Connect with us

على مسؤوليتي

3/3.. ولي العهد الأمير مولاي الحسن.. ملك قبل الأوان!

نشرت

في

ليس مولاي الحسن الابن الذي كان يجلس إلى جانب محمد السادس الأب، يوم الجمعة 19 ماي الماضي، بل ولي عهد المملكة العلوية الشريفة هو من كان يجلس إلى جانب محمد السادس الجالس على العرش اليوم، وهو يترأس مجلسا وزاريا به وزراء عابرون في حكومة عابرة في ظل استمرار السلالة العلوية.

فقبل ثلاث سنوات تقريبا، وتحديدا في يوم الاثنين 08 يوليوز 2020، كان لولي العهد مولاي الحسن أول حضور لمجلس وزاري. ومنذ ذلك الحين، لا يُمكن ألا يكون ولي العهد مولاي الحسن قد كوّن فكرةً عن التسيير الحكومي، وراكم خبرةً في التدبير والاحتكاك المباشر بالطبقة السياسية، لقد كان الأمير يحضر ويرى ويسمع ويتتبّع ما كان يُقال في مجالس وزارية في عهد حكومة كان يترأسها إسلاميون، وهو يحضر اليوم ويرى ويسمع ويتتبّع ما يقوله، في مجلس وزاري، وزراءُ حكومةٍ يترأسها رأسماليون، يترأسهم الملك محمد السادس، الذي “سئم” التعامل مع معظمهم، بدليل أنه نفس الملك الذي سبق أن اتهم الحكومات، التي تعاقبت في عهده، ومن بينهم هؤلاء الوزراء، بإفشال النموذج التنموي، ووجه إليهم انتقادات شديدة، هم و”سياسيو” أحزابهم التي تشكلت بأغلبيتهم هذه الحكومات، ولم يكتفِ الملك، في هذا الصدد، بخطاب واحد، بل أفرد لهم عدة خطابات إلى درجة أن قال لهم، بصريح العبارة، إنه ومعه الشعب “لم يعد يثق في الطبقة السياسية”، التي اعتبرها الملك فشلت في كل شيء إلاّ في شيءٍ واحد، خصّص له الملك فقرة كاملة، في خطاب عيد العرش 30 يوليوز 2022، حينما قال إن هناك أشخاصا يهدفون إلى “تحقيق أرباح شخصية، وخدمة مصالحهم الخاصة”.. في تذكيرٍ للطبقة السياسية السائدة اليوم، حكومة ومعارضة، بالسؤال الفاضح والجارح، الذي طرحه الملك مع الشعب، قبل ثماني سنوات، في خطاب العرش لسنة 2014، على هذه الطبقة السياسية “المحتلة” للكراسي، التي تسللت لها بلا كفاءة ولا تجربة، ليأتي السؤال بصيغة مباشرة: “أتساءل مع المغاربة أين هي الثروة ولماذا لم يستفد منها جميع المغاربة؟”.. وكذا ذكّرهم في خطاب آخر للجلوس، كان بين هذين الخطابين، في 29 يوليوز 2017، وعد فيه الجالس على العرش الشعب المغربي بأنه سيطبق المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة، على قاعدة أنه “كما يُطبق القانون على جميع المغاربة، يجب أن يطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكافة جهات المملكة”، وتابع الجالس على العرش قوله: “إننا في مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة، ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب”.

والظاهر أن ولي العهد مولاي الحسن لن يقبل بأن تتمدد هذه الطينة من المسؤولين حتى عهده، ويجب منعها من المرور أو “التسلّل” إلى عهد ملك سيسير البلاد مع جيل “الآيباد”، الذي سيتمكن بنقرة واحدة من الولوج إلى المعلومة، وفق ما ستتيحه البرامج الرقمية، التي تشتغل عليها الدولة اليوم، والتي بدأت بالسجل الوطني الموحد للسكان كملف اجتماعي يحظى بعناية خاصة، والتي لن تنتهي بجعل المواطن يتعامل مباشرة مع الإدارة عبر البوابات الرقمية، التي ستحجب الأشخاص وتغلق بوابات النهب.

بالتأكيد ستفضح الرقمنة هؤلاء المسؤولين والسياسيين وغيرهم من الذين يتنعّمون يمينا وشِمالاً في المال العام منذ عشرات السنين، بل إن المغاربة اليوم مقتنعون أنهم ضحايا لهذه “الحفنة المحظوظة”، كما سمّاها الملك محمد السادس نفسه، من الذين اغتنوا واغترفوا واغتنموا من الريع والنفوذ والفساد والنهب، وراكموا من وراء ذلك ثرواتهم الطائلة والمفاجئة، عبر الاحتيال على مؤسسات الدولة، بتواطؤ مع بعض كبار موظفيها، وعندما تتفجّر بعض فضائحها وتصل شظاياها إلى القضاء، تتم التضحية بصغار الموظفين وبعض أكباش الفداء.

لقد فطن الملك محمد السادس لكل هذا، فانحاز لشباب الربيع المغربي، العربي الأمازيغي، بالخطاب الشهير ليوم 09 مارس 2011، الذي اعتمد مطالب الشارع في خطاباته الموجهة إلى هذه “الحفنة المحظوظة”، التي اغتنت غنًى فاحشا، فيما ازداد باقي المغاربة فقرأ مذقعًا، كما قال أيضا الملك نفسه.

