على مسؤوليتي
في الحاجة إلى ابن خلدون

نشرت
منذ 5 سنواتفي
بواسطة
الجديد TV
أهداني صديق كتابا عن تاريخ الإمبراطوريات، قيامها وانهيارها بعنوان: «التاريخ الموجز للإمبراطوريات» للمؤرخ الفرنسي كابرييل مارتينيز كرو. واختيار موضوع الإمبراطوريات ليس اعتباطيا، لأن العالَم يعرف تحولات عميقة ،يتهدد إمبراطوريات، ويؤشر إلى بزوغ أخرى. واللافت في الكتاب هو توظيف فكر ابن خلدون لشرح ظاهرة قيام الإمبراطوريات وأفولها. وهو منذ مقدمة الكتاب لا يعرض لابن خلدون بصفته مفكرا عربيا إسلاميا، بل بصفته مفكرا عالميا، إلى جانب أساطين الفكر الإنساني الذين فككوا بنيات قيام الدول وتفسخها، أمثال بوليبوت وسيديدومكيافيلي ومونتسكيو وماركس وتوكفيل وماكس فيبر.
لم يكن هذا المؤرخ الفرنسي أول من استنجد بابن خلدون لفهم ما يعتور العالم الغربي، فقد فعل الشيء ذاته المؤرخ البريطاني بول كينيدي قبل ثلاثين سنة، في نشأة الحضارات وأفولها، وزعم أن العد العكسي للحضارة الغربية بدأ،ووظف من أجل ذلك نظرية ابن خلدون حينما يغلب الترف، أو الحضارة بمصطلح ابن خلدون، وتزداد الإتاوات، أوالضرائب، وتعمد الدول إلى الاستعانة بالموالي، أو المرتزقة في الدفاع عن نفسها أو مصالحها، أو حين تقتضي مقابلا لتدخلها، كما تفعل الولايات المتحدة مع حلفائها في الناتو وغير الناتو، فذلك مؤذن بخراب العمران.
فكر ابن خلدون الثاقب ظل نِسيا منسيا في تاريخنا، إلى أن اكتشفه الغربيون ووظفوه لفهم مجتمعاتنا. عرف زخما في فترة التحرر، واهتماما من لدن أصحاب الفكر التنويري، ولم يكن بدعا أن يُفرد طه حسين دراسته لنيل شهادة الدكتوراه في باريس بإيعاز من إميل دوركايم، لفكر ابن خلدون. كانت دراسة ابن خلدون في تلك الفترة خاصة في البلدان المغاربية فرض عين، وكان الوقوف على فكر ابن خلدون في الجامعة المغربية واجبا، ولذلك درسه ودرّسه الجيل الأول من الجامعة المغربية أمثال، الجابري والعروي والحبابي، ومن بعدهم بنسالم حميش. وفي كلية الحقوق حيث درست قبل أكثر من ثلاثين سنة، كان ابن خلدون والمقدمة بالأساس من المراجع الأساسية. وكان من الكتب المقررة كتاب للجغرافي الفرنسي إيف لاكوست «ابن خلدون أو ماضي العالم الثالث» كشرح لفكر ابن خلدون ونظريته في التاريخ. إلا أن المرء يصاب بإحباط شديد للجهل المستشري حاليا لفكر رجل ملأ الدنيا وشغل الناس، عدا بعض العموميات، أو ما يرشح في الحواشي، أو شرح الشرح، كما في الأدبيات القديمة. وبالجامعة المغربية، كي لا أتحدث عما لا أعرف، يكاد أن يكون ابن خلدون مغمورا، إلا كاسم. ولا يمكن أن نلوم الطلبة، فهم نتاج منظومة وسياق ثقافي أزرى بابن خلدون.
طبعا ليس الغاية هي معرفة فكر ابن خلدون من أجل المعرفة، وسرد فكره وحفظه، ولكن الوقوف على المحاولة الرصينة لتفكيك الخلل البنيوي للدولة في بلاد المغرب، وغيرها من البلدان الإسلامية، من أجل تمثل المنهج الذي اعتمده والذي يهيئ لمقاربة وضعية أو علمية، على خلاف سابقيه الذين ظلوا في دائرة النصح أو الأخلاق.
