لا يمكن أن تزور مدينة الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب المصنفة حسب نتائج مؤشر المراكز المالية العالمية Centre index Global في نسخته الثالتة والثلاتين المنشور في مارس 2023، في المرتبة الأولى في القارة الأفريقية والمرتبة 57 عالميا، بدون ان تزور حي الاحباس بمنطقة درب السلطان الفداء: الحي التاريخي ومرافقه الدينية بهندسته المعمارية ومساجده العتيقة وبازاراته التي تستقطب الالاف من السياح المغاربة والاجانب .
اذا كان هذا الحي يعتبر من الناحية الاقتصادية مركزا مهما لاستقطاب السياح المغاربة والاجانب، و تتداول فيه الملايين من الدراهم، التي تضخ يوميا في السوق النقدي وتساهم في تحريك الحركة التجارية والاقتصادية، ستكون بالطبع وبدون نقاش تساهم بشكل مباشر في انتعاش المداخيل الجباءية لجماعة المشور بصفة خاصة وميزانية مجلس مدينة الدارالبيضاء بصفة عامة.
السؤال المطروح من طرف عدد كبير من زوار حي الاحباس، هو غياب المراحيض العمومية، مما يجعل السياح الأجانب خصوصا المسنين والمرضى يبحثون عن بديل لهذه المراحيض بالمقاهي المتواجدة بحي الاحباس على قلتها كمقهى موريتانيا او مقهى الامبريال .
عكس هذه الملاحظة التي تعتبر نقطة سوداء لمسيري الشأن المحلي لجماعة المشور بصفة خاصة ومجلس مدينة الدارالبيضاء بصفة عامة لا بد ان ننوه بالمستوى الأمني، بحي الأحباس، بفضل التواجد المعقلن للأجهزة الامنية لمنطقة الفداء درب السلطان ، من امن عمومي والشرطة السياحية المتواجدة بإستمرار بمنطقة الاحباس لضمان الامن والطمأنينة وسلامة الزوار من داخل و خارج المغرب.
ربما فكرة إنشاء مراحيض عمومية بحي الاحباس سوف لا تستدعي توفير ميزانية ضخمة، مقارنة مع المداخيل الجبائية التي يستفيد منها مجلس جماعة المشور ومجلس مدينة الدارالبيضاء، خصوصا وأن الوعاء العقاري والفضاء متوفر لمثل هذه الخدمة.
غير أن تجاهل مثل هذه الخدمات التي قد تبدو للبعض ثانوية، يمكن أن يكون سببا في تراجع عدد السياح وانكماش الحركة التجارية بحي الاحباس.
إنشاء مراحيض عمومية، على سبيل المثال، على مقربة من حدائق حي الاحباس بشكل هندسي يراعي الهندسة التاريخية للحي، من شأنه أن يزيد من جمالية هذا الحي التاريخي التجاري وسيريح عددا كبيرا من الزوار من كبار السن والمرضى الذين يبحثون عن المراحيض في المقاهي او في المساجد المجاورة مباشرة عند نزولهم من الحافلات السياحية.
فهل من آدان صاغية، لدى من أوكل لهم تدبير أمور الشأن العام بهذه المنطقة الحساسه بالعاصمة الاقتصادية؟.
اللهم إني قد بلغت.
* دريس العاشري