إنها نفس “الحفنة”، التي حظيت بالدعم والحماية حتي في عهد حكومة بنكيران، الذي كان يدعي وحزبه أنه سيحارب الفساد، فوجد نفسه يُشرعن له ويأكل الثوم الذي وضعه في فمه وزير المالية “المطرود” محمد بوسعيد، من خلال دفعه لسن قانون إبراء الذمة سنة 2014، الذي يهدف، حسب ما أقنع به بوسعيد وزير المالية “المطرود” عبد الاله بنكيران أن هذا القانون سيتيح للمغرب استرداد أمواله المُهربة إلى الخارج بطريقة غير قانونية، وسيؤدي ذلك إلى تحسين الوضعية المالية والنقدية للبلاد، فيما الذي تحسّن هو جيوب المُفسدين المقاومين لاصلاحات الملك، وتم بعدها تهريب الأضعاف المضاعفة من أموال الشعب المغربي المنهوبة لوجهات هذه المرة شرقية وآسيوية، تنظاف إلى تلك الملايير المخبأة في الغرب أبناك وبيوت وتحفًا ناذره.

قناعات الملك ومعه بنكيران بخصوص أمر سن قانون “عفا الله عمّن سرق”، كان هدفه وقفَ النهب، ورحيل هؤلاء وابتعادهم عن الإدارة واختفاءهم من الساحة، إلاّ أن هؤلاء ظلوا يتمردون على سياسة وقف النهب، التي دعا إليها الملك محمد السادس، في تحدٍ كبير لتهديداته، واعتقادًا منهم أنه لا تقارير ولا آثار لِما مارسوه من نهب لجيوب الشعب.

والحال أن الدولة كانت تنتظر نهاية رقمنة الإدارة كي تتضح لها معالم هذه الجرائم، وتبدأ في تفعيل الاتفاقيات الدولية، التي تهدف إلى محاربة غسيل الأموال العابر للقارات.

من خلال المعطيات المتوفّرة، أعتقد أن المغرب بات جاهزا لما يمكن اعتباره “20 فبراير ملكية”، يريد من خلالها الملك محمد السادس محاربة عصابة تشتغل بمنطق مافيات الجريمة المنظمة، التي اخترقت دواليب الإدارة، وتحولت إلى نظام قائم الذات، وإلى بنية موازية توظف لفائدتها إداريين وموظفين ورجال سلطة ومنتخبين فاسدين، ناهيك عن استغلال الحاجة والهشاشة والفقر.. وهو ما وفر كل العوامل التي قادت إلى الإفلاس المبين لكل المخططات التنموية.

وأعتقد أن العودة إلى مختلف تحوّلات ومنعرجات هذا المسار ستؤهّلنا لنفهم ماذا تعني إشارات الملك، التي وردت على لسان مستشاريه عبد اللطيف المنوني وعمر عزيمان، اللذين خرجا، في تصريحات صحفية مع وكالة فرانس بريس، ليقولا إن المغرب يتجه نحو ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، ما يعني أن الملك، في الوقت المناسب، سيتوارى إلى الخلف ليترك الحكم وإدارة الشأن العام إلى جهاز تنفيذي تفرزه صناديق الاقتراع في انتخابات يختار فيها الشعب ممثليه.

الرسالة هنا واضحة، وهو أن الملك ماضٍ في طريق التنازل المتدرج عن صلاحياتٍ دستورية وسيادية، كان والده الراحل الحسن الثاني لا يتردد في إرسال أي سياسي أو أي مواطن عادي طالب بملكية برلمانية إلى غياهب السجون والمعتقلات السرية والعلنية.

بمعنى آخر، إن الملك محمد السادس عبّر، شخصيا، عن رغبته في تهيئة الأجواء المناسبة لمرحلة سياسية أخرى يُنتظر أن ينخرط فيها المغرب مستقبلا برؤية جديدة، وبكفاءات جديدة، وبرجالات جدد ليست لهم أي مسؤولية في هذا الفساد الكبير الذي ينخر البلد بالطول والعرض تمهيدًا لحكم ولي العهد مولاي الحسن.

هذا التحوّل النوعي، وهو تحوّل تطوري وطبيعي، قد يدفع بالملك إلى مراجعة دستور المملكة كي يتماشى مع طموحات واستشرافات القصر، التي يجب أن تسبقها، وفق ما ذكره المستشاران الملكيان، إدخال مقتضيات وإصلاحات وتغييرات جذرية تضمن التنزيل السليم والناجع لهذا الشكل الجديد من الحكم في المغرب، بما أن الملك محمد السادس اختار ان ينحاز إلى نظام الملكيات الأوروبية محاولاً الاصطفاف معها، ومع ديمقراطية بلدانها، بعد أن رفض طلب الانضمام إلى “درع الخليج” لـ”حماية الملكيات” المتجمِّعة في مجلس التعاون الخليجي أيام “الربيع العربي”، مفضّلًا الاحتماء بالدستور، والتنازل عن العديد من صلاحياته الملكية، ليختزلها في صلاحيات رئيس الدولة وأمير المؤمنين فقط، في دستور 2011.

يمكن لهذه المراجعة أن تشمل توسيع صلاحيات ولي العهد، وحتى أن تتضمن نصا يمكن من خلاله أن يوكل الملك العرش، في عهده، إلى ولي عهده، خلال مرحلة ما، كما سبق للملك الإسباني خوان كارلوس أن فعل، عندما ولّى نجله الأمير فيليبي على العرش ويتتبع خطواته، أو كما فعل أمير قطر الشيخ حمد مع ابنه الشيخ تميم، مع احتفاظ الملك بصلاحيات “إمارة المؤمنين”، حتى لا يصطدم الملك الشاب بما سبق أن صرّح به أحمد الريسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، عقب اعتلاء الملك محمد السادس العرش، حين قال إن الملك شاب غير متزوج ولا يتوفر على الأهلية العلمية لإصدار الفتوى، ولا تتوفر فيه أيضا مقومات أمير المؤمنين، مما دفع بالأمانة العامة لهيئته السياسية إلى إبعاده من رئاسة حركتها الدعوية.