يقول الشاعر الفرنسي أراغون في بيت ذهب مذهب الأمثال، «ما كان سيكون، إن نحن تذكرناه». نحن نحتاج أن نفهم ما يجري لكي نتجاوزه، ولن نستطيع إن نفهم من دون معرفة ومن دون «تذكر» ما سبق. إلا أن ابن خلدون كفأن يكون مرجعا في جامعتنا وبرامجنا التعليمية ومنظومتنا التربوية. وأذكر بكثير من الأسى أن المرحوم الملك الحسن الثاني، على علمه وثقافته، حطّ في مذكراته «ذاكرة ملك» من ابن خلدون واعتبره سياسيا فاشلا. لم يذهب لمعرفة أسباب فشله، هل في قصور الرجل، أم في خلل للبنيات القائمة. ذلك أن ما بعد ابن خلدون كان إيذانا بنهاية حلم وحدة بلاد المغرب، وبداية التناحر وخروج بلاد المغرب من التاريخ. العيب لم يكن في ابن خلدون، ولكن في المنظومة التي ظهر فيها ابن خلدون والسياق التاريخي الذي برز فيه.
لأكثر من جيل أصبح ابن خلدون شخصا غير مرغوب فيه في الجامعة المغربية، ولا أحسبني مجانبا للصواب إن قلت في العالم العربي، وعوض أن ندرس ابن خلدون ونتمثل فكره، فضّلنا ابن تيمية وابن قيم الجوزية. ولا جدال أنه ينبغي أن ندرس ابن تيمية وابن قيم الجوزية، في سياقهما التاريخي، إلا أن ما قد يهيئنا لمقاربة موضوعية هو ابن خلدون. هو من ينبغي أن نُعرّف للناشئة كي تتمثل فكره ومنهجه، من خلال تبسيط فكره، إذ من العسير أن نطلب من الناشئة أن تقرأ لوحدها “المقدمة”.
طبعا، لم يظهر ابن خلدون كرعد في سماء صافية، أو جراء معجزة، ولكنه تعبير عن تراكم معرفي لمدرسة فكرية برزتفي الأندلس، مرتبطة بالتراث الإغريقي، وانتقلت إلى بلاد المغرب. وابن خلدون نفسه يشير في كتاب «التعريف»، هو سيرته الذاتية إلى الدَّين الذي يدين به لمعلمه عبدالله الآبلي، وكان عالما للرياضيات والمنطق، بفاس ومراكش، وهو منهيأه للمقاربة التي سوف يتبناها لفهم أحوال العمران (المجتمع) وما يعرض له. هل يمكن أن يبرز فكر يستطيع أن يقرأ الواقع قراءة نقدية، ويفكك مواطن الخلل، في ظل الأوضاع التي تعرفها الجامعة؟.
صدر تقييم قبل شهور حول وضع الجامعات في العالم العربي، ولم تكن منها جامعة واحدة ضمن 500 جامعة مصنفة عالميا، وحتى تلك التي صُنفت، كانت في غالب الأحيان مستنبتة بفضل الموارد المالية لدولها. لماذا توجد الجامعة في الوضع التي هي فيه؟ لأن المعرفة والتعليم لم يكونا في سُلم أوليات الحكومات. ذلك أن ما يرصد من أجل اقتناء الأسلحة، وسباق التسلح ووسائل الضبط الأمني والتتبع، يفوق ما يرصد على التربية. من المسلم به أنه لا يمكن لمجتمع ما أن يتطور من دون فكر، ولكن الفكر ليس جهدا شخصيا، أو معجزة، أو فلتة.
نعم، نحن نحتاج إلى فهم الانكسار الذي وقع، ونحن نحتاج إلى ابن خلدون جديد، ولكنه لن يظهر من دون بنية معرفية ومؤسسات تعليمية راسخة، لا هذا الذي نرى ونسمع، جعجعة ولا طِحنا.
حسن أوريد
على مسؤوليتي
مصطفى المنوزي: سرديات اللوبي الكولونيالي وضمير ذاكرة المقاومة

