواقعية والموضوعية وتشخّص أصل الداء؛ وتُبَصِّر بالتحديات والتحولات المجتمعية؛ وتُنتج الرؤى والأفكار والمداخل التغييرية؛ وتَفتح أفق الاستشراف”، من أجل “تكثيف فرص التقاء الشباب، واستدامة الحوار والنقاش بينهم، بغية التفكير الجماعي في سُبل بناء مغرب أفضل، يستجيب لتطلعاتهم لغد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، وكذا البحث عن سبل بناء جبهة لمحاربة الإقصاء الممنهج الذي تبديه الأحزاب السياسية اتجاههم.
هذا التوجّه والنمط الجديد من التفكير داخل الجماعة، مع مجموع الإشارات الصادرة أول أمس من بيت “المرشد المؤسس” لأكبر جماعة إسلامية منظمة في المغرب، يفترض أن تدشّن معه الدولة فتح حوار هادئ وعقلاني وسياسي،في ظرفية دقيقة ومرحلة مفصلية من تاريخ المغرب.
وأعتقد أن جزءا كبيراً من التفاعل مع هذا المسار نجده في توجّهات الوثيقة السياسية نفسها، التي طرحتها “العدل والإحسان”، والتي تتقاطع، إيجابيا، مع “إشارات” الملك محمد السادس، قبل خمس سنوات (يوليوز 2019)، عبر مستشاريْه عبد اللطيف المنوني وعمر عزيمان، اللذين أكدا أن المغرب يتجه نحو “الملكية البرلمانية”.
الحديث عن هذا المسار يدفعنا، بالضرورة، إلى معاودة تفحّص الوثيقة السياسية، التي أعتقد أنه يمكن اعتبارها مبادرة حركية إسلامية للإجابة على الدعوات الملكية الملحّة إلى تجاوز أعطاب الممارسة الحزبية السائدة، وإلى تحقيق التأهيل التنظيمي والسياسي المنشود الكفيل بالاستجابة لتحديات ومتطلبات الأجندة التنموية المجتمعية الوطنية، وهو ما يتقاطع أيضا مع “الوثيقة السياسية”، التي تكثّف رؤية جماعة العدل والإحسان للإصلاح السياسي الشامل، وهذا تحوّل نوعي في الممارسة السياسية للجماعة، إذ تجاوزت أفق “القومة”، كما أسمتها أدبيات المرشد الراحل عبد السلام ياسين، بمرادفها “الثورة”، حسب أدبيات مختلف شتات اليسار، تجاوز إيجابي يعكس خاصية “الاجتهاد”، الذي بات يسم أدبيات الجماعة، وإيمانها بالتطوّر والتغيير، وضمنهما أفق الانتقال إلى منطق “الإصلاح”، الذي مهما كان جذريا سيبقى في إطار النظام القائم، بدل “القومة” .
وهذا ما نلاحظه في تلاقي “الوثيقة السياسية” مع توجّهات الملك الإصلاحية، ويمكن العودة إلى مقالاتي السابقة، التي استعرضت فيها بعض أبواب وفصول الإصلاح لدى الجالس على العرش، من خلال خطبه ورسائله، فضلا عن بلاغات القصر، سنجد أنها هي نفسها، خارج التفاصيل واللغة والتعبير والمقال والمقام، تطرحها الوثيقة السياسية كـ”مداخل” للإصلاح في مواجهة “مخارج” الفساد والاستبداد.
لنأخذ، مثلا، المواقف التي عبّرت عنها الوثيقة في انتقاد الأحزاب ومطالبتها بالتأهيل، سنجدها مواقف ممثلة ومتقاطعة مع التوجهات الملكية، فجماعة العدل والإحسان ترى أن الأحزاب تتنافس على هامش السلطة، ومن أجل أن تكون قريبة من السلطة، بهدف الاستفادة من الريع ومصالح معينة، والجماعة، لذلك، تطالب بممارسة السياسة بشكل مغاير، قوامه التخليق والصِّدْقية والعقلنة، إذ “لا يمكن تصور عمل ديمقراطي دون عمل حزبي”، يكفل المساهمة في بناء دولة “عصرية عادلة منضبطة للتعاقد الدستوري المنبثق عن الإرادة الشعبية”، وهي بالتالي، حسب مقدّمي الوثيقة السياسية إلى الرأي العام الوطني والدولي، دولة “مدنية بكل ما يعنيه ذلك من بُعد عن طبيعة الدول التيوقراطية والعسكرية والبوليسية”، وأن السبب الأساسي وراء تفشّي الرشوة والفساد لدى المستشارين الجماعيين والبرلمانيين هو غياب التنافس الحقيقي على السلطة، وعلى الأفكار والبرامج السياسية، مما يفتح الباب أمام سيادة الانتهازية والزبونية والمصالح الشخصية الضيقة.