في بداية اعتلائه العرش، قال الملك محمد السادس للأمير مولاي رشيد: “إذا ما تغيرتُ، نبّهني لذلك”. وبعد مدة، سأل الملك شقيقه الأمير إن كان تغيّر، فأجابه مولاي رشيد “نعم بعض الشيء، لكن لا أعتقد أن هذا التغيير كان سلبيا”. لعل الملك تأمّل عميقا في جواب شقيقه، قبل أن يؤكد: “في البداية، كنت أظن أنني سأبقى كما كنت، إلا أن الحكم يغيّر الإنسان، وأنا لا أشكل استثناء للقاعدة”.

* مراد بورجى

انقر للتعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

على مسؤوليتي

محمد امهيدية “الوالي العمدة”.. هل تأخذ الأغلبية العبرة من قرار الملك بـ”الإقالة”

نشرت

في

بواسطة

– “طْلبها الوالي”… – “قررها الوالي”… هذه من العبارات، التي أصبحت العمدة نبيلة الرميلي تصدّ بها أعضاء مكتبها، وكذا المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء برمته، في غياب مؤسسة العمدة، التي أصبحت شبه منعدمة، منذ أن اتخذ الملك محمد السادس قرار “فضح” الوالي السابق سعيد احميدوش ومعه العمدة نبيلة الرميلي، بتعيينه للوالي محمد امهيدية.

“إقالة” العمدة نبيلة الرميلي من منصبها أصبح ضرورة ملحة بسبب ما أضحت تتعرض له أحزاب الأغلبية من “ذلّ” يومي، بعد أن “أعدمت” هذه السيدة ومعها زوجها توفيق كميل مؤسسة العمدة، فسقطا في ما جاء به خطاب العرش لسنة 2017، حين قال الملك محمد السادس مستنكراً “عندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالا بالواجب، وإنما هو خيانة، لأنه يضرّ بمصالح المواطنين، ويحرمهم من حقوقهم المشروعة”.

منطوق الخطاب الملكي يفتح الباب أمام رصد لائحة للمسؤولين المعنيين بالتخوين، وضمنهم “خائن” آخر للوطن وهو محمد بوسعيد، الذي سبق أن “طرده” الملك محمد السادس من وزارة المالية، بعد أن أخلّ بواجبه، فإذا بعزيز أخنوش يهمل إهمالا قرار الجالس على العرش ويتركه وراء ظهره وهو يستقبل بوسعيد بالأحضان وكأنه قادم على التو من حج بيت الله الحرام، فيعيّنه منسقا جهويا لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الدارالبيضاء سطات، ما أن تسلّم مهمة التنسيق حتى شرع يتآمر في انقلاب على إرادة الناخبين البيضاويين، حيث حصول حزبه الأحرار على المرتبة الأولى، يُلزمه بتسيير جهة الدار البيضاء بناءا على الفصل 143 من الدستور المغربي الذي بوّأ مؤسسة الجهة موقع الصدارة، ثم يأتي بعدها المجلس الجماعي، فمجالس الأقاليم والعمالات، إلًا أن المنسق “المطرود” محمد بوسعيد، لم يكن وطنياً بما يكفي ليفكّر في الأجيال القادمة، لأن سقف فكره “انتهازي” لا يتعدى الانتخابات القادمة، التف على الدستور المغربي، الذي يعتبر وثيقة تعاقدية بين الشعب وممثليه، وفضّل العمودية على الجهة، فتنازل عنها ليشغلها حزب الاستقلال دون غيرها كحزب بئيس، وجاء بنبيلة الرميلي من “العدم” ليرهن بها مصير ومستقبل الدارالبيضاء، فيما توفيق كميل، رئيس فريق الحزب وقتها، كان قد “أوقع” برئيس الحكومة عزيز أخنوش في شراك “حبائله” بخداعه له، حينما جاء بزوجته نبيلة الرميلي ليقدمها له، وتكلم له عن “كفاءاتها العالية”، التي “أسقطتها” من وزارة الصحة بعد أن قرر الملك إبعادها، بمبرر عدم قدرتها على الجمع بين الوزارة والعمودية، فيما تؤكد أعمال الوالي محمد امهيدية، خلال فترة محدودة لا تتعدّى عشرة أشهر، أن المشكل يكمن في التدبير، ما يعني أن السيدة العمدة فشلت في كل شيء.

مناسبة العودة للكلام على كوبل الدارالبيضاء، هي الحرب المستعرة حاليا بين المنتخبين، التي أشعلها التسابق على صرف ما تبقّى من الميزانية، حتى لا تعتبر فائضا فتخصمه وزارة الداخلية من مخصص المقاطعات للسنة المالية 2025، ولذلك، فإن الصراعات الضارية والدائرة حاليا بين مستشاري جماعة الدارالبيضاء لصرف ميزانيات المقاطعات، أفضى إلى نتائج وخيمة وسيئة، لأن هذا الصرف والتصرف لا يأخذ بالاعتبار مشاريع الوالي الذي يلهث وراء أوراش التنمية فيما رؤساء ومستشارون يتسابقون لصرف هذه الأموال في الحفلات وفي تظاهرات لا يهمهم منها غير “الصرف” حتى آخر سنتيم!

حرب الصرف “غير الصحي” جعلت مستشارين يتهافتون وراء العمدة قبل التقرير الرسمي في الميزانية، التي تُوزّع إما بشحّ وإما بسخاء، حسب “قرب” مسؤولي المقاطعات من الكوبل الحاكم، خصوصا أن العمدة وزوجها بمجرّد عودتهما من شواطئ إسبانيا، استعرت حرب التخطيط المتعلق بحصص المقاطعات للسنة المقبلة، خوفا من توزيع “مُسبق” يكون تقرر وحُسم فيه خلال استجمام الكوبل الحاكم بإسبانيا، وسيُحال لـ”تقرّر” أغلبيتها فيه بالمكتب، إلزاما بداية شهر شتنبر الجاري، من أجل أن تحيله على اللجان الدائمة التي تتدارس الميزانية، ابتداء من أواسط الشهر، لتتمكن من عرضها، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل، ليصادق المجلس على الميزانية، التي تُحدِد سلفا مخصص هذه المقاطعات، فيبقى للوالي مهمة التأشير عليها فقط.

