على مسؤوليتي

عزيز ادمين يكتب..شخصيا، أنا مع تقرير مصير الصحراء الغربية المغربية

نشرت

في

من العقد عند بعض المغاربة، أنه بعد تحرير الوصول للمعلومة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت، أنهم صدموا بجبل من المفاهيم التي لم تكن تلج أذنهم، بسبب الاعلام العمومي سابقا الذي كان يغذي الفضاء العمومي بمفاهيم مطلقة ومحددة.

فعلى سبيل المثال، كان مفهوم الصحراء الغربية يعني عند المغربي بسبب الاعلام العمومي، الانفصال.

حاليا، هذه العقدة تم تجاوزها، وأصبح استعمالها كتعبير عن توصيف جغرافي وليس سياسي أو قانوني.

سابقا، كان أي باحث مغربي أو غير مغربي، ينقر على محركات البحث الصحراء الغربية
Sahara occidental
Western sahara
ليجد آلاف المقالات والفيديوهات، التي تتناول فقط الطرح الانفصالي.

حاليا، أي باحث يكتب نفس الكلمات على نفس محرك البحث، يجد الالاف من المقالات التي تبين العمق التاريخي والقانوني والسياسي والجيوسياسي للصحراء الغربية المغربية .

الصدمة الان، حول مفهوم تقرير المصير، والذي لازال في أذهان الكثير من المغاربة يعني الانفصال.

أولا، لا يوجد حقوقي في العالم، لا يتبنى مبدأ تقرير المصير، وأي حق من حقوق تقرير المصير، هي جزء لا يتجزأ من المنظومة القانونية والحقوقية.

والاشكال، هو شكل تقرير المصير هذا ؟.
أرقى سبل تقرير المصير هو الاستفتاء، ولكن في إطار شروط معينة و أصحاب المصلحة هم الكثلة الناخبة.

السؤال المطروح في الحالة المغربية، ما هي الكثلة أو الجسم الاستفتائي؟.
عندما وافق المغرب بإحداث بعثة المينورسو مع البولزاريو، كانت مهمتها الاساسية هي تنظيم الاستفتاء، و بالتالي انطلقت عملية تحديد الهوية.
تحديد هوية من؟ .

البوليزاريو ومن وراءها الجزائر، استقدمت عددا من العشائر والعائلات التي تتواجد في مالي والنيجير و موريطانيا ولها امتدادات قبلية مع “النازحين” آنذاك من العيون إلى تندوف. وهو ما رفضه المغرب .

المغرب، من جانبه، سجل في لوائح تحديد الهوية أناسا مغاربة من الرحامنة وقلعة السراغنة وشفشاون، التي لها علاقة قبلية وعشائرية بأهل العيون (كمثال على ذلك الروابط العشائرية التي تربط بين سيدي عبد السلام بن مشيش، مع سيدي أحمد العروسي وقبيلة العروسين ، وأيضا مع سيدي أحمد الركيبي -الركيبات-)، فرفضتهم شيوخ البوليزاريو .

لهذا قررت الامم المتحدة منذ سنة 1999 باستحالة تطبيق الاستفتاء ، ليتم البحث عن مقترح آخر، غير الاستفتاء من أجل تقرير المصير.

فكانت حلول كثيرة، آخرها ما تقدم به المغرب عبر الحكم الذاتي.

بخصوص مقترح الحكم الذاتي، فقد مر عبر مرحلتين، من سنة 2007 إلى 2020 كان المغرب يقدم مقترح الحكم الذاتي تحت السقف المغربي كقاعدة للتفاوض (أي كحد أدنى)، ما بعد 2020 بدأ المغرب يقدم الحكم الذاتي كسقف للتفاوض ، وهو أمر طبيعي في إطار صراع دولي واقليمي متحول أن يفرض أجندته وأولوياته .

أختم بحالة خاصة وذلك بالعودة إلى مسألة ساكنة أو “شعب الصحراء” كما سبق لي طرحتها سابقا.
أنا عزيز إدمين من أصول أمازيغية بالأطلس المتوسط، لدي أخت، متزوجة من سيد ينتمي لقبيلة الركيبات (البيهات) (يعني أقصى تطرف في الانفصال)، لديهما شابين وشابة، ويقطنون بأكدير ، هل يحق لهم تقرير مصير الصحراء الغربية أم لا ، خاصة أنهم منتسبون لابيهم وفق التقاليد والاعراف؟.
وفي نفس الوقت؛ لدي أخ، كان متزوجا من امرأة من السمارة وله ابن ولد بنفس المدينة ، وهذا الشاب الان يقطن في العيون .
وفق نفس التقاليد والاعراف، فهو منتسب لابيه ، ولا يحق له تقرير مصيره !.

قدمت هذه المعطيات الشخصية كحالة خاصة، وقعت ما بعد 1990 ، فما بلكم من قرون من التعايش والتزاوج والترحال والانتقالات ، فعن أي شعب صحراوي تتحدثون ؟ هل المقيم في تندوف أو العيون أو في العرائش أم في الرحامنة أم في موريطانيا أم في مالي أم في النيجر …..؟ حتى البنية القبلية متنوعة ومتداخلة منذ القدم .

هناك شعب واحد فقط وهو الشعب المغربي بتمازج كل مكوناته .

انقر للتعليق

الاكثر مشاهدة

Exit mobile version