نشرت
منذ 4 أيامفي
أغسطس 30, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
ألم نقل لكم إن اللوبي الكولونيالي لم ولن يستوعب قرار التخلي عن إلقاء خطاب ثورة الملك والشعب؟ إن ما قد يُسوَّق كخطوة بروتوكولية أو كإعادة ترتيب في الأجندة السياسية، يخفي في العمق مسعى لإضعاف ذاكرة المقاومة وإفراغها من مضمونها، في زمن عاد فيه الاستعمار بوجه ناعم، وبأدوات أخطر من البارود والسلاح: أدوات الاقتصاد والاتصال والتطبيع الثقافي.
لقد ظل خطاب 20 غشت علامة فارقة في التاريخ الوطني، لأنه يجسد تلاحم العرش والشعب في مواجهة الاستعمار، ويعيد إلى الذاكرة أسماء الشهداء وبطولات جيش التحرير. التخلي عن هذه اللحظة الرمزية ليس مجرد غياب لطقس سياسي، بل هو هدية مجانية للذين يتربصون بذاكرتنا الجماعية، ويراهنون على النسيان كي يفرضوا سرديتهم البديلة.
إن اللوبي الكولونيالي يعرف جيدًا أن أخطر سلاح ليس المدفع ولا الطائرة، بل القدرة على محو الذاكرة وإعادة كتابتها بما يخدم مصالحه. ولهذا فإن تقليص حضور رموز المقاومة في الفضاء العمومي، أو التعامل مع المناسبات الوطنية بروح شكلية، يفتح الباب واسعًا أمام عودة النفوذ الأجنبي بأدوات “الاستعمار الناعم”: الاستثمارات المشروطة، الإملاءات الانتخابية، الضغوط الدبلوماسية، والتطويع الإعلامي.
وها نحن نرى اليوم كيف تتقاطع هذه الأدوات مع لحظة سياسية دقيقة يعيشها المغرب: انتخابات تفرغ من مضمونها، أحزاب تتحول إلى مقاولات تسويات، ونخب تلهث وراء الريع بدل بناء مشروع وطني. في هذا المناخ، يصبح تغييب خطاب ثورة الملك والشعب أكثر من مجرد صدفة؛ إنه إشارة مقلقة على أن الذاكرة الوطنية لم تعد في صلب الرهان السياسي.
لهذا فإن التحذير واجب: مراجعة القرار لم تعد مسألة رمزية فحسب، بل صارت ضرورة أمنية واستراتيجية. فمن دون استحضار روح المقاومة وجيش التحرير، سنفقد البوصلة التي توجهنا في زمن التحولات الإقليمية: انفجار الأوضاع في الجوار، سباق النفوذ بين القوى الكبرى، وتطبيع غير مشروط مع أجندات تسعى لتفكيك المنطقة وإعادة تركيبها.
إن ذاكرة المقاومة ليست عبئًا على الحاضر، بل هي سلاحه الرمزي. وكل تنازل عنها هو تنازل عن جزء من السيادة. لذلك، وجب التذكير اليوم قبل الغد: 20 غشت ليس مجرد تاريخ على الروزنامة، بل هو خط أحمر في معركة الذاكرة، ومعركة الذاكرة هي معركة السيادة.
* مصطفى المنوزي
منسق منتدى ضمير الذاكرة
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: النخبة المعطوبة لا تبني أوطان ولا تردّ عدوان