فتح ورش الميزانية مسألة أساسية بالنسبة للوالي الجديد الذي تم تعيينه يوم 19 أكتوبر 2023، كانت قد فاتته مرحلة دراسة ميزانية السنة الحالية، ولهذا فميزانية السنة المقبلة لابد أن تحمل بصمته، كي تستجيب للمتطلّبات المالية والإدارية واللوجستية للدفع قُدما بالمشاريع المبرمجة بنفس السرعة التي اشتغل بها منذ تعيينه، وهذا العمل المهم جدا كان يتطلّب وجود العمدة في قلب الدارالبيضاء، لأن التحديات والرهانات التي رفعها الملك محمد السادس لحاضر ومستقبل الدارالبيضاء، في الغد المنظور، كانت تتطلّب عمدة تكون في مستوى اللحظة، قادرة على موازاة السرعة المحسوبة، التي تطبع عمل محمد امهيدية، المسؤول الأول عن التدبير الترابي لولاية الدارالبيضاء سطات، عوض أن يجد نفسه وحيدا في المعمعة، أمام الأوراش المتعثّرة منذ تولّيها العموديّة قبل ثلاثة سنوات، التي تدخّل فيها وأعاد بعضها إلى سكّة الإنجاز، مع حرص ميداني على تتبّعه لمجموعة من الأوراش التي فتحها، مع الاطلاع المنتظم على مسارات تقدم الأشغال فيها والتزام الشركات المنفذة بدفاتر التحملات… والعمل والاجتهاد لإقرار حلول مبتكرة تكون فعّالة، وتنزيل مخططات إخراج العديد من الأوراش العقارية من حالة الانسداد، التي فُرضت عليها عن سابق قصد وترصد خلال عهد الوالي السابق سعيد احميدوش، فيما الوالي الجديد، خلافا لسلفه، الذي كان باب مكتبه مقفلاً، فلم يحصد غير الطرد الملكي، قلتُ فيما الوالي الجديد شرع يشتغل، منذ البداية، بإرادة تشاركية، في محاولة لإشراك كل الجهات، كل حسب موقعها، في النهوض الجماعي بكل أوراش العاصمة الاقتصادية، مع فتح خط موصول مع المنعشين العقاريين، باللقاء معهم والاستماع إليهم بانفتاح كبير على كل المقترحات الإيجابية، التي من شأنها إقرار تدابير إدارية وعملية لتفادي تكرار توقّف أشغال البناء في مشاريع عقارية، إلى درجة أن الدارالبيضاء أصبحت تحمل أكبر عدد من منازعات المنعشين العقاريين مع السلطة والجماعة.

غير أن الوالي “فين” والعمدة “فين”! سعادة العمدة ركلت وراءها كل هواجس الوالي، وقبله انتظارات الملك نفسه، وانتعشت وأنعشت نفسها وروحها ومعها زوجها بنسائم البحر في رمال الشواطئ الإسبانية، ثم تعود اليوم، متأخرة، عن موعدها مع الملك وموعدها مع السكان البيضاويين، الذين تشنّفت آذانهم بالعبارة الزرقاء الفاقدة لكل روح: “تستاهل أحسن”!!!

في الوقت الذي كان على الحكومة أن تؤهّل مدينة الدار البيضاء لتكون أكبر قطب مالي في إفريقيا، كما يخطط لذلك ملك البلاد، الذي لديه علاقة خاصة بهذه المدينة العملاقة… أطبقت فضائح الكوبل الحاكم في المجلس الجماعي كل الآفاق، ووصل صداها إلى البرلمان حيث ارتفع صوت المطالبة، المبرّرة بوقائع ومعطيات مؤكدة، بمحاسبة نبيلة الرميلي وزوجها توفيق كميل.
إقالة العمدة الحالية، التي قد تكون بتوافق من أحزاب الأغلبية، مشياً على خطى الملك محمد السادس، لحفظ ماء الوجه، بعد أن شرع البيضاويون وحتى مستثمرون في الإشارة إليهم بأصابع الاتهام، خلافاً لما حصل مع عمدة الرباط… وفي حال لم تتوصّل أحزاب الأغلبية إلى “المبادرة”، هناك دائما المطلب، الذي رفعه عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للبيجيدي والمستشار بمجلس مدينة الدارالبيضاء، في مواجهة “الكوبل الحاكم”، الذي وجّه إليهما الاتهام، وسط البرلمان وأمام عموم الرأي العام، بـ”الابتزاز والفساد”! وليطالب وزير الداخلية، بصفة رسمية، بالشروع في تطبيق مسطرة “العزل” في حق نبيلة الرميلي من عموديّة مجلس جماعة الدارالبيضاء، وزوجها توفيق كميل من رئاسة مقاطعة سباتة، بناء على المادتين 66 و64من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات.