واللافت، هنا، أن “رؤية” الجماعة للوضع السياسي الراهن تُميّز بين العمل الدعوي والعمل السياسي، إذ لا مجال للاشتغال في العمل السياسي، حسب مقدّمي الوثيقة دائما، بأدوات العمل الدعوي، والعكس صحيح… فالسياسة يكون فيها “المكر والخديعة”، وفي حلبتها يظهر مبدأ “التوافق”، كشكل من أشكال “التعاقد”، في توسّل “التغيير الديمقراطي”، بعيدا عن “الفرض” و”العنف”، وإنما بوسائل سياسية تأخذ بالاعتبار، من جهة، أن “التغيير فيه التدرج وليس فوريا بمنطق كن فيكون”، وأن “الانتقال والتحوّل والتغيير مسار طويل، وفيه تضحيات”، وتقتضي، من جهة ثانية، اعتماد “التنازل المتبادل”، مثلما قال محمد باسك منار، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، وشرح ذلك بالقول: “أتنازل في خطابي وبعض مواقفي، والآخر كذلك ومثال، ونقترب من بعض”، وهذا البعض هو الآخر، الذي قد يكون جماعة أخرى أو حزبا أو جمعية أو رئيس دولة، أي “الاقتراب من الملك”، أي أن الجماعة ليس لها أي مشكل مع شكل النظام السياسي، ملكي أو جمهوري، إذ تشدّد على أن ما يهمها هو جوهر النظام السياسي، أن تتوفر فيه القواعد، التي يتأسس عليها أي نظام ديمقراطي، يعتمد “التدافع السياسي”، على قاعدة “التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومنتظمة وفعالة”، و”خضوع مسؤوليها للمحاسبة والمساءلة، بغض النظر عن مكانتهمالسياسية ومواقعهم الاجتماعية”، وبكلمة: تحرير البلاد من الفساد والاستبداد.
وأعتقد أنه غني عن البيان أن هذه مواقف والدعوات نكاد نجدها تتطابق أحيانا حتى في لغتها مع التوجيهات والإشارات والانتقادات، التي يوجّهها الجالس على العرش إلى الأحزاب، ودعواته إلى التأهيل السياسي للانخراط الإيجابي والفاعل في تدبير الشأن العمومي، وفي تفعيل وإعمال المبدأ الدستوري، الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة… إنها دعوة ملكية لتحرير البلاد من الفاسدين والمفسدين بتأمين عدم إفلاتهم من العقاب…
هل يمكن القول، بعد كل هذا وذاك، إن مساحات “المشترك” باتت تظهر وتتوطّد وتتّسع؟ للإجابة، نذكّر بمبادرة العفو الملكي النوعي والمتقدّم، الذي طبع الاحتفال بعيد العرش “الفضّي” (مرور 25 سنة من حكم الملك محمد السادس)، فقد شمل هذا العفو صحافيين ومدونين وعدد كبير من النشطاء المدنيين والسياسيين ومناهضي التطبيع، يتصدّرهم أعضاء جماعة العدل والإحسان، التي ثمّنت، بالمناسبة، مبادرة العفو الملكي، ودعت إلى “تبييض السجون”، وإلى “إجراء حوار ومصالحة وطنية واسعة”…أليس “العفو” و”تثمين العفو” خُطوتيْن قد تكونان جسرا للعبور نحو “مصالحة وطنية شاملة” تؤشّر إلى إرادة المغاربة، كل المغاربة، في العيش المشترك في مغرب يسع الجميع؟.
على مسؤوليتي
حرب الإبادة في غزة بين ثنائية النصر والهزيمة
* معز كراجه
إذا كانت هذه “إبادة” فلا بجوز إقحامها في سؤال النصر والهزيمة. فهذا سؤال يجوز أو ينطبق على حالة “الحرب” والمواجهة العسكرية، بينما “الإبادة” لها روايتها الخاصة بها!! .
وهذا هو التناقض الذي وقع فيه الفلسطيني، فهو يردد مفردة “الإبادة” كلغة، بينما وعيه وخطابه وسلوكه السياسي، والمنطق الذي يحكم رؤيته وتقييماته للأشياء، ويحكم أولوياته وأسئلته، هو منطق “الحرب”!.
