“المغرب هو المسؤول جزئيا عن تراجع احترام فرنسا. غالبًا ما يكون الملك محمد السادس غائبًا عن البلاد، ويبدو أن سياسة المغرب الخارجية تنحرف”، جاءت هذه العبارة في تقرير لصحيفة The economist نشرت ترجمته على موقع :”البهموت”.
التقرير، نشرته على حسابها على تويتر عضو الحزب الجمهوري Zineb Riboua مديرة برامج بHudson Institute، مرفقة بتغريدة تنتقد فيها “اتهام” المجلة البريطانية للملك ب”كثرة التغيب عن البلاد والساحة الخارجية”، ودافعت عن موقفها بأن “الجزائر تقف في صف” روسيا و (بالتالي يجب دعم المغرب وليس الجزائر)، وبان الملك حسب قولها يسعى الى تقوية منصب رئيس الحكومة و هو ما يجعلنا نتساءل ان كان المغرب يُدفع نحو الملكية البرلمانية في صمت وهو ما يفسر هذا الهيجان المبالغ فيه الذي خرج به البرلمان المغربي، وصمت بوريطة ووزارته على غير المعتاد، وفي نفس الوقت يثير الكثير من القلق بخصوص طغيان المفسدين في الحكومة، وصمتها عن غلاء الاسعار الفاحش”.
حذفت Zineb Riboua التغريدة، ورابط التقرير، لسبب مجهول، لكن يجب التنبيه ان عددا من المغاربة المقيمين بالخارج، والذين لهم حضور في الاوساط السياسية، او الاعلامية، ومعروفون بعلاقتهم الجيدة بالدولة، باتوا تحت مرمى القنص الجزائري، ومهددين بالطرد من مناصبهم، او المضايقة.
لكن، ما يقلق في هذا التقرير، ليس ما جاء عن كثرة تغيب الملك، وهو وضع بات أبسط مواطن في المغرب يطرحه، لكن المقلق هو ما جاء في آخر السطر في المقال.
من جهة أخرى، لا أحد يريد ان ينتبه أن واشنطن تقود حربا في أوروبا من أجل حماية أوروبا، وأن هناك خلاف قوي بين فرنسا و ألمانيا، الاولى تسعى إلى الريادة، والثانية لا تريد مغادرة عباءة السلام الذي ارتدته بعد ان كانت غول حرب. حتى إن هناك تقارير ألمانية لا تمانع في وصف أمريكا ب “الزعيم الكبير” أو ال Big Boss، فما بالك ب فرنسا؟ .
بمعنى اخر، النقاش اليوم في أمريكا، وأوروبا، هو:”ماذا بعد الحرب؟”. فحتى لو ربحت روسيا، لن تتوقف عند اوكرانيا، ولو ربحت امريكا الحرب، فستنتقل الى المواجهة مع الصين في شرق اسيا، وإن لم يحدث اي حسم للحرب من الجهتين، فكلما طالت الحرب، كلما ارتفع ثمنها، وادته دول العالم الثالث، وقد يصل الثمن الى درجة ان فرنسا نفسها سوف تستغل هذا الانشغال، وهذه الحاجة، وتدفع “متعللة بالبرود مع المغرب” إلى السماح للجزائر، او حتى مساعدتها على إطلاق شرارة حرب الصحراء، تماما كما “تنبأ” تقرير ليكونوميست المنشور على البهموت.
كل هذا لن يحله ما يقوم به البرلمان المغربي، هي مجرد سياسة نعامة تعرف جيدا أن مشكلة المغرب الأزلية في ال TIMING.
* شامة درشول