هناك حاجة ملحة لأن تخرج الدارالبيضاء من وضعها القائم منذ التعيين الملكي لمحمد امهيدية، والذي يجد البيضاويون أنفسهم أمام “والي أعرج”، الوالي في حاجة ليتحرك بطلاقة برجلين، بعمدة تكون أو يكون ذا كاريزما على الأقل ليوازي بين سلطة المنتخب الذي يقرر، وينفذ، وسلطة المُعيّن، الذي لم يعد وصي، بل يواكب عمل الجماعة، فيرد الاعتبار للعمل الحزبي، ويكون وطنياً حقيقياً مسكونا بتلك الجذوة أو الشعلة التي تتحرّك داخل الوالي وهو يقوم بما قام به، في تكامل بين السلط، وتنسيق في الخطط والبرامج، وتوفير الشروط الضرورية، التي تمكّن من الدفع بكل المشاريع، الكبرى والمتوسطة وحتى الصغيرة، لتحقيق الإقلاع المنشود لها ولكل الدارالبيضاء وللوطن ككل، الذي يستعد لاستقبال كأس إفريقيا سنة 2026، وكأس العالم سنة 2030…هذه هي الطريقة وحدها السالكة، وما عداها ستبقى العمدة تراكم الأخطاء القاتلة، التي لا مناص من أن تؤدي بها إلى العزل، وقد تتحوّل الملفات إلى القضاء وأصحابها إلى السجن… من يدري؟!.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

“كوبل الدارالبيضاء” يتمرّد على الأوامر الملكية.. ويسيِّر المجلس من الشواطئ الإسبانية!!

نشرت

في

بواسطة

* مراد بورجى

أضحت عمدة الدارالبيضاء، حاليا، متلبّسة بوضعيةٍ مُتقدمةٍ في الاستهتار بأوامر الملك محمد السادس، مُقدّمةً البرهان على أنها توجد الآن مسترخية بشواطئ الإسبان تمارس حالة من التمرّد والعصيان، في هذا الوقت بالذات، الذي اضطرت سلطات الدارالبيضاء إلى اتخاذ تدابير عملية جديدة لمواجهة أزمة شُح مياه الشرب، فضلا عن مواكبة التوجيهات الملكية المتعلّقة برفع رهانات تأهيل مدن المغرب لاحتضان كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

والمراد بالذّكر، هنا، هو “كوبل الدارالبيضاء” وليس العمدة لوحدها، فهما وجهان لعملة واحدة، أقل ما يقال عنهما إنها (هي تُضرِّب، وهو يعفي)، هذا “الكوبل الحاكم” بمجلس جماعة الدارالبيضاء، نبيلة الرميلي وزوجها توفيق كميل، تركا وراءهما كل القضايا الملحّة والحساسة لأكبر مدينة مغربية، مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، ولا نقول حَزَما أمتعتهما ومتاعهما لأن “عتادهما” هناك، بل فقط شدّا الرحال إلى شواطئ إسبانيا، للمساهمة في النهوض بالسياحة الإسبانية، عكس ما يفعله الملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن، حيث يقيما كل صيف بالشواطئ المغربية التي تفوق الشواطئ الإسبانية رونقا وجمالا، أما إذا تحدثنا، على وجه التخصيص، عن شواطئ الأقاليم الجنوبية، وبالأخص في سواحل الداخلة، فذلك حديث له شؤون وشجون من الرمال الذهبية والمناظر الخلابة.

في نفس هذا الوقت الذي “تسبح” فيه العمدة الرميلي في المياه الأوروبية، يوجد الوالي محمد امهيدية وحده “يغرق” في عرقه تحت الشمس الحارقة في تدبير مشاكل الأوراش المفتوحة بالدارالبيضاء، وضمنها وضعية ملعب العربي الزاولي، التي فرضت الزيارة المرتقبة للجنة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على والي ولاية الدارالبيضاء سطات أن يطلب من المجلس الجماعي للدارالبيضاء عقد دورة استثنائية، يوم الاثنين الماضي، لدراسة نقطة فريدة تتعلق بـ”الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة من أجل تدبير ملعب العربي الزاولي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي من طرف شركة سونارجيس” ليحوز على التأهيل.

وحتى لا يقول قائل إن الدورة الاستثنائية صادفت وجود كوبل الدارالبيضاء في إسبانيا، نشير، وهذه فضيحة أخرى إضافية، إلى أن العمدة كانت في الدارالبيضاء عندما طلب منها الوالي عقد الدورة الاستثنائية، إذ هي من راسلت، عضوات وأعضاء المجلس لدعوتهم إلى الاجتماع، ثم سافرت كعادتها خارج البلاد! .

تماما مثلما تفعل، كل مرة، وكل سنة، وفي عدة سفريات خاصة، لم يكن آخرها الحج الباذخ إلى الديار المقدّسة، إذ أردفته، اليوم، هي وزوجها، بالحج إلى الشواطئ الإسبانية للسباحة والاستجمام وأخذ حمّام شمس، وتركا الوالي محمد امهيدية يطلب عقد دورتين استثنائيتين في ظرف 12 يوماً في إطار الحفاظ على السرعة القصوى، التي يتطلّبها تحيين أوراش الدارالبيضاء لاحتضان كأس إفريقيا 2025، الذي يطل على الأبواب، فيما الكوبل الحاكم نبيلة الرميلي وتوفيق كميل لا يتخلّيان عن سفرياتهما، التي جعلاها أهمّ وأولى من مشاكل وقضايا الدارالبيضاء ومشاغل وانتظارات البيضاويين، ففي يوم الخميس 15 غشت 2024، راسلت العمدة عضوات وأعضاء المجلس لدعوتهم إلى الاجتماع، ثم بعدها “الظاهر الغابر” كما يقال، فقد طارت إلى إسبانيا.