ولكن، كيف لا يقع في هذا التناقض وهناك رواية إعلامية سائدة سبقته إليه. فمنذ اللحظة الأولى لإعلان “وقف إطلاق النار”، انشغلت وسائل الإعلام بتقديم وشرح وتفسير هذا الاتفاق ضمن ثنائية النصر والهزيمة، وكأن كل ما مر على غزة كان مجرد “مواجهة عسكرية” بين إحتلال ومقاومة!! .
وهنا الخوف، أن تطوى صفحة الإبادة هذه سريعا، وتتلاشى في ثنايا خطاب وكليشيهات سياسية وإعلامية مبتذلة. الخوف أن تقدم على غير حقيقتها، أن تقدم كمجرد “جولة من المواجهة العسكرية”، وأن ينشغل عنها أصحابها بسؤال المنتصر والمهزوم.
“الإبادة” لا تنتهي “بوقف لإطلاق النار”، فهي فعل منظم وقصدي، يستهدف أسباب الحياة في الحاضر والمستقبل، لذلك وإن توقفت الآن بمعناها المباشر، فهي ستبقى حاضرة بأشكال كثيرة في حاضر ومستقبل من تعرض لها! .
ما حدث في غزة، ليس سؤالا فلسطينيا، فالابادة سؤال يطرح على العالم وقيمه وقوانينه وضميره، سؤال يطرح على الإنسان ومعنى حياته ووجوده ودوره وفعله وحضارته!!! فخسارة كبيرة أن لا تكون غزة هي هذا السؤال الذي ينشغل به العالم في العقود القادمة. خسارة أن لا تغير غزة هذا البؤس والعطب الذي تعانيه هذه الحضارة الإنسانية!!! .
فلا تبتذلوا موت الضحايا بأسئلة بائسة!!.
على مسؤوليتي
اتفاق الهدنة في غزة..هدية نتانياهو لترامب
لن تحصل الهدنة بسبب أن ترامب ضغط على نتانياهو، وإنما هذه هدية نتانياهو لترامب. فكما هو معروف هذا الاتفاق اليوم هو نفسه الذي سبق وتم الموافقة عليه سابقا، ولكن نتانياهو ماطل فيه حتى لا يقدم لبايدن إنجازا ما، وللمساهمة في إفشاله في الانتخابات وزيادة حظوظ ترامب فيها
لا أفهم بعد كل هذا التاريخ والتجارب، كيف يمكن تمرير مثل هذه الروايات على وعينا بكل هذه السهولة!!! ترامب فجأة أصبح عامل ضغط على إسرائيل في قضايا حيوية لمصالحها؟ .
مصالح إسرائيل في غزة اليوم استراتيجية، وهي جزء من مصالحها المتمثلة بالتحولات السياسية في المنطقة، من لبنان الى سوريا والضفة وإيران. وهذا يفرض اسئلة من قبيل:
هل ستلتزم إسرائيل بالصفقة بكل مراحلها؟ هل سيلتزم نتانياهو بتطبيق كل مكوناتها؟ ما هي طبيعة التفاهمات القائمة بين ترامب ونتانياهو بخصوص المنطقة ككل، خاصة وأن ترامب هو صاحب “صفقة القرن”، وهو الذي اعترف بضم الجولان ونقل السفارة الأمريكية الى القدس، والمستعد للاعتراف بضم الضفة، وهو صاحب الغاء الاتفاق النووي مع ايران.
السياسة لا تقرأ حدثا بحدث، والدول لا تبني خططها بعشوائية وارتجال، ولكن الأهم الآن أن يتوقف هذا الموت بحق أهل غزة، هذا الموت الذي كما يبدو لم يحررنا من الكليشيهات السياسية القديمة التي تهيمن علينا.
* معز كراجه
على مسؤوليتي
محمد الطالبي يكتب..أزمة الديمقراطية في قطاع الصحافة
في مشهد يفتقر إلى الديمقراطية ويعزز ثقافة التبعية، تحول قطاع الصحافة من نظام انتخابي يعكس إرادة المهنيين إلى تعيين فوقي يجسد هيمنة السلطة التنفيذية. قبول البعض بهذا التحول والتمديد لهيئات معينة دون مشاورة القاعدة المهنية يكشف عن ضعف الإيمان الحقيقي بمبادئ الحرية والتمثيلية الديمقراطية.