نشرت
منذ 6 أيامفي
أغسطس 28, 2025بواسطة
سعيد لكحل
تكشف الأحداث والوقائع أن المناعة الحزبية والثقافية والإعلامية، باتت مشلولة وعاجزة عن مواجهة المؤامرات الدنيئة والمخططات الخبيثة التي تموّلها وتنفذها جهات عديدة، داخلية وخارجية، معادية للوحدة الترابية وللاستقرار الذي ينعم به المغرب ويميزه عن محيطه الإقليمي المتموّج والمضطرب، بغاية استهداف النظام والدولة والشعب.
فباستثناء مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت ساحة مواجهات حقيقية تقودها فئة واسعة من بنات وأبناء المغرب الأوفياء للوطن ضد العملاء والخونة الذين انخرطوا في خدمة تلك الأجندات المعادية للدولة وللنظام، لا نسمع صوت الهيئات السياسية والمدنية التي تتلقى تمويلا من خزينة الدولة مقابل تأطير المواطنين والدفاع عن قضايا الوطن ومصالحه العليا. لقد لاذت بالصمت والتجاهل وكأن الحملة المسعورة ضد مؤسسات الدولة والتشهير بالمسؤولين، خاصة الأمنيين منهم، لا تعنيهم كهيئات أو كأعضاء مسؤولين بها. والأنكى من كل هذا، أن تلك الهيئات جعلت من الانتخابات المقبلة شغلها الشاغل الذي يحظى بكل الأولوية عما يتعرض له الوطن من مؤامرات. نحن أمام نخبة سياسية لم يعد يهمها غير المناصب والمكاسب.
استقالة الأحزاب والمثقفين.
شكّل المثقفون، على مدى عقود، ضمير الشعب وقدوته نحو التجديد والتغيير والإصلاح. إلا أن التحولات التي عرفها المغرب مع العهد الجديد (طي صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، جبر الضرر، تقرير الخمسينية، النموذج التنموي الجديد، الانفتاح السياسي والحقوقي الذي كرسه دستور 2011 ..) كشفت عن كون الثقافة التي استبطنها هؤلاء وتشبعوا بها وروجوا لها تتمفصل حول المواجهة والصدام مع النظام. تلك كانت ثقافة جيلين لما بعد الاستقلال طبعت الذهنيات ورسخت مفاهيم المواجهة/الثورة عبر المنشورات والكتب والمجلات. وكان الجميع (يساريون، قوميون، اشتراكيون، إسلاميون، عسكريون) يطمح لإسقاط النظام ويبشر بدنو أجل انهياره. لكن النظام عاكس كل الطموحات وأفشل كل المخططات المناوئة لوجوده، فأثبت قدرته على التغير والتطور والإصلاح، بحيث صار حاملا لمشروع التحديث والدمقرطة والمساواة والمناصفة؛ بينما النخبة السياسية والحزبية والثقافية أعاقتها أعطابها الذاتية عن مواكبة إرساء أسس المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي الذي التزم الملك محمد السادس بحمله وإنجازه في خطاب 29 ماي 2003، بعد التفجيرات الإرهابية بالدار البيضاء كالتالي: (وسيظل المغرب وفيا لالتزاماته الدولية مواصلا بقيادتنا مسيرة إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي بإيمان وثبات وإصرار).
عقْد ونصف مر على اعتماد دستور 2011 ولا زالت عدد من بنوده لم تتم أجرأتها بسبب تخلف الأحزاب المشكلة للحكومات المتوالية، خلال ذات الفترة، عن مسايرة منهجية التحديث التي وضع الدستور أسسها.