يوما عن يوم، يتبدّى كم كان سديدا قرار الملك عندما أمر بإقالة نبيلة الرميلي، ومن عجيب الصدف أنه هو أيضا كان يوم خميس، ففي يوم الخميس 7 أكتوبر 2021، عيّن الملك أعضاء حكومة أخنوش وضمنهم نبيلة الرميلي وزيرةً للصحة، ويوم الخميس 14 أكتوبر، في أسرع تعديل حكومي في العالم، سيقوم الملك بـ”طرد” الرميلي من الحكومة، موجهاً بذلك “صفعة” لرئيسها عزيز أخنوش، وموجّها إليها، عبر بلاغ للديوان الملكي، أمرا واضحا وصريحا وهو “التفرغ الكامل لمهامها كرئيسة لمجلس مدينة الدارالبيضاء، بعدما تبيّن لها حجم العمل الذي تتطلبه منها هذه المهمة التمثيلية، وما تقتضيه من متابعة مستمرة لقضايا سكانها وللأوراش المفتوحة بهذه المدينة الكبرى”…

لكن العمدة، مع الأسف، لم تتفرّغ للأوراش المفتوحة بالدارالبيضاء ولقضايا سكانها، وإنما تفرّغت، هي وزوجها، لمصالحهما الذاتية، مهما استطاعا إلى إشباعها سبيلا، حتى أصبحا محط اتهامات منعشين عقاريين باقتراف تهمة ممارسة التواطؤ والتماطل من أجل الابتزاز، ومحل مطالبات مستشارين وبرلمانيين بمحاسبة الكوبل وبعزل العمدة!.

“مسك” ختامِ الكوبل نوجّهه إلى رئيس حزبهما السي عزيز أخنوش، الذي جاء بهما، ومعه أغلبيته العددية، لنذكّرهم، إذا كانت الذكرى تنفع المؤمنين، بكلام الملك عن العمدة وعن زوجها وعن أمثالهما، عندما قال مندّدا: “أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بأنه ليس له ضمير”.

أكمل القراءة

على مسؤوليتي

العفو يُخرج إلياس العمري ليقرأ فنجان الشهيد هنية والسنوار في حوار مع “مُخُّو”

نشرت

في

بواسطة

* مراد بورجى
الظاهر أن إلياس العمري أصبح يمثّل، بالفعل، نموذج “الثعلب الذي يظهر ويختفي”، هذا ما تُظهره الخرجات العجيبة لهذا “الغمّاق” الكبير، الذي تملّكه طمع العودة إلى الساحة السياسية، بمجرّد ما أن باغته العفو الملكي على صحافيين ومدونين ومثقفين ونشطاء مدنيين، في انتظار العفو عن معتقلي الريف والنقيب زيان وبعض المتابعين في ملف اگديم إزيك، فاشتدّ به الحنين إلى تلك الأيام البائدة، التي أفسد فيها السياسة، فابتكر فكرة جديدة، بعد فشل العودة إلى الظهور عبر الصحافة، وهي تسويق نفسه لمن تعنيهم الأمور على أنه خبير بما يجري ويدور، وأنه مهندس السيناريوهات، وأنه أكثر من يعرف “ضرب الخط الزناتي”، حتى أنه “تنبّأ” برئاسة يحيى السّنوار لحركة حماس قبل عشرة أشهر من استشهاد هنية!.

فهل يكون “الغمّاق” إلياس “تمنى” اغتيال إسماعيل هنية مباشرة بعد 48 ساعة على “طوفان الأقصى” في07أكتوبر 2023؟ ذلك ما عبّر عنه في حديثه عن مكالمة هاتفية “مزعومة” سوّقها على أنها “استشارية” من طرف يهود أمريكا، الذين يطمعون في بركاته الثعلبية وتحليلاته الغيبية، ليرشدهم بنصائحه “النيّرة” ويقرأ لهم “الطالع”!!هذا التسويق “الثعلبي” جاء في “حوار” قد يكون إلياس أجراه “مع نفسه” في موقع “كاب أنفو”،التابع لمؤسسة “كاب راديو”، التي استحوذ عليها في ظروف “مريبة”، تواتر فيها الحديث عن “تفخيخ” للعمدة السابق لمدينة طنجة سمير عبد المولى لـ”ينهب” منه مبلغ 500 مليون سنتيم.

في هذا “الحوار”، طرح إلياس على نفسه السؤال التالي: “ما هي قراءتك لانتخاب يحيى السنوار، على رأس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وما إذا كان ذلك سيعقّد الوضع أم سيساهم في حلحلته؟”!.

فأجاب وقال: “بعد 7 أكتوبر بنحو 48 ساعة، اتصل بي صديق من اليهود القاطنين في أمريكا، يسألني عن رأيي في المرحلة القادمة، وكيف سيكون الوضع، بعد هذا التاريخ. قلت له آنذاك (أي قبل 10 أشهر) أن 3 شخصيات بالدرجة الأولى، ستكون فاعلة بشكل كبير في مستقبل فلسطين. وأخبرته أن يحيى السنوار سيُنتخب على رأس حركة حماس، ومروان البرغوثي على رأس حركة فتح، ومحمد دحلان كمؤثّر خارجي. وهؤلاء الثلاثة يمكنهم إنجاز السلام مع إسرائيل”.

لنناقش، أولا، ولو بتركيز، هذا الجواب، الذي يُعفي من استكمال قراءة باقي الحوار، والذي لا يخرج عن “الخزعبلات” المعهودة من إلياس، الذي أكاد أجزم أنه “غمّاق” كبير، ولم يتّصل به أي أحد لا يهودي ولا مسلم ولا نصراني ولا حتى بوذي، وإنما هي “فبركة” على الخفيف أسماها “دردشة”، هدفها الأساسي هو “إظهار” إلياس في صورة “السياسي الكبير، وأنه مازال يملك مفاصل مؤثّرة في العلاقات الدولية! وكأن للمغاربة ذاكرة سمكة حتى ينسوا “فعايل” إلياس وكيف انكشف “كذبه” وجرى طرده.