التمديد الفج، الذي أصبح قاعدة بدلًا من استثناء، هو إعلان صريح بإطالة أمد أزمة الصحافة، وتثبيت وضع يخدم من يقبلون الخضوع على حساب مصلحة القطاع. هؤلاء، وإن حاولوا تبرير مواقفهم، لا يمكن اعتبارهم مؤمنين بالديمقراطية، بل مساهمين في تفكيك أسسها داخل المهنة.
من المؤكد أن اللجنة المعيّنة والمشكّلة من الأغلبية التي أوصلت المجلس إلى الفشل والعطب، بل والسكتة القلبية، تحاول استغلال التعيين للتماهي مع الحكومة. لكن في الوقت الذي نجد خطاب الحكومة، من خلال قطاع الاتصال، يؤكد أهمية العودة السريعة إلى الشرعية من خلال مجلس بصيغته التمثيلية الديمقراطية، نجد اللجنة المؤقتة تحاول العمل كحلقة وصل بين الحكومة وقطاع الصحافة، والعمل بشكل منهجي على إقصاء ممثلي المهنيين، مما يعني أن الصحافة ستتحول إلى أداة بيد السلطة التنفيذية تُستخدم لخدمة أجنداتها بدلًا من أن تظل مهنة حرة ومستقلة.
بهذا المعنى، تكون هذه الهيئة المعيّنة لا تمثل الصحفيين، بل تستجيب لمصالح الحكومة، مما يؤدي إلى تراجع مفهوم التدبير الذاتي، الذي كان يُعتبر حجر الزاوية في استقلالية المهنة.
إن المحاولات الجارية لاستهداف أعضاء النقابة، بل وتغييب النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن عدد من الحوارات والمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمهام التنظيمية للقطاع، يعني إضعاف التمثيلية الديمقراطية. النقابة، التي يجب أن تكون صوت الصحفيين في الدفاع عن حقوقهم، تُستبعد بشكل متعمد في هذا المسار الذي يهدف إلى تحويل الصحافة إلى أداة طيّعة في يد السلطة التنفيذية.
إن الأمر ليس دفاعًا عن النقابة، بل إحقاقًا لحق مشروع، حيث إنه في انتخابات حرة ونزيهة، نالت لائحة “حرية عدالة كرامة”، التي دعمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، مئة في المئة من الأصوات المخصصة للجسم الصحفي. وظلت النقابة تراقب ممثليها هناك قدر المستطاع.
وكان المؤتمر الأخير للنقابة ببوزنيقة إشارة مكثفة لتقييم النقابة لكل تجربة المجلس والسقوط في أحضان المؤقت، حيث انبثقت قيادة جديدة يمكن تفكيكها من طرف المتتبع لفهم السياقات والدلالات. ولعل أجواء المجلس الفيدرالي الأخير كثّفت المعنى والدلالة، حيث ظهرت قيادة جديدة بتوجهات قطعت مع تدبير مضى، وتوجهت نحو المستقبل، رغم محاولات البقاء والخلود بسبب النفس الأمارة بالسوء.
الاستقواء بالتعيين والتماهي مع الحكومة تحت شعار “البقاء” هو في جوهره محاولة للهيمنة على القطاع الصحفي وتعطيل استقلاليته.
الصحافة تحتاج إلى أن تظل مهنية وديمقراطية، ويجب على الصحفيين والنقابة والشركاء الاستراتيجيين في جمعية الناشرين أن يقاوموا هذا التوجه ويطالبوا بعودة الديمقراطية الحقيقية إلى القطاع عبر انتخابات شفافة تُعيد للصحافة قوتها وشرعيتها.
-
رياضة منذ 7 أيام
النادي الملكي للكرة الحديدية ينظم الدوري السنوي للعبة بالبيضاء
-
على مسؤوليتي منذ 6 أيام
اتفاق الهدنة في غزة..هدية نتانياهو لترامب
-
الجديد TV منذ 5 أيام
شيخ العرب.. شيخ المقاومين الرافضين للاستقلال المبتور
-
مجتمع منذ 3 أيام
الصندوق المغربي للتقاعد يطبق الإجراءات الجديدة المتعلقة بالضريبة على الدخل
-
اقتصاد منذ 4 أيام
ضعف المخزونات الاحتياطية للمحروقات محور مداخلة العدوي في البر لمان
-
تكنولوجيا منذ 7 أيام
إيلون ماسك يجري مناقشات لشراء تيك توك
-
على مسؤوليتي منذ يومين
حرب الإبادة في غزة بين ثنائية النصر والهزيمة
-
اقتصاد منذ 4 أيام
مكتب السكك الحديدية يتوقع ارتفاع رقم معاملاته بـ 6 في المائة