وقد أثبتت الدولة التي كانت عصية على الدمقرطة ورافضة لكونية حقوق الإنسان، أنها صارت أداتها وحاملة لها من مداخل شتى، منها مدخل الانتخابات، كما هو واضح وجلي في خطاب العرش 2016 الذي طالب الأحزاب السياسية بحسن اختيار المرشحين، ودعا، بالموازاة، المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في التصويت على من يستحق تمثيلهم في البرلمان والمجالس المحلية (لذا أوجه النداء لكل الناخبين، بضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين، خلال عملية التصويت بعيدا عن أي اعتبارات كيفما كان نوعها. كما أدعو الأحزاب لتقديم مرشحين، تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة، وروح المسؤولية والحرص على خدمة المواطن).
الفقيه لي نتسناو بركتو..
للأسف الذين كانوا يطالبون الدولة بالديمقراطية وحقوق الإنسان صاروا، في غالبيتهم، أبعد ما يكونوا عن مطالبهم. ولا أدل على ذلك عدد ملفات النهب والفساد المعروضة على القضاء، أو التي صدرت فيها أحكام قضائية، لمسؤولين على تسيير مجالس ترابية أو أعضاء برلمانيين زكّتهم الأحزاب وصوت عليهم الناخبون؛ ثم التمثيلية النسائية، سواء في الهيئات المركزية للأحزاب، أو في البرلمان الذي رغم تنصيص الدستور على المساواة والمناصفة لم تحصل على العضوية فيه سوى 90 نائبة وكان ذلك بفضل “الكوطا”، بينما لم تنجح في الدوائر الانتخابية المحلية سوى 5 نساء. والأدهى والأمرّ أن الأحزاب تزكي المتورطين في ملفات الفساد ومن تحوم حولهم الشبهات، أو أولئك الذين سبقت إدانتهم قضائيا.
أما المعركة من أجل تعديل مدونة الأسرة فلم تتحمس لها غالبية الأحزاب باستثناء حزب البيجيدي الذي جعلها معركته المصيرية لعرقلة مشروع التحديث والدمقرطة، من جهة، ومن أخرى لاستثمارها في الحملة الانتخابية للحصول على أصوات مناهضي حقوق النساء. ولا شك أن اعتبار الأحزاب قضية تعديل مدونة الأسرة ليست أولوية بالنسبة إليهم، أوحى لمناهضي حقوق المرأة بأن المعركة هي بين النظام الذي حمل على عاتقه، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، مسؤولية النهوض بحقوق النساء، وبين تنظيمات الإسلام السياسي التي تصر على تكريس وشرعنة القهر والظلم والتمييز ضد النساء. لهذا لا غرابة أن نجد فئات واسعة من النخبة السياسية والمثقفة تخونجت وصارت تتبنى خطاب وتصور الخوانجية من القضايا الجزئية إلى الكبرى: الحريات الفردية، العلاقات الرضائية، حقوق النساء، المساواة في الإرث، إثبات النسب باعتماد البصمة الوراثية وتزويج الطفلات. بل إن طيفا من تلك النخبة التي تعتبر نفسها مناضلة في الصف الأول يصدّق مزاعم الصحافة والمقالات مدفوعة الأجر بأن المغرب استعمل تطبيق بيغاسوس للتجسس على رؤساء حكومات أوروبية. ورغم نفي تلك الحكومات المعنية مباشرة، الا ان تلك الفئة من تجار النضال ظلت متشبثة بسرديتها ومنخرطة في خدمة أجندات عدائية للنظام وللوحدة الترابية للمغرب.
على مسؤوليتي
“والقلم وما يسطرون”.. عودة سالمة مؤكدة لرفيقي وصديقي سيون أسيدون