إذا ما عدنا إلى قراءة الفنجان “الثعلبية” لـ”زميلنا” إلياس، نجد أن الظرفية التي تنبّأ فيها بمقتل إسماعيل هنية وانتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس لا تستقيم إطلاقا مع ملابسات الأحداث، لأنه في حال اغتيال هنية كان سيخلفه، قانونيا وتنظيميا، نائبه صالح العاروري، إلاّ إذا كان إلياس قد “تنبّأ”، أيضا، إضافة إلى مقتل هنية، بمقتل العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في بداية السنة الجارية (يناير 2024)، عقب عملية رصد وقصف لمكتبه في حي الضاحية ببيروت، الذي كان في حماية وتحت حراسة حزب الله.

ما لم يتنبّأ به “ليلى عبد اللطيف المغرب” هو أنه هو نفسه قد أضحى منبوذا في المجالس والصالونات، لكن “المسكين” يحاول جاهدا أن يصدّق أن الزمن لا يسير وأن الكرة الأرضية لا تدور وأن الدائرة لم تَدُرْ عليه، وأنه يكفي أن يُطلق العنان لشقشقة اللسان حتى تصدّقه الآذان! ولذلك بالذات لم يستطع السي إلياس “الخبير بالعلاقات الدولية” ذو الشهادة الابتدائية، أن يفهم ويستوعب أن هناك تحوّلات كبيرة يشهدها المغرب بعد العفو الملكي الأخير، الذي نأمل أن يتّسع قريبا لمعتقلي الريف وباقي الاحتجاجات الاجتماعية، فضلا عن النقيب المسنّ محمد زيان، وبعض معتقلي أكديم إزيك… ما لم يتنبّأ به “قارئ الفنجان” أن هذا العفو المرتقب هو أيضا إدانة ملكية صريحة لإلياس وللدور الخبيث، الذي لعبه في ما جرى بمخيم اگديم إزيك، قبل الحديث عن دوره القذر في أحداث الريف، ودون الكلام عن تزعّمه للقيادات المتكلّسة وعبثه الشعبوي في الحقل الحزبي الذي أفسد به السياسة (أكثر مما هي فالْسة)!!! هذا هو ما لا يريد إلياس أن يدركه، وهو أنه ما عاد له “مكان” في مشهدٍ سياسي طرده منه الملك محمد السادس، بصفة علنية، في خطاب عرش 2017، الذي خصّصه لاحتجاجات الريف، والذي وجّه فيه لإلياس ولأمثاله من الطبقة السياسية المتسلقة والفاشلة اتهامات خطيرة بإفساد السياسة، والانحراف بها عن جوهرها النبيل، ووصفهم بأنهم “يتسابقون إلى الواجهة للاستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة”، و”عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي”، قبل أن يختم الملك عن الاستغراب من وجود مسؤولين فشلوا في مهمتهم، ومع ذلك يتطلّعون إلى مناصب أكبر من مناصبهم الحالية، معتبرا أن “مثل هذه التصرفات والاختلالات، هي التي تزكّي الفكرة السائدة لدى عموم المغاربة، بأن التسابق على المناصب، هو بغرض الاستفادة من الريع واستغلال السلطة والنفوذ”.

لقد آن الأوان، انطلاقا من قراءة لأبعاد العفو الملكي الأخير، أن يخجل إلياس وأمثاله من السياسيين الفاشلين من أنفسهم، وأن يخرجوا من حياة المغاربة ويبتعدوا عن طريقهم وعن آمالهم وأحلامهم، ويذهبوا إلى حيث يتنعّمون بالأموال الفاحشة، التي تحصّلوا عليها بأساليب ممارستهم للسياسة، لعل إلياس، وكذا أمثاله، قد يهنأ بـ”النعيم” إلى أجل معلوم، قد يأتي عاجلا أم آجلا، حيث سيتجرجر للمساءلة والمحاسبة على كل الأفعال، التي ارتكبها في تلويث الحقل الحزبي، وعلى منابع ومآلات الملايير، التي استعملها هو وغيره، في الداخل وفي الخارج، دون أن يعلم أحد كيف أخرج مبالغ ضخمة من العملة الصعبة لتأسيس عدة شركات بعدّة دول… المساءلة آتية لا ريب فيها، على حدّ قولالمناضلين عندما يهتفون: “سْوا اليوم سْوا غدّا.. الحْسابْ ولابُدَّ”!!!.

أكمل القراءة
رياضة منذ 13 ساعة

أمم افريقيا 2025.. المنتخب المغربي يفوز على ليسوتو (1-0)

دولي منذ 14 ساعة

تأبين في نابلس لناشطة أميركية-تركية قتلت أثناء تظاهرة ضد الاستيطان

مجتمع منذ 15 ساعة

الداخلية تكشف حصيلة جديدة لضحايا وخسائر الفيضانات

رياضة منذ 15 ساعة

السد القطري يضم المهاجم الإسباني غونزاليس والمدافع الجزائري عطال

مجتمع منذ 18 ساعة

أمن البيضاء يوضح حقيقة فيديو تهشيم سيارات بـ”دار الأمان”

اقتصاد منذ 19 ساعة

نسبة ملء السدود بالمغرب 27.9 بالمائة

مجتمع منذ 20 ساعة

أصحاب البدلة السوداء يخرجون للاحتجاج رفضا لمشاريع وهبي

واجهة منذ 22 ساعة

باحثون يعلنون تطوير أول ساق آلية بـ”عضلات اصطناعية”

مجتمع منذ 24 ساعة

إحباط محاولة هجرة جماعية على مستوى شاطئ سيدي الطوال

دولي منذ يوم واحد

سبعة قتلى على الأقل جراء غارات إسرائيلية في وسط سوريا

رياضة منذ يوم واحد

أرباح رونالدو على “يوتيوب” تتخطى راتبه مع ريال مدريد!

رياضة منذ يوم واحد

إناث النادي الملكي للكرة الحديدية في المرتبة 3 ببطولة المغرب

رياضة منذ يوم واحد

دوري الأمم الأوروبية.. رونالدو يمنح البرتغال فوزا صعبا على اسكتلندا

رياضة منذ يومين

وليد الركراكي: نسعى لخلق المزيد من التوازن داخل النخبة الوطنية

رياضة منذ يومين

أمم افريقيا 2025 : المنتخب التونسي يفوز على نظيره الغامبي (2- 1)

رياضة منذ يومين

دراج مغربي يصل إلى الصين قادما من الدار البيضاء في رحلة استغرقت 7 أشهر

واجهة منذ يومين

رسمي: 11 حالة وفاة و9 مفقودين بسبب الفيضانات التي عرفتها مجموعة من أقاليم المملكة

دولي منذ يومين

حزب المحافظين يحث الحكومة البريطانية على مراجعة موقفها من قضية الصحراء

دولي منذ يومين

سائق شاحنة أردني يقتل ثلاثة إسرائيليين بعملية إطلاق نار

سياسة منذ يومين

المرشح حساني شريف يندد بتجاوزات خلال انتخابات الجزائر الرئاسية

دولي منذ أسبوعين

إخوان مصر يطلبون الصفح مقابل اعتزال العمل السياسي

على مسؤوليتي منذ 6 أيام

محمد امهيدية “الوالي العمدة”.. هل تأخذ الأغلبية العبرة من قرار الملك بـ”الإقالة”

واجهة منذ أسبوعين

حملة تحريضية ضد أحمد عصيد و التجمع العالمي الأمازيغي يندد

مجتمع منذ أسبوعين

بيان لعائلتي الشهيدين الدريدي وبلهواري بمناسبة مرور 40 سنة على استشهادهما

سياسة منذ أسبوعين

مرة أخرى..الأمن التركي يعتقل قياديا بـ”العدل والإحسان”

واجهة منذ أسبوعين

انطلاق عملية انتقاء وإدماج مجندي التجريدة الـ39 للخدمة العسكرية

مجتمع منذ أسبوعين

الصحافي والإعلامي جمال براوي في ذمة الله

سياسة منذ أسبوعين

“الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والارهاب” تتضامن مع وزير العدل عبد اللطيف وهبي

مجتمع منذ 4 أيام

مراكش: توقيف مدافع عن ضحايا زلزال الحوز

سياسة منذ أسبوعين

مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون المسطرة الجنائية

مجتمع منذ أسبوعين

كتاب الضبط بالمغرب في إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام

رياضة منذ يوم واحد

إناث النادي الملكي للكرة الحديدية في المرتبة 3 ببطولة المغرب

واجهة منذ أسبوع واحد

الأطلس الصغير: اكتشاف مئات الآلاف من وثائق “الأراتن” التاريخية الأمازيغية

دولي منذ أسبوعين

واشنطن تشير إلى “تقد م” في محادثات وقف إطلاق النار في غزة رغم هجوم حزب الله

دولي منذ أسبوعين

ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة الى 40476 قتيلا

منوعات منذ أسبوعين

”التيساع في الخاطر” يجذب أنظار الجمهور المغربي بعد عرض أولى حلقاته

دولي منذ أسبوعين

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لغزة إلى 40223 شخصا

رياضة منذ أسبوعين

ندوة صحافية لوليد الركراكي في هذا التاريخ

تكنولوجيا منذ أسبوع واحد

لهذا السبب قررت البرازيل حجب منصة إكس

اقتصاد منذ 6 أيام

إنوي تعلن شراكة جديدة مع البطل الأولمبي سفيان البقالي

الجديد TV منذ شهرين

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

الجديد TV منذ 3 أشهر

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

الجديد TV منذ 4 أشهر

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ 5 أشهر

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

الجديد TV منذ 5 أشهر

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ 5 أشهر

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الجديد TV منذ 6 أشهر

ذاكرة ليست للنسيان.. تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( الحلقة الثالثة)

واجهة منذ 6 أشهر

الملحن سعيد الامام يكشف لأول مرة تفاصيل عن الراحل عبدو الشريف

الجديد TV منذ 6 أشهر

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصيل محاولة اغتيال ادريس البصري ( 1/4)

واجهة منذ 6 أشهر

ذاكرة ليست للنسيان: تفاصل تروى لأول مرة عن محاولة اغتيال ادريس البصري

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ 6 أشهر

مخاطر استخدام الطب البديل لعلاج الحساسية والربو

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور
واجهة منذ 7 أشهر

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور(فيديو)

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور
الجديد TV منذ 7 أشهر

بعد غياب الرئيس، ماذا تبقى من مؤسسة الوداد؟ حسن ناظر يكشف المستور

الجديد TV منذ 11 شهر

آلاف المتظاهرين يخرجون في مسيرة حاشدة بالدار البيضاء تضامنا مع غزة وهذه مطالبهم

الجديد TV منذ 11 شهر

هكذا أوصل البيضاويون صوتهم وتضامنهم مع الفلسطينيين إلى العالم

تْهَلاوْ في الصحيحة منذ 11 شهر

الدكتور عيشان عبدالعزيز : هذا مايقع للجهاز التنفسي لحظة تعرضه لعواصف رملية

الجديد TV منذ 11 شهر

بالفيديو :سعيد الناصيري يطرح فيلمه الجديد “نايضة” بالقاعات السينمائية

الجديد TV منذ 11 شهر

التبوريشة.. اغنية رجاوي فلسطيني تزلزل مدرجات مركب محمد الخامس ( فيديو)

رياضة منذ سنة واحدة

فيديو: ندوة صحفية لفريق سبورتينغ الدار البيضاء لكرة القدم النسوية

الجديد TV منذ سنة واحدة

البروفسور ربيع يحمل بشرى لمرضى البروستات.. عملية بدون جراحة في أقل من عشرة دقائق

الاكثر مشاهدة