على مسؤوليتي

بعد مقتل هنية..ما الذي تغير حتى تصبح مسببات الحرب الشاملة قائمة؟

نشرت

في

يبدو أن الكل بدأ يترقب الحرب الشاملة، ويبدو أن وقوعها لم يعد مستبعدا، والحديث عن سيناريوهاتها بات مألوفا.

مع أنه قبل ايام قليلة، وتحديدا قبل حادثتي الاغتيال، لم يكن الواقع كذلك. فطوال الأشهر الماضية اغرقتنا التحليلات التي تقول أن لا أحد معني بهذه الحرب، على اعتبار ان اسرائيل غارقة في غزة ولا قدرة لها على فتح جبهة جديدة، وأمريكا أيضا غير معنية، وربما لن تسمح بها.

ولكن، ما الذي تغير الآن؟ ولماذا بات الحديث عن الحرب مألوفا؟ ومن هو الطرف المعني بها الآن؟ وكيف تحولت التحليلات من استبعاد الحرب الى رسم سيناريوهاتها؟ .

الملفت للانتباه في كل ما يدور ويقال عن الحرب هو الموقف الغربي، فلا يوجد جهد دبلوماسي يذكر منذ اغتيال هنية حتى اليوم لمنع تطور الأحداث. فاوروبا لم تركض هذه المرة الى لبنان “لمنع توسع الحرب”. وأمريكا بعد أن كانت تهديداتها تاتي دائما في سياق “منع الحرب الشاملة”، باتت الآن تتحدث عن “الدفاع عن إسرائيل في حال وقعت الحرب”، فهنا لم يعد رفض الحرب هو المبدأ. ولذلك نشاط وزير الدفاع الأمريكي هو الذي يتصدر نشرات الأخبار، في حين وزير خارجيتها عاد الى الخلف قليلا. وبايدن نفسه اليوم يجتمع مع “مجلس الأمن القومي”، بعد أن كان ينشط دبلوماسيا لمنع توسع الحرب .

هل هذا يعني أن هناك رغبة ما في حرب واسعة؟! ولماذا هذه الرغبة الآن؟ .

ربما الاجابة تكمن في قرار اغتيال هنية، وتحديدا اغتاليه وسط طهران! فهذا ضربة لايران قبل غيرها، وهو دعوة مباشرة للحرب! ولذلك يوجد مفردات جديدة في الخطاب الاسرائيلي تختلف عن خطابها وقت الرد الايراني في نيسان. فهي الآن تتحدث عن رد على الرد، وعن “ضربة استباقية”.

نجحت إسرائيل وحلفائها في منع الحرب الشاملة في الأشهر الاولى من الحرب على غزة. ولعله هذا واحد من نجاحاتهم الإستراتيجية. والآن بعد كل ما فعلته في غزة، يبدو أنهم أكثر استعدادا لتوسيع الحرب. ولعلها فرصة نتانياهو لإعادة فتح الملف النووي الإيراني.

المثير، أن هذا التحول الظاهر في الموقف الغربي الاسرائيلي من الحرب الشاملة، جاء بعد تسويق خدعة كبيرة، وهي خدعة “أن هذه حرب نتانياهو” وخدعة أن “نتانياهو يخوض الحرب لمصالحه الشخصية” وخدعة “المعارضة الإسرائيلية واحتمالات سقوط حكومة نتانياهو”، وخدعة “الخلاف الاسرائيلي الامريكي”.

كل تلك الأوهام والخدع تبخرت الآن، ليبدو أن الانسجام في المواقف الإسرائيلية الغربية تجاه إيران وتوسيع الحرب أكثر انسجاما! وكأنه مسار مرسوم مسبقا.

يمثل الاعلام والإعلامي العربي تحديدا وكيفية تعامله مع هذه الحرب حقلا دراسيا غنيا جدا!! فيه عشرات القضايا المثيرة للاهتمام والدراسة. فيبدو ان الرأي العام وقع في واحدة من أكبر عمليات التضليل.

* معز كراجه

انقر للتعليق

الاكثر مشاهدة

Exit mobile version