نشرت
منذ 3 أسابيعفي
أغسطس 15, 2025بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
المناضل الكبير العزيز سيون أسيدون، كان ومازال أكثر من رفيق ومن صديق ومن أخ ومن أستاذ ومن مرشد، لأن ما جمعني به أكثر من مجرّد صداقة رفاقية، علاقتنا تعدّت العام والعموميات إلى خصوصيات كُثر، بعضها يعرفه بعض الرفاق والرفيقات، وأغلبه لا يعلمه إلا الراسخون في علم ترجمان أحلامه هو الحياتية الشخصية، وأحلامه الكبرى بالوطن والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية… وبعض هذه الأحلام والأعمال والأفعال هي أمانة في الصدر المكنون.
كنا في غاية القلق لمّا نقل العزيز سيون إلى غرفة العمليات في حالة صحية حرجة، سنتعرّف على تفاصيلها ودواعيها منه شخصيا، فلدي إحساس داخلي، لا أدري كنهه ولا مصدره، يطمئنني أن سيون سيعود إلينا سالم الجسد والروح بكل تأكيد، حتى ليمكن لي أن أقسم على ذلك بـ”القلم وما يسطرون”… وبسبب هذا القلم استضافته السجون… مرت على العزيز سيون الكثير من المحن في حياته الخاصة والعامة، وكذا الكثير من المصادفات العجيبة، كان تاريخ ميلاده يعود إلى سنة 1948، وهي السنة التي نشأت فيها إسرائيل في قلب أرض فلسطين، فكان أبرز وأشمخ يهودي مغربي سيعادي الاحتلال الإسرائيلي ويناصر الحق الفلسطيني ويناهض المدّ التطبيعي.
ومن الصدف، كذلك، مع هذه السنة (1948)، أنها ستُردف بسنة “مقلوبة” (1984)، سيعانق خلالها، في مثل هذه الأيام تقريبا، وتحديدا بمناسبة ثورة الملك والشعب (20 غشت)، سيعانق الحرية، إثر عفو ملكي على عدد من مناضلي وقادة اليسار السبعيني، بعدما قضى سيون 12 سنة سجنا من أصل 15 سنة، التي كان محكوما عليه بها في المحاكمات السياسية الكبرى لسنة 1973، للإشارة كانت هناك محاكمة مراكش، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الاتحادية، فيما سيون كان ضمن محاكمة الدارالبيضاء، التي كان أغلب معتقليها من الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
لقد كان سيون مناضلا أمميا بامتياز، إذ كان من أبرز المشاركين المغاربة في الانتفاضة الطلابية في ماي 1968، حيث كان يدرس هناك، وما أن عاد إلى المغرب في 1972، حتى قرّر احتراف “القلم”، فأصدر صحيفة “صوت الكادح”، لكن صوت أسيدون سرعان ما تعرّض للتكميم، إذ تعرّض، في نفس سنة عودته إلى المغرب، للاختطاف ونقله إلى المعتقل السري “دار المقري” في الرباط، حيث سيُذاق شتى أشكال التعذيب والتنكيل، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، والقصة في الأصل هي قصة صوت وقلم.
منذ عرفت سيون أسيدون وهو شعلة حركة ونشاط، لا يعرف فسحة ليقعد ويرتاح، حتى في داخل السجن، كان يتحرّك ويخطّط، إلى درجة أن إدارة السجن فرضت عليه حالة قصوى من الحصار والتضييق ليقضي أبشع عقوبة في العزل الانفرادي لمدة سنة كاملة، كان دائما يخطط لشيء ما، حتى أنه خطط للفرار من السجن، وكذلك فعل، وظل حرا طليقا لمدة أربعة أيام في الاختباء والتواري قبل سقوطه من جديد بين يدي الجلاد، ومنذ الإفراج عنه في سنة 1984، وهو لا يكف عن التخطيط، يخطط ويبني إطارات حركية ثورية تقدمية، يخطط ويدعو ويقود مظاهرات شعبية احتجاجية وتضامنية، ويخطط وينخرط في مختلف الأشكال النضالية والحقوقية، بحضور وازن وفاعل في العديد من الإطارات المدنية، من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبارانسي المغرب)، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (BDS) المغرب.
وفي مختلف هذه الجبهات والواجهات، كان سيون أسيدون يتحرّك في مختلف ميادينها من المغرب إلى لبنان، ومن إفريقيا وأوروبا إلى آسيا، يحلم بالحرية والتحرر والتحرير، ويغني مع مارسيل خليفة العشق الأممي للشمس والحلم والأمل، وأتصوّره الآن، وهو يتماثل للشفاء، يرفع صوته بالغناء، ونهتف ونغني معه:
مناضلون بلا عنوان
مناضلون في أي مكان
نكتب سير الأبطال للأطفال
نحلم بالورد والخبز والزيت
وكتب الحب والنار
ورسم العصافير والتذكار
وعشق المطر والأزهار
صديقي ورفيقي وعزيزي سيون أسيدون.. “جمعْ راسك معانا” لنعانقك وأنت تعود إلينا سليما معافى صامدا صبورا وشامخا، لنتحاكى أحلامنا، ولتتيح لنا فرصة أخرى لنقول ونكرر ونردّد كم نحبك وكم تحبّنا… سلاما عزيزي حتى مطلع كل فجر.

الفيفا: رقم قياسي جديد في سوق الانتقالات الصيفية قبل عام من مونديال 2026

تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تسجل رقما قياسيا سنة 2024

الصويرة في مواجهة زحف الرمال: عريضة مواطنة كآلية للتعبئة

المجلس الوطني للمنافسة يوافق على استحواذ جمعية Ports4Impact على شركة نادي الرجاء الرياضي

مجموعة باكستانية تنضم إلى”أسطول الصمود العالمي”

البيضاء: مركز الإدماج الاجتماعي يفتح أبوابه أمام النساء في وضعية هشاشة

المنتخب الوطني يجري حصتين تدريبيتين

المغرب يحصل رسميًا على 10 مروحيات Caracal H225 المتطورة

هزة أرضية تضرب إقليم الحوز بقوة 4,5 درجات

طقس حار مع رياح قوية متوقع اليوم الأربعاء

24 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

ملعب أكادير يدخل رسمياً دائرة الجاهزية لاحتضان “كان 2025”

أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي في دارفور بالسودان

إسرائيل تحشد قواتها العسكرية تمهيدا للهجوم على مدينة غزة

المحكمة العليا في البرازيل ترفض الإفراج عن روبينيو

المنتخب الوطني الأول يجري أول حصة تدريبية قبل مباراتي النيجر وزامبيا

5 جهات تستحوذ على ما يقارب ثلاثة أرباع نفقات الاستهلاك النهائي للأسر

موسم أولاد تيدرارين الأنصار في دورته التاسعة والأربعين: وفاء للتراث و انخراط في التنمية

اختيار عبد اللطيف الجواهري ضمن قائمة أفضل محافظي البنوك المركزية عالمياً

الدولي المغربي سفيان أمرابط ينضم إلى ريال بيتيس الاسباني

هيئة الشارقة للكتاب تفتح باب الترشح لجائزة “ترجمان 2025”

هذا موعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد السنغال

المغرب ضد مدغشقر .. الموعد والقنوات الناقلة للبث المباشر

الشان 2024: المنتخب الوطني للاعبين المحليين يصل لدار السلام تحسبا للقاء تنزانيا

وزارة التعليم العالي تُلغي مباريات الماستر وتعتمد دراسة الملفات فقط

27 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

إنهاء مهام مدير عام قناة الجزيرة الجزائري مصطفى سواق

سعيد الكحل يكتب: بوبكر الجامعي صوْت عَدْلاوة المبْحُوح

تعيين لجنة مؤقتة لإدارة جامعة كرة السلة المغربية

وزارة الدفاع الإسرائيلية تقر خطة السيطرة على مدينة غزة

ساحة الفنانين بالصويرة: بين تهديد الرمال ورهان الأجيال

إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذ خطة السيطرة على غزة

مريم القدميري تتفاعل مع قضية “الطفل البشير”و تدعو للتمسك بالأمل وتجاوز الأحزان “الصورة”

الدورة 8 لمهرجان أناروز تحتفي بالهوية الأمازيغية من أعالي تافراوت

تأجيل جلسة محاكمة ابتسام لشكر إلى غاية يوم 3 شتنبر المقبل

إسرائيل تكثف عملياتها في مدينة غزة

غوغل تزيح الستار عن ساعتها المتطورة.. تعرف عليها (فيديو)

مقتل ستة جنود سوريين في ضربات إسرائيلية قرب دمشق

و أخيرا..رونالدو يطلب يد جورجينا للزواج

وفاة الاعلامي علي حسن الذي ارتبط اسمه ب “سينما الخميس”

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
رياضة منذ 5 أيام
المغرب ضد مدغشقر .. الموعد والقنوات الناقلة للبث المباشر
-
واجهة منذ يومين
إنهاء مهام مدير عام قناة الجزيرة الجزائري مصطفى سواق
-
منوعات منذ 6 أيام
الدورة 8 لمهرجان أناروز تحتفي بالهوية الأمازيغية من أعالي تافراوت
-
دولي منذ 7 أيام
إسرائيل تكثف عملياتها في مدينة غزة
-
دولي منذ 7 أيام
مقتل ستة جنود سوريين في ضربات إسرائيلية قرب دمشق
-
رياضة منذ 6 أيام
وليد الركراكي يوجه الدعوة إلى 27 لاعبا
-
دولي منذ 3 أيام
مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في غزة
-
واجهة منذ يومين
الأوقاف تعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف الحج لموسم 1